Wednesday 31 January 2018

Crisis caused by Idiot Lebanese Politicians... 31/01/2018..


The dirtiest dialogue ever between two Lebanese politicians. Some times they accuse themselves with corruption, stealing public money, bribes commissions on concealed deals within the government activities, but the recent accusations as (Baltaji), by Gebran Basil, to Nabih Berri, means Berri actions using gangs in running the country's parliament and explaining the constitution terms, that when fit with his private business, and force the other politicians to agree with him, to pass the government deals, and decisions.

What Basil as foreign secretary, insulted the Head of the Lebanese parliament, took as insulting Berri sectarian people Shia, the people took to the streets, blocking roads in the christian areas which support Basil, burning tyers and shooting in the air by machine guns to terror Basil's sectarian people and supporters.

It does not seem the created crisis will have sooner end, as the problem started between Berri and Aoun, the president of Lebanon, upon a decision regarding the military officers promotions, which they ignored Berri authority to sign that paper. Basil insult to Berri was connected to the signature, which they believe Berri has no authority to sign, and the decision forced through.

Basil did not apologize for insulting Berri, and Berri supporters are ramming Basil's supporting areas, by disrupting traffic and causing hustles in Beirut streets and other areas in Lebanon. Hezbollah supported Berri against its ally Basil.

Actually, the Lebanese parliament is illegitimate, as renewed its terms twice, and the same parliament elected Aoun as presidents, which is illegitimate action as well. The Lebanese politics was in turmoil since then, the country is divided vertically, as Hezbollah supporting the illegitimate president, and this Aoun is legalizing Hezbollah gangs authority in the country.

The present crisis in the country probably will lead, to paralyze the government and parliament activities, and the country will live in a kind of unstable economy, and on the edge of armed violence,  on the streets of the country.

As no one, though many other politicians were trying to calm down the situation,of the parties laying down activities, there is an unpredictable future for the country, as those politicians behave as gang leaders

خالد
khaled-stormydemocracy





حرب أمل والتيا ر لن تتوقف... ولو حصل مئة اعتذار
مروى غاوي
شارع مقابل شارع، فيديو مسرب يدعو الى تكسير رأس نبيه بري وجمهور أملي يشتم جبران باسيل ويلعن رئيس الجمهورية... جبران لم يعتذر وشارع أمل لم يقصر"محاولة اقتحام ترويع وقطع طرقات"، كل الخطوط الحمراء سقطت في ليلة الاثنين المشؤومة، المشهد كان اقرب الى فيلم سينمائي تدور احداثه بين رجال العصابات ولا يمكن ان يرتقي الى مجرد خلاف سياسي نشأ على خلفية مرسوم وتطورت احداثه بفيديو مشبوه ادى الى انفلاش الامور ومحاولة تطيير البلد والتسوية السياسية التي قامت مع بداية العهد الجديد.
ثمة من يلوم جبران باسيل على"زلة اللسان" في الحضور الانتخابي البتروني بالتسرع وعدم مراعاة المواقع، وثمة من يعتبر ان غلطة الشاطر بألف غلطة وان ما قبل الفيديو ليس كما بعده، وثمة من يدافع عن موقف رئيس التيار بالقول ان باسيل يحاول تصويب البوصلة وفرض معادلة الشريك المسيحي القوي الى جانب المسلم القوي، وان ما قاله باسيل بالسر يقوله كثيرون في المجالس السرية، لكن هذا لا ينفع في التبرير وتصليح الأمور التي تحتاج الى معجزة لاعادتها الى مساراتها، فباسيل ليس في وارد الاعتذار أقله حتى الساعة، اكتفى بالتعبير عن الأسف فقط لتسريب الفيلم فيما حولت ارتكابات شارع أمل والعبارات التي صدرت عنه ضد رئيس الجمهورية ووزير الخارجية مجرى الاحداث من "المعتدي الى معتدى عليه" ايضاً وعلى قاعدة "وحدة بوحدة".
القراءة في سطور الأزمة تظهر ما يلي، الاصطفافات السياسية كلها صبت لمصلحة رئيس المجلس، فحزب الله أصدر بيان مؤازرة لبري، جنبلاط تموضع الى جانب الشريك في عين التينة، المردة دعت الى الاعتذار وقبول الاعتذار، فيما بدت مهمة الحريري اشبه بالمستحيلة، اتصالات بعين التينة وايفاد "نادر ونهاد" لتطويق ذيول التصريح الباسيلي وجواب حازم من عين التينة "القضية كبيرة ولا تحل بتبويس اللحى".
 حاول رئيس الحكومة على مدى الاربع وعشرين ساعة الماضية ان يكون اطفائي الحريق الكبير الذي اندلع بين عين التينة والشالوحي، لكن الحريري تلقى بداية اجوبة من عين التينة تلبسه تهمة التوقيع على مرسوم الأقدمية الشهير، وعلى مدى الاربع وعشرين ساعة الماضية كان الحريري قلقاً ظهرت على محياه معالم الوجوم والقلق في اجتماعات القصر، يقول عارفوه ان الحريري تظهر الازمة دائماً على وجهه وتعابيره فلا يملك قدرة "السياسيين الخبثاء في اخفاء المعالم، بدون شك فان رئيس الحكومة استذكر ايام المحنة السعودية ووطأة ما حصل عشية الاثنين شبيه بما حصل في الرابع من تشرين الاول، وهو واقع بين "شاقوفي" بعبدا وعين التينة، فلرئيس الجمهورية فائق الامتنان والشعور الدائم برد الجميل "ولرئيس المجلس كامل الاحترام فهو سيد اللعبة السياسية واستاذها، وعليه فان الحريري حاول ان يتسلل لفرض التهدئة وترتيب الامور، وعينه على التسوية السياسية فبقاء الخلاف والتشنج يعني سقوط التسوية السياسية التي تم تدعيمها بعد ازمة الرياض، وبالتالي تعطيل الحكومة والمجلس النيابي وضرب العهد، هذا ما يفسر تجهم وجه سعد الحريري في بعبدا.
رئيس الجمهورية دخل على خط الازمة ببيان لاعلام الرئاسة يعرب فيه عن أسفه لتدني الخطاب السياسي ولوقوع خطأ بني على خطأ مسامحاً من تعرض له ولعائلته، بدوره التزم تكتل الاصلاح والتغيير سقف الخطاب الرئاسي، معتبرا ان ما حصل تم استدراكه باسف ابداه باسيل لما جرى وعلى قاعدة ان الكرامات متساوية بين الفيديو وما حصل امام الشالوحي، مما يعني ان "لا" اعتذار بالمباشر والشخصي بعد ان ساوت احداث اليومين بالكرامات.
هل اصبحت التسوية السياسية في خطر وهل يملك حزب الله حلولا سرية تنفع في الازمة؟ ثمة من يعتقد ان العودة الى ستاتيكو ما قبل الفيديو وترميم الجسور يحتاج الى جهود استثنائية ومن الصعب معرفة ما اذا كان ذلك متاحاً في المدى القريب المنظور او قبل الانتخابات النيابية، فحزب الله لم يستطع ان يفعل شيئاً في حشرة المرسوم لتقريب وجهات النظر بين حليفيه وبعد تسريب الفيديو تفاقمت التعقيدات اكثر.
بدوره الرئيس الحريري يبدو كمن اضاع مفتاح الحل ولا يملك مبادرات و"يداه مشلولتان" بعدما سدت عين التينة الابواب في وجه فاعلي الخير على خط الازمة، اطالة الازمة يعني ان مصير التسوية سيصبح بخطر، والخلاف سيتمدد الى كل الملفات والى الانتخابات النيابية التي تواجه استحقاق تطييرها والا فان المواجهة ستكون قاسية بين "الأستيذ" والتيار من جزين الى جبيل لتأليب الشارع الشيعي ضد التيار وبعدما اصبح جمهور التيارين غير متقبل لاي تحالف ولو حصل مئة الف اعتذار.
قد تسلك التدخلات طريقها لايجاد مخرج للازمة، لكن ما في القلوب يصعب محوه بسهولة، ما قاله نواب أمل في جبران باسيل قد يفوق بمرات كثيرة مرارة وايذاء ما قاله باسيل في بلدة محمرش البترونية باضعاف الاضعاف، قد يكون الاجدى اصلاح ما افسده الدهر بالنفوس قبل التوهم باصلاح ما لا يمكن ان يصبح جيدأ في يوم من الايام كعلاقة بري وعون او بري باسيل.

#نشر_الغسيل_الوسخ

بدن تقف بالشالوحي بالزلط
وتقول لمشرّع الدستور غْلُط
وعالبيت انت الزلمي الموهوب
صرت بالسياسه المعجزه مطلوب
وماشي مش مصدّق بالمقلوب
اكيد هيك آخرتك يا حبوب
تطلب النيابه ولو بالصين
وجماعتك الاورنج اكيد عارفين
نائب يمكن تشوفها بالمنام
لكن باليقظه هَرْم وفرط
https://twitter.com/demostormer/status/958264404667232256
#نشر_الغسيل_الوسخ
خالد
#نشر_الغسيل_الوسخ
https://youtu.be/5ib1vPuyJ6w
https://twitter.com/demostormer/status/958264404667232256

#نشر_الغسيل_الوسخ

#نشر_الغسيل_الوسخ

لما كانو اصحاب واحباب
ينزلو ع الشارع مجرّيه
واختلفو لاتفه الاسباب
صارو يهيصو متل الواويه
هي السياسه غرقتهن
او انو اليوم قلّة قيمتهن
مختلفين على قسمة جبنه
او سمسره والدولار حفنه
كلكن حكّام مش شرعيين
عن قصد او انتو مش منتبهين
عم بتخربو البلد يا شباب
https://twitter.com/demostormer/status/958096854515888128
#نشر_الغسيل_الوسخ
خالد
#نشر_الغسيل_الوسخ .. بالاذن من زياد

هي بلد..... لأ مش بلد
هيده مزرعه مسكونه بني آدمين
شو مايحكو ع بعضهن فهمانين
ومش مفروض يتدخل أحد
الوساخه بالتخاطب ما مخليين
وتغطيه ع السرقه قايمين
اذا اختلفو تنين بلطجيه
بصير في حرب اهليه مدويّه
والناس مش داريين متفرجين
https://twitter.com/demostormer/status/957965981107806209
#نشر_الغسيل_الوسخ
خالد
#نشر_الغسيل_الوسخ

ما تقدرو قديش مبسوطين
كل فسادكن وانتو ساكتين
الصدفه عجقة البلد باخباركن
وانشر عسيلكن الوسخ بداركن
ما توقفو بدنا اياكن تجودو
ليبان كل الفساد وما تعودو
تحكمو هالبلد المعتر التعيس
بوجودكن وسياسة الحيص بيس
منتمنّى تدمرو بعضكن
صرنا ببلدنا يا عهّار مستوطنين
https://twitter.com/demostormer/status/957764931977400320
#نشر_الغسيل_الوسخ
خالد
#شو_بعدك_ناطر

يا شعبنا لبنان العظيم
شعب كاتم ع جرح الضيم
حكّامك نازلين ببعضهن
تشريح وناشرين فضايحهن
كانو ساكتين عنها سنين
لدخل بينهن ابليس اللعين
وبينو بدون وراق التوت
من الجنوب للشمال لبيروت
بالزلط متل ما الله خلقهن
وما تابو بالعهر بعدهن
بخط الزندقه المستديم
https://twitter.com/demostormer/status/957668638059913216

#شو_بعدك_ناطر
خالد

قراءة في احداث الشغب التي وقعت في لبنان رداً على تصريحات الوزير باسيل

حسان القطب (المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات) 
30 يناير، 2018

ما جرى في لبنان من احداث شغب، كشف حجم هشاشة الاستقرار، كما فضح عمق الانقسام بين السياسيين اللبنانيين سواء في ارتباطاتهم او في مخططاتهم، واهدافهم، كما تبين للجميع ان التفاهمات والاتفاقات التي تبرم بين القوى السياسية اللبنانية، سرعان ما تنهار على وقع تضارب المصالح، وتفاوت المغانم، او الحصص..
لذلك لا بد من قراءة تداعيات ما تم نشره من تسريبات صوتية مرفوضة شكلاً ومضموناً اطلقها وزير خارجية التيار الوطني الحر، جبران باسيل، بحق رئيس مجلس النواب نبية بري، او طبيعة رد الفعل الذي اطلقته حركة أمل في شوارع مختلفة من مدينة بيروت والضاحية الجنوبية او في مناطق اخرى من لبنان… بالرغم من انها كانت مضبوطة ومنضبطة ومقرر لها ان لا تتجاوز حدود ما شاهدناه حتى لا تخرج عن السيطرة لذا كانت ممنهجة ويمكن القول مبرمجة ومتنقلة بين المناطق والاحياء والشوارع، وكانت رسالة بالصوت والصورة، إضافةً الى انها عالية النبرة موجهة لرئيس الجمهورية قبل ان تكون في وجه رئيس التيار الوطني الحر..
بناءً على ما سمعناه وشاهدناه، يمكن اعتبار الحكومة الحالية اعتباراً من الان حكومة تصريف اعمال.. لا اكثر…مهما تم اطلاقه من تصريحات ومواقف مغايرة….
إن إمكانية حصول الانتخابات النيابية المقبلة والمقررة في شهر أيار المقبل… قد اصبحت في خطر، مع انقسام الشارع اللبناني وانفراط عقد الحلفاء الاقوياء….
إن إطلاق التصريحات بهذه القوة والجرأة ويمكن القول الخارجة عن المالوف في العمل السياسي، والعبارات التي استخدمت في ترجمة الخلاف بين القادة السياسيين، يؤكد ان ما جرى هو نتيجة تراكم معطيات كثيرة اقليمية ودولية، تتقاطع وتشير الى خطورة المرحلة المقبلة وما قد يتعرض له لبنان، في حال استمرت الحكومة في تجاهل الواقع الفوضوي والسلاح المنتشر، وعدم الاعتراض على التدخل الذي يمارسه فريق لبنان في ساحات عربية ودولية.. والتحقيق الاميركي حول نشاطات حزب الله الارهابية او تلك المتعلقة بالمخدرات.. مؤشر خطير…يجب متابعتها بعناية وبجدية…؟
إن تصريحات وتهديدات رئيس وزراء اسرائيل للبنان، بكافة مؤسساته وشعبه..تتناغم مع التصريحات والمواقف الاميركية، ومع حالة الحصار السياسي التي يعيشها لبنان، وتعطل الحياة السياسية المنتجة والانكماش والتراجع الاقتصادي في لبنان…. واي انقسام سياسي او مذهبي او ديني سوف يكون مؤشراً سلبياً… يعزز فرص العدوان على لبنان وشعبه…
تبين ان التفاهم الذي ابرم على عجل في 6 شباط /فبراير من عام 2006، بين حزب الله، والتيار الوطني الحر، في كنيسة مار مخايل، كان اتفاقاً مرحلياً، بحيث حظي حزب الله وحليفته حركة امل، بغطاء مسيحي كانت تفتقده لمواجهة مرحلة الانكفاء السوري عن الساحة اللبنانية.. ووصل رئيس التيار الوطني الحر الجنرال ميشال عون الى سدة رئاسة الجمهورية، كنتيجة حتمية لهذا الاتفاق…. الذي استفاد منه الطرفين في مرحلة صعبة من تاريخ لبنان…وكما يبدو فقد وصل التفاهم الان الى نهايته غير السعيدة…مهما حاول البعض ان يضفي عليه بعض التجميل او اعادة إنتاجه بطريقة من الطرق..
إن استخدام الشارع بهذه الطريقة قد اكد ان التناغم بين الكبار لا ينعكس بالضرورة على القواعد الشعبية، ويبقى استخدام الشارع وسيلة ضغط مفضلة لدى بعض القوى السياسية وعلى راسها الثنائي الشيعي، الذي يستطيع استخدام هذا الخيار وحمايته ورعايته…
إن من الواضح ان السلاح يحمي السلاح، كما قال نصرالله في السابع من أيار عام 2008، وكما يبدو ليس السلاح فقط، بل المشروع السياسي ايضاً والرموز السياسية التي تغذي التسلح وتستفيد من وجود هذا السلاح وانتشاره… إذ وقفت القوى الامنية بكافة مسمياتها شاهدة وليس متدخلة على جملة ممارسات فوضوية خطيرة والسبب ان اية مواجهة سوف تؤدي الى اندلاع صراع مسلح…
كما لم نسمع عن اية استنابات قضائية او مذكرات توقيف بحق متظاهرين او ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي لما شاهدناه وقراناه وسمعناه من شتائم والفاظ نابية تجاوزات الخلاف السياسي بمراحل، يصعب معها توقع نتائجها وتداعياتها..
واختفت مع الفوضى الامنية، تلك البيانات التي تصدر عن مرجعية امنية دأبت، تحدثنا عن أهمية الامن الاستباقي، والاعتقالات الوقائية، وقراءة افكار المتطرفين والمتشددين، قبل ارتكابهم للفعل الجرمي.. وكأن ما جرى امس من ممارسات لا يتضمن اية افعال متطرفة او تهديد السلم الاهلي والعيش المشترك، حتى ان احدهم كما ذكرت محطة تلفزيونية قد غاب عن السمع..؟ عندما حاولت الاتصال به…
لقد اعترض الوزير باسيل على عدم مناقشة مشاريع قوانين قدمها التيار الوطني، واعتبر ان تغييب المجلس النيابي عن العمل التشريعي يعتبر من اعمال البلطجة..؟ ولكنه هو نفسه، كان مرحباً ومؤيداً، بل ومشاركاً لاغلاق المجلس النيابي مدة عامين، في وجه حكومة الرئيس السنيورة..؟ وفي حصار مقر مجلس الوزراء وتعطيل الحياة السياسية في لبنان، وفي تدمير القطاع الاقتصادي في الوسط التجاري لمدينة بيروت…؟
لقد امتنع المجلس النيابي بشكل رسمي او بالتهرب، لأكثر من سنتين ونصف عن انتخاب رئيس للجمهورية خلفاً للرئيس السابق ميشال سليمان…؟ وكان هذا التصرف كما اشيع ونشر وقيل حينها انه سلوك في قمة الرقي وشكل من اشكال الممارسة الديمقراطية..؟ فماذا تغير..؟ من ذاك الحين الى يومنا هذا..؟ سوى تضارب المصالح..؟ بين المتخاصمين اليوم حلفاء الامس… على الوطن والكيان والاستقرار..؟
إن من الصعب بل من المستحيل تجاوز تداعيات ما جرى، بمجرد لقاء واعتذار وتبادل التصريحات، واعتبار ان ما جرى هو مجرد غيمة صيف عابرة…إذ لا يمكن بناء وطن ومؤسسات خارج اطار القوانين، التي تضبط الاداء والممارسة، ولا يمكن اعتبار هذا السلوك او حتى القرار مقبولاً في مرحلة معينة ومرفوضاً بل خطيراً في مرحلة اخرى..؟

كما يجب القول ان مستقبل لبنان الوطن والكيان سياسياً وامنياً واقتصادياً، لا يمكن ان يبقى رهينة مواقف سياسية متضاربة ومصالح فئوية متباينة…؟ الى جانب بقاء السلاح غير الشرعي منتشراً بقوة وكثافة بين يدي فريق لبناني..؟ وفي خدمة محاور اقليمية ودولية لا ترى في لبنان سوى انه ساحة تصفية حسابات وإطلاق رسائل في كافة الاتجاهات، ولا في ان يقع لبنان ضحية حربٍ عدوانية اسرائيلية تحرق الاخضر واليابس..؟ فكيف من الممكن انقاذ لبنان والشعب اللبناني من مغامرات سياسيين لا يحسنون تقديم مواقفهم السياسية بلغة واقعية وموضوعية وفي ترجمة خلافاتهم تحت قبة البرلمان لا في الشارع وعلى صفحات التواصل الاجتماعي..؟

أين الـ12 مليار دولار؟

صرفت على تخصيص للكهرباء خلال 7 سنوات

تقاسم نفوذ في المربعات الامنية في مخيم عين الحلوة

خاص جنوبية
27 يناير، 2018


دور الحديث في وسائل الإعلام عن مخيم عين الحلوة وقد تحول إلى بؤرة أمنية خطيرة تؤذي محيطها، لكن هذا المخيم تحول، وخلال عقدين من الزمن، إلى مجموعة من الأحياء المستقلة نسبياً والمتصلة نسبياً حتى يمكن القول، وبعد سنوات من محاولة ضبط الأمن فيه بصورة موحدة ومن خلال قوة أمنية مشتركة تبسط سلطتها عليه، إنه فقد وحدته كمخيم، وباتت القوة الأمنية المشتركة غير قادرة على الدخول إلى الأحياء كافة، وبات بعضها يتمتع باستقلالية شعبية وأمنية نسبية.

حتى أن اللجنة الشعبية المسؤولة عن المخيم بصفتها سلطة محلية حسب اتفاق القاهرة تحولت إلى لجنة استقبال الوفود والقيام بجولات في مساحات محدودة من المخيم. ويبدو أن الجدار الأمني والسياج الحديدي هما ما يجمع أهالي المخيم في مساحة واحدة. يدخلون إليها ويخرجون منها عبر بوابات محددة.

يسكن في هذه المساحة التي لا تتعدى مساحتها 1.5 كلم2 أكثر من ستين ألف بعد ضم مساحات جديدة إلى مساحة المخيم الأصلية، مثل البركسات وبستان اليهودي وحي أوزو وجبل الحليب وتجمع خط السكة.

والأحياء الموجودة في المخيم كل منها عبارة عن تجمع سكاني يعود إلى أهل قرية أو بلدة في فلسطين لجأوا إلى هذه المساحة وأقاموا خيمهم ثم بنوا بيوتهم بالقرب من بعضهم البعض.

اللجان الرديفة

في حين حطين هناك لجنة شعبية خاصة بأهالي الحي الذين يسكنه عائلات أتت من حطين وعائلات أخرى من قرى أخرى مثل لوبية، وهذه اللجنة تتحدث بإسم الحي وتقيم علاقات وزيارات إلى فعاليات صيدا بإسم الحي، مثلاً كانت تتابع موضوع مجمع عزام الترفيهي وتطالب بإبقائه داخل المخيم وأن لايمر فيه الجدار الأمني.

أما في حي عرب الغوير ونميرين فهناك لجنة شعبية أخرى على علاقة جيدة مع مختلف الأجهزة والفعاليات اللبنانية.
وفي حي الزيب فنجد لجنة شعبية أهلية ضعيفة يسيطر عليها آل قبلاوي بسبب خلافات العائلة مع عائلات أخرى في البلدة نفسها. أما في حي صفورية فإلى جانب اللجنة هناك مجلس شورى يجتمع دورياً لأخذ القرارات التي يراها مناسبة لأهل الحي.
وفي حي البركسات نجد لجنة شعبية شكلها أحد الأطراف السياسية الأساسية وفي حي طيطبة وبدلاً من لجنة هناك لجنتان إحداها لأهل طيطبة وحسب، والثانية مشتركة بين أهل طيطبة وعرب زبيدة. وفي جبل الحليب لجنة تضم أنصاراً لطرف سياسي فاعل.
ووسط كل هذا الموازبيك هناك لجنتان شعبيتان الأولى تتبع لمنظمة التحرير الفلسطينية والثانية تتبع لتحالف المنظمات الفلسطينية وهي المنظمات التي خارج إطار المنظمة ولا علاقة لها بالقوى الإسلامية.
الوضع السياسي والأمني
بعد دخول الجيش اللبناني إلى المنطقة عام 1991، وتمركزه حول المخيم المذكور، تراجعت الوحدة السياسية في المخيم المذكور. حتى وصل إلى لحظة إعلان القيادة الفلسطينية أن لا مشروع سياسي لها في لبنان وأصدرت إعلان فلسطين عام 2008 الذي تضمن نقداً للتجربة الفلسطينية في لبنان وخصوصاً فترة الحرب الأهلية واعتذرت من اللبنانيين من دون أن تطلب اعتذاراً مقابلاً.
لم ينتج هذا الوضع الجديد خطة تطالب من أجل الوصول إلى الحقوق الإنسانية وبدت القوى الفلسطينية عاجزة عن إعلان برنامج نضالي يدافع عن اللاجئين الفلسطينيين الذين يعانون من حصار وتمييز واضحان. فكان من الطبيعي وضمن ثقافة الغيتو أن تبرز اتجاهات جدية في وسط اللاجئين وخصوصاً في مخيم عين الحلوة التي تجد في شعار “الإسلام هو الحل” الملاذ الأخير أمامها. فشارك أفراد من أهالي المخيم في معارك العراق ضمن تشكيلات إسلامية متشددة وكذلك في سورية وبرزت اتجاهات إسلامية متشددة في المخيم المذكور إلى جانب سيادة الأفكار الإسلامية العامة بصفتها مكون أولي وأساسي في الهوية للاجئين الفلسطينيين. فكيف صار الوضع حالياً في المخيم المذكور؟
تشكيلات متشددة
عندما يذكر حي حطين تقفز إلى الذاكرة ما يقال عن توفيق طه والمشتبه أنه مسؤول جبهة النصرة (القاعدة) والذي هو من صفوري ويسكن حي الطوارئ ويقضي أوقاته في حي حطين. أما يوسف شبايطة المعروف أنه صديق ورفيق المحتجز نعيم عباس يقيم في حي حطين بشكل دائم، فيما نجد في الحي أفراد على علاقة بمجموعة بلال بدر مثل رائد جوهر ونمر عيسى وإبراهيم زعيتر المعروف بالمنغولي، فيما يتواجد مجموعة من عصبة الأنصار التي تحاول أن تتعاطى بشكل جيد مع الوضع العام، وخصوصاً بعد إعلان مسؤوليها التزامهم السياسة السعودية. لكن الملاحظ أن عدداً من مجموعة المقدسي التي يترأسها فادي الصالح قد انتقلت إلى الحي المذكور وهي مجموعة تحظى بدعم من حماس وسرايا المقاومة والشيخ ماهر حمود، هذا إلى جانب قوى فلسطينية تقليدية مثل فتح وحماس.
أما حي عرب الغوير – نميرين فلا وجود لقوى إسلامية متشددة فيما لوحظ أن أحد أعضاء عصبة الأنصار (أبو عاشور) قد سُلّم إلى السلطة اللبنانية بسبب إقدامه على قتل ابن بلاطة. وهناك وجود ملحوظ لحركة حماس.
خلافات عائلية
وفي حي الزيب يبدو أن الخلاف يتعلق بالعائلات فعائلة خليفة على علاقة بعصبة الأنصار فيما عائلة قبلاوي محسوبة على حركة فتح ويمكن القول أن الوجود الأساسي في هذا الحي لحركة فتح، جماعة اللينو، وأنصار الله (جمال سليمان).
وفي حي سعسع حيث يسكن عضو قيادة عصبة الأنصار أبو طارق فإن العصبة هي المسيطرة على الحي. فيما منطقة الملعب فتسيطر عليها حركة فتح. وفي حي صفورية نجد حركة فتح، وجماعة اللينو وجمعية المشاريع (الأحباش) وكذلك في حي عمقة – السوق التجاري.
وكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن حي المنشية لأنه يأوي الفنان فضل شاكر الذي كان يسكن في منزل الإسلامي رامي ورد ثم انتقل إلى منزل مستقل وينظر أن هذا الحي بصفته معقل الحركة الإسلامية المجاهدة، إلى جانب عناصر لفتح وأخرى إسلامية من الشباب المسلم. ومن هذا الحي هاجر أشخاص من آل مبارك (داعش) إلى العراق.
وفي حي بستان القدس، فإن التواجد الأساسي لحركة فتح مع عناصر لأنصار الله. وفي مخيم الطوارئ فإنه معقل المجموعات الإسلامية المتشددة فهناك داعش (هيثم الشعبي – وفتح الإسلام وجند الشام بالإضافة إلى عصبة الأنصار).
نفوذ فتح
وفي حي البركسات هناك تواجد طاغ لحركة فتح وجماعة اللينو. وفي حي طيطبة حيث معقل أسامة الشهابي (النصرة) هناك عناصر إسلامية متشددة أيضاً، وشقيق الشهابي على علاقة جيدة مع حزب الله والأجهزة اللبنانية. أما حي عقبرة فلا وجود لحالات إسلامية بل لحركة فتح من خلال آل الميعاري.
ويشغل حي الصفصاف مركزاً لقوى إسلامية مختلفة فهناك طه شريدي (عصبة الأنصار) ويعيش فيه عبد فضة، أبو جمرة كذلك انتقل إليه بلال أبو عرقوب وشادي صبحة. كما يسكنه جمال حمد الذي هو الأب الروحي للشباب المسلم. وفي حي رأس الأحمر فالسيطرة لحركة فتح (آل الشايب، فرهود) وقد سكن في أحد أطرافه حالياً بلال بدر.
وساطات حماس
أما حي الطيري غالباً شبه مدمر ولا وجود لأحد فيه. وفي جبل الحليب فالسيطرة لحركة فتح إجمالاً. وتسيطر عصبة الأنصار على حي السميرية. ويسكن حي أوزو لاجئون من مخيمات أخرى، وتجد فيه عناصر إسلامية متشددة بدون تنظيم متماسك.
وفي مخيم المية ومية فالسيطرة حالياً لتنظيم أنصار الله الذي ارتكب منذ نحو عامين مجزرة بحق عناصر من جماعة اللينو، وإلى جانب أنصار الله هناك حماس وفتح.
أما حركة حماس فهي تتواجد في معظم أحياء المخيم وتحاول دائماً أن تلعب دور الوسيط بين الأطراف المتنازعة وعلى علاقة جيدة مع الشيخ ماهر حمود والأجهزة اللبنانية فيما تربط حركة فتح بالسلطة اللبنانية

معركة ٨ آذار: ثلث المجلس... بلا "الوطني الحر"


منذ أن بدأ التحضير للانتخابات النيابية يأخذ منحىً جدياً، باشرت وسائل إعلام تدور في الفلك السعودي التهويل بـ«الخطر» الذي سينتج من استحقاق 6 أيار 2018: سيطرة حزب الله وحلفائه على لبنان، عبر حصولهم على أكثر من نصف مقاعد المجلس النيابي.
هذه الفرضية التي «تبشّر» بحصار أميركي سيُطوِّق البلاد، بعد الانتخابات، مبنية على سيناريوهات لا أساس لها على أرض الواقع، لأسباب شتى، أبرزها اثنان:
أولاً: التشرذم الذي أصاب فريق 14 آذار، أصاب أيضاً فريق 8 آذار ــ التيار الوطني الحر، وإن بصورة أقل «زلزالية». في الفريق الأول، لم يعد ثمة «كبير» يجمع. في الثاني، يحافظ حزب الله على علاقة «فوق العادة» مع جميع الذين تحالف معهم منذ عام 2006، وإن لم يكونوا على وئام في ما بينهم.
ثانياً: التيار الوطني الحر ملتزمٌ تحالفاً يبدو استراتيجياً مع تيار المستقبل. وبذلك، لم يعد ممكناً الحديث عن تحالف يُسمى 8 آذار يضم التيار العوني، ولا عن ائتلاف يقال له «8 آذار ــ التيار الوطني الحر». تحالف 8 آذار هو الذي يضم حلفاء المقاومة وسوريا الذين يواجهون في الانتخابات القوات اللبنانية وتيار المستقبل. وغالبية أعضاء هذا الحلف متفاهمون إلى حد بعيد مع «الوطني الحر». ولا شك في أن هؤلاء يريحهم الحصول، مجتمعين، على أكثر من 64 نائباً في الانتخابات. إلا أن هذا الأمر لم يُحدَّد كهدف مشترك للاستحقاق المقبل. وفي ظل التفاهم بين التيارين، الأزرق والبرتقالي، النصف زائداً واحداً لم يعد هدفاً بحد ذاته، فضلاً عن أنه لا يقدّم ولا يؤخر.
حتى الساعة، تؤكد مصادر 8 آذار أن الهدف الأول لفريقها هو تحقيق نتيجة الثلث في المجلس النيابي (43 مقعداً). وتجزم بأنّ هذا هو الهدف الثاني الذي يسعى إليه حزب الله وحركة أمل. أما هدفهما الأول، فهو الحصول على 27 مقعداً شيعياً، من أصل 27. في الجنوب، تبدو المهمة سهلة إلى حد ما. في الدائرتين، الزهراني ــ صور، والنبطية ــ بنت جبيل ــ مرجعيون ــ حاصبيا، يكفي العمل على رفع نسبة الاقتراع إلى حد قياسي، لضمان عدم حصول أي لائحة منافسة على الحاصل الانتخابي الكافي لتمثّلها بنائب واحد. وفي بعبدا وبيروت والبقاع الغربي وزحلة وجبيل، المقاعد الشيعية مضمونة للثنائي. المعركة المتوقعة ستُخاض في البقاع الشمالي (10 مقاعد: 6 شيعة، سنيان، كاثوليكي، وماروني؛ أكثر من 310 آلاف ناخب، بينهم نحو 225 ألف شيعي، و44 ألف سني، و42 ألف مسيحي). وحتى اللحظة، بات من شبه المحسوم أن يترشّح خمسة «حزبيين» و«أمليين»، إضافة إلى اللواء جميل السيد، للمقاعد الشيعية. ويريد الثنائي فعل كل ما في وسع كليهما لضمان عدم حدوث أي خرق في المقاعد الشيعية، بالدرجة الأولى، مع السعي إلى تحصين أكبر عدد ممكن من المقاعد الأخرى، علماً بأن خسارة اللائحة لمقعدين على الأقل غير قابلة للنقاش.
الحزب والحركة حرّكا ماكينتيهما. وكذلك فعل حلفاؤهما. والهدف، هو الثلث. إلى جانب الهدف الأول للثنائي (27 نائباً شيعياً)، سيكون من السهل على باقي مكونات 8 آذار الحصول على 17 مقعداً في الحد الأدنى: مقعد في عكار، اثنان من طرابلس ــ المنية ــ الضنية، 3 في بشرّي ــ زغرتا ــ الكورة ــ البترون، مقعد في كسروان ــ جبيل، مقعد في بيروت الثانية، مقعدان في الشوف ــ عاليه، مقعد في زحلة، مقعد في البقاع الغربي، مقعد في البقاع الشمال، مقعد في صيدا، مقعد في الزهراني، ومقعدان في مرجعيون. 44 مقعداً، أي، الثلث زائداً واحداً. يُضاف إليه إمكان تحصيل مقعد ثالث في طرابلس ــ المنية ــ الضنية، وثانٍ في بعلبك الهرمل، وثالث في مرجعيون وواحد (قومي) في المتن الشمالي...
الخلاصة أن المعركة هي على «الثلث» الذي كان السلاح الأبرز الذي استُخدِم سابقاً لمنع انتخاب رئيس للجمهورية غير العماد ميشال عون.
لا يُقال هذا الكلام في العلن. لكن مصادر في 8 آذار، سواء من أحد شِقَّي الثنائي، أو من حلفائهما، تتحدّث به بثقة. يوم أمس، قال الرئيس نبيه بري لنواب لقاء الأربعاء إن «من يريد أن يتكلم معي بشأن التحالف، عليه أن يذهب أولاً إلى حزب الله، ومن يريد أن يتكلم مع الحزب بشأن التحالف عليه أولاً أن يتكلم معي، نحن اثنان بواحد». وقبل أيام، قال لمسؤولي حركة أمل إن «التحالف بين حزب الله وحركة أمل يحمينا ويحميهم، اليوم، وفي المستقبل». ثم أضاف: «ليس تحالفاً انتخابياً وحسب، بل تحالف شامل. والتنسيق بينكم وبين الإخوة في الحزب يجب أن يكون على أعلى المستويات».
وبحسب مصادر «حركية»، أشار بري إلى أن «هذا التحالف، بالتفاهم مع شركائنا وشركاء الحزب، يحمي البلد». تفسّر مصادر في 8 آذار العبارة الأخيرة بالقول: «الحصول على الثلث في المجلس النيابي المقبل هو ضمانة للطائف، لا للمقاومة وحلفائها وحسب».

المرسوم مقابل المثالثة

بيار البيروتي
18 يناير، 2018


إنّها لعبت الإلتفاف على الطائف والدستور وتفسير مضمونه غير الواضح أصلًا من كل تيار سياسي وشريحة طائفية حسب مصلحتهم.

الكل يعرف ماذا حدث قبيل الانتخابات الرئاسية والكلام حول السلة الوزارية.

الكل يعرف إصرار الثنائي الشيعي (حزب الله-أمل) على وزارة المال للمرة الثانية على التوالي، وكأنه كان يخطط مسبقا للعب في هذه الورقة في كل قرار يصدر أم بتمريره أم برفضه أم بتعديله بحجة توقيع وزير المال.

قانونيا:

لا يوجد أي نص في الدستور أو في القوانين والأنظمة المالية والادارية يجعل وزير المال قيماً ومراقباً على أعمال سائر زملائه الوزراء، ذلك أنّ المادة 14 القديمة من الدستور أو المادة 66 في  فقرتها الثانية من الدستور المعدل عام 1990 جعلت كل وزير قيماً على شؤون وزارته إسوة بسائر الدساتير المعمول بها في الانظمة البرلمانية في جميع بلدان العالم – المرجع الاول والأعلى في إدارته ولا يشترك معه لممارسة صلاحياته ولجعل قراراته قانونية وأصولية ونافذة وزير المال”.

ان أصرار الرئاسة الثانية على توقيع وزير مال الذي ينتمي سياسا الى كتلة رئيس مجلس النواب رغم أعتراف هذا الأخير بأحقية مرسوم الترقية لضباط  دورة 1991، يهدف إلى تسجيل سابقة دستورية  قد ينتج عنها عادة قد تتكرر كل مرة في كل القرارات الوزارية  ولتثبيت مبدأ المثالثة حيث يكون الوزير المال دائما من الطائفة الشيعة الكريمة ويكون توقيعه ملزما على كل القرارات الى جانب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء.

حادثة اذا حدثت قد يكون عواقبها وخيمة على صيغة التوافق والكيانية للبنان ونكون بها ضربنا الدستور الذي ينص على المناصفة وقدمنا انتصاراً سياسياً وشعبياً لحزب قد يستخدمه لمصلحة انتخابية وخارجية.

احتقار المؤسسات واحترام الوصاية من شيم….الثنائية

محمد عبد الحميد بيضون 
19 يناير، 2018

الصورة الاولى يظهر فيها قائلاً ان الضعيف يذهب الى القضاء وبذلك يوجّه الصفعة الاولى للقضاء ولو ان مجلس القضاء الأعلى لم يرد او بقي غير مكترث بهذا الحكم الفظيع بحق القضاء وتالياً كل مؤسسات الدولة، أمّا الصفعة الثانية فأتت بحق هيئة الاستشارات والتشريع في وزارة العدل اذ عندما أصدرت رأيها القانوني في موضوع مرسوم اعطاء أقدمية لضباط دورة عام ١٩٩٤ وجاء هذا الرأي في غير مصلحة بري ،رد بري بأن هذا الرأي هو “غب الطلب” اي ان القضاة كانوا مطواعين للذي طلب منهم هذا الرأي ولَم يحترموا الأصول المهنية معرّضاً بذلك بوزير العدل ومن عيّنه وبالقضاء وأحكامه.
الصورة الثانية تتعلق بقانون الانتخاب. القانون يحتاج الى العديد من التعديلات ليصبح قابلاً للتطبيق ولكن بري الذي نجح في نسف مبدأ ان ينتخب المواطن في مكان سكنه وليس في القرية حيث يتعرض لكل انواع الضغوطات وارهاب الميليشيات كذلك نجح في نسف البطاقة البيومترية التي تحد من عمليات تزوير الانتخابات، بري هذا أعلن انه أقفل الباب امام اي تعديل لقانون الانتخاب وانه لن يفتح باب المجلس امام اي تعديل، لكنه يتناسى ان الدستور يعطي لكن نائب الحق في اقتراح اي تعديل او اي قانون يرى فيه مصلحة للبلد وعلى بري ان يعرض اي اقتراح على الهيئة العامة للمجلس التي وحدها تقرر والنتيجة ان بري انتزع من النواب حقهم الدستوري الأساسي ووجه لهم الصفعة والاهانة.


اما الاهانة الأكبر فهي للحكومة فالحكومة هي المعني الاول ولها الحق الدستوري والواجب الدستوري بأن تطرح اي مشروع او تعديل تراه مناسباً لكن بري مدعوماًمن سلاح الوصاية أغلق باب المجلس امام الحكومة نفسها في احتقار ما بعده احتقار وعلى كل حال سبق لبري ان اتخذ موقف احتقار بحق رئيس الحكومة عندما أعلن في الاعلام انه يرفض استقبال رئيس الحكومة كونه قد وقّع مرسوم “الأقدمية” دون ان يكون بري موافقاً.
كمية الاهانات والاحتقار للمؤسسات الدستورية والقانونية تقابلها صورة ثالثة لبري نفسه في شبه انحناءة امام خامنئي البارحة في إجلال وتكبير للرجل الاول الذي طالبت تظاهرات الشعب الإيراني برحيله وسمته الديكتاتور المسؤول عن تجويع الشعب وعن تبديد ثروات ايران دون اي اهتمام بالاقتصاد او مستقبل الشباب.


بري ذهب مسرعاً الى طهران ليحضر مؤتمراً للبرلمانات الاسلامية لكنه رفض حضور مؤتمر للبرلمانات العربية مخصص لنفس القضية. المعنى ان بري يعقد الولاء لخامنئي ولكل سياساته التي زرعت الفتنة السُنّية -الشيعية في المنطقة ثم يأتي من يحدثك عن وطنية وعروبة الثنائية.
مسكين لبنان ومسكين اكثر الشعب اللبناني الذي فقد هويته الوطنية وصار مجرد اتباع لاتباع الولاية او الوصاية.

اسمع يا دولة الرئيس (19): في موقع رئاسة المجلس النيابي اللبناني

الشيخ محمد علي الحاج العاملي
14 يناير، 2018


جدير بنا إلقاء نظرة تاريخية على موقع رئاسة البرلمان اللبناني، الذي آل للطائفة الإسلامية الشيعية، والذي يشغله الرئيس نبيه بري منذ أكثر من ربع قرن!


دولة الرئيس:

قد يخال البعض أن حصول الشيعة على موقع رئاسة المجلس النيابي اللبناني هو بفعل جهد الثنائي الشيعي، لكن يمكننا القول بضرس قاطع أن هذا الانجاز حصل بجهد العائلات السياسية الشيعية، وإن كانت الفعالية السياسية الوازنة التي يتمتع بها رئيس المجلس النيابي الحالي تعود لحضور الثنائي، على اعتبار أن القسم الأكبر من قوة الرئيس بري ليست مستمدة من صلاحياته الدستورية، بل انطلاقاً من حضوره السياسي، وحنكته، ولطبيعة إدارته الشخصية للملفات!! مع متابعاته للشأن اللبناني بشكل دقيق، وهذا ما يشهد له بشكل موضوعي وشفاف.



أستاذ نبيه :

لقد مرّت رئاسة السلطة التشريعية بمراحل متنوعة حتى رست على الشيعة، وكان الرئيس الراحل صبري بك حمادة أول شخصية شيعية تتبوأ منصب رئاسة السلطة التشريعية، ذلك بعيد الاستقلال، وتحديداً في العام 1943م.



ولفهم المراد أكثر ينبغي الاحاطة الموجزة بتاريخ السلطة التشريعية اللبنانية:

قبل أن يطلق اسم (مجلس النواب) تأسس في أيلول 1920 ما اطلق عليه اسم :(اللجنة الادارية)، وقد ترأسها الرئيس داود عمون (وهو ماروني)، ثم تشكّل (المجلس التمثيلي الأول) في العام 1922، واستمر لبدايات العام 1925، حيث توالى على رئاسته : اميل اده، نعوم لبكي، حبيب باشا السعد (ثلاثتهم موارنة). ثم كان (المجلس التمثيلي الثاني) برئاسة موسى نمور (الماروني)، كما ترأس (مجلس الشيوخ) الشيخ محمد الجسر (السني).

وفي 1927 انتخب (المجلس النيابي الأول) فتولى رئاسته الشيخ محمد الجسر(السني)، وكذلك تولى رئاسة المجلس النيابي الثاني المنتخب في العام 1929. وأما المجلس النيابي الثالث المنتخب في العام 1934 فترأسه لفترة شارل دباس (ارثوذكس)، ثم ترأسه بترو طراد (ارثوذكس)، وكذلك ترأس طراد المجلس النيابي الرابع من العام 1937 ولغاية ايلول 1939.

وفي خضم الحرب العالمية الثانية فقد علق العمل بالدستور، وتعطلت الحياة النيابية من ايلول 1939 ولغاية ايلول 1943، حيث استؤنفت الحياة النيابية، وكان انتخاب الرئيس حبيب ابي شهلا (روم ارثوذكس) للرئاسة الثانية، ثم وفي العام نفسه تمّ انتخاب صبري بك حمادة (الشيعي) لرئاسة المجلس النيابي الخامس في الجمهورية اللبنانية، وعليه فتكون هذه المرة الأولى التي يتولى فيها شيعي هذا المنصب.

ثم انتخب المجلس النيابي السادس (1947 – 1951) الرئيس صبري بك حمادة مجدداً، ليتولى الزعيم أحمد بك الأسعد رئاسة المجلس النيابي السابع من 1951 ولغاية 1953، ثم ترأس الرئيس عادل بك عسيران المجلس النيابي الثامن من العام 1953 ولغاية 1957.

ومن آب 1957 ولغاية تموز 1960 كان المجلس النيابي التاسع، الذي توالى على رئاسته عادل بك عسيران، وصبري بك حمادة.

وأما المجلس النيابي العاشر فكان برئاسة صبري بك حمادة(تموز 1960- ايار 1964). وأما المجلس النيابي الحادي عشر فترأسه كامل بك الأسعد، ثم صبري بك حمادة، من أيار 1964 ولغاية أيار 1968.

كما أن الرئيس كامل الأسعد قد ترأس المجلس النيابي الثاني عشر، من أيار 1968 ولغاية أيار 1983، ليتولى بعده حسين الحسيني الرئاسة حتى العام 1992، ثم انتخب نبيه بري رئيساً للمجلس النيابي ومازال لتاريخه.


وتالياً، فيكون تناوب على رئاسة السلطة التشريعية حصراً كل من :
الرئيس الأول : داود عمون (ماروني).
الرئيس الثاني : حبيب باشا السعد (ماروني).
الرئيس الثالث : نعوم لبكي (ماروني).
الرئيس الرابع : اميل اده (ماروني).
الرئيس الخامس : موسى نمور (ماروني).
الرئيس السادس : محمد الجسر (سني).
الرئيس السابع : شارل دباس (ارثوذكسي).
الرئيس الثامن : بترو طراد (ارثوذكسي).
الرئيس التاسع : خالد شهاب (سني).
الرئيس العاشر : صبري بك حمادة (شيعي).
الرئيس الحادي عشر : حبيب ابي شهلا (ارثوذكسي).
الرئيس الثاني عشر : احمد بك الأسعد (شيعي).
الرئيس الثالث عشر : عادل بك عسيران (شيعي).
الرئيس الرابع عشر : كامل بك الأسعد (شيعي).
الرئيس الخامس عشر : السيد حسين الحسيني (شيعي).
الرئيس السادس عشر : نبيه بري (شيعي)

الأستاذ الحبيب :
بالمحصلة، يسجل للرئيس صبري بك حمادة والرئيس أحمد بك الأسعد – بالدرجة الأولى – تكريس هذا الموقع لأبناء الطائفة الشيعية، وطبعاً كان لسواهما دور جليل في هذا المجال، لكن يبقيان الأكثر تأثيراً وفاعلية.
فالتجربة التي اضطلع بها الرئيس حمادة، والرئيس الأسعد، كانت تجربة رائدة، أدت لتحقيق مكاسب للطائفة، وقد كان للزعامة الحمادية، والأسعدية، مضافاً لزعامة آل الزين والخليل وعسيران وبيضون وحيدر .. بصمات جليلة وجلية، لا مجال لتعدادها في هذه العجالة؛ لكن بكلمة واحدة : إن جعل السلطة التشريعية من حق الشيعة هو انجاز سعت إليه وفرضته العائلات السياسية الشيعية، التي تمّ التنكر لها ولمنجزاتها…


قرار من ماهر الأسد بتحجيم بري

13 كانون الثّاني 2018
سوريا

هل ينجح ماهر الأسد بتدفيع الرئيس نبيه بري ثمن عدم مشاركة حركة أمل بالحرب في سوريا ؟
مربكا ظهر الأمين العام لحزب الله، عند إجابته على سؤال الصحافي سامي كليب بمقابلته الأخيرة عن عدم مشاركة حركة أمل العسكري في سوريا، ولم يكن جوابه مقنعا حتى للسائل نفسه،ولم ينف السيد أن الموضوع كان محط نقاش! ثم أردف قائلا:  " بعدم وجود ضرورة لذلك ".
في حين أن المعطيات الميدانية والوقائع تقول بأن النظام السوري وحلفائه لم يألوا جهدا للإستعانة بأي فصيل أو مقاتل تم إستحضاره من أقاصي الأرض للقتال إلى جانبهم، من العراق وباكستان وأفغانستان فضلا عن الطلب من حلفائهم اللبنانيين وفي مقدمهم الحزب السوري القومي الإجتماعي.
لم يشأ السيد أن يوحي بأن عدم مشاركة حركة أمل كان بقرار صريح وواضح من الرئيس نبيه بري لاعتبارات ليس الآن مجال ذكرها، وحرص السيد بإجابته أن يؤكد على فكرة الدعم السياسي والإعلامي " وكل ما كان يطلب منها " لدعم حضورنا في المعركة .
لا شك بأن القرار التاريخي للرئيس بري بعدم مشاركة مقاتلي الحركة بالحرب السورية إلى جانب النظام كان له مفاعيل مفصلية ومؤشرات تُظهر حقيقة  موقف بري من هذا النظام، وبأنه لم يقتنع بكل المبررات التي سيقت من أجل الدفاع عنه وبذل الدماء للحفاظ على استمراره. 

بالمقابل فان هذا النظام وحلفائه، ينظرون إلى حجم التحالف مع الأفرقاء والأحزاب المحسوبة عليهم فقط من خلال مشاركتهم العملية وما بذلوه في سبيلهم من دماء.
تقول المصادر بأن ماهر الأسد، قد أوصى من يعنيهم الأمر بالتصويت للنائب أسعد حردان كي يأخذ الصوت التفضيلي عن مقعد مرجعيون - حاصبيا كونه أرسل قوات من الحزب القومي السوري للمشاركة بالحرب السورية.
وعليه فمن بديهيات القول أن يكون ماهر الأسد أيضا قد أوصى بتحجيم أو إقصاء كل من لم يرسل قواته للمشاركة بهذه الحرب، ومن هنا فقط يمكن أن نفهم هذا الهجوم العوني الباسيلي على بري، والأهم في هذا الصدد يمكن أن نفهم صمت حزب الله عن هذه الهجمة! 
فهل ينجح ماهر الأسد بتدفيع الرئيس بري ثمن عدم مشاركة حركة أمل بالحرب في سوريا ؟ هذا ما سوف تجيب عنه الأيام القادمة من خلال رسم صورة التحالفات المقبلة، وأسماء المرشحين على لوائح حزب الله، الشيعية تحديدا .

التحوّلات في ديمغرافيّة قتلى حزب الله بين 1982 و2017


ترجمة "ليبانون ديبايت":

في تموز 2017، وجّه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله رسالة إلى أي شخص لا يزال يشكّك بتورط حزب الله في سوريا، قائلاً "اسألوا شعب الهرمل". وأضاف "تابعوا القرى المحيطة بالهرمل والبقاع وبعلبك... ثم أجيبوا عن أسئلتكم بنفسكم". كانت تعليماته بلاغية، لكنها تعكس اتجاها تنظيميا داخليا رئيسيا على مدى السنوات الخمس الماضية. ومنذ دخول حزب الله الحرب في سوريا عام 2012، تظهر البيانات المستمدة من إعلانات الوفاة أن التوزيع الجغرافي لمسقط رأس شهداء حزب الله قد تحول بعيدا عن منطقة بيروت وبشكل متزايد في المناطق التي ذكرها نصرالله: محافظة بعلبك - الهرمل والبقاع.

ويبرز هذا التغيير اتجاها مثيرا للاهتمام في ما يتعلق بالمكان وربما كيف يجنّد حزب الله المقاتلين للحرب في سوريا. إن التحولات في التوزيع الجغرافي لشهداء حزب الله قد تعكس التغيرات في سياسات تجنيد الأحزاب وسياسات القوى العاملة، والتفاوتات الإقليمية في دوافع المقاتلين، أو مزيج من هذه العوامل. 


وبغض النظر عن ذلك، فإن هذه التحولات في الصورة الديمغرافية لشهدائها من الماضي وحتى يومنا هذا تشير إلى أن الظروف السياسية والأمنية والاقتصادية الخاصة ببعض الدوائر الانتخابية الإقليمية قد ساعدت على ضمان استمرار توفير المجندين والمقاتلين المتحمسين للحرب في سوريا.

استندت الكاتبة كيندال بيانشي في مقال لها في مجلة "Small wars journal" الى مجموعة بيانات من فترات زمنية منفصلة، وتشمل مجموعة البيانات السابقة أسماء ومدن أكثر من 1200 عنصر من حزب الله قُتلوا في لبنان من 1982 إلى 2000؛ بينما تضم مجموعة البيانات الأخرى نفس المعلومات حول ما يقارب 900 عنصر قتلوا في نزاعات بين 2013 ومنتصف عام 2017، معظمهم في سوريا. لذا يفترض الّا تكون الصورة الديمغرافية لوفيات حزب الله مختلفة كثيرا عن قوته القتالية ككل، لكنها لا تعكس العضوية الكاملة لحزب الله.

ويمكن تقسيم قاعدة دعم حزب الله على نطاق واسع إلى 3 مناطق في لبنان، حيث يتركز السكان الشيعة: بيروت والجنوب، ومحافظة بعلبك - الهرمل. ووفقا لبيانات الحكومة اللبنانية تشكل هذه المناطق الثلاث مجتمعة حوالي 90٪ من الناخبين المسجلين الشيعة اللبنانيين في عام 2017. من أصل 59٪ من جنوب لبنان، و21٪ من بعلبك الهرمل، و11٪ من بيروت ومنطقة بعبدا (التي تشمل ضواحي بيروت والضاحية الجنوبية) مجتمعة. وظلت هذه الأرقام على حالها تقريبا منذ عام 2005.

التوزيع الجغرافي لشهداء حزب الله في الفترة السابقة (1982-2000) يتوافق تقريبا مع الشهداء المسجلين من الشيعة اللبنانيين منذ عام 2005: حوالي 61٪ من الشهداء خلال هذه الفترة هم من الجنوب، و20٪ من بعلبك - الهرمل و9٪ من بيروت والضاحية. لكن منذ ذلك الحين، تباين توزيع قاعدة شهداء حزب الله عن الناخبين الشيعة. في حين أن جنوب لبنان لا يزال يمثل حوالي 60٪ من المقاتلين الذين قتلوا في الفترة الأخيرة (2013-2017)، فإن نسبة الشهداء الذين ينحدرون من بعلبك الهرمل قفزت من 20٪ إلى 28٪ أي بزيادة حوالي 40٪. وقد عوضت هذه الزيادة انخفاضا حادا في نسبة الشهداء من بيروت وريفها الجنوبي، إذ انخفضت من 9٪ إلى 2٪ فقط، أي بانخفاض قدره 80٪ تقريبا. والجدير بالذكر أن مدينة بيروت أنتجت ما يقارب 60 شهيدا بين عامي 1982 و2000، وأقل من 5 شهداء بين 2013 ومنتصف عام 2017.

وتثير هذه الاتجاهات سؤالا واضحا عن العوامل التي دفعت التحول في توزيع الشهداء على مر الزمن. وبطبيعة الحال، فإن الأصل الجغرافي وحده لا يحدد لماذا ينضم رجل إلى الخطوط الأمامية لحزب الله في سوريا بينما يختار آخر البقاء في لبنان. مع ذلك، توجد ظروف عامة في كل منطقة تشكل دوافع. في سياق حزب الله، وفحص الظروف السائدة، فإن المناطق التي شهدت تحولات في حصتها من الشهداء قد تساعد على تسليط الضوء على العوامل التي سهّلت التجنيد خاصة للحرب في سوريا. فالتحول في التوزيع الجغرافي لشهداء حزب الله من بيروت إلى بعلبك - الهرمل يعكس العوامل المتداخلة في تجنيد المقاتلين للحرب في سوريا، وهو الوضع الاجتماعي والاقتصادي، ومخاوف الأمن، والتوترات الاجتماعية المحلية.

وسواء كانت الاتجاهات التي كشفت عنها البيانات تعكس سياسات الحزب، أو دوافع التجنيد، أو الاثنين معا، فإن التغييرات في الملف الديمغرافي للوفيات القتالية لحزب الله قد تكون لها عواقب وخيمة على الحزب، إذ يمكن أن يرتفع عدد شهداء حزب الله في المناطق المحرومة اجتماعيا واقتصاديا، ما يزيد من إضفاء الطابع المؤسسي على التسلسل الهرمي الاجتماعي الاقتصادي داخل الحزب، ويثير الاستياء من سياسات الحزب.

بالإضافة الى انه من غير المرجح أن يغادر حزب الله سوريا في المستقبل القريب، ونسبة الوفيات ستستمر بالارتفاع. وإذا ذهب حزب الله إلى الحرب مع إسرائيل، فإن هذه الهرمية قد تؤدي إلى مزيد من عدم المساواة في توزيع الإصابات في حزب الله. وأخيرا، فإن الفوارق الجغرافية في تصور التهديد قد تزيد في تقسيم الحزب. ومن المرجح أن يوجه تهديد إسرائيلي متجدد من الجبهة الجنوبية انتباه سكان الجنوب؛ ولكن من الممكن أن يظل سكان بعلبك الهرمل أكثر تركيزا على الخطر التكفيري القريب.

في الوقت الراهن، يبدو أن التوزيع الجغرافي المتغير لشهداء حزب الله قد استفاد من قدرتهم على الحرب في سوريا. ولكنه من الممكن ان تترتب على هذه التحولات عواقب على المدى الطويل.


2018 -كانون الثاني -15


اغنيه للثوره السوريه


صمود الطائف أمام المثالثة



"ليبانون ديبايت" ــ طارق حسّون
2018 -كانون الثاني -05


لا شك أن الظروف والعوامل الداخلية والاقليمية والدولية التي ادّت الى انعقاد مؤتمر الطائف في ايلول 1989 كانت بالأساس تصّب في خانة النظام السوري. ومن بين هذه الظروف والعوامل؛ سقوط الاتحاد السوفياتي وحاجة الولايات المتحدة والغرب والدول العربية للنظام السوري كعامل استقرارٍ اقليمي بوجه طموحات صدّام حسين التوسّعية؛ تداعيات حرب التحرير والحصار البري والبحري على المناطق المسيحية الذي استنزف هذه المناطق؛ الانقسام المسيحي-المسيحي الذي اضعف المسيحيين وجعل منهم الطرف الأضعف في توازن القوى الجديد الذي افرزه الاتفاق. 



وفي حين ان القسم الذي امّن غطاءً مسيحياً لاتفاق الطائف لم يقم بذلك عن قناعة مطلقة، وإنما لإيقاف حرب الأخوة والحّد من تداعياتها، وبالتالي لم يدافع عن اتفاق الطائف بحرارة، هاجم معارضو الاتفاق من المسيحيين اتفاق الطائف بشدّة، ممّا ولّد شعوراً لدى المسيحيين أن الطائف خلا من اية إيجابياتٍ لهم.

تم توقيع هذا الاتفاق من قبل البرلمانيين والحقوقيين اللبنانيين، اي ان الأحزاب والمليشيات التي وُلدت في الحرب وكانت مُشاركة بفعالية في سير الأحداث لم تكن حاضرة في المفاوضات بشكلٍ مباشر. وبالتالي فإن هذا الاتفاق طغى فيه الجانب المثالي/الأكاديمي على الجانب الواقعي/العملي، لكونه لم يأخذ بعين الاعتبار الحقائق التي افرزتها قوى الأمر الواقع على الأرض. وبالتالي فإن الممارسة على الأرض قد ظهّرت الثغرات وبينّت الفوارق بين المبادئ النظرية، والتطبيق.

جاء اتفاق الطائف في جانبٍ اساسي منه ليُعبر عن إرادة الدول الخارجية بالانتهاء من الحرب في لبنان، من اجل تفرّغها، في ذلك الوقت، لمسائل اقليمية ودولية باتت أكثر اهميةً والحاحاً من المسألة اللبنانية.



كان الطائف نتيجةً حتمية لمسارٍ من المطالبات الاسلامية بتعديل الدستور وتقليص صلاحيات رئيس الجمهورية الماروني، بدءاً بالوثيقة الدستورية في العام 1976، مروراً بلوزان وجنيف والاتفاق الثلاثي. في العام 1989 كان توازن القوى يسمح بتمرير هذه التعديلات بخلاف سنوات الحرب التي سبقت. 



تمتع اتفاق الطائف بغطاءٍ سعودي-سوري شكّل نوعاً من التوازن الداخلي وعبّر عن نفسه من خلال انتخاب الرئيس رينيه معوّض، إلا ان اغتيال الأخير جاء بمثابة إخراج للسعودية من تلك التسوية وتفرّد النظام السوري بتطبيق الطائف على طريقته، وهذا ما أنتج اختلالاً داخلياً لصالح حلفاء النظام السوري.

وبالتالي كان يمكن لتطبيق الطائف ان يكون متوازناً لو استحوذ على إجماعٍ مسيحي كان ليمنح المسيحيين فيتو مجتمعي-سياسي بوجه القرارات التي جرى اتخاذها بمعزلٍ عن مصالحهم. 

في العام 1989-1990 تاريخ ابرام الطائف، كانت الأجندة السياسية للطائفتين السنية والشيعية غير متعارضة، وذلك بمواجهة اجندة مسيحية-مسيحية متعارضة، وانقسام مسيحي حاد. اليوم، صار بالإمكان الحديث عن تعارض في الأجندتين السنية والشيعية، في مقابل تقارب مسيحي-مسيحي، حتى ولو كان نظرياً. وبالتالي فإن كل تقاربٍ مسيحي-مسيحي، في مقابل كل تباعدٍ سني-شيعي، يمكن ان يُحسّن الوضعية الدستورية للمسيحيين داخل النظام، ويسمح لهم باستعادة بعض الصلاحيات التي فقدوها، وهذا ما يلمسه الرأي العام اليوم من خلال استعادة رئاسة الجمهورية زمام المبادرة بكل فعالية. 

كرّس اتفاق الطائف المناصفة بين المسيحيين والمسلمين عندما كان الانقسام القائم مسيحي-اسلامي. امّا اليوم فإن الانقسام بات اسلامياً_اسلامياً، اي انقسام سني-شيعي، من هنا بدأت بعض الأوساط بالحديث عن المثالثة. لكن من الناحية الموضوعية، يمكن القول إن المثالثة، في ما لو جرى تطبيقها، لا تفي بالمطلوب اسلامياً للأسباب التالية:

1- أحد اهم اركان الميثاق الوطني غير المعلنة هو في إقرار قوانين انتخابية توصل المعتدلين الى السلطة من ضمن لوائح اسلامية مسيحية مشتركة، وهذا الشّق غير المعلن قد شكّل ضمانة للمسلمين بعدم وصول راديكاليين مسيحيين الى السلطة. وبالتالي، فإن المثالثة تعني حكماً سقوط للميثاق الوطني وبروز قوانين انتخابية تحاكي الواقع الطائفي الجديد، وهي قوانين ستكون على غرار القانون الارثوذكسي حكماً. اي ان المثالثة تزيد من عدد النواب المسلمين، لكنها تُقلّص من عدد النواب المسيحيين الذي يصلون بأصوات المسلمين. اي انها تُعطي المسلمين بيد وتأخذ منهم باليد الثانية، وتحول بالتالي دون تمددّهم في الدولة تحت غطاء المناصفة الصُورية. 

2- المثالثة لا يمكن ان تخدم الطوائف الاسلامية في ظل الانقسام السني-الشيعي. فهي تُعطي السنة او الشيعة عدداً محدوداً من المواقع، لا تزيد عن 8 نواب لكلٍ منها، وهي اعداد تُعطّل بعضها بعضاً، وكأن شيئاً لم يكن. 

3- ما يُبقي اتفاق الطائف حتى اليوم هو الانقسام المذهبي/السياسي السني الشيعي من جهة، وخروج المسيحيين من دائرة الصراع الطائفي مع المسلمين الذي كان سائداً منذ العام 1920، من جهةٍ ثانية. ولو كان المسلمون موحدين بمواجهة المسيحيين، لما ترددوا في المطالبة بتعديل هذا الاتفاق ليتناسب مع رجحان ميزان القوى لصالحهم. 

4- المثالثة لا يمكن ان تحصل إلا في ظل توافق سياسي واستراتيجي سني-شيعي، وفي ظل ابتعاد هذا الثنائي عن المسيحيين، وهو ما ليس متوفراً ومتاحاً اليوم. 

5- يرفض السنّة تكريس المثالثة عملياً ودستوريا، لما لذلك من تداعيات على تركيبة الدولة اللبنانية بحدّ ذاتها. فالطائفة السنية المبعثرة جغرافياً لا تُحبذّ المسّ بتركيبة الدولة، وإنما تُفضّل ممارسة المثالثة نظرياً، من خلال تفصيل قوانين انتخابية تصب لصالحها. امّا الطائفة الشيعية فهي تطمح لبسط نفوذها السياسي على كامل السلطة في لبنان مستفيدةً من سلاحها من جهة، ومن علاقتها بالجمهورية الإسلامية صاحبة المشروع التوسعي من جهة ثانية، ومن محاولتها تذويب بعض الفئات او الطوائف في اجندتها تحت شعارات وطنية ووحدوية. لذلك، فإن المثالثة قد تُبعد الشيعة عن تحقيق مشروعهم الاستراتيجي عوض ان تُقرّبهم خطوةً منه، وذلك لأنها تُكرّس حقوق الطوائف واستقلاليتها ككياناتٍ سياسية قائمة بحد ذاتها. 

انطلاقاً من ذلك كلّه، يبقى اتفاق الطائف بعثراته، وثغراته، ومعوقّات تطبيقه، هو اتفاق توازن القوى القائم حتى إشعارٍ آخر، لو مهما كره الكارهون...والسلام.




شمص يدعو إلى «الفدرالية» كمدخل ديمقراطي لاستقرار لبنان

الكلمة أون لاين

6 يناير، 2018


اعلن مؤسس الائتلاف الوطني اللبناني العربي وعضو الهيئة العامة للمؤتمر الدائم للفدرالية يوسف شمص ان تاريخ لبنان حفل بالانقسامات الطائفية والمذهبية والحروب الاهلية منذ قبيل تاسيسه والى وان تركيبة النظام المركزي والذي نظم العلاقة بين الطوائف بشكل غير بناء مؤديةٍ الى ارساء الزعامات من منطلق طائفي سانحة بالمجال للتذابح من اجل سيطرة بعض المكونات على المكونات الاخرى ومسببت المشاكل البنيوية للنظام السياسي متزامنة مع غياب الاطر والقوانين السياسية والدستورية والديمقراطية التي تؤسس انظمة قابلة للحياة والتطور الدائم من اجل التحفيز لاستقرار دائم…
من هنا اذا اردنا الخروج من هذه الدوامة المستدامة وان نعيش بأمن وامان وازدهار وسلام فعلينا الانتقال الى نظام ديمقراطي حضاري يجمعنا ويوحدنا يقودنا الى المستقبل الزاهر عبر تبني النظام الفدرالي تحت حدود واحدة، سلطة واحدة وجيش واحد كونها شكل من من اجل قيام بلد موحد ذو رؤية وطنية جامعة توقف الحروب الاهلية وتأخذنا الى مزيد من الاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي والاجتماعي بعيداً عن المحاصصة المقنعة بحجة الدفاع عن حقوق الطوائف والزعامات.


مظاهرات إيران: ماذا تبقى من قوة النظام وأيديولوجيته

علي الأمين (العرب
2 يناير، 2018


مشكلة النظام الإيراني اليوم تكمن في مصدر قوته الوحيدة إزاء المشكلات التي تواجهه في الداخل، الدكتاتورية والقبضة الأمنية وبراعته في القمع، هذه هي مصادر قوة النظام الإسلامي وهي مقتله في آن.

التطورات التي تشهدها إيران اليوم، هي أكثر من مجرد احتجاجات على أوضاع مالية واقتصادية متردية في هذا البلد الغني بالثروات الطبيعية والنفطية. الأزمات الاقتصادية والاجتماعية ليست أمرا جديدا في إيران، فلقد عانى الشعب الإيراني في العقود الأربعة الماضية أزمات شبيهة، إما بسبب الحرب التي استنزفت إيران مع العراق بين العامين 1980 و1988، وإما بسبب العقوبات التي نتجت عن الحصار الأميركي والغربي خلال السنوات الماضية، وكان ذلك يجري في ظل صراع بين تياريْن واحد إصلاحي وآخر محافظ، والأخير هو المسيطر على السلطة والمتحكم بمفاصل الثروة والاقتصاد، إما عبر الحرس الثوري وإما من خلال المرشد علي خامنئي، الذي يشكل عمليا صاحب السلطة المطلقة الذي لا يمكن أن يرد له قرار فيما هو قادر على إلغاء أي قرار لا يرى فيه مصلحة لإيران.

الإصلاحيون تلقوا ضربة قوية بعد قمع الثورة الخضراء عام 2009 ووضع قادة هذا التيار وهذه الثورة في الإقامة الجبرية أو في السجون. وبعد رحيل هاشمي رفسنجاني المشوب بتساؤلات حول وفاته الغامضة، تلقى التيار الإصلاحي، والنظام ذاته، ضربة قوية انطلاقا من أنّ رفسنجاني كان حكيم الدولة والنظام وعنصر التوازن الذي يحتاجه النظام كما يستند إليه الإصلاحيون.

مظاهرات اليوم التي انطلقت من مدينة مشهد وعمّت معظم المدن الإيرانية، هي تحركات تفتقد لقيادة كما كان الحال في الثورة الخضراء، إذ خرج المحتجون هذه المرة بشعارات طالت كل أركان النظام، حتى الرئيس حسن روحاني الذي كان يُنظر إليه بأنه يحظى بتأييد التيار الإصلاحي الذي جيّر أصوات مناصريه له في الانتخابات الرئاسية في ولايته الأولى والحالية، كما أنّ الاحتجاجات طالت المرشد الذي أُحرقت صوره ورفعت شعارات غير مسبوقة بهذه العلنية التي دعت إلى إسقاطه.

ما يمكن الإشارة إليه في سياق البحث عن التحولات العميقة التي يشهدها المجتمع الإيراني، هو أنّ الثورة الإيرانية الإسلامية أو النظام الإسلامي الذي يحكم إيران منذ أربعة عقود، فقد ثقة فئات واسعة من الشعب الإيراني، فالتظاهرات والاحتجاجات هذه المرة انطلقت من كل الجغرافيا الإيرانية وديموغرافيتها، أي أن لا بعد إثنيا أو قوميا لها، ولا بعد مذهبيا أو إيديولوجيا، وكما أشرنا إلى أن الأزمة الاقتصادية وحتى البطالة وتراجع فرص العمل وانخفاض سعر العملة الإيرانية ليس هو الجديد رغم أنه شكل السبب المباشر في خروج المحتجين إلى الشارع، لكن الجانب المتصل بفقدان الثقة بالسلطة الحاكمة وبالنظام بدا بارزا، فهذه الاحتجاجات لا تذكر السلطة الحاكمة بشعارات قادة الثورة الأوائل كقائدها الخميني، ولا تستعيد أيا من شعاراتها في مواجهة السلطة الحاكمة، بما يوحي أن المنتفضين يعلنون القطيعة مع الثورة وقادتها وشعاراتها، وهذا أخطر ما يواجه النظام الإيراني، فالشعب لم يعد يطالب باستبدال زعيم بآخر أو مسؤول بآخر، بل يحمّل النظام مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في البلاد.

بعد أربعة عقود نجحت القيادة الإيرانية في إنجاز الاتفاق النووي، وحققت اختراقات استراتيجية في المنطقة العربية وعلى حسابها من العراق إلى سوريا ولبنان واليمن، لكن هذه الإنجازات للحكومة الإيرانية، لم تنعكس إيجابا في الداخل الإيراني، بل كشف واقع الشعب الإيراني اليوم، أن التمدد الخارجي تضمن محاولة تغطية على الفشل الداخلي، مثل فشل التنمية وتمدد الفساد في الدولة وانتشار ظاهرة الولاء والاستزلام على حساب الكفاءة، وهروب الكفاءات الإيرانية نحو الخارج، وعدم قدرة النظام على إقناع الشعب الإيراني بضرورة استمرار القطيعة مع الغرب، ولا سيما بعدما فشل النظام الإيراني في إيجاد موارد اقتصادية ومالية من خارج الثروة النفطية، فيما القمع الأيديولوجي والدكتاتورية، باتا العنصر الوحيد المميز للسلطة التي سقطت كل شعاراتها تجاه تقديم النموذج السياسي والاقتصادي والاجتماعي البديل عن العولمة أو النظم الاشتراكية التي سادت خلال عقود سابقة.

من هنا لم يكن مفاجئا إطلاق شعارات تدعو الحكومة الإيرانية إلى العودة إلى الداخل، وعدم الغرق أو استنزاف طاقات الدولة في وحول سوريا والعراق ولبنان وغزة، ذلك أن ثمة اعتقادا في داخل إيران بأن الثروات الإيرانية استنزفت في حروب خارجية، وهذا إن كان يتضمن شيئا من الصحة، إلا أن عملية نهب العراق التي تمت في مرحلة حكم نوري المالكي، تمت بإشراف إيراني، إذ يؤكد أكثر من مصدر عراقي رسمي، أن عملية دعم نظام الأسد وحزب الله في لبنان في السنوات الماضية تمت من خلال العراق، الذي أفرغت خزينته بالنهب المنظم، وبالفساد في السلطة الحاكمة الذي شكل غطاء لعملية نقل عشرات المليارات من الخزينة العراقية ومن آبار نفط البصرة إلى المجهود الحربي الإيراني سواء في سوريا أو لبنان أو غزة واليمن.

التجربة الإيرانية بنموذجها الإسلامي الحاكم، هي التي تهوي اليوم في الشارع الإيراني، بسبب عجز النظام عن تقديم إجابات على أسئلة الداخل. الشعب الإيراني تحمل الكثير اقتصاديا وماليا في سبيل إنجاز الاتفاق النووي، والشعب الإيراني بخلاف الشعوب العربية ليس متحسساً من العلاقة مع الغرب، بل يتطلع إلى بناء علاقة وثيقة مع الغرب ثقافيا وسياسيا واقتصاديا، لذا كان إنجاز الاتفاق النووي الإيراني مصدر فرح للإيرانيين باعتباره عنوان الانفتاح على الغرب وتحديدا أميركا، وليس باعتباره عنصر تحد ومواجهة معها، لكن النظام الإيراني خيب آمال الشعب على هذا الصعيد، فتفاقمت الأزمات الداخلية مع المزيد من التشدد الأيديولوجي الذي ترافق مع هدر للثروات الوطنية، وذلك يجري من دون وعود بتغيير لصالح الشعب، وفي ظل غياب أي أفق للتغيير من داخل السلطة وضمن سيطرة آليات النظام التي تستخدم الديمقراطية ونتائجها كرسالة للخارج، فيما لا تعني في الداخل إلا انتخاب الشيء نفسه بوجوه جديدة لكن المضمون واحد مفاده أن لا تغيير إلا ما يشاؤه المرشد وذراعه الحرس الثوري.

مشكلة النظام الإيراني اليوم تكمن في مصدر قوته الوحيدة إزاء المشكلات التي تواجهه في الداخل، الدكتاتورية والقبضة الأمنية وبراعته في القمع، هذه هي مصادر قوة النظام الإسلامي وهي مقتله في آن. فهذا النظام اعتمد على الأيديولوجيا المتمثلة بولاية الفقيه، التي فقدت بريقها لدى الشعب وهي عاجزة عن تقديم أي حلول جدية لأزمات الدولة والشعب، والشعب الإيراني الذي أعطى النظام فرصا عديدة من أجل إنجاز مشروعه الإنمائي في الداخل، وصل إلى قناعة على ما تظهر الوقائع الميدانية أنّه أمام دولة فاشلة اقتصاديا وإنمائيا، ينهش شعبها الفقر والبطالة فيما تتوفر على الثروات الدفينة والظاهرة ما لا يعد ولا يحصى، وهذا ربما ما يفسر نزعة أيديولوجية السلطة الحاكمة التي ترفض توسعة دائرة المشاركة الفعلية في السلطة التي تشكل عنصرا أساسيا لإحداث التنمية وبالتالي الانفتاح الاقتصادي على الشركات الكبرى ورأس المال الوطني والخارجي، لذلك هي تدرك أن الدخول في هذا المضمار سيعني بالضرورة تغييرا سياسيا لا تريده.

إزاء فشل أيديولوجيا السلطة أو ولاية الفقيه في تقديم نموذج تنموي يلبّي حاجات الشعب ويحد من الفساد والبطالة، وإزاء رفضها اعتماد البديل بالانفتاح على الدول الخارجية بما يخرجها من عزلة نسبية تعيشها، يبدو أننا أمام انتفاضة شعبية ليس لدى النظام أي إجابة موضوعية تبدأ من التسليم بضرورة الإصلاح الجذري للنظام، قوة النظام شبه الوحيدة هي القمع وهذا يمكن أن يكبت صرخات الشعب لكن بكلفة عالية ستجعل من تغيير النظام الإسلامي جذريا قرارا شعبيا لا عودة عنه وإن بعد حين.


     
  • الجريدة - القدس
    • اللواء قاسم سليماني

  • كشف مصدر مطلع، لـ«الجريدة»، أنه بعد خلاف دام أكثر من 3 سنوات بشأن قائد «فيلق القدس» المسؤول عن العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، الذي يدير معارك إيران والأذرع العسكرية التابعة أو الموالية لها في لبنان وسورية والعراق واليمن وغيرها، أعطت الأجهزة الاستخباراتية الأميركية إسرائيل الضوء الأخضر لتصفية سليماني، إن استطاعت.
    وقال المصدر إن مسؤولاً كبيراً سابقاً في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية (الموساد) أفاد بأن إسرائيل كانت قاب قوسين من تصفية سليماني قبل 3 سنوات قرب دمشق، لكن الولايات المتحدة، التي علمت بالخطة، حذرت القيادي الإيراني منها «بطريقة ما»، وهو ما أدى إلى فشلها، لافتاً إلى أن خلافاً حاداً نشب بين الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية والأميركية حول هذا الأمر.
    وأضاف أن هناك توافقاً أميركياً ــ إسرائيلياً اليوم بشأن خطورة سليماني وتهديده مصالح البلدين في المنطقة، كاشفاً أن إسرائيل تتعقب اللواء عن قرب، وكانت على وشك اغتياله أكثر من مرة.
    في سياق متصل، حصلت «الجريدة»، من مصادرها، على معلومات تؤكد أن القيادي الإيراني رقم 2 في سورية بعد سليماني الذي له علاقة مباشرة به، هو محمد رضا فلاح زاده، المكنى «أبوبكر»، ويشغل منصب نائب قائد «الكتيبة 18000».
    وأفادت المصادر بأن «أبوبكر» مُنِح صلاحيات واسعة في الميدان السوري، كما شارك في مؤتمر أستانة في إطار الوفد الإيراني، لافتة إلى أن هذا القيادي الذي ظهر في أكثر من مكان بسورية في الآونة الأخيرة، يعتبر منسق زيارات الوفود الإيرانية من عسكريين وخبراء قتال وقادة «فيلق القدس» وغيرهم إلى سورية.
    واعتبرت أن الكشف عن هوية «أبوبكر» يشكل اختراقاً لأسرار «الفيلق»، لاسيما أن هذا الرجل الذي أصيب في معركة حلب، يعد هدفاً للمعارضين السوريين وربما لإسرائيل وقوات أخرى فاعلة في سورية.

دراسة جديدة: لبنان كنعاني بأكثر من 90%

تشكل ما خرجت به الدراسة الجديدة التي نشرت نتائجها "المجلة الأمريكية لعلم الوراثة البشرية" (The American Journal of Human Genetics) مناسبة لبنانية للاحتفاء بالأصل الكنعاني/ الفينيقي الذي تفوق نسبته التسعين في المئة، في مقابل انشغال العالم بمخالفة المعطيات العلمية لما جاء في التوراة وما تبنته الرواية الإسرائيلية.
قبل الخوض في نتائج وتفاصيل الدراسة، لا بد من محاولة لشرح الميل السائد لاستخدام الكنعانيين والفينيقيين باعتبارهما المصطلح ذاته، بينما لا يخلو الأمر من بعض التمايزات.
لا يمكن تأكيد حدود أرض كنعان، ولكن حسب الكتاب المقدس فقد امتدت من مدينة أوغاريت شمالاً إلى جبل الكرمل جنوباً. ومع الإغريق، استخدم مصطلح فينيقيا للدلالة على المدن الساحلية للبحر المتوسط ومنها أوغاريت وصيدا وجبيل وعكا، وامتدت حسب الروايات إلى الداخل للحدود مع البقاع، فكانت بعلبك (مدينة الشمس حسب الرومان) من المواقع الفينيقية.
بحسب الدراسة، ترتبط أصول اللبنانيين بالفينيقيين أكثر من ارتباطها بأي شعوب أخرى، فـ93% من جيناتهم حالياً تتطابق مع جينات الكنعانيين الذين عاشوا في سوريا ولبنان خلال العصر البرونزي قبل آلاف السنين، في حين أن البقية خليط أوراسي من الآشوريين والفرس والمقدونيين، الذين قدموا فاتحين أو مهاجرين.

مفاجآت المقابر وأهمية النتائج

على مدى 19 عاماً، عثر علماء الآثار في مدينة صيدا اللبنانية على 160 مقبرة كنعانية وفيها وجدت جرار كبيرة تعود إلى ما بين 1900 و1550 سنة ق.م، بحسب مديرة الموقع كلود ضومط سرحال.
The DNA Of Ancient Canaanites Lives On In Lebanese | Los Angeles Times

بمساعدة "معهد ويلكام تراست سانغر" الإنكليزي المتخصص في استخدام تقنيات جديدة لجمع عينات الحمض النووي، تم إيجاد 5 هياكل عظمية لكنعانيين عاشوا بين عامي 3750 و3650 ق.م يمكن استخراج الجينوم منها، وجرت مقارنتها بقاعدة بيانات المعلومات الجينية حول مئات السكان، ثم بجينومات 99 لبنانياً يعيشون حالياً في البلاد، تؤكد الدراسة أنه جرى اختيارهم بعناية ودقة تراعي متطلبات الدراسة الجينية.

عامل توحيد

بدا الباحث في "معهد ويلكام تراست سانغر" الإنكليزي مارك هبر، وهو مشرف على الدراسة مع باحثين آخرين، مدهوشاً من النتائج. يشرح أنه خلافاً للحضارات التي عاشت في ذلك العصر، والتي تركت آثاراً عديدة يمكن دراستها كما في مصر واليونان، فالكنعانيون لم يتركوا الكثير وراءهم وبقي ماضيهم غامضاً تلفه الأسرار، بعدما دمرت سجلاتهم على مر القرون.
المدهش بالنسبة لهبر، وفق ما نقلت "نيويورك تايمز"، هو أن جينات الكنعانيين لا يبدو أنها تغيرت كثيراً منذ العصر البرونزي وحتى اليوم، كما أظهرت النتائج.
يقول هبر إن "علوم الوراثة تمتلك من القوة لتجيب عن أسئلة تعجز أمامها السجلات التاريخية أو المواقع الأثرية"، وهو ما توافقه عليه ضومط لتؤكد على أهمية الدراسة في"كشف خفايا من الماضي المشترك الذي يُفترض أن يوحّد اللبنانيين على اختلاف دياناتهم".
بدوره، وبينما يؤكد الباحث في "معهد ويلكام تراست سانغر" كريس تايلر سميث على أن النتائج هي كما العثور على قمة جبل الجليد، وظهورها يعد حلقة مفقودة من الحلقات الأخرى التي ينبغي استكمال البحث عنها، يحذر من مغبة الخروج بخلاصات جازمة استناداً إلى دراسات جينية للماضي السحيق. برأيه "قد تتشابه المجتمعات ثقافياً بينما تختلف جينياً، والعكس صحيح كذلك".

إحياء نقاش الكنعانيين في التوراة

يعلق عالم الآثار الإسرائيلي عساف ياسر - لندو، الذي سيصدر له كتاب عن الكنعانيين، على الدراسة فيقول إن "هؤلاء هم سرّ ضخم بالنسبة لنا، ولذلك فكل دراسة جينية أو ثقافية أو دينية أو سياسية عنهم تفيد في فهم تشكل الرواية التوراتية بخصوص الكنعانيين في الألفية الأولى".
وتعليقاً على الدراسة كذلك، يتساءل تقرير لـ"ناشيونال جيوغرافيك" عن الكنعانيين في التوراة: هل كانوا أشرار أم خيّرين؟
تصور الروايات التوراتية الكنعانيين عموماً كأعداء للإسرائيليين الأوائل، فهؤلاء قد غزوا الأراضي الكنعانية وأبادوا شعبها. وبحسب الروايات نفسها نقرأ "الأمر الإلهي" كالتالي "تحلِّلون إبادتهم،‏ وهم الحثيون والأموريون والكنعانيون والفرزيون والحوِّيون واليبوسيون،‏ كما أمركم الرب إلهكم" (تثنية 20:‏17‏،‏ الترجمة العربية الجديدة).
تقول "ناشيونال جيوغرافيك" إنه حتى الآن ليس ثمة دليل أثري على تدمير واسع النطاق للمستوطنات الكنعانية، كما وصف في الكتاب المقدس، ويعتقد كثير من العلماء أن الإسرائيليين، الذين يظهرونبداية العصر الحديدي، قد تكون أصولهم كنعانية.
من جانبها، علقت صحف أجنبية وإسرائيلية عدة كـ"الإندبندنت" و"تايمز أوف إسرائيل" على تناقض نتائج الدراسة مع روايات التوراة التي تحدثت عن إبادة الكنعانيين بين العصرين البرونزي والحديدي، في حين ظهر أحفادهم في لبنان وعلى نطاق واسع.

دراسات سابقة وجدل مستمر

ضمن مشروع "الجينوغرافي" وبتمويل من "ناشيونال جيوغرافيك"، نشرت في العام 2008 دراسةللاختصاصي في علم الوراثة بيار زلوعة حول متابعة وتثبيت الانتشار الفينيقي عبر البحر المتوسط، وتبين أن "السكان المنتشرون على الساحل المشرقي يحملون تقريباً الجينات نفسها".
الدراسة، التي نشرتها "المجلة الأمريكية لعلم الوراثة البشرية"، طالت لبنانيين وسوريين وفلسطينيين وأكدت أن "نسبة تشابههم (الجينية) أكثر من نسبة اختلافهم"، وعلق زلوعة حينها قائلاً "الجينات ليست حكراً على طائفة معينة. فقد يكون حامل الآثار الفينيقية، مسيحياً أو مسلماً… الفينيقيون عاشوا قبل الديانات والانقسامات الجغرافية والسياسية".
وتثبت الدراسة أن اللبنانيين، لا سيما سكان الساحل، وإن كانوا يحملون علامات وراثية فينيقية إلا أن هناك دلائل تشير إلى وجود مؤثرات كبرى أخرى تركت مخزونها الوراثي لديهم وهي الغزوات العربية والصليبية والتركية أو السلجوقية.
وعثرت الدراسة، التي استمرت أربع سنوات بتمويل وصل إلى مليون دولار، على آثار جينية كثيرة مصدرها شبه الجزيرة العربية تعود إلى تاريخ الفتح الإسلامي غالباً، وأخرى إلى الحملات الصليبية.
بينما يسعى الباحثون لكشف حلقات مفقودة علمياً، وبعد أن انتهت الحرب الأهلية وانتهى معها افتراضاً السجال على الهوية العربية، بقيت هذه الهوية استنسابية، مرهونة باستخدامها كأداة بيد كل طائفة لإثبات شرعيتها التاريخية ومشروعها
السياسي.

هذه أسباب التظاهرات في إيران ولذا تختلف عن ثورة 2009

الناشط الإيراني محمد مجيد الأحوازي 
31 ديسمبر، 2017

في هذه التغريدات المتسلسة، أحاول أشرح ما يحدث في ايران ، حتى نفهم طبيعة هذه المظاهرات وإلى أين تتجه؟!

1- ‏سبب انطلاقة هذه المظاهرات من مدينة مشهد كان للأسباب التالية، اولا: خسرت 160 الف عائلة مشهدية اموالها في مشروع شانديز السكني وكان هذا المشروع عبارة عن أكبر عملية نصب واحتيال والمتورط في هذه السرقة مسؤولين في النظام لم يتم محاسبتهم وخسر أهالي مشهد أموالهم وحلمهم بالحصول على السكن.

2- ‏ثانيا: أكثر البنوك الايرانية التي اعلنت افلاسها هي من مدينة مشهد الايرانية وفقد الناس اموالهم بسبب اعلان هذه البنوك عن افلاسها والحكومة الايرانية تجاهلت مطالب الشعب الايراني في قضية افلاس البنوك وركزت على الاتفاق النووي الايراني .!

3- ‏ثالثا: بعد ايقاف الرحلات السياحية الدينية بين دول الخليج وايران ، خسر اهالي مدينة مشهد الالاف من فرص عملهم واستثماراتهم واغلقت العديد من المصانع الصغيرة والمحلات التجارية لأنها كانت تعتمد على الزوار الشيعة الخليجيين وبعد حرق السفارة السعودية انتهى كل ذلك .

4- ‏اكبر جالية افغانية توجد بمدينة مشهد وتنافس أهالي المدينة على فرص العمل وبعد أزمة الاسكان وازمة افلاس البنوك وفقدان المدينة المداخيل السياحية وارتفاع الاسعار وازدياد نسبطة البطالة، أصبح الفقر والادمان والبطالة ينهش في جسد هذه المدينة وسكانها اكثر من ثلاث مليون نسمة .”


5- ‏فمن هنا كل الاسباب الموضوعية توفر بيئة جاهزة لانطلاقة أي حراك شعبي ضد الفقر والبطالة وما يعاني منه أهالي مشهد .

‏نفس المطالب التي خرج لأجلها اهالي مشهد تتوفر ايضا في كل اغلب المدن الايرانية لهذا نرى بأن مدن الاطراف انجذبت للاحتجاجات والمظاهرات اكثر من المركز عكس ثورة عام 2009م.”


6- ‏ما يميز هذه الحركة المجتمعية عن الثورة الخضراء التي شهدتها ايران في عام 2009 هي أنها لا تعتمد على المركز في حراكها الثوري عكس ثورة عام 2009 حيث كان الثقل الثوري في طهران وشيراز والمدن الفارسية الاخرى وهمشت الاطراف لاسباب قومية ومذهبية .”

7- ‏الثورة الخضراء في عام 2009 كانت تمتلك قيادات واضحة كمير حسين موسوي ومهدي كروبي ومطلبهم كان يدور حول الانتخابات فقط ولكن هذه الحركة الاحتجاجية الشعبية التي تشهدها ايران لا تمتلك قيادات سياسية ولا مذهبية وشعاراتها تجاوزت الاصلاحيين وبدأت تنادي بتنحي المرشد خامنئي من السلطة.

8- ‏صحيح أن هذه الحركة الاحتجاجية دافعها الرئيس للخروج إلى الشارع هو عامل الاقتصاد ولكن لا ننسى بأن في جميع الثورات الإيرانية السابقة كان عامل الاقتصاد لعب دورا محوريا في الاطاحة بالنظام الملكي الشاهنشاهي .”

9- ‏كان الخميني يستخدم العامل الاقتصادي لتحريك الشعب الايراني ضد شاه ايران وهذه صحيفة كيهان يقول فيها الخميني ان الماء والكهرباء مجانا ولا تحذف الضرائب وكل ايراني يحصل على سكن مجانا،، إذن العامل الاقتصادي هو الأهم والأساس في انجاح الثورات واسقاط الانظمة داخل ايران .

10- ‏ما يميز هذه الاحتجاجات الأن هي أنها ليس مسيسة لأي تيار او حزب سياسي في ايران ، وايضا استطاعت تنتشر خلال اليومين وتتوسع إلى الجنوب والشمال والغرب وشرق البلاد عكس الثورة الخضراء التي فشلت في الانتقال من طهران الى الاطراف واستطاع الحرس الثوري قمعها بسهولة .

11- ‏الطبقة التي شاركت في الثورة الخضراء عام 2009 كانت من الطبقة المرفهة والطبقة الوسطى وايضا الطلبة في الجامعات الايرانية؛ ولكن اليوم الطبقة المسحوقة والفقيرة والتي تعيش تحت خط الفقر هي من تقود وتحرك هذه المظاهرات والاحتجاجات في ايران .

١٢- ‏في عام 2009 كان المتظاهرون غاضبون من تيار المحافظين وتزوير الانتخابات وكان الصراع بين منحصر بين الاصلاحيين والمحافظين، أما الآن المتظاهرون غاضبون على سياسة الحكومة الاقتصادية وغاضبون على النظام السياسي الذي يقوده المرشد خامنئي لهذا كانت الشعارات توجه ضد روحاني والمرشد وتمزق صورهم.

13- ‏أهم إنجاز لهذه الاحتجاجات حتى الآن هي أنها حذفت دور الاصلاحيين في هذا الحراك الشعبي ولهذا فأن في حال استمرارها ستؤدي إلى تغيير النظام وليس الحكومة .!

14- ‏لا أحد يستطيع أن يتكهن ماذا يحدث اليوم أو غدا ولكن ما يمكن أن نشاهده ونلمسه هو أن النظام الحالي غير مستعد لتقديم أي تنازلات لهذه الحركة الاحتجاجية والحرس الثوري ايضا جاهز لقمع هذه الاحتجاجات بالقوة المفرطة .

15- ‏ولكن الأهم في كل هذا هو أن هذه الفئة المسحوقة التي تقود هذه الاحتجاجات في ايران وليس لديها أي قيادة سياسية مركزية حتى يتسطيع الحرس اعتقالها وايضا ليس لديها ما تخسره وجاهزة تصعد وتدخل في مواجهات دامية مع الحرس والشرطة والامن الايراني من اجل تحقيق مطالبها العادلة.ومن هنا يبدأ كل شي.

ما معنى صمت حزب الله والممانعة من موقف باسيل؟

علي الأمين 
29 ديسمبر، 2017

صمت حزب الله حيال ما قاله وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل عن النوايا اللبنانية الحسنة تجاه وجود اسرائيل وأمن شعبها، ليس صمتاً بريئاً، وليس هروباً من إحراج لا يريده مع الحليف أي التيار الوطني الحر أو رئيس الجمهورية، بل هو أقرب إلى وضعية “السكوت علامة الرضا”. ذلك أنّ حزب الله طالما كان شديد الحزم سياسياً وإعلامياً تجاه أيّ موقف يصدر عن شخصية لبنانية يشتم منه أي نوايا غير عدائية تجاه اسرائيل، فكيف إن كانت صادرة عن شخصية رسمية أي وزير الخارجية الذي يعبر عن موقف لبنان الرسمي.

حتى توضيح وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي تحدث عن إجتزاء في المقابلة التي أجراها على قناة الميادين، ردت عليه الأخيرة بالقول إنّ المقابلة التي ورد فيها كلام باسيل لم يقتطع منها أيّ شيء وعرضت بالكامل. في الموازاة كان ابو العباس السوري قائد لواء الباقر يقوم بنشر صور له على بوابة فاطمة عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، في استعراض أشبه بعرض أزياء على منصة بوابة فاطمة الجنوبية، وهو بطبيعته لا يشكل رسالة تهديد لإسرائيل، بل رسالة تشويش داخلية غايتها تهشيم سياسة النأي بالنفس وإحراج الجيش اللبناني، ولها وظيفة شعبوية خاصة أنّ لواء الباقر ومن خلفه حزب الله كان في الوقت نفسه ينهي آخر جيوب المعارضة السورية المسلحة على حدود الجولان السوري في بيت جن، وكان من الأجدى لو أنّ حزب الله جاد في توجيه رسالة لاسرائيل، أن يقوم برسالة استعراضية على حدود الجولان.

كل ذلك يرجح أنّ صمت حزب الله على موقف وزير الخارجية جبران باسيل، ليس بريئاً بل ينطوي على قبول ضمني بتوجيه رسالة سياسية لبنانية مفادها أنّ لبنان ومن ضمنه حزب الله ليس في وارد اي تصعيد امني وعسكري من أراضيه ضد اسرائيل، وأنّ كل الضجيج حول القدس الجاري بعد نقل السفارة الأميركية إلى اسرائيل لن يغير في واقع الحال بين لبنان واسرائيل.


خدعة ولاية الفقيه

الشيخ حسن مشيمش
24 ديسمبر، 2017
الشيخ حسن مشيمش

في سنة 1998 سنة الإنقلاب الفكري والتحول السياسي الذي وفقني الله إليه وهو المسدد للصواب بِمَنِّهِ لمن يسعى بتجرد نحو الصواب كان في صالوني ضيف من أهل الفكر والمعرفة والتحقيق والتدقيق فيما يسمع ويقرأ من أفكار ومفاهيم وكنا قد عزمنا معا على القراءة من جديد لكل كتاب إسلامي كنا قد قرأناه أيام المراهقة الفكرية والثورية ومن الكتب التي كنت أقرأها في ذلك اليوم من جديد كتاب بل ( كُتَيِّب ) للخميني عنوانه الحكومة الإسلامية وبمقدور ابن اللغة العربية أن يقرأه بساعة مع كتاب الكتاب الأخضر للقذافي ويفهم مقصودهما فهما واضحا لشدة وضوح عبارات الكتابين ، وأنا أقرأ من كتاب الخميني على مسمع ضيفي بخلفية التفكير بمدى صحة ما يقول الخميني في كتابه وإذ بحاج من حجاج ما يُسَمَّى حزب الله يدخل علينا ضيفا وهو يتبؤ منصبا مهما من مناصب تنظيم الحزب في جنوب لبنان وحينها تعمدت وقصدت أن أكشف له عن بعض سطور الخميني في كتابه وأن أنسبها لشيخ من شيوخ المساجد السطحيين!

فقلت له ما رأيك بشيخ يقول حرفياً في المسجد للشباب :

ولاية الفقيه هي عين ولاية رسول الله؟

النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم والفقيه كذلك لأنه وارثه وخليفته!

قال رسول الله الفقهاء أمناء الرسل؟!

وقال (ص) الفقهاء ورثة الأنبياء؟

وكما أن الله منح الوالد ولاية على أولاده فإنه سبحانه منح الولاية نفسها للفقيه على الناس والإختلاف بين ولاية الأب وولاية الفقيه اختلاف بالكمية فقط

فالأب ولي من الله على أولاده فقط

والفقيه ولي من الله على الناس أجمعين؟

فأجابني الحاج الضيف وهو كما قلت من مؤسسي حزب الله في جنوب لبنان أجابني بقوله :

هذا شيخ حمار !!!

ففتحت كتاب الخميني ووضعت تحت نظره الصفحة التي يقول فيها الخميني ما نسبته إلى الشيخ الذي وصفه بالحمار وحينها بكل تأكيد وكأن صاعقة أصابت رأسه واحمر وجهه من الخجل وأحاط به الإرتباك من رأسه إلى أخمص قدميه وقال لي بامتعاض بالغ أنا أؤمن بقيادة الخميني لكنني لا أوافقه بهذه الفكرة.

فاحتسى كأسا من الشاي وانصرف وبقي صديقي وما زال صديقي رغم الإختلاف الجذري بيننا عقائديا وسياسيا!




بعيدًا عن التحيزات المسبقة.. من هو «فخرالدين باشا» الذي أشعل غضب أردوغان؟

«حين كان جدنا فخر الدين باشا يدافع عن المدينة المنورة، أين كان جدك أنت؟ أيها البائس الذي يقذفنا بالبهتان». هذا كانرد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد؛ في هجومٍ شهد وجهات نظرٍ متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي بالأمس.
كان عبد الله بن زايد قد قام بإعادة نشر تغريدة تتهم «فخر الدين باشا»، وهو آخر الأمراء العثمانيين في الجزيرة العربية 1916-1919، بالقيام بجرائم إنسانية في حق سكان المدينة المنورة؛ إذ تناولت التغريدة قيامه بسرقة أموالهم واختطافهم، وترحيلهم بقطارات إلى سوريا واسطنبول في رحلة سميت «سفر برلك»، وجاء في التغريدة: «كما سرق الأتراك أغلب مخطوطات المكتبة المحمودية بالمدينة وأرسلوها إلى تركيا. هؤلاء أجداد أردوغان وتاريخهم مع المسلمين والعرب».


هل تعلمون في عام1916قام التركي فخري باشا بجريمة بحق أهل المدينة النبوية فسرق أموالهم وقام بخطفهم واركابهم في قطارات إلى الشام واسطنبول برحلة سُميت(سفر برلك)
كما سرق الأتراك أغلب مخطوطات المكتبة المحمودية بالمدينة وارسلوها إلى تركيا.

هؤلاء أجداد أردوغان وتاريخهم مع المسلمين العرب
كان فخر الدين باشا آخر الأمراء العثمانيين في جزيرة العرب، وترجع طفولته إلى مدينة إسطنبول؛ إذ انتقل إليها مع عائلته وهو في سنٍ صغيرة، دخل بعدها إلى المدرسة الحربية؛ ليتقن فنون القتال، قبل أن ينضم إلى الجيش العثماني؛ ليصبح قبطانًا. كما كان له دور فاعل في حرب البلقان – وهي حرب كانت بهدف السيطرة على أراضي الدولة العثمانية خلال عامي 1912/1913- وعندما اتخذت الدولة العثمانية قرار دخول الحرب العالمية الأولى عام 1914 إلى جانب ألمانيا ضد الحلفاء، تمت ترقيته إلى رتبة لواء، قبل أن يستدعى إلى مدن الحجاز؛ ليدافع عن المدينة ضد الثورة العربية التي اندلعت عام 1916، والمدعومة من القوات البريطانية.
قام الثوار العرب بقيادة الشريف حسين بفرض حصار على المدينة المنورة، كما قاموا بتدمير خطوط السكك الحديدية وخط التلغراف، وذلك بحسب إحدى المواقع الإخبارية التركية؛ إذ يشير إلى مدافعة الأمير فخر الدين باشا عن المدينة باستماتة، بالرغم من فرصه المحدودة ضد الشريف حسين المدعوم من جانب بريطانيا، التي سعت جاهدة لتفتيت الإمبراطورية العثمانية إبان الحرب؛ عن طريق إثارة القلاقل والثورات.
سعى فخر الدين باشا فيما بعد إلى نقل المخطوطات المحمودية إلى إسطنبول تحسبًا لأية عمليات سلبٍ ونهب في المدينة المنورة، بحسب الموقع، فأرسل إلى الصدر الأعظم طلبًا بنقل الآثار المقدسة، وهو الأمر الذي وافقته عليه الدولة العثمانية حينذاك، فأُرسلت 30 قطعة أثرية في حراسة ألفين من جنود الثالوث المقدس.
«بدأت الثورة العربية رسميًا، بإطلاق الشريف حسين الرصاصة الأولى من شرفة بيته، في الساعة الثالثة والنصف من صباح السبت الموافق 10 يونيو (حزيران) 1916، على الثكنة العسكرية في مكة المكرمة، وكانت هذه الإطلاقة إعلان استقلال العرب وبدء ثورتهم على سلطة العثمانيين، وكانت الإشارة المُتفق عليها مع رجاله لبدء الثورة».
هكذا روى الباحث عماد عبد العزيز يوسف، في البحث المقدم لنيل درجة الماجستير «الحجاز في العهد العثماني»، الوضع في الحجاز أثناء ولاية العثماني فخر الدين باشا، إذ لم تكن الحجاز مدينة هادئة إبان الحرب العالمية الأولى، بل شهدت مجموعة من الثورات ضد الدولة العثمانية ذاتها؛ من أجل نيل استقلالها، بحسبه.
كان الشريف حسين في ذلك الوقت واحدًا من أشراف العرب، ومؤسس المملكة الحجازية الهاشمية؛ إذ يرجع نسبه إلى علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي، وهو من قاد الثورة العربية ضد الدولة العثمانية في الحجاز ونجد، فتحالف مع البريطانيين، وهم العدو اللدود للعثمانيين حينذاك، والمعسكر الآخر في الحرب العالمية الأولى، وذلك من أجل نقل الخلافة إلى العرب بدلًا عن الأتراك.
فيعرض الباحث «عماد عبد العزيز» في بحثه مضمون الرسالة التي تلقاها الشريف حسين من اللورد كتشنر البريطاني، والتي أعقبت إعلان الدولة العثمانية لدخولها الحرب العالمية إلى جانب ألمانيا، فيقول: «إن الفرصة سانحة الآن لإعلان الثورة، ونحن نؤيدكم بها على أن تقفوا معنا في الحرب. إن ملك بريطانيا العظمى ينظر بعين العطف في تنصيب خليفة عربي على المسلمين».
يبرر الباحث موافقة الشريف حسين على التحالف مع بريطانيا ضد الدولة العثمانية، بإجبار الولايات التابعة للإمبراطورية العثمانية على «التتريك»، بجعل اللغة التركية هي اللغة الرسمية للبلاد، وأن الاتحاديين – وهم أول حزب سياسي في الدولة العثمانية تحت اسم الاتحاد والترقي لمؤسسة بهاء الدين شاكر – قد سيطروا على مقاليد الأمور في الدولة بشكل ضاعت معه هيبة الصدر الأعظم والسلطان العثماني؛ مما أثقل البلاد بالديون والقروض؛ كما أنهم زجوا بالدولة العثمانية في حروبٍ خاسرة فقدت خلالها أغلب ولاياتها؛ بما ينذر بنهاية الدولة.
أما عن فخر الدين باشا وجريمة «سفر برلك»، فيرويها عزيز ضياء في كتاب السيرة الذاتية «حياتي مع الجوع والحب والحرب»؛ إذ يروي قصة تهجير أسرته من المدينة المنورة في فترة الحصار؛ تلك الأسرة التي فقدت أربعة من أبنائها بفعل الجوع والخوف والبرد؛ من معاناة الرحلة، ولم يبق منها سوى ضياء نفسه إلى جانب والدته، فيقول: «لقد جاع أهل المدينة الذين هجرهم فخري باشا إلى سوريا، جاعوا، بل مات الكثير منهم جوعًا، ولكن قوات فخري باشا نفسها جاعت في النهاية أيضًا، ذلك الجوع الذي جعلهم يأكلون لحوم الخيل والبغال والحمير التي تنفق من الجوع».
يروي عزيز ضياء قصص أنباءٍ ترددت عن جياع أكلوا لحوم أطفالهم، مُنصفًا فخر الدين باشا نفسه، على الرغم من مأساة عائلته من فعل التهجير؛ إذ انقطعت المؤن عن المدينة المنورة بفعل الحصار وتدمير خطوط السكك الحديدية، فكان الجوع ينهش فخر الدين نفسه وكبار قواده، ولكنه على الرغم من ذلك أبى التسليم.
يصف ضياء «فخر الدين باشا» بالهيبة التي جعلت كبار قواده يخشون أن يفاتحوه في أمر التسليم حتى وإن نهشهم الجوع بأنيابه، وعلى الرغم من قيام قوات الشريف حسين بدعوته للاستسلام في مقابل عودته لتركيا هو وجنوده، أو لأي مكان يختارونه، إلا أنه أبى أن يسلم أو يستسلم، لكن على الرغم من ذلك يرى ضياء فخر باشا، وكل ما فعله من الدفاع باستماتة عن المدينة المنورة، ما هو إلا «فرفرة» لخلافة على وشك الانهيار؛ إذ رآه واهمًا يسعى للحفاظ على الخلافة العثمانية حتى آخر نفس، أكثر منه مدافعًا عن مدينة الرسول وقبره، كما وصف هو نفسه.
في كتاب «الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية»، المجلد الرابع، والذي يضم مجموعة من الوثائق والمراسلات المتبادلة ما بين بريطانيا العظمى والشريف حسين، وقادة أركان الحجاز، وغيرهم من السياسيين الذين كانت لهم مصالحًا بخصوص منطقة الحجاز في ذلك الوقت، جاء ذكر القائد «فخر الدين باشا»، في تقرير كتبه «اللفتننت كرنل باسيت»، وهو وكيل المعتمد السياسي في جدة، إلى الكرنل «ويلسن» قائد الأركان العامة لحركات الحجاز، يروي له نتائج مقابلة جمعته بفخر الدين، بشأن المفاوضات على الهدنة في 17 يناير (كانون الثاني) عام 1919، مُشيرًا إلى أن توتر فخر باشا كان بشأن إحدى الرسائل التي ورد فيها أن الحاميات التركية يجب أن تستسلم إلى أقرب قائد من الحلفاء.
يقول عن ذلك فخر الدين إنه لم يعِ ما تعنيه الرسالة في البداية، خاصة عبارة «قائد من الحلفاء»؛ إذ لم يكن يعلم بوجود قائد كهذا يستطيع أن يستسلم له، كما عبر عن استيائه ورفضه التام لتسليم المدينة المنورة إلى ضابط بريطاني مهما كانت الظروف؛ مما يوضح أحد أسباب تمسكه بعدم التسليم، بالرغم من توقيع الهدنة من الدولة العثمانية.
يصف باسيت فخر الدين بأنه رجل لم يستسلم لأحد من قادة الحلفاء، ربما لعدم علمه باعتراف كلٍّ من الحكومة البريطانية والحكومة الفرنسية بالعرب كمحاربين حلفاء. فهل أنصفت الوثائق البريطانية، فخر الدين باشا في النهاية على ثورة العرب؟
يشير باسيت أيضًا إلى أن فخر الدين كان وضعه غريبًا، خاصةً فيما يتعلق بالمدينة المنورة، كما أن عبارة قائد من الحلفاء التي وردت في الرسالة أكثر من مرة، جعلته يوقن أن هذا الأمر غير مقبول نهائيًا من الناحية العسكرية، وهو الأمر الذي دفعه إلى إرسال برقيات رمزية للأستانة، يستفسر فيها عن شروط الهدنة، وحقيقة وضعه، وهو الأمر الذي جعل المؤرخين البريطانيين أنفسهم يصنفون فخر الدين بأنه من الأعداء المخلصين.
أما عن آخر أيام فخر الدين في المدينة المنورة فيرويها عزيز ضياء في سيرته الذاتية، واصفًا تهاوي قوات الأمير فخر الدين من الجوع والهزال والمرض، متساقطين على أبواب المدينة، مضيفًا أن قواته الخاصة كانت قد وصلت معنوياتها من شدة المرض إلى استعدادهم للاستسلام للفرق العربية المحاصرة للمدينة، وهو الأمر الذي واجهه فخر الدين بنقل مقر قيادته إلى الحرم الشريف، ومعه كبار قواته وبعض الأسلحة الخفيفة إلى جانب القنابل اليدوية والديناميت، ويقال إنه طوق صدره وخصره بالديناميت، مهددًا إياهم بأنه لن يستسلم أبدًا، وهو الأمر الذي دفع كبار أركان حربه إلى تقييد يديه عند النوم لعدم وصولها للقنابل، وإجباره على الاستسلام.
يشير عزيز ضياء إلى أن بعض الأنباء التي كانت متناقلة حينذاك، كانت تقوم بـ«تخوين العرب الذين قاموا بتوجيه مدافعهم ناحية المسجد النبوي بعد التعاون مع المشركين»، بحسبه، وهو الأمر الذي استُغل من قبل العثمانيين قبيل استسلامهم؛ للظهور في صورة المدافعين عن أقدس الأماكن الإسلامية في مواجهة العرب الذين استعانوا بالغرب على المسلمين.