Saturday 2 September 2017

Iceberg melted... Shit appeared... 02/09/2017


In 2014 terrorists of Daesh and Al Nusrah attacked a Lebanese town Arsal. They had been confronted by the Lebanese army forces, many of them were killed, and so from the Lebanese forces. Later that day after the battle was over, appeared that those terrorists had kidnapped, about 31 officers of the Lebanese security and army from their homes and security centers.

Few months later those kidnapped by Al Nusrah had been returned after murdering two those kidnapped. Nine Lebanese army officers were kept by Daesh. Those captured were visited by their relatives  in Daesh hideouts. Daesh demanded to exchange them for its terrorist fighters captured by the Lebanese army Mukhabarat on the Lebanese roads. By then the government did not respond to demands, because there was Nusrallah of Hezbollah Party terrorists, put pressure on the government not to exchange, for reasons to the interests of Nusrallah.

Two years the case of those kidnapped was switched off, no news where the captured soldiers had been kept. Until two weeks ago, when the Lebanese Army forces had lunched a total attack on the terrorists on their hideouts, on the Eastern Mountains, the Syrian Lebanese borders. Before the Lebanese forces could destroy the terrorists, Nusrallah, opened line of negotiations with the terrorists, claiming that will tell the government about the place where the kidnapped soldiers were kept. It came up of the bloody news that they were killed and buried in a certain rural area, in Lebanese soil. Nine of them two years ago.

Nusrallah claimed that the terrorists would not tell about the soldiers unless, a deal was struct to let the terrorists leave the Lebanese lands with their families to Syria, and Nusrallah gave them the buses for transport.

The Lebanese people, had been raged and angry, why to let the terrorists to leave and the government knew the soldiers were already killed for almost two years.Now it is likely to open investigation to pin down those gave the orders to the Lebanese forces to hold the fire, and let terrorists get away with their crimes murdering the soldiers.

From the events had been learned that Nusrallah of Hezbollah and Assad, had very good ties with the terrorists of Daesh, and they work together for over three years to fight the Syrian revolution. Also the attack on the Lebanese town Arsal, and kidnapped the soldiers were planed among them, Assad, Nusrallah and Daesh, claiming the terrorists will attack Lebanon. Series of car bombs were taking place, in Hezbollah areas, seemed were planed by Hezbollah itself, because never killed any member of the terrorist party of Nusrallah, only civilians.

It is clear now, that Nusrallah had a very helpful hand to Daesh to kidnap the soldiers, and Nusrallah knew that the soldiers were murdered and whereabouts buried. They created the battle with Al Nusrah in Arsal rural land to cover up their cooperation with the terrorists in all those years.

Saad Harriri, confessed yesterday with a French Media News, that he and the illegal president of Lebanon Aoun had given the orders to the army to seize fire and let the terrorists get away with their murders.

From the beginning of Islamic State appearance, it was the Iranian Mullah who created them with the help of the Iraqi prime minister at that time Maliky, and the creation of that terrorist organization, fitted with Obama plans to destroy the countries in the Middle East, he turned blind eye on the interference of Iran Mullahs in every country, Iraq, Syria, Yemen, and Lebanon by Nusrallah the poppet of Iran in Lebanon.

It looks that the coming days will unveil more secrets of the relations among Nusrallah and Al Baghdady, for many years. Also will have a backlash on the Lebanese security Forces, who followed Nusrallah demands not to negotiate with terrorists to exchange the soldiers to Daesh fighters are prisoners with the Lebanese Army Mukhabarat.

Will the Lebanese Government which is not legal anyway resigns. and more pressure to the President to be trialed for the National Treason, that he cooperated with Nusrallah the terrorist.Will the people of Lebanon, keep quiet on the so many betrayal acts, that cost the lives of their sons and fathers. We wait and see.

خالد

khaled-stormydemocracy






الجيش اللبناني قدوة للجيوش العربية


منذ ان انطلقت عملية “فجر الجرود” العسكرية فجر السبت الماضي، لم تتوقف بعد سلسلة المواقف والآراء منها على كل المستويات العسكرية والسياسية والدبلوماسية. ورغم محافظة اللبنانيين على نسبة عالية من الإجماع غير المسبوق خلف الجيش اللبناني، فإن التوقيت الذي اعتمدته القيادة السورية وحزب الله باطلاق عملية “ان عدتم عدنا” على الجانب السوري من الحدود، اطلق سباقا غير “محمود” بين هاتين العمليتين اللتين لا تلتقيان في خلفياتهما السياسية سوى على مواجهة مسلحي “داعش” في الأراضي اللبنانية والسورية على الحدود المشتركة بين البلدين، وفق ما تقول مراجع دبلوماسية لـ”المركزية”.
هذه المراجع توقفت امام بعض الممارسات “الشاذة” التي يمارسها مجهولون – معلومون يصرّون على إشراك الجيش السوري النظامي و”حزب الله” في العملية، الى جانب الجيش اللبناني او الإشارة الى التنسيق بينهم جميعا في إدارة المعركة. وعمد سعاة هذه النظرية الى تزوير بعض الصور التي جمعوا فيها آليات من الجيش اللبناني وحزب الله في موقع واحد باعتماد الـ “فوتو شوب” وإضافة العلم الأصفر في مقابل العلم اللبناني على آليتين عسكريتين من عتاد للجيش اللبناني وأخرى لا يمتلكها الجيش اللبناني إطلاقا. وتعقيبا على عملية التشويه والتشويش التي لجأ اليها البعض سعيا الى توريط الجيش اللبناني في مجريات الحرب السورية، تقول المراجع ان هذه الحملات لن تنال مبتغاها، واذا كان البعض يتمنى من خلالها بلوغ مرحلة التعاون بين الجيش اللبناني وحزب الله والسوريين لفك الحصار العربي والغربي شبه الشامل على النظام السوري وجيشه وحلفائه، فهم لم يتمكنوا بعد من اظهار اي صورة او واقعة من ارض المواجهة تثبت هذه المشاركة بين الأطراف الثلاثة.
في الموازاة، تؤكد مصادر معنية بمجريات العملية العسكرية وزوار الضباط والعناصر من العسكريين المتقاعدين الذين قصدوا المنطقة الجردية والمواقع المتقدمة فيها في منطقة عمليات الجيش، ان الجيش اللبناني الذي بلغ في نقاط وتلال متعددة الحدودَ اللبنانية – السورية على مسافة تُقدر بـ 80 % من طول هذه الحدود وعرضها على الجبهة التي تنتشر فيها مجموعات “داعش” كما تحددها خرائط الجيش اللبناني، لم يرصد قبل عصر الأربعاء الماضي اي وجود او حراك عسكري للجيش السوري أو لمسلحي “حزب الله” على الجانب السوري من الحدود حيث رصدوا عناصر مشتتة على رؤوس بعض التلال المواجهة للمواقع اللبنانية الحدودية من دون التثبت مما إذا كانوا من الجيش السوري او حزب الله الى النظر لبعد المسافة الى ما يزيد على كيلومترين في منطقة تفصل بينها اربعة او خمسة تلال جرداء ولا يحملون اي شارات تحدد هوياتهم العسكرية.
وعليه، تقول المصادر العسكرية نفسها لـ”المركزية” ان هناك اكثر من سبب يحول دون ان يتشارك الجيشان اللبناني والسوري في اي مهمة عسكرية. فلكل منهما سياسته وتوجهه. فالجيش اللبناني هو عضو في الحلف الدولي على الإرهاب ويستند في حراكه الى قرار سياسي يرفض إشراكه في وقائع الحرب السورية وانه لم يقم باية مهمة عسكرية تتصل بهذه الأزمة لو لم تحتل جماعات تكفيرية وارهابية اراض لبنانية دفعتهم اليها القوات السورية ووحدات “حزب الله” في عملياتها العسكرية في الداخل السوري التي خاضتها في اتجاه الأراضي اللبنانية، فلجأوا مع اهاليهم واقاربهم وابناء قراهم الى تلال عرسال والقاع وراس بعلبك ومناطق اخرى، مسلحين ومدنيين، بعد تدمير قراهم. ولذلك فان المراجع تعتبر ان مهمة الجيش اللبناني ستتوقف عند تحرير الأراضي اللبنانية من الارهابيين وتنحصر المهمة الجدية بالدفاع عنها ومنع تسلل اي من الغرباء المسلحين اليها. اما حجم العمليات العسكرية وما انتهت اليه، فتعتقد المراجع المعنية ان لبنان وَفى بتعهداته تجاه المجتمع الدولي والحلف المناهض للإرهاب واظهر قدرته على مكافحة الإرهاب على الحدود كما في الداخل بالتعاون الوثيق مع باقي الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية، وما على المجتمع الدولي سوى ان يفي بوعده والتزاماته بزيادة الدعم العسكري له للحفاظ على جهوزيته العالية. فقد ثبت ان الإستثمار الدولي في الجيش كان في رأي الخبراء العسكريين الأميركيين ومنهم قادة في قيادة المنطقة الوسطى الأميركية، رهانا ناجحا أثبتته قدرة الجيش على مكافحة الإرهاب بأقل كلفة من المساعدات العسكرية الدولية وتحول رأس حربة في هذه المواجهة متقدما في آدائه على الجيوش الأخرى التي بات عليها ان تتعلم من التجربة اللبنانية وما انتهت اليه من نتائج ايجابية. وهو امر سيأتي أوانه في العاجل من الأيام ما ان تنتهي عملية “فجر الجرود” في وقت ليس ببعيد.


لن يطول الأمر #لفضيحتكم أيها الدمويون الزنادقة !!
لن يطول الأمر حتى نعرف من هم الذين أرسلوا السيارات المفخخة إلى الضاحية الجنوبية لتبرير القتال في سوريا !!
لن يطول الأمر حتى نعرف من هم الذين أرسلوا عدة انتحاريين "أغبياء" إلى بلدة القاع البقاعية "المسيحية" لإسكات الأصوات المسيحية اللبنانية عن الميليشيات اللبنانية التي تقاتل في سوريا بقرار خارجي . حيث فجر أو "تم عن بعد تفجير" هؤلاء "الرسل" المحملين ببعض المتفجرات بأماكن مفتوحة حتى قتل من هؤلاء أكثر مما قتل من أهالي القاع !!
لن يطول الأمر حتى نعرف مسرحية زرع حواجز على مداخل مدينة النبطية ﻹيهام الناس بأنهم مستهدفون وأن أبنائهم يقاتلون في سوريا من يريدون قتلهم في النبطية، بينما مدينة صور "مثلا" لا يوجد أي حواجز على مداخلها مع أن نقل المفخخات إليها أسهل من النبطية ﻷسباب جغرافية وديمغرافية كثيرة والتفجير فيها يودي بأضرار بشرية أكبر بكثير من أي تفجير في النبطية التي هي أقرب لقرية منها إلى مدينة . وكذلك الحال في حواجز الضاحية الجنوبية التي أريد لأهلها أن ينجروا خلف دعوات الشياطين في المشاركة في فتنة الشام التي حذر الأئمة (ع) منها . مع أن مناطق الشيعة في بيروت الغربية لم تشهد هذه الحواجز مع أنها أسهل من الضاحية في الوصول إليها !!
لن يطول الأمر حتى نكتشف سر الإعلانات التي صدعوا بها رؤوسنا وكل شهر تقريبا وبشكل دوري عن كشف خلايا تريد التفجير في لبنان، ودائما كان يتم كشفها قبل أن تنفذ العملية "المزعومة" بساعات !!
لن يطول الأمر حتى يعرف كل الناس أن الصراع في سوريا كان على خط الغاز القطري إلى تركيا فأوروبا، والذي رفضته سوريا حتى لا يؤثر على إمدادات الغاز الروسي ﻷوروبا والذي يجعل أوروبا رهينة لروسيا عندما تبلغ درجة الحرارة في أوروبا بالعشرات تحت الصفر !!
لم يكن الحسين ولا أخته زينب (ع) في خطر في سوريا، بل كانت سياسة وأمبراطورية "الحسين الدجال" هي التي في خطر .
فلا جميل لأحد علينا ولا نشكر أحدا قاتل هناك بزعمه الدفاع عنا . هو كاذب وهو يعلم أنه كاذب، وكل من يملك عقلا وشيئا من بصيرة يعلم أنه كاذب . وأكثر الذباحين كانوا مسرحية لجر البسطاء إلى تلك الحرب كمسرحية نبش قبر حجر بن عدي الآجرامية ومسرحية مقولة سترحلين مع النظام !!
في آتي الأيام سنتحدث -إن شاء الله- كثيرا وكثيرا عن هذه المسرحيات المركبة والمعقدة والتي سنفككها ونظهرها للناس كشربة ماء لعطشان، وليكن ما يكون . ولكن ما نقوله اليوم هو : نبرأ إلى الله تعالى مما اقترفه بعضنا بحق سوريا وأهلها أثناء تنفيذ هذ المسرحية الدموية الفتنوية الإجرامية الخبيثة، ولا علاقة لنا كطائفة شيعية لبنانية بكل ما جرى، لا في الحاضر ولا في المستقبل الثأري القادم غير البعيد .
"غلطة "الشاطر" حسن بمليون غلطة"

كتب جميل الذيابي ان صفقة حزب الله وداعش قد كشفت أكثر من حقيقة ظن صانعها، أنها لن تُعرف! فقد اتضح أن المسرحية هي في حقيقتها صفقة بين حزب الله وإيران ونوري المالكي ونظام بشار الأسد، من جهة، وداعش من الجهة الأخرى.
واعتبر انه كالعادة فإن غلطة "الشاطر" حسن بمليون غلطة، إذ لم يسأل نفسه أصلاً: إذا انتهت المعارك التي زُعم أن الجيش اللبناني خاضها ضد داعش في المناطق الجبلية التي يسيطر عليها التنظيم داخل لبنان، قرب الحدود مع سورية، بانتصار الجيش، وانكسار داعش، فلماذا يحصل المهزومون على امتياز التفاوض، والاتفاق معهم على إخلاء سبيلهم إلى محافظة دير الزور، بكامل عتادهم، وعائلاتهم؟
لافتا الى ان هذه هي المرة الأولى التي نسمع فيها بأن المهزوم هو الذي يكتب شروط هزيمته، وليس العكس! سارع بشار الأسد بدوره لتوفير الحافلات لنقل الدواعش معززين مكرمين بعائلاتهم من لبنان إلى دير الزور. فبعدما تقدمت قافلة الدواعش متجهة لدير الزور، انتاب القلق قادة قوات التحالف الدولي لضرب «داعش» الذي تتزعمه الولايات المتحدة، واتخذوا قراراً بضرب القافلة قبل وصولها إلى هدفها. 
واضاف قائلا وما إن توقفت غارات التحالف التي استهدفت القافلة، حتى سارع بشار الأسد ليعرض على نصر الله تغيير اتجاهها صوب منطقة السخنة، التي استعادتها قوات نظامه في المنطقة نفسها، ليعبروها آمنين إلى مناطق سيطرة داعش. وهي صفقة جهنمية، إلى درجة أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي استنكرها بعبارات قوية، في مؤتمر على رؤوس الأشهاد، وانضم إليه مستنكراً التيار الصدري، وزعيم البرلمان العراقي الذي يمثل سنة العراق.
وختم لكن الصورة باتت أشد جلاء حين خرج نوري المالكي ليثني على الصفقة، ويصف معارضيها بأنهم "جهلة". إذن فهي صفقة ليست بين نصرالله و"داعش" وحدهما، بل هي صفقة تضم إيران، وحزب الله، ونظام بشار، وشيعة العراق الموالين لإيران -من جهة- وداعش. وهي صفقة تلغي كل نظريات المؤامرة السابقة بشأن أصل داعش والجهات التي يُزعم أنها تقف وراءه. فقد بات جلياً أن إيران هي صانعة داعش، وأن نصرالله ليس سوى إحدى أدواتها في المنطقة.
عكاظ 
2017 -أيلول -02
#مين_المسؤول
مين بدو يكون المسؤول
ومين خربط التفاوض على طول
ومين غير الخائن عم بجول
تهديد ووعيد على نعاج الدوله
والنعاج للذبح بدها قوله
صاحب السلاح الغير شرعي
وبيطلعلك كل يوم ببدعي
مين منع السلطه للتفاوض
ومين وافق ومين تعارض
مين مسموح ومين مش مسموح
وبالافق الصفقه كانت عم تلوح
وتمّت ع حساب القلب المجروح
وكم سر نحنا منقدر نبوح
والخيانه من الصفقات عم بتفوح
الجيش برهن انو مش قزم
متل ما وصفو الرئيس القزم
وجرب يحط علمنا بين اعلام
الارهاب وهلل لانتصاراتو يا سلام
كانت النتيجه دوله واقفه عالباب
تضرب تحيّه لسيد الارهاب
يلي عن الغدر ما يوم غاب
قتل الجيش والشعب والضمير
ومساندة داعش عندو لها تبرير
وبباصات رجال الله داعش على
عتبات قصر المهاجرين عم بتجول
https://twitter.com/demostormer/status/902219869915160577
خالد

جعجع سأل عبر "اخبار اليوم" عن سر الصفقة التي تمت بين حزب الله وداعش

كــــان يمكن للحزب ان يقوم بالصفقة بعـــد ان يطرد الجيش اللبناني داعش كليا
جعجع سأل عبر "أخبار اليوم" عن سر الصفقة التي تمت بين حزب الله وداعش
النظام السوري عاش طويلا وطويلا جدا علـى رعاية مجموعات إرهابية مختلفة
نصرالله حاول مصادرة المشهد بإطلالات إعلامية مكثفــــة فيمــــا الجيش يقاتـــل
ألم يكن ما تحقق انتصار للشعب اللبناني حتى تتم مصادرته من قبل حزب واحد؟
29/8/2017 - (أ.ي) - ركز رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع في تصريح لوكالة "أخبار اليوم" على نقطتين أساسيتين:
أولا،النقطة التي لم افهمها حتى الآن هي ما سر الصفقة التي تمت بين حزب الله وداعش؟ يقولون ان الصفقة تمت لمعرفة مصير العسكريين المخطوفين، ولكن ما يدحض هذه النظرية ان داعش كانت مطوقة من كل الجهات، وبالتالي لو تم الإطباق عليها لكان وقع المئات من عناصرها في الأسر مما كان سيؤدي حكما إلى معرفة مصير العسكريين المخطوفين.  
اما اذا قال البعض استطرادا بان الصفقة تمت لاعادة اسير من حزب الله لدى داعش فهنا الجواب بشقين: أولا ليس من المنطقي ان يعمل حزب الله على الاستفادة من عملية للجيش اللبناني والتي ادت الى استشهاد 7 عسكريين وعشرات الجرحى من اجل استعادة اسير له في معارك حصلت داخل سوريا.
واستطرادا كليا، كان يمكن للحزب ان يقوم بهذه الصفقة بعد ان يطرد الجيش اللبناني داعش كليا من الاراضي اللبنانية وليس قبل ذلك كما جرى.
واستطرادا كليا ايضا ولضرورات البحث ليس إلا كان من الممكن لو تم الاطباق على داعش ولم يتم تهريبه اجراء عملية مبادلة بعض اسرى داعش وبين عنصر حزب الله المخطوف في سوريا.
من كل ما تقدم يتبين ان الاسباب الفعلية للصفقة هي غير الاسباب المعلنة، بمعنى ان النظام السوري عاش طويلا وطويلا جدا على رعاية مجموعات إرهابية مختلفة ليس داعش آخرها، وهذا هو الشيء الوحيد الذي يفسر الصفقة التي تمت.
ثانيا،يظهر ان قيادة حزب الله انزعجت وانزعجت كثيرا من ظهور جيش لبناني قوي استطاع اجتياح 100 كلم في جرود رأس بعلبك والقاع في فترة 48 ساعة. جيش لبناني قوي التف حوله كل الشعب اللبناني منذ اللحظة الاولى وساندته كل الدول العريبة والمجتمع الدولي، بشكل انه بان جليا من هي القوة التي يمكن ان تدافع عن لبنان وتحمي ابناءه.
وختم جعجع: لذلك وللاسف سارع أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله إلى محاولة مصادرة المشهد من خلال إطلالات إعلامية مكثفة ومتكررة في وقت ان الجيش هو من يقاتل، ولم يكتف بذلك بل دعا الى تظاهرة احتفالية الخميس المقبل بمعركة الجرود التي انتهت بالشكل الذي انتهت فيه، فيما السؤال الذي يطرح نفسه: ألم يكن ما تحقق هو انتصار للشعب اللبناني حتى تتم مصادرته من قبل حزب واحد وفي محاولة للظهور بمظهر اب الانتصار؟

درباس: ثمة أوركسترا تشن حملة ظالمة على حكومة سلام

المصدر: صوت لبنان ـ 100.5
القسم: لبنان
2017-08-29

إعتبر الوزير السباق رشيد درباس انّ كلام العميد المتقاعد شامل روكز بشأن قرار سياسي بمنع تحرير العسكريين في العام 2014 هو كلام دقيق، لانّ قيادة الجيش لا تدقق في الاوامر السياسية التي تردها وانّما تنفذها.
درباس، وفي حديث لاذاعة “صوت لبنان 100،5″، اشار الى انّ ثمة اوركسترا منسقة تشن حملة ظالمة وفاشلة على الحكومة السابقة، مؤكداً انّ التصويب على الرئيس تمام سلام هو تصويب على الرئيس سعد الحريري بلا ايّ مواربة، لانّ الرئيس جاء لرئاسة الحكومة كخلاصة توافق ولم يكن يصدر قرارات بصورة مستقلة وانّما بالتوافق، حتى انّه كان يمتنع عن توجيه الدعوة لعقد مجلس الوزراء عندما يمتنع احد المكونات.
واضاف: حكومة سلام كانت مشكلة من كل الاطياف ويومها اعترض ممثلاً الحزب على التفاوض مع الارهابيين، فلماذا اعترضوا سابقاً وفاوضوا اليوم؟ ببساطة فعلوا ذلك لانّ الظروف تغيرت.

آخر مشهد – زيارة رسمية من دويلة لدويلة

كتب عماد موسى في مجلة المسيرة العدد 1625 لهذا الأسبوع:
في الشكل بدا وزيرا الثنائية الشيعية اللبنانية ـ الإيرانية المتحدة  تحت صورة الدكتور بشار الأسد كمثل رجل وقور أشيب ونجله البكر الغاضب في يوم “كتب كتابِه” على عروس مفروضة عليه فرضاً. واضح إستياء العريس القالب شفتيه حردًا، المصرّ ألا يضع ربطة عنق في هذا اليوم المميز. “يا بابا شو بيقولوا الجماعة أهل عروستك؟ بجبلك الكرافي من صندوق السيارة؟” فيجاوب العريس: “أبدّيش أبدّيش. ما أنا يا بيي من الأساس أبدّيش إتجوز”.
وهناك من قال إن سبب الوجوم البائن على وجهي الوزيرين خبرٌ مفزع سُرّب إليهما ومفاده أن المرحوم رستم غزالة آت لمرافقتهما إلى دمشق.
وقيل أيضاً إن الإثنين قلبا خلقتيهما لأنهما شحرقا على سيكارة سيدرز طويلة ومنعهما الأمن العام السوري من التدخين. القانون فوق كل اعتبار خصوصًا تحت صورة سيادة الرئيس، حفظه الله.
وقيل أيضاً وأيضاً إن الوزير حسين الحاج حسن كان موصّى على كيلو ونص معمول بقشطة ونتيجة الإنتظار الروتيني للتدقيق في هوية الضيفين العزيزين وحضور وزير الإقتصاد السوري محمد سامر الخليل إلى المصنع لاستقبالهما، حمّضت القشطة. فدبَّ الخلاف بين الوزيرين: قلتلك يا حسين منجيب معمول بجوز. معمول بفستق. سنيورة. بقلاوة دايت. لأ ركبت براسك عوجا: معمول بقشطة. انبسطت يعني؟… دق ليوسف إذا معك Units وقلّو يجيب معو بكرا 3 كيلو حلو ومندفعلو حقن من مصاريف وزارة الزراعة أو بقلك يجيب 3 كميونات زفت.
ي المضمون العملي والسياسي للزيارة لا يمكن حصر الفوائد ولا تعداد المغانم التي حصل عليها لبنان في هذه الزيارة الطبيعية وحبذا لو توسّعت لتضم وزير السياحة اللبناني  أواديس كيدانيان. الجميع سأل عن أواديس ليش ما إجا؟ شو عندو؟ وإميل رحمة وينو بدنا ناخدن على تدمر وحلب والغوطة. بديبلوماسيته المعهودة أجاب إستاذ غازي: الزميل أواديس كان بودّه المجيء لكنه مرتبط بحفلة لمعين شريف، وعن إميل رحمة أجاب ولي أمره: إميل على الجبهة ما بيقدر يترك التلفزيونات والمراسلات ويمكن يلاقينا من القلمون إذا سارت المعارك كما خطط لها.
أول ترجمة مباشرة لمفاعيل زيارة ممثلي الثنائية الشيعية وممثّل الممانعة المارونية أن الشاحنات اللبنانية المبرّدة و”المشوّبة”اصطفت من الحازمية إلى المصنع وأطلقت صفارات الإبتهاج وحملت إنتاجنا الزراعي إلى الدول الخليجية الفاتحة أسواقها أمام الصبير والتين والعنب والدرّاق وجايي وقت التفاح. وإذا كانت بيروت خيمتنا  فسوريا بوابتنا.
الترجمة الثانية عاد نصري إلى الوجود. نصري خوري كورت فالدهايم الحزب القومي السوري الإجتماعي واللبنة الأساسية في مدماك العلاقات اللبنانية ـ البعثية منذ تسعينات القرن الماضي، إنبعث من جديد وجهًا من وجوه وحدة المسار والمصير. وقد رافق وزيرا الثنائية الشيعية من المصنع وسألهما: لاحقتني الزودة بسلسلة الرتب والرواتب؟
الترجمة الثالثة: فتح الأسواق السورية أمام الصناعات الغذائية  اللبنانية والمنتجات الحيوانية: بيض نعام بيض فريfoie grasهليون .Blueberry. زعفران. أجبان مدخنة. تنبك. ومعروف أن أسعارنا تنافسية لأن كلفة الإنتاج متدنية جدا. نمّلت إيد حسين وهو يوقِّع إتفاقات. تصليح مسابقات أهون من توقيع مئات الإتفاقيات. وكل إتفاق موقَّع بيمشي بلحظتها. وفي طريق عودة الوزيرين إلى بيروت صادفتهما تظاهرة نعامات طالبن الحكومة اللبنانية بمنع تصدير بيضهن إلى سوريا. ما بدّن ولادن يربوا ببيئة غير صحية.
الترجمة الرابعة دعا وزير الصناعة الدكتور حسن نظيره السوري لزيارة بئر العبد لتفعيل التعاون بين الدويلتين الشقيقتين الصغرى والكبرى…
روكز: كان بامكاننا استعادة العسكريين لو لم يصدر قرار وقف اطلاق النار
Monday, August 28, 2017
أكد العميد المتقاعد ​​شامل روكز​​ أنه "كان يمكن لنا ان نستعيد ​العسكريين المخطوفين​ لو لم يصدر قرار وقف اطلاق النار عام 2014 والقرار بعدم متابعة الهجوم كان خطأ كبيرا"، موضحاً أن "قيادة الجيش هي من أمرت بوقف اطلاق النار يومها ولكن لم يكن لدينا إشكالية أن نستكمل المعركة وقتها"، ودعا الى فتح تحقيق بما حصل في معركة عرسال التي نتج عنها سقوط مراكز الجيش وخطف العسكريين بهذا العدد الكبير، مشيراالى ان هذه الصفحة يجب ان تنكشف بتفاصيلها لتحميل المسؤوليات.
وأشار روكز في حديث تلفزيوني الى ان وقف اطلاق النار في معركة عرسال اوقف عملية استرداد الأسرى في العام 2014 ولم يكن هناك محاولة لتحريرهم، مع العلم ان الأهالي كانوا يزروون ابناءهم مع النصرة، ومكانهم كان معروفا، والارهابيون سحبوا العسكريين الى الجرود بعدما تلقينا الأوامر بوقف اطلاق النار، وكشف ان القرار السياسي والعسكري كان يمنع الجيش من الدفاع حتى عن مراكزه التي كانت كان من السهل سقوطها بسبب الخطأ في طريقة الانتشار، مع العلم ان القوى الأمنية كان لديها مراكز في عمق الجرود، قبل عملية عرسال .
وشدد على ان عملية فجر الجرود قام بها الجيش بشكل صحيح وهو حقق اهدافه بتحرير الأرض حتى الحدود التي رسمها بدمه وكشف مصير العسكريين واعادهم ، مؤكدا انه لو تابع المطاردة لكان عليه ان يلحق بهم الى الأراضي السورية.
#حقيقه
انفضحت خطط الخاينبن
وبقضية عسكريينا متاجرين
يا ولاد الحرام انتو عارفين
انو الجنود مستشهدين
من زمان وساكتين
لغايات عهركن يامنتصرين
اقل ما تتحاسبو بالخيانه
وتزليطكن من شرف وشهامه
تركتو قلوب الاهالي محروقه
لسنين على رؤية ولادهن مشوّقه
سلطه مع قاده المجوس مطابقه
وتستّر وخيانه لعينه موبقه
الساكت عن الاجرام مجرم
بتتحاسبو ع هالجريمه التاريخيه
والناس بتلعنكن لاخر البريه
ذاب التلج وبيّن وسخكن وعهركن
السياسي يا بلا اصل وعايبين
https://twitter.com/demostormer/status/901738385613709312
خالد

صفقة خروج داعش من الجرود تثير شبهات وراءها حزب الله

سهى جفّال 
28 أغسطس، 2017
هي نهاية حالت دون أن يحتفل للجيش والشعب اللبناني بدحر الإرهاب وبنصر “فجر الجرود”.
ولكن السؤال الأهم اليوم من يتحمل مسؤولية اعدام العسكريين ؟ ولماذا رفض حزب الله آنذاك ان التفاوض مع داعش لتحريرهم؟ وفيما تذرّع حينها بانه لن يسمح بالتفاوض مع ارهابيين، عاد هو نفسه وفاوض الارهابيين وحرّر اسراه. ليضحى الأمر بفرز الأسرى بين (أبناء دولة) لا يستحقون الحرية، و(حزبيين) يستحقون الحماية.
وبحسب الإتفاق السري، الذي قضى من خلاله كشف داعش مصير العسكريين أن ينسحب مسلحوه من الحدود اللبنانية الى دير الزور وتحديدا إلى البوكمال، وقد ذكرت وسائل اعلام قريبة من «حزب الله» انها تقضـي بـ «نقل مسلّحي داعش وعائلاتهم إلى دير الزور، مقابل تسليم حزب الله جثامين 5 مقاتلين له مدفونين في وادي ميرا في القلمون الغربي السوري وأسيراً وجثماني مقاتلين اثنين في البادية السورية، والكشف عن مصير العسكريين اللبنانيين».
لكنّ السؤال لماذا كان خيار “حزب الله” الآن مفاوضة “داعش” ومهادنته في وقت انه أصبح محاصرا وضعيفا بدلا من القضاء عليه؟ ولما عمد داعش الى قتل أسرى الجيش فيما أبقى التنظيم الارهابي على أسير لحزب الله على قيد الحياة شملته الصفقة كما أوردت محطة الميادين ووكالة سانا السورية الخبر، وسط استغراب المراقبين!
وفي هذا السياق، رأى الباحث والمُحلّل السياسي الدكتور حارث سليمان في حديثه لـ “جنوبية” أن حزب الله عمل لوقت طويل على إقناع جمهوره والرأي العام والتابعين له، أنه يحارب التنظيم الإرهابي “داعش”.
لكن حزب الله قام بعقد وتغطية صفقة تؤمّن خروج الإرهابيين مع عائلاتهم، وفي الوقت الذي استطاع الجيش اللبناني هزيمة المسلحين والإطباق عليهم الا أن الحزب هرّبهم من العقاب وساعدهم على الافلات من السجن ومنع عنهم المحاكمة مشيرا إلى أن “المتابعين لآخر التطورات يطرحون عدة تساؤلات تثير سيلا من علامات الدهشة وترسخ شعورا بالمرارة والاستهجان!؟
وشدّد على أن “حزب الله حاول من خلال أجهزته الإعلامية وخطابات السيد نصرالله إقناع جمهوره بخطر داعش وأن عليهم إرسال أبنائهم لمقاتلتها، لأنها أخطر من الكيان الصهويني على حدّ قوله، مما دفع البسطاء الشيعة الى تصديقه فقضى ما يقارب 2500 قتيل ثمن هذا الاقتناع . كما أن العونيين وبعض من الجمهور المسيحي صدق هذه الإدعاءات إذ صور الأمر وكأن داعش ستصل إلى مدينة جونيه والخيار الوحيد امامهم هو دعم حزب الله وتأمين غطاء مسيحي له لأنه يحمي الاقليات في الشرق “.
أضاف سليمان إنه ” حتى رئيس الجمهورية قلل من قدرات الجيش فيما أوغل حزب الله وجمهوره بالإستهئزاء بقدرات الجيش منذ بداية الحديث عن محاربة الإرهابيين ، وبأن وحدهم رجال الله قادرين 
على هذه المهمة”.
وأكّد الدكتور سليمان ان “الشعب اللبناني بما فيه جمهور حزب الله اليوم غاضب وحزين لما حدث ويشعر بأنه خُدع، وذلك بعد أن خرج الإرهابيون آمنين سالمين دون عقاب”. أضاف “اليوم سقطت ورقة التين عن هذا الخطاب ليظهر حزب الله عاريا لا يمكن ان تستر عوراته أي ذريعة”.
كيف ينقذ حزب الله قتلة جنودنا اللبنانيين؟
لماذا يفاوضهم بعد ان خوّن كل من فكر بعقد مبادلة معهم تحفظ ارواح جنودنا؟!
كيف يحفظ انتقال جرحاهم وقياداتهم بعد ان اباح لنفسه بذريعة مقاتلتهم، استباحة عرسال واهلها، تهجير قرية الطفيل اللبنانية، تأجيل الانتخابات اللبنانية، استباحة عشرات القرى السورية وتهجير اهلها، تغيير طريق القدس لتمر من فليطا والزبداني ومضايا وباب عمرو، القيام بجرائم العقاب الجماعي/ تطهير عرقي ، فرز سكاني، تغيير الديموغرافي.
كل هذه البلايا والخطايا لمقاتلة داعش، كل هذه الموبقات تغطيها قضية الانتصار على داعش. صراخ مكرر، ضجيج وصخب، دون قتال حقيقي ضد داعش، على مدى ثلاثة سنوات كاملة، وفي لحظة انتصار الجيش على داعش، وفي ساعة حساب القتلة، يعقد صفقته والاسد، مؤمنا سلامة المجرمين والتكفيريين وممددا لهم مهماتهم الى منطقة اخرى.
وتساءل “كيف يمكن أن نخرج الشعب اللبناني من الإحساس بالمرارة والخديعة والشعور إن ثمة خيانة حصلت بمكان ما؟” وتابع الجواب بحقيقة بسيطة وواضحة وهي كافية للتخلص من هذا الشعور تتمثل “بأن “داعش” صناعة إيرانية اسدية، تؤدي دورها تنفيذا لأهداف قاسم سليماني وبشار الأسد من ضمن إستراتيجية ايران والأسد، التي تقوم على خوض الصراع من على ضفتي الإنقسام المذهبي.
الاستراتيجية تلك تجنّد علانية، على ضفة اولى، الشيعة لقتال السنة وعلى الضفة المقابلة يتم سرا تجنّيد ودعم متطرفين سنّة ليخوضوا صراعا بإسم السنة على اجندة تخضع لاملاءات مشغلي الطرفين من قيادة الممانعة”.

يؤكد د.حارث سليمان أن “هدف إيران الحقيقي هو تدمير المدن السنية وتهجير سكانها وإحداث خلل ديموغرافي يجعلها توسع نطاق نفوذها الاقليمي ، ولتحقيق هذا الهدف تقوم بتجنيد الشيعة العرب ليخوضوا معاركها وشعاراتها عبر ميليشيات تقوض اركان الدول العربية في اليمن والعراق وسورية، من جهة، وتواصل شيطنة الطائفة السنية وجعل داعش عنوانا لها،من جهة ثانية، وذلك عبر تجنيد متطرفين من السنة ولذلك مدّت داعش بالقوّة والسلاح والعتاد، فيما تجاهربهدف معلن يزعم قتال الخط السياسي الداعشي.”. لافتا إلى أنها “تحت عنوان “محاربة الإرهاب” إستطاعت إستقطاب قوى دولية وعالمية من أجل تحقيق أهدافها وخوض الصراع، كالتدخل الروسي في سوريا والأميركي في العراق.
أن ما جرى في عرسال في أب 2013 كان فخا للجيش اللبناني، نصبه حزب الله عبر احد ضباطه في جهاز امني لبناني، وشكل جزءا من هذه الإستراتيجية المتبعة لتوريط الجيش اللبناني للعمل إلى جانب الجيش السوري وحزب الله “. وتابع “بعدما قام الدواعش بخطف العسكريين، منع حزب الله بمساندة الوزير باسيل الحكومة اللبنانية من إجراء تفاوض مع داعش لإستعادة الجنود وكانوا يدركون بعدها أن داعش قامت بتصفيتهم”. وذكّر سليمان ان “داعش لم يضر يوما بالنظام السوري بل على العكس حارب الجيش السوري الحرّ والمعارضة السورية، كما أن حزب الله لم يفتح اي معركة مع داعش”.

ورأى أن “مسألة محاربة داعش أصبحت جدية عندما وصل ترامب إلى البيت الابيض، إذ دخل الأميركيون على الخط وزودوا الجيش اللبناني بالسلاح واشترطت واشنطن عليه عدم مشاركة حزب الله في القتال وعدم التنسيق معه ومع النظام السوري”. واعتبر أن “الكثير من الأكاذيب سقطت بعد أن استطاع الجيش اللبناني إيقاع خسائر فادحة بداعش منذ اليوم الأول وهو ما يثير عدة تساؤلات؟ فكيف كان سيصل هذا التنظيم إلى جونيه وهو بهذا الضعف”؟. مؤكدا أن “داعش الاسدية” هي من أرسل بعض البسطاء إلى القاع عبر تحميلهم عبوات تفجر عن بعد دون معرفتهم، ودون أن يدركوا ماهية مهمتهم، وقبلها إلى برج البراجنة، حيث علم بعدها أن من أوصل الانتحاري والتفجيرات بعثي سوري من اللبوة تلقى تعليماته من المخابرات السورية”. وختم الدكتور سليمان بالقول “في الممانعة يمنعون المبادلة كي يُقتل العسكريون ويؤمنون سلامة عملائهم الداعشيين للذهاب إلى منطقة آمنة”. وتابع ” يخرج لبنان من هذه الدوامة يوم تسود قناعة يزيد يقينها يوما بعد يوم وحدثا بعد حدث ان داعش صناعة إيرانية أسدية وتتبدى كحقيقة لا لبس فيها”.
سليمان يكشف "ملابسات" خطف العسكريين



لفت المكتب الاعلامي للرئيس ميشال سليمان في بيان، ان حادثة اختطاف العسكريين الشهداء أتت في ظل الفراغ الرئاسي خلافاً لما تدعيه بعض الوسائل الاعلامية لأهداف رخيصة، داعياً إلى ضرورة فتح تحقيق شفاف لتحديد المسؤوليات.


محذراً في الوقت عينه من خطورة تشويه صورة الجيش المنتصر في "فجر الجرود" وفي كل المعارك التي سبقتها، ومن تداعيات السماح لعناصر "داعش" بالانتقال من الأراضي اللبنانية إلى حيث يختارون تنفيذاً لاتفاق ثنائي تم بين "حزب الله" والنظام السوري من دون علم الدولة اللبنانية، المفترض أن لا تقبل بأقل من القضاء على هؤلاء بدلاً من القبول برحيلهم إلى ديارهم سالمين، بعد التثبت من استشهاد العسكريين وانتفاء مبررات المقايضة.



وتوضيحاً للحملة المبرمجة التي تديرها جهة معروفة وتساهم فيها بعض المواقع أو صفحات التواصل الاجتماعي (بعضها عن عدم معرفة)، سعياً للاستغلال الرخيص وبهدف التعمية على حقائق موجعة ورغبة دفينة اتية من خارج الحدود تعمل على تصفية الحسابات غير ابهة بمشاعر أهالي الشهداء العسكريين الأبطال، يهم المكتب الاعلامي للرئيس العماد ميشال سليمان ان يوضح التالي:




أولاً: إن حادثة اختطاف العسكريين لدى التنظيمين الارهابيين "جبهة النصرة" و"داعش" حصلت في شهر اب 2014، أي بعد انتهاء ولاية الرئيس سليمان بثلاثة أشهر، وبالتالي، إن كان هناك من مسؤولية سياسية، فيتحملها حصراً الفريق السياسي الذي عطّل الانتخابات الرئاسية وجعل من حكومة تمام سلام، حكومة الـ"24 رئيس"، وبالتالي لا بد من فتح تحقيق رسمي لضمان تبيان الحقائق وتحديد المسؤوليات بدلاً من رميها جزافاً بحسب الأهواء أو المصالح السياسية.



ثانياً: إن كل من يتنطح محملاً السلطة السياسية وقتذاك، مسؤولية عدم اتخاذ القرار لإبادة "داعش" وطرده من الجرود سنة 2014، عليه ان يتذكر كيف انهزمت بعض الجيوش العربية القريبة والبعيدة أمام التقدم السريع لهذا التنظيم الارهابي في سوريا والعراق وليبيا، وكيف شارف النظام السوري على السقوط لولا التدخل الروسي لانقاذه، قبل ان يفعل التحالف الدولي فعله، بضرباته المكثفة لاضعاف "داعش"، في حين عمل الجيش اللبناني على حماية لبنان عبر منعه "النصرة" و"داعش" من تحقيق أي تمدد، خارج إطار جرود السلسلة الشرقية الخالية من المدنيين.



ثالثاً: نسأل الذين يغالون في فبركة الاتهامات وتلفيق الأكاذيب عن قرار سياسي لبناني سنة 2014 منع الجيش من حسم المعركة، إن كان منع أيضاً "حزب الله" من القيام بتطهير الجرود كما فعل اليوم في عرسال، في حين ذهب "حزب الله" إلى سوريا وغير سوريا على قاعدة "حيث يجب ان نكون سنكون" ضارباً بعرض الحائط توقيعه على "إعلان بعبدا" الذي كان أول من طالب به.



رابعاً: ان قيادة الجيش المعروف تاريخها وتاريخ قادتها الناصع في اجتياز كل ألوان الخطوط وخروجها منتصرة، من جرود الضنيّة إلى نهر البارد وعبرا وصولاً إلى فجر الجرود، لم تكن لتتأخر لحظة عن القيام بأي عملية عسكرية لاستعادة أسراها، بعد توافر الظرف الملائم وتأمين كل الشروط والمستلزمات للقيام بعملية عسكرية ناجحة.



خامساً: عهد الجيش اللبناني ان يخرج منتصراً للبنان بشعبه وجرحاه والشهداء، بعد القبض على العدو أو القضاء عليه، تماماً كما حصل مع بسام كنج (أبو عائشة) الارهابية في الضنية عام 2000 ومن ثم القضاء على غالبية مجموعة "فتح الاسلام" وأسر البعض الاخر في نهر البارد بقيادة شاكر العبسي الذي قُتِل بعد حين، مروراً بمعركة عبرا التي تمكن الجيش من القبض على غالبية عناصرها، قبل ان يكمل الأمن العام المشهد بقبضه على أحمد الأسير بعد عامين. 



سادساً: كيف للدولة اللبنانية ان تقف متفرجة للمرة الثانية بعد خروج الارهابي ابو مالك التلي وعصابته، على عملية السماح للارهابيين "الدواعش" مغادرة الاراضي اللبنانية إلى حيث يختارون من دون أسرهم ومحاكمتهم أو القضاء عليهم، بعد التثبت من خبر استشهاد الأسرى العسكريين، تنفيذاً لاتفاق ثنائي حصل بين "حزب الله" والنظام السوري؟ 



سابعاً: كل ما تتداوله بعض صفحات التواصل تلبية لرغبات بعض المفبركين الحاقدين، في محاولة يائسة لتشويه صورة الشرفاء هو محض افتراء، هدفه النيل من فريق لبناني سيادي، رفض ولا يزال منطق الدويلة على حساب قيام الدولة القادرة وجيشها القوي القادر، وحرف الأنظار عن مشهد مقزز وغير مسبوق في تاريخ لبنان، تلتقي فيه جثامين الشهداء بموكب القتلة العائد إلى سوريا بسلام.. الرحمة والخلود لشهداء الجيش اللبناني المنتصر كل حين والعزاء للمؤسسة والأهالي الصابرين.


الصمت الجماعي

ميرا مكنا

ميرا مكنا


ويحدث أن يتساءل الجميع عن غرابة هذه الأيام..
ما الذي يحصل؟ لم القريب أصبح غريبًا، والأخير أصبح الملاذ…
لماذا ما يقوله الجميع مناقض لما فعليًّا يفعلون؟
ما الذي قلب الموازين؟
أصبحت ترى المنافق صادقًا، والصادق مستغبنًا، القويّ مستبِدًا، والصالح مُستَبَدًا، الحقيقة منفية والكذب مُتبنى، فتقف حائرًا أمام تناقض الأمور، فالمفروض بات مستترًا والمرفوض أمسى عادة.
عادة أن الأخ يقتل أخاه من أجل وصية،
عادة أن تضرب المرأة في سبيل البطريركية،
عادة أن تستخدم أحدث التكنولوجيات للإستغلالات اللا-أخلاقية،
عادة أن تقدم على قتل نفسك أو غيرك،
عادة أن تكون رجل دين تتزيّ بحجة التقوى،
عادة أن تنشر أخبار كاذبة عن ألسنة نمّامة،
عادة أن تتزوج إجتماعيًّا لتنفيعة مادية،
وغيرها من عادةٍ وعادة، لم تساهم سوى في قلب مفاهيم الأخلاق التي تمارِس “عادة” إنتقاداً لأخرى.

نعم، لعل المشكلة هنا، فقد أصبح كل شيء “عادة”.
3
أصبحنا لا ندرك أبعاد ما نقول، ما نسمع، وما نفعل.
تناسينا أن للكون نسبية تتحكم به، وأن كل شيء رهنٌ لحكم من يدركه.
ذاك الحكم أسير ثقافةِ تربية من يطلقه، حاملًا معه إسقاطاته وذاتيته ورأيه بمن أو ماذا يحكم، غير مدرك لصعوبة فصل نرجسيته في إطلاق أسهمه، وغير آبه لما قد تُحدثه كلمة خطأ، في جملة معلولة، في حكم ذاتي.
لكم كنا نوفر مصائب مجتمعية لو أننا نضع أنفسنا في مقدارها، لو أننا لا نقبل أن تكون كرامتنا مرهونة لما قد يوهَب لنا من مغريات مادية، مناصبية، أو منفعية…
لو أننا لا نستخف بقدرة بعض ممن حولنا على الملاحظة، على تمييز الخطأ من الصح، وعلى التقييم الصائب للأمور والأشخاص…
لو أننا نتذكر أن للكون قانون “دائري” يتحكم به – تسميه قوى الطبيعة، تسميه الله، تسميه القدر-، فمن يعمل مثقال ذرة، يره، أكان خيراً أم شراً.
فبعد نقاش و نقاش، والعديد من الأسئلة الوجودية، وجدال الصح والخطأ، تصل لحقيقة مُرّة؛
حقيقة تقضُّ مضجعك وتشعرك باشمئزاز الحال الذي أنت فيه!
فاذا ما أردت أن تكون كائناً إجتماعيا بارزاً و”مقبولاً” في مجموعتك، عليك أن لا تعترض و ترضخ لتنفذ المطلوب، ألّا تسأل كي لا تفهم، وأن تؤمن بما يقوله المؤتمنون على “عقيدة ما تشك فيه”، لأنهم هم الأدرى، الأذكى، والأفهم، فالذي نصّبهم أماكنهم هو “الصمت الجماعي”.
1
نعم، نحن نستحق الصمت، الجهل، الاستغبان.  نستحق التحكم بمصيرنا لأننا شعوب نبغى الخضوع، نستحق استغلالنا كيفما حللنا، لأننا لا نعرف أن أقوى ما نملك هو عقلنا، والحرية في استخدامه كما نشاء كي نفهم.
كيف يمكن أن يهبك ذاك القانون عقلًا، إن كان سيطلب منك عدم استخدامه؟…
لا أحد يستطيع منحنا أو سلبنا حقنا في المعرفة، في المساءلة، في المحاسبة، حتى أولئك “المؤتمنين”، فمخططهم يقتضي أن نبقى “جاهلين” وموهومين بسردهم للحقائق، فقط.
يجب ألّا ننسى أن الحياة شرنقة، و ما إن تفتحت تضعُك أمام خيارات، وفي كل خيار تأخذه بالرضوخ، تكون تبني شرنقة لك من جديد، تكبلك أكثر فأكثر من تلك التي أُطلِق سراحك منها طبيعيّا…
فالجهل الذي يصنعه الإنسان بنفسه، هو أسوأ أنواع التقوقع والإنغلاق.
فلنثور، فلنرفض، فلنجيب ضمائرنا، ولنعتبر دومًا  أنّ الحقيقة بريقها ساطع، فكل ما نحتاج إليه هو القليل من الوعي، الإدراك، والتركيز كي نرى ذاك النور، ونصل إلى حد أدنى من الحكم الصحيح، الدقيق، والمنصف.
(*) مسؤولة ملف الثقافة والأنشطة في الأمانة العامة لمنظمة الشباب التقدمي
(الأنباء)

خطوط حمر دولية حول التوازنات اللبنانية: لبنان لن يكون تحت الوصاية الإيرانية


قد يكون من المبكر قراءة التداعيات السياسية لمعركة جرود رأس بعلبك، غير أن ثمة استنتاجات أولية يمكن للمراقب أن يخرج بها، وهي أشبه بالوقائع.

في أولى الاستنتاجات أن الجيش في أدائه وخططه وكيفية إدارته معركة «فجر الجرود» قدم نموذجاً جديداً على ما يتمتع به من قدرات تضعه في مصاف الجيوش المتقدمة تحضيراً وإعداداً وتكتيكاً وتدريباً. وهذا أمر ليس غريباً عليه، ولاسيما أن أميركا تعتبر الراعي الأساسي لهذا الجيش ومعها فرنسا وبريطانيا. وشهد زمن الوصاية السورية عملاً دؤوباً من أجل إلحاق الجيش ضمن منظومة الجيش السوري عبر الدورات التي كان يجريها الضباط في سوريا، والتي كان كثرٌ منهم يدركون أنها دورات لا تقدم في المفهوم العسكري إضافات لهم من حيث المعرفة والمنهج والعقيدة القتالية، لكنها تندرج في إطار تطويع هذا الجيش استكمالاً للتطويع السياسي الذي حصل، والذي ترجم في «وثيقة الوفاق الوطني» تحت بند العلاقات اللبنانية السورية، وما تنج عنها من معاهدات عسكرية وأمنية. وإذا كانت الوصاية السورية قد استطاعت السيطرة على المؤسسة العسكرية من خلال ضباط وقادة قطاعات تأتمن جانبهم، لكنها لم تنجح في ضرب بنية المؤسسة العسكرية التي بقيت على مرِّ السنوات تحت نظر وأعين الغرب.

أما ثاني الاستنتاجات، فهي أن اللبنانيين لديهم توق لرؤية جيشهم الوطني، الجيش الشرعي يحقق الانجازات ويثبت قدرته على حماية الوطن والشعب، في صورة نقيضة لتلك التي يسعى سياسيون من زمن إلى تعميمها بأن الجيش غير قادر لوحده على مواجهة المخاطر، وكان آخرها ما اعتبره رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، القائد الأعلى للقوات المسلحة والقائد السابق للمؤسسة العسكرية، بعيد توليه سدة الرئاسة في حديث للتلفزيون المصري من أن سلاح «حزب الله» مكمل لسلاح الجيش اللبناني الذي لا يتمتع بالقوة الكافية لمواجهة إسرائيل. والأصح أن هناك توقاً لرؤية أن الجيش الشرعي قادر على تحقيق الانتصارات على الإرهاب في صورة تعيد توازناً على الأقل للصورة التي نجح الإعلام الحربي التابع لـ«حزب الله» عبر إدارة معركة جرود عرسال بشكل بارع بترسيخها في أذهان شرائح واسعة من اللبنانيين على قوته العسكرية التي لا تقهر، وقدرته على تأمين الحماية لهم. وهي صورة شارك في تضخيمها الإعلام المرئي من حلفاء قدامى ومستجدين طارئين، وجيوش وسائل التواصل الاجتماعي. فبين معركة «رجال الله» في جرود عرسال و«رجال الوطن» في جرود رأس بعلبك والقاع، استعادت الصورة بعضاً من توازنها، وإن كان السؤال الذي لا بد من طرحه: لماذا خفتت «الهمروجة الاعلامية» التي شهدناها في معركة جرود عرسال مع معركة رأس بعلبك والقاع؟ الجواب الذي يتبادر إلى كثيرين: إنها كانت همروجة مصطنعة بعيدة عن الأداء الإعلامي الطبيعي.

ولعل الإستنتاج الثالث في قراءة التداعيات السياسية لمعركة جرود رأس بعلبك والقاع هو الأهم وأكثرها حساسية، ذلك أن المعركة قدمت مشهداً مغايراً لواقع التوازنات السياسية في البلاد. فالإنطباع العام الذي يخيّم على الساحة الداخلية يشي بأن هناك تسليماً لحقيقة أن لبنان قد أضحى كلياً تحت الوصاية الإيرانية. وهذا التسليم ينعكس في أداء السياسيين ولا سيما في صفوف ما كان يعرف بـ«قوى 14 آذار» الذين يذهبون إلى تقديم مطالعات لتبرر مسار تحولاتهم ليس فقط التكتيكية بل الإستراتيجية، وهي مطالعات تبدأ من عدم وضوح الإدارة الأميركية في استراتيجيتها حيال المنطقة مروراً بضعف الإتحاد الأوروبي وملامح تفككه، وبالتخبط الخليجي في أزماته وحربه في اليمن وصولاً إلى معالم التسوية التي بدأت تتشكل في سوريا. وتدفع مطالعات هؤلاء إلى الاستنتاج بأن إيران في كل تلك الحروب متعددة المستويات إقليمياً ودولياً قد نجحت في ترسيخ نفوذها وتقدمها. استنتاج يترجم لبنانياً تسابقاً من القوى التي كانت حتى الأمس القريب تصف نفسها بـ«القوى السيادية» إلى خطب ودّ «حزب الله» وإلى حجز مكان على القطار الإيراني قبل فوات الأوان.

وفي هذا السياق، بدأ يطفو على السطح كلام عن خطوط فتحت بقوة بين «حزب القوات اللبنانية» و«حزب الله» ونقاشات معمقة أنتجت تفاهماً يتعدى البعد التكتيكي للإنتخابات النيابية إلى ما هو استراتيجي يصل إلى مستقبل العلاقة مع طهران، وهو تفاهم لا يتنظر سوى الظروف الملائمة لإعلانه. هذه الخطوة لا تعود مستهجنة في ظل وجود مثل هذه التفاهمات لقيادات مسيحية سواء حليفة للقوات كالتيار الوطني الحر أو مرشحة للتحالف معها كتيار المردة، ولا تعود مستغربة مع وجود حوار بين الخصمين اللدودين في المبدأ، «حزب الله» و«تيار المستقبل» وإن كان الأخير يحرص دائماً على إدراج حواره تحت عنوان تنظيم الإختلاف لإحتواء انعكاسات النزاع السني- الشيعي على البلاد.

فما قدمته معركة جرود رأس بعلبك والقاع في هذا السياق هو عدم صحة مقولة أن لبنان أصبح تحت النفوذ الإيراني، وإلا كيف يمكن تفسير كل محاولات السلطة السياسية ومعها العسكرية إلى التأكيد أن الجيش يخوض المعركة من دون أي تنسيق أو مساندة من «حزب الله» أو النظام السوري. وهو تأييد تكرر مرات عدة ولم يصدر فقط على لسان السلطة السياسية الرسمية بل أيضاً في بيان لقيادة الجيش ظهر جلياً أنه بيان مطلوب صدوره. فالولايات المتحدة الأميركية كانت الشريكة الفعلية في معركة الجيش على «داعش» سواء من باب دعمها الخاص للمؤسسة العسكرية أو من باب التزام لبنان التحالف الدولي ضد الإرهاب، وكذلك كانت بريطانيا. والرسائل الأميركية واضحة حول الخطوط الحمر الممنوع تجاوزها سياسياً وعسكرياً. وبيانات التأييد الدولية كانت جلية بإشاراتها. كل هذا ما كان ليتم لو أن لبنان قد سقط كلياً في يد إيران. فلو كان النفوذ الإيراني قد أصبح متحكماً بالكامل بكل مفاصل الدولة ومنها المؤسسة العسكرية، لما كان اضطر الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله إلى القبول مكرهاً بهذه المعادلة التي منعت أي شراكة بين الجيش و«مقاومته» التي هي في نظر الأميركيين والغرب وكثر من الدول الخليجية والعربية مصنفة منظمة «إرهابية». وهذا التصنيف يكبل الدول الغربية ذاتها ويضعها تحت المساءلة من شعوبها إذا دعمت أو زودت أسلحة وتقنيات وخبرات لأي جهة تتعامل مع منظمة مدرجة في لوائح المنظمات الإرهابية.

ومهما حاول الأمين لـ حزب الله» ربط سرعة حسم الجيش اللبناني لمعركة «فجر الجرود» بالتكامل بين المعركتين على طرفي الحدود، ومهما تجاهل الحديث عن هذا «الخط الأحمر»، فإن ذلك لا يلغي إدراكه لمفاعيل الترجمة السياسية لهذا الحظر الدولي على موازين القوى اللبنانية، وللحدود التي لا يمكنه تجاوزها. لكن المعضلة اليوم لا تكمن في المحاولات المنسقة والمدروسة لمحور طهران لقضم المؤسسات بهدف السيطرة عليها والإمساك بمجمل القرار اللبناني، بل في غياب الإرادة الوطنية الداخلية لكثير من الأطراف السياسية التي دفعت باهظاً فاتورة تحرير لبنان من الهيمنة السورية عقب اغتيال الرئيس رفيق الحريري 2005 ويدل أداؤها اليوم على خروجها عن ثوابتها الوطنية، والتي هي في حقيقة الأمر خروجاً عن مفهومها للصيغة اللبنانية، والتي أثبتت كل تجارب الماضي أن أي اختلال فيها غير قابل للحياة وحتى لو حاول من يظن أنه يستحوذ على القوة اليوم أنه قادر على تكريس معادلة الغالب والمغلوب.

والمعضلة هي في القراءات المتسرِّعة للمتسابقين على ركوب قطار المحور الإيراني، فالمواجهة في المنطقة لا تزال في أوجها، والكلام عن اتفاقات أنجزت على تقسيم النفوذ في المنطقة، بحيث أن اليمن سيكون من حصة السعودية مقابل أن لبنان من حصة إيران هو كلام فيه الكثير من التسطيح. فإذا كان عرَّابا الحل السياسي في سوريا هما أميركا وروسيا وإلى جانبهما تركيا وإيران والخليج، فإن أي عملية حسابية بسيطة، تؤول إلى نتيجة أن إيران في أحسن أحوالها لا تشكل سوى واحد من خمسة لاعبين هم بالطبع ليسوا متساوين في الأحجام والقوة. فكيف يمكن بالتالي الوصول إلى استنتاج بنهائية انتصار إيران سواء في سوريا أو لبنان؟

#الرباعية_الخشبية



بالبلد اتحفونا بهمروجة معادلات
شي تلاته شي اربعه خود وهات
عالم حاسبه حالها من المقدسات
غاطسه بالدم لفوق الركب
وشباب راجعه بصناديق الخشب
والناس عميه وما في عتب
والمجرم الشيطان ليغطي الجرايم
عالمعادلات الخشبيه والتنك عايم
بوقت المعارك من شوفو زامم
داير المعارك من تحت الارض
وبدو يفرض معادلاتو فرض
الشرف والتضحيه والوفا ما بيجي
بالمعادلات ولا طق حنك وخطابات
جيشنا يلي انو وحكامنا قزمتوه
اثبت انكن حمير ما بتعرفوه
نظّف لبنان من وسخكن لجبتوه
تلات سنين تهددو الناس بالخطر
ولولا جبروتكن لبنانا ما تعمّر
ونحنا كنا من اول العارفين
انتو والارهاب الحليب شربانين
 خسئتم المعادلات ما بتكون
عير شعب جيش ودولة المؤسسات
https://twitter.com/demostormer/status/901059898414333953
خالد
#الرباعية_الخشبية
طلعو خبريه وصدقوها
طبلو وزمرو وغنوها
معادله خشبيه و نجروها
شوي رباعيه وفقعوها
طلعت تنك متل شكلو
شربو ميتها بعد ما تبلوها
https://twitter.com/demostormer/status/900806270504112129
حالد

Iran Caught Shipping Soldiers to Syria on Commercial Flights in Violation of Nuclear Deal

 Adam Kredo

New photographs obtained by congressional leaders show Iran shipping militant soldiers to Syria on commercial airline flights, a move that violates the landmark nuclear agreement and has sparked calls from U.S. lawmakers for a formal investigation by the Trump administration, the Washington Free Beacon has learned.
Photographs published by a Washington, D.C., think-tank and provided to Congress show Iran using its flagship commercial carrier, Iran Air, to ferry militants to Syria, where they have joined the fight against U.S. forces in the region.

The new photographic evidence has roiled congressional leaders, who accuse Iran of violating the nuclear deal, which prohibits it from using commercial air carriers for military purposes. These lawmakers are demanding the Trump administration investigate the matter and consider imposing new sanctions on Iran.
The release of these photographs allegedly showing Iran Air's illegal activity comes as top U.S. air carrier manufacturer Boeing moves forward with a multi-billion dollar deal to sell Iran Air a new modern fleet. Many in Congress have opposed the deal due to Iran's longstanding use of commercial aircraft for military purposes, such as transporting weapons and troops to regional hotspots such as Syria and elsewhere. It remains unclear the extent to which the former Obama administration was aware of this activity, which came in part while it was promoting Western airline sales to Tehran.
Iran Air's central role in the illicit transportation of militant forces to Syria could complicate Boeing's efforts to move forward with the sale, which still requires approval from the Trump administration's Treasury Department.
Congressional leaders are now calling for a suspension of all licenses permitting these sales in light of the new evidence, according to a letter obtained by the Free Beacon.
"Iran's use of commercial aircraft for military purposes violates international agreements as well as Iranian commitments under the JCPOA," or Joint Comprehensive Plan of Action, according to the delegation of lawmakers pushing for an investigation. "We believe these photos mandate a thorough investigation of these practices and a comprehensive review of Iran's illicit use of commercial aircraft."
"During this investigation, the United States should suspend current and future licenses for aircraft sales to Iran," the letter goes on to say.
Those calling for an investigation include Reps. Peter Roskam (R., Ill.), Lee Zeldin (R., N.Y.), Andy Barr (R., Ken.), and David Reichert (R., Wash.).
"Iran Air has engaged in Iran's illicit transport of military goods and personnel to Syria since implementation of the" nuclear deal, the lawmakers write.
The Treasury Department has vowed in the past to consider and investigate any new evidence revealing Iran's illicit use of commercial aircraft. The lawmakers are urging the Trump administration to make good on this promise.
"In light of these assurances to both investigate evidence of Iranian wrongdoing and to re-designate Iranian airlines engaging in sanctionable activity, we strongly urge you to investigate the enclosed photos," the lawmakers write. "If as a result of your investigation, you find Iran Air guilty of conducting military transports with commercial aircraft, it should be re-designated."
The new photographs, reportedly taken in 2016 and 2017, show Iranian fighters aboard Iran Air planes on their way to Syria to pick up arms in support of embattled President Bashar al-Assad.
The militants are believed to be affiliated with the Fatemiyoun Brigade, an Afghan Shiite militia, according to the Foundation for Defense of Democracies, which first disclosed the photographs to Congress.
"These photos seem to display militiamen sitting on seats clearly labeled with the Iran Air logo," the lawmakers inform the Treasury Department. "These individuals are not Afghani civilians; they are believed to be members of an Iranian-backed militia, trained and funded by Iran's Islamic Revolutionary Guard Corps (IRGC), actively fighting for the Assad regime in the Syria."
Iran Air is guilty of "facilitating the ongoing atrocities committed against the Syrian people by the Assad regime and its allies," the lawmakers write.
The issue has become all the more pressing in light of recent attacks by Iranian-backed militias on U.S. forces operating in Syria.
"We strongly urge you to swiftly investigate and conduct a comprehensive review of Iran Air's role in supporting Iran and the Assad regime militarily, and hold accountable those found guilty of such activity," the lawmakers write.

بعد انتصـار الجيش في الجرود... هذا ما سيحصل



Thursday, August 24, 2017


لن تنحصر مفاعيل الانتصار العسكري الذي يقترب الجيش اللبناني من تحقيقه ضد "داعش" في جرود رأس بعلبك والقاع، مع سكوت المدافع وإعلان قائد الجيش العماد جوزيف عون انتهاء الحرب على التنظيم الارهابي، بل أصداء الإنجاز "النظيف" الذي سطّرته أو تكاد المؤسسة العسكرية، ستبقى تتردد قوية على الساحة الداخلية وستفعل فعلها في الحراك السياسي برمّته في المرحلة المقبلة، وفق ما تقول مصادر سياسية قيادية في قوى 14 آذار لـ"المركزية".

المصادر تشير الى ان ما حصل في الجرود منذ اطلاق العماد عون معركة "فجر الجرود" السبت الماضي، سيؤسس لدينامية لبنانية جديدة ستدفع في اتجاهها القوى السيادية كلّها، شعارها الاساس "حصرية السلاح" بيد الجيش اللبناني واعتباره الحامي الوحيد للحدود وللامن اللبنانيين. فالمعركة التي خاضها أثبتت قدراته العسكرية واللوجستية وأهليّتَه لخوض أي حرب أو مواجهة والخروج منها منتصرا، وشكّلت الرد القاطع على كل ما كان يُحكى همسا او علنا عن أن عتاده وعديده لا يخوّلانه فتح معركة او صدّ هجوم.

وانطلاقا من مجريات الجرود أيضا، تضيف المصادر، ستتكثف الضغوط لطيّ صفحة معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" الى غير رجعة، واستبدالها بثلاثية "الشعب والجيش والدولة". فالتطورات الاخيرة لا سيما في جرود عرسال، دلت، بما لا يقبل الشك، الى ان لا إجماع محليا على سلاح "حزب الله"، فيما اصطفّ الشعب اللبناني بكل أطيافه وتلاوينه السياسية والمذهبية والطائفية والمناطقية، من دون استثناء، خلف الجيش في معركة "فجر الجرود".

من هنا، لا بدّ من ايلائه وحيدا، مهمّة الدفاع عن لبنان، مع إعادة قرار الحرب والسلم الى كنف الدولة حصرا، خصوصا بعد أن التقت القوى السياسية كلّها على الاشادة بالقرار السياسي الذي كان مفقودا في السنوات الماضية ومنع الجيش من تحقيق الانتصارات، والذي بات متوافرا اليوم مع العهد الجديد، وأطلق يد المؤسسة العسكرية لحماية لبنان وأعطاها الضوء الاخضر للقيام بكل ما تراه مناسبا وضروريا لتحقيق هذا الهدف.

غير ان الحملة السياسية المرتقبة لن تتوقف عند هذا الحد، دائما بحسب المصادر، بل ستشمل أيضا مطالبات بنشر الجيش على الحدود الشرقية والجنوبية لحمايتها وضبطها ومراقبتها ومنع أي تسلّل أو تحركات مسلحة، عبرها. وفي هذه الخانة، يصب الموقف الذي أطلقه رئيس الحكومة سعد الحريري خلال جولته بين رأس بعلبك وعرسال حيث أعلن ان الجيش هو المسؤول عن حماية الحدود وهذه وظيفته وفي ذلك مصلحة لبنان، مؤكدا "ان الجيش سيرفع قريبا العلم اللبناني على الحدود مع سوريا".

وبما ان القوى التي تدور في فلك حزب الله و8 آذار، استشعرت الرياحَ السياسية التي ستهب بعد انتصار الجيش والتي لا تسير وفق ما تشتهي سفنها، تتابع المصادر، تم الإيعاز الى حلفاء "حزب الله" بضرورة اطلاق حراك مضاد يخفف من وهج إنجاز المؤسسة العسكرية ويضعف ارتداداته المحلية. ويبدو أن أولى خطوات "الردّ"، ستكون بتكثيف النشاط على خط بيروت - دمشق في المرحلة المقبلة، ذلك ان هذه الزيارات من شأنها خلق ضجة وأخذ وردّ سياسيين على الساحة الداخلية، بما يشيح الانظار عن انتصار الجيش اللبناني وتداعياته، تختم المصادر.
المركزية

بالأسماء.. سقوط ثلاث شهداء للجيش اللبناني





أفادت معلومات ميدانية حصل عليها "ليبانون ديبايت" عن استشهاد ثلاث عناصر من الجيش اللبناني، وذلك بانفجار لغم باليتهم، والشهداء هم:

الشهيد باسم موسى

الشهيد ايلي ابراهيم فريجة

الشهيد عاصم شديد 



وعرف من المصابين عارف ديب، وهو في حالة خطرة.



https://twitter.com/demostormer/status/898829966632202240
#فجر_الجرود 

والنار عم تشرقط لآخر الحدود
بفارغ الصبر انتظرنا المعهود
منعرف التصميم عقلع الارهاب
موجود بابعاد يد الغدر عن الاسود
الشعب وراك لا جدال او عتاب
ناطر اخبار النصر على الابواب
شجاعتك ورثه من الآباء والجدود
شباب ناطره الندا لنعمل المطلوب
بترخص رواحنا لحبة التراب
ومندعس عالغدر ويلي جاب
المآسي لنا لداخل الجرود

خالد
#شعب_دولة_جيش

هدا القسم الصحيح
وبلا خشب تنك وتجريح
الحق ما بتقدرو تستبدلو
بالباطل وتقربو وتتمسحو
عنا ما لكم بكرامتنا
دور بالوحيش او التمسيح

خالد


السنيورة والطابور السني الخامس

أحمد عدنان (عكاظ)
20 أغسطس، 2017

لا يصح الحديث عن سنة لبنان، من دون الافتتاح بالمخاطر التي تواجه السنة عربيا وإسلاميا، ومنها: انهيار الدولة العربية، الإرهاب الإسلاموي بشقيه المنتسبين زورا إلى السنة وإلى الشيعة، والصراع العربي – الإسرائيلي بخياريه الأزليين: الحرب والسلام، وأخيرا انتقال عدوى سلوك الخصوم إلى السنة: العنصرية الإسرائيلية والطائفية الإيرانية.
يخشى سنة لبنان من عقد مؤتمر تأسيسي يجهز على استقرار الطائف، بينما عليهم الخشية من انهيار لبنان لا من انهيار اتفاق الطائف، فالفريق المصنف عربيا ودوليا في لائحة الإرهاب والمطلوب للمحكمة الدولية ولغيرها، ميليشيا حزب الله ومن والاها، الذي عطل الدولة وتسبب بالعقوبات الاقتصادية على النظام المصرفي اللبناني، والذي كرس صناعة الميليشيات وحضورها من لبنان وسورية والعراق إلى البحرين واليمن، وانخرط في تحالف الأقليات، لن يسانده أحد في تحقيق مكاسب سياسية بمؤتمر تأسيسي، لأن ذلك تشجيع على الإرهاب والخروج على الدولة داخل لبنان وخارجه، وما الدعوة إلى مؤتمر تأسيسي – في هذا التوقيت – إلا للتهويل، وأي خصم يريد البحث في اتفاق الطائف عليه إدراك أن السنة يطالبون بتصحيح الالتباسات التي تشوش عمل رئيس الحكومة ويطالبون بتوسيع صلاحياته.
يشهد العالم العربي تدميرا ممنهجا للدول العربية، والتسوية الرئاسية العونية كان هدفها تجنيب لبنان هذا المصير، لكن أداء الدولة بعدها أسوأ من عهد الفراغ، وكأن لبنان يسير على خطى جيرانه، ولن أتطرق إلى جرائم حزب الله في دول الخليج واليمن، بل سأركز على دوره السوري الذي سيقود حتما إلى حرب طائفية في البقاع والجنوب، فالشعب السوري يتعطش إلى الثأر والقصاص من لبنانيين موالين لإيران.
في تاريخ العرب والمسلمين، علاقة السنة بالدولة هي علاقة السمك بالبحر، وانهيار الدولة يساوي جفاف البحر. وهذه الدولة مهددة بالإرهاب الإسلاموي الذي ترعى إيران أذرعه الطائفية المتناقضة، فعلاقة الجمهورية الإسلاموية بميليشيا الحزب الإلهي وبالحشد الشعبي معروفة، لكن المتغاضى عنه، أن إيران ثم حزبها وحشدها وحرسها الثوري، عبرهم أصالة أو عبر قطر وكالة، آووا ودربوا ووجهوا عناصر قاعدية وداعشية، ولم تحصل أي مواجهة مباشرة بين داعش وإيران في سورية، فهدفهم جميعا واحد: السنة والدولة.
ومن جهة أخرى، أغلب التحولات الكبرى في منطقتنا مرتبطة بشكل أو بآخر بالصراع العربي – الإسرائيلي، فنكسة 1967 أعلنت سقوط المشروع القومي ومهدت صعود المشروع الإسلاموي وأضعفت – مع توالي جرائم إسرائيل – هيبة الدولة العربية، وإعلان إسرائيل مشروع الدولة اليهودية شرع عند الإرهابيين مشروع الدولة الإسلاموية، وغير حاكم عربي استبد بشعبه بذريعة حرب وهمية على إسرائيل، والخلاصة من كل ما سبق إن إيران (والإرهاب بكل طوائفه) وإسرائيل في تحالف موضوعي ضد العرب والسنة.
إننا نضع إيران وإسرائيل في درجة واحدة، مع التشديد على تجاوز الخطر والإرهاب الإيراني للخطر والإرهاب الإسرائيلي، وهذه مذمة لإيران لا إشادة بالصهاينة، فإسرائيل تحتل أراضي 1967 والجولان بينما تحتل إيران ست دول عربية بشكل كامل أو جزئي، وفي النهاية إسرائيل هي إسرائيل، لكن إيران هي الجمهورية الإسلامية، ما يجعل قبولها داخليا أكبر رغم عجمتها وشيعيتها، ومن هذا المنطق أرتاب من الحضور التركي الإسلاموي الطامح في المنطقة، ولا أستبعد خطورته إستراتيجيا، فتركيا الأعجمية لها وجه سني، مما يجعل قبولها يتجاوز القبول الإيراني، وذكرت هنا تركيا وخيانة قطر للتأكيد على أن الحرب التي يخوضها السنة والعرب – من طرفهم – ليست طائفية أو مذهبية، وفي أي منطقة لا يدوم بقاء الغرباء مهما طال، لكن التشوهات التي يخلقونها خطيرة وتستحق المواجهة الحاسمة والمبكرة.
نجحت إيران في تشريع قبول إسرائيل في المنطقة، وإذا كان بعض الحكام العرب قد صرحوا بأن طريق القدس يمر من جونية والكويت، وإيران ومن والاها جعلوا طريق القدس يمر من السنة والعرب أو من الزبداني والقصير وحلب والموصل وصنعاء والمنامة وربما سول (عاصمة كوريا الجنوبية)، لا بأس من تنظير مواز بأن طريق القدس يمر من طهران وصعدة وقصر المهاجرين في الشام، وإنها لمفارقة أن تتخلى إسرائيل عن سياساتها التوسعية بالجدار الفاصل، وتتبنى طهران تلك السياسة في دنيا العرب بنفس الطريقة الإجرامية وبنفس العقلية الصهيونية، لذلك من الطبيعي أن تكون هناك مبادرة عربية للسلام مقابل صراع مفتوح مع إيران في طول العالمين العربي والإسلامي وعرضهما، والسلام ليس استسلاما كما يتصور البعض، لكنه معركة من نوع آخر أصعب وأعم ألف مرة من الحروب.
على السنة في لبنان وغيره، أن لا ينسوا انتماءهم إلى أمة لا إلى طائفة، والاعتزاز بالانتماء السني الأممي الواسع، يضم في أحشائه هوية الدولة الوطنية كما يضم التنوع العرقي والمذهبي والطائفي والثقافي لمختلف مكونات الاجتماعين العربي والإسلامي، فليست عندنا عنصرية إسرائيل ولا طائفية إيران ولا فوقية الترك ولا فاشية الإرهاب ودمويته، ونستدل على ذلك بتسمية الدروز «فرسان السنة»، وتسمية الأرثوذكس «سنة المسيحيين»، وفي مقابل ذلك تقوم إيران – فضلا عن حربها على السنة والعرب – بتصفية حسابات عقائدية مع الطوائف التي انشقت تواليا أو توازيا عن الشيعة (العلويون والزيدية والدروز) واستلحاقها دينيا بولاية الفقيه بعد الاستلحاق السياسي، بينما عاشت هذه الطوائف المسلمة – وغيرها من الطوائف غير الإسلامية – في كنف السنة العرب من دون محاولة رسمية أو ممنهجة لتغيير دينهم وعقائدهم.
الإشادة هنا واجبة بالسعودية التي دعت إلى الحوار بين الطوائف ثم الأديان، والإمارات التي تخوض مشروعا ضخما لنشر التسامح ومحاربة ثقافة الكراهية، والمغرب التي حظرت ممارسة السياسة على أي شخص أو هيئة بصفة دينية، وتونس التي تحول تجديد الخطاب الديني إلى قوانين، وأثمن مبادرة مشيخة الأزهر التي أطلقت وثيقتها التاريخية لنبذ العنف عام 2013 ومنها: «حق الإنسان في حياة كريمة. التأكيد على حرمة الدماء والممتلكات الوطنية العامة والخاصة. التأكيد على واجبِ الدولة ومؤسساتها الأمنية في حماية أمن المواطنين وسلامتهم وصيانة حقوقهم وحرياتهم في ظل احترام القانون وحقوق الإنسان. نبذ العنف بكل صوره وأشكاله وإدانة التحريض عليه. الالتزام بالوسائل السياسية في العمل الوطني العام. الالتزام بالحوار الجاد بين مكونات الجماعة الوطنية. حماية النسيج الوطني الواحد من الفتن الطائفية والدعوات العنصرية والميليشيات المسلحة».
ومن الأزهر إلى مفتي الديار المصرية الإمام محمد عبده (1849- 1905)، الذي أظهر أصول الإسلام في كتابه (الإسلام دين العلم والمدنية) المتاح في المكتبات السعودية والعربية: «النظرة العقلية في تحصيل الإيمان، تقديم العقل على ظاهر الشرع عند التعارض. البعد عن التكفير ومودة المخالفين في العقيدة. قلب المؤسسة الدينية والإتيان عليها من أساسها. الجمع بين مصالح الدنيا والآخرة. حماية الدعوة، والاعتبار بسنن الله في خلقه وتجارب الأمم الأخرى».
هذه الأصول تؤكد القطيعة بين الإسلام والإسلام السياسي الأب العضوي – مع التراث المتجمد – للإرهاب والتطرف، فالإسلام السياسي، عند السنة بالذات، لا يناقض الفكر السياسي بل يناقض الإسلام، وما تشكلت الهوية السنية إلا رفضا للإسلاموية، وفضل السنة – تاريخيا – حكم ملك جائر أو خليفة بصلاحيات مطلقة على الدولة الدينية، والسبب أن وعي المسلمين والعرب في تلك المرحلة لم يصل بعد إلى الدولة المدنية والدستور. وللأمانة، فإن سنة لبنان أكثر من قدم نموذجا سنيا متقدما ومتحضرا ومعتدلا، وهذا أهم ما يجب الحفاظ عليه، وهنا تبرز – كمثال – قيمة وقامة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتيار المستقبل وما يشبهه.
لمواجهة إيران والإرهاب، ولاقتحام الصراع العربي – الإسرائيلي سلما أو حربا، لا نحتاج فقط إلى جهوزية أمنية وإجراءات عسكرية ثم مواجهة فكرية وثقافية لأسس التطرف، بل نحن بحاجة فوق ما سبق إلى مشروع سياسي عربي جامع وشامل مع مبادرة السلام العربية، وليس هناك غير السعودية للقيام بهذا الدور بحكم مكانتها السياسية والاقتصادية والدينية، فتكون رؤية 2030 في الداخل والمشروع العربي في الخارج، متكاملين متلاحمين، وإنني أتفاءل برمزية الجسر الذي يصل بين مصر والمملكة في هذا السياق، وأتفاءل بالدلالات الرمزية لعملية «عاصفة الحزم». المهم، أن يكون مشروعنا الجامع قائما على قطيعة جذرية مع فكر الإرهاب متبنيا – على سبيل المثال – الدولة المدنية وقيم المواطنة وحقوق الإنسان وتمكين المرأة وتجديد الدين الإسلامي الحنيف.
المقدمة الطويلة السابقة واجبة للحديث عن سنة لبنان ومعهم، حاولت غير دولة عربية وخليجية عقد مصالحة سنية في لبنان وباءت المحاولات – قبل بدايتها – بالفشل، فبعض السنة حاول الحصول على وكالات مناطقية لا يتمكنون من جنيها بالانتخابات، وبعضهم جاء من باب المصلحة، وبعضهم جاء بوجه واحد وترك وجهه الآخر لحزب الله وسورية الأسد، وبعض الدول سمعت كلاما لا معنى له: «نحبكم لكننا نخاف من الآخرين ولا نستطيع أن نعلن صراحة أننا في صفكم» أو «نسير بالمصالحة شريطة ربطها بالانتخابات وزيادة حصصنا»، وبعضهم اشترط شمول المصالحة لمرتزقة ومهربين وعملاء صريحين لا يصلحون كحلفاء أو خصوم، فمكانهم الطبيعي هو السجن، ولا بأس بالرد على هؤلاء وتنبيههم: لا يضيف لأي دولة أن تتحالف مع مرتعش أو خائف أو ضعيف أو طالب مصلحة أو صاحب وجوه متعددة، وأمثال هؤلاء مغرم لا مغنم، والأفضل أن يكونوا مع إيران لا مع العرب، ومن أعمته المصلحة الخاصة عن المذابح التي تمزق السنة والعرب ودولهم فلا فرق بينه وبين العدو.
وللأمانة، ثمة أطراف مخلصة وشريفة وصادقة سارت – بحماس – في المصالحة، لكن العوائق الشخصية عند بعضهم أو عند حلفاء العرب منعت التقدم للأمام، ويبدو أن الأفضل تحريك المصالحة بعد الانتخابات رغم القانون الانتخابي البشع الذي أعده الخطر الأكبر والعدو الأول لسنة لبنان، لتقوم المصالحة على أسس سياسية ووطنية لا انتخابية، وأهم هذه الأسس: التسليم بأولوية الزعامة السنية الأكثر شعبية – أيا تكن – مع احترام الخصوصيات المناطقية ذات الشرعية الانتخابية. احترام مقام رئيس الحكومة العامل صاحب الشعبية الأكبر أو من يقود التوافق عليه صاحب الشعبية الأكبر. تجديد تبني المبادرة العربية للسلام التي أقرها لبنان الرسمي عام 2002. التأكيد على حق الشعب السوري في الحياة من دون إرهاب ومن دون استبداد ومن دون وصاية أجنبية. التمسك بالقرارات الدولية والعربية الخاصة بلبنان وعلى رأسها التنفيذ الكامل للقرارين 1559 و1701 وضرورة توسيع الأخير. التأكيد على هوية لبنان العربية. رفض توطين اللاجئين. الالتزام بالمحكمة الدولية. صون الدولة اللبنانية من الإرهاب ومن الفساد ومن إيران وعدم تحميل لبنان منفردا تبعات الصراع العربي- الإسرائيلي. التمسك بلبنان وطنا نهائيا وباتفاق الطائف وتنفيذه كاملا. وفي كل الأحوال لا مكان لسلاح إيراني أو فلسطيني أو أصولي، فالسلاح في يد الدولة التي تحتكر – وحدها – قراري السلم والحرب.
ليت الرئيس سعد الحريري يخوض معركة إنقاذية لإلغاء قانون الانتخابات المريع إنقاذا للسنة وإنقاذا للبنان، ولنتذكر شعار «لا نسبية مع السلاح»، ولنرفض تقنين «تحالف الأقليات» وتهشيم وتهميش وتزوير إرادة الناخبين.
تمر بنا هذه الأيام ذكرى انتهاء حرب تموز 2006، وأستثمرها لتحية مثال سني مشرف في لبنان هو دولة الرئيس فؤاد السنيورة، انتهى التحالف السيادي (قوى 14 آذار) وظل الرئيس السنيورة سياديا لبنانيا سنيا عربيا، حارب الإرهاب يوم اجتث تنظيم (فتح الإسلام) معززا الدولة والاعتدال، وفي عهده الميمون قامت المحكمة الدولية، وقاد مفاوضات حرب تموز كرئيس حكومة لكل اللبنانيين، وصمد كالجبال في وجه حصار إيران للحكومة وازداد بأسا يوم احتلت إيران بيروت وروعت الجبل في 7 أيار، فلم يفرط في هيبة رئيس الحكومة أو صلاحياته ولم ترعبه الميليشيا، ولم يقبل أي تشريع أو مهادنة أو مساكنة مع السلاح غير الشرعي، ودائما احترم الدستور وحماه، ولما غاب الرئيس سعد الحريري عن لبنان صان الأمانة وحفظ وحدة الصفين السني والوطني، تبلى عليه حلفاء إيران والأسد بتهم الفساد فخرج منها جميعا مرفوع الرأس وازدادوا هم انحطاطا، ويكفي السنيورة شرفا ورفعة أنه – بموقف أو بتصريح – يهز عروش الممانعة من الضاحية إلى طهران مرورا بدمشق، وليس أدل على صلابته ووطنيته سوى بغضهم له، وحين جاءت التسوية الرئاسية عارضها علنا وبشرف مذكرا بموقف العميد ريمون إده من اتفاق القاهرة الكارثي الذي عد سببا رئيسا للحرب الأهلية بسبب تشريع الميليشيات الفلسطينية، وما أشبه الليلة بالبارحة مع قانون انتخابي مأساوي وميليشيا متوحشة ومتغولة وإرهابية وعميلة لإيران، فيا لطيف الألطاف نجنا مما نخاف.


تفتيتُ' جبل لبنان... وتشتيتُ المسيحيّين


لا شك في أنّ إعلان محافظة كسروان- جبيل يشكّل خطوةً إنمائيةً مطلوبةً تحتاجها كلُ المناطق لأنّ الروتينَ الإداريَّ قاتِل، والضغط الذي تواجهه الإداراتُ المركزية ثقيلٌ الى درجة «الكفر».قد تكون لإعلان هذه المحافظة نتائج إيجابية، لكنّ العبرة تبقى في التنفيذ، حيث يتطلب هذا الأمر متابعةً من حيث تأمين المباني اللازمة لإدارات الدولة وتعيين محافظ جديد، علماً أنّ المحافظات التي أُقرَّت سابقاً، وعلى رأسها محافظتا عكار وبعلبك- الهرمل ما زالت تفتقد الى التجهيزات اللازمة لكي تنطلق في عملها الفعلي.



وبغض النظر عن الإيجابيات الإنمائية، يواجه جبل لبنان تراجعاً في جغرافيّته، فالجبلُ القديم، أي حدود المتصرّفية كان يمتدّ من جزين مروراً بالشوف، عاليه، بعبدا، المتن، كسروان، جبيل، زحلة، وصولاً الى أقضية الشمال المسيحي، أي البترون، الكورة، زغرتا، بشري.



وبعد إعلان دولة لبنان الكبير، تمّ سلخ أقضية الشمال، إضافة الى جزين وزحلة، وإقرار المحافظات الخمس. لكن رغم ذلك، ظلّ جبلُ لبنانَ بحدوده الحاليّة عرضةً للتقسيم، وقد ظهر ذلك جلياً خلال فترة الوجود السوري وعند موعد الإنتخابات، وصولاً الى وقتنا هذا، وقد قُسّم بين جبل لبنان الشمالي والجنوبي، وذلك للحفاظ على خصوصيّة الدروز عموماً ونفوذ النائب وليد جنبلاط خصوصاً.



لا أحد يعارض إعادة النظر في التقسيمات الإدارية، وهذا مطلبُ كلِّ لبناني، لأنّ المركزية تساهم في زيادة معاناة الشعب، فابن عكار أو الشريط الحدودي الجنوبي أو في البقاع، يعبر مسافات ليصل الى بيروت لتخليص معاملاته، علماً أنّ اللامركزية تساهم في بقاء المواطنين في أرضهم وبلداتهم.



وبالتالي، فإنّ الأمر يجب ألّا يقف عند هذا الحدّ، بل يجب أن يترافق مع عدد من المشاريع الإنمائية للمناطق البعيدة، لكنّ الخطورة حسب بعض المعترضين تكمن في إستكمال التقسيم السياسي للجبل الذي يشكّل عصبَ الوجود الماروني والمسيحي، وهذا الأمر سبب مخاوف عند كثر، إذ عند مناقشة قانون إنشاء محافظة كسروان- جبيل في مجلس النواب أمس الأول، رفع النائب أكرم شهيب الصوت وطالب بإعلان محافظة الشوف- عاليه، وقد يكون هذا الأمر مطلباً حقاً، لكنّه يكرّس محافظةً ذات غالبية طائفية من لون معيّن.



ويشير كثيرون الى أنّ جبل لبنان يفقد خصوصيّته تباعاً، فالمسألةُ ليست طائفية أو مذهبية، بل إنّ الجبل يُعتبر البقعة الأخيرة للمسيحيين في الشرق، وإذا فقد هذه الخصوصيّة فإنّ المسيحيين الى زوال ولن يستطيعوا الحفاظ على وجودهم بعد تهجيرهم من العراق وسوريا.



فمنطقة الشوف وعاليه تفتقد الى مسيحيّيها الذين تهجّروا ولم يعد إلّا القليل منهم، وبات الدروز والسنّة في الشوف، والدروز في عاليه، هم الغالبية، بينما تعاني بعبدا من إرتفاعٍ في أعداد الشيعة وتزايدٍ في أعداد الدروز، فالضاحية الجنوبية كانت في معظمها للمسيحيين لكنهم غادروها بلا رجعة، وإذا إستمرّ هذا الأمر على هذا المعدّل سيصبح المسيحيون أقلّية في بعبدا.



كما تشهد جبيل تمدّداً شيعياً مماثلاً، وقضية لاسا من جهة، ومحاولة وضع اليد على مشاعات العاقورة العام الماضي من جهة أخرى أكبرُ دليلٍ على محاولات السيطرة الممنهَجة، في حين أنّ قضاءَي المتن وكسروان باتا يحتضنان معظم مسيحيّي الجبل والأطراف نظراً لقربهما من العاصمة.



وامام هذا الواقع، والتراجع السياسي للموارنة والمسيحيين، لا يعارض المسيحيون استكمالَ مشوار التقسيمات الإدارية شرط أن يكون عادلاً ومدروساً، فهذا الأمر هو مطلبهم في الأساس، وقد يكون من المفيد مثلاً إنشاء محافظة البترون- الكورة- بشري- زغرتا، لتخفيف الضغط عن طرابلس، وتأتي هذه الخطوة بعد إعلان محافظة عكّار، وكذلك، فإنّ بيروت لم تعد تستقطب هذا الإكتظاظ، خصوصاً أنّ الضواحي باتت تشكّل ثقلاً كبيراً.



يُجمع كثرٌ على أنّ إعلان محافظة كسروان- جبيل يشكّل خطوةً تخفّف من معاناة الأهالي الذين يُضطرون للذهاب الى بعبدا لتخليص معاملاتهم، لكنّ جَعل جونية مركزاً للمحافظة الجديدة قد يزيد المعاناة، مع غياب رؤية واضحة لحلّ أزمة السير في المدينة، وهي أزمة تطاول كل لبنان وخصوصاً شمال لبنان، لذلك، فإنّ الخطوة الأساس يجب أن تبدأ بتوسيع أوتوستراد جونية قبل قيام مؤسسات المحافظة فيها، وإلّا سيترحّم المواطنون على بعبدا.



بين الحفاظ على خصوصيّة الجبل المسيحي وعدم تفتيته، والتقسيم الإداري بما يسهّل مصالحَ الناس، شعرةٌ رفيعة وقضية يجب أن تُقاس بميزان الجوهرجي، أمام التراجع الديموغرافي والجغرافي للمسيحيين.



ما يدفع بعض الأصوات الى المطالبة بالفدرالية، خصوصاً أنّ المناطق المسيحية تدفع الضرائب للدولة بينما لا تحصل على الخدمات المطلوبة، في حين أنّ الأزمة هي أزمة وطنية بامتياز، وليست طائفية، لأنّ الدولة غائبة ما يدفع المواطن الى «إستيطاء حيطها».
الان سركيس الجمهورية 
2017 -آب -18


عبثيّات ،كيديات وصبيانيات السلطة المخلوعة

محمد عبد الحليم بيضون 
17 أغسطس، 2017

بعد الانقلاب الإرهابي الذي قام به حزب ايران في السابع من أيار ٢٠٠٨ أصبحت السلطة الفعلية بيد هذه الميليشيا تمارسها تحت أغطية وعباءات وتفاهمات متعددة، أم سلطة الدولة وخصوصاً مؤسساتها الدستورية فتعتبر “سلطة مخلوعة” كل ممارساتها بروتوكولية شكلية اما عملها الفعلي فهو محاصصة الغنائم التي يحميها ويستفيد منها حزب ايران والمتعاملين معه٠
يكتب الْيَوْمَ احد إعلاميي الممانعة حرفياً ما يلي: “يتحدث الحزب بثقة عن التفاهم الحاصل بين عون وبري وانه لن يعود الى الوراء وان الايجابيات بين الاثنين ستبقى مستمرة ومنطق الالغاء لم يعد قائماً بينهما وان علاقتهما تقوم على جملة من المصالح المتبادلة”٠
هذا اعتراف واضح وصريح من الحزب بان علاقة رئاسات المؤسسات الدستورية ليست علاقات تعاون وتوازن السلطات كما ينص الدستور بل علاقة تقوم على “جملة من المصالح المتبادلة” اي اعتراف كل طرف بحصة الاخر وعدم الاقتراب منها واختزال الرئاسة الى رئاسة حصة في الدولة وتحويل البرلمان الى موزع للحصص على أمراء الحرب والطوائف وقوننة هذه المحاصصة٠

مجلس النواب الذي لم يجتمع خلال سنة كاملة الا مرة واحدة ليمدد لنفسه لم يكلف نفسه باستكمال جلسة واحدة البارحة بل طار النصاب وهذا يمثل قمة العبثية والاهمال لمصالح البلد ولو ان مصالح الزعامات مطروحة في الجلسة لما طار النصاب بل كان الجميع رافعي الايدي٠
من راقب ما حصل خلال الاسبوعين الماضيين في موضوع السلسلة والضرائب يرى الكيدية واضحة: يلمح الرئيس الى انه قد يرد القوانين لأنها تحتاج بعض التعديلات فيأتي الرد عليه بتحريك “الشارع”٠يتراجع الرئيس ويدعو لحوار مع الهيئات والفعاليات لأخذ رأيها فإذا ببري اول الرافضين للحضور في “حضرة الرئيس القوي” بعدها تتدخل القوى الوازنة فيتم بسرعة الاتفاق على ثماني تعديلات على القوانين وهذا ما يثبت ان التشريع يتم بدون اي مسؤولية أو تبصر بل هو اقرب الى الاعمال الصبيانية: كيف يمكن لقوانين مالية حساسة ان تصدر ثم تعدل في نفس الأسبوع وبثمانية مواضع٠
اخيراً من فهم لماذا اصرّ حسن نصرالله في خطابيه الاخيرين ان يحدد هو للجيش موعد بدء المعركة في جرود رأس بعلبك والقاع أم هو اصرار على إفهام الداخل والخارج ان قرارات الحرب والسلم تبقى بيد الحزب ومرشده الإيراني ؟
حمى الله جيشنا من قرارات الحزب ومن صبيانيات السلطة المخلوعة٠

في “الأنباء”: هذا ما سمعه الحريري في الكويت

14 أغسطس 2017
Pr-Minister-Saad-Hariri-meets-Kuwaiti-Prince-

أفادت بعض المعلومات والمؤشرات أن زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى الكويت لم تحقق النتائج المرجوة. صحيح أن الحريري طلب من المسؤولين الكويتيين عدم التعاطي مع لبنان ككل بجريرة كيفية التعاطي مع حزب الله، والفصل في الإجراءات التي ستتخذ بحق المتورطين بخلية العبدلي عن لبنان برمّته، إلا أن الأجواء الآتية من الكويت تتحدث عن تشدد كويتي حول ضرورة عمل الحكومة اللبنانية لمعالجة ذيول قضية العبدلي، وتقديم الجانب العملاني على الكلامي لحلّ هذه المشكلة.
تنتظر الكويت بحسب ما تشير مصادر متابعة، أن يتحرك القضاء اللبناني ليلاقي القضاء الكويتي لاستكمال التحقيقات بشأن خلية العبدلي وتورط حزب الله فيها، خصوصاً أن الكويت سترسل ملفاً يتضمن كل التحقيقات في هذه القضية، والمبنية على إعترافات من أعضاء الخلية، بأن البعض منهم حضر إلى لبنان وخضع لدورات تدريبية لدى حزب الله. هذا التشدد سمعه الحريري خلال زيارته، وهو أوحى به في كلامه بعد لقائه أمير الكويت حين إعتبر أن “هناك إستياء كويتي على خلفية ملف خلية العبدلي، وعلينا معالجته وأمن الكويت من أمن لبنان والحكومة اللبنانية ضد أي عمل أمني في هذا البلد، فهم لم يقصروا يوماً مع لبنان وتعاملوا مع لبنان كأنهم يتعاملون مع الكويتيين”.
وفي هذا السياق، كان لافتاً كلام وزير الخارجية الكويتي حين قال “أن الكويت سوف تقدم الأدلة التي لديها في قضية العبدلي ليردوا عليها في لبنان بحجة مقابل الحجة”. وردّ على نفي حزب الله للاتهامات الموجهة إليه عن ارتباطه بخلية العبدلي قائلاً: “نحن لدينا إعترافات والاعتراف هو سيّد الأدلة وننتظر من إخواننا في لبنان بعدما صدرت حيثيات الحكم وإرتباط حزب الله بهذه الخلية ونوعية المساعدة التي قدمها أفراد من حزب الله للخلية أن يقدموا الحجة مقابل الحجة، وأن يطلعوا على ما لدينا من أدلة”.
هذا الكلام، قد يؤشر إلى مرحلة أصعب مستقبلاً على صعيد العلاقات الخليجية اللبنانية، كما أفادت مصادر، والتي أشارت إلى أن هذه الازمة قد لا تنحصر فقط في العلاقة بين الكويت ولبنان، فإن الفشل في معالجة ذيولها يعني أن الضغط سيستمر ويزداد، بالإضافة إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات العقابية بحقّ لبنان، والتي قد تبدأ بتخفيف زيارات الكويتيين إلى لبنان، وبتقليص حجم الدعم المقدّم من صندوق التنمية الكويتي لتنفيذ مشاريع تنموية في مختلف المناطق اللبنانية، كما أن المصادر لا تستبعد من أن تصل هذه الإجراءات إلى الطلب من بعض اللبنانيين مغادرة الأراضي الكويتية.
وتعتبر المصادر أن دول الخليج تعمل حالياً على تجميع أوراق الإدانة بحق حزب الله الذي يستمرّ في نشاطاته بدون أي معارضة حكومية، أو إتخاذ أي موقف يمنعه من ذلك، وهناك من يعتبر أن ثمة ملفّ خليجي كامل متكامل، يتم تحضيره وسيرمى بوجه اللبنانيين في لحظة سياسية حاسمة وحساسة، وهذا سيكون عبارة عن إطلاق صافرة إنذار لإتخاذ إجراءات خليجية قاسية بحق لبنان غير القادر على منع حزب الله من العبث بأمن الدول الخليجية كما تقول المصادر.
ربيع سرجون – الأنباء

غيبوبة وليد جنبلاط

أحمد عدنان (عكاظ)
13 أغسطس، 2017

قال ناصر الدين النشاشيبي في وصف أحد الحكام العرب: «حسناته كالجبال، وسيئاته كسواد الليل»، وفي الحياة السياسية اللبنانية ينطبق هذا الوصف على وليد كمال جنبلاط.

٤ مشاهد تختصر – على سبيل المثال لا الحصر – حسنات جنبلاط: الأول، قيامه بعد الانتخابات النيابية عام ٢٠٠٠ – في ذروة الوصاية الأسدية – بالمطالبة – تحت قبة البرلمان – بإعادة «انتشار الجيش السوري»، وهذا المصطلح تم استخدامه تهذيبا لكلمة «انسحاب».

الثاني، قيامه – رغما عن نظام الوصاية أيضا – بمصالحة الجبل مع البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير لطي صفحة الحرب الأهلية بين المسيحيين وبين الموحدين الدروز.

الثالث، أنه حمل ثورة الأرز على كتفيه – بكل دلالات هذه الثورة وتداعياتها ومسؤولياتها – منذ رفض التمديد للرئيس إميل لحود ورغم اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه من ثوار ثورة الأرز.

الرابع، أنه منع قيام فتنة سنية _ شيعية حين تبنى الشهيدين السنيين زياد قبلان (٢٤ سنة) وزياد غندور (١٢ سنة) المغدورين من أتباع ميليشيا حزب الله سنة ٢٠٠٧.

وحتى في تلك المرحلة، منع جنبلاط تحويل سلاح حزب الله إلى موضوع نقاش دولي تحت بند القرار ١٥٥٩ لأسباب انتخابية ضيقة، وتصريحاته معروفة «سلاح حزب الله شأن داخلي لبناني»، وما زال اللبنانيون والعرب يدفعون ثمن تلك الخطيئة.

ووصف سياسي مرموق مواقف «البيك» الحادة والمتقلبة، بقوله: «يطالب بإلقاء القبض على حسن نصرالله، وحين تقع الطامة، يطالب بالاستسلام في الضاحية»، وهذا التوصيف على سبيل المجاز، ورأينا ما يشبهه في مواقف عديدة، منها يوم قطعت الطرق قوى ٨ آذار الموالية لإيران لمنع الرئيس فؤاد السنيورة من الذهاب إلى مؤتمر باريس٣ (يناير ٢٠٠٧) الذي أراد إعادة إعمار لبنان بعد حرب تموز ٢٠٠٦، ورأيناه مجددا في ٧ أيار ٢٠٠٨ يوم احتل حزب الله بيروت وروع الجبل بعد تشديد جنبلاط على إصدار القرارين الحكوميين الشهيرين: الأول، إقالة مدير المطار وفيق شقير لاكتشاف كاميرا تابعة للحزب الإلهي تراقب الواصلين في صالة كبار الزوار، وتسببت هذه الكاميرا – على الأقل – في اغتيال النائب جبران تويني ولاحقا العميد وسام الحسن. والثاني تفكيك شبكة الاتصالات السلكية – غير الشرعية – التابعة للحزب الإلهي.

لكن في ٧ أيار وقف رجال وليد جنبلاط كالجبال في مواجهة ميليشيا حزب الله الإرهابية، قامت عناصر الحزب الإلهي بتدنيس الجبل الدرزي وترويع أبنائه وقتلهم، لكن صمود أهل الجبل، فضلا عن صمود أهل الشمال السني، وازن المشهد المريع في بيروت، مؤديا إلى اتفاق الدوحة الشهير، وما يؤسفني اليوم ويدفعني إلى كتابة هذه السطور، أن جنبلاط – هداه الله – وصف إرهابيي حزب الله بالشهداء، وهو أكثر من يعرف حقيقتهم، إذ هددوه غير مرة – سرا وعلنا – بالاغتيال، منها يوم أنزلوا القمصان السود عشية إسقاط الحكومة الأولى للرئيس سعد الحريري، ومنها قيام الصحيفة الناطقة باسم الحزب الإلهي (الأخبار) بتهديده علنا في سبتمبر ٢٠١٦، وبعدها بشهرين قام العميل الإيراني – البعثي وئام وهاب، المنتسب زورا للدروز، باستعراض عسكري له دلالاته، وخلاصة هذا الكلام أنه إذا كان جنبلاط مصرا على وصف قتلى الحزب الإلهي في معركة عرسال بأنهم شهداء، وهي المعركة التي دارت بين إرهاب وإرهاب، فحينها يجب وصف قتلى الحزب الإلهي في الجبل الدرزي – خلال أحداث ٧ أيار – بالشهداء أيضا، هل نسي جنبلاط أن ميليشيا حزب الله الإرهابية حاولت اغتيال النائب في كتلته مروان حمادة قبيل اغتيال الرئيس رفيق الحريري وأنها قتلت – فعلا – ابن طائفته صالح العريضي في سبتمبر ٢٠٠٨؟!.

أحداث ٧ أيار لحظة مفصلية في مسيرة جنبلاط السياسية، قبلها كان يحذر من التقوقع والانعزال، وبعدها أصبح رمزا للانعزال والتقوقع، انتقل إلى صفوف ٨ آذار، فوجد نفسه في الصف الثاني أو الثالث بعد أن تصدر تيار السيادة والاستقلال (قوى ١٤ آذار)، ثم انتقل بعدها إلى المنطقة الرمادية، أو منطقة العدم، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، ولا توجد صفوف في تلك المنطقة ولا وجود، والدليل تراجع الدور الوطني للدروز وزعيمهم في لبنان.

وقد تعرضت طائفة الموحدين الدروز للتشويه بسبب سرية تعاليمها، ودار حولها جدل سياسي بسبب وضع أبنائها في فلسطين المحتلة وانخراطهم في الجيش الإسرائيلي، والحقيقة أن العرب يتحملون بعض هذه الإشكالية بسبب تخليهم عن عرب 1948، ويحسب لجنبلاط موقفه المناهض للتجنيد وتدشينه لأكثر من مؤتمر يدعو لإنقاذ الدروز من براثن الإسرائيليين بمشاركة موحدي الأراضي المحتلة، وربما بتأثير جنبلاط أعلن رؤساء المجالس المحلية الدرزية في مؤتمر ضمهم خلال 2014 بإسرائيل، رفضهم القاطع لمشروع «قومية الدولة اليهودية».

وفي المقابل، عد الأزهر (فتوى عام ١٩٥٩ – فتوى عام ١٩٨٣)، ثم دار الفتوى السورية، وشخصيات إسلامية مستقلة كالقاضي اللبناني السني مصطفى الرفاعي، والمرجع الشيعي محمد حسين فضل الله، أن الدروز جزء لا يتجزأ من طوائف الإسلام ومذاهبه، وأغلب القضايا الخلافية معهم تنحصر في منع التعدد، الطلاق الواحد، شخص المهدي ومسألة التقمص، وكلها قضايا لا تمس جوهر التوحيد.

بعد أن تعرض الدروز لحوادث طائفية في سوريا على يد جبهة النصرة وداعش عقابا لجنبلاط من محور الممانعة على تأييده للثورة السورية، طالب في أكتوبر ٢٠١٤ طائفة الموحدين الدروز بالعودة إلى أصول الدين الإسلامي وأركانه الخمسة، مشددا العزم على بناء جامع في المختارة (وقد بناه بتصميم رائع لا يشبه الجوامع)، وابتعاث طلاب العلم الدروز إلى الأزهر، وهي خطوة غير مستغربة منه، قد تتم قراءتها من سيئي الظن في سياق مهادنة الإرهاب، لكن جنبلاط حقا سني الهوية والامتداد، وهذا ما يؤكده أحد مساعديه، إذ اختبره الزعيم الرمز – قبل عقود – سائلا «هل امتدادنا شيعي أو سني؟»، وحين أجاب المساعد بإعلان الامتداد السني، أثنى عليه جنبلاط.

جغرافيا، حظيت طائفة الدروز بموقع إستراتيجي، إذ تحضر في حدود ٤ دول: لبنان وسوريا والأردن وإسرائيل (فلسطين المحتلة)، وجنبلاط هو بطريرك الدروز إلى حد كبير، وبهذه الصفة – ربما – استقبلته المملكة مع ابنه تيمور في نوفمبر ٢٠١٥، لكن سياساته الانعزالية أضعفت طائفته، وتحول هذا الوزن الإستراتيجي في المشهد الإقليمي للأكراد، المتحررين من عقد الباطنية، فأصبحت مناطقهم مرافئ صحراوية مزدهرة، وأصبحت ميليشياتهم المحلية مغطاة بدعم دولي، وبالتالي أصبحوا قاسما مشتركا بين الشرق الأوسط وبين القوى العظمى.

الفرق بين كمال جنبلاط وابنه وليد، أن الأول يصرف من رصيده الدرزي على رصيده الوطني، بينما الثاني يصرف من رصيده الوطني على رصيده الدرزي، لكن الانعزال الطائفي أنهى الرصيد الوطني والطائفي والإقليمي.

ويحمل جنبلاط على الرئيس سعد الحريري مسألتين؛ الأولى أنه تركه وحيدا أمام جشع التيار العوني، وهي مسألة حقة، والثانية اعتقاد جنبلاط أن الحريري سبب إضعاف علاقة جنبلاط بدول الخليج، ولا ذنب للحريري في ذلك، فحين أسقط جنبلاط الحكومة الحريرية الأولى – بغض النظر عن أسبابه وعن شخص الحريري – فقد شارك في تمكين المشروع الإيراني على مشروع الاعتدال، وأبلغه الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله – رسالة قاسية – شكلا ومضمونا وأسلوبا – عبر رئيس مخابراته الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ولا أظن أن العلاقة ستعود بنفس الحميمية والحرارة، رغم أنها جيدة اليوم، إلا بعودة وليد جنبلاط ما قبل ٢٠٠٨ – ٢٠٠٩.

يخشى جنبلاط، من سيوف حزب الله وإيران، لكن المشهد الأبعد، ليس تصفية البيت الجنبلاطي، وهذا مشروع إيراني لا لبس فيه، إنما تصفية طائفة كاملة واستلحاقها بولاية الفقيه، كما فعلت إيران سلفا مع العلويين ثم الحوثيين، أي أن كل الطرق تؤدي إلى جحيم طهران: تصفية زعامة أو تصفية طائفة، والنتيجة واحدة.

ونستدل على هذه الرؤية بتقرير صدر في أغسطس ٢٠١٦ من السويداء، معقل الدروز في سوريا، إذ زارها السفير الإيراني برفقة وفد موسع، واتفق مع بعض وجهائها على تحسين سمعة إيران في المحافظة، والعمل على استقطاب الميليشيات المسلحة تحت قيادة إيرانية مباشرة، وإذا قرأنا البعد الإستراتيجي للسياسات الإيرانية الطائفية، سنجد أن نتيجة هذه الزيارة بعد سنوات ستتوج إلى ما يجري اليوم في المناطق العلوية السورية: ربط المساعدات الخيرية بالتشيع، وإعلان حرب إيرانية على العادات الاجتماعية والحريات الخاصة، فيتصل الاستتباع السياسي باستتباع ديني، هذا ما عشناه علويا ثم حوثيا.

لن يسامح الإيرانيون آل جنبلاط على عروبتهم، ولن يسامحوهم على كونهم عقبة أمام مشروعهم السياسي – الطائفي، ولن يسامحوا وليد جنبلاط – بالذات – على دوره في ثورة الأرز، وللأسف، فإن السياسات الجنبلاطية الراهنة، التي تساوي غيبوبة سياسية، تساعد الإيرانيين على تحقيق مآربهم، بل إن فيها ما هو أسوأ، فالتقسيم السياسي التقليدي للدروز هو بين اليزبكيين (الأرسلانيين لاحقا) والجنبلاطيين، وسياسات التقوقع والانعزال التي تركض نحو الذوبان، ستقسم الدروز إلى قسمين: قسم إيراني وقسم إسرائيلي، ولا حول ولا قوة الا بالله.

لا أحد يريد من الدروز أو وليد جنبلاط مقاتلة الشيعة أو الإيرانيين بدلا من العرب والسنة، لكن المطلوب هو عودة بني معروف (الدروز) إلى موقعهم الأصل، موقع العروبة والتصدر، فسلطان باشا الأطرش تصدر الثورة العربية ورفض الدويلة الدرزية، وكمال جنبلاط وسميح القاسم تصدرا القضية الفلسطينية، ووليد جنبلاط تصدر تحرير لبنان من الوصاية الأسدية، ونذكر هنا بمؤتمر الدروز الأول في لبنان عام 2010، حيث أكد ممثلو الطائفة الدرزية من كل أنحاء العالم بما في ذلك الأراضي المحتلة، انتماء الطائفة إلى القومية العربية والإسلام، ودعوا إلى تعزيز التواصل لحماية معتقداتهم. وقال جنبلاط «أردنا التأكيد على قوميتنا العربية لأن العروبة حمايتنا»، وتابع «نحن أقلية ولا نستطيع أن نعيش دون الإطار العربي العام، نحن عرب ولسنا انعزاليين». أي أننا هنا نذكر وليد جنبلاط بوالده وبنفسه وبتاريخ طائفته المجيدة، فجنبلاط يعرف تاريخ جده من أمه، المفكر التجديدي التنويري شكيب أرسلان، ويعرف أن الدروز لعبوا دورا مؤثرا في صد الهجوم المغولي على العرب، وكانت مساندتهم للمماليك في معركة عين جالوت من أسباب النصر الرئيسة، وهذا يؤكد استنتاجا تاريخيا: إن لم يكن كل عربي درزيا، فكل درزي عربي.

الدروز مستهدفون من الإرهاب الإيراني الإسلاموي والعنصرية الإسرائيلية، وأهداف هؤلاء إما الإلغاء أو التقسيم، والهدفان واحد. ومن لا يرى ذلك فهو في أزمة، ومن يتعمد عدم رؤية ذلك فهو في مأساة، وهذا الحديث يؤخذ من منطق طائفي لو تم الاستغناء عن المنطقين العربي والوطني، رغم استهداف لبنان والدول العربية من نفس الأطراف التي تستهدف الدروز ولنفس الأهداف.

منذ فترة، ووليد جنبلاط مهتم بتوريث آمن لابنه تيمور، لكن في هذه الظروف يبدو السؤال المنطقي: ماذا سيورث؟!. لذا يجب أن يتكلم الجميع، وعلى رأسهم النخب الدرزية، فلا أخطر ولا أسوأ من الواقع الراهن، مع التأكيد على مرجعية جنبلاط السياسية.

لو نطق قبر كمال جنبلاط لتمثل بوصية الخليفة عبدالملك بن مروان – وهو على فراش الموت – لابنه الوليد: «يا بني، شمر وائتزر، والبس جلد النمر، ولا تَعْصِرْ عينيك فعل الْأَمَة، وادع الناس إِلى الْبيعة، فمن قال برأسه كذا (إشارة إلى الرفض) فقل بالسيْف كذا (إشارة إلى قطع العنق)»، والسلام على من اتبع الهدى.




بدين بنظرات بالية يقود سيارة يعلوها الصدأ، قدم نفسه ببساطة قائلاً "أنا تاجر مخدرات سابق، وما زلت أشرف على عمليات بيع المخدرات"، هكذا قدم الدليل اللبناني نفسه لمراسلي صحيفة "تسايت" الألمانية قبل أن يقودهم إلى مكان تنتشر فيه منازل تحت الإنشاء ومساجد غير منمقة بعد، فضلاً عن رايات حزب الله، ويصطحبهم إلى بيته، حيث قدمت زوجته لهم القهوة وبعض الحلويات.


مراسلا الصحيفة لجأا إلى دليلهما الذي قدم نفسه باسم "حسن" بهدف تتبع أثر مادة الكبتاجون المخدرة التي تتميز بلونيها الأصفر والأبيض وتنتشر تجارتها في وسوريا ولبنان، وتعد المملكة العربية السعودية أكبر أسواقها.



وتختلف هذه المادة عن الحشيش المشهور في لبنان والكوكايين أو الإكستاسي المنتشر في مختلف الملاهي الليلية اللبنانية.




كان حسن يحمل في يديه كيساً بلاستيكياً مليئاً بحبوب الكبتاجون، في حين كان يطارد ابنه البالغ من العمر سنتين الذي كان يحمل بعض المثلجات. وفي هذا السياق، قال لنا حسن: "من الجيد أنكم هنا. في الواقع، إن هذا المنتج ألماني واخترعه هتلر، لذلك يطلق عليه البعض اسم مخدر هتلر القاتل".



وفي سياق متصل، نفى التاجر اللبناني الادعاءات التي تفيد أن مقاتلي تنظيم الدولة مدمنون على استهلاك هذه المادة، بعكس ما نشرته صحف غربية غرار "نيوزويك" "وفوكس".



وتجدر الإشارة إلى أن هذه المادة منشطة، كما أنها تقضي على القلق والتعب، فضلاً عن أنها تساعد على التركيز. من جهة أخرى، يستهلك الشباب وسائقو الشاحنات الثقيلة والتلاميذ وربات البيوت، على حد السواء، هذه المادة، علماً وأن مستهلك هذه المادة قد يدمن سريعاً على تعاطيها، مما يعرض حياته للخطر في صورة تناوله لجرعة زائدة، بحسب تقرير الصحيفة الألمانية الخميس 10 أغسطس/آب 2017.



ومنذ اندلاع الحرب السورية، انخرط في تهريب هذه المادة كل من قوات المعارضة والنظام، حيث تعتبر مصدراً للعملة الصعبة، بحسب قناة "بي بي سي" التي نشرت في خريف سنة 2015، أن الجيش الحر باع كميات كبيرة من مادة الكبتاجون ليوزع أرباحها فيما بعد على مقاتليه. فضلاً عن تورط شخصيات نافذة في النظام وقيادات من حزب الله في هذه التجارة.



وفي محافظة البقاع، وعلى امتداد أجيال، تسيطر عدة عائلات على زراعة الحشيش، في حين ظهرت خلال العقد السابق تجارة الكبتاجون. ومنذ أربع سنوات، لاحظ العديد من الخبراء لدى مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ازدهار زراعة هذه المادة في سوريا.



وخلال جلستهما مع "حسن" (اسم مستعار) قدم شاب يقود سيارة. وفجأة، همهم حسن قائلاً: "احذروا، إنه ينتمي إلى حزب الله". وفي الأثناء، ألقى حسن التحية على هذا الشاب بحرارة وهو يدندن أنشودة من أناشيد حزب الله.



وبعد مغادرة الشاب المكان، واصل حسن حديثه بشأن تجارة مادة الكبتاجون قائلاً: "لإنتاج مادة الكبتاجون، تحتاج إلى آلة صنع حلويات صينية يبلغ ثمنها أقل من 2000 دولار. كما يمكنك شراء المواد اللازمة لإنتاج الكبتاجون بصفة قانونية من الصيدليات على غرار كل أنواع الأمفيتامين والكافيين والخميرة، فضلاً عن اللاكتوز والفياغرا".



وتبلغ تكاليف إنتاج هذه الحبوب المخدرة بعض السنتيمات للحبة الواحدة. ومن ثم تتم تعبئة هذه الحبوب وتوزع في الأسواق تحت أسماء متعددة على غرار، "تايجر" "ومازيراتي" "ورونالدو" ليتم تهريبها فيما بعد عبر مسالك معينة. وفي النهاية، يدفع المستهلك قرابة 20 دولاراً للحبة الواحدة.



في الحقيقة، كان حسن محقاً بشأن جذور حبوب الكبتاجون، إذ أن هذه المادة ألمانية الصنع، لكنها لا تعود إلى العهد النازي بل إلى فترة المعجزة الاقتصادية الألمانية.



ففي مطلع الستينيات، تمكن "مجمع ديغوسا" الكيميائي من تسجيل براءة اختراع مادة الفينيثايلين، ليتم ترويجها في الأسواق على اعتبارها دواء لمعالجة أمراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط والنوم القهري والاضطراب الاكتئابي، تحت مسمى "الكبتاجون".



وفي مطلع الثمانينيات، منعت هذه المادة في الولايات المتحدة الأميركية وفي أوروبا، مما جعلها محور اهتمام مختلف الشبكات الإجرامية.



وعلى العموم، تحتوي بعض كميات حبوب الكبتاجون على مادة الفينيثايلين، كما تمت إضافة مادة الأمفيتامين في بعض الجرعات القوية. وفي سنة 2006، أغلقت السلطات البلغارية والتركية بعض مصانع إنتاج الكبتاجون. وفي الوقت نفسه، ظهرت مصانع جديدة لإنتاج هذه الحبوب في لبنان.



وفي صائفة سنة 2006، خاض حزب الله حرباً مع إسرائيل دامت أربعة أسابيع وأسفرت عن تدمير مختلف الأحياء السكنية الشيعية نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية. وبحسب صحيفة الشرق الأوسط فإن الحرس الثوري الإيراني جلب العديد من آلات إنتاج الكبتاجون بهدف توفير الموارد المالية الضرورية لصالح حليفه حزب الله. وفي الوقت نفسه، صدرت فتوى تبيح إنتاج وبيع الكبتاجون لغير الشيعة.



وفي مدينة كيليس التركية، التي تقع على بعد بضع كيلومترات من الحدود السورية، التقى المراسلان رجل ممتلئ الجسم، يبلغ من العمر 38 سنة و يلقب"بالصقر"، في بيت يتكون من طابقين. يرتدي ساعة باهظة الثمن من طراز "رادو". وكان يمتلك سيارتين من نوع "أودي""وبي إم دبليو"، تم الاحتفاظ بهما في مدخل الحديقة. وعند دخولنا إلى منزله، أخبرنا الصقر، "يمكنني أن أدير أعمالي انطلاقاً من بيتي". وفي الأثناء، سمعنا رنين ثلاثة هواتف جوالة في الآن ذاته.



خلال السنة الماضية، كان "الصقر" مجرد تاجر سيارات في مدينة الرقة السورية، ثم وعده أحد حرفائه بأنه سيتمكن من تحقيق عائدات مالية ضخمة في مجال تجارة المخدرات. ومنذ ذلك الوقت، استقر الصقر في تركيا وأصبح يبيع الكبتاجون.



يقول "في البداية لم أكن أعلم الكثير عن تجارة المخدرات، لكنني علمت أنه يمكنني أن أجني الكثير من الأموال عن طريقها". وأردف الصقر أنه "قبل اندلاع الحرب الأهلية السورية، لم أكن أعتقد أن سوريا تضم العديد من مستهلكي المخدرات، ولكن أصبح الكبتاجون، في الوقت الراهن، منتشراً تماماً مثل السجائر".



من جهته، لم يصنف مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة سوريا سوقاً لتجارة المخدرات، بل على اعتبارها دولة عبور. في المقابل، أدت الحرب إلى ظهور حرفاء جدد، وهم المقاتلون والمدنيون الذين يستهلكون الأمفيتامينات للتخلص من الإرهاق والصدمات النفسية والاكتئاب.



وبالتزامن انتشر في سوريا مخدر جديد يسمى "فراولة"، ويبلغ ثمن الحبة الواحدة منه 7 دولارات، وذلك نظراً لأن الأهالي لا يقدرون على مجاراة أسعار السوق السوداء الخاصة بالكبتاجون.



وبحسب الصحيفة الألمانية، يتموقع أكبر سوق لتجارة الكبتاجون في الخليج وبالتحديد في المملكة العربية السعودية. ووفقاً لتقرير المخدرات الصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، تم تهريب 11 ألف طن من مادة الكبتاجون إلى السعودية.



ويشرح الصقر رحلة تهريب المخدر المعروف في السعودية باسم "أبو هلالين" قائلاً "الحبوب التي أبيعها مصدرها حزب الله اللبناني والمخابر المنتشرة على طول الحدود السورية التركية".



وللتنسيق مع حزب الله، اتصل الصقر بوسيط ومن ثم تم نقل البضاعة إلى سوريا في حاويات الخضروات.



ولنقل حمولة تزن قرابة 4 كيلو من حبوب الكبتاجون من سوريا إلى تركيا، يدفع الصقر حوالي 10 آلاف دولار لجبهة أحرار الشام.



وفور وصول البضاعة إلى تركيا، يقوم الصقر بنقلها إلى ميناء مرسين، حيث يتم تهريبها إلى المملكة العربية السعودية على متن سفن الشحن.



يقول "يتم إخفاء الحبوب في بطاريات السيارات، بينما يقوم مهربون آخرون بإخفائها في صناديق العسل أو في تنكات مملوءة بزيت الزيتون. في الوقت ذاته، يبادر تجار آخرون بنقل المخدرات على متن الطائرة إلى السودان ثم يرسلونها إلى المملكة العربية السعودية على متن السفن".



وفي سياق ذي صلة، تمر طرق تهريب أخرى عبر غرب أوروبا. وفي وقت سابق، حجزت السلطات الفرنسية حمولة تحتوي على 750 ألف حبة كبتاجون قادمة من لبنان في مطار شارل ديغول في باريس، علماً وأن هذه الحمولة كانت في طريقها إلى المملكة العربية السعودية مروراً بالجمهورية التشيكية وتركيا.



ويعتبر الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة من أكبر مستهلكي هذه المادة المخدرة، خاصة في مدينتي جدة والرياض.



والمفارقة أن المملكة السعودية تدعم قوات المعارضة في حربها ضد النظام السوري وحليفيه إيران وحزب الله، في حين يملأ مستهلكو الكبتاجون من الشباب السعودي خزائن ألد أعداء الرياض.



ومن المثير للاهتمام أن تجار المخدرات في السعودية يعاقبون بتنفيذ حكم الإعدام في حقهم. وقد تم بالفعل إعدام العديد من تجار الكبتاجون. ولكن في خريف سنة 2015، بادرت الشرطة اللبنانية بتفتيش طائرة خاصة لأمير سعودي قبل إقلاعها إلى الرياض في مطار بيروت، لتعثر على طنين من مادة الكبتاجون، مما أثار حفيظة الصحافة اللبنانية التي نددت بالواقعة، فيما ظلت هوية الأمير، صاحب هذه الكمية الهائلة من الكبتاجون مجهولة.




ليس صحيحاً ما يقوله «المستقبل» عن قرار دولي بتسليم لبنان لـ «حزب الله» ؟

(حازم الأمين (الحياة
13 أغسطس، 2017

يردد وزراء ونواب من تيار «المستقبل» اللبناني هذه الأيام مقولة مفادها بأن هناك قراراً دولياً وإقليمياً بتسليم لبنان لحزب الله، وهم يعتقدون أنهم بهذا يردون عن أنفسهم سهام هزيمة لحقت بهم جراء تصدر حزب الله حكومتهم وبلدهم ومستقبلهم، وهذه أيضاً، للأسف، حكومتنا وبلدنا ومستقبلنا.
هذه المقولة هي جوابهم عن كل شيء. عندما تسألهم عن النفط يجيبونك بها، وعن الفساد أيضاً، ناهيك بأن جوابهم عن أسباب خذلانهم اللاجئين السوريين وعن «ملحمة» الجرود وتراجيديا عرسال.
والحال أن مراجعة سريعة وغير مرهقة لحقيقة ما يرددون تصيبك بالحيرة، ذاك أن اعتقاد هؤلاء لا حقائق صلبة تدعمه. البعد الدولي للقرار المزعوم لا ينسجم مع الجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية لتنفيذ برنامج عقوبات واسع على حزب الله، وهي عقوبات لن ينجو منها لبنانيون كثر على ما يبدو! أما لجهة البعد الإقليمي، فتلوح أمام المرء عقبات كثيرة تعيق اقتناعه بما يقوله قادة تيار «المستقبل». لا أحد باستثناء إيران والنظام في سورية، من مصلحته أن يُسلم لبنان لحزب الله. وعندما تحضر كلمة «إقليمي» تحضر أيضا إسرائيل بصفتها علامة رئيسة لهذه العبارة. فهل يصح أن ثمة قراراً إسرائيلياً بتسليم لبنان لحزب الله.
وظيفة هذه المقولة هي رد الهزيمة عن النفس وإلحاقها بالعالم. فحزب الله انتصر على «المستقبل» وعلى غيره من القوى الطائفية والسياسية التي كانت تناصبه الخصومة. وهو انتصر لأسباب لها علاقة أيضاً بطبيعة تلك القوى، وبالمضامين الأخلاقية لممارساتها. فهي تصرفت بالتفويض الانتخابي الذي أعطي لها في 2009، على نحو أسوأ مما يمكن أن يأتي به ضعيفو خيال وحيلة وأخلاق. الحزب انتصر على خصوم فاشلين، وبموازاة انتصاره عليهم، لم يتمكن من فرض نصره على غيرهم. انتصر على مشهد سياسي في لبنان، إلا أنه لم ينتصر على القواعد الاجتماعية لفيديرالية سلوكات الجماعات اللبنانية. انتصر على سعد الحريري ولم ينتصر على مشهد كورنيش المنارة، وانتصر على سمير جعجع ولم ينتصر على أنماط عيش أهل الأشرفية.
لا قرار دولياً وإقليمياً صدر بتسليم لبنان لحزب الله. ثمة قرار داخلي اتخذه خصوم مزعومون لحزب الله بالترويج لهذه المقولة، يغطون به استعاضتهم عن الاعتراف بالهزيمة وبالفساد والغنائم، ويستبقون فيه انكشاف فشلهم أمام من فوضهم تمثيله.
حزب الله نفسه سيضيق بهذه المقولة، ذاك أنها ترتب عليه ما لا يرغب الآن في أن يوكل إليه. والحزب إذ يعرف أن خصومه يترنحون، سيشعر لاحقاً أن أعباءهم أكبر من عوائدهم. ناهيك عن أن المهمة في سورية تقتضي خصوماً في لبنان، وارتخاء الداخل سيُطفئ عصب التجنيد، وسيجعل من الحرب خارج الحدود مهمة روتينية، وهذا لا يُساعد على الإنجاز. أما الغنائم في الداخل، فهو مجبر على توزيعها وفق حسبة الطوائف وأحجامها. فهو قد ينتصر على السنة اللبنانيين في عرسال إلا أنه لا يستطيع تجاهل حصصهم في الوزارات، وهو قد يأتي برئيس للجمهورية من خارج قناعة المسيحيين، إلا أنه أيضاً سيجد نفسه أمام رئيس مسيحي في النهاية. سيضجر الحزب من هذا النصر وسيكتشف صعوبة اكتماله، وسيجد نفسه أمام استحالات غير مسبوقة، فكيف يمكن لمنتصر أن لا يكون حاكماً مطلقاً، وأن لا يفرض قيمه؟. النصر خارج الحدود لا قيمة له داخلها، إلا إذا توافر للمنتصر خصم داخلي يرغب في الاستعاضة عن هزيمته بشراكة صغيرة في المستقبل وواسعة في الغنائم.
سينوء حزب الله بأثقال انتصاره الداخلي إذا ما سلم بمقولة «المستقبل» عن مزاج دولي بإهدائه لبنان. فبالنسبة للحزب هذه هدية مسمومة، وهو اليوم إذ ينعم بنجاحه في توظيف لبنان في برنامجه الإقليمي، يعرف تماماً أن نجاحه هذا شرطه أن تكون للبنان صورة أخرى غير تلك التي يمكن أن تلوح للمرء بصفتها صورة لدولة حزب الله. والحزب غير المنتصر في الداخل وغير المُعمم على حياة اللبنانيين سيكون أقوى وأكثر فعالية من ذلك الذي أنجز السيطرة الكاملة على أنماط عيش هؤلاء. الحزب يدبر حاجاته عبر إدارة للصيغة من خارجها. حين يصبح صلبها ومضمونها سيصطدم بحقيقة أن طوائف كبرى شريكة له فيها. حين سيذهب إلى الحرب سيحملها معه. أما اليوم، ووفق معادلة السلطة من خارج السلطة، فهو انتزع تفويضاً بالحرب من دون أكلاف الشراكة فيها.
لن تصح مقولة «المستقبل». حزب الله نفسه سيقاومها. لبنان ليس أكثر من مساحة في ملعب أوسع، وجل طموحات الحزب أن تبقى البيئة الشيعية فيه معبأة بانتظار مزيد من المهمات خارج الحدود، وهذا ما يؤمنه احتقان مذهبي وخصوم يكابرون على الهزيمة ولا يعلنون الاستسلام النهائي.
ماذا يعني أن تنتصر قوة لبنانية في سورية؟ الأرجح أن ذلك لا يعني شيئاً إذا ما احتسب لبنانياً. النصر في سورية يبقى هناك، و «المستقبل» إذ يرغب في سحب نصر الحزب إلى لبنان، سيواجه بمقاومة الحزب هذه المساعي.
الحزب يعرف أن لبنان لا يستقيم تحت سلطته المطلقة. الأصوات التهديدية التي تصدر عن إعلامه تؤشر إلى شعوره بأن الأمر لم يستتب له. ويعرف الحزب أيضاً أن «المستقبل» لا يملك تفويضاً لإعلان هزيمة السنة في لبنان، والأرجح أن يبدأ بالبحث عن خصوم سنة تــــتوافر فيهم بعض الرغبة في المواجهة. ويبدو أن كثراً يستعدون، وأشرف ريفي لن يكون الوريث الوحيد.

في “الانباء”: ماذا تضمنت رسالة التحذير الاميركية للبنان؟

أكثر من رسالة تحذير واعتراض وصلت من الأميركيين إلى المسؤولين اللبنانيين على خلفية نشاط حزب الله العسكري في جرود عرسال. إحدى هذه الرسائل نقلتها السفيرة الأميركية أليزابيت ريتشارد إلى الرئيس ميشال عون والوزيرين جبران باسيل ونهاد المشنوق بحسب ما علمت “الأنباء”، وتكشف مصادر متابعة أن الرسالة حملت تحذيراً واضحاً حول ضرورة الفصل بين نشاط الجيش اللبناني وأي نشاط عسكري يقوم به حزب الله، كما تشدد على وجوب عدم التنسيق الأمني أو الميداني مع الحزب في معركة جرود رأس بعلبك والقاع ضد تنظيم داعش.
وتؤكد المصادر أن الدعم الأميركي سيكون غير مسبوق للجيش لخوض معركته ضد تنظيم داعش، وإحدى أبرز بوادرها وجود 70 عنصراً من القوات الاميركية الخاصة الذين يعملون كإستشاريين وتقنيين، يشرفون على المعركة التي سيبدأها الجيش في تلك المنطقة، فيما التحذير شدد على أن أي نشاط للحزب مشترك مع الجيش قد يؤدي إلى قطع المساعدات العسكرية عنه.
ولا شك أن الأميركيين يولون إهتماماً بارزاً بالجيش وبلبنان بشكل خاص، إذ أن مصادر “الأنباء” تشير إلى وجود أكثر من مجرد سبعين عنصراً في البقاع، لا بل هناك وجود أميركي واسع في مطار حامات، أو ما كان يعرف باسم مطار بيار الجميل. وهو عبارة عن قاعدة عسكرية أميركية، وقاعدة للطائرات الحربية (سيسنا) التي تنطلق لضرب أهداف لتنظيم داعش في جرود السلسلة الشرقية، وتتلقّى إحداثياتها من غرفة العمليات الأميركية. وتشير المعلومات إلى أن الجيش يستعد لاستلام 8 طائرات جديدة من هذا النوع.
وهناك وجود أميركي في قاعدة عمشيت البحرية لتدريب أفواج المغاوير. ووفق المعلومات، هناك 200 خبير ومدرّب أميركي في تلك القاعدة. أما مطار رياق، فقد تحول إلى ما يشبه القاعدة العسكرية الأميركية، إذ إن بعض الطائرات الأميركية التي تنطلق نحو سوريا تقلع منه. وتلفت المصادر إلى وجود خبراء عسكريين أميركيين في ذلك المطار، وقد أجروا العديد من التدريبات للجيش اللبناني، وآخرها قبل فترة قصيرة، استعداداً لخوض المعركة ضد تنظيم داعش.
هذا الاهتمام الأميركي والغربي، هو عملياً توسيع نطاق عمل القرار 1701، عبر نشر قوات أجنبية على طول الحدود اللبنانية. وهي ستكون قادرة على مراقبة كل حركة على الحدود وإرسال تقارير الى مجلس الامن. وفيما يعتبر البعض أن ذلك قد يُستخدم ضد حزب الله، الذي يخرق القرار 1701، وبالتالي فإن أي نوع من هذا الخرق، قد يعرّض لبنان لإتخاذ إجراءات عقابية بحقه، بعد أن تبدأ الإجراءات العقابية ضد الحزب، والتي تعتزم واشنطن إطلاقها مع إقرار قانون العقوبات المالية.
*ربيع سرجون – “الانباء

تيار المستقبل: مآلات التخلي ومسارات الضياع التنازل عن حقوق السنـّة يهدّد الصيغة اللبنانية

أحمد الأيوبي
9 أغسطس، 2017
أحمد الأيوبي


إعتقد كثيرون أن أوضاع تيار المستقبل ستستقر وتعود المياه إلى مجاريها بمجرد عودة الرئيس سعد الحريري وتوليه زمام المبادرة، بحيث تزول مراكز القوى وتختفي التناقضات وتعود مركزية القرار، بالتوازي مع ترتيب الأوضاع التنظيمية لتعويض فترة الفراغ والغياب والخسائر التي لحقت بالتيار.

لكن الوقائع جاءت بعكس المتوقع. فالخطوات التنظيمية لم تكن كافية لتفعيل العمل السياسي، ورغم وجود الحريري على رأس الحكومة، فإن الحصاد يبدو متواضعاً قياساً إلى ما هو متوقع، في حين لا تزال إشكاليات كبرى تفرض نفسها، مع الإعلان عن مجموعة العشرين وعن استمرار التباين الواضح مع الرئيس السنيورة، والتباين المضمر مع الوزير نهاد المشنوق، فضلاً عن إستمرار المراوحة في العلاقة مع النائب أحمد فتفت.

فالقانون الإنتخابي الذي أقره مجلس النواب بتسهيل من الحريري سيمنع عملياً الرئيس السنيورة من الترشح في صيدا لإستحالة فوزه ليس لإفتقاره للشعبية وإنما بسبب القانون الذي يتضمن الصوت التفضيلي والتداخلات بين صيدا وجوارها، وهذا سيعني إخراجه من المشهد البرلماني أو اللجوء للترشح في بيروت مما يفتح الباب أمام إشكالية كبرى في كلتا الحالتين.أما النائب فتفت فإن العلاقة معه لا تزال تعاني تداعيات الموقف من انتخابات رئاسة الجمهورية ورفض فتفت لإنتخاب الرئيس عون، فضلاً عن أن الصوت التفضيلي سيضع تيار المستقبل في موقف سيء في قضاء الضنية، حيث سيستحيل عليه قسمة أصوات ناخبيه بين النائبين فتفت وقاسم عبد العزيز ، وتحديداً بعد فصل المنية عن الضنية إنتخابياً.


• إستبعاد النخب وصرخة مجموعة العشرين

عمل الحريري على إقصاء رموز لطالما عُرفت بالحنكة والعمق السياسي والفكري وبالثبات في المواقف ، وأبرز هؤلاء الدكتور رضوان السيد، الذي أخرجته انتخاباتٌ جاءت بمجموعة يسهل التحكم بها إلى المكتب السياسي لتيار المستقبل، في حين لعب السيد أدواراً مركزية في الحفاظ على الجسور بين الحريري وبين شرائحَ واسعة من المسلمين الذين يعانون من سوء التواصل مع الحريري ومن تقصيره في مختلف المجالات.. رغم جهد الدكتور السيد إلى جانب الحريري ، إلا أن الأخير رفض دخوله أي حكومة كان له فيها القرار ، وهذا أمر مستغرب، خاصة أنه أتي بكثير من الوزراء الذين يفتقرون إلى الحدّ الأدنى من الخبرة والتماسك والحضور ، فكانوا وبالاً عليه وعلى من يمثـّلون في السلطة التنفيذية.غادر الدكتور السيد اليوم عملياً تيار المستقبل وبات يعمل في نطاق إسلامي واسع لا يجمعه مع الحريري ، بل يفتح الأفق نحو تشكّل حالة نخبوية معارضة لمسارٍ بات يهدّد مستقبل المسلمين السنة في لبنان، حسب ما صرّح الكثيرون من مجموعة العشرين.

• إشكالية الأداء النيابيمن أسوأ ما يعانيه نواب المستقبل هو تلك المركزية المتطرفة في التحكم، والمترافقة مع تراخي المواقف تجاه الإستحقاقات العامة التي يفترض فيها بالنواب أن يدافعوا فيها عن حقوق ناخبيهم الذين أتوا بهم إلى مجلس النواب. والواقع يقول: إن عدداً من النواب اعترضوا تحت ضغوط ناخبيهم على ضياع حصة السنة في مراكز كثيرة، فكان الرد بإلزامهم الصمت، فتبخـّر هؤلاء النواب واختفوا من المشهد، مما أحدث فراغاً إضافياً كان يمكن ملؤه بمتابعة شؤون الناس الحياتية والخدماتية والوظيفية.



• إشكالية التوظيف والتنمية

كان يُفترض أن يُحدِث وصول الرئيس الحريري إلى رئاسة الحكومة صدمة إيجابية واستنهاضاً للمناطق التي يمثلها ، لكن نعمة التنمية إقتصرت على افتتاح وصلة جسر في طرابلس إستغرق إنجازها قرابة العقد من الزمن لتنتهي عند عقد السير قبالة مرفأ طرابلس.. في حين يستمر مجلس الإنماء والإعمار في عقاب المناطق ذات الثقل السني بأسوأ أداء وبأدنى مستوى من المعايير وخاصة في الشمال..في المقابل تتحرك مشاريع الإنماء في مناطق مختلفة ميزتها أنها ليست محسوبة على تيار المستقبل. عندما يطالب المسلمون السنة بالحفاظ على وجودهم في الدولة ، فإن ذلك يأتي أولاً في إطار الحق الطبيعي الذي كفله لهم الدستور، وحدّد لهم بموجبه مكاناً ومكانة في المواقع الحكومية، وثانياً لأن لبنان يشهد موجة إجتياح غير مسبوقة يقوم بها أطراف شركاء للرئيس الحريري في الحكم، في حين أنه يقف مكتوف الأيدي، وهو يشاهد ما يشبه إنقراض السنة من الوظائف الرسمية وعلى مختلف الدرجات والأوزان، وما يجري في مؤسسة “أوجيرو” نموذج لا يحتاج إلى كثير شرح.. ومن أجل الحفاظ على حقوق المسيحيين في الدولة نشأت مؤسسة “لابورا” برعاية الكنيسة المارونية، من دون أن يتهمها أحد بالطائفية، كما أن “التيار الوطني الحر” يخوض “حروباً مقدسة” للسيطرة على الدوائر والمواقع، وعلى حساب غيره من المسيحيين، وغيره من الطوائف الأخرى ، وتحديداً المسلمين السنة، في ظلّ صمتٍ مريب من الرئيس الحريري الذي يرى من يفترض أنهم محسوبون عليه يتطايرون من “أوجيرو” وغيرها من المواقع.



• أين تتجه بوصلة الضياع؟

في وقت تتجه فيه المنطقة إلى أنظمة حكم لامركزية سياسية أو إدارية، وخاصة في سوريا والعراق، ويتحوّل لبنان أكثر مما كان عليه فدرالية طوائف، ويتقدّم الجميع دون مراعاة للصيغة اللبنانية، يقف الرئيس الحريري عاجزاً عن الدفاع عن الصيغة، مسهماً بذلك بسقوطها عندما يقبل بانهيار التوازن الوطني الذي يشكل السنـّة عمادُه في لبنان.

(أمين عام التحالف المدني الإسلامي في لبنان)

بين سمير جعجع ووليد جنبلاط.. التاريخ و”لعبة الأمم” و”مصالحة الجبل”

تحت المراقبة


قلما إرتبط مصير جماعات عبر التاريخ، كإرتباط “الجماعة الدرزية” و”الجماعة المسيحية”، وتحديدا المارونية، ببعضهما البعض. إتحاد هاتين الجماعتين أنتج إستقلالا وحرية ووطنا وصلت حدوده إلى منطقة العريش في مصر جنوبا وإلى تدمر في سوريا شرقا؛ فيما طرق أبواب والي الشام بين فترة وأخرى كان شبه نزهة.
لم يكن ليُسمح للوطن الصغير أن يكون ندّا لإمبراطوريات وسلاطين، يواجهها ويكسرها وينتصر عليها ويثبّت إستقلاله، فما كان من سبيل لوأده قبل أن يشتد عوده سوى بحياكة المؤامرات بعناية، والتي للأسف وجدت لها من يلاقيها من عملاء ضعاف النفوس.
صحيح أن العلاقة بين الموارنة والدروز في جبل لبنان علاقة جدلية، لكنها بقدر ما تأرجحت في فترات زمنية قصيرة، هي بالقدر ذاته كانت راسخة وثابتة في الضمير الجماعي على الضفتين على مدى السنين.
فخر الدين المعني الكبير، إبن “بني معروف”، “أيقونة مارونية”. هكذا ينظر إليه الموارنة في الضمير. لا يرون فيه سوى إعتناقه معشوقتهم الحرية، وهذا يكفيهم، فحالفوه ووالوه وصنعوا معه مجد لبنان في التاريخ.
ليس تفصيلا أن تشير الإستطلاعات في الجبل إلى أن سمير جعجع هو الزعيم الثاني لدى الدروز بعد وليد جنبلاط . هذه لها تفسيرها في شخصية الرجل وصدقه ومصداقيته وشجاعته في السلم والحرب طبعا، لكنها بالتأكيد تجد جذورها في الوعي الجماعي الدرزي لحقائق الجبل التاريخية، في تكوين “النواة الصلبة” لدى كل من الجماعتين الدرزية والمسيحية، والتي يمثلها اليوم رئيس “القوات اللبنانية” في المقلب المسيحي.
ليس تفصيلا كذلك أن يقول سمير جعجع بأن “حرب الجبل” الأليمة، كانت الحرب الوحيدة التي أتت من خارج سياق الحرب اللبنانية في مسارها العام واصطفافاتها المعروفة، وكأنها أسقطت بقوة قاهرة في لحظة عبثية. حاول جعجع فعل المستحيل لتجنبها، كان من أشد المعارضين من الأساس لصعود “القوات” إلى الجبل- يقال إنه بقي شبه وحيد في التمسك بشدة بموقفه- لكنه رجل لا ينكفئ أمام الخطر ولا يتهرب من المسؤولية حين تسند إليه، وصعد الى الجبل حين لجأ إليه الجميع وكلّفوه بالمهمة لينقذ الوضع بعد إنهياره. حاول المستحيل لتفادي الحرب، لكن تقاطع المصالح والتوافقات الضمنية بين سوريا الأسد وإسرائيل وتخلي العالم عن الوطن الصغير، كان أقوى.
يشرح جنبلاط: إنها كانت “لعبة الأمم” وسقطنا فيها جميعا وكنا ضحاياها ووقودها. ويروي لقناة “الجزيرة” في وثائقي “حرب لبنان” بعضا مما استطاعه من حقائق في ظل الإحتلال السوري الجاثم في تلك الفترة.
يقول جنبلاط: طلب مني السوريون أن أفتح الحرب على “القوات” في الجبل، فرفضت في بادئ الأمر وقلت بأن لا إمكانيات لدي ولا سلاح ولا رجال. لكنهم تكفلوا وقالوا: هذه علينا، سنمدك بالأسلحة والرجال والعتاد والذخائر مهما بلغت.
ويتابع ردا على سؤال: أمّن السوريون مختلف أنواع الأسلحة والمدافع والراجمات والدبابات والذخائر على أنواعها، وأرسلوا العناصر الفلسطينية من “الجبهة الشعبية – القيادة العامة” جماعة أحمد جبريل، ومن “فتح الإنتفاضة” جماعة أبو موسى، عدا عن عناصر من الحزب السوري القومي الإجتماعي وحزب البعث وسائر حلفاء السوريين من شيوعيين ويسار وغيرهم، مع مساندة مرابض المدفعية السورية في لبنان وراجمات الصواريخ في الحرب بكامل طاقتها.
يسأله المحاور: ومن كان في مواجهتكم؟ فيجيب: سمير جعجع. ليعود المحاور ليسأل مذهولا: كان سمير جعجع وحده؟ ليعيد جنبلاط تأكيد جوابه: كان وحده.
خلال المفاوضات لإعداد قانون الإنتخاب الجديد، والذي كانت لـ”القوات اللبنانية” اليد البيضاء الطولى في إنجازه، وحين بدا أن ثمة إمكانية لدى البعض لتخطي ملاحظات وإعتراضات جنبلاط في لحظة ما على بعض التفاصيل المطروحة، خرج سمير جعجع ليعلن: “القوات اللبنانية” لن تسير بأي قانون إنتخاب لا يوافق عليه الحزب “التقدمي الإشتراكي”. وكان في الوقت ذاته يعطي توجيهاته لنواب ووزراء “القوات” بالمراعاة القصوى لمطالب وهواجس رئيس “الإشتراكي”: جنبلاط خط أحمر.
يدرك الرجلان كنه العلاقة الدرزية – المسيحية. يوم سقوط الدور المسيحي لم يكن وحيدا، لم يتأخر الدور الدرزي في الإنضمام إليه، فيما برزت أطراف أخرى تحمل مشاريع إقليمية خارجية لا علاقة لها بلبنان التاريخي الذي بناه الدروز والموارنة سويا ليكون وطنا للحرية. يوم أسقط الموارنة، سقط الدروز وسقط الجبل وتغير شيء من وجه لبنان.
من هنا، أدرك جميع المخلصين أن لا قيامة للبنان دون قيامة الجبل. ورغم الإحتلال السوري الجاثم كان لا بد من خطوة شجاعة تعيد الأمل، فكانت مصالحة الجبل برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مارنصرالله بطرس صفير ووليد جنبلاط ، والتي واكبها جعجع وشارك في صناعتها من داخل سجنه في وزارة الدفاع الخاضعة في تلك الفترة للإحتلال السوري، رغم كل التضييق عليه.
جنّ جنون الإحتلال، فأفلت أوباش النظام الأمني السوري – اللبناني المشترك ردا على المصالحة، ليعيثوا إضهادا وقمعا وإرهابا وإعتقالا ضد الطلاب المقاومين في الكحالة، ثم أمام قصر العدل في بيروت.
سُحل طلاب الحرية على الإسفلت، لم يميز جنجاويد النظام الأمني بين صبية وشاب وساووا الجميع بحقدهم. أرادوا أن يكون الحدث متلفزا، وسمحوا في “صدفة” فاقعة بتصوير أبشع أنواع القمع الإرهابي لنظام مخابراتي. أرادوا للخوف والرعب أن يتعمم ويسكن في النفوس، فتنكسر المقاومة ويتأبد نظامهم.
أدرك بشار الأسد أنه إن سمح للمصالحة بين الدروز والموارنة بأن تستمر وتترسخ، سيصبح إحتلاله للبنان في خطر. أدرك الأسد أنه إن عاد جبل لبنان ليتوحد، سيهتز “عرشه” في دمشق.
لكن الأسد كان يعمل، والرب كان يعمل، والرب أقوى، وها هي مصالحة الجبل تترسخ وتزداد ثباتا يوما بعد يوم، بل هي توسعت لتطال سائر مكونات المجتمع اللبناني، وامتدت لتصبح “إنتفاضة الإستقللال” و”ثورة الأرز”، وكانت “14 آذار” وخرج الإحتلال السوري ذليلا من لبنان، وعاد الأمل، ويستمر النضال لإخراج سائر “الإحتلالات المموهة”.
مصالحة الجبل المباركة كانت نقطة التحول الكبرى لعودة لبنان الى سابق مجده، وباقي المعوقات في سبيل تحقيق ذلك ليست سوى غيمة صيف عابرة  في سماء لبنان، مهما توهمت قوة، فحالها لن يكون بأفضل من حال نظام الأسد البائد. ها هو في موت سريري محقق بإنتظار فصله عن أجهزة الإنعاش الإصطناعية الروسية – الأميركية في اللحظة المناسبة.
مباركة هي أعمال الرب. ومصالحة الجبل من أعماله المباركة، وعلينا جميعا أن نصونها برموش العين، أن نحميها ونرد عنها الأشرار والمتربصين بوطننا، حتى ولو بأسناننا وأظافرنا، ففيها قيامة لبنان. وبقوة الرب، وبسواعد أبنائه المخلصين الأحرار، لبنان باق بقاء الله في الأزل.
#يحيا_لبنان
#حقيقه_المصالحه
هيك لازم يتعمّر لبنان
لا بتلّه ولا بنص لسان
كبار القوم ما اجاهن نوم
غير لما شيّدو البنيان
والحاكم يلي طوبز
ع هالشعب وسهيان
رئيس عميل لاكتر من مكان
العماله من عقالها فلتان
همهن مصلحتهن الرخيصه
ومش مهم اذا باعو لبنان
فرضو علينا رئيس
بس لينفّذ اجندة ايران
معقول يحكمونا بحيوان
اصلو يا قرد يا جبان
راح نظل وراهن لينظن لبنان
خالد
#حقيقه
قالو الاحتفال في بيت الدين
بالمصالحه الشعبيه الوطنيّه 
عجباً كيف بتتمثل الشرعيه
بغير الشرعيه المستزلمه
بيت الدين فقط للقاده الاشبهيه
خالد



الاتحاد التونسي للشغل في قصر الأسد

حازم الأمين (الحياة)
7 أغسطس، 2017

أحدثت زيارة وفد من الاتحاد التونسي للشغل سورية ولقاؤه بشار الأسد مرارة في أوساط مدنية سورية معارضة، ذاك أن الاتحاد المذكور يملك شرعية تمثيلية واسعة، وكان له دور حاسم في مجرى الثورة التونسية. وبغض النظر عن البعد اللاأخلاقي للزيارة، إلا أنها تطرح تساؤلات حول موقع النظام السوري في أوساط غير دينية، عربية وغير عربية.
في تونس يتقدم النظام السوري في معظم الأوساط اليسارية والعلمانية، وفي تركيا تنجذب المعارضة القومية والليبرالية لـ «قيم النظام السوري» غير الدينية. بقايا اليسار اللبناني وعلى رأسهم الحزب الشيوعي حلفاء النظام في سورية، وقوميو الأردن ويساريوه على ندرتهم يقيمون علاقات متينة مع السفارة السورية في عمان.
لكن الظاهرة امتدت لتشمل أوساطاً يسارية أوروبية أيضاً، وبعضها له صفات تمثيلية واسعة. فمرشح اليسار الفرنسي الخاسر في الانتخابات جان لوك ميلانشون أعلن في برنامجه الانتخابي نيته تصحيح العلاقة الفرنسية مع نظام بشار الأسد، ويصح ذلك بنسب متفاوتة مع الكثير من الأحزاب اليسارية في دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي.

سقطة اليسار الأخلاقية بانحيازه إلى نظام إبادي استعمل السلاح الكيماوي أكثر من مرة، متفاوتة المصادر والأسباب. فاليسار العربي، والقوميون إلى جانبه، كان وقف إلى جانب صدام حسين في كل المحن والمحطات التي واجهها نظامه، وموقعه الآن هو امتداد لذلك الموقع الارتزاقي.
موقع اليسار الأوروبي أكثر تعقيداً، إلا أنه لا يخلو من بعد استشراقي وعنصري لا يرى أن الشرق في حاجة إلى قيم العدالة الغربية، وأن الحساسية حيال نظام قاتل ليست جزءاً من قيم مشارقة العرب ومغاربهم. تفسيرات كثيرة وصحيحة يمكن أن تستدرجها زيارة الاتحاد التونسي للشغل دمشق ولقاؤه مسؤولين فيها غارقين بدم السوريين، لكن، ثمة لحظة يجب أن نصدم أنفسنا بها نحن المذهولين من سقطة الاتحاد التونسي الأخلاقية، تتمثل في مسؤولية «الإخوان المسلمين» عن هذا النزوع غير الأخلاقي لنخب واسعة التمثيل. في تونس مثل انحياز حركة النهضة الإسلامية للثورة في سورية منذ بدايتها وبالاً على هذه الثورة، وفي تركيا كان لاحتضان حزب العدالة والتنمية النخب السورية المعارضة ومصادرته قرارها ارتداداته التركية الداخلية، وفي مصر يصح ذلك إلى حد بعيد.
والحال أن «الإخوان المسلمين» بمختلف فروعهم تصرفوا على نحو يوحي بأن الثورة السورية ابنتهم، وأنها امتداد للربيع «الإخواني». فتحوا الأبواب والحدود لسلفييهم ليتسللوا إلى المدن السورية الثائرة، فالتقوا مع رغبة النظام في تحويل الثورة إلى حرب أهلية. النهضة التونسية فعلت ذلك، وحزب العدالة والتنمية التركي فعل ذلك أيضاً، وتحفز «الإخوان» الأردنيون للانقضاض على صلاحيات الملك بفعل شعورهم بوصول الربيع «الإخواني» إلى جارتهم سورية. وهذا ما خلق حالة ذعر هائلة في معظم هذه البلدان، عبرت عنه تونس بهزيمة النهضة في الانتخابات، ومصر بالثورة على ثورة «الإخوان» والأردن بسجن قيادات «إخوانية» كانت أبدت طموحاً بملكية دستورية تُهمش فيها صلاحيات الملك.
وما أن بدأ الربيع «الإخواني» بالأفول حتى بدأت الصفعات العربية توجه للثورة المهيضة في سورية، والأخيرة كانت في طور تحولها حرباً. وهنا كان النظام يتقدم في وعي النخب العربية وغير الدينية، وفي موازاة ذلك كان يتقدم أيضاً في مستويات عنفه وبطشه. قصف الغوطة بالكيماوي معتقداً أن خوف العالم من «داعش» وأخواته في سورية يتيح له ذلك، ويبدو أن حساباته كانت صحيحة. وكشف الإيرانيون عن دور حاسم ومباشر في الوقائع الدموية السورية، وهذه حقيقة شدت من العصب الإسلامي الموازي لفصائل المعارضة، وجعلت من «داعش» طرفاً أهلياً موازياً.
هذه الوقائع لم تكن بعيدة من المعطيات الداخلية لدول مثل تونس وتركيا ومصر والأردن. تجربة حكومة النهضة في تونس أوجدت قابليات تونسية للانحياز إلى بشار الأسد، وتجربة العدالة والتنمية في تركيا أيضاً، وحكم «الإخوان» القصير لمصر كشف عن شراهة «إخوانية» سهلت على الجيش مهمة الانقضاض على الانتخابات.
المرارة السورية المتولدة عن زيارة الاتحاد التونسي للشغل يجب أن تذهب خطوة إلى الأمام في انذهالها. «الإخوان المسلمون» مسؤولون أيضاً عن هذه السقطة الأخلاقية.

التأزُّم الآتي: العقوبات الأميركية ضد حزب الله سائرة إلى الحدّ الأقصى

رلى موفق
5 أغسطس، 2017


السؤال الذي بات يطرح نفسه بقوة اليوم يدور حول الثمن الذي سيدفعه لبنان بعد سقوطه شبه الكلي بيد «حزب الله» وإطباقه على الحياة السياسية في البلاد. فمعركة عرسال شكلت نموذجاً إضافياً على حجم تغلغل الحزب في مفاصل الدولة وسطوته على مختلف المؤسسات سواء السياسية أو الأمنية أو القضائية من جهة، وحجم إستقالة الدولة إزاء لعب دورها الطبيعي، وحجم عجز القوى السياسية أو خضوعها أو تطويعها، بما أدى إلى مستوى غير مسبوق من انكشاف لبنان عربياً ودولياً. وهو انكشاف لا ينم أداء السلطة السياسية عن أنها تعي مخاطره وتداعياته. فتسليم القرار السياسي لـ«حزب الله» بدأ يوم تمَّ السير بالتسوية السياسية التي آلت إلى وصول مرشح الحزب لرئاسة الجمهورية، ولو أن هذه التسوية أفضت إلى وصول زعيم «تيار المستقبل» إلى الرئاسة الثالثة، فهي شكلت، في رأي مناهضين لها، إيداناً بالتسليم تحت عنوان «الواقعية السياسية» ومنع إنهيار المؤسسات والدولة!.
فمقولة أن إنقاذ ما يمكن إنقاذه من المؤسسات هو بحد ذاته نوع من أنواع المواجهة لمشروع الحزب الرامي للوصول إلى فراغ تام تمهيداً لطرح مؤتمر تأسيسي يطيح بمرتكزات «إتفاق الطائف» باتت مقولة تحتاج إلى تدقيق، بعدما أصبحت الكلمة الفصل في كل استحقاق صغيراً كان أم كبيراً تعود إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي يجسد بموقعه على مستوى الداخل اللبناني موقع «مرشد الجمهورية» تماهياً مع موقع المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية الإيرانية. وهو تجسيد لا يقتصر على هذا الموقع بل يتعداه إلى استنساخ النموذج الإيراني بتركيبته المؤسساتية، وهدف ليس صعباً الوصول إليه، إذا تواصل سقوط لبنان في فلك الوصاية الإيرانية من خلال الذراع الأهم لطهران و»درتها» في لبنان والمنطقة.
ففي نهاية المطاف، حصلت التسوية السياسية بشروط «حزب الله»، ومعها تشكيل الحكومة والأهم قانون الانتخابات النيابية، الذي يمطح من خلاله إلى الاستئثار بالغالبية البرلمانية، بما يُمكِّنه من فرض التشريعات التي يريدهاـ وفي مقدمها تشريع سلاحه كقوة رديفة للجيش على غرار الحشد الشعبي العراقي الذي نجحت إيران في تشريعه، وهو في حقيقة الأمر محاولة ترسيخ نموذج التعايش الجيش النظامي والميليشيا المشرعة، في عملية استنساخ لنموذج «الحرس الثوري الإيراني» والجيش النظامي.
الخطورة التي كشفتها معركة جرود عرسال تكمن في حجم الغطاء العلني والضمني الرسمي والسياسي في آن معا، حتى أن الأصوات المعترضة كانت خافتة. وما سجلته «كتلة المستقبل» النيابية من حالة إعتراضية تهدف إلى عدم إضفاء شرعية على عملية «جرود عرسال»، نسفتها مواقف رئيس الحكومة الأخيرة التي غطى بها معركة «حزب الله»، الأمر الذي يضع موقف «كتلة المستقبل» في إطار سياسة الحد من الأضرار في لعبة توزيع الأدوار لإحتواء التداعيات السياسية والشعبية في الشارع السني، على الرغم من القراءة السياسية التي تعتبر أن رئيس الحكومة نجح في الحد من أضرار المعركة عبر الضمانات التي حصل عليها بحماية الجيش لعرسال البلدة ومخيمات النازحين وتحييدها عن المعركة، وهو أكثر ما كان في إمكانه القيام به في ظل تعقيدات الوضع السياسي.
على أن تعقيدات الوضع اللبناني ذاهبة إلى مستوى أعلى من التأزم في المرحلة المقبلة، في ظل قرار أميركي ضد «حزب الله» عبّر عنه بوضوح الرئيس الأميركي خلال لقائه رئيس الحكومة اللبناني الذي اعتبره أنه «يشكل تهديداً للدولة اللبنانية، وللشعب اللبناني وللمنطقة برمته». فعقوبات الكونغرس ضد «حزب الله» ستلقي بظلالها على لبنان وإقتصاده ومصارفه وقدراته المالية بما يفوق بأضعاف ما سبقها من عقوبات، مع إدارة صارمة ومصممة على الذهاب بالعقوبات إلى حدها الأقصى ليس بهدف تقليم أظافر «حزب الله» فحسب، إنما أيضاً بهدف «إعادة تصويب البوصلة السياسية في لبنان»، بعد التسليم التي تظهره قيادات لبنانية بدءاً من قيادات مسيحية منخرطة في «تحالف الآقليات» تنظر إلى «حزب الله» كضمانة عسكرية وأمنية لها موازية لدور ومسؤولية القوى العسكرية والأمنية النظامية المفترض أن تكون وحدها الضامن للأمن والسيادة، مروراً بقيادات درزية خائفة على مصيرها، ووصولاً إلى قيادات سنية هادنت إلى حدود «الالتصاق» وتشكليها غطاءً للحزب، بمعزل عن الأسباب التي آلت به للوصول إلى هذا الدرك السياسي.
وفي رأي مطلعين أن عملية «إعادة التصويب السياسي» لا تتحقق من دون شعور المجتمع اللبناني بشرائحه المتنوعة بعبء الثمن الذي يدفعونه نتيجة الغطاء الذي شكلته وتشكلته قياداتها للحزب الذي بمقدوره بفعل اقتصاده الموازي أن يخفف من أعباء العقوبات عليه، على عكس بقية الشرائح السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي هي خارج منظومة الاقتصاد الموازي وستدفع بطريقة مباشرة وغير مباشرة أثماناً كبرى.
فالضغط الأميركي الذي سيترافق مع ضغط دولي من جهة وضغط عربي وتحديداً خليجي من جهة أخرى بالتزامن مع ضغط «حزب الله» على المؤسسات بدأ يقلق جهات سياسية عدة في البلاد من زاوية أن الحكومة لن تكون في وضع يمكّنها معه من مواجهة حجم الضغوط المتنوعة، بما سيدفع إلى أزمة داخلية لا يستبعد معها الوصول إلى انسداد الأفق السياسي بما يؤدي إلى استقالة الحكومة التي يعتقد البعض أنها قد تكون السبيل الأفضل للخروج في ظل المأزق المنتظر، حتى لو عنى ذلك هروباً من تَحمّل المسؤولية، لكنه قد يكون أقل الأثمان الممكنة.



مليشيا “اللجان الشعبية” تتمرد على نظام الأسد بمدينة السويداء

 في 

الهيئة السورية للإعلام
قامت مجموعة من مليشيا “اللجان الشعبية” في مدينة السويداء بخطف عدة عناصر أمن يتبعون للنظام ، وذلك بعد قيام حاجز لقوات الأسد باعتقال شاب متخلف عن الخدمة الإحتياطية من المدينة .
وقال ناشطون سوريون “إن عناصر مليشيا اللجان الشعبية حاولت أيضا خطف ضابط شرطة من أمام القصر العدلي في مدينة السويداء يوم أمس ، ما اضطر اﻷجهزة اﻷمنية التابعة لنظام الأسد للإفراج عن المعتقل لديهم المدعو “عمر حسن بلان”.
يشار إلى أن مدينة السويداء تسيطر عليها المليشيات المحلية المسلحة التي لاتلتزم بقانون نظام الأسد وترفض الإنصياع لأوامره .
الجدير بالذكر أن محافظة السويداء شهدت عشرات الحوادث المماثلة منذ نهاية عام 2014 والتي قامت بها مليشيا اللجان الشعبية وعلى إثرها تم إطلاق سراح عشرات الشبان الموقوفين ﻹداء الخدمة, حيث يشير ناشطون في محافظة السويداء إلى أنها تحوي أكثر من 30 ألف شاب متخلف عن أداء الخدمة اﻹلزامية والاحتياطية لدى قوات الأسد .