الكردينال الراعي, الرئيس ميشال سليمان ووليد جنبلاط. في بريح
Brih, Location is on the side of a Valley, population just a
couple of thousand people. For over one and a half Century, its residents were
mixed, of Christians and Druzes, living together as families in good and bad
times.
Assassination of Kamal Junblat the Druzes and democratic
Leader, by the Syrian Regime’s Mukhabarat, who came to Lebanon claiming to
protect Christians from Palestinians ignited a disastrous war among, Druzes and Christians in the Area. The Druzes accused the Christians of that assassination (Stupidity), but the killing of a Great Leader was beyond any imagination. The Reaction was disastrous upon the Christians. Brih was one of those Towns that Christians Residents left it to a safer territories governed by Christians. As Civil war took years to end in Lebanon, the Issue of the Christians Returns to their
Towns and Cities, was on the Agenda of the Druzes and Christians Leaders.
As the Syrian troops stayed in Lebanon until
2005, the problem could not be resolved, that the Christians should return to
their Villages and Towns, those had been forced to leave. The Syrian Style of
ruling Lebanon was to keep the People of Lebanon of different Sectarian Factors
at Tension, and planted the distrust and Hate among them, to keep the Regime’s Power on
the Country. Though during the Syrian presence, the Head of the Christian
Church in Lebanon and the East, Patriarch Nusrallah, had an Historic Visit to the
Area in the Mountains and met the Druzes Leaders and Sheikhs, and built a solid
step for the Reconciliation among the Two Sectarian Factors.
As the Syrian Troops, were kicked out of the Country, the
Issue of the Christian Returns raised again, and Brih was one last Town, that
had to deal with the Problem and put its
Residents Druzes and Christian to live together again, as the Coexistence used to be. This Reconciliation was associated by, the
President Suleiman, the Cardinal Raii, and Junblat the Druzes Leader. Two sectarian
factors had put the Nasty Situation at their backs, the Bloody war that took dozens Lives of both.
They realized that Lebanon cannot stay alive without those Two Sectarian
Factors, that were the main Factors since the creation of the Country.
خالد
khaled-stormydemocracy
أفقر رئيس في العالم وأكثرهم كرماً
العربية.نت
رئيس الأوروغواي خوسي موخيكا، لا يشبه غيره من الرؤساء، ولم يحمل ألقاب الرؤساء الاعتيادية، وإنما استحق لقب "أفقر رئيس في العالم".
وفي حين تدفع ميزانية الدول مبالغ طائلة للحفاظ على برستيج مقام الرئاسة، ويتم تخصيص قافلة من السيارات للرئيس وموظفيه الخاصين وعائلته، يبدو رئيس الأوروغواي خارج كل تلك التقييمات، فهو يتلقى راتباً شهرياً قدره 12 ألفاً و500 دولار، ولكنه يحتفظ لنفسه بنسبة 10% فقط من راتبه، ويتبرع بالباقي للجمعيات الخيرية في بلاده.
ويعيش رئيس الأوروغواي منذ توليه الرئاسة في شهر مارس 2010، في بيت ريفي بمزرعته، ويرفض العيش في القصر الرئاسي، كما أنه لا ينتفع بالحراسة المشددة كبقية رؤساء العالم.
ينشغل موخيكا شتاء بالتفكير في الفقراء، فعرض في شتاء العام الماضي على المصالح الاجتماعية في حكومته استعمال بعض أجنحة القصر الرئاسي المعروف باسم "كاسا سواريث إي رييس" في العاصمة مونتفديو لتوفير المأوى للمشردين في حالة عدم كفاية المراكز الموجودة في العاصمة.
موخيكا من مواليد 20 مايو 1935، تولى سدة الحكم منذ مارس 2010 عن سن تناهز 75 عاماً، وقد سبق أن عمل وزيراً للثروة الحيوانية والزراعة والثروة السمكية بين عامي 2005 و2008.
ويتلقى موخيكا راتباً شهرياً قدره 12 ألفاً و500 دولار، ولكنه يحتفظ لنفسه بنسبة 10% فقط من راتبه، ويتبرع بالباقي للجمعيات الخيرية في بلاده، وعن ذلك يقول إن المبلغ الذي يتركه لنفسه يكفيه ليعيش حياة كريمة، بل يجب أن يكفيه، خاصة أن العديد من أفراد شعبه يعيشون بأقل من ذلك بكثير، لذلك حصل على اعتراف دولي وعلى لقب "أفقر رئيس في العالم وأكثرهم سخاء".
منع سياسي بريطاني من دخول البرلمان لأنه لم يفعل شيئاً
13 مايو 2014
قررت لجنة الامتيازات والسلوك في البرلمان البريطاني منع أحد أعضاء مجلس اللوردات في البرلمان البريطاني من دخول مبنى البرلمان حتى شهر أيار (مايو) من عام 2015 بعد إدانته بمطالبات مالية من دون أن يقوم بأي عمل في مجلس اللوردات.
ووفقاً لصحيفة “الإندبيندنت” البريطانية فإن اللورد هانينغفيلد تقدم بمطالبات تعويض عن حضوره في مجلس اللوردات لكنه حقيقة لم يقم بأي فعل يستحق التعويض.
وبحسب قوانين مجلس اللوردات فإن المجلس لا يدفع رواتب لأعضائه ولكنه يقدم لهم الحق في المطالبة بتعويض عن الحضور للمجلس قدرها 330 جنيه إسترليني عن كل مرة، وتنخفض إلى النصف إذا كان العضو في أعمال برلمانية خارج البرلمان.
وقالت الصحيفة إن اللورد هانينغفيلد لم يتحدث إطلاقاً في أي جلسة من جلسات مجلس اللوردات أو لجانه المختلفة، ولم يسأل أي سؤال في الجلسات، بل إن صحيفة “ديلي ميرور” رصدته خارجاً من مجلس اللوردات بعد 21 دقيقة من دخوله البرلمان.
وفي معرض رده على الاستفسارات التي وجهها له مفوض مجلس اللوردات للمواصفات بول كيرغن، قال هانينغفيلد إن “مطالبته كانت بسبب حاجته للمال حتى يسدد بعض الالتزامات المالية عليه”.
وفي السياق ذاته، تشير “بي بي سي” إلى أن اللورد هانينغفيلد دين حين كان يشغل رئيس مجلس مقاطعة ايسكس عام 2011 باحتيال في النفقات، حكم عليه إثرها بالسجن 9 أشهر، ما أدى إلى طرده من حزب المحافظين الذي كان عضواً فيه.
الكورونا في لبنان
فيروس "كورونا"، الذي تم اكتشافه عام 2012، عُرف بهذا الإسم كونه المسبب لـ"متلازمة الجهاز التنفسي الشرق أوسطي"، ويُرمز اليه اختصاراً بـ MERS-CoV أي MIDDLE EAST RESPIRATORY SYNDROME CORONAVIRUS.
والمعلومات المتوافرة في شأنه محدودة للغاية، إذ أنّ عدد الحالات المُبلّغ عنها قليل حتى الآن. ووفق آخر إحصائية نشرت من "منظمة الصحة العالمية" في 24 نيسان الفائت، أُبلغ عن حالات في كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا والأردن وقطر والمملكة العربية السعودية وتونس والإمارات العربية المتحدة وبريطانيا. وتعتبر السعودية الدولة الأولى التي شهدت وجود حالات اصابة. وهناك صلة مباشرة أو غير مباشرة ما بين الحالات والشرق الأوسط، إذ وقعت عدوى محدودة بين أشخاص في فرنسا وإيطاليا وتونس والمملكة المتحدة، بين أشخاص لم يسافروا إلى الشرق الأوسط، ولكنهم خالطوا حالات مؤكَّدة مختبرياً أو محتملة.
الأعراض وكيفية انتقال العدوى
تحدثت "النهار" الى الاختصاصي في أمراض الرئة في مستشفى الروم في بيروت الدكتور جودي باحوص، فنفى وجود أي حالة إصابة في لبنان، وطلب الى الناس معرفة الفارق ما بين الرشح والزكام: فالرشح غالباً يسبب ارتفاع الحرارة وهو مرض معد يصيب الطيور والثدييات، والـ H1N1 يدخل ضمن عائلة هذه الفيروسات.
أما الكورونا، فينتمي الى عائلة الزكام، وهو يتسبّب بمضاعفات عند المريض، إذ أن أعراضه تشبه أعراض الزكام العادية فيمكن أن يتسبب فيروس كورونا في إصابة الإنسان بنزلات البرد الشائعة، وصولاً الى المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة، أي فيروس "سارس" الذي عرف لاحقاً بمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد، وهو فيروس يهاجم الجهاز التنفسي. وفيروس "كورونا" الجديد لم يكن معروفاً قبل 2012، وخطورته تكمن في أنه يضرب الرئة وقد يُسبب الوفاة لعدم توافر علاج له حتى الآن.
تحدثت "النهار" الى الاختصاصي في أمراض الرئة في مستشفى الروم في بيروت الدكتور جودي باحوص، فنفى وجود أي حالة إصابة في لبنان، وطلب الى الناس معرفة الفارق ما بين الرشح والزكام: فالرشح غالباً يسبب ارتفاع الحرارة وهو مرض معد يصيب الطيور والثدييات، والـ H1N1 يدخل ضمن عائلة هذه الفيروسات.
أما الكورونا، فينتمي الى عائلة الزكام، وهو يتسبّب بمضاعفات عند المريض، إذ أن أعراضه تشبه أعراض الزكام العادية فيمكن أن يتسبب فيروس كورونا في إصابة الإنسان بنزلات البرد الشائعة، وصولاً الى المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة، أي فيروس "سارس" الذي عرف لاحقاً بمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد، وهو فيروس يهاجم الجهاز التنفسي. وفيروس "كورونا" الجديد لم يكن معروفاً قبل 2012، وخطورته تكمن في أنه يضرب الرئة وقد يُسبب الوفاة لعدم توافر علاج له حتى الآن.
والأعراض الشائعة للإصابة بالفيروس هي الاعتلال التنفسي الحاد الوخيم المصحوب بالحمى والسعال وصعوبة التنفس. وأصيب كثير من المرضى بأوجاع في المعدة والأمعاء وإسهال، كما أصيبوا بالالتهاب الرئوي أو الفشل الكلوي. وقد يتسبب المرض بظهور أعراض على المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية وهو فيروس يهاجم جهاز المناعة، ويعطل عمله ويؤدي إلى مرض "الإيدز"، وتختلف الأعراض عن تلك العادية كالحمى والتعرق وتضخم الغدد والحمى والصداع والرجفة وفقدان الوزن.
في البدء، ظن الخبراء أنه ينتقل من طريق التعرّض لجمل مصاب بالعدوى أو الخفافيش، ولكن تبين أن طريقة الانتقال تحدث أيضاً من إنسان الى إنسان من طريق الهواء عبر استنشاق الرذاذ التنفسي من المريض، أو من طريق الأسطح الملوثة، مثل الوسائد والشراشف وغيرها. ومع ذلك، فإن آلية انتقال الفيروس الفعلية لا تزال غير معروفة.
في البدء، ظن الخبراء أنه ينتقل من طريق التعرّض لجمل مصاب بالعدوى أو الخفافيش، ولكن تبين أن طريقة الانتقال تحدث أيضاً من إنسان الى إنسان من طريق الهواء عبر استنشاق الرذاذ التنفسي من المريض، أو من طريق الأسطح الملوثة، مثل الوسائد والشراشف وغيرها. ومع ذلك، فإن آلية انتقال الفيروس الفعلية لا تزال غير معروفة.
طرق الوقاية
تشجع منظمة الصحة العالمية الدول الأعضاء على تعزيز ترصدها حالات العدوى التنفسية الحادة الوخيمة، وعلى المراجعة الدقيقة للأنماط غير المألوفة من حالات العدوى التنفسية الحادة الوخيمة أو حالات الالتهاب الرئوي.
وأكد باحوص لـ"النهار" أن الوقاية تتم من خلال النظافة وغسل الأيدي، لا سيما من يعاني زكاماً، وفي حال تبين أن الاصابة بالزكام تزداد سوءاً، ينبغي الخضوع الى فحوص منها سحب عينات من الأنف والبلعوم، وهو فحص يشبه فحص الـH1N1. وأضاف: "إن منظمة الصحة العالمية لم تصنف فيروس الكورونا كـ"وباء" حتى الآن، ولم تمنع السفر إلى بلدان وجدت فيها إصابات، ما يعني أنه حتى الآن، ما من شيء يمكن القيام به سوى الوقاية، واستشارة الاختصاصيين والخضوع للفحوص عند الضرورة"
النهار
- لوحظ أن الدوائر الرسمية المختصة لا تحدد عدد اللاجئين السوريين الذين يعودون الى ديارهم بسبب فوضى الدخول والخروج.
- تؤكد أوساط النائب جنبلاط أنه لن يسحب مرشحه هنري حلو إلا لمرشح يكون مقبولاً من كل القوى السياسية الأساسية في البلاد أو غالبيتها.
- يراقب مرشحون للرئاسة تحركات نائب متني مخضرم كونه يعرف اتجاه الرياح.
- ذكّر نائب في "تيار المستقبل"بحديث للعماد ميشال عون عندما كان في باريس قال فيه "إن الحرية في لبنان فيها مساحة من الكذب".
- لوحظ في الأيام الأخيرة التركيز على الأملاك البحرية من دون الأملاك البرّية المصادرة لأحزاب وأفراد.
النهار
- لوحظ أن الدوائر الرسمية المختصة لا تحدد عدد اللاجئين السوريين الذين يعودون الى ديارهم بسبب فوضى الدخول والخروج.
- تؤكد أوساط النائب جنبلاط أنه لن يسحب مرشحه هنري حلو إلا لمرشح يكون مقبولاً من كل القوى السياسية الأساسية في البلاد أو غالبيتها.
- يراقب مرشحون للرئاسة تحركات نائب متني مخضرم كونه يعرف اتجاه الرياح.
- ذكّر نائب في "تيار المستقبل"بحديث للعماد ميشال عون عندما كان في باريس قال فيه "إن الحرية في لبنان فيها مساحة من الكذب".
- لوحظ في الأيام الأخيرة التركيز على الأملاك البحرية من دون الأملاك البرّية المصادرة لأحزاب وأفراد.
براميل متفجره بسوريا, وبقناني الغاز في برج حمود...بيروت.
19 أيار 2014
جميل أن يختار موقع "ذي هافغنتون بوست" المرموق لبنان على لائحة الأماكن التسعة التي ينبغي للمرء زيارتها قبل أن يموت، واضعاً إياه في المركز السادس، متقدماً لندن وغوادولوب وهاواي. لعل كاتب المقال ومنجز الدراسة أخطأا، في ما يتعلق ببلادنا تحديداً، في صوغ العنوان: حسبي أن هذه الأرض هي في عداد تلك التي ينبغي للمرء زيارتها "لكي يموت"، لا "قبل أن يموت".
لا تأخذوا كلامي هذا على محمل السخرية، ولا التشاؤم، ولا السوداوية. لكن، والحق يقال، مذ ولدتُ في هذا البلد، لثلاثة واربعين عاماً خلت، كل شيء في لبنان تقريباً إما دعوة الى الموت فيه، وإما الى الرحيل عنه: الحروب، المخاصمات، الكراهيات، الانقسامات، العنف، الضياع، والخوف الذي يرافق كل نسمة هواء وكل نبضة قلب.
لطالما كنت أسأل نفسي: لماذا أبقى هنا؟ فأجيب: من أجل العائلة، من أجل الاصدقاء، من أجل اللغة، من أجل المناخ، من أجل فكرة الوطن، من أجل المساهمة في التغيير، وسواها من الحجج والأعذار التي كنت أتمسك بها كمثل غريق يتمسك بقشة.
اليوم، بعدما سافر ابني البكر للدراسة في أوروبا، وسوف يلحق به قريباً ابني الثاني، ما عادت لديَّ القدرة على اختلاق حجج وأعذار، بل صرت أجد نفسي عاجزة عن مقاومة إغراء الرحيل. لم يعد السؤال الذي أطرحه على نفسي: لماذا أرحل؟ بل أصبح: لماذا أبقى؟
ألا أستحق، ألا نستحق جميعاً، نحن أبناء هذه الهويات القاتلة، وبناتها، فرصة لعيش حياة كريمة، بلا جزع، بلا تهديد، بلا توتر وبلا جرعة يومية من القلق؟ ألم أقم بخدمتي الإجبارية في معسكر المعاناة هذا، وتخرجتُ وصرت جديرة بمكان أكثر هدوءاً وأمناً وسلاماً؛ بمكان يحترمني ويحترم حقوقي وقدراتي وحاجاتي، بدلاً من هذا المكان المسعور، اليائس، الذي نتخبط فيه كحشرات في شبكة عنكبوت لن تلبث أن يلتهمنا عندما تحين ساعتنا؟
أعرف أن المشكلات موجودة في العالم أجمع، وليس ثمة بلادٌ مثالية، لكني أعرف أيضا أن المشكلات درجات، والجحيم درجات، والكفاح درجات: وأننا، هنا، أي في لبنان، قد انزلقنا الى الدرجة الدنيا أو ما يقاربها.
أما الآن، وقد بتُّ عاجزة عن مقاومة إغراء الرحيل، أجدني أبحث عن وطن يستحق الجزء الثاني من حياتي؛ عن وطن ليس العيش فيه مرادفاً لاجتناب الموت والعقم واليأس؛ عن وطن لا يهينني ولا يستخفّ بي ولا يهمّشني ولا يصفعني مرةً تلو الأخرى.
عن وطن يحييني، قبل أن أموت.
لطالما كنت أسأل نفسي: لماذا أبقى هنا؟ فأجيب: من أجل العائلة، من أجل الاصدقاء، من أجل اللغة، من أجل المناخ، من أجل فكرة الوطن، من أجل المساهمة في التغيير، وسواها من الحجج والأعذار التي كنت أتمسك بها كمثل غريق يتمسك بقشة.
اليوم، بعدما سافر ابني البكر للدراسة في أوروبا، وسوف يلحق به قريباً ابني الثاني، ما عادت لديَّ القدرة على اختلاق حجج وأعذار، بل صرت أجد نفسي عاجزة عن مقاومة إغراء الرحيل. لم يعد السؤال الذي أطرحه على نفسي: لماذا أرحل؟ بل أصبح: لماذا أبقى؟
ألا أستحق، ألا نستحق جميعاً، نحن أبناء هذه الهويات القاتلة، وبناتها، فرصة لعيش حياة كريمة، بلا جزع، بلا تهديد، بلا توتر وبلا جرعة يومية من القلق؟ ألم أقم بخدمتي الإجبارية في معسكر المعاناة هذا، وتخرجتُ وصرت جديرة بمكان أكثر هدوءاً وأمناً وسلاماً؛ بمكان يحترمني ويحترم حقوقي وقدراتي وحاجاتي، بدلاً من هذا المكان المسعور، اليائس، الذي نتخبط فيه كحشرات في شبكة عنكبوت لن تلبث أن يلتهمنا عندما تحين ساعتنا؟
أعرف أن المشكلات موجودة في العالم أجمع، وليس ثمة بلادٌ مثالية، لكني أعرف أيضا أن المشكلات درجات، والجحيم درجات، والكفاح درجات: وأننا، هنا، أي في لبنان، قد انزلقنا الى الدرجة الدنيا أو ما يقاربها.
أما الآن، وقد بتُّ عاجزة عن مقاومة إغراء الرحيل، أجدني أبحث عن وطن يستحق الجزء الثاني من حياتي؛ عن وطن ليس العيش فيه مرادفاً لاجتناب الموت والعقم واليأس؛ عن وطن لا يهينني ولا يستخفّ بي ولا يهمّشني ولا يصفعني مرةً تلو الأخرى.
عن وطن يحييني، قبل أن أموت.
Joumana.haddad@annahar.com.lb / Twitter: @joumana333
Khaled H·
Rashed Rabaa
Khaled H·
الهروب من هذا الوطن المستباح, والعيش في الغربه, موجع اكثر من العيش فيه, مع وحوش الدم والمال. سنبقى للتصدى لهم حتى لو اخذت كل العمر للتخلص منهم.
Dear Jumana,
I feel with you. Your article took me back 1977 when I left Lebanon via Paris to USA to seek education. while in Paris I walk up in the hotel at 4AM staring through the window and suddenly I started crying like a baby because it was the first time in my life I left my parents knowing I won't be able to see them till after 5 years when I finished my education . Since then ...nothing changed in Lebanon... But I will not cry now, because I have provided a better living and education to my kids here in USA. I want you to know that I highly respect you for what you are, and I welcome you to USA. Live for your kids, and keep enhancing your skills , move forward in your life,and never look back.
God bless you And your beloved family, and hope to see you in USA.
I feel with you. Your article took me back 1977 when I left Lebanon via Paris to USA to seek education. while in Paris I walk up in the hotel at 4AM staring through the window and suddenly I started crying like a baby because it was the first time in my life I left my parents knowing I won't be able to see them till after 5 years when I finished my education . Since then ...nothing changed in Lebanon... But I will not cry now, because I have provided a better living and education to my kids here in USA. I want you to know that I highly respect you for what you are, and I welcome you to USA. Live for your kids, and keep enhancing your skills , move forward in your life,and never look back.
God bless you And your beloved family, and hope to see you in USA.
Liban Saliba · Beirut, Lebanon · 161 subscribers
كلّ ما ورد في المقالة صحيح، التعب طبيعي، اليأس طبيعي، القرف طبيعي، الخوف طبيعي، ولكن الحقّ في ما لم يَرِد في المقالة، فالوطن طبيعي، الإنتماء طبيعي، الإهتمام طبيعي، النضال حياة وليس موت، مقاومة الباطل حقّ وواجب، بعضنا ما زال يريد إسترداد الجمهورية من سالبيها، بعضنا يحّب تغيير التاريخ وليس الجغرافيا، بعضنا من لم يتعب سيعمل من أجل من لم يتعب ومن تعب، بالكلمة، بالموقف، بالصمود نناضل، أسلافنا قدّموا الدمّ للبنان وأولادنا يستحقون الإنتماء إلى وطن، إلى جذور، إلى منزل، إلى عائلة ... نعم، نستطيع العيش في بلاد الله الواسعة ولكن كلّما قرأت عن لبنان في العالم، كلّما تنافس الدول والأشخاص على إحتلال لبنان زاد إيماني بوجوب الحفاظ على لبنان، وعندما أتعب أحياناً، أرى لبنان في عيون المغتربين ورغبتهم في العودة أحياء أو أموات لتحتضنهم أرض لبنان، فأتيقّن بأن الطريق الصحيح وإنّ كانت وعرة ولكنها تستأهل رحلة العبور الشاقة إلى وطن يليق بنا !
Shafeek Slyman · Beirut, Lebanon
عزيزتي جمانة هاي قرات مقالتك فبكيت مرتين مرة لانك كاتبة صادقة ومرة لانك تتألمين مثلي تعالي الى اوسترالية واسكني جنبي وابصقي في وجوه وحوش السياسة في لبنان كما افعل كل صباح
تفاءل مع فرعون
عمـاد مـوسـى
15 أيار 2014
كم جميلُ لو تصح توقعات وزير السياحة ميشال فرعون وتُترجم الأمنيات والنوايا ازدهاراً وسعادة وتدفق خليجيين وازدحاماً على طريق عاليه بحمدون واكتظاظاً في مونو!
كم جميلٌ أن يستعيد لبنان في صيف 2014 ـ ولو من دون رئيس ـ ألقه كلؤلوءة ودوره كملطش للأحباب وموقعه كدرةّ الفرقدين.
في أقل من أسبوع أطل الوزير النشيط على الإعلام لأربع أو خمس مرات، فأبلى في امتحانات اللغة العربية البلاء الحسن وضخ في السوق المحلية موجة تفاؤل بـ"صيف سياحي مثالي" وآمنٍ، معلنا في سهرة جبيلية عن حملة live love Lebanon.(هذا شعار علي عمّار) ليعود بعد أيام، وفي خلال المؤتمر الصحافي للإعلان عن برنامج مهرجانات جبيل الدولية، ويؤكد أن الأمن أصبح مستتباً ومستقراً، وهو في خدمة المجتمع والثقافة والسياحة والاقتصاد والشباب والديموقراطية والحرية" وتطبيق ذلك أن القوى الأمنية سترافق السائح من المطار على أوتار وستواكب كل باص سياحي متوجه إلى البقاع دورية مؤللة على أن ينفذ الطيران اللبناني تحليقاً دائريا فوق مناطق المهرجانات لمزيد من الأمن والأمان.
وأن يكون الأمن في خدمة الثقافة فذلك أقصى الطموحات. تخيلوا شاعرأ خليجيا يدعو محبيه في لبنان إلى أمسية برعاية الفوج المجوقل!
وقبل أن نستيقظ من هول الفرحة حتى كان الاجتماع ـ القمة بين وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق وسفير المملكة العربية السعودية علي عوض عسيري ووزير السياحة ميشال فرعون الذي أعلن بعد اللقاء "لقد تم رفع الحظر، وأقولها على نحو طبيعي، وسنلمس هذا الأمر قريباً، ويجب أن نعتبر أن هناك ضوءاً أخضر لكل العرب والخليجيين والسياح الاجانب للمجيء الى لبنان".
عجقت يا شباب. رجعت البحبوحة.رجع لبنان. رجع زكي ناصيف.
بين تصريح في دبي وتصريح في لبنان خُطف العراقي وائل الجبوري في محافظة بعلبك الهرمل، ثم اُطلق سراحه ليلا عند مدخل بلدة حوش النبي في قضاء بعلبك لقاء مبلغ 50 ألف دولار نقلها أحد أقاربه الذي قامت المجموعة الخاطفة باحتجازه لاستكمال باقي المبلغ المطلوب.
وفي مطلق الأحوال لا يُلام فرعون على كلامه المتفائل بخصوص الصيف المثالي. وحادثة الخطف وقعت في فصل الربيع. يُحاسب معاليه على كلامه فقط بين 21 حزيران و21 أيلول أضف إلى ذلك، فالجبوري لم يُخطف أساساً كسائح بل كمتموّل ورجل أعمال.
يبقى أنه فات الوزير فرعون أن يسأل نجم الشاشات حنا غريب: شو بروغرامو للصيف؟ في تسكير؟ في تكسير؟ في حفلات غضب؟
وفات الوزير مشنوق أن يدعو الحاج وفيق صفا إلى اللقاء الذي جمعه بالسفير عسيري كي يتأكد عسيري أن فرعون لا يلقي الوعود جزافاً.
المشنوق: فوجئنا بفرط جلسة مناقشة مشروع قانون الجنسية
بيروت – أعرب وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق عن تفاجئه بفرط جلسة مناقشة مشروع قانون استعادة الجنسية اليوم الثلاثاء، متأسفاً لـ"نسف مشروع القانون المتعلّق بمنح الجنسية للمتحدرين من أصل لبناني الذي أُعد منذ سنوات، وانكبت على تطويره اللجان الفرعية"، مذكراً بأن المشروع "موافق عليه من مجلس الوزراء في العام 2012".
المشنوق، وبعد استقباله وفداً من المؤسسة المارونية للانتشار، أمل بأن يُعاد وضع مشروع القانون على جدول أعمال اللجان المشتركة، مؤكداً أن "المسألة لا تخصّ الموارنة فقط بل كل اللبنانيين".
ورأى المشنوق أنه إذا أحب المنتشرون اللبنانيون استعادة الجنسية "يجب ألا يحتاج هذا الأمر إلى 15 سنة أو أكثر".
وقال: "نحن نرحّب بهم ونشكرهم لأنهم يدفعون 8 مليارات دولار في السنة للبنان"، منبهاً من "خطر انقطاع لبنان المغترب عن لبنان المقيم، وبالتالي سيتعذب بلدنا وينهار".
المشنوق، وبعد استقباله وفداً من المؤسسة المارونية للانتشار، أمل بأن يُعاد وضع مشروع القانون على جدول أعمال اللجان المشتركة، مؤكداً أن "المسألة لا تخصّ الموارنة فقط بل كل اللبنانيين".
ورأى المشنوق أنه إذا أحب المنتشرون اللبنانيون استعادة الجنسية "يجب ألا يحتاج هذا الأمر إلى 15 سنة أو أكثر".
وقال: "نحن نرحّب بهم ونشكرهم لأنهم يدفعون 8 مليارات دولار في السنة للبنان"، منبهاً من "خطر انقطاع لبنان المغترب عن لبنان المقيم، وبالتالي سيتعذب بلدنا وينهار".
خالد
هوده المعرقلين,شغلتهم ينعموا باموال المغتربين فقط. وينهبوا خزينة الدوله, وحق اللبناني بخبر كان. بلا شرف.
بيروت ليست طهران!: الحزب "الحَرَسي" يركّب ملف ضد الصحفية "حنين غدّار"
الثلثاء 13 أيار (مايو) 2014
هل فقدت جريدة الأخبار "الصفراء" صوابها لأن "حنين غدّار" تحدثت في واشنطن عن "حفنة من الزعران" في حديثها عن "سرايا المقاومة" الإيرانية في لبنان؟
نحن، في "الشفاف""، نتضامن مع "حنين غدّار" ضد "حفنة الزعران" في "الأخبار الحرسَيّة" التي تهوّل على الصحفيين لأنها تسعى لتحويل الصحافة اللبنانية إلى "وكالة فارس"!
ما لم يحقّقه حافظ الأسد وغازي كنعان لن ينجح فيه "زعران الأخبار"!
*
أصدر "آل غدار" بيانا تبرأوا فيه من نسبيتهم الاعلامية حنين غدار على خلفية مشاركتها في مؤتمر نظمه معهد "واشنطن لسياسات الشرق الادنى" الاسبوع الماضي، وتناولت فيه ملف حزب الله في لبنان وحربه في سوريا وعلاقته مع ايران.
وجاء في البيان (الذي قرأناه علىموقع "التيار" العوني، الذي تخرّج منه العميل الإسرائيلي فايز كرم) ان"آل غدار الذين فدوا المقاومة بدمائهم وقدموا الشهداء بمواجهة العدو الصهيوني، ومستعدون لكل التضحيات من اجل صونها والدفاع عنها، يعلنون مجددا انهم يدينون هذه الاصوات المأجورة والعميلة ويتنصلون من نسبها نتيجة الاساءات التي الحقتها بنا وبشعبنا الابي ومقاومته المجيدة وداعميها".
"ممانعون" استقبلوا جيش إسرائيل بالورود!
وتبيانا للحقيقة، فإن البعض من "آل غدار" الذين أصدروا "البيان" المذكور لم يُعرَف عنهم بأنهم من فئات المقاومين بل هم، لمن يسأل أهالي "الغازية"، من فئة الذين استقبلوا جيش الاحتلال الاسرائيلي بالورود، ومن بينهم عميل كان قياديا في "حركة امل"، استهدفته لاحقا "المقاومة الوطنية"، وليس "الاسلامية"، بعبوة ناسفة أسفرت عن فقدانه لرجليه بسبب ممارساته التعسفية والظالمة.
ويقول اهالي الغازية إنه يوم دخول الجيش الاسرائيلي الى الجنوب اللبناني عام 1982، كان آل "الغدار" في القرية من أنصار حركة المقاومة الفلسطينية "فتح" فتركوا فتح والتحقوا بحركة "امل"، ونثروا الارز والورود على الدبابات الاسرائيلية، واشتروا التفاح الاسرائيلي والليمون الاسرائيلي!
ويروي اهال الغازية ، ان "ممانعي" اليوم من آل غدار، والحريصين على سمعتهم وسمعة "المقاومة"، كان من بينهم من يذهب الى ما كان يعرف بـ"معمل الصفا"، حيث كان جيش الاحتلال الاسرائيلي يعتقل المناضلين الفلسطينيين واللبنانيين بالآلاف، وكان الوشاة من آل "الغدار" يرتدون الاقنعة ويدلّون المخابرات الاسرائيلية على قيادات المقاومة، فلسطينية كانت ام لبنانية.
هذا كان عام 1982، قبل ان يتحول آل "الغدار" الى "مقاومة الحرس الثوري" ويحملوا دفتر التخوين.
اما صحيفة "الاخبار" الناطقة باسم الحزب الالهي، فقد هدرت دم الاعلامية غدار متهمة اياها بالمشاركة في المؤتمر الذي كان سبقها إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك.
وأتبع انصار الممانعة حملتهم على الاعلامية حنين غدار بحملة على مواقع التواصل الاجتماعي.
الزميلة غدار ردت، في اتصال من واشنطن عبر "تلفزيون المستقبل"، على الحملة الشعواء التي تتعرض لها، ورأت ان ما قامت به في واشنطن هو تعبير عن الرأي في قضية معينة، "ومن المستغرب ان تقوم بعض وسائل الاعلام بهذا التحريض وبالقاء تهم العمالة والتخوين بهذا الشكل، مع الاشارة الى اني لم التقِ اي شخصية اسرائيلية، وقد اشترطت قبل المشاركة بالمؤتمر بألا يكون هناك اي شخصية اسرائيلية متواجدة".
واضافت غدار: “استغرب اعتماد هذا الاسلوب من قبل جريدة "الاخبار" في هذه المرحلة بالذات حيث من المفترض بها انها تخوض معركة حريات بوجه المحكمة الدولية كما تقول، واذ بها تحرض بشكل خطير".
ورأت ان “تحسس الرقاب مستمر، مع كل من يفكر بطريقة مغايرة ومختلفة، ومجرد قول رأي لا يتناسب مع سياساتهم تراهم يخوّنون ويحرّضون، لنتحول الى عملاء وخونة، فقط لأنه لا يحق لنا ان نتكلم، وان نقول رأينا بحرية".
وسألت الزميلة غدار ردا على سؤال حول تبرؤ عائلتها منها في بيان: “من كتب هذا البيان ومن اراد ايصال هذه الرسالة؟ واعتبر ان ما حصل هو نوع من الحرب النفسية وممارسة للضغط النفسي عليّ، مع الاشارة الى ان عائلتي تساندني ولم يعترض احد على ما قلته"!
كما طلبت من الدولة اللبنانية حمايتها، خاصة وان جزءاً من الاعلام يقوم بالتحريض وختمت بالقول: "انا اطلب الحماية"!
عمالة حلال
الكاتب: راشد فايد
13 أيار 2014
إذا كان الهدف المبيت لـ"حزب الله"، منذ "النصيحة" الايرانية، خلال جريمة 7 أيار 2008، باعتماد المثالثة، هو الوصول إلى الفراغ، فقد حقق له الجنرال مراده مرتين: الأولى حين سعى إلى استغباء اللبنانيين بزعم توافر مؤهلات لديه ليكون مرشح توافق، والثانية حين انقلب على تعهده للبطريرك الراعي بالحرص على تجنب شغور الرئاسة الأولى.
بدأ الحزب بلورة المثالثة بترهيب بيروت والجبل في يومه "المجيد"، فحاصر السنة ودفع بزعامتهم إلى المنفى، وطوق الدروز بـ "القمصان السود"، وسجنهم بين خياري، الالتحاق حينا، والحياد أحيانا.
يعرف الحزب أنه لا يواجه القوى الأخرى، طائفيا وحزبيا، فحسب، بل يواجه إرثا تاريخيا صلب الجذور اسمه الميثاق الوطني، وسلاحه الميليشيوي، ومعه لافتة "المقاومة"، لا يكفيان لاسقاطه. وهو يستقوي على الداخل بفائض قوة جناها، معنويا، من حرب تموز 2006، وعمليا، من حربه الراهنة على الشعب السوري، فيما تمنحه المفاوضات الدولية الإيرانية- النووية، الوقت لينال بالترهيب "سلما"(فرط نصاب مجلس النواب وغيره)، ما لا يمكنه أن يناله بسلاحه، مهما تعاظمت قدراته القتالية، وهو إخضاع الآخرين لقبول اختلال موازين ميثاقية تأسست مع ولادة لبنان الكبير.
لذا، وبتواطؤ من حليفه عون، بعدما "ورّم" شأنه، أمسك الحزب بـ"رقبة" الطائفة المارونية من رأس هرم بنية الدولة اللبنانية برئاسة الجمهورية، ليدخل لبنان، في 25 أيار، على مشهد من مهزلتين: الأولى تلبس عون شخصية المرشح التوافقي، من دون أن يترشح، حالِما بتظاهرات "شعبية"، كما شهد "قصر الشعب" نهاية الثمانينات، ينظمها، لدعمه، الحزب المتسلط، والثانية إلباس الحؤول دون النصاب، لبوس الديموقراطية. كأنما عون يتلذذ بمازوشية سياسية نادرة، يخضع فيها وزن طائفته للاختزال على وقع تصفيق حليفه للمثالثة، لا لزعامته المدعاة.
قد يكون في التحليل مبالغة، لكون الرئيس بري حرص في جلسة الحوار الأخيرة على نفي نية الثنائي الشيعي تعديل اتفاق الطائف. لكن هذا النفي أشبه بقول لا إله من دون إلا الله. إذ هل يعقل ألا يملك هدفا استراتيجيا من منّن اللبنانيين بأن سلاحه لم يستول على السلطة، خلافا لما فعلته مقاومات العالم في دولها، (زعم انطلى على العوام).
قد يكون الجواب في ادعاء مستشار خامنئي العسكري أن حدود ايران تقف في جنوب لبنان، في مواجهة اسرائيل، وبدل أن نسمع ردا وانتفاضة من "حزب الله" في لبنان، سمع اللبنانيون "ترجمة" من السيد نعيم قاسم، نائب الأمين العام، حين وصف حزبه بأنه سيف ايران، تأكيدا لقول الأمين العام نفسه أنه وربعه ينفذان توجيهات الولي الفقيه من دون مراجعة قانون أو منطق.
بين شغور الرئاسة، وجرجرة انتخاب الرئيس، يرشح الحزب ايران للتفاوض، إقليميا ودوليا على "جلد" لبنان.
العمالة وجهة نظر، وفيها حلال وحرام، بحسب "المجتهد".
بدأ الحزب بلورة المثالثة بترهيب بيروت والجبل في يومه "المجيد"، فحاصر السنة ودفع بزعامتهم إلى المنفى، وطوق الدروز بـ "القمصان السود"، وسجنهم بين خياري، الالتحاق حينا، والحياد أحيانا.
يعرف الحزب أنه لا يواجه القوى الأخرى، طائفيا وحزبيا، فحسب، بل يواجه إرثا تاريخيا صلب الجذور اسمه الميثاق الوطني، وسلاحه الميليشيوي، ومعه لافتة "المقاومة"، لا يكفيان لاسقاطه. وهو يستقوي على الداخل بفائض قوة جناها، معنويا، من حرب تموز 2006، وعمليا، من حربه الراهنة على الشعب السوري، فيما تمنحه المفاوضات الدولية الإيرانية- النووية، الوقت لينال بالترهيب "سلما"(فرط نصاب مجلس النواب وغيره)، ما لا يمكنه أن يناله بسلاحه، مهما تعاظمت قدراته القتالية، وهو إخضاع الآخرين لقبول اختلال موازين ميثاقية تأسست مع ولادة لبنان الكبير.
لذا، وبتواطؤ من حليفه عون، بعدما "ورّم" شأنه، أمسك الحزب بـ"رقبة" الطائفة المارونية من رأس هرم بنية الدولة اللبنانية برئاسة الجمهورية، ليدخل لبنان، في 25 أيار، على مشهد من مهزلتين: الأولى تلبس عون شخصية المرشح التوافقي، من دون أن يترشح، حالِما بتظاهرات "شعبية"، كما شهد "قصر الشعب" نهاية الثمانينات، ينظمها، لدعمه، الحزب المتسلط، والثانية إلباس الحؤول دون النصاب، لبوس الديموقراطية. كأنما عون يتلذذ بمازوشية سياسية نادرة، يخضع فيها وزن طائفته للاختزال على وقع تصفيق حليفه للمثالثة، لا لزعامته المدعاة.
قد يكون في التحليل مبالغة، لكون الرئيس بري حرص في جلسة الحوار الأخيرة على نفي نية الثنائي الشيعي تعديل اتفاق الطائف. لكن هذا النفي أشبه بقول لا إله من دون إلا الله. إذ هل يعقل ألا يملك هدفا استراتيجيا من منّن اللبنانيين بأن سلاحه لم يستول على السلطة، خلافا لما فعلته مقاومات العالم في دولها، (زعم انطلى على العوام).
قد يكون الجواب في ادعاء مستشار خامنئي العسكري أن حدود ايران تقف في جنوب لبنان، في مواجهة اسرائيل، وبدل أن نسمع ردا وانتفاضة من "حزب الله" في لبنان، سمع اللبنانيون "ترجمة" من السيد نعيم قاسم، نائب الأمين العام، حين وصف حزبه بأنه سيف ايران، تأكيدا لقول الأمين العام نفسه أنه وربعه ينفذان توجيهات الولي الفقيه من دون مراجعة قانون أو منطق.
بين شغور الرئاسة، وجرجرة انتخاب الرئيس، يرشح الحزب ايران للتفاوض، إقليميا ودوليا على "جلد" لبنان.
العمالة وجهة نظر، وفيها حلال وحرام، بحسب "المجتهد".
rached.fayed@annahar.com.lb
"مشايخ الموحّدين الدروز في لبنان – مرايا" بعدسة وليد رشيد
جـورج الـبسـتـانـي
16 أيار 2014
دير القمر – بدعوةٍ من السفارة الفرنسيّة في لبنان والمعهد الفرنسي في دير القمر، يستضيف هذا الأخير معرض صور فوتوغرافيّة للمصوّر وليد رشيد يكشف من خلاله، في سابقةٍ جريئة، وجوهًا محافظة من جماعةٍ لبنانيّة لطالما عُرفَت بباطنيّةٍ وانطوائيّةٍ كانتا ربّما مفتاح صمودها وثباتها في شرقٍ دائم الحركيّة والتحوّلات. هم المشايخ الموحّدون الدروز.
خلال سفره إلى أكثر من 20 بلدًا حول العالم، لم يُسأل وليد رشيد مرّةً عن انتمائِهِ الديني إلاّ وقرأ ردّة الفعل ذاتها في وجوه سامعيه. استغرابٌ وجهلٌ تامّ لوجود طائفةٍ توحيديّة تتميّز بخصوصيّةٍ ثقافيّة وببُعدٍ فلسفيٍّ وترابطٍ مجتمعيٍّ استثنائي. يذكر الفنّان جيّدًا، عندما كان في رحلة تصويرٍ لعمّال مناجم الكبريت في الأرخبيل الإندونيسي، دخولهُ شبكة الإنترنت للبحث عن صورٍ تدلّ على الموحّدين الدروز. لم يجد سوى عددٍ من الصور توحي جميعُها بأنّ المشايخ الدروز هم حصرًا رجالُ دين، غالبًا ما يُصوّرون، خلسةً، في "الأجر"(أي المآتم).
متنبّهًا إلى نقصٍ كبير على هذا الصعيد، لاحت له فكرة إظهار الصورة الأشمل والأوسع للمشايخ. بعد تأجيلٍ متكرّر بحكم انشغالاته، أقدم مؤخّرًا على هذه الخطوة.
شوفيُّ الانتماء والإقامة، لم يتنبّه وليد رشيد بدايةً إلى تمايز المشايخ الدروز، أكان لجهة الشكل، أم لجهة أسلوب الحياة، كونه إبنَ هذه البيئة ويعيش ضمنها، على ما أشار في حديثه لـ NOW. ربّما كان سفرهُ إلى أقاصي الأرض ضروريًّا كي يُقارب الموضوع من منظارٍ مختلف. من هنا، أراد المصوّر الإضاءة على مجتمع المشايخ وتقريب المسافة بينهم وبين عموم الناس.
في الحقيقة، النظرة التقليديّة للمشايخ بعيدةٌ من الدقّة والواقع، فهؤلاء ليسوا جميعًا رجال دين بالمعنى الضيّق للكلمة، بل الغالبيّة منهم تمارس حياةً اجتماعيّة طبيعيّة وتعمل بعرق جبينها في مهن متعدّدة، فنرى بينهم الفنّان التشكيلي، الخطّاط، الصيدلي، المصوّر، الحلاّق، الجرّاح، أخصّائي المختبر، طبيب الأسنان، مدرّب الكيك بوكسينغ، المدرّس، القاضي... هؤلاء لم يأخذهم التديّن عن الدنيويّة، بل جلّ ما في الأمر هو أنّهم اختاروا ممارسة إيمانهم ومعتقداتهم في مختلف جوانب حياتهم، من دون تكلّفٍ أو حبٍّ للظهور.
خلال ستّة أشهر، تنقّل وليد رشيد بين مناطق لبنانيّة عديدة (حاصبيّا، راشيّا، المتن، الشوف، عاليه...) لالتقاط صور لمشايخ دروز. أثناء رحلته، كثيرًا ما لمس نوعًا من التحفّظ لدى المشايخ، ليس رفضًا للصورة إنّما رغبةً بعدم الظهور والشهرة. في هذا الإطار، كان الشيخ نظام بوخزام يرافق رشيد لتسهيل إتمام المشروع خاصّةً لناحية التواصل مع المشايخ. والشيخ بوخزام هو رئيس جمعيّة البيت اللّبناني للبيئة، وناشطٌ في العمل الإجتماعي منذ سنواتٍ عدّة.
يصف المصوّر تجربته هذه بالرائعة، تمكّن خلالها من كسر التابو والحواجز مع مجتمع المشايخ. حتّى هو تقرّب منهم وانفتح أكثر عليهم، بعدما كان يعتقد أنّ طريق الدين تتعارض مع الحياة المعاصرة. أدرك إمكانيّة الجمع بين هذه الأخيرة وبين معرفة اللّه ومعرفة الذات. أيضًا، لمس الضيافة والكرم لدى المشايخ بعدما دُعيَ إلى منازلهم.
على صعيدٍ منفصل، يلفت الفنّان إلى أنّ الصور لم تُؤخَذ بشكلٍ عفويّ ومفاجئ، بل تعمّد هو إعطاءَ المشايخ الوقت الكافي ليكونوا حاضرين ومهيّئين للصورة، خاصّةً وأنّها أوّل محاولة توثيقيّة من نوع الصورة، بعكس الكتابات العديدة المتوفّرة عن الموحّدين الدروز.
يضمّ المعرض 34 صورة بقياس cm50×33 وَجَدَ المصوّر صعوبةً في اختيارها للعرض من بين 62 صورة التقطها خلال المشروع.
يبقى أن نشير إلى مسألةٍ مهمّة تكرّر ذكرُها على لسان وليد رشيد. اختيارُ دير القمر، البلدة المسيحيّة الأكبر في الشوف، لإقامة المعرض الافتتاحي لأحدث أعماله والّتي تتناول بشكلٍ حصريّ مشايخ طائفة الموحّدين الدروز، لم يكن عشوائيًّا على الإطلاق، بل مقصود وفي طيّاتهِ رسالةٌ، لا بل قناعةٌ راسخة في عقل الشاب الثلاثيني: التعايش المسيحي الدرزي يجب أن يُترجَم على أرض الواقع، لا أن يبقى مجرّد شعارٍ وكلام فارغ.
كلامهُ هذا ليس من باب التملّق أو المجاملة، بل دعوةٌ صادقة أطلقها في مستهلّ كلمته يوم افتتاح المعرض في دير القمر، عشيّة ذكرى الحرب الأهليّة، أمام 40 شيخًا موحِّدًا وعشرات المدعوّين الّذين حضروا ليلة الافتتاح. هذه الروحيّة لم تغب بدورها عن مداخلتَيْ الشيخين نظام بوخزام وسامي أبي المُنى(الأمين العام لمدارس العرفان التوحيديّة ورئيس اللّجنة الثقافيّة في المجلس المذهبي الدرزي) من قلب عاصمة الأمراء.
بعد دير القمر، سينتقل المعرض إلى زحلة وطرابلس ومن ثمّ إلى بيروت (بدعمٍ مستمرّ من المعهد الفرنسي) على أن يزور فرنسا أوائل العام المقبل.
عن خطواته المقبلة، أشار الفنّان في حديثه لـNOW إلى عزمهِ على إصدار كتاب حول فكرة المعرض، إضافةً إلى إظهار جوانب عدّة تتعلّق بطائفة الموحّدين الدروز. كذلك، أعرب عن رغبتهِ بمقاربة واقع التعايش من زاوية التصوير الفوتوغرافي.
"مشايخ الموحّدين الدروز في لبنان، مرايا...": يستمرّ المعرض يوميًّا (ما عدا الأحد) حتّى 24 أيّار 2014 من الساعة العاشرة صباحًا حتّى الواحدة ظهرًا، ومن الثالثة بعد الظهر حتّى السادسة مساءً – للاستعلام: 510016/05
خلال سفره إلى أكثر من 20 بلدًا حول العالم، لم يُسأل وليد رشيد مرّةً عن انتمائِهِ الديني إلاّ وقرأ ردّة الفعل ذاتها في وجوه سامعيه. استغرابٌ وجهلٌ تامّ لوجود طائفةٍ توحيديّة تتميّز بخصوصيّةٍ ثقافيّة وببُعدٍ فلسفيٍّ وترابطٍ مجتمعيٍّ استثنائي. يذكر الفنّان جيّدًا، عندما كان في رحلة تصويرٍ لعمّال مناجم الكبريت في الأرخبيل الإندونيسي، دخولهُ شبكة الإنترنت للبحث عن صورٍ تدلّ على الموحّدين الدروز. لم يجد سوى عددٍ من الصور توحي جميعُها بأنّ المشايخ الدروز هم حصرًا رجالُ دين، غالبًا ما يُصوّرون، خلسةً، في "الأجر"(أي المآتم).
متنبّهًا إلى نقصٍ كبير على هذا الصعيد، لاحت له فكرة إظهار الصورة الأشمل والأوسع للمشايخ. بعد تأجيلٍ متكرّر بحكم انشغالاته، أقدم مؤخّرًا على هذه الخطوة.
شوفيُّ الانتماء والإقامة، لم يتنبّه وليد رشيد بدايةً إلى تمايز المشايخ الدروز، أكان لجهة الشكل، أم لجهة أسلوب الحياة، كونه إبنَ هذه البيئة ويعيش ضمنها، على ما أشار في حديثه لـ NOW. ربّما كان سفرهُ إلى أقاصي الأرض ضروريًّا كي يُقارب الموضوع من منظارٍ مختلف. من هنا، أراد المصوّر الإضاءة على مجتمع المشايخ وتقريب المسافة بينهم وبين عموم الناس.
في الحقيقة، النظرة التقليديّة للمشايخ بعيدةٌ من الدقّة والواقع، فهؤلاء ليسوا جميعًا رجال دين بالمعنى الضيّق للكلمة، بل الغالبيّة منهم تمارس حياةً اجتماعيّة طبيعيّة وتعمل بعرق جبينها في مهن متعدّدة، فنرى بينهم الفنّان التشكيلي، الخطّاط، الصيدلي، المصوّر، الحلاّق، الجرّاح، أخصّائي المختبر، طبيب الأسنان، مدرّب الكيك بوكسينغ، المدرّس، القاضي... هؤلاء لم يأخذهم التديّن عن الدنيويّة، بل جلّ ما في الأمر هو أنّهم اختاروا ممارسة إيمانهم ومعتقداتهم في مختلف جوانب حياتهم، من دون تكلّفٍ أو حبٍّ للظهور.
خلال ستّة أشهر، تنقّل وليد رشيد بين مناطق لبنانيّة عديدة (حاصبيّا، راشيّا، المتن، الشوف، عاليه...) لالتقاط صور لمشايخ دروز. أثناء رحلته، كثيرًا ما لمس نوعًا من التحفّظ لدى المشايخ، ليس رفضًا للصورة إنّما رغبةً بعدم الظهور والشهرة. في هذا الإطار، كان الشيخ نظام بوخزام يرافق رشيد لتسهيل إتمام المشروع خاصّةً لناحية التواصل مع المشايخ. والشيخ بوخزام هو رئيس جمعيّة البيت اللّبناني للبيئة، وناشطٌ في العمل الإجتماعي منذ سنواتٍ عدّة.
يصف المصوّر تجربته هذه بالرائعة، تمكّن خلالها من كسر التابو والحواجز مع مجتمع المشايخ. حتّى هو تقرّب منهم وانفتح أكثر عليهم، بعدما كان يعتقد أنّ طريق الدين تتعارض مع الحياة المعاصرة. أدرك إمكانيّة الجمع بين هذه الأخيرة وبين معرفة اللّه ومعرفة الذات. أيضًا، لمس الضيافة والكرم لدى المشايخ بعدما دُعيَ إلى منازلهم.
على صعيدٍ منفصل، يلفت الفنّان إلى أنّ الصور لم تُؤخَذ بشكلٍ عفويّ ومفاجئ، بل تعمّد هو إعطاءَ المشايخ الوقت الكافي ليكونوا حاضرين ومهيّئين للصورة، خاصّةً وأنّها أوّل محاولة توثيقيّة من نوع الصورة، بعكس الكتابات العديدة المتوفّرة عن الموحّدين الدروز.
يضمّ المعرض 34 صورة بقياس cm50×33 وَجَدَ المصوّر صعوبةً في اختيارها للعرض من بين 62 صورة التقطها خلال المشروع.
يبقى أن نشير إلى مسألةٍ مهمّة تكرّر ذكرُها على لسان وليد رشيد. اختيارُ دير القمر، البلدة المسيحيّة الأكبر في الشوف، لإقامة المعرض الافتتاحي لأحدث أعماله والّتي تتناول بشكلٍ حصريّ مشايخ طائفة الموحّدين الدروز، لم يكن عشوائيًّا على الإطلاق، بل مقصود وفي طيّاتهِ رسالةٌ، لا بل قناعةٌ راسخة في عقل الشاب الثلاثيني: التعايش المسيحي الدرزي يجب أن يُترجَم على أرض الواقع، لا أن يبقى مجرّد شعارٍ وكلام فارغ.
كلامهُ هذا ليس من باب التملّق أو المجاملة، بل دعوةٌ صادقة أطلقها في مستهلّ كلمته يوم افتتاح المعرض في دير القمر، عشيّة ذكرى الحرب الأهليّة، أمام 40 شيخًا موحِّدًا وعشرات المدعوّين الّذين حضروا ليلة الافتتاح. هذه الروحيّة لم تغب بدورها عن مداخلتَيْ الشيخين نظام بوخزام وسامي أبي المُنى(الأمين العام لمدارس العرفان التوحيديّة ورئيس اللّجنة الثقافيّة في المجلس المذهبي الدرزي) من قلب عاصمة الأمراء.
بعد دير القمر، سينتقل المعرض إلى زحلة وطرابلس ومن ثمّ إلى بيروت (بدعمٍ مستمرّ من المعهد الفرنسي) على أن يزور فرنسا أوائل العام المقبل.
عن خطواته المقبلة، أشار الفنّان في حديثه لـNOW إلى عزمهِ على إصدار كتاب حول فكرة المعرض، إضافةً إلى إظهار جوانب عدّة تتعلّق بطائفة الموحّدين الدروز. كذلك، أعرب عن رغبتهِ بمقاربة واقع التعايش من زاوية التصوير الفوتوغرافي.
"مشايخ الموحّدين الدروز في لبنان، مرايا...": يستمرّ المعرض يوميًّا (ما عدا الأحد) حتّى 24 أيّار 2014 من الساعة العاشرة صباحًا حتّى الواحدة ظهرًا، ومن الثالثة بعد الظهر حتّى السادسة مساءً – للاستعلام: 510016/05
الشويفات في ذكرى 11 أيار: دافعنا عن أرضنا
كارين بولس
12 أيار 2014
يوم الأحد 11 أيار 2008، شهدت مدينة الشويفات المحاذية للضاحية الجنوبية لبيروت - منطقة نفوذ حزب الله - هجوماً مسلّحاً اعتبر الأعنف في حينه وصده أبناء الشويفات الموالون للحزب التقدمي الإشتراكي بقوة، بعد قرار المعارضة آنذاك بقيادة حزب الله الردّ عسكرياً في 7 أيار ذاك العام، على صدور قرارين من مجلس الوزراء اللبناني بمصادرة شبكة الاتصالات التابعة لسلاح الإشارة الخاص بحزب الله وإقالة قائد جهاز أمن مطار رفيق الحريري الدولي العميد وفيق شقير.
اليوم وبعد مرور ستة أعوام أحيت الشويفات ذكرى شهدائها الـ6 الذين سقطوا في معارك 11 أيار 2008. ونظّم "التقدمي" للغاية، أمس الأحد، مسيرة من أمام السرايا يتقدمها مشايخ من طائفة الموحدين الدروز، أهالي الشهداء، شباب من منظمة الشباب التقدمي والكشاف التقدمي، بالاضافة إلى فاعليات البلدة والأهالي، وحملة الأعلام وأكاليل الزهر، إلى النصب التذكاري للشهداء أمام البلدية، حيث وضعت الأكاليل، وتليت الفاتحة عن أرواح الشهداء وأضيئت الشموع.
المسؤول الحالي للحزب الاشتراكي في الشويفات جلال الجردي، أكَّد في حديثٍ إلى موقع NOW، أنَّ "ما يحصل اليوم هو نوع من الوفاء لشهدائنا، فنحن نعلّم أولادنا الوفاء للشهداء".
وأضاف: "نحن تجاوزنا الحرب الأهلية وتجاوزنا 11 أيار وقمنا بالمصالحة، ومصرون عليها، إنما أن نتذكر شهداءنا، هذا لا يتعارض مع المصالحات"، وأشار إلى أنَّه "في 11 أيار 2008 ارتكب خطأ بحقنا، لم نكن نحن من بدأ. نحن كنا نلبس درعاً واقياً وكل ما قمنا به الدفاع عن أهلنا وأرضنا. في 11 أيار لم ندخل إلى أي مكان بل دخلوا إلينا، ولو كانوا يحملون بيدهم وردة لكنا استقبلناهم بوردة، لكن للأسف لم يكونوا كذلك".
أما عن العلاقة مع حزب الله اليوم، قال الجردي: "نتفق على أمور في السياسة ونختلف على أخرى. لكن رغم كل الخلافات مبدأنا الحوار ويبقى هو الأساس، وفي الخطاب السياسي نحن وسطيون ونشجع على الحوار. نحن اليوم نذكر ونتذكر ما حصل لنستفيد منه في المستقبل".
رأي الجردي في حزب الله لم يكن هو نفسه رأي أحد المقاتلين الذين شاركوا في المعارك، وفي حديثٍ إلى موقع NOW أكَّد المقاتل الذي رفض الكشف عن اسمه، أن "11 أيار 2008 كان نهاراً أسود، وكان درساً للمعتدين، وكل من يريد أن يتعدى علينا رأى ما مصيره".
وأضاف: "دافعنا عن أرضنا ضد المعتدي. وننصحه بأن لا يعيدها. وفي حال كررها سيرى ردة الفعل نفسها، فنحن نتناسى كي لا تقع حرب ومعارك في البلد؛ لكن لا ننسى ولن نسامح، سندافع عن أرضنا حتى آخر نقطة دم".
من جانبه اعتبر أحد محازبي الاشتراكي الذين لم يُشاركوا في المعارك بداعي ارتباطه بعمله يومها، وفق ما قال في حديثٍ إلى موقع NOW، أنَّ "11 أيار 2014 هو لنتذكر شهداءنا الذين سقطوا أمام منازلهم وهم يُدافعون عن أرضنا وعرضنا، على أمل أن لا تعاد تلك الأحداث".
وتوجه بالسؤال إلى من "هاجم مدينة الشويفات": "هل هذا جزاء المعروف الذي قام به معكم (المسؤول العسكري الأسبق في التقدمي الاشتراكي) هيثم الجردي بأن أول قذيفة سقطت كانت على منزل هيثم الجردي؟ أهذا جزاء المعروف الذي قام به معهم؟".
وعلى هامش المسيرة كانت كلمة للمشايخ ألقاها الشيخ هادي الخشن، الذي أكَّد أنّه "بعد 6 سنوات لم ننس هذه المحطة ولم يغب عن بالنا يوماً هذا الشهيد أو ذاك البطل وكلهم في القلب والعين".
وأضاف: "لقد كان خطأ جسيماً اعتبار العبور بالشويفات عادياً والتطاول على تاريخها وعنفوانها وأهلها المعروفيين الموحدين"، مُتابعاً: "لقد كانت هفوة غير مبررة عندما استعرض البعض قوته على تخوم البيوت ومداخل البلدة، ولكن الشويفات قالت بصوت واحدٍ موحد لن نرضخ ولن نركع. وقفتنا اليوم وفاء لدماء رفاقنا الذين سبقونا الى ساحة الواجب والكرامة".
كلام سليم 100% على امل عدم تكرار الهبل اللاوي.
خالد
لعنة الرئاسة وغضب الكرسي
الـيـاس الزغـبـي
17 أيار 2014
في أواخر الثمانينات، وقبل وفاته بأسابيع، جالستُ الكاتب - المؤرّخ جورج مصروعة إلى بعض ذكرياته، وكان بينها واقعة، أستعيدها الآن، نظراً إلى راهنيّتها ودلالتها الشديدة التعبير.
روى أنّه، في شبابه، تسنّى له سنة 1943، حضور مجلس ضيّق من مجالس الراحل الكبير رياض الصلح، على أثر تكريس الرئاسة الأُولى للموارنة ومجيء الرئيس بشارة الخوري. ردّ الصلح آنذاك على تساؤل أحد الحاضرين عن سبب التسليم برئاسة الجمهوريّة لماروني، بقول مازح: هذه الكرسي "ستُفندلهم"! بما معناه أنّها ستفرّقهم وتُضعفهم.
بالتأكيد، لم يكن صاحب تلك القامة الوطنيّة والعربيّة الاستثنائيّة يرغب أو يريد أن تكون كرسي الرئاسة سبباً لـ"فندلة" المسيحيّين، وهو من هو في أساس الميثاق الوطني والحريص على الحضور الفاعل للمسيحيّين في لبنان والعالم العربي. لكنّه ألمح إلى نوع من الاستشراف الذي صحّ بنسبة كبيرة فيما بعد.
لكنّ هذه المقولة لم تصحّ تماماً إلاّ منذ ربع قرن، وتحديداً بعد 1988.
ما بين 1943و1989، كانت الرئاسة الأُولى تستحقّ الصراع و"الفندلة"، بسبب محوريّة تأثيرها واتساع صلاحيّتها. ومع ذلك، لم يخرج الصراع عليها بين قادة الموارنة الكبار عن حدّه الديمقراطي، لا بين أميل إدّه وبشارة الخوري، ولا بين كميل شمعون وفؤاد شهاب، وبيار الجميّل وريمون إدّه، مروراً بشارل حلو وسليمان فرنجيّه والياس سركيس، وصولاً إلى بشير وأمين الجميّل ورينه معوّض.
حتّى في "الثورتين" البيضاء والحمراء بين 1952 و1958، ظلّ الصراع على الرئاسة رفيع المستوى نبيلاً، وقدّم بعدهما فؤاد شهاب تعفّفاً نموذجيّاً سنة 1964، ثمّ أثبت الياس سركيس ترفّعاً مماثلاً سنة 1982.
واقعيّاً، بدأ الانحدار الماروني في مستوى الرئاسة والرئيس، مع خلوّ السُدّة في أيلول 1988. حربان دمويّتان كانتا كافيتَيْن لذهاب الموارنة مهيضيّ الجناح إلى الطائف، وتفريغ الصورة والموقع من مستوى الرئيس وصلاحيّات الرئاسة.
ومع الانقضاء السريع لبارقة الضوء التي جسّدها انتخاب معوّض، دخلت رئاسة الجمهوريّة في دوّامة عتمتها على مدى عهد الاحتلال السوري المباشر، وبلغت أحلك ظُلمتها في السنوات التسع لأميل لحّود.
وتسنّت للرئاسة بارقة جديدة مع الرئيس ميشال سليمان الذي استعاد الكثير من زمن الكبار، ومع المرشّح سمير جعجع الذي أعاد إليها ألق المستوى وقوّة الجذب وواقعيّة البرنامج والمشروع.
لكنّ من دمّر المستوى والموقع يستمرّ الآن، وبعد ربع قرن، في تنفيذ دوره التهشيمي، حتّى الرمق الأخير. فكما فرّغ الكرسي سنة 1988 ودفعها إلى قارعة البازار، يشلّعها اليوم ويسلّعها تحت شعار: أنا أو لا رئاسة.
ليس هناك عار أكبر من العار الذي يلحق بنائب يرفض القيام بواجبه الأوّل في انتخاب رئيس الجمهوريّة، ويكون العار مضاعفاً على النائب المسيحي، والماروني تحديداً، الذي يتسبّب عن قصد، وعن هوس بمرشّحه الأوحد، في جعل الرئاسة الأولى نهباً للتسيّب والفراغ.
فأيّ مسيحيّين يمثّل ذاك الذي لا ينتخب باسمهم رئيساً، وأيّ وكالة شعبيّة يحترمها، وأيّ وجدان وطني يحمله، وأيّ مستقبل يعد به أجيال المسيحيّين؟
ومن يحقّ له، غير بكركي، التي تجسّد هذا الوجدان، أن ترفع الصوت وتندّد علناً بهؤلاء، وتحمل السوط لطرد المرابين والعشّارين وباعة الحمام من هيكل الرئاسة المارونيّة؟
كانت الرئاسة موضع افتخار، في زمن الكبار، وآخرهم سليمان، فكيف تُترك لألاعيب الصغار؟
وفي السعي إليها ما زال هناك أُصلاء نبلاء، ينكّد مسعاهم بُدلاء عملاء.
هذه الكرسي لا تكون إلاّ لأصيل، وليس لبديل أو عميل. ولا يستحقّها إلاّ من يُضيف إليها وهجاً، لا من يسرق من وهجها ويهدر كرامتها.
رياض الصلح، أيّها الكبير من بلادي، نبوءتكَ تأخّرت كي تظهر، لكنّها ظهرت على أيدي مشعوذين أتقنوا جريمة "فندلة" الموارنة، ودقّ أسافين الحقد في عائلاتهم ومنتدياتهم وأحزابهم ومؤسّساتهم.
هي جريمة تسقط بسقوط صاحبها. وهو يعدّ ضرباته الأخيرة في الماء ... والدماء!
أمّا لعنة الرئاسة وغضب الكرسي فسيلاحقان قايين المسيحيّين... إلى القبر.
ونحن نقرأ. نشعر ان حداداً يضرب مطرقته على الحديد بعزم كي يقلع الصدأ عنه.
خالد
أرسلان رحب بمصالحة بريح
من وقت اللي شفت هالبوستر على طريق عام, ما قدرت افهم المقصود, امير العطاء, او ماذا يعطي,
بيروت - رحّب رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان بمصالحة بريح واعتبرها خطوّة على طريق إقفال هذا الملف.
وقال أرسلان خلال استقباله وفوداً شعبيّة: "اليوم بريح ونأمل أن تكون غداً كفرمتى خاتمة ملف المصالحات، وأن يعود المسيحيون مع إخوانهم بني معروف إلى بناء عقد اجتماعي جديد يطوي ذاكرة الحرب الأهليّة ويصلح نموذجاً لبناء العقد الوطني الإجتماعي الشامل، الذي دعى إليه مراراً وتكراراً غبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وندعو إليه معه لقناعة منا بأنّ لبنان وطن الجميع على اختلاف طوائفه ومذاهبه".
وقال أرسلان خلال استقباله وفوداً شعبيّة: "اليوم بريح ونأمل أن تكون غداً كفرمتى خاتمة ملف المصالحات، وأن يعود المسيحيون مع إخوانهم بني معروف إلى بناء عقد اجتماعي جديد يطوي ذاكرة الحرب الأهليّة ويصلح نموذجاً لبناء العقد الوطني الإجتماعي الشامل، الذي دعى إليه مراراً وتكراراً غبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وندعو إليه معه لقناعة منا بأنّ لبنان وطن الجميع على اختلاف طوائفه ومذاهبه".
المصدر: "النهار"
17 أيار 2014 الساعة 12:19
فجر رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط موجة ضحك عارمة خلال إلقاء كلمته في احتفال بريح عندما زل لسانه في مطلع الكلمة مخاطباً الرئيس ميشال سليمان قائلا " فخامة رئيس البلاد ميشال عون ... " . وعلى وقع الضحك العارم والتصفيق سارع النائب جنبلاط الى إطلاق قفشته اللاذعة التالية مصححا زلة لسانه قائلا " على قد ما عمنبصره ( عون ) بنومنا .. مش تايجي ( رئيساً ) " الامر الذي استتبع موجة ضحك ثانية وتصفيقا أشد !!!
هي تزريكه لعون مقصوده. لانه لم يكن له دور بالمصالحه.
هي تزريكه لعون مقصوده. لانه لم يكن له دور بالمصالحه.
هذا هو شرط عون لتأمين نصاب جلسة الانتخاب الرئاسية الخامسة
اكدت مصادر بارزة في "تكتل التغيير" النيابي لـ"الحياة" ان القرار النهائي للتكتل بحضور الجلسة النيابية المقبلة لا يعني بالضرورة أنه سيحمل مفاجأة لجهة ترشح رئيسه العماد ميشال عون، وإنما ستبقى المعركة محصورة في حال تأمين النصاب لانعقادها بأكثرية ثلثي أعضاء البرلمان، بين جعجع ومرشح "اللقاء الديمقراطي" النائب حلو.
لكن المصادر نفسها رأت ان موافقة "تكتل التغيير" على تأمين النصاب ستكون مقرونة بضمانات غير مباشرة من رئيس "اللقاء الديمقراطي" وليد جنبلاط، بعدم سحب مرشحه لمصلحة اتفاق من تحت الطاولة مع قوى "14 آذار" على مرشح آخر يمكن انتخابه بأكثرية 65 صوتاً أي نصف عدد أعضاء البرلمان زائد واحداً.
واعتبرت ان "حزب الله| هو الأقدر على توفير مثل هذه الضمانة بسبب تواصله مع جنبلاط بحيث يكون الحضور مدروساً لمنع انتخاب الرئيس الجديد على أن يقترع نواب "تكتل التغيير" بأوراق بيضاء.
وعن رد فعل |تكتل التغيير" إذا انقضت مهلة انتخاب الرئيس من دون انتخاب رئيس جديد، قالت ان «هناك خطة يجري الإعداد لها لن تقودنا الى الاستقالة من الحكومة، انما لمنعها من اتخاذ أي قرار لأننا لن نصوت عليه ولن يحظى بإجماع أعضاء الحكومة التي تتولى مجتمعة الصلاحيات المنوطة برئيس الجمهورية، ولفتت الى القدرة على تعطيل الحكومة وتحويلها فعلاً الى حكومة تتولى تصريف الأعمال على نطاق ضيق. MTV
لكن المصادر نفسها رأت ان موافقة "تكتل التغيير" على تأمين النصاب ستكون مقرونة بضمانات غير مباشرة من رئيس "اللقاء الديمقراطي" وليد جنبلاط، بعدم سحب مرشحه لمصلحة اتفاق من تحت الطاولة مع قوى "14 آذار" على مرشح آخر يمكن انتخابه بأكثرية 65 صوتاً أي نصف عدد أعضاء البرلمان زائد واحداً.
واعتبرت ان "حزب الله| هو الأقدر على توفير مثل هذه الضمانة بسبب تواصله مع جنبلاط بحيث يكون الحضور مدروساً لمنع انتخاب الرئيس الجديد على أن يقترع نواب "تكتل التغيير" بأوراق بيضاء.
وعن رد فعل |تكتل التغيير" إذا انقضت مهلة انتخاب الرئيس من دون انتخاب رئيس جديد، قالت ان «هناك خطة يجري الإعداد لها لن تقودنا الى الاستقالة من الحكومة، انما لمنعها من اتخاذ أي قرار لأننا لن نصوت عليه ولن يحظى بإجماع أعضاء الحكومة التي تتولى مجتمعة الصلاحيات المنوطة برئيس الجمهورية، ولفتت الى القدرة على تعطيل الحكومة وتحويلها فعلاً الى حكومة تتولى تصريف الأعمال على نطاق ضيق. MTV
جنبلاط سيعتزل الحياة النيابية: هذه آخر إنتخابات لي وسأتحول إلى مراقب
لن يفاجئ رئيس «اللقاء الديمقراطي» و«الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني»، النائب وليد جنبلاط، جمهوره بإعلانه اعتزال الحياة النيابية، والانتقال إلى حالة «المراقب السياسي». فالرجل الذي يحمل على عاتقه هموم تجربة غنية عمرها 37 سنة، يجاهر منذ فترة – ليست بالقليلة – بأنه يريد لابنه تيمور أن يخوض غمار العمل السياسي، فاصلا بينه وبين رئاسة الحزب التي تنتهي ولايته فيها بعد سنتين.
تثقل هموم الحرب وارتباكاتها، وليد جنبلاط. هو يريد لهذا التاريخ أن يكتبه غيره بكل ما فيه من إنجازات وإخفاقات ومآس. يعترف بأنه كان، كمعظم السياسيين الحاليين، «شريكا في الحرب»، رافضا ادعاءات البعض منهم بأنهم «ملائكة».
ويتقبل جنبلاط فكرة «الشغور» في منصب رئيس الجمهورية مع اقتراب انتهاء ولاية الرئيس الحالي ميشال سليمان، عادا، في حواره مع «الشرق الأوسط»، «ملامح التسوية لم تنضج بعد»، ولهذا لا يتوقع أن ينجح النواب في انتخاب رئيس غدا، مرجحا تكرار السيناريو السابق من فقدان النصاب، معلنا أنه «لا يستطيع أن يرى كيف يتنازل العماد ميشال عون عن طموحه للوصل إلى الرئاسة رغم أنه لم يترشح!».
وأوضح أنه يستطيع أن يؤمن الأكثرية لأحد الطرفين من 8 و14 آذار، لكنه لا يستطيع تأمين النصاب، مكررا عدم رغبته في الانحياز إلى أي منهما، متمسكا بترشيح النائب هنري حلو الذي يرى فيه مواصفات الرئيس المطلوب للمرحلة.
وفي الملف السوري، يتكلم جنبلاط بحماسة بالغة. حمص التي نادى منذ اليوم الأول لاندلاع الأزمة بضرورة مساعدة ثوارها ومدهم بالسلاح النوعي، سقطت وسقط معها – برأي جنبلاط – آخر فرص الحل السلمي. فحمص استراتيجية جدا للنظام و«هي نقطة الوصل بين إيران وساحل البحر المتوسط»، عادا «النظام بسقوطها استكمل تطويق لبنان وسيقوى نفوذه والنفوذ الإيراني فيه». والى نص الحوار:
* ماذا بعد سقوط حمص؟
- سقطت بسقوطها آخر فرص الحل السياسي، سقط مؤتمر جنيف، ولهذا أفهم استقالة الأخضر الإبراهيمي الذي أوجه له التحية لجهوده الجبارة. انطلقت الثورة السلمية من درعا وانتشرت، لكن الحراك المسلح ربما تركز في حمص، التي لها أهمية جغرافية استراتيجية بالنسبة للثورة والنظام، وهي نقطة الوصل بين إيران والعراق والساحل السوري وجبال الهرمل في لبنان، يعني الامتداد الطبيعي للإمبراطورية الإسلامية الإيرانية إلى البحر الأبيض المتوسط. وحمص هي خط الوصل بين الساحل والشام ومن دمشق إلى حدود الأردن عبر جبل الدروز، الذي نسميه نحن جبل العرب. حتى هذه اللحظة، هناك حراك ثوري مسلح في درعا، لكن بعد سقوط حمص قد يكون دور المعركة في المرحلة المقبلة تطويع والقضاء على الحراك المسلح في درعا. حمص هي أكبر محافظة في سوريا، ومن خلالها برا تصل إلى منطقة القدم إلى جانب الحدود الأردنية – العراقية وهناك منطقة البوكمال على الحدود السورية – العراقية. أي إن خط الإمداد الإيراني – العراقي (رئيس الوزراء العراقي نوري) المالكي مفتوح على حمص ومنها على النظام السوري. إلى جانب حمص، استطاع النظام في القصير ويبرود وغيرها من المناطق أن يخليها ويدمر، لكن حمص كان دماره لها شاملا لمدة سنتين ونصف السنة. واليوم، الذين عادوا إلى حمص هم بقايا الأهالي أو أقلية الأهالي. ونذكر أن سجل الملكية في حمص دمر وحرق. ومعلوماتي أو بعض الأخبار تقول إنه سيعاد إعمار حمص عن طريق النظام بتوطين مجموعات ليست لها علاقة بأهل حمص، لأن أغلبية أهل حمص هجّروا، والعائلة المالكة (عائلة الرئيس السوري بشار الأسد) تبتاع أراضي في حمص من أجل إعادة تنظيم حمص سكنيا بطريقة تساعد النظام، كما حصل سابقا في دمشق حيث منطقة المزة مثلا، أصبحت من لون واحد. حمص كانت بعض أحيائها متنوعة نتيجة نزوح أهل الجبل، أي العلويين، والوجود المسيحي. لكن، كانت هناك غالبية سنية، أما اليوم فالغالبية السنية انتهت، وما تبقى من المسيحيين في الحي القديم لا يعتد بهم.
* هل سقوط حمص يعد نقطة مفصلية في المعركة بين النظام والمعارضة. هل هي بداية انتصار النظام عسكريا؟
- النظام لم ينهزم عسكريا، لأن كل من ادعى أنه من أصدقاء سوريا من الدول المحيطة، أي تركيا والأردن بالتحديد، يدور في فلك الولايات المتحدة التي لم تسمح منذ اللحظة الأولى بتمرير سلاح نوعي مضاد للطائرات. فطائرات الميغ التي سقطت منها اثنتان أو ثلاث طائرات، وطائرات الهليكوبتر التي أسقطت في حلب أو دير الزور، كانت بالصدفة وبشجاعة الثوار، لكن لم يسمح بمرور بسلاح نوعي مضاد للطائرات بحجة ألا يقع هذا السلاح في أيد غير مضمونة. لكن الخبث الأميركي والغربي سمح وتغاضى عن مرور آلاف من ما يسمون الجهاديين من كل حدب وصوب؛ من عرب، وبريطانيين، وألمان وغيرهم. هؤلاء يسهل لهم الوصول إلى سوريا للتخلص منهم. هذا هو الخبث الأميركي الغربي. لكن، لم يسمحوا عندما كان الجيش السوري الحر موحدا إلى حد ما، وكانت هناك قيادة مركزية، لم يسمحوا بمرور هذا السلاح النوعي. وأنا أذكر عندما ساعدت، متواضعا بطريقتي، الثورة السورية، طالبت بسلاح نوعي في عام 2012 من تركيا وفرنسا وبريطانيا. وأذكر أن أحد وزراء دولة كبرى، عندما ركزت على أهمية حمص اضطر: إما عن جهل – لأنني لا أعتقد أنه يجهل أين حمص – وإما عن خبث، إلى الطلب من مساعده إحضار الأطلس للاطلاع على جغرافية سوريا. وهذا أمر مضحك لأننا ننظر أين حمص، وهي في غاية الأهمية الاستراتيجية. حمص تقطع سوريا إلى قسمين.
* لماذا هذا «التخاذل» الغربي؟
- عدم تزويد المعارضة بالسلاح النوعي وخاصة المضاد للطائرات، والوعود الكاذبة من قبل الإدارة الأميركية بإسقاط النظام أو دعم المعارضة، يعودان إلى شخصية الرئيس الأميركي غير المكترثة بشؤون الشرق الأوسط أو الشخصية المنكفئة، أراد في سوريا حرب استنزاف لإيران وروسيا لكنه فشل، ونرى هذا الأمر في فلسطين، حيث حاول خجولا أن يمارس دور الوسيط، ولا يمكن أن يكون هناك وسيط بين محتل إسرائيلي والمحتلة أرضه، لذلك نرى شخصية أوباما فيها ازدواجية المعايير والحسابات الباردة الخبيثة التي ترجمت على حساب ملايين من الشعب السوري وطموحات الشعب الفلسطيني.
تحية إلى مجاهدي حمص.. تحية إلى شاعر حمص عبد الباسط الساروط، وتحية إلى كل شهداء الثورة السورية ومن أوائلهم إبراهيم القاووش، لكن الحسرة على التآمر الدولي على الشعب السوري.
* هل تتوقع نتائج من المحادثات الدولية، والحراك الأميركي – الإيراني، والحراك السعودي – الإيراني الذي بدأ يظهر؟
- الحراك الأميركي – الإيراني ما زال في مرحلة النووي، دول كبرى ويجب على العرب أن يجاروا هذا الحراك. ودعوة الأمير سعود الفيصل (وزير الخارجية السعودي) للوزير الإيراني محمد جواد ظريف دعوة إيجابية. لا مهرب من العلاقات الطبيعية مع إيران، التي تحفظ مصالح دول الخليج وهي مهمة جدا وتحدد أين مصالح إيران، الخليج مهم جدا من أجل الاستقرار وعدم الدخول في سجالات قد تأخذ طابعا مذهبيا.
* هل هناك إمكانية لدى النظام السوري لحسم عسكري في ظل موازين القوى؟
- سيركز النظام على منطقة حوران ومحيطها والقنيطرة، وسيدمر بقية مناطق سوريا مع حلفائه في «داعش»، لأن كبار رموزها كانوا في السجون وأفرج عنهم عام 2011، فهو يريد الاحتفاظ بالساحل وبالحدود مع إسرائيل آمنة أي الجولان والباقي. أما الداخل وحلب، فربما يخسرهما على المدى الطويل، لأن الحرب ما زالت في بدايتها، ولكنه سيجعلها أرضا محروقة مع المجموعات المسلحة التي تقاتل معه أو تتقاتل، حيث سقط أكثر من 6000 قتيل بين «داعش» و«النصرة». وصولا إلى أنه استطاع أن يحدث نوعا من التطهير المذهبي والعرقي، ويجب ألا ننسى أن هناك دويلة تقوم شيئا فشيئا، وهي دويلة أكراد سوريا في الحسكة، وهذا ما يقلق الأتراك، لذلك فإن جدول أعمال الأتراك يختلف عن جدول أعمال بقية حلفاء سوريا، لأن جدول أعمال الأتراك هو الهم الكردي الملاصق لأكراد الداخل التركي.
* إذن، هل مشروع التقسيم في سوريا وارد؟
- لم يتوقف ولن يتوقف، لكن التفتيت الفعلي أو الجغرافيا الفعلية سوف تظهر بعد عدة سنوات من حرب الاستنزاف، لأن الحدود بين العراق وسوريا زالت، والمعركة اليوم في العراق هي بين النظام العراقي والمجموعات المسلحة في الفلوجة والأنبار، لكن الأنبار متواصلة مع العمق السوري، والعمق العراقي أو السني أصبحت حدوده بعيدة عن حمص.
* لكن، ما زال النظام متماسكا تحت نظرية دعم الأقليات، فهو حامي الأقليات ومن ضمنها الدروز! – صحيح، وأنا ذكرت هذا الأمر عندما تحدثنا عن خطة وصل الساحل بحمص التي دمرت وسيعاد استيطانها من قبل مجموعة بشرية من سوريا ومن خارج سوريا، ربما سيستورد مجموعات بشرية من خارج سوريا ويوطنها في حمص. وقد قمت بتنبيه الدروز، لكن لم ألق الاستجابة الكافية، رغم وجود بعض المعارضين في الخارج، واستشهاد الكثير من أحرار الرأي في السجون والتعذيب، ولكن ذلك لم يطلق الحراك الحقيقي في جبل العرب.
* هل سقط الرهان على انشقاقات في الجيش السوري؟
- لم يكن هناك انشقاق كثيف من الجيش، كما ظننا في بداية الثورة، حيث اعتقدنا أن هناك مجموعات كبيرة من الجيش سوف تنشق، لكن الانشقاق كان متواضعا جدا. وربما شجع النظام الانشقاق للخلاص من هؤلاء. وبرز منهم ضباط كبار؛ أحدهم عبد الرزاق طلاس، وضابط آخر اسمه قاسم سعد الدين، قيل لي إنه يئس، وقد لعب دورا رئيسا في منطقة الرستن ومعرة النعمان. ولكن مع تخبط المعارضة وظنها أن النظام سيسقط بسرعة – يئسا.
* ما التداعيات الأمنية السورية على لبنان؟
- سيقوى نفوذ النظام السوري في لبنان، ومعه الإيراني، أكثر من أي مرحلة سبقت، لأن الحدود الملاصقة بين لبنان وسوريا أصبحت بيده، من قلعة الحصن بعد هزيمة الثوار هناك، إلى يبرود. طوق لبنان، فالحسابات الخاطئة كانت بالتورط من بعض الفرقاء اللبنانيين بداية، ظنا أن النظام سيسقط بسرعة، لكن استعاد النظام المبادرة، وبعد سقوط حمص أطبق الحصار على لبنان.
* لكن هناك تورط لبناني مقابل أيضا؟
- نعم، تورط لبناني مقابل مع النظام، بدأ في القصير واستمر لاحقا في يبرود وغيرها، وأيضا العراق أرسل كتائب أبو الفضل العباس وغيرها.
* حزب الله الآن يفاخر بأنه استطاع أن يوقف السيارات المفخخة من خلال مشاركته في الحرب، فهو يقدم دليلا لجمهوره على أنه كان على حق في هذه المعركة؟
- نعم، استطاع حزب الله مع النظام أن يقبض، خاصة في يبرود، على صانعي السيارات المفخخة التي كانت تأتي إلى لبنان.
* هل نتوقع انتهاء ظاهرة السيارات المفخخة في هذه الحالة؟
- ربما من جهة المجموعات التي تسمى، منها خطأ ومنها صواب، المجموعات التكفيرية، لكن ربما يستخدم النظام السوري هذا السلاح إذا اضطر.
* أين نجح حزب الله وأين فشل في تدخله في سوريا؟
- لم يفشل حزب الله. سبق أن ذكرت، بكل تواضع ومن دون تهجم مباشر، أن حزب الله جزء من منظومة عسكرية سياسية تابعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية. عندما كان البعض في لبنان يظن أنه بتوجيه خطاب إلى الحزب وطرح شعار النأي عن النفس، فالقرار ليس في لبنان بل في الجمهورية الإسلامية التي لن تتخلى عن هذا المكسب الاستراتيجي وهذا المنفذ عبر حمص إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، مرورا بالعراق، وحزب الله جزء منها.
* هل يستثمر هذا النفوذ في الانتخابات الرئاسية؟
- نعم، لأن حزب الله والجمهورية الإسلامية ناخبان رئيسان وأساسيان.
* كيف سيترجم هذا النفوذ.. إلى فراغ؟
- ليس هناك فراغ، بل شغور مركز رئاسي إلى أن تجري التسوية التي ستكون في موازين القوى الجديدة، قد تكون برئيس ينطلق حيث انتهى الرئيس سليمان بإعلان بعبدا، الذي هو مجددا مبدئي وأساسي، لكن تسليم السلاح ليس بسحر ساحر، بل يرتبط بمعادلة أكبر إذا ما جرت تسوية كبرى في المنطقة. اليوم، هناك الحديث في الملف النووي بين إيران والغرب، بعد النووي يأتي الحديث عن سوريا ولبنان في المحادثات الأميركية – الغربية – الإيرانية، نرى لاحقا السلاح جزءا منه، وهذا الأمر يستتبع ثمنا سياسيا قد يكون – ليس طائف ثانية، بل ربما تجميل الطائف الحالي. لذلك، كان شعاري وضع المعادلة الكبرى في الاعتبار. لم أتهجم كما تهجم غيري وخون سلاح حزب الله. لقد قلت إن التدخل في سوريا كان خطأ تاريخيا وأخلاقيا، لكن كان شعاري دائما إعادة تصويب بندقية المقاومة نحو مواجهة إسرائيل.
* نحن على موعد مع جولة جديدة من محاولات الانتخاب؟ ماذا تتوقع؟
- لا شيء، لا أتوقع شيئا جديدا، فقط جولة جديدة وعدم اكتمال النصاب في انتظار ملامح تسوية أو تحالفات جديدة. لكن، ليس هناك فراغ بل شغور المركز الرئاسي، وهناك حكومة تتولى صلاحيات الرئاسة.
* هل من نقاش جدي بين القيادات اللبنانية حول انتخابات رئاسية؟ من يصارع من؟
- حتى هذه اللحظة، نتوقع شغور المنصب، إلا إذا حصل شيء مفاجئ. بالشكل، هناك «التيار الوطني الحر»، لا أستطيع أن أرى كيف يتنازل العماد ميشال عون عن طموحه للوصول إلى الرئاسة رغم أنه لم يترشح! لكن معروف أنه مرشح. من الجهة الثانية، هناك سمير جعجع. شخصيا، أراهن على تسوية تأتي برئيس له مواصفات حددتها بالاعتدال، وأن يكون رئيسا حواريا وليس رئيس تحد لفريق أو لآخر، وهو الأستاذ هنري حلو. وأنا مستمر في ترشيحه كموضوع مبدئي، وترشيحه فقط إشارة إلى أننا كلنا على طريقتنا كنا شركاء في الحرب، لكن كل منا بنسب متفاوتة، فأنا لا أضع وليد جنبلاط ونبيه بري في نسبة واحدة. أنا مسؤول عن مآس في الحرب وأعترف بالصفحات السوداء فيها. أما الغير، فيتحدثون كأنهم ملائكة. هنري حلو من هؤلاء الطيبين مثل سليم الحص، ويجب تذكير الرأي العام اللبناني بأن هؤلاء يجب إعطاؤهم فرصة في المستقبل.
* يقال إن ترشيحك النائب هنري حلو تكتيكي، فأنت تحاول أن تهرب من الانتقال إلى أحد الجانبين في معركة الانتخابات الرئاسية؟
- أنا لا أهرب، مشروع لميشال عون وسمير جعجع أن يترشحا. هذا حق مشروع لهم، لكن هنري حلو له حيثية مسيحية. وأنا لا أتهرب؛ لأنني أسيبر وفق قناعتي التي ابتدأت العمل بها بشكل دؤوب بعد أحداث 7 مايو (أيار) 2008 للوصول إلى ما يسمى الموقع الوسطي، أين كنت قبل 7 أيار وأين أصبحت اليوم، والحمد لله نجحت إلى حد ما.
* هل أنت سعيد بنتائج ما بعد 7 أيار؟
- نعم. وأريد أن أنوه بالرئيس ميشال سليمان، ففي مرحلة معينة عندما جرى التغيير في التحالفات بالرئيس نجيب ميقاتي واتهمنا بالتخوين، لكن لا بأس، كان همنا مع الرئيس سليمان والرئيس ميقاتي لتجنيب البلد من محاولات إيقاعه في الفتنة.
* كانت لديك تجربة في مسألة الحكومة: عندما اتخذت موقفا فيها مع أحد الطرفين، استطعت تأليف حكومة. لماذا لا يتكرر المشهد نفسه في الانتخابات الرئاسية، فأنت لديك كتلة وسطية بإمكانها تأمين الأكثرية المطلوبة لمرشح لأحد الطرفين.
- كلا، ليس فقط الأكثرية. هناك مسألة النصاب، نصاب الثلثين، وأنا أؤيد الرئيس بري رغم كل التفسيرات والتأويلات لقضية النصاب… ثانيا، تماشيا مع مبدأ الوسطية فأنا مستمر في تأيدي للأستاذ هنري حلو.
* لن نرى في المدى المنظور أي شيء دراماتيكي؟
- ليس لدي أي إحراج، ضميري مرتاح وأطوي صفحتي السياسية، لأنها قد تكون آخر انتخاب أصوت فيه.
* قررت ألا تترشح للانتخابات النيابية المقبلة؟
- … أفكر فيها جديا.
* والبديل؟
- كل شيء أعلنه في وقته.
* ماذا عن نجلك تيمور؟
- هو يحضر نفسه لموضوع الانتخابات، أما بالنسبة لموضوع الحزب فهذا شيء مختلف، فترتي كرئيس حزب تبقى إلى سنتين.
* هو يحضر للمقعد النيابي؟
- المقعد النيابي وإدارة شؤون المختارة وغير المختارة، شيء، والحزب شيء آخر.
* ماذا بعد قرار الاعتكاف عن النيابة، هل هو اعتكاف عن الحياة السياسية أم ماذا؟
- ليس هناك اعتكاف، لكن بعد 37 سنة من عام 1977 إلى اليوم، تجربتي غنية وفيها نقاط سوداء، لكن أترك للتاريخ أن يكتبها، أنا لا أكتب بنفسي سيرتي الذاتية فليكتبها آخرون. لن أترشح للانتخابات النيابية، لكنني مستمر في الحياة السياسية، مراقبا. مراقبة أحداث العالم والسفر.
مقال ساخر لجنبلاط رداً على روبرت فيسك
المصدر: "الأنباء"
11 أيار 2014 الساعة 14:57
تعليقاً على مقال للكاتب روبرت فيسك في "الاندبندنت" البريطانية عن دعوة أسبانيا اليهود، الذين طردوا في القرن السادس عشر، إلى العودة من دون الاشارة الى مطالبة المسلمين بالعودة، كتب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط مقالاً ساخراً جاء فيه:
"هنالك دائماً وقت في مسار التاريخ للإقرار بالتوبة، وان اخذ هذا الامر قروناً من الزمن. فقبل كل شيء، فاسبانيا معروفة بأنها بلد كاثوليكي متحمس، وقد تكون تلك اشارة واضحة فقط إلى ان "يوم الحساب" يقترب قدومه.
لقد أخذ الأمر من الدروز والموارنة في لبنان قرابة 140 عاماً لتحقيق المصالحة بعد حربين دمويتين. الأولى في عام 1860، والثانية عام 1982. والمصالحة كانت في عام 2001، تحت رعاية البطريرك صفير في المختارة "عش النسر".
والدروز والموارنة يشكرون منذ ذلك اليوم الآلهة، إله الحب «ايروس»، وإله النبيذ «باخوس»، وقد دفن رمح الحرب الى الابد.
أما بالنسبة لاسبانيا، فانني قد اقترح بعض الافكار، واضعاً في الاعتبار ان سمعة المسلمين في هذه الايام تأثرت "قليلاً" بالأحداث في العراق وسوريا، وغيرهما من المناطق، وذلك فضلاً عن النزاع "الاخوي" بين الشيعة والسنة.
لكن، على الرغم من ذلك، فان بعض المسلمين "البارزين" يمكن اقناعهم بالاستثمار في اسبانيا. واحدهم يقيم مسبقاً في ماربيا. انه رفعت الاسد، وكنت أعرفه منذ ايام ماضية في دمشق. وسمعت انه سيبيع ممتلكاته العقارية في باريس.
والسلطات الاسبانية أو ربما الملك يمكن أن يقنعه ببناء مكتبه بالقرب من مسكنه في ماربيا.
في واقع الامر، فانه يمكن أن يكتب هناك مذكراته حول حماة، والتصميم الحضري الجديد الذي نفذته دباباته ومدفعيته في عام 1982. ولسوء الحظ فقد تم تدمير بعض النواعير، وقتل بعض الناس، غير ان تلك تعد أضراراً جانبية بسيطة.
والفكرة الاخرى هي الاتصال بالأمير الوليد بن طلال. فهو يبني حالياً برجاً جديداً في جدة، أعلى من برج خليفة في دبي، ويجب ان يُشجع على بناء برج بالقرب من قصر الحمراء في غرناطة، كعمل معماري إسلامي حديث، الى جانب ذلك الذي يعود الى القرون الوسطى. ويبدو ذلك امراً عظيماً، كما انني أفكر ايضاً في مستثمر آخر محتمل مهندس معماري عظيم متخصص في التصميم الريفي، وهو الجنرال قاسم سليماني، من الجمهورية الاسلامية الايرانية، الذي قد يكون مهتماً ببناء متحف في غرينيكا بالقرب من متحف غوغنهايم، حيث يمكنه عرض المخططات الجديدة لمدينتي حلب وحمص وأجزاء من سوريا، وفي امكاني بعث رسالة له بواسطة صديق مشترك وهو السيد احمد الجلبي من العراق.
وأخيراً، سوف أطلب من صديقي نجيب ميقاتي بناء فندق ليس بعيداً عن فيلا دي لوس كايدوس، حيث كان الجنرال فرانكو يقضي فترات من الراحة.
وفي واقع الامر، فانني افكر مع ميقاتي حول استئجار الاسكوريال، وهو مبنى تاريخي في اسبانيا، ولكننا قمنا بدراسة جدوى، وقد بدا الأمر مكلفاً بعض الشيء فعدلنا عن الموضوع.
ومع ذلك، فان القرب من منطقة فال دي لوس كالدوس قد يجذب الكثير من السياح، والاغلب من اللبنانيين لتقديم تحية الى جوزيه انطونيو بريمو دي ريفييرا الراعي الفكري لبيار الجميل والانصار التابعين له، الذين ما زالوا كثراً في ارض الارز، ومع ميقاتي يمكننا أن نتناقش مع الحكومة الاسبانية حول امكانية الحصول على ذلك "الملاذ المقدس" كمقر نهائي لبعض من سياسيينا "المحبوبين" وبإيجار جيد بالطبع.
روبرت هذه بعض المقترحات التي أعتقد أن السلطات الاسبانية يمكن أن تقبلها، وتفادي أي سوء فهم يشير الى أن منحهم الجنسية لليهود الشرقيين لا يقوم على أساس أي موقف عنصري".
جولة لـ"النهار" في المقاطعات الشرقية والجنوبية الأوكرانية "جمهوريتان شعبيتان" ودماء وغليان وتطلع إلى نموذج القرم
جولة لـ"النهار" في المقاطعات الشرقية والجنوبية الأوكرانية "جمهوريتان شعبيتان" ودماء وغليان وتطلع إلى نموذج القرم
19 أيار 2014
تتجه الازمة الاوكرانية الى مزيد من التعقيد قبل اسبوع من الانتخابات الرئاسية. وكان التطور الابرز انفصال مقاطعتي دونتسك ولوغانسك بشرق جنوب البلاد بعد الاستفتاء الذي جرى في 11 ايار وتأييد اكثر من 90 في المئة من سكان المقاطعتين انشاء جمهوريتين شعبيتين مستقلتين عن كييف وتالياً فقدان اوكرانيا نحو 15 في المئة من عدد سكانها وما يقارب النسبة عينها من مساحتها الاجمالية اضافة الى ما يقارب خمسة في المئة من سكانها ومساحتها بعد انضمام شبه جزيرة القرم الى روسيا في آذار الماضي.
جالت "النهار" في شرق اوكرانيا وجنوبها بدءاً من أوديسا على البحر الاسود مروراً بماريوبول على بحر ازوف وصولاً الى مشارف سلافيانسك شمال دونتسك حيث المواجهات مستمرة بين الجيش الاوكراني ومسلحين من "القطاع الايمن" من جهة وما يعرف بـ"قوات الدفاع الذاتي " وأنصار الفيديرالية من جهة أخرى.
وليس بعيداً من المرفأ الاوكراني الاكبر على البحر الاسود في اوديسا، تقع دار النقابات الشاهدة على افظع مجزرة شهدتها اوكرانيا منذ عقود. ففجر 2 ايار اقدم مسلحون من "القطاع الايمن"، استنادا الى انصار الفيديرالية على احراق المبنى بمن فيه مما اسفر عن مقتل اكثر من 50 شخصاً بينهم نائب في البرلمان الاوكراني ونساء وعدد من الفتية عرضت صورهم امام دار النقابات وشيعتهم اوديسا وسط حال من الغضب والذهول لعدم تدخل الشرطة للحؤول دون سقوط هذا العدد من الضحايا.
وشرح بعض اقارب الضحايا لـ"النهار" كيف حصلت المجزرة، فقالت مارينا انطونفنا (54 سنة) التي فقدت ابنها في دار النقابات: "كنا هنا في الساحة امام المبنى وبعض الشبان كانوا منذ فترة نصبوا بعض الخيم احتجاجاً على الانقلاب في كييف وفي ذلك المساء(الجمعة 2 ايار) كانت مباراة في كرة القدم بين فريقين محليين وبعد انتهاء المباراة توجه عدد كبير من الشبان بينهم مقنعون الى هذه الساحة. كنا نظن انهم يحتفلون بفوز فريقهم، لكن الصورة اتضحت فور وصولهم الى نقطة مقابلة لخيم الاعتصام، إذ انقضوا على المعتصمين واحرقوا الخيم فهرب من كان فيها الى داخل المبنى وبعدها عمدوا الى احراقه، وكان في داخله نحو 200 شخص فقتل العشرات وفر الباقون الى الطبقات العليا ومنهم من نجح في الاختباء على سطح المبنى فبقي على قيد الحياة. والغريب ان الشرطة لم تحرك ساكناً".
وقال شاهد عيان: "كنا هنا نراقب المشهد وبعض الشبان قفزوا من الطبقة الثانية لينجوا من الموت، لكن ويا للاسف المتطرفين لم يتركوهم بل انهالوا عليهم بالعصي على رؤوسهم وهم جرحى وضربوهم حتى الموت. انها مأساة لم نشهد لها مثيلاً في اوروبا منذ عقود طويلة".
ولا تزال اوديسا تعيش هول المجزرة، مع العلم ان كييف اوفدت رئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك وعددا من المسؤولين الى المدينة فور شيوع خبر المجزرة، ولكن لم يعقد اي لقاء مع أهالي الضحايا.
ماريوبول: اوديسا ثانية
وشغلت مجزرة اوديسا الاوكرانيين وخصوصاً في جنوب البلاد وشرقها. وفي دونتسك (عاصمة الدونباس) نظمت تظاهرات عدة وهتف المتظاهرون: "لن نسامح "، و"الحساب لقتلة الابرياء في اوديسا"، وأرخت تلك المجزرة بظلالها على الحراك في المقاطعات الشرقية والجنوبية ، لكن المفاجأة جاءت بعد اسبوع: مجزرة جديدة في ماريوبول جنوب دونيتسك بعد اسبوع على احداث اوديسا وتحديداً خلال احياء الذكرى الـ69 للنصر على الفاشية في 9 ايار.
والمفارقة ان في ماريوبول ايضاً مرفأ اوكرانياً على بحر ازوف ويعتبر المرفأ الثاني في البلاد بعد اوديسا، وفي ذلك الصباح كان اهالي المدينة ينظمون تظاهرة لتكريم ابطال الحرب الوطنية العظمى فيما كان انصار الفيديرالية يسيطرون على مبان حكومية عدة في المدينة ابرزها مقر تابع لوزارة الداخلية الاوكرانية وكانت كييف تحاول استعادة هذه المقار وأرسلت تعزيزات عسكرية مدرعة الى المدينة المحاصرة اصلاً من جهاتها الاربع. ودخلت الدبابات وسط المدينة وحاول السكان منعها دون جدوى وعندما اخفق الجنود الاوكرانيون في اقتحام المبنى قصفوه بشكل مركز واستخدم بعض الجنود قذائف "الار بي جي" مما ادى الى حريق ضخم في المبنى الذي كان في داخله عدد من رجال الشرطة الذين انضموا سابقاً الى انصار الفيديرالية الى عناصر من قوات الدفاع الذاتي. وتقول احدى السيدات التي كانت تقف امام المبنى المحترق وفي يدها وردة ربطتها بقطعة قماش سوداء :"لم اكن افكر ولو لحظة في ان جنوداً اوكرانيين سيقتلون مواطنيهم هنا في ماريوبول، لقد كرروا مجزرة اوديسا، رأيتهم كيف احرقوا هذا المبنى وهناك على مسافة امتار كانت جثة احد مسؤولي الشرطة في المدينة. لقد قتلوه بعدما رفض اقتحام المبنى وكانت آخر كلماته: "انا لا أطلق النار على ابناء مدينتي: انها مجزرة رهيبة واجزم ان اكثر من 30 شخصاً قتلوا وجرح اكثر من 65 ولا تزال جثث بعضهم داخل المبنى الآيل الى السقوط بفعل الحريق".
كراماتورسك: تماس واشتباك
بعدما غادرنا جنوب مقاطعة دونتسك توجهنا الى شمال الدونباس وتحديداً الى مشارف سلافيانسك، وهناك كان خط التماس الاكثر توتراً بين انصار الفيديرالية والجيش الاوكراني المدعوم من "القطاع الايمن"، وبسبب الاشتباكات المتقطعة توقفنا في كراماتورسك المحاذية لسلافيانسك. وفي وسط المدينة كانت محاولة من الجيش الاوكراني لاقتحام المدينة من الجهة الشمالية، وعمد السكان وقوات الدفاع الذاتي الى احراق ثلاثة اوتوبيسات للنقل العام في وسط الطريق مما منع الدبابات من الوصول الى خطوط الدفاع التابعة لانصار الفيديرالية. وفي مدخل كراماتورسك لجهة دونتسك اقيمت متاريس ورفعت اطارات مطاط بكثافة فيما لوحظ وجود كمية كبيرة من الزجاجات الحارقة المولوتوف لدى انصار الفيديرالية. ويقول هؤلاء انهم سيحرقون الاطارات اذا اقتربت الدبابات الاوكرانية من المدينة فيما كانت قوات الدفاع الذاتي تخضع السيارات لتفتيش دقيق خشية تسلل عناصر متطرفة من "القطاع الايمن"، كما أبلغ "النهار" سيرغي (22 سنة) الذي تطوع قبل شهر لـ"الدفاع عن جمهورية دونتسك الشعبية".
دونتسك: الاستقلال الناقص
مدينة دونتسك تبدو اليوم في ورشة مستمرة لتثبيت دعائم "جمهورية دونتسك الشعبية" التي اعلن انشاؤها بناء على نتائج الاستفتاء في 11 ايار وبعد موافقة 90 في المئة من سكان المقاطعة الاوكرانية والتي يصل عدد سكانها الى أربعة ملايين ونصف مليون على الانفصال عن كييف. وأوضح المسؤول في المجلس المحلي للمقاطعة رومان الياغن ان "الاولوية اليوم لاعادة هيكلية الاقتصاد وتنظيم الجيش الشعبي". وأكد أن "لا مفاوضات مع كييف الا لتبادل الاسرى وفي رعاية روسية"، ويؤكد ان طلب الانضمام الى روسيا وارد بعد التشاور مع "جمهورية لوغانسك الشعبية" التي أنشئت ايضاً بعد الاستفتاء وموافقة 96 في المئة من سكانها على الانفصال عن كييف.
هي اوكرانيا بعد ثلاثة اشهر من اطاحة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وتنصل كييف من اتفاق وقعه وزراء خارجية فرنسا والمانيا وبولونيا مع يانوكوفيتش في 21 شباط الماضي ونص على اجراء انتخابات رئاسية ونيابية مبكرة في كانون الاول المقبل. وخلال هذه الفترة فقدت كييف سيطرتها العملية على اجزاء غير صغيرة من البلاد.
abbas.sabagh@annahar.com.lb
وليس بعيداً من المرفأ الاوكراني الاكبر على البحر الاسود في اوديسا، تقع دار النقابات الشاهدة على افظع مجزرة شهدتها اوكرانيا منذ عقود. ففجر 2 ايار اقدم مسلحون من "القطاع الايمن"، استنادا الى انصار الفيديرالية على احراق المبنى بمن فيه مما اسفر عن مقتل اكثر من 50 شخصاً بينهم نائب في البرلمان الاوكراني ونساء وعدد من الفتية عرضت صورهم امام دار النقابات وشيعتهم اوديسا وسط حال من الغضب والذهول لعدم تدخل الشرطة للحؤول دون سقوط هذا العدد من الضحايا.
وشرح بعض اقارب الضحايا لـ"النهار" كيف حصلت المجزرة، فقالت مارينا انطونفنا (54 سنة) التي فقدت ابنها في دار النقابات: "كنا هنا في الساحة امام المبنى وبعض الشبان كانوا منذ فترة نصبوا بعض الخيم احتجاجاً على الانقلاب في كييف وفي ذلك المساء(الجمعة 2 ايار) كانت مباراة في كرة القدم بين فريقين محليين وبعد انتهاء المباراة توجه عدد كبير من الشبان بينهم مقنعون الى هذه الساحة. كنا نظن انهم يحتفلون بفوز فريقهم، لكن الصورة اتضحت فور وصولهم الى نقطة مقابلة لخيم الاعتصام، إذ انقضوا على المعتصمين واحرقوا الخيم فهرب من كان فيها الى داخل المبنى وبعدها عمدوا الى احراقه، وكان في داخله نحو 200 شخص فقتل العشرات وفر الباقون الى الطبقات العليا ومنهم من نجح في الاختباء على سطح المبنى فبقي على قيد الحياة. والغريب ان الشرطة لم تحرك ساكناً".
وقال شاهد عيان: "كنا هنا نراقب المشهد وبعض الشبان قفزوا من الطبقة الثانية لينجوا من الموت، لكن ويا للاسف المتطرفين لم يتركوهم بل انهالوا عليهم بالعصي على رؤوسهم وهم جرحى وضربوهم حتى الموت. انها مأساة لم نشهد لها مثيلاً في اوروبا منذ عقود طويلة".
ولا تزال اوديسا تعيش هول المجزرة، مع العلم ان كييف اوفدت رئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك وعددا من المسؤولين الى المدينة فور شيوع خبر المجزرة، ولكن لم يعقد اي لقاء مع أهالي الضحايا.
وشغلت مجزرة اوديسا الاوكرانيين وخصوصاً في جنوب البلاد وشرقها. وفي دونتسك (عاصمة الدونباس) نظمت تظاهرات عدة وهتف المتظاهرون: "لن نسامح "، و"الحساب لقتلة الابرياء في اوديسا"، وأرخت تلك المجزرة بظلالها على الحراك في المقاطعات الشرقية والجنوبية ، لكن المفاجأة جاءت بعد اسبوع: مجزرة جديدة في ماريوبول جنوب دونيتسك بعد اسبوع على احداث اوديسا وتحديداً خلال احياء الذكرى الـ69 للنصر على الفاشية في 9 ايار.
والمفارقة ان في ماريوبول ايضاً مرفأ اوكرانياً على بحر ازوف ويعتبر المرفأ الثاني في البلاد بعد اوديسا، وفي ذلك الصباح كان اهالي المدينة ينظمون تظاهرة لتكريم ابطال الحرب الوطنية العظمى فيما كان انصار الفيديرالية يسيطرون على مبان حكومية عدة في المدينة ابرزها مقر تابع لوزارة الداخلية الاوكرانية وكانت كييف تحاول استعادة هذه المقار وأرسلت تعزيزات عسكرية مدرعة الى المدينة المحاصرة اصلاً من جهاتها الاربع. ودخلت الدبابات وسط المدينة وحاول السكان منعها دون جدوى وعندما اخفق الجنود الاوكرانيون في اقتحام المبنى قصفوه بشكل مركز واستخدم بعض الجنود قذائف "الار بي جي" مما ادى الى حريق ضخم في المبنى الذي كان في داخله عدد من رجال الشرطة الذين انضموا سابقاً الى انصار الفيديرالية الى عناصر من قوات الدفاع الذاتي. وتقول احدى السيدات التي كانت تقف امام المبنى المحترق وفي يدها وردة ربطتها بقطعة قماش سوداء :"لم اكن افكر ولو لحظة في ان جنوداً اوكرانيين سيقتلون مواطنيهم هنا في ماريوبول، لقد كرروا مجزرة اوديسا، رأيتهم كيف احرقوا هذا المبنى وهناك على مسافة امتار كانت جثة احد مسؤولي الشرطة في المدينة. لقد قتلوه بعدما رفض اقتحام المبنى وكانت آخر كلماته: "انا لا أطلق النار على ابناء مدينتي: انها مجزرة رهيبة واجزم ان اكثر من 30 شخصاً قتلوا وجرح اكثر من 65 ولا تزال جثث بعضهم داخل المبنى الآيل الى السقوط بفعل الحريق".
بعدما غادرنا جنوب مقاطعة دونتسك توجهنا الى شمال الدونباس وتحديداً الى مشارف سلافيانسك، وهناك كان خط التماس الاكثر توتراً بين انصار الفيديرالية والجيش الاوكراني المدعوم من "القطاع الايمن"، وبسبب الاشتباكات المتقطعة توقفنا في كراماتورسك المحاذية لسلافيانسك. وفي وسط المدينة كانت محاولة من الجيش الاوكراني لاقتحام المدينة من الجهة الشمالية، وعمد السكان وقوات الدفاع الذاتي الى احراق ثلاثة اوتوبيسات للنقل العام في وسط الطريق مما منع الدبابات من الوصول الى خطوط الدفاع التابعة لانصار الفيديرالية. وفي مدخل كراماتورسك لجهة دونتسك اقيمت متاريس ورفعت اطارات مطاط بكثافة فيما لوحظ وجود كمية كبيرة من الزجاجات الحارقة المولوتوف لدى انصار الفيديرالية. ويقول هؤلاء انهم سيحرقون الاطارات اذا اقتربت الدبابات الاوكرانية من المدينة فيما كانت قوات الدفاع الذاتي تخضع السيارات لتفتيش دقيق خشية تسلل عناصر متطرفة من "القطاع الايمن"، كما أبلغ "النهار" سيرغي (22 سنة) الذي تطوع قبل شهر لـ"الدفاع عن جمهورية دونتسك الشعبية".
مدينة دونتسك تبدو اليوم في ورشة مستمرة لتثبيت دعائم "جمهورية دونتسك الشعبية" التي اعلن انشاؤها بناء على نتائج الاستفتاء في 11 ايار وبعد موافقة 90 في المئة من سكان المقاطعة الاوكرانية والتي يصل عدد سكانها الى أربعة ملايين ونصف مليون على الانفصال عن كييف. وأوضح المسؤول في المجلس المحلي للمقاطعة رومان الياغن ان "الاولوية اليوم لاعادة هيكلية الاقتصاد وتنظيم الجيش الشعبي". وأكد أن "لا مفاوضات مع كييف الا لتبادل الاسرى وفي رعاية روسية"، ويؤكد ان طلب الانضمام الى روسيا وارد بعد التشاور مع "جمهورية لوغانسك الشعبية" التي أنشئت ايضاً بعد الاستفتاء وموافقة 96 في المئة من سكانها على الانفصال عن كييف.
هي اوكرانيا بعد ثلاثة اشهر من اطاحة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وتنصل كييف من اتفاق وقعه وزراء خارجية فرنسا والمانيا وبولونيا مع يانوكوفيتش في 21 شباط الماضي ونص على اجراء انتخابات رئاسية ونيابية مبكرة في كانون الاول المقبل. وخلال هذه الفترة فقدت كييف سيطرتها العملية على اجزاء غير صغيرة من البلاد.
Elusive Muscovite with three names takes control of Ukraine rebels
SLAVIANSK, Ukraine/MOSCOW
A man holds a cross and a telephone as he stands near a barricade erected by pro-Russian activists during a rally to mark and celebrate the announcement of the results of the referendum on the status of Donetsk region in Donetsk May 12, 2014.
CREDIT: REUTERS/MAXIM ZMEYEV
(Reuters) - He is a man with three names, sought by Ukrainian intelligence as the top Russian operative in the separatist east. He moves through the streets in a black Mercedes, his face with pencil moustache hidden behind tinted windows, and his aim is to "destroy" Ukrainian forces that venture onto his territory.
In a leaflet distributed this week in the rebel Donetsk region, "Colonel Igor Strelkov" assumed command of all rebel forces there and called for Russian army help to ward off what he calls the threat from the Kiev "junta" and from NATO.
To Kiev and its Western allies, Strelkov is living proof that Moscow is behind the uprising in eastern Ukraine, despite its denials, and trying to replay the scenario that saw it seize the Crimea province in March.
The separatists have said little about his identity. He is known to the fighters he commands as "Strelok" - "the Shooter". Kiev says he is actually an agent of Russia's GRU military intelligence. Residents of a Moscow suburb say he is a mild-mannered neighbor they have known for years as Igor Girkin.
Whether Strelkov, Strelok or Girkin, he is now rarely glimpsed in public, driven behind tinted windows around the town of Slaviansk, which his men have turned into the heavily fortified redoubt of their insurrection.
His leaflet, published on the website of separatist politician Pavel Gubarev on Monday, was issued in the name of "The Commander-in-Chief of the Donetsk People's Republic".
He gave Ukrainian troops 48 hours to "pledge an oath of allegiance to the Donetsk People's Republic or leave its territory". Members of the National Guard and other Ukrainian forces would be detained or "destroyed on the spot".
"Having in mind the emergency situation in the country, genocide of the Kiev junta against Donetsk's population and the threat of NATO intervention, I am asking the Russian Federation to provide military assistance to the DPR," the document said, referring to the Donetsk People's Republic by an acronym.
Asked about his background, separatist spokeswoman Stella Khorosheva said Strelkov was an ethnic Russian and a veteran of the Soviet and Russian armies, but gave no other details of his origins or citizenship.
"His aides do not know if he has any other names," she said. "He has rich military experience and holds the rank of colonel." He was not available to interview, she added.
For a long time the only image the world had of Strelkov was a wanted-poster sketch issued by Ukraine's SBU security service.
Then last month Russian newspaper Komsomolskaya Pravda issued a video of an interview with what appeared to be the same person with the same pencil moustache.
In the video, Strelkov said he came from Crimea and that most of his fighters were veterans of the Russian or Ukrainian armies with battlefield experience. Their weapons were all seized from arsenals in Ukraine, he said. Moscow had "not given us a single gun, or a single bullet".
The apparent acknowledgement of a Crimea link is important, because Kiev says the same Russian agents who seized that province - which Moscow annexed in March - are now behind the uprising in the east.
SHINING ARMOUR
Residents of a sleepy neighborhood in northern Moscow said they recognized their neighbor when they saw him on Russian television last month introducing himself as the leader of the militia in Slaviansk.
The man they knew as Igor Girkin has lived most of his life in the nine-storey building on Shenkursk Way where his mother, two children and former wife also reside, neighbors said.
Galina Ivanovna, who lives two floors below him, said she saw him last around six months ago.
"He's always been very polite and very quiet, though I didn't know him well. He always wore a tie, would walk to work. Nothing about him was particularly outstanding," she said on the apartment landing. She declined to give her last name.
Vladimir, 23, who lives on the second floor, said: "He is Girkin and he also has a second surname, Strelkov. My mother has known him for many years."
No one answered the door at two apartments neighbors identified as belonging to his mother and ex-wife.
Whoever he is, Strelkov/Girkin is an enthusiast of the hobby of dressing up in costume to re-enact historical battles, part of a paramilitary sub-culture in Russia. Bloggers on the Internet have unearthed photos of him at re-enactments, dressed in shining medieval armor and World War One-era uniforms.
Yuri Pyatnitsky, head of a military re-enactment club known as the Markovtsy after a general killed in battle against the Bolsheviks in Russia's civil war, confirmed that Girkin/Strelkov was a member. He said Strelkov had some battlefield experience, although he would not say more about his background.
Asked what he thought of Strelkov's decision to join the Ukrainian revolt, Pyatnitsky said: "I respect that. What else should I say about a man who takes a strong step? He wanted to do it, and he did it. He did right."
Strelkov has been based in the main rebel redoubt Slaviansk since fighting flared in the east, leading the "green men" - armed fighters in uniforms without official insignia - who have turned the town of 130,000 people into a fortified bastion.
Kiev says the green men are Russian-controlled agents; Moscow says they are "self defense" volunteers, and denies any of its spies or special forces are operating on the ground.
The West says Moscow's denial, as in the case of Crimea in March, is nonsense. The European Union added Strelkov to its sanctions list on April 29, describing him as a staff member of Russia's GRU military intelligence.
It said he also worked as a security aid for Sergei Aksyonov, the once-obscure head of the Crimean Greco-Roman wrestling club who declared himself leader of Crimea when armed men seized its regional headquarters in late February. Aksyonov is now the official leader of Crimea as a Russian region.
But even on the EU's sanctions list, the full identity of Strelkov remains mysterious: when Brussels published the list with his name, it left his place and date of birth blank.
To Kiev, Strelkov's tactics show that Moscow aims to repeat the Crimea operation: armed men seize government buildings, proclaim themselves in charge, declare independence and proclaim their own militia to be the official security forces.
Ukraine's security service has released numerous recordings of what it says is Strelkov taking orders and advice from handlers in Moscow. Those recordings cannot be verified.
Kiev blames him in particular for the death of a local pro-Ukrainian councilman in the town of Horlivka, whose body was found after he was led away from the town hall by rebels.
Interior Minister Arsen Avakov described Strelkov as "a monster and a killer", wanted on charges including premeditated murder, sabotage and involvement in the seizure and week-long detention of foreign military observers two weeks ago.
"Fate has decided that Girkin has become a target of our Anti-Terrorist Operation," he said.
But for many in the Donetsk region, Strelkov's fledgling army is what stands between them and what they see as Ukrainian nationalists sent to subjugate a Russian-speaking population. Slaviansk itself has been sealed off to Ukrainian forces for more than a month and controlled by rebels.
"The man is a hero whether he us a colonel or a corporal, he is leading our boys to victory," said Fyodor Dyalnoy, a 63-year-old pensioner. "So what if he came from Russia? If Russia could only send us more people like him."
Mihkail Nikiforov, 28, a salesman said it was absurd to consider Strelkov a foreign agent, since Donetsk was rightfully part of Russia: "How can he be an agent on his own soil? It is clear this is Russia, as it should be."
"I believe he is a good officer, he put some order in these troops and made an army out of them."
Still, not everyone is happy to have the green men around, or their mysterious leader.
Irina, 39, who declined to give her surname, said she wanted "them and all these armed people and this war out of this town."
She added: "I don't care if he is a Russian or a Martian or whatever he is."
(Additional reporting by Alessandra Prentice in Slaviansk, Thomas Grove in Moscow,Adrian Croft in Brussels and Pavel Polityuk in Kiev; Writing by Ralph Boulton and Peter Graff)
REUTERS/Marko Djurica
انفصاليو شرق اوكرانيا من هم وماذا يريدون؟
المصدر: (أ ف ب)
11 أيار 2014 الساعة 09:29
متزعمو المتمردين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا من "رؤساء بلديات" او "حكام" او "قادة عسكريين"، كانوا شبه مجهولين قبل حركة التمرد التي تهز منذ نهاية آذار هذه المنطقة الصناعية الموالية لروسيا.
في ما يلي ابرز هؤلاء القادة:
- بافلو غوباريف (31 عاما)
اعلن غوباريف نفسه حاكما لـ"جمهورية دونيتسك الشعبية". اوقف في اذار لكن افرج عنه مقابل ثلاثة ضباط من القوات الخاصة الاوكرانية الاربعاء في اجراء رحب به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكان غوباريف هاوي الملاكمة ناشطا في الحزب التقدمي الاشتراكي في اوكرانيا الذي يرفض كل ما هو غربي كالعلمنة والولايات المتحدة وصندوق النقد الدولي ويعمل للانضمام الى روسيا.
ولفت غوباريف المسؤول المحلي في شركة اعلانات الانتباه للمرة الاولى في الثالث من اذار عندما سيطر على مبنى الحكومة المحلية في دونيتسك مع قوات موالية لروسيا واعلن عن نفسه "حاكم الشعب".
- دنيس بوشيلين (33 عاما)
مشارك في رئاسة "جمهورية دونيتسك الشعبية" وهو من انصار القوة شبه العسكرية اوبلوت التي صرح قائدها يفغيني زيلين لفرانس برس في مقابلة في شباط ان المتظاهرين الموالين للغرب يجب ان تكسر اذرعهم او ان تفقأ اعينهم.
بعد الخدمة العسكرية بدا دراسة الاقتصاد في دونيتسك لكنه تخلى عن الدراسة.
يقول انه عضو في التجمع السياسي "ام ام ام" المنبثق عن برنامج استثمار تبين انه عملية احتيال واسعة قام بها الروسي سيرغي مافرودي.
منذ 2002 يعمل هذا الاب لابن واحد المتزوج في مجموعة البيع بالمفرق "سولودكي زيتيا" المقربة من النائب الروسي بوريس كوليسنيكوف.
- فياتشيسلاف بونوماريوف (49 عاما)
يقول فياتشيسلاف بونوماريوف انه كان يدير مصنعا للصابون عندما اختاره الانفصاليون الموالون لموسكو لقيادتهم في مدينة سلافيانسك (شرق اوكرانيا) التي تحولت منذ ذلك الحين الى مركز انشطة المتمردين.
وتكشف ابتسامته العريضة عن عدة اسنان ملبسة بالذهب. وهو يبدو بهيئة تليق بماضيه في الجيش السوفياتي. وقد فقد اصبعين من يده اليسرى.
المعروف عنه انه لا يخشى الكلام الفظ، وصرح مرة انه لن يصافح ابدا "مخنثا" مثل وزير الداخلية ارسين افاكوف، مؤكدا "سأطلق عليه النار بنفسي" ان غامر بدخول سلافيانسك.
وباتت شهرة بونوماريوف عالمية في اثناء احتجاز سبعة مراقبين من منظمة الامن والتعاون في اوروبا في مجلس "بلديته" حيث اجبر "سجناء الحرب" لديه على عقد مؤتمر صحافي امام الاعلام العالمي قبل الافراج عنهم بضغط من الكرملين.
- ايغور ستريلكوف (43 عاما)
احد اكبر قادة المتمردين في سلافيانسك وهو معروف لدى اجهزة الاستخبارات الاوكرانية باسم العقيد الروسي ايغور غيركين المقيم في موسكو.
ارتبط اسمه بتوقيف المراقبين الاوروبيين السبعة واحتجازهم.
وقد نشرت كييف ما اكدت انه محادثات تم رصدها بينه وبين مبعوث بوتين الخاص فلاديمير لوكين بخصوص مراقبي منظمة الامن والتعاون.
وافادت الاستخبارات الاوكرانية انه سافر الى سيمفروبول في القرم في شباط قبيل ضمها الى موسكو.
في مقابلة مع صحيفة روسية اكد "لا اريد ان اتوقف في دونيتسك".
وتابع "نريد تحرير اوكرانيا من الفاشيين". ووصف هذه الجمهورية السوفياتية السابقة بالدولة الفاشلة معتبرا ان المجتمع الدولي لن "يبدأ حربا عالمية ثالثة من اجلها".
- فاليري بولوتوف (43 عاما)
مظلي سابق شارك في الحروب في ارمينيا ومنطقة ناغورني قره باخ الانفصالية الاذربيجانية. ويتولى الاقتصادي والمهندس السابق منصبي "حاكم الشعب" في لوغانسك وقائد "جيش الجنوب الشرقي".
وقد كشف تسجيل فيديو نشره الاعلام الاوكراني ان هذا الاب لولدين كان الرجل الذي اعلن هدنة و"تعبئة جميع الرجال" في . لوغانسك.
وقد اعلن "سنذهب للدفاع عن ارضنا ضد المحتلين النازيين الجدد. هدفنا كييف".
منذ 2002 يعمل هذا الاب لابن واحد المتزوج في مجموعة البيع بالمفرق "سولودكي زيتيا" المقربة من النائب الروسي بوريس كوليسنيكوف.
ارتبط اسمه بتوقيف المراقبين الاوروبيين السبعة واحتجازهم.
وافادت الاستخبارات الاوكرانية انه سافر الى سيمفروبول في القرم في شباط قبيل ضمها الى موسكو.
وقد كشف تسجيل فيديو نشره الاعلام الاوكراني ان هذا الاب لولدين كان الرجل الذي اعلن هدنة و"تعبئة جميع الرجال" في . لوغانسك.
وقد اعلن "سنذهب للدفاع عن ارضنا ضد المحتلين النازيين الجدد. هدفنا كييف".
بالصور.. وباء يصيب بلدة روسية يجعل أهلها ينامون 6 أيام متواصلة
وأجريت التجارب المحلية للإشعاع وشملت تحليلات واسعة للتربة والماء والهواء، والدم، والشعر، والأظافر، وحتى الآن لم تخلص إلى نتيجة حاسمة، فيما عانى الأطفال المتضررين في المنطقة من هلوسات خطيرة إضافة للضعف، والخمول، والدوخة وفقدان الذاكرة، ويستمر البالغون بالتعتيم على القضية.
وتروي إحدى المصابات حادثة غفوتها. وتقول مارينا فيلك: “كنت أحلب الأبقار كالعادة في الصباح الباكر، ووقعت في غفوة، وعندما استيقظت وجدت نفسي في المستشفى ولم أتذكر أي شيء، لكن زميلتي في الغرفة أخبرتني بأني حاولت الاستيقاظ مرات عدة، وصرخت أريد أن أحلب الأبقار”.
وكان يبلغ عدد سكان المنطقة حوالي 6.500 نسمة، فيما لم يبق منهم سوى 130 شخصاً، يكافحون للبقاء على قيد الحياة.
تكهن السكان المحليون بأن المشكلة تتفاقم بعد الارتفاع المفاجئ في درجات الحرارة، ولكن لماذا ينام الناس من يومين إلى ستة أيام، وما هي درجة تركيز الغاز في أجسادهم بعد الاستيقاظ؟ ولماذا يغفو شخص في حين أن الآخر الذي يسكن معه يبقى صاحياً ولا يتأثر؟ كل هذه الأسئلة لاتزال دون أجوبة حتى الآن.
وأجريت التجارب المحلية للإشعاع وشملت تحليلات واسعة للتربة والماء والهواء، والدم، والشعر، والأظافر، وحتى الآن لم تخلص إلى نتيجة حاسمة، فيما عانى الأطفال المتضررين في المنطقة من هلوسات خطيرة إضافة للضعف، والخمول، والدوخة وفقدان الذاكرة، ويستمر البالغون بالتعتيم على القضية.
وتروي إحدى المصابات حادثة غفوتها. وتقول مارينا فيلك: “كنت أحلب الأبقار كالعادة في الصباح الباكر، ووقعت في غفوة، وعندما استيقظت وجدت نفسي في المستشفى ولم أتذكر أي شيء، لكن زميلتي في الغرفة أخبرتني بأني حاولت الاستيقاظ مرات عدة، وصرخت أريد أن أحلب الأبقار”.
وكان يبلغ عدد سكان المنطقة حوالي 6.500 نسمة، فيما لم يبق منهم سوى 130 شخصاً، يكافحون للبقاء على قيد الحياة.
تكهن السكان المحليون بأن المشكلة تتفاقم بعد الارتفاع المفاجئ في درجات الحرارة، ولكن لماذا ينام الناس من يومين إلى ستة أيام، وما هي درجة تركيز الغاز في أجسادهم بعد الاستيقاظ؟ ولماذا يغفو شخص في حين أن الآخر الذي يسكن معه يبقى صاحياً ولا يتأثر؟ كل هذه الأسئلة لاتزال دون أجوبة حتى الآن.
تصريحات خطيرة لقادة الحرس الثوري الإيراني
دبي - سعود الزاهد
تزداد تصريحات المسؤولين العسكريين الإيرانيين وتصبح أكثر وضوحاً إزاء حجم وطبيعة الدعم العسكري الذي تقدمه طهران إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد في حربه ضد معارضيه.
وفي هذا السياق، أكد الجنرال محمد اسكندري قائد فيلق الحرس الثوري بملاير في محافظة همدان، يوم الخميس الماضي بمدينة "ملاير" وسط إيران أن الحرب في سوريا هي في واقع الأمر حرب إيران ضد الولايات المتحدة الأميركية، وأن قادة الحرس الثوري جهزوا 42 لواء و138 كتيبة لمواجهة من وصفهم بـ"الأعداء" ولم يقدم تفاصيل أكثر حول هذه القوات.
وحسب تقرير لموقع الحرس الثوري لمحافظة همدان الرسمي (پایگاه اطلاع رسانی سپاه انصار الحسین) نشر اليوم السبت فإن أسكندري كشف عن ضلوع بلاده في الحرب الدائرة في كلمة له أمام المجلس الإداري لمدينة "ملاير" في سياق حملة تبرعات لدعم النظام السوري.
وقال اسكندري: "سوريا ليست بحاجة للأسلحة والعتاد فقادة الحرس الثوري قد جهزوا 42 لواء و138 كتيبة، وهي على أهبة الاستعداد لخوض الحرب ضد الأعداء".
هذا وكان أحد أبرز قادة الحرس الثوري "حسين همداني" كشف الأسبوع الماضي عن تكوين 42 لواء و138 كتيبة تقاتل في سوريا لصالح بشار الأسد، وزعم أن هذه القوات تتكون من عناصر "علوية وسنية وشيعية"، وذلك لدى إعلانه عن تشكيل "حزب الله السوري" والذي تناولته "العربية.نت" قبل أن تحذف وكالة فارس للأنباء الخبر من على موقعها.
دبي - سعود الزاهد
تزداد تصريحات المسؤولين العسكريين الإيرانيين وتصبح أكثر وضوحاً إزاء حجم وطبيعة الدعم العسكري الذي تقدمه طهران إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد في حربه ضد معارضيه.
وفي هذا السياق، أكد الجنرال محمد اسكندري قائد فيلق الحرس الثوري بملاير في محافظة همدان، يوم الخميس الماضي بمدينة "ملاير" وسط إيران أن الحرب في سوريا هي في واقع الأمر حرب إيران ضد الولايات المتحدة الأميركية، وأن قادة الحرس الثوري جهزوا 42 لواء و138 كتيبة لمواجهة من وصفهم بـ"الأعداء" ولم يقدم تفاصيل أكثر حول هذه القوات.
وحسب تقرير لموقع الحرس الثوري لمحافظة همدان الرسمي (پایگاه اطلاع رسانی سپاه انصار الحسین) نشر اليوم السبت فإن أسكندري كشف عن ضلوع بلاده في الحرب الدائرة في كلمة له أمام المجلس الإداري لمدينة "ملاير" في سياق حملة تبرعات لدعم النظام السوري.
وقال اسكندري: "سوريا ليست بحاجة للأسلحة والعتاد فقادة الحرس الثوري قد جهزوا 42 لواء و138 كتيبة، وهي على أهبة الاستعداد لخوض الحرب ضد الأعداء".
هذا وكان أحد أبرز قادة الحرس الثوري "حسين همداني" كشف الأسبوع الماضي عن تكوين 42 لواء و138 كتيبة تقاتل في سوريا لصالح بشار الأسد، وزعم أن هذه القوات تتكون من عناصر "علوية وسنية وشيعية"، وذلك لدى إعلانه عن تشكيل "حزب الله السوري" والذي تناولته "العربية.نت" قبل أن تحذف وكالة فارس للأنباء الخبر من على موقعها.
حملة تبرعات لدعم الأسد
هذا وأطلق الحرس الثوري حملة تبرعات في كافة المحافظات الإيرانية لدعم بشار الأسد تحت مسمى "دعم الشعب السوري" الأمر الذي سبق وأن أعلن عنه "الجنرال حسين همداني" الأسبوع الماضي وأكده "يوم الخميس "الجنرال محمد اسكندري" أمام أعضاء المجلس الإداري لمدينة ملاير.
وأوضح الجنرال اسكندري أن لجنة التبرعات ستقوم بجمع الأموال والمساعدات غير النقدية بغية إرسالها إلى سوريا.
ويرى المراقبون أن المساعدات المالية والعسكرية الهائلة التي قدمتها طهران لحليفها في دمشق أثقلت كاهل الاقتصاد الإيراني المتصدع بفعل الحظر والعقوبات المفروضة، ردا على أنشطة إيران النووية، سيما وأن المرشد الأعلى أكد في الآونة الأخيرة أن بلاده لن تعيد النظر في مواقفها من الملف النووي، دعياً الشعب الإيراني إلى اتباع سياسة التقشف.
وفي سياق خطة الحرس الثوري لجمع التبرعات لصالح الأسد قال اسكندري: "أخذنا على عاتقنا دعم 14 محافظة سورية وعلى محافظتنا (همدان) أن تدعم محافظة حما".
هذا وأطلق الحرس الثوري حملة تبرعات في كافة المحافظات الإيرانية لدعم بشار الأسد تحت مسمى "دعم الشعب السوري" الأمر الذي سبق وأن أعلن عنه "الجنرال حسين همداني" الأسبوع الماضي وأكده "يوم الخميس "الجنرال محمد اسكندري" أمام أعضاء المجلس الإداري لمدينة ملاير.
وأوضح الجنرال اسكندري أن لجنة التبرعات ستقوم بجمع الأموال والمساعدات غير النقدية بغية إرسالها إلى سوريا.
ويرى المراقبون أن المساعدات المالية والعسكرية الهائلة التي قدمتها طهران لحليفها في دمشق أثقلت كاهل الاقتصاد الإيراني المتصدع بفعل الحظر والعقوبات المفروضة، ردا على أنشطة إيران النووية، سيما وأن المرشد الأعلى أكد في الآونة الأخيرة أن بلاده لن تعيد النظر في مواقفها من الملف النووي، دعياً الشعب الإيراني إلى اتباع سياسة التقشف.
ويرى المراقبون أن المساعدات المالية والعسكرية الهائلة التي قدمتها طهران لحليفها في دمشق أثقلت كاهل الاقتصاد الإيراني المتصدع بفعل الحظر والعقوبات المفروضة، ردا على أنشطة إيران النووية، سيما وأن المرشد الأعلى أكد في الآونة الأخيرة أن بلاده لن تعيد النظر في مواقفها من الملف النووي، دعياً الشعب الإيراني إلى اتباع سياسة التقشف.
وفي سياق خطة الحرس الثوري لجمع التبرعات لصالح الأسد قال اسكندري: "أخذنا على عاتقنا دعم 14 محافظة سورية وعلى محافظتنا (همدان) أن تدعم محافظة حما".
درعا والقنيطرة: احتدام المعركة على جنوب سوريا
السبت 17 أيار (مايو) 2014
على الرغم من الانتكاسات الخطيرة التي ألمّت مؤخراً بميليشيات الثوار والمتمردين في وسط وشمال سوريا، إلا أن هؤلاء المقاتلين يحققون حالياً نجاحات كبيرة في جنوب البلاد - وهي المنطقة الواقعة بين دمشق والحدود الإسرائيلية والأردنية. ويتخد الموالون للرئيس السوري بشار الأسد مواقف دفاعية على جميع الجبهات ذات الصلة، ويخاطرون بخسارة هذا القطاع الهام ذو الأهمية الاستراتيجية. وبات يتّضح يوماً بعد يوم أن زحف الثوار والمتمردين نحو العاصمة من جهة الجنوب قد يكون واعداً من الناحية العسكرية أكثر من الهجوم من جهة خطوط المواجهة المتأزمة حتى الآن في شمال دمشق. وقد نشهد خلال الأسابيع القليلة المقبلة حصول الثوار والمتمردين على المزيد من المكاسب الرئيسية في الجبهة الجنوبية، التي قد تشكل في النهاية التهديد الرئيسي على سيطرة الأسد.
مزايا الثوار في الجنوب
هناك مئة كيلومتر فقط تفصل الخطوط الأمامية الأردنية والإسرائيلية عن العاصمة السورية، وهي مسافة أقصر بكثير من تلك اللازمة لتقدّم الثوار والمتمردين من معاقلهم في شمال البلاد نحو دمشق. بيد أن انتشار وحدات الجيش السوري ضئيلٌ في الجنوب، حيث هي معزولة غالباً، وتعاني من تدني الروح المعنوية - وتعتمد حالياً على الدعم من متطوعين متفرقين غير نظاميين ينتمون إلى مناطق أخرى من البلاد. وجديرٌ بالذكر أن المعارضة لم تنظر جدياً قط في خيار الهجوم على دمشق من الجنوب على مدى الأعوام الثلاثة الماضية، لكن الحسابات قد تغيرت في الوقت الحالي نظراً لعدم قدرة قوات الأسد بصورة متزايدة على الحفاظ على الأراضي التي تحت سيطرتها في المنطقة الواسعة التي تمتد من دمشق إلى الحدود الأردنية في الجنوب، وإلى مرتفعات الجولان في إسرائيل في الغرب، وعلى طول الطريق إلى جبل الدروز في الشرق. وإذا قرر الثوار والمتمردون فعلاً الزحف نحو دمشق، لا بد لهم من تجنيد تعزيزاتٍ كبيرة من الشمال. وقد سبق لقادتهم أن صرّحوا بأن حملتهم الحالية المسماة "اقترب الوصول يا شام الرسول" تستند فعلياً إلى هجوم ذي محورين على دمشق: من درعا ومن القنيطرة.
وفي حين أن أنصار الأسد و «حزب الله» قد حققوا انتصارات في شمال وشرق دمشق، إلا أن الوضع في الجنوب - كما ذُكر إعلاه - قد أثبت أنه مختلفاً للغاية. وما حصل بالتحديد هو أنّ كلا اللواءين 61 و 90 التابعان للجيش السوري والمتمركزان قبالة وحدات "جيش الدفاع الإسرائيلي" تكبدا خسائر جمّة شلّت فعاليتهما العملانية. وكان اللواء 61 قد هُزِّم من قبل الثوار والمتمردين في القاعدة الاستراتيجية العسكرية تل الجابية بالقرب من نوى، فضلاً عن أماكن أخرى. وفي الوقت نفسه، فقد اللواء 90 السيطرة على جزء كبير من المنطقة الحدودية مع إسرائيل، بما في ذلك الأرض المرتفعة في تل الأحمر و تل كُدنا.
والآن بات الجزء الجنوبي من درعا عند الحدود الأردنية خاضعاً لسيطرة جماعات الثوار والمتمردين بينما يسيطر الموالون للنظام - بما في ذلك الوحدات المتبقية من الفرقة الثالثة - على القسم الشمالي من المدينة. إلا أن الثوار والمتمردين هم من يمسكون بزمام السلطة في غالبية المناطق الواقعة عند أطراف محافظة درعا، بما في ذلك المعبر الرئيسي المغلق حالياً. وفي القطاع الشمالي، استحوذ الثوار والمتمردون - الذي يعملون كتحالفٍ من فصائل متنافسة في بعض الأحيان - على القسم الأكبر من محافظة القنيطرة، ليشكلوا بذلك خطراً محدقاً لهذه العاصمة الإقليمية. فخسارة القنيطرة قد تعتبر هزيمة رمزية هائلة لنظام الأسد، الذي يبذل كل ما في وسعه لإبقاء سيطرته على هذه المدينة وعلى شريط القرى الممتد شمالها. وحيث بات احتلال القنيطرة إمكانيةً حقيقية للثوار والمتمردين، لا يُعرف بعد ما إذا كانوا سيستطيعون الحفاظ على سيطرتهم عليها لفترة طويلة.
وتجدر الإشارة إلى أن جماعات الثوار والمتمردين المختلفة في الجنوب تضمّ نحو عشرين ألف مقاتل، وقد نجحت خلال العمليات الأخيرة في نشر ما يقارب الخمسمائة مقاتل في هجوم واحد. وتفيد مصادر المعارضة السورية أن الجهود التي تبذل في الجنوب مدعومة بغرفة عمليات خارج درعا يديرها العقيد زياد الحريري، في حين أن القوات التي تهاجم القنيطرة تعمل تحت إمرة ضابط منشق آخر عن الجيش السوري هو النقيب أبو حيدر. ويشمل المقاتلون الجنوبيون بشكل رئيسي أعضاء من "جبهة ثوار سوريا" بقيادة جمال معلوف، مع الإشارة إلى أنهم يملكون اليوم صواريخ "تاو" المضادة للدبابات، بالإضافة إلى مقاتلين من جماعات أخرى من ضمنهم «جبهة النصرة» - ذراع تنظيم «القاعدة» في سوريا - وغيرهم من السلفيين الجهاديين. وتكمن قوة الميليشيا الإسلامية بشكل أساسي في مناطق مثل جاسم وإنخل وخان الشيخ، علماً بأن ما يعزز هذه القوة هو كون معظم المقاتلين من السكان المحليين - الأمر الذي يحد من الاقتتال الداخلي ويمهد الطريق لقيام تعاون أكبر. ولم يتغير هذا المنحى على إثر عملية اختطاف العقيد في "الجيش السوري الحر" أحمد النعمة من قبل «جبهة النصرة» قرب درعا. كما أن صواريخ "تاو" القليلة التي تم إطلاقها حتى الآن أثبتت فعاليتها في تدمير دبابات الجيش السوري ومنع النظام من إرسال دباباته لدحر المكاسب التي حققها الثوار والمتمردون.
المأزق الذي يواجهه النظام
نظراً لهذا التهديد المتعاظم من الجنوب، يواجه نظام الأسد معضلة صعبة. وبادئ ذي بدء، إن إعادة انتشار القوات من الشمال قد تسبب في تعريض مختلف القطاعات لغارات الثوار والمتمردين. ولا يملك الجيش السوري أي احتياطي يمكنه التصرف به، وعلى أي حال فإن ما تبقى من الجيش يعتبر أقل موثوقية وشراسة من الميليشيات المجندة محلياً ومن قوات «حزب الله». ولكن إذا لم ينجح الأسد في إيجاد تعزيزات جديدة في الجنوب، قد يواجه قريباً خسارة مدينة القنيطرة وتهديداً مباشراً من أهم معسكرات الفوج التاسع في الكسوة وقطنا وكناكر عند أطراف دمشق.
دور إسرائيل واحتياجات الثوار والمتمردين
على خلاف كافة التوقعات السابقة، قد يكون الجنوب هو الجبهة الحاسمة. فتحالفات الثوار والمتمردين تثبت فعاليتها في وجه مراكز النظام العسكرية. كما تحرص هذه الجماعات - من بين أمور أخرى - على عدم استفزاز الإسرائيليين عبر الحدود، على الرغم من أن المعارك بين الثوار والمتمردين من جهة والنظام من جهة أخرى تجري غالباً على بُعد أمتار من الخط الفاصل من عام 1974 المتوافق عليه بين سوريا وإسرائيل.
ولا يملك الأسد القوات اللازمة لحماية القطاع الجنوبي، الذي يتبين أنه نقطة ضعف النظام، كما يعجز عن جمع التعزيزات اللازمة لصدّ الهجوم المقبل الذي توعّدت به قيادات الثوار والمتمردين. ويدرك الأسد أن هؤلاء يتجنبون أي اشتباكات مع إسرائيل. وفي الواقع أن الثوار والمتمردين يعتبرون أن إسرائيل "تحمي ظهرهم" عند مرتفعات الجولان، وبلغ الأمر بقيام وسائل الإعلام في دمشق باتهام "جيش الدفاع الإسرائيلي" بالفعل بـ "تسهيل" تحركات الثوار والمتمردين خلال هجومهم على القنيطرة، مبررين ذلك بإقدام إسرائيل على إعلان منطقة الجولان الحدودية "منطقة عسكرية مغلقة". وباتت المنطقة محظورة على المدنيين كما تم تكثيف العمليات الأمنية والاستخباراتية فيها.
وفي حال حشد الثوار والمتمردون قواتٍ كافية في الجنوب، بدلاً من تركيزهم المعتاد على الجبهات الشمالية، من الممكن أن يتمكنوا من تغيير مسار المعركة على دمشق. إلا أن حدوث ذلك يستلزم منهم نشر قوات إضافية في هذه المنطقة. وحتى الآن، لم يحدث ذلك بعد. كما أن دعم الزحف الجنوبي نحو دمشق وتوفير المزيد من المعدات العسكرية من قبل الغرب أو الدول العربية يشكلان اليوم أولوية - لا تهدف فقط إلى التغلب على قوات الأسد بل الحفاظ أيضاً على تفوّق الجماعات المتمردة المعتدلة على الجهاديين.
إهود يعاري هو زميل ليفر الدولي في معهد واشنطن ومعلق لشؤون الشرق الأوسط في القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي.
رقعة المعارك بين الفصائل المسلحة و«داعش» تتسع.. وكتائب تطلق معركة «الفرقان»
التنظيم يفجر سيارة مفخخة في دير الزور ومقتل تسعة بينهم قائد في «النصرة»
عنصر في الدفاع المدني يخلي طفلة من مبنى بعد استهدافه من الطيران الحربي النظامي في حي الكلاسة بحلب أمس (رويترز)
بيروت: نذير رضا
أطلقت كتائب وألوية إسلامية معارضة في سوريا، أمس، معركة «الفرقان لدحر الطغيان» في ريف حماه الشرقي، بهدف قطع طريق إمداد القوات الحكومية بين مدن السلمية والرقة وحلب، استكمالا لتصعيد المعارضة بريفي إدلب وحماه لربط المنطقتين والسيطرة على مواقع عسكرية تابعة للنظام. وفي موازاة ذلك، نفذ مقاتلون معارضون هجمات ضد مواقع سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ«داعش» في الرقة، في حين قتل قائدان عسكريان ميدانيان في دير الزور جراء تفجير «داعش» سيارة مفخخة بالتزامن مع اشتباكات بين الطرفين.وقادت فصائل معارضة حملة عسكرية ضد «داعش» شرق وشمال سوريا. ففي الرقة التي تعد معقل «داعش»، واصل لواء ثوار الرقة التابع للجيش السوري الحر معاركه مع التنظيم المتشدد في تل أبيض. وذكر «مكتب أخبار سوريا» أن اللواء سيطر على قرى فريعان وزنار والحيمر والبوقة، وذلك بعد أن بسط نفوذه على قرية زنوبا.
وأفاد الناشط الإعلامي المعارض أبو الحمزة الرقاوي بأن لواء ثوار الرقة استطاعوا التقدم وإحكام الحصار على حاجز كفيفة العسكري، الذي يعتبر المقر الرئيس لتنظيم داعش في شمال المحافظة، مشيرا إلى مقتل «ما يقارب 20 مقاتلا» من التنظيم بالإضافة لتحقيق «إصابات مباشرة» في مواقعه في المنطقة.
ويستمر الصراع بوتيرة أخف في مناطق تمكن مقاتلو المعارضة من طرد عناصر «داعش» منها، شمال سوريا. وذكر ناشطون أن عناصر من «داعش» ذبحوا قائد لواء المدفعية والصواريخ في حركة إسلامية مقاتلة في منطقة «عقيربات» بريف حماه الجنوبي الشرقي، بعد أيام من فقدان الاتصال معه. وقالوا إن القائد المعروف باسم «أبو المقدام»، ويقاتل في صفوف حركة «أحرار الشام»، يُطلق عليه لقب «قناص الدبابات». وذكر معارضون أن مقاتلي «داعش» اعتقلوه أثناء عودته من القلمون مرورا بشرق حماه، وذُبح على خلفية القتال المتواصل بين الكتائب الإسلامية و«داعش».
وفي غضون ذلك، لقي تسعة مقاتلين حتفهم بينهم قيادي من جبهة النصرة وقيادي في لواء إسلامي، إثر تفجير «داعش» سيارة مفخخة قرب مبنى البريد في بلدة الشحيل بالريف الشرقي لمدينة دير الزور التي يتخذ منها لواء إسلامي مقاتل مقرا له، كما قتل في التفجير نفسه ثلاثة أطفال. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اشتباكات عنيفة بين «داعش» من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية من جهة أخرى، في محيط بلدة جديد عكيدات بريف دير الزور الشرقي.
من جهة أخرى، واصل المقاتلون المعارضون عملياتهم في الشمال، بهدف إحكام السيطرة على نقاط تجمع القوات الحكومية جنوب محافظة إدلب وشمال محافظة حماه. وأعلنت عدة كتائب وألوية إسلامية عن بدء معركة «الفرقان لدحر الطغيان» في ريف حماه الشرقي، لقطع طريق إمداد قوات النظام بين السلمية والرقة وحلب، حيث تدور اشتباكات عنيفة مع قوات النظام في المنطقة. وترافق ذلك مع استهداف الكتائب الإسلامية تل عبد العزيز الذي تتمركز فيه قوات النظام بصواريخ محلية الصنع، بينما استهدف مقاتلو الكتائب الإسلامية عربة مدرعة لقوات النظام، في قرية الرحية بناحية الحمرا، بقذائف هاون. وذكرت مصادر عسكرية معارضة أن الجيش السوري الحر استهدف مراكز تجمع لقوات النظام في قرية الصبورة وحاجز الصيادي العسكري في ريف حماه الشرقي بصواريخ غراد، مما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف قوات النظام.
في المقابل، أفاد ناشطون باستهداف مروحيات تابعة للجيش النظامي مناطق في بلدة اللطامنة وقرية مورك في ريف حماه الشمالي، بالتزامن مع قصف قوات النظام الموجودة على حاجز التاعونة العسكري في بلدة عقرب بريف حماه الجنوبي، مما أدى إلى احتراق الأراضي الزراعية في البلدة.
في هذا الوقت، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطيران المروحي قصف ببرميلين متفجرين مناطق في حي السكن الشبابي بالأشرفية في حلب، كما تعرضت مناطق في مخيم حندرات ومحيط السجن المركزي لقصف بالبراميل المتفجرة من الطيران المروحي، بالتزامن مع قصف الطيران الحربي على مناطق في مخيم حندرات.
ورد مقاتلو المعارضة باستهداف حي «باب الفرج» الخاضع لسيطرة القوات النظامية بقذائف الهاون، مما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل. وأفاد ناشطون مدنيون من الحي بمقتل عدد من عناصر قوات النظام بينهم ضابط برتبة عقيد في الجيش السوري النظامي، وإصابة أكثر من 17 مدنيا.
إلى ذلك، عاد التوتر إلى تخوم مدينة دمشق، حيث استهدفت الكتائب الإسلامية نقاطا عسكرية للقوات الحكومية على أطراف بلدة المليحة بقذائف الهاون بحسب المرصد السوري، في موازاة تعرض المدينة لـ12 غارة جوية، في حين تعرضت حرستا لقصف مدفعي.
وفي الجنوب حيث تنفذ القوات الحكومية حملة عسكرية كبيرة لاستعادة مواقع استراتيجية سيطرت عليها المعارضة قبل أسبوعين، وتحديدا في بلدة «نوى»، نفّذ الطيران الحربي عدة غارات على مناطق في محيط تل الجابية، بالقرب من مدينة نوى، والذي تسيطر عليه جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وكتائب إسلامية، وترافق ذلك مع قصف من قبل قوات النظام على مناطق في المدينة بالتزامن مع اشتباكات في محيطها، في محاولة من قوات النظام لاقتحام المدينة، بينما نفّذ الطيران الحربي ثلاث غارات على مناطق في بلدة جاسم.
السبت 17 أيار (مايو) 2014
على الرغم من الانتكاسات الخطيرة التي ألمّت مؤخراً بميليشيات الثوار والمتمردين في وسط وشمال سوريا، إلا أن هؤلاء المقاتلين يحققون حالياً نجاحات كبيرة في جنوب البلاد - وهي المنطقة الواقعة بين دمشق والحدود الإسرائيلية والأردنية. ويتخد الموالون للرئيس السوري بشار الأسد مواقف دفاعية على جميع الجبهات ذات الصلة، ويخاطرون بخسارة هذا القطاع الهام ذو الأهمية الاستراتيجية. وبات يتّضح يوماً بعد يوم أن زحف الثوار والمتمردين نحو العاصمة من جهة الجنوب قد يكون واعداً من الناحية العسكرية أكثر من الهجوم من جهة خطوط المواجهة المتأزمة حتى الآن في شمال دمشق. وقد نشهد خلال الأسابيع القليلة المقبلة حصول الثوار والمتمردين على المزيد من المكاسب الرئيسية في الجبهة الجنوبية، التي قد تشكل في النهاية التهديد الرئيسي على سيطرة الأسد.
مزايا الثوار في الجنوب
هناك مئة كيلومتر فقط تفصل الخطوط الأمامية الأردنية والإسرائيلية عن العاصمة السورية، وهي مسافة أقصر بكثير من تلك اللازمة لتقدّم الثوار والمتمردين من معاقلهم في شمال البلاد نحو دمشق. بيد أن انتشار وحدات الجيش السوري ضئيلٌ في الجنوب، حيث هي معزولة غالباً، وتعاني من تدني الروح المعنوية - وتعتمد حالياً على الدعم من متطوعين متفرقين غير نظاميين ينتمون إلى مناطق أخرى من البلاد. وجديرٌ بالذكر أن المعارضة لم تنظر جدياً قط في خيار الهجوم على دمشق من الجنوب على مدى الأعوام الثلاثة الماضية، لكن الحسابات قد تغيرت في الوقت الحالي نظراً لعدم قدرة قوات الأسد بصورة متزايدة على الحفاظ على الأراضي التي تحت سيطرتها في المنطقة الواسعة التي تمتد من دمشق إلى الحدود الأردنية في الجنوب، وإلى مرتفعات الجولان في إسرائيل في الغرب، وعلى طول الطريق إلى جبل الدروز في الشرق. وإذا قرر الثوار والمتمردون فعلاً الزحف نحو دمشق، لا بد لهم من تجنيد تعزيزاتٍ كبيرة من الشمال. وقد سبق لقادتهم أن صرّحوا بأن حملتهم الحالية المسماة "اقترب الوصول يا شام الرسول" تستند فعلياً إلى هجوم ذي محورين على دمشق: من درعا ومن القنيطرة.
وفي حين أن أنصار الأسد و «حزب الله» قد حققوا انتصارات في شمال وشرق دمشق، إلا أن الوضع في الجنوب - كما ذُكر إعلاه - قد أثبت أنه مختلفاً للغاية. وما حصل بالتحديد هو أنّ كلا اللواءين 61 و 90 التابعان للجيش السوري والمتمركزان قبالة وحدات "جيش الدفاع الإسرائيلي" تكبدا خسائر جمّة شلّت فعاليتهما العملانية. وكان اللواء 61 قد هُزِّم من قبل الثوار والمتمردين في القاعدة الاستراتيجية العسكرية تل الجابية بالقرب من نوى، فضلاً عن أماكن أخرى. وفي الوقت نفسه، فقد اللواء 90 السيطرة على جزء كبير من المنطقة الحدودية مع إسرائيل، بما في ذلك الأرض المرتفعة في تل الأحمر و تل كُدنا.
والآن بات الجزء الجنوبي من درعا عند الحدود الأردنية خاضعاً لسيطرة جماعات الثوار والمتمردين بينما يسيطر الموالون للنظام - بما في ذلك الوحدات المتبقية من الفرقة الثالثة - على القسم الشمالي من المدينة. إلا أن الثوار والمتمردين هم من يمسكون بزمام السلطة في غالبية المناطق الواقعة عند أطراف محافظة درعا، بما في ذلك المعبر الرئيسي المغلق حالياً. وفي القطاع الشمالي، استحوذ الثوار والمتمردون - الذي يعملون كتحالفٍ من فصائل متنافسة في بعض الأحيان - على القسم الأكبر من محافظة القنيطرة، ليشكلوا بذلك خطراً محدقاً لهذه العاصمة الإقليمية. فخسارة القنيطرة قد تعتبر هزيمة رمزية هائلة لنظام الأسد، الذي يبذل كل ما في وسعه لإبقاء سيطرته على هذه المدينة وعلى شريط القرى الممتد شمالها. وحيث بات احتلال القنيطرة إمكانيةً حقيقية للثوار والمتمردين، لا يُعرف بعد ما إذا كانوا سيستطيعون الحفاظ على سيطرتهم عليها لفترة طويلة.
وتجدر الإشارة إلى أن جماعات الثوار والمتمردين المختلفة في الجنوب تضمّ نحو عشرين ألف مقاتل، وقد نجحت خلال العمليات الأخيرة في نشر ما يقارب الخمسمائة مقاتل في هجوم واحد. وتفيد مصادر المعارضة السورية أن الجهود التي تبذل في الجنوب مدعومة بغرفة عمليات خارج درعا يديرها العقيد زياد الحريري، في حين أن القوات التي تهاجم القنيطرة تعمل تحت إمرة ضابط منشق آخر عن الجيش السوري هو النقيب أبو حيدر. ويشمل المقاتلون الجنوبيون بشكل رئيسي أعضاء من "جبهة ثوار سوريا" بقيادة جمال معلوف، مع الإشارة إلى أنهم يملكون اليوم صواريخ "تاو" المضادة للدبابات، بالإضافة إلى مقاتلين من جماعات أخرى من ضمنهم «جبهة النصرة» - ذراع تنظيم «القاعدة» في سوريا - وغيرهم من السلفيين الجهاديين. وتكمن قوة الميليشيا الإسلامية بشكل أساسي في مناطق مثل جاسم وإنخل وخان الشيخ، علماً بأن ما يعزز هذه القوة هو كون معظم المقاتلين من السكان المحليين - الأمر الذي يحد من الاقتتال الداخلي ويمهد الطريق لقيام تعاون أكبر. ولم يتغير هذا المنحى على إثر عملية اختطاف العقيد في "الجيش السوري الحر" أحمد النعمة من قبل «جبهة النصرة» قرب درعا. كما أن صواريخ "تاو" القليلة التي تم إطلاقها حتى الآن أثبتت فعاليتها في تدمير دبابات الجيش السوري ومنع النظام من إرسال دباباته لدحر المكاسب التي حققها الثوار والمتمردون.
المأزق الذي يواجهه النظام
نظراً لهذا التهديد المتعاظم من الجنوب، يواجه نظام الأسد معضلة صعبة. وبادئ ذي بدء، إن إعادة انتشار القوات من الشمال قد تسبب في تعريض مختلف القطاعات لغارات الثوار والمتمردين. ولا يملك الجيش السوري أي احتياطي يمكنه التصرف به، وعلى أي حال فإن ما تبقى من الجيش يعتبر أقل موثوقية وشراسة من الميليشيات المجندة محلياً ومن قوات «حزب الله». ولكن إذا لم ينجح الأسد في إيجاد تعزيزات جديدة في الجنوب، قد يواجه قريباً خسارة مدينة القنيطرة وتهديداً مباشراً من أهم معسكرات الفوج التاسع في الكسوة وقطنا وكناكر عند أطراف دمشق.
دور إسرائيل واحتياجات الثوار والمتمردين
على خلاف كافة التوقعات السابقة، قد يكون الجنوب هو الجبهة الحاسمة. فتحالفات الثوار والمتمردين تثبت فعاليتها في وجه مراكز النظام العسكرية. كما تحرص هذه الجماعات - من بين أمور أخرى - على عدم استفزاز الإسرائيليين عبر الحدود، على الرغم من أن المعارك بين الثوار والمتمردين من جهة والنظام من جهة أخرى تجري غالباً على بُعد أمتار من الخط الفاصل من عام 1974 المتوافق عليه بين سوريا وإسرائيل.
ولا يملك الأسد القوات اللازمة لحماية القطاع الجنوبي، الذي يتبين أنه نقطة ضعف النظام، كما يعجز عن جمع التعزيزات اللازمة لصدّ الهجوم المقبل الذي توعّدت به قيادات الثوار والمتمردين. ويدرك الأسد أن هؤلاء يتجنبون أي اشتباكات مع إسرائيل. وفي الواقع أن الثوار والمتمردين يعتبرون أن إسرائيل "تحمي ظهرهم" عند مرتفعات الجولان، وبلغ الأمر بقيام وسائل الإعلام في دمشق باتهام "جيش الدفاع الإسرائيلي" بالفعل بـ "تسهيل" تحركات الثوار والمتمردين خلال هجومهم على القنيطرة، مبررين ذلك بإقدام إسرائيل على إعلان منطقة الجولان الحدودية "منطقة عسكرية مغلقة". وباتت المنطقة محظورة على المدنيين كما تم تكثيف العمليات الأمنية والاستخباراتية فيها.
وفي حال حشد الثوار والمتمردون قواتٍ كافية في الجنوب، بدلاً من تركيزهم المعتاد على الجبهات الشمالية، من الممكن أن يتمكنوا من تغيير مسار المعركة على دمشق. إلا أن حدوث ذلك يستلزم منهم نشر قوات إضافية في هذه المنطقة. وحتى الآن، لم يحدث ذلك بعد. كما أن دعم الزحف الجنوبي نحو دمشق وتوفير المزيد من المعدات العسكرية من قبل الغرب أو الدول العربية يشكلان اليوم أولوية - لا تهدف فقط إلى التغلب على قوات الأسد بل الحفاظ أيضاً على تفوّق الجماعات المتمردة المعتدلة على الجهاديين.
إهود يعاري هو زميل ليفر الدولي في معهد واشنطن ومعلق لشؤون الشرق الأوسط في القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي.
رقعة المعارك بين الفصائل المسلحة و«داعش» تتسع.. وكتائب تطلق معركة «الفرقان»
التنظيم يفجر سيارة مفخخة في دير الزور ومقتل تسعة بينهم قائد في «النصرة»
|
بيروت: نذير رضا
أطلقت كتائب وألوية إسلامية معارضة في سوريا، أمس، معركة «الفرقان لدحر الطغيان» في ريف حماه الشرقي، بهدف قطع طريق إمداد القوات الحكومية بين مدن السلمية والرقة وحلب، استكمالا لتصعيد المعارضة بريفي إدلب وحماه لربط المنطقتين والسيطرة على مواقع عسكرية تابعة للنظام. وفي موازاة ذلك، نفذ مقاتلون معارضون هجمات ضد مواقع سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ«داعش» في الرقة، في حين قتل قائدان عسكريان ميدانيان في دير الزور جراء تفجير «داعش» سيارة مفخخة بالتزامن مع اشتباكات بين الطرفين.وقادت فصائل معارضة حملة عسكرية ضد «داعش» شرق وشمال سوريا. ففي الرقة التي تعد معقل «داعش»، واصل لواء ثوار الرقة التابع للجيش السوري الحر معاركه مع التنظيم المتشدد في تل أبيض. وذكر «مكتب أخبار سوريا» أن اللواء سيطر على قرى فريعان وزنار والحيمر والبوقة، وذلك بعد أن بسط نفوذه على قرية زنوبا.
وأفاد الناشط الإعلامي المعارض أبو الحمزة الرقاوي بأن لواء ثوار الرقة استطاعوا التقدم وإحكام الحصار على حاجز كفيفة العسكري، الذي يعتبر المقر الرئيس لتنظيم داعش في شمال المحافظة، مشيرا إلى مقتل «ما يقارب 20 مقاتلا» من التنظيم بالإضافة لتحقيق «إصابات مباشرة» في مواقعه في المنطقة.
ويستمر الصراع بوتيرة أخف في مناطق تمكن مقاتلو المعارضة من طرد عناصر «داعش» منها، شمال سوريا. وذكر ناشطون أن عناصر من «داعش» ذبحوا قائد لواء المدفعية والصواريخ في حركة إسلامية مقاتلة في منطقة «عقيربات» بريف حماه الجنوبي الشرقي، بعد أيام من فقدان الاتصال معه. وقالوا إن القائد المعروف باسم «أبو المقدام»، ويقاتل في صفوف حركة «أحرار الشام»، يُطلق عليه لقب «قناص الدبابات». وذكر معارضون أن مقاتلي «داعش» اعتقلوه أثناء عودته من القلمون مرورا بشرق حماه، وذُبح على خلفية القتال المتواصل بين الكتائب الإسلامية و«داعش».
وفي غضون ذلك، لقي تسعة مقاتلين حتفهم بينهم قيادي من جبهة النصرة وقيادي في لواء إسلامي، إثر تفجير «داعش» سيارة مفخخة قرب مبنى البريد في بلدة الشحيل بالريف الشرقي لمدينة دير الزور التي يتخذ منها لواء إسلامي مقاتل مقرا له، كما قتل في التفجير نفسه ثلاثة أطفال. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اشتباكات عنيفة بين «داعش» من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية من جهة أخرى، في محيط بلدة جديد عكيدات بريف دير الزور الشرقي.
من جهة أخرى، واصل المقاتلون المعارضون عملياتهم في الشمال، بهدف إحكام السيطرة على نقاط تجمع القوات الحكومية جنوب محافظة إدلب وشمال محافظة حماه. وأعلنت عدة كتائب وألوية إسلامية عن بدء معركة «الفرقان لدحر الطغيان» في ريف حماه الشرقي، لقطع طريق إمداد قوات النظام بين السلمية والرقة وحلب، حيث تدور اشتباكات عنيفة مع قوات النظام في المنطقة. وترافق ذلك مع استهداف الكتائب الإسلامية تل عبد العزيز الذي تتمركز فيه قوات النظام بصواريخ محلية الصنع، بينما استهدف مقاتلو الكتائب الإسلامية عربة مدرعة لقوات النظام، في قرية الرحية بناحية الحمرا، بقذائف هاون. وذكرت مصادر عسكرية معارضة أن الجيش السوري الحر استهدف مراكز تجمع لقوات النظام في قرية الصبورة وحاجز الصيادي العسكري في ريف حماه الشرقي بصواريخ غراد، مما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف قوات النظام.
في المقابل، أفاد ناشطون باستهداف مروحيات تابعة للجيش النظامي مناطق في بلدة اللطامنة وقرية مورك في ريف حماه الشمالي، بالتزامن مع قصف قوات النظام الموجودة على حاجز التاعونة العسكري في بلدة عقرب بريف حماه الجنوبي، مما أدى إلى احتراق الأراضي الزراعية في البلدة.
في هذا الوقت، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطيران المروحي قصف ببرميلين متفجرين مناطق في حي السكن الشبابي بالأشرفية في حلب، كما تعرضت مناطق في مخيم حندرات ومحيط السجن المركزي لقصف بالبراميل المتفجرة من الطيران المروحي، بالتزامن مع قصف الطيران الحربي على مناطق في مخيم حندرات.
ورد مقاتلو المعارضة باستهداف حي «باب الفرج» الخاضع لسيطرة القوات النظامية بقذائف الهاون، مما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل. وأفاد ناشطون مدنيون من الحي بمقتل عدد من عناصر قوات النظام بينهم ضابط برتبة عقيد في الجيش السوري النظامي، وإصابة أكثر من 17 مدنيا.
إلى ذلك، عاد التوتر إلى تخوم مدينة دمشق، حيث استهدفت الكتائب الإسلامية نقاطا عسكرية للقوات الحكومية على أطراف بلدة المليحة بقذائف الهاون بحسب المرصد السوري، في موازاة تعرض المدينة لـ12 غارة جوية، في حين تعرضت حرستا لقصف مدفعي.
وفي الجنوب حيث تنفذ القوات الحكومية حملة عسكرية كبيرة لاستعادة مواقع استراتيجية سيطرت عليها المعارضة قبل أسبوعين، وتحديدا في بلدة «نوى»، نفّذ الطيران الحربي عدة غارات على مناطق في محيط تل الجابية، بالقرب من مدينة نوى، والذي تسيطر عليه جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وكتائب إسلامية، وترافق ذلك مع قصف من قبل قوات النظام على مناطق في المدينة بالتزامن مع اشتباكات في محيطها، في محاولة من قوات النظام لاقتحام المدينة، بينما نفّذ الطيران الحربي ثلاث غارات على مناطق في بلدة جاسم.
أطلقت كتائب وألوية إسلامية معارضة في سوريا، أمس، معركة «الفرقان لدحر الطغيان» في ريف حماه الشرقي، بهدف قطع طريق إمداد القوات الحكومية بين مدن السلمية والرقة وحلب، استكمالا لتصعيد المعارضة بريفي إدلب وحماه لربط المنطقتين والسيطرة على مواقع عسكرية تابعة للنظام. وفي موازاة ذلك، نفذ مقاتلون معارضون هجمات ضد مواقع سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ«داعش» في الرقة، في حين قتل قائدان عسكريان ميدانيان في دير الزور جراء تفجير «داعش» سيارة مفخخة بالتزامن مع اشتباكات بين الطرفين.وقادت فصائل معارضة حملة عسكرية ضد «داعش» شرق وشمال سوريا. ففي الرقة التي تعد معقل «داعش»، واصل لواء ثوار الرقة التابع للجيش السوري الحر معاركه مع التنظيم المتشدد في تل أبيض. وذكر «مكتب أخبار سوريا» أن اللواء سيطر على قرى فريعان وزنار والحيمر والبوقة، وذلك بعد أن بسط نفوذه على قرية زنوبا.
وأفاد الناشط الإعلامي المعارض أبو الحمزة الرقاوي بأن لواء ثوار الرقة استطاعوا التقدم وإحكام الحصار على حاجز كفيفة العسكري، الذي يعتبر المقر الرئيس لتنظيم داعش في شمال المحافظة، مشيرا إلى مقتل «ما يقارب 20 مقاتلا» من التنظيم بالإضافة لتحقيق «إصابات مباشرة» في مواقعه في المنطقة.
ويستمر الصراع بوتيرة أخف في مناطق تمكن مقاتلو المعارضة من طرد عناصر «داعش» منها، شمال سوريا. وذكر ناشطون أن عناصر من «داعش» ذبحوا قائد لواء المدفعية والصواريخ في حركة إسلامية مقاتلة في منطقة «عقيربات» بريف حماه الجنوبي الشرقي، بعد أيام من فقدان الاتصال معه. وقالوا إن القائد المعروف باسم «أبو المقدام»، ويقاتل في صفوف حركة «أحرار الشام»، يُطلق عليه لقب «قناص الدبابات». وذكر معارضون أن مقاتلي «داعش» اعتقلوه أثناء عودته من القلمون مرورا بشرق حماه، وذُبح على خلفية القتال المتواصل بين الكتائب الإسلامية و«داعش».
وفي غضون ذلك، لقي تسعة مقاتلين حتفهم بينهم قيادي من جبهة النصرة وقيادي في لواء إسلامي، إثر تفجير «داعش» سيارة مفخخة قرب مبنى البريد في بلدة الشحيل بالريف الشرقي لمدينة دير الزور التي يتخذ منها لواء إسلامي مقاتل مقرا له، كما قتل في التفجير نفسه ثلاثة أطفال. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اشتباكات عنيفة بين «داعش» من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية من جهة أخرى، في محيط بلدة جديد عكيدات بريف دير الزور الشرقي.
من جهة أخرى، واصل المقاتلون المعارضون عملياتهم في الشمال، بهدف إحكام السيطرة على نقاط تجمع القوات الحكومية جنوب محافظة إدلب وشمال محافظة حماه. وأعلنت عدة كتائب وألوية إسلامية عن بدء معركة «الفرقان لدحر الطغيان» في ريف حماه الشرقي، لقطع طريق إمداد قوات النظام بين السلمية والرقة وحلب، حيث تدور اشتباكات عنيفة مع قوات النظام في المنطقة. وترافق ذلك مع استهداف الكتائب الإسلامية تل عبد العزيز الذي تتمركز فيه قوات النظام بصواريخ محلية الصنع، بينما استهدف مقاتلو الكتائب الإسلامية عربة مدرعة لقوات النظام، في قرية الرحية بناحية الحمرا، بقذائف هاون. وذكرت مصادر عسكرية معارضة أن الجيش السوري الحر استهدف مراكز تجمع لقوات النظام في قرية الصبورة وحاجز الصيادي العسكري في ريف حماه الشرقي بصواريخ غراد، مما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف قوات النظام.
في المقابل، أفاد ناشطون باستهداف مروحيات تابعة للجيش النظامي مناطق في بلدة اللطامنة وقرية مورك في ريف حماه الشمالي، بالتزامن مع قصف قوات النظام الموجودة على حاجز التاعونة العسكري في بلدة عقرب بريف حماه الجنوبي، مما أدى إلى احتراق الأراضي الزراعية في البلدة.
في هذا الوقت، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطيران المروحي قصف ببرميلين متفجرين مناطق في حي السكن الشبابي بالأشرفية في حلب، كما تعرضت مناطق في مخيم حندرات ومحيط السجن المركزي لقصف بالبراميل المتفجرة من الطيران المروحي، بالتزامن مع قصف الطيران الحربي على مناطق في مخيم حندرات.
ورد مقاتلو المعارضة باستهداف حي «باب الفرج» الخاضع لسيطرة القوات النظامية بقذائف الهاون، مما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل. وأفاد ناشطون مدنيون من الحي بمقتل عدد من عناصر قوات النظام بينهم ضابط برتبة عقيد في الجيش السوري النظامي، وإصابة أكثر من 17 مدنيا.
إلى ذلك، عاد التوتر إلى تخوم مدينة دمشق، حيث استهدفت الكتائب الإسلامية نقاطا عسكرية للقوات الحكومية على أطراف بلدة المليحة بقذائف الهاون بحسب المرصد السوري، في موازاة تعرض المدينة لـ12 غارة جوية، في حين تعرضت حرستا لقصف مدفعي.
وفي الجنوب حيث تنفذ القوات الحكومية حملة عسكرية كبيرة لاستعادة مواقع استراتيجية سيطرت عليها المعارضة قبل أسبوعين، وتحديدا في بلدة «نوى»، نفّذ الطيران الحربي عدة غارات على مناطق في محيط تل الجابية، بالقرب من مدينة نوى، والذي تسيطر عليه جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وكتائب إسلامية، وترافق ذلك مع قصف من قبل قوات النظام على مناطق في المدينة بالتزامن مع اشتباكات في محيطها، في محاولة من قوات النظام لاقتحام المدينة، بينما نفّذ الطيران الحربي ثلاث غارات على مناطق في بلدة جاسم.
داعش يستهدف "الحر" في ريف حمص والأسد يدك ريف درعا
أعلن التنظيم تلبيسة والرستن أهدافا مشروعة فيما شنت قوات النظام حملة عسكرية على نوى
المعارضة السورية استعادت المبادرة الميدانية في الشمال وتسعى لربط حماه بإدلب
«الائتلاف»: تقدمنا في 15 نقطة عسكرية.. و«المرصد» يؤكد وصول أسلحة
بيروت: نذير رضا
باتت «معركة الشمال» السوري هي الوجهة الرئيسة «لطرد قوات النظام بعد اتفاق الهدنة في حمص الأسبوع الماضي، وإحراز قوات المعارضة 12 تقدما في محافظتي إدلب وحماه، بشمال سوريا، منذ مطلع الشهر الحالي»، وفق ما تقول مصادر المعارضة في الشمال لـ«الشرق الأوسط». وقد عزز المقاتلون من قدراتهم بعد «وصول أسلحة إليهم»، بحسب رامي عبد الرحمن، مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إلى جانب «اتباع تكتيكات جديدة، وخطط عسكرية لنسف المواقع الكبيرة التي تتمركز فيها القوات الحكومية، وربط محافظة إدلب بشمال محافظة حماه».وسجل الأسبوعان الأخيران عمليات نوعية لمقاتلي المعارضة، تبنت «جبهة النصرة» المرتبطة بتنظيم القاعدة بعضها، فيما تبنت «الجبهة الإسلامية»، وهي كبرى تشكيلات العسكرية المعارضة السورية، البعض الآخر. وجاءت تلك العمليات المتمثلة بتفجير الأنفاق في إدلب وحلب، واستهداف الحواجز ونقاط التجمع النظامية بعبوات ناسفة في حماه، استكمالا لهجمات شنها مقاتلة «حركة حزم» المعارضة، بعد امتلاكها صواريخ «تاو» الأميركية المضادة للدروع.
وأكد «الائتلاف الوطني السوري»، في بيان أصدره أمس، أن المعارضة استطاعت التقدم في ست نقاط بمحافظة إدلب، وست نقاط عسكرية أخرى في محافظة حماه، خلال 15 يوما بدءا من مطلع الشهر الحالي. كما سيطرت على أربع نقاط عسكرية في ريف اللاذقية، وثلاث نقاط عسكرية في حلب التي تشهد اشتباكات واسعة، وتتعرض لقصف عنيف من القوات الحكومية.
وصعدت قوات المعارضة السورية، منذ يومين، من هجماتها النوعية، تمثلت بتفجير معسكر وادي الضيف، وتفجير حاجز في منطقة خان شيخون، في ريف إدلب، غداة تحقيق المعارضة تقدما بريف حماه الشمالي، وجنوب إدلب. وحسب عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن هذا التصعيد «يهدف إلى السيطرة على مواقع النظام في إدلب وريفها، وتحديدا في محيط مدينة معرة النعمان، لتصل مواقع نفوذها في شمال حماه»، مؤكدا أن هذه المساحة الواسعة التي يحتفظ بها النظام بسيطرة ميدانية «تشهد عمليات عسكرية وسط تراجع للنظام الذي يعاني حاجة للعديد والقوة البشرية».
ووفقا لعبد الرحمن فإن قوات النظام «تفقد السيطرة الميدانية من ريف حماه الشمالي وصولا إلى حلب شرقا، وريف اللاذقية غربا حيث لم يتمكن من استعادة سيطرته على مدينة كسب ومعبرها والتلال المحيطة بها»، وأرجع هذا التقدم إلى «وصول الأسلحة إلى المعارضة في الشمال»، من غير تحديد ما إذا كان مصدرها داخليا أم خارجيا، كما إلى «التوحد في القتال والخطط العسكرية النوعية في المنطقة».
وتحكم القوات الحكومية سيطرتها على معرة النعمان والمناطق الواقعة بين جنوب إدلب وشمال حماه، عبر ثلاثة مواقع عسكرية كبيرة، كان معسكر وادي الضيف أحدها، وقد تعرض أول من أمس لهجوم ضخم بتفجير نفق أسفله، أدى إلى إزالته من موقعه، وذلك بعد أسبوع من هجوم تعرض له مركز للقوات الحكومية قرب المعسكر، أسفر عن مقتل 30 جنديا، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
ويعد المعسكر واحدا من ثلاثة مواقع عسكرية مرتفعة تسيطر عليها القوات الحكومية، في المنطقة الواقعة بين محافظتي إدلب وحماه، بينها قاعدة الحميدية التي تتعرض لهجمات من المعارضة، وتشرف على الطريق الذي يصل اللاذقية بإدلب ومنها إلى حلب. وتتمركز في معسكر وادي الضيف، بحسب مصادر المعارضة بإدلب، «مرابض مدفعية وراجمات صواريخ يصل مداها إلى 30 كيلومترا، قصفت في السابق مدينة معرة النعمان في إدلب، ولاحقت المعارضين في ريف حماه الشمالي، كما وفرت حماية وتغطية نارية للحواجز المنتشرة في إدلب وحماه».
ومن شأن نسف المعسكر أن يساعد مقاتلي المعارضة على اقتحام القاعدة التي تستخدم لشن هجمات على المناطق المحيطة في محافظة إدلب، بحسب قائد ميداني تابع لـ«الجبهة الإسلامية»، موضحا أنه «لو حدث هجوم آخر كهذا، فلن نكون في حاجة إلى التحرك للسيطرة على القاعدة». وفور سيطرة مقاتلي المعارضة على القاعدة، «سيحكمون سيطرتهم على كل جنوب إدلب الواقعة في شمال غربي سوريا قرب الحدود التركية»، كما قال القائد الميداني.
وتكمن الأهمية الاستراتيجية للمعسكر في كونه آخر نقطة اتصال عسكري شمال منطقة حماه على حدود محافظة إدلب. ويقول ناشطون معارضون إن حماه تعد أحد أهم المراكز العسكرية للنظام ونقطة الإمداد العسكري لمختلف المناطق السورية. ويؤكد هؤلاء أن وادي الضيف هي نقطة الحماية من الخلف لوجود القوات النظامية في حماه، وقادرة على صد هجمات المعارضة إذا حاولت التقدم من الشمال إلى المناطق الوسطى. وقد حققت المعارضة تقدما في حماه، في المناطق المحيطة بمدينة مورك. ويوفر وصل المناطق في إدلب وحماه ببضعها، طريق إمداد مهم بالنسبة للمعارضة السورية، ويساعد على قطع إمدادات القوات الحكومية بين حلب والساحل، ما يمكن المعارضة من إحراز تقدم في حلب.
هدنة في أول معاقل «الحر» جنوب دمشق.. والمعارضة توحد جهودها في حماه ودير الزور
سورية تحتضن طفليها وأخرى في صدمة بعد قصف حكومي استهدف مدينة حلب أمس (أ.ف.ب)
بيروت: نذير رضا
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، مقتل أكثر من 850 معتقلا تحت التعذيب في سجون النظام السوري منذ مطلع العام الحالي، بينهم 15 طفلا وست نساء، معربا عن خشيته من أن يكون مصير 18 ألف معتقل مفقود، مشابها. وفيما تواصلت الاشتباكات بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة في محافظات حلب وحماه وريف دمشق ودرعا، توحدت كتائب دير الزور، رسميا، لمنع سقوط المدينة بيد مهاجمي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش). وجاء ذلك بينما توصل المعارضون في حي القدم بدمشق إلى هدنة مؤقتة مع النظام، وهو أول حي سيطر عليه مقاتلو الجيش السوري الحر جنوب دمشق، في أبريل (نيسان) 2012.وشهد حي القدم جنوب دمشق هدوءا نسبيا، بعد دخول الهدنة المؤقتة بين القوات الحكومية السورية والمقاتلين المعارضين، حيز التنفيذ. وأعلن المجلس المحلي في الحي التوصل إلى اتفاق لوقف النار مع القوات الحكومية، يشمل مناطق بورسعيد والمادنية وجورة الشريباتي وحي العسالي في ظل القصف الممنهج التي تتعرض له تلك الأحياء، مشيرا، في بيان، إلى أن مدة الاتفاق تستمر لأسبوع كامل قابل للتمديد بحال عدم خرقه، في مقابل التزام قوات النظام بإيقاف تام لعمليات تهديم المنازل التي تمارسها في حي القدم.
وأكد المرصد السوري التوصل إلى هذه الهدنة، وهي استكمال للاتفاقات التي تعقدها دمشق مع مقاتلي المعارضة جنوب دمشق، وتلي اتفاق المعضمية ومخيم اليرموك. وتعد القدم وداريا، آخر المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بمحاذاة حدود دمشق الإدارية من جهة الجنوب.
ويؤكد عضو مجلس الثورة بريف دمشق إسماعيل الداراني لـ«الشرق الأوسط» أن حيي القدم والتضامن المتلاصقين كانا أول الأحياء التي شهدت ظهور جيش السوري الحر وسيطرته عليها في أبريل 2012، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق يشبه الاتفاقات الأخرى التي عقدها النظام بوساطة فعاليات المناطق مع المعارضة لتحييدها عن القتال. وقال إن «القوات الحكومية كثفت أخيرا من وتيرة القصف لأحياء القدم وهدم البيوت المرتفعة لمنع مقاتلي المعارضة من كشف مرصد المدفعية الواقع في منطقة البوابة التي تصل القدم بحي الميدان وتقصف مواقع المعارضة بالحجر الأسود»، مشيرا إلى أن الحي تسيطر عليه كتيبة تابعة لـ«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» المعارضة.
في موازاة ذلك، تواصلت الاشتباكات في داريا وسط قصف تعرضت له المنطقة. وقال ناشط من داريا لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات الحكومية، وبهدف إنشاء مسافة فاصلة مع مقاتلي المعارضة، هدمت ثمانية مبان تقع من الجهة الغربية لمقام سكينة داخل داريا الذي يشهد اشتباكات مستمرة، وهي الجبهة الأبرز التي تشهد معارك بين الطرفين في داريا».
وفي مقابل الهدنة جنوب دمشق، أعلنت عدة كتائب وألوية إسلامية وكتائب وألوية مقاتلة في حماه عن تشكيل غرفة عمليات (فتح من الله) التي ستتولى مهمة تحرير الريف الشمالي الغربي لمحافظة حماه وصولا إلى مدينة حماه، في حين دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة أخرى في محيط بلدة كرناز، كما قصف الطيران المروحي بعد منتصف ليل أمس مناطق في قرية الأمينات في ريف حماه الغربي.
وعلى خط توحد الجهود في حماه، أفاد المرصد السوري باتفاق الكتائب والفصائل والفعاليات داخل مدينة دير الزور باعتبار المدينة خطا أحمر وتجنيبها جميع الصراعات الحاصلة كونها ساحة معركة مع النظام وخط تماس أول، كما اتفقوا على منع جميع الفصائل المقاتلة من نقل الصراع لداخل المدينة، واعتبار الفصيل الذي يقتحمها «خصما وتوجب مقاتلته». وأكد المجتمعون أن القرارات التي يوافق عليها الأغلبية تعتبر ملزمة للجميع وعليهم الرضوخ لها والالتزام بها ما لم تخالف شرع الله. ويأتي هذا الاتفاق بالتزامن مع خوض الكتائب الإسلامية ومقاتلي الجيش الحر معارك ضارية ضد تنظيم «داعش».
من جهة أخرى، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، مقتل أكثر من 850 معتقلا تحت التعذيب في سجون النظام السوري منذ مطلع العام الحالي.
وأكد المرصد السوري ارتفاع عدد القتلى الذين تمكن من توثيقهم داخل المعتقلات وأقبية الأفرع الأمنية السورية وثكنات النظام العسكرية، منذ بداية العام الحالي، وحتى ليل أول من أمس، إلى «847 شهيدا ممن تم إبلاغ عائلاتهم وذويهم بمفارقتهم للحياة، بينهم 15 طفلا دون الـ18 من العمر، وست نساء». وأوضح المرصد أن هؤلاء قضوا نتيجة تعرضهم للتعذيب والإعدام الميداني وسوء الأوضاع الصحية والإنسانية، وحرمانهم الأدوية والعلاج الذي يحتاجونه.
ورجح المرصد، في تقرير أصدره أمس، أن يكون العدد الفعلي للقتلى «أكبر من الرقم الموثق»، نظرا لأن عشرات الآلاف من السوريين يقبعون في السجون والمعتقلات، بينهم 18 ألف معتقل مفقود (...) يخشى المرصد السوري أن يكونوا لاقوا مصيرا مشابها للشهداء الـ847. ولفت إلى أن آلاف المعتقلين يتعرضون لأساليب تعذيب وحشية تسببت بحالات الوفاة، أو الإصابة بأمراض مزمنة، مترافقة مع حرمان من الغذاء والأدوية والعلاج اللازم.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية، إن عدد ضحايا التعذيب يتزايد في الفترة الأخيرة، عازيا الأمر إلى عدم وجود رادع للنظام، مشيرا إلى أنه بات يسلم الجثث إلى ذويها وكأن شيئا لم يحصل. وأضاف «عندما لا يجد المجرم من يحاسبه، يستمر في ارتكاب الجرائم».
ناشطون: الثوار ينسفون معسكر وادي الضيف في ريف معرة النعمان بعد حفر
نفق بطول ٨٦٠ متر و بكمية متفجرات بلغت ٦٠ طن
أوباما يتعهد للجربا بدعم المعارضة المعتدلة
تطوير المساعدات الأميركية مشروط بتماسك المعارضة السورية
واشنطن - بيير غانم
صورة أحمد الجربا مع وفد ائتلاف المعارضة السورية على الطاولة مقابل الرئيس الأميركي باراك أوباما ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس أصبحت منذ نشرها رمزاً لعلاقة المعارضة السورية مع واشنطن.
المعارضة السورية استعادت المبادرة الميدانية في الشمال وتسعى لربط حماه بإدلب
«الائتلاف»: تقدمنا في 15 نقطة عسكرية.. و«المرصد» يؤكد وصول أسلحة
بيروت: نذير رضا
باتت «معركة الشمال» السوري هي الوجهة الرئيسة «لطرد قوات النظام بعد اتفاق الهدنة في حمص الأسبوع الماضي، وإحراز قوات المعارضة 12 تقدما في محافظتي إدلب وحماه، بشمال سوريا، منذ مطلع الشهر الحالي»، وفق ما تقول مصادر المعارضة في الشمال لـ«الشرق الأوسط». وقد عزز المقاتلون من قدراتهم بعد «وصول أسلحة إليهم»، بحسب رامي عبد الرحمن، مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إلى جانب «اتباع تكتيكات جديدة، وخطط عسكرية لنسف المواقع الكبيرة التي تتمركز فيها القوات الحكومية، وربط محافظة إدلب بشمال محافظة حماه».وسجل الأسبوعان الأخيران عمليات نوعية لمقاتلي المعارضة، تبنت «جبهة النصرة» المرتبطة بتنظيم القاعدة بعضها، فيما تبنت «الجبهة الإسلامية»، وهي كبرى تشكيلات العسكرية المعارضة السورية، البعض الآخر. وجاءت تلك العمليات المتمثلة بتفجير الأنفاق في إدلب وحلب، واستهداف الحواجز ونقاط التجمع النظامية بعبوات ناسفة في حماه، استكمالا لهجمات شنها مقاتلة «حركة حزم» المعارضة، بعد امتلاكها صواريخ «تاو» الأميركية المضادة للدروع.
وأكد «الائتلاف الوطني السوري»، في بيان أصدره أمس، أن المعارضة استطاعت التقدم في ست نقاط بمحافظة إدلب، وست نقاط عسكرية أخرى في محافظة حماه، خلال 15 يوما بدءا من مطلع الشهر الحالي. كما سيطرت على أربع نقاط عسكرية في ريف اللاذقية، وثلاث نقاط عسكرية في حلب التي تشهد اشتباكات واسعة، وتتعرض لقصف عنيف من القوات الحكومية.
وصعدت قوات المعارضة السورية، منذ يومين، من هجماتها النوعية، تمثلت بتفجير معسكر وادي الضيف، وتفجير حاجز في منطقة خان شيخون، في ريف إدلب، غداة تحقيق المعارضة تقدما بريف حماه الشمالي، وجنوب إدلب. وحسب عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن هذا التصعيد «يهدف إلى السيطرة على مواقع النظام في إدلب وريفها، وتحديدا في محيط مدينة معرة النعمان، لتصل مواقع نفوذها في شمال حماه»، مؤكدا أن هذه المساحة الواسعة التي يحتفظ بها النظام بسيطرة ميدانية «تشهد عمليات عسكرية وسط تراجع للنظام الذي يعاني حاجة للعديد والقوة البشرية».
ووفقا لعبد الرحمن فإن قوات النظام «تفقد السيطرة الميدانية من ريف حماه الشمالي وصولا إلى حلب شرقا، وريف اللاذقية غربا حيث لم يتمكن من استعادة سيطرته على مدينة كسب ومعبرها والتلال المحيطة بها»، وأرجع هذا التقدم إلى «وصول الأسلحة إلى المعارضة في الشمال»، من غير تحديد ما إذا كان مصدرها داخليا أم خارجيا، كما إلى «التوحد في القتال والخطط العسكرية النوعية في المنطقة».
وتحكم القوات الحكومية سيطرتها على معرة النعمان والمناطق الواقعة بين جنوب إدلب وشمال حماه، عبر ثلاثة مواقع عسكرية كبيرة، كان معسكر وادي الضيف أحدها، وقد تعرض أول من أمس لهجوم ضخم بتفجير نفق أسفله، أدى إلى إزالته من موقعه، وذلك بعد أسبوع من هجوم تعرض له مركز للقوات الحكومية قرب المعسكر، أسفر عن مقتل 30 جنديا، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
ويعد المعسكر واحدا من ثلاثة مواقع عسكرية مرتفعة تسيطر عليها القوات الحكومية، في المنطقة الواقعة بين محافظتي إدلب وحماه، بينها قاعدة الحميدية التي تتعرض لهجمات من المعارضة، وتشرف على الطريق الذي يصل اللاذقية بإدلب ومنها إلى حلب. وتتمركز في معسكر وادي الضيف، بحسب مصادر المعارضة بإدلب، «مرابض مدفعية وراجمات صواريخ يصل مداها إلى 30 كيلومترا، قصفت في السابق مدينة معرة النعمان في إدلب، ولاحقت المعارضين في ريف حماه الشمالي، كما وفرت حماية وتغطية نارية للحواجز المنتشرة في إدلب وحماه».
ومن شأن نسف المعسكر أن يساعد مقاتلي المعارضة على اقتحام القاعدة التي تستخدم لشن هجمات على المناطق المحيطة في محافظة إدلب، بحسب قائد ميداني تابع لـ«الجبهة الإسلامية»، موضحا أنه «لو حدث هجوم آخر كهذا، فلن نكون في حاجة إلى التحرك للسيطرة على القاعدة». وفور سيطرة مقاتلي المعارضة على القاعدة، «سيحكمون سيطرتهم على كل جنوب إدلب الواقعة في شمال غربي سوريا قرب الحدود التركية»، كما قال القائد الميداني.
وتكمن الأهمية الاستراتيجية للمعسكر في كونه آخر نقطة اتصال عسكري شمال منطقة حماه على حدود محافظة إدلب. ويقول ناشطون معارضون إن حماه تعد أحد أهم المراكز العسكرية للنظام ونقطة الإمداد العسكري لمختلف المناطق السورية. ويؤكد هؤلاء أن وادي الضيف هي نقطة الحماية من الخلف لوجود القوات النظامية في حماه، وقادرة على صد هجمات المعارضة إذا حاولت التقدم من الشمال إلى المناطق الوسطى. وقد حققت المعارضة تقدما في حماه، في المناطق المحيطة بمدينة مورك. ويوفر وصل المناطق في إدلب وحماه ببضعها، طريق إمداد مهم بالنسبة للمعارضة السورية، ويساعد على قطع إمدادات القوات الحكومية بين حلب والساحل، ما يمكن المعارضة من إحراز تقدم في حلب.
باتت «معركة الشمال» السوري هي الوجهة الرئيسة «لطرد قوات النظام بعد اتفاق الهدنة في حمص الأسبوع الماضي، وإحراز قوات المعارضة 12 تقدما في محافظتي إدلب وحماه، بشمال سوريا، منذ مطلع الشهر الحالي»، وفق ما تقول مصادر المعارضة في الشمال لـ«الشرق الأوسط». وقد عزز المقاتلون من قدراتهم بعد «وصول أسلحة إليهم»، بحسب رامي عبد الرحمن، مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إلى جانب «اتباع تكتيكات جديدة، وخطط عسكرية لنسف المواقع الكبيرة التي تتمركز فيها القوات الحكومية، وربط محافظة إدلب بشمال محافظة حماه».وسجل الأسبوعان الأخيران عمليات نوعية لمقاتلي المعارضة، تبنت «جبهة النصرة» المرتبطة بتنظيم القاعدة بعضها، فيما تبنت «الجبهة الإسلامية»، وهي كبرى تشكيلات العسكرية المعارضة السورية، البعض الآخر. وجاءت تلك العمليات المتمثلة بتفجير الأنفاق في إدلب وحلب، واستهداف الحواجز ونقاط التجمع النظامية بعبوات ناسفة في حماه، استكمالا لهجمات شنها مقاتلة «حركة حزم» المعارضة، بعد امتلاكها صواريخ «تاو» الأميركية المضادة للدروع.
وأكد «الائتلاف الوطني السوري»، في بيان أصدره أمس، أن المعارضة استطاعت التقدم في ست نقاط بمحافظة إدلب، وست نقاط عسكرية أخرى في محافظة حماه، خلال 15 يوما بدءا من مطلع الشهر الحالي. كما سيطرت على أربع نقاط عسكرية في ريف اللاذقية، وثلاث نقاط عسكرية في حلب التي تشهد اشتباكات واسعة، وتتعرض لقصف عنيف من القوات الحكومية.
وصعدت قوات المعارضة السورية، منذ يومين، من هجماتها النوعية، تمثلت بتفجير معسكر وادي الضيف، وتفجير حاجز في منطقة خان شيخون، في ريف إدلب، غداة تحقيق المعارضة تقدما بريف حماه الشمالي، وجنوب إدلب. وحسب عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن هذا التصعيد «يهدف إلى السيطرة على مواقع النظام في إدلب وريفها، وتحديدا في محيط مدينة معرة النعمان، لتصل مواقع نفوذها في شمال حماه»، مؤكدا أن هذه المساحة الواسعة التي يحتفظ بها النظام بسيطرة ميدانية «تشهد عمليات عسكرية وسط تراجع للنظام الذي يعاني حاجة للعديد والقوة البشرية».
ووفقا لعبد الرحمن فإن قوات النظام «تفقد السيطرة الميدانية من ريف حماه الشمالي وصولا إلى حلب شرقا، وريف اللاذقية غربا حيث لم يتمكن من استعادة سيطرته على مدينة كسب ومعبرها والتلال المحيطة بها»، وأرجع هذا التقدم إلى «وصول الأسلحة إلى المعارضة في الشمال»، من غير تحديد ما إذا كان مصدرها داخليا أم خارجيا، كما إلى «التوحد في القتال والخطط العسكرية النوعية في المنطقة».
وتحكم القوات الحكومية سيطرتها على معرة النعمان والمناطق الواقعة بين جنوب إدلب وشمال حماه، عبر ثلاثة مواقع عسكرية كبيرة، كان معسكر وادي الضيف أحدها، وقد تعرض أول من أمس لهجوم ضخم بتفجير نفق أسفله، أدى إلى إزالته من موقعه، وذلك بعد أسبوع من هجوم تعرض له مركز للقوات الحكومية قرب المعسكر، أسفر عن مقتل 30 جنديا، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
ويعد المعسكر واحدا من ثلاثة مواقع عسكرية مرتفعة تسيطر عليها القوات الحكومية، في المنطقة الواقعة بين محافظتي إدلب وحماه، بينها قاعدة الحميدية التي تتعرض لهجمات من المعارضة، وتشرف على الطريق الذي يصل اللاذقية بإدلب ومنها إلى حلب. وتتمركز في معسكر وادي الضيف، بحسب مصادر المعارضة بإدلب، «مرابض مدفعية وراجمات صواريخ يصل مداها إلى 30 كيلومترا، قصفت في السابق مدينة معرة النعمان في إدلب، ولاحقت المعارضين في ريف حماه الشمالي، كما وفرت حماية وتغطية نارية للحواجز المنتشرة في إدلب وحماه».
ومن شأن نسف المعسكر أن يساعد مقاتلي المعارضة على اقتحام القاعدة التي تستخدم لشن هجمات على المناطق المحيطة في محافظة إدلب، بحسب قائد ميداني تابع لـ«الجبهة الإسلامية»، موضحا أنه «لو حدث هجوم آخر كهذا، فلن نكون في حاجة إلى التحرك للسيطرة على القاعدة». وفور سيطرة مقاتلي المعارضة على القاعدة، «سيحكمون سيطرتهم على كل جنوب إدلب الواقعة في شمال غربي سوريا قرب الحدود التركية»، كما قال القائد الميداني.
وتكمن الأهمية الاستراتيجية للمعسكر في كونه آخر نقطة اتصال عسكري شمال منطقة حماه على حدود محافظة إدلب. ويقول ناشطون معارضون إن حماه تعد أحد أهم المراكز العسكرية للنظام ونقطة الإمداد العسكري لمختلف المناطق السورية. ويؤكد هؤلاء أن وادي الضيف هي نقطة الحماية من الخلف لوجود القوات النظامية في حماه، وقادرة على صد هجمات المعارضة إذا حاولت التقدم من الشمال إلى المناطق الوسطى. وقد حققت المعارضة تقدما في حماه، في المناطق المحيطة بمدينة مورك. ويوفر وصل المناطق في إدلب وحماه ببضعها، طريق إمداد مهم بالنسبة للمعارضة السورية، ويساعد على قطع إمدادات القوات الحكومية بين حلب والساحل، ما يمكن المعارضة من إحراز تقدم في حلب.
هدنة في أول معاقل «الحر» جنوب دمشق.. والمعارضة توحد جهودها في حماه ودير الزور
|
بيروت: نذير رضا
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، مقتل أكثر من 850 معتقلا تحت التعذيب في سجون النظام السوري منذ مطلع العام الحالي، بينهم 15 طفلا وست نساء، معربا عن خشيته من أن يكون مصير 18 ألف معتقل مفقود، مشابها. وفيما تواصلت الاشتباكات بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة في محافظات حلب وحماه وريف دمشق ودرعا، توحدت كتائب دير الزور، رسميا، لمنع سقوط المدينة بيد مهاجمي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش). وجاء ذلك بينما توصل المعارضون في حي القدم بدمشق إلى هدنة مؤقتة مع النظام، وهو أول حي سيطر عليه مقاتلو الجيش السوري الحر جنوب دمشق، في أبريل (نيسان) 2012.وشهد حي القدم جنوب دمشق هدوءا نسبيا، بعد دخول الهدنة المؤقتة بين القوات الحكومية السورية والمقاتلين المعارضين، حيز التنفيذ. وأعلن المجلس المحلي في الحي التوصل إلى اتفاق لوقف النار مع القوات الحكومية، يشمل مناطق بورسعيد والمادنية وجورة الشريباتي وحي العسالي في ظل القصف الممنهج التي تتعرض له تلك الأحياء، مشيرا، في بيان، إلى أن مدة الاتفاق تستمر لأسبوع كامل قابل للتمديد بحال عدم خرقه، في مقابل التزام قوات النظام بإيقاف تام لعمليات تهديم المنازل التي تمارسها في حي القدم.
وأكد المرصد السوري التوصل إلى هذه الهدنة، وهي استكمال للاتفاقات التي تعقدها دمشق مع مقاتلي المعارضة جنوب دمشق، وتلي اتفاق المعضمية ومخيم اليرموك. وتعد القدم وداريا، آخر المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بمحاذاة حدود دمشق الإدارية من جهة الجنوب.
ويؤكد عضو مجلس الثورة بريف دمشق إسماعيل الداراني لـ«الشرق الأوسط» أن حيي القدم والتضامن المتلاصقين كانا أول الأحياء التي شهدت ظهور جيش السوري الحر وسيطرته عليها في أبريل 2012، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق يشبه الاتفاقات الأخرى التي عقدها النظام بوساطة فعاليات المناطق مع المعارضة لتحييدها عن القتال. وقال إن «القوات الحكومية كثفت أخيرا من وتيرة القصف لأحياء القدم وهدم البيوت المرتفعة لمنع مقاتلي المعارضة من كشف مرصد المدفعية الواقع في منطقة البوابة التي تصل القدم بحي الميدان وتقصف مواقع المعارضة بالحجر الأسود»، مشيرا إلى أن الحي تسيطر عليه كتيبة تابعة لـ«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» المعارضة.
في موازاة ذلك، تواصلت الاشتباكات في داريا وسط قصف تعرضت له المنطقة. وقال ناشط من داريا لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات الحكومية، وبهدف إنشاء مسافة فاصلة مع مقاتلي المعارضة، هدمت ثمانية مبان تقع من الجهة الغربية لمقام سكينة داخل داريا الذي يشهد اشتباكات مستمرة، وهي الجبهة الأبرز التي تشهد معارك بين الطرفين في داريا».
وفي مقابل الهدنة جنوب دمشق، أعلنت عدة كتائب وألوية إسلامية وكتائب وألوية مقاتلة في حماه عن تشكيل غرفة عمليات (فتح من الله) التي ستتولى مهمة تحرير الريف الشمالي الغربي لمحافظة حماه وصولا إلى مدينة حماه، في حين دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة أخرى في محيط بلدة كرناز، كما قصف الطيران المروحي بعد منتصف ليل أمس مناطق في قرية الأمينات في ريف حماه الغربي.
وعلى خط توحد الجهود في حماه، أفاد المرصد السوري باتفاق الكتائب والفصائل والفعاليات داخل مدينة دير الزور باعتبار المدينة خطا أحمر وتجنيبها جميع الصراعات الحاصلة كونها ساحة معركة مع النظام وخط تماس أول، كما اتفقوا على منع جميع الفصائل المقاتلة من نقل الصراع لداخل المدينة، واعتبار الفصيل الذي يقتحمها «خصما وتوجب مقاتلته». وأكد المجتمعون أن القرارات التي يوافق عليها الأغلبية تعتبر ملزمة للجميع وعليهم الرضوخ لها والالتزام بها ما لم تخالف شرع الله. ويأتي هذا الاتفاق بالتزامن مع خوض الكتائب الإسلامية ومقاتلي الجيش الحر معارك ضارية ضد تنظيم «داعش».
من جهة أخرى، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، مقتل أكثر من 850 معتقلا تحت التعذيب في سجون النظام السوري منذ مطلع العام الحالي.
وأكد المرصد السوري ارتفاع عدد القتلى الذين تمكن من توثيقهم داخل المعتقلات وأقبية الأفرع الأمنية السورية وثكنات النظام العسكرية، منذ بداية العام الحالي، وحتى ليل أول من أمس، إلى «847 شهيدا ممن تم إبلاغ عائلاتهم وذويهم بمفارقتهم للحياة، بينهم 15 طفلا دون الـ18 من العمر، وست نساء». وأوضح المرصد أن هؤلاء قضوا نتيجة تعرضهم للتعذيب والإعدام الميداني وسوء الأوضاع الصحية والإنسانية، وحرمانهم الأدوية والعلاج الذي يحتاجونه.
ورجح المرصد، في تقرير أصدره أمس، أن يكون العدد الفعلي للقتلى «أكبر من الرقم الموثق»، نظرا لأن عشرات الآلاف من السوريين يقبعون في السجون والمعتقلات، بينهم 18 ألف معتقل مفقود (...) يخشى المرصد السوري أن يكونوا لاقوا مصيرا مشابها للشهداء الـ847. ولفت إلى أن آلاف المعتقلين يتعرضون لأساليب تعذيب وحشية تسببت بحالات الوفاة، أو الإصابة بأمراض مزمنة، مترافقة مع حرمان من الغذاء والأدوية والعلاج اللازم.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية، إن عدد ضحايا التعذيب يتزايد في الفترة الأخيرة، عازيا الأمر إلى عدم وجود رادع للنظام، مشيرا إلى أنه بات يسلم الجثث إلى ذويها وكأن شيئا لم يحصل. وأضاف «عندما لا يجد المجرم من يحاسبه، يستمر في ارتكاب الجرائم».
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، مقتل أكثر من 850 معتقلا تحت التعذيب في سجون النظام السوري منذ مطلع العام الحالي، بينهم 15 طفلا وست نساء، معربا عن خشيته من أن يكون مصير 18 ألف معتقل مفقود، مشابها. وفيما تواصلت الاشتباكات بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة في محافظات حلب وحماه وريف دمشق ودرعا، توحدت كتائب دير الزور، رسميا، لمنع سقوط المدينة بيد مهاجمي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش). وجاء ذلك بينما توصل المعارضون في حي القدم بدمشق إلى هدنة مؤقتة مع النظام، وهو أول حي سيطر عليه مقاتلو الجيش السوري الحر جنوب دمشق، في أبريل (نيسان) 2012.وشهد حي القدم جنوب دمشق هدوءا نسبيا، بعد دخول الهدنة المؤقتة بين القوات الحكومية السورية والمقاتلين المعارضين، حيز التنفيذ. وأعلن المجلس المحلي في الحي التوصل إلى اتفاق لوقف النار مع القوات الحكومية، يشمل مناطق بورسعيد والمادنية وجورة الشريباتي وحي العسالي في ظل القصف الممنهج التي تتعرض له تلك الأحياء، مشيرا، في بيان، إلى أن مدة الاتفاق تستمر لأسبوع كامل قابل للتمديد بحال عدم خرقه، في مقابل التزام قوات النظام بإيقاف تام لعمليات تهديم المنازل التي تمارسها في حي القدم.
وأكد المرصد السوري التوصل إلى هذه الهدنة، وهي استكمال للاتفاقات التي تعقدها دمشق مع مقاتلي المعارضة جنوب دمشق، وتلي اتفاق المعضمية ومخيم اليرموك. وتعد القدم وداريا، آخر المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بمحاذاة حدود دمشق الإدارية من جهة الجنوب.
ويؤكد عضو مجلس الثورة بريف دمشق إسماعيل الداراني لـ«الشرق الأوسط» أن حيي القدم والتضامن المتلاصقين كانا أول الأحياء التي شهدت ظهور جيش السوري الحر وسيطرته عليها في أبريل 2012، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق يشبه الاتفاقات الأخرى التي عقدها النظام بوساطة فعاليات المناطق مع المعارضة لتحييدها عن القتال. وقال إن «القوات الحكومية كثفت أخيرا من وتيرة القصف لأحياء القدم وهدم البيوت المرتفعة لمنع مقاتلي المعارضة من كشف مرصد المدفعية الواقع في منطقة البوابة التي تصل القدم بحي الميدان وتقصف مواقع المعارضة بالحجر الأسود»، مشيرا إلى أن الحي تسيطر عليه كتيبة تابعة لـ«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» المعارضة.
في موازاة ذلك، تواصلت الاشتباكات في داريا وسط قصف تعرضت له المنطقة. وقال ناشط من داريا لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات الحكومية، وبهدف إنشاء مسافة فاصلة مع مقاتلي المعارضة، هدمت ثمانية مبان تقع من الجهة الغربية لمقام سكينة داخل داريا الذي يشهد اشتباكات مستمرة، وهي الجبهة الأبرز التي تشهد معارك بين الطرفين في داريا».
وفي مقابل الهدنة جنوب دمشق، أعلنت عدة كتائب وألوية إسلامية وكتائب وألوية مقاتلة في حماه عن تشكيل غرفة عمليات (فتح من الله) التي ستتولى مهمة تحرير الريف الشمالي الغربي لمحافظة حماه وصولا إلى مدينة حماه، في حين دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة أخرى في محيط بلدة كرناز، كما قصف الطيران المروحي بعد منتصف ليل أمس مناطق في قرية الأمينات في ريف حماه الغربي.
وعلى خط توحد الجهود في حماه، أفاد المرصد السوري باتفاق الكتائب والفصائل والفعاليات داخل مدينة دير الزور باعتبار المدينة خطا أحمر وتجنيبها جميع الصراعات الحاصلة كونها ساحة معركة مع النظام وخط تماس أول، كما اتفقوا على منع جميع الفصائل المقاتلة من نقل الصراع لداخل المدينة، واعتبار الفصيل الذي يقتحمها «خصما وتوجب مقاتلته». وأكد المجتمعون أن القرارات التي يوافق عليها الأغلبية تعتبر ملزمة للجميع وعليهم الرضوخ لها والالتزام بها ما لم تخالف شرع الله. ويأتي هذا الاتفاق بالتزامن مع خوض الكتائب الإسلامية ومقاتلي الجيش الحر معارك ضارية ضد تنظيم «داعش».
من جهة أخرى، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، مقتل أكثر من 850 معتقلا تحت التعذيب في سجون النظام السوري منذ مطلع العام الحالي.
وأكد المرصد السوري ارتفاع عدد القتلى الذين تمكن من توثيقهم داخل المعتقلات وأقبية الأفرع الأمنية السورية وثكنات النظام العسكرية، منذ بداية العام الحالي، وحتى ليل أول من أمس، إلى «847 شهيدا ممن تم إبلاغ عائلاتهم وذويهم بمفارقتهم للحياة، بينهم 15 طفلا دون الـ18 من العمر، وست نساء». وأوضح المرصد أن هؤلاء قضوا نتيجة تعرضهم للتعذيب والإعدام الميداني وسوء الأوضاع الصحية والإنسانية، وحرمانهم الأدوية والعلاج الذي يحتاجونه.
ورجح المرصد، في تقرير أصدره أمس، أن يكون العدد الفعلي للقتلى «أكبر من الرقم الموثق»، نظرا لأن عشرات الآلاف من السوريين يقبعون في السجون والمعتقلات، بينهم 18 ألف معتقل مفقود (...) يخشى المرصد السوري أن يكونوا لاقوا مصيرا مشابها للشهداء الـ847. ولفت إلى أن آلاف المعتقلين يتعرضون لأساليب تعذيب وحشية تسببت بحالات الوفاة، أو الإصابة بأمراض مزمنة، مترافقة مع حرمان من الغذاء والأدوية والعلاج اللازم.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية، إن عدد ضحايا التعذيب يتزايد في الفترة الأخيرة، عازيا الأمر إلى عدم وجود رادع للنظام، مشيرا إلى أنه بات يسلم الجثث إلى ذويها وكأن شيئا لم يحصل. وأضاف «عندما لا يجد المجرم من يحاسبه، يستمر في ارتكاب الجرائم».
نفق بطول ٨٦٠ متر و بكمية متفجرات بلغت ٦٠ طن
أوباما يتعهد للجربا بدعم المعارضة المعتدلة
تطوير المساعدات الأميركية مشروط بتماسك المعارضة السورية
واشنطن - بيير غانم
صورة أحمد الجربا مع وفد ائتلاف المعارضة السورية على الطاولة مقابل الرئيس الأميركي باراك أوباما ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس أصبحت منذ نشرها رمزاً لعلاقة المعارضة السورية مع واشنطن.
زيارة أسبوع
استغرقت زيارة الجربا والوفد المرافق له أسبوعاً، واستغرق الاجتماع مع سوزان رايس ساعة ونصف، وانضم إليه أوباما لفترة ثلاثين دقيقة أكد خلالها الرئيس الأميركي أنه يرفض أي شرعية للرئيس السوري بشار الأسد، وقال إنه لا مكان له في مستقبل سوريا، بالمقابل رحّب الرئيس الأميركي بمقاربة الائتلاف للحوار وشجّع المعارضة السورية على تطوير رؤيتها لحكومة شاملة تضم كل الأطراف السوريين.
أهم ما كان يأمله الائتلاف ورئيسه أحمد الجربا هو التزام الرئيس الأميركي بدعم المعارضة، وقال بيان البيت الأبيض صراحة إن الرئيس الأميركي ومستشارة الأمن القومي عبّرا عن وقوف الولايات المتحدة إلى جانب المعارضة المعتدلة والشعب السوري في سعيه لإنهاء النزاع وفي تيسير الانتقال السياسي.
نقلت ريم العلاف عضو وفد الائتلاف لـ"العربية" والتي حضرت الاجتماع أن الرئيس الأميركي باراك أوباما شدد جداً على أمرين هما وحدة المعارضة السورية وتنظيم العلاقة بين الأطراف السياسيين والأطراف العسكريين، وأيضاً شدد على أن الولايات المتحدة لا تنظر إلى سوريا فقط من باب مكافحة التشدد والإرهاب، بل أيضاً يريد أن ينظر إلى المستقبل.
كان أحمد الجربا جاء إلى واشنطن منذ أسبوع وأجرى سلسلة طويلة من المحاضرات، وألقى خطابات عدة شدد في أولها في معهد السلام الأميركي على ضرورة أن تحصل المعارضة السورية على الوسيلة لوقف القصف الجوي والبراميل التي يسقطها النظام السوري على رؤوس السوريين وفيما بقي بعيداً عن ذكر مطلب محدد سئل أكثر من مرة عن طلبه صواريخ مضادة للطائرات، لكنه كان لا يدخل في التفاصيل، لكنه في مقابلة مع "العربية" يوم الأحد أشار إلى أنه يفضل منطقة حظر جوي، بعد ذلك دعا بوضوح في جامعة جورجتاون إلى فرض منطقة حظر جوي لتتمكن المعارضة السورية من السيطرة على أرض محددة بدون تهديد من طيران النظام.
أجرى الجربا لقاءات بعيدة عن الأضواء مع مراكز أبحاث، وذكر نائب وزير الدفاع الاميركي السابق رودي ديليون في مقابلة مع "العربية" أن الجربا طلب بالأخص التزاماً أميركياً، وإن لم تقبل أميركا بالتسليح، ألا تعرقل واشنطن اطرافاً أخرى تريد ان تعطي المعارضة السورية اسلحة تردع القصف الجوي والبراميل.
زيارات الجربا ووفد الائتلاف إلى الكونغرس الأميركي لا تقلّ أهمية عن لقاءاته في البيت الأبيض ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع الأميركية، فهناك مؤيّدون للمعارضة السورية وهناك مشككون، وقد سعى الجربا إلى تعريف أعضاء الكونغرس بالمعارضة السورية ورؤيتها وشدد على أنه والائتلاف يمثّلون أطياف الشعب السوري ولديهم رؤية لسوريا ديموقراطية تعددية تعيش فيها الأكثرية مع الأقلية بكل حقوقهم، كما كرر رفضه للإرهاب والتطرف.
كان من المهم أيضاً للجربا وأعضاء الائتلاف أن يؤكدوا للأميركيين أنهم الطرف الثالث الذي يستحق المساعدة وأنهم البديل عن النظام الدكتاتوري والتنظيمات الإرهابية، وحذّر الجربا في خطاب بجامعة جورجتاون من أن ما يحدث في سوريا يجب التعامل معه لأن ما يحدث في سوريا لن يبقى في سوريا.
استغرقت زيارة الجربا والوفد المرافق له أسبوعاً، واستغرق الاجتماع مع سوزان رايس ساعة ونصف، وانضم إليه أوباما لفترة ثلاثين دقيقة أكد خلالها الرئيس الأميركي أنه يرفض أي شرعية للرئيس السوري بشار الأسد، وقال إنه لا مكان له في مستقبل سوريا، بالمقابل رحّب الرئيس الأميركي بمقاربة الائتلاف للحوار وشجّع المعارضة السورية على تطوير رؤيتها لحكومة شاملة تضم كل الأطراف السوريين.
أهم ما كان يأمله الائتلاف ورئيسه أحمد الجربا هو التزام الرئيس الأميركي بدعم المعارضة، وقال بيان البيت الأبيض صراحة إن الرئيس الأميركي ومستشارة الأمن القومي عبّرا عن وقوف الولايات المتحدة إلى جانب المعارضة المعتدلة والشعب السوري في سعيه لإنهاء النزاع وفي تيسير الانتقال السياسي.
نقلت ريم العلاف عضو وفد الائتلاف لـ"العربية" والتي حضرت الاجتماع أن الرئيس الأميركي باراك أوباما شدد جداً على أمرين هما وحدة المعارضة السورية وتنظيم العلاقة بين الأطراف السياسيين والأطراف العسكريين، وأيضاً شدد على أن الولايات المتحدة لا تنظر إلى سوريا فقط من باب مكافحة التشدد والإرهاب، بل أيضاً يريد أن ينظر إلى المستقبل.
كان أحمد الجربا جاء إلى واشنطن منذ أسبوع وأجرى سلسلة طويلة من المحاضرات، وألقى خطابات عدة شدد في أولها في معهد السلام الأميركي على ضرورة أن تحصل المعارضة السورية على الوسيلة لوقف القصف الجوي والبراميل التي يسقطها النظام السوري على رؤوس السوريين وفيما بقي بعيداً عن ذكر مطلب محدد سئل أكثر من مرة عن طلبه صواريخ مضادة للطائرات، لكنه كان لا يدخل في التفاصيل، لكنه في مقابلة مع "العربية" يوم الأحد أشار إلى أنه يفضل منطقة حظر جوي، بعد ذلك دعا بوضوح في جامعة جورجتاون إلى فرض منطقة حظر جوي لتتمكن المعارضة السورية من السيطرة على أرض محددة بدون تهديد من طيران النظام.
أجرى الجربا لقاءات بعيدة عن الأضواء مع مراكز أبحاث، وذكر نائب وزير الدفاع الاميركي السابق رودي ديليون في مقابلة مع "العربية" أن الجربا طلب بالأخص التزاماً أميركياً، وإن لم تقبل أميركا بالتسليح، ألا تعرقل واشنطن اطرافاً أخرى تريد ان تعطي المعارضة السورية اسلحة تردع القصف الجوي والبراميل.
زيارات الجربا ووفد الائتلاف إلى الكونغرس الأميركي لا تقلّ أهمية عن لقاءاته في البيت الأبيض ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع الأميركية، فهناك مؤيّدون للمعارضة السورية وهناك مشككون، وقد سعى الجربا إلى تعريف أعضاء الكونغرس بالمعارضة السورية ورؤيتها وشدد على أنه والائتلاف يمثّلون أطياف الشعب السوري ولديهم رؤية لسوريا ديموقراطية تعددية تعيش فيها الأكثرية مع الأقلية بكل حقوقهم، كما كرر رفضه للإرهاب والتطرف.
كان من المهم أيضاً للجربا وأعضاء الائتلاف أن يؤكدوا للأميركيين أنهم الطرف الثالث الذي يستحق المساعدة وأنهم البديل عن النظام الدكتاتوري والتنظيمات الإرهابية، وحذّر الجربا في خطاب بجامعة جورجتاون من أن ما يحدث في سوريا يجب التعامل معه لأن ما يحدث في سوريا لن يبقى في سوريا.
نتائج الزيارة
كما يذكر أن كثيرين توقعوا أن الهدف من زيارة الجربا والوفد المرافق له إلى واشنطن هو طلب مساعدة عسكرية مثل الصواريخ المضادة للطائرات، لكن الجربا ومعدّو الزيارة رسموا إطاراً مختلفاً لها وقالوا لـ"العربية" إن الجربا يريد إقامة علاقة استراتيجية مع الولايات المتحدة، وإنه يعرف تماماً أن الزيارة ستكون بداية فقط.
ووفقا لمراقبين، يبدو أن الجربا حقق هذا الهدف، لأنه حظي بمعادلة مهمة رسمها بيان البيت الأبيض بعد لقاء أوباما ورايس مع الجربا ووفد الائتلاف، حيث قال من جهة إن "الولايات المتحدة لا تعترف بالانتخابات المقبلة في سوريا"، ومن جهة أخرى "إن الولايات المتحدة تقف إلى جانب المعارضة المعتدلة والشعب السوري في جهدهم لإنهاء هذا النزاع وفي تسهيل الانتقال السياسي"، أما نتائج هذه المعاد
كما يذكر أن كثيرين توقعوا أن الهدف من زيارة الجربا والوفد المرافق له إلى واشنطن هو طلب مساعدة عسكرية مثل الصواريخ المضادة للطائرات، لكن الجربا ومعدّو الزيارة رسموا إطاراً مختلفاً لها وقالوا لـ"العربية" إن الجربا يريد إقامة علاقة استراتيجية مع الولايات المتحدة، وإنه يعرف تماماً أن الزيارة ستكون بداية فقط.
ووفقا لمراقبين، يبدو أن الجربا حقق هذا الهدف، لأنه حظي بمعادلة مهمة رسمها بيان البيت الأبيض بعد لقاء أوباما ورايس مع الجربا ووفد الائتلاف، حيث قال من جهة إن "الولايات المتحدة لا تعترف بالانتخابات المقبلة في سوريا"، ومن جهة أخرى "إن الولايات المتحدة تقف إلى جانب المعارضة المعتدلة والشعب السوري في جهدهم لإنهاء هذا النزاع وفي تسهيل الانتقال السياسي"، أما نتائج هذه المعاد
بشّار وتدمير لبنان أيضاً
حـازم صـاغيـّة
12 أيار 2014
ليست كارثة حمص الأخيرة غير فصل من فصول المأساة التي أطلقها وجود نظام كالنظام السوريّ. والحال أنّ كوارث هذا النظام الذي يدمّر شعبه وبلده، بدأت تتعدّى سوريّا إلى جوارها، لا سيّما لبنان.
يكفي النظر، إذا ما وضعنا جانباً مسائل أخرى كثيرة، إلى مسألة التهجير ووصول عدد المهجّرين واللاجئين السوريّين إلى لبنان إلى مليون ونصف المليون، أي إلى أكثر من ثلث اللبنانيّين مجتمعين.
فهذا الوضع غير الطبيعيّ قد ينقل الاحتراب والتنازع، لا إلى اللبنانيّين والسوريّين فحسب، بل أيضاً إلى طوائف اللبنانيّين أنفسهم. وإذا صحّت التقديرات التي تقول إنّ الكثيرين ممّن يُهجّرون لا يعودون إلى البلدان التي هُجّروا منها، وهناك تجارب سابقة تدلّ إلى ذلك، فهذا يعني العيش طويلاً مع تأزّم عميق ومفتوح.
لقد حالت الأصوات العنصريّة المناهضة للسوريّين ولكلّ "غريب"، وكذلك الأصوات التي تذهب في تماهيها مع الثورة السوريّة إلى تجاهل المشكلة، دون طرح التحدّيات الجدّيّة الملقاة في وجوه اللبنانيّين وتركيبة مجتمعهم واجتماعهم واقتصادهم.
لكنّ شيئاً واحداً ينبغي قوله في هذه الغضون، وهو إذا ما قيل صوّب الطريقة التي تُناقَش المسألة فيها، كما خفّف الاحتقانات التي تحفّ بنقاش كهذا.
والمقصود تحديد المسؤوليّة عمّا حصل، والإقرار بأنّ نظاماً كنظام بشّار الأسد هو المسؤول الأوّل إن لم يكن الحصريّ. ذاك أنّ هذا النظام قادر، بحكم تكوينه، على إنزال الأذى بجرعات هيوليّة وعلى نطاق جغرافيّ يتعدّى حدوده الوطنيّة.
هكذا يتبدّى أنّ كلفة النظام المذكور، وامتداداً لها كلفة إطاحته، لا تقلّ عن تحوّل يكاد يكون من طبيعة جيولوجيّة، تحوّلٍ قد يطال المشرق العربيّ برمّته. وهذا ما جعل الثورة السوريّة ذات تداعيات أعمق وأوسع نطاقاً بكثير من تداعيات الثورات العربيّة الأخرى في سائر بلدانها. فتبعاً لطبيعة النظام السوريّ نفسه، في كبته قضايا الشعوب والجماعات، وقفزه فوق الحدود الوطنيّة، وصايةً على اللبنانيّين ومصادرةً لقرار الفلسطينيّين وتمريراً للإرهاب إلى العراقيّين، إنّما أُسّس لسيولة مدهشة في حركة الأزمات وفي انتقالها من مكان إلى آخر. وفي المعنى هذا يأتي الخلط الراهن للاجتماع المشرقيّ، بما فيه من احتمال دفع الجماعات إلى صراعات مفتوحة، بمثابة الوجه الآخر للسياسات التي جسّدتها عناوين "وحدة المصير والمسار" و"الشعب الواحد في دولتين".
فاللبنانيّون قد يندفعون، تحت وطأة التحوّلات السوريّة، إلى مفاوضة اجتماعهم السياسيّ مجدّداً. لكنّ المؤكّد أنّ ثمّة درساً غنيّاً جدّاً لا بدّ من استخلاصه لبنانيّاً، هو أنّ تأييد الاستبداد في سوريّا لا تقتصر نتائجه على تدمير السوريّين وبلدهم، بل تطرح أيضاً تدمير اللبنانيّين وبلدهم كأفق محتمل
المليحه تحت القصف من قوات الجزّار.
حمص بعد اخلائها من المقاتلين
الجربا يلتقي أوباما اليوم أملاً في السلاح / مجلس الأمن ينظر في إحالة سوريا على الجنائية
المليحه تحت القصف من قوات الجزّار.
حمص بعد اخلائها من المقاتلين
درعا على صفيح ساخن بين "النصرة" والصحوة
محمـد الإمـام
13 أيار 2014
أعلن الجيش الحر في درعا عن وقف عملياته المشتركة مع جبهة النصرة بشكل كامل إثر قيام الجبهة باختطاف رئيس المجلس العسكري للجيش الحر في درعا.
وجاء في البيان الذي وقّعه جميع القادة العسكريين في 10/5/2014 ضرورة "تفعيل دور الهيئة القضائية الشرعية الموحدة في حوران، واعتبارها الجهة الوحيدة المخوّلة بالحكم في حوران، وفضّ النزاعات والتحكيم بين كافة الفصائل في الجيش الحر. وعدم السماح لأي فصيل مسلح على الأرض استجواب أو اعتقال أي عنصر من عناصر الجيش الحر إلا بقرار صادر عن المحكمة الشرعية بشرط أن تكون الجهة موقّعة على مذكرة تفاهم، أو مشتركة بالمحكمة الشرعية الخاصة بالجيش الحر".
يستبطن البيان قصقصة أجنحة جبهة النصرة. ولعله مجرد خطوة أولى على طريق إخراجها بشكل نهائي من درعا.
وكانت جبهة النصرة قد اعتقلت العقيد أحمد النعمة، قائد المجلس العسكري في محافظة درعا، وقائد جبهة ثوار جنوب سوريا، في 3/5/2014. وأشعل الحادث الشرارة الأولى لانقسام حاد بدأت نتائجه تتفاعل بين صفوف الجيش الوطني الحر وأنصاره من دعاة الدولة المدنية الديمقراطية، وبين التنظيمات الجهادية السلفية وحلفائها. وقد ظهر هذا الانقسام في تعليقات كثير من الناشطين الذين أسسوا للثورة في درعا، حين دعوا لاستئصال النصرة من درعا والجنوب عموماً. في حين ذهب الباقون إلى دعوات التهدئة والمطالبة بالإفراج عن العقيد النعمة، لاسيما أن تفاعلات هذا الحدث قد تذهب بالجنوب عموماً إلى فوضى عارمة، يمكن لها أن تؤثر على مجرى الانتصارات السريعة التي يحققها الجيش الحر على جبهات درعا والقنيطرة.
العقيد النعمة كان قد أعلن في 1/5/2014 عن تشكيل جبهة ثوار جنوب سوريا من 35 تشكيلاً مقاتلاً. وبعد يوم من إعلان التشكيل ظهر في فيديو ضمّه إلى قادة تشكيلات الجبهة، وأعلن فيه عن ميثاق شرف عسكري تم التوقيع عليه، يحدد أهداف التشكيل الجديد بإقامة دولة مدنية ديمقراطية تعددية لجميع السوريين، إضافة إلى الالتزام باتفاقية جنيف حول أسرى الحرب، والتعهد بتسليم السلاح للسلطة الجديدة بعد سقوط الأسد، وختم حديثه بالقول: "نتمنى أن نوصل الصورة الحقيقية للجيش الحر، وأن يأخذ العدل والقضاء دوره الصحيح، وأن نثبت أن سوريا سيحكمها أبناؤها الطيبون، وليس قاطعو الرؤوس".
البيان الذي اعتبرته جبهة النصرة خطراً على وجودها، ومقدمة لولادة "صحوات" سورية، قابلته ببيان يتهم النعمة بالخيانة، ويأمر بالقبض عليه وعلى جميع الموقعين على وثيقة العهد. وقد نفذت مضمون بيانها فعلياً بعد اشتباك عنيف بينها وبين عناصر المجلس العسكري في حي المنشية بدرعا المدينة، فيما كان الجميع ينظر إلى هذه الخطوة على أنها مغامرة غير محسوبة من النصرة بإزاء مغامرة النعمة.
تتفاعل قضية اختطاف النعمة كذلك بين صفوف الجيش الحر في درعا. والاشتباكات التي حدثت في مدينة نوى بين الجيش الحر وعناصر من النصرة، وراح ضحيتها أحد المقاتلين السلفيين البارزين، يمكن لها أن تفرش الطريق أمام أحداث أخرى مشابهة، بالتزامن مع الاحتقان من حادثة الاختطاف.
لا شك أن هذه المستجدات تمثل اختباراً حقيقياً لقوة التيارات السلفية الجهادية، وربما تبدد تلك الهالة حول سطوتها وقدرتها على السيطرة في مجتمعات لا تزال مرهونة لفكرة العائلة والعشيرة، حيث تبدو عملية عضّ الأصابع هذه شديدة الحدّة، لاسيما أن حوران هي ساحة الصراع، وفيها تنكشف أوراق هذه التنظيمات تحت مطرقة روابط الدم.
يتحدث كثير من المصادر في درعا عن أخطاء عسكرية وقع فيها النعمة خلال قيادته بعض جبهات درعا، لكنها تستنكر اعتقاله، وتعتبر أن خطوته الجديدة هي تأسيس لتيار يتماشى مع تطلعات غالبية السوريين في دولة مدنية، وأنه من المذل أن يتحكم الغرباء (المهاجرون) من التنظيمات السلفية برقاب السوريين.
الناشط السياسي الدكتور زيدون الزعبي، وهو من أبرز الشخصيات السياسية المعارضة في محافظة درعا، قال لـ NOWفي تعليقه على التطورات الأخيرة: "في المبدأ، لست مع عسكرة الثورة. لكن مع الأوضاع الحالية، ومع الصورة المشوّهة التي بلغتها الثورة السورية، لا بد من مساندة أي قوة تقف في وجه هذا الوباء المسمى "جبهة النصرة". إنها تقف على النقيض من صيغة مجتمعاتنا وأعرافنا وآمالنا في دولة تضم جميع السوريين".
وأضاف: "مهما تكن أخطاء العقيد النعمة، فإن ميثاق الشرف العسكري الذي أعلن عنه سيكون بوابة لتصحيح صورة الثورة المشبعة بالسواطير والملثمين والرايات السوداء. لم نثر ضد بشار الأسد لنعطي السلطة لهؤلاء القادمين من العصور الوسطى. لقد فقدنا تعاطف العالم مع ثورتنا نتيجة قبولنا بهم بيننا. ولا بد من لحظة الوعي الحادّة هذه لتكشف الحجم الحقيقي لهذه التنظيمات، وأنها ليست أكثر من وهمٍ سيزول سريعاً في حال آمنّا بسوريا الدولة".
لا تزال درعا في حالة من الترقب الحذر، بين متخوف يعتبرها فتنة وشيكة، وبين راغب ببدء العمل لتطهير درعا من ذيول تنظيم القاعدة المتمثلة بجبهة النصرة، وما يشبهها.
وجاء في البيان الذي وقّعه جميع القادة العسكريين في 10/5/2014 ضرورة "تفعيل دور الهيئة القضائية الشرعية الموحدة في حوران، واعتبارها الجهة الوحيدة المخوّلة بالحكم في حوران، وفضّ النزاعات والتحكيم بين كافة الفصائل في الجيش الحر. وعدم السماح لأي فصيل مسلح على الأرض استجواب أو اعتقال أي عنصر من عناصر الجيش الحر إلا بقرار صادر عن المحكمة الشرعية بشرط أن تكون الجهة موقّعة على مذكرة تفاهم، أو مشتركة بالمحكمة الشرعية الخاصة بالجيش الحر".
يستبطن البيان قصقصة أجنحة جبهة النصرة. ولعله مجرد خطوة أولى على طريق إخراجها بشكل نهائي من درعا.
وكانت جبهة النصرة قد اعتقلت العقيد أحمد النعمة، قائد المجلس العسكري في محافظة درعا، وقائد جبهة ثوار جنوب سوريا، في 3/5/2014. وأشعل الحادث الشرارة الأولى لانقسام حاد بدأت نتائجه تتفاعل بين صفوف الجيش الوطني الحر وأنصاره من دعاة الدولة المدنية الديمقراطية، وبين التنظيمات الجهادية السلفية وحلفائها. وقد ظهر هذا الانقسام في تعليقات كثير من الناشطين الذين أسسوا للثورة في درعا، حين دعوا لاستئصال النصرة من درعا والجنوب عموماً. في حين ذهب الباقون إلى دعوات التهدئة والمطالبة بالإفراج عن العقيد النعمة، لاسيما أن تفاعلات هذا الحدث قد تذهب بالجنوب عموماً إلى فوضى عارمة، يمكن لها أن تؤثر على مجرى الانتصارات السريعة التي يحققها الجيش الحر على جبهات درعا والقنيطرة.
العقيد النعمة كان قد أعلن في 1/5/2014 عن تشكيل جبهة ثوار جنوب سوريا من 35 تشكيلاً مقاتلاً. وبعد يوم من إعلان التشكيل ظهر في فيديو ضمّه إلى قادة تشكيلات الجبهة، وأعلن فيه عن ميثاق شرف عسكري تم التوقيع عليه، يحدد أهداف التشكيل الجديد بإقامة دولة مدنية ديمقراطية تعددية لجميع السوريين، إضافة إلى الالتزام باتفاقية جنيف حول أسرى الحرب، والتعهد بتسليم السلاح للسلطة الجديدة بعد سقوط الأسد، وختم حديثه بالقول: "نتمنى أن نوصل الصورة الحقيقية للجيش الحر، وأن يأخذ العدل والقضاء دوره الصحيح، وأن نثبت أن سوريا سيحكمها أبناؤها الطيبون، وليس قاطعو الرؤوس".
البيان الذي اعتبرته جبهة النصرة خطراً على وجودها، ومقدمة لولادة "صحوات" سورية، قابلته ببيان يتهم النعمة بالخيانة، ويأمر بالقبض عليه وعلى جميع الموقعين على وثيقة العهد. وقد نفذت مضمون بيانها فعلياً بعد اشتباك عنيف بينها وبين عناصر المجلس العسكري في حي المنشية بدرعا المدينة، فيما كان الجميع ينظر إلى هذه الخطوة على أنها مغامرة غير محسوبة من النصرة بإزاء مغامرة النعمة.
تتفاعل قضية اختطاف النعمة كذلك بين صفوف الجيش الحر في درعا. والاشتباكات التي حدثت في مدينة نوى بين الجيش الحر وعناصر من النصرة، وراح ضحيتها أحد المقاتلين السلفيين البارزين، يمكن لها أن تفرش الطريق أمام أحداث أخرى مشابهة، بالتزامن مع الاحتقان من حادثة الاختطاف.
لا شك أن هذه المستجدات تمثل اختباراً حقيقياً لقوة التيارات السلفية الجهادية، وربما تبدد تلك الهالة حول سطوتها وقدرتها على السيطرة في مجتمعات لا تزال مرهونة لفكرة العائلة والعشيرة، حيث تبدو عملية عضّ الأصابع هذه شديدة الحدّة، لاسيما أن حوران هي ساحة الصراع، وفيها تنكشف أوراق هذه التنظيمات تحت مطرقة روابط الدم.
يتحدث كثير من المصادر في درعا عن أخطاء عسكرية وقع فيها النعمة خلال قيادته بعض جبهات درعا، لكنها تستنكر اعتقاله، وتعتبر أن خطوته الجديدة هي تأسيس لتيار يتماشى مع تطلعات غالبية السوريين في دولة مدنية، وأنه من المذل أن يتحكم الغرباء (المهاجرون) من التنظيمات السلفية برقاب السوريين.
الناشط السياسي الدكتور زيدون الزعبي، وهو من أبرز الشخصيات السياسية المعارضة في محافظة درعا، قال لـ NOWفي تعليقه على التطورات الأخيرة: "في المبدأ، لست مع عسكرة الثورة. لكن مع الأوضاع الحالية، ومع الصورة المشوّهة التي بلغتها الثورة السورية، لا بد من مساندة أي قوة تقف في وجه هذا الوباء المسمى "جبهة النصرة". إنها تقف على النقيض من صيغة مجتمعاتنا وأعرافنا وآمالنا في دولة تضم جميع السوريين".
وأضاف: "مهما تكن أخطاء العقيد النعمة، فإن ميثاق الشرف العسكري الذي أعلن عنه سيكون بوابة لتصحيح صورة الثورة المشبعة بالسواطير والملثمين والرايات السوداء. لم نثر ضد بشار الأسد لنعطي السلطة لهؤلاء القادمين من العصور الوسطى. لقد فقدنا تعاطف العالم مع ثورتنا نتيجة قبولنا بهم بيننا. ولا بد من لحظة الوعي الحادّة هذه لتكشف الحجم الحقيقي لهذه التنظيمات، وأنها ليست أكثر من وهمٍ سيزول سريعاً في حال آمنّا بسوريا الدولة".
لا تزال درعا في حالة من الترقب الحذر، بين متخوف يعتبرها فتنة وشيكة، وبين راغب ببدء العمل لتطهير درعا من ذيول تنظيم القاعدة المتمثلة بجبهة النصرة، وما يشبهها.
الجربا يلتقي أوباما اليوم أملاً في السلاح / مجلس الأمن ينظر في إحالة سوريا على الجنائية
13 أيار 2014
يعقد رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" أحمد الجربا اليوم أهم اجتماعاته خلال زيارته لواشنطن، مع مستشارة الرئيس لشؤون الامن القومي سوزان رايس، اذ من المتوقع ان ينضم اليهما الرئيس باراك اوباما الذي سيلتقي للمرة الاولى قائد المعارضة السورية المعتدلة في خطوة رمزية يمكن ان تكون لها في المستقبل اهمية سياسية وعسكرية اذا افلح الجربا في اقناع الرئيس الاميركي بان النزاع في سوريا ليس حربا اهلية او ترجمة عنيفة لنزاع مذهبي قديم بين السنّة والشيعة، كما يعتقد اوباما.
وينعقد هذا الاجتماع المحوري، وقت اوحت مصادر المعارضة بان جولة الجربا ساهمت في اقناع المسؤولين الاميركيين بالاقتراب اكثر من أي وقت مضى من "الموافقة المبدئية" على توفير اسلحة نوعية متطورة، بينها صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف، وان تكن المصادر سارعت الى التأكيد ان لا التزام اميركياً حتى الآن لهذا الامر.
وكان الجربا، الذي التقى عدداً من المسؤولين الاميركيين في وزارتي الخارجية والخزانة بينهم الوزير جون كيري، الى زعماء الكونغرس بمجلسيه ومن الحزبين، قد ركز على ان المعارضة المعتدلة التي يمثلها الائتلاف هي البديل الثالث "من نظام دموي وطاغ، ومن القوى الظلامية التي تمثلها فصائل اسلامية متطرفة مثل الدولة الاسلامية في العراق والشام"، كما نقلت عنه مصادر مطلعة على مضمون محادثاته.
وأوضحت المصادر المقربة من المعارضة السورية، ان الجربا قال في لقاءاته، وسيكرر ذلك في البيت الابيض اليوم، انه لم يأت الى واشنطن لتبضع او شراء الاسلحة، مع ان الدعم العسكري هو جزء محوري من مطالب المعارضة. واضافت ان الجربا يريد باسم الائتلاف الدخول في شركة وعلاقات استراتيجية طويلة الامد مع الولايات المتحدة، لان المعارضة التي يمثلها تريد للمواطنين السوريين ما يريده المواطن الاميركي : العيش في امان وفي ظل حكم تمثيلي ديموقراطي تعددي، تكون فيه الحقوق مبنية على مبدأ المواطنة وليس على الخلفية الاثنية او المذهبية او الدينية للمواطن.
وفي هذا السياق كان الجربا واعضاء وفده، يرد على مطلب الاميركيين ان تبني المعارضة الهياكل التنظيمية والادارية في المناطق المحررة كي توفر الخدمات الضرورية للمواطنين، بالقول ان هذا ما تريده المعارضة، لكنها لا تستطيع ان تبدأ بذلك ما لم يتوافر لكوادر المعارضة وقادتها الامن الذي يقيها الدمار الذي تجلبه البراميل المتفجرة والغارات الجوية للقوات الجوية السورية. وفي هذا السياق كان الجربا يدعو الى فرض حظر جوي لتأمين ذلك او على الاقل تزويد المعارضة صواريخ مضادة للطائرات. وكانت الصيغة التي يستخدمها الجربا هي الآتية، استناداً الى المصادر: اعطونا السلاح المتطور والصواريخ تحت اشرافكم، كي يستخدمها ضباط في المعارضة انشقوا عن الجيش النظامي، او اذا تعذر ذلك، تخلوا عن معارضتكم لتزويد دول صديقة للثوار إيانا مثل هذه الاسلحة. وذلك في اشارة ضمنية الى شحنة من هذه الاسلحة صينية الصنع، اشترتها السعودية واودعتها الاردن في انتظار الضوء الاخضر الاميركي الذي لم يأت حتى الان.
وكان الجربا، الذي التقى عدداً من المسؤولين الاميركيين في وزارتي الخارجية والخزانة بينهم الوزير جون كيري، الى زعماء الكونغرس بمجلسيه ومن الحزبين، قد ركز على ان المعارضة المعتدلة التي يمثلها الائتلاف هي البديل الثالث "من نظام دموي وطاغ، ومن القوى الظلامية التي تمثلها فصائل اسلامية متطرفة مثل الدولة الاسلامية في العراق والشام"، كما نقلت عنه مصادر مطلعة على مضمون محادثاته.
وأوضحت المصادر المقربة من المعارضة السورية، ان الجربا قال في لقاءاته، وسيكرر ذلك في البيت الابيض اليوم، انه لم يأت الى واشنطن لتبضع او شراء الاسلحة، مع ان الدعم العسكري هو جزء محوري من مطالب المعارضة. واضافت ان الجربا يريد باسم الائتلاف الدخول في شركة وعلاقات استراتيجية طويلة الامد مع الولايات المتحدة، لان المعارضة التي يمثلها تريد للمواطنين السوريين ما يريده المواطن الاميركي : العيش في امان وفي ظل حكم تمثيلي ديموقراطي تعددي، تكون فيه الحقوق مبنية على مبدأ المواطنة وليس على الخلفية الاثنية او المذهبية او الدينية للمواطن.
وفي هذا السياق كان الجربا واعضاء وفده، يرد على مطلب الاميركيين ان تبني المعارضة الهياكل التنظيمية والادارية في المناطق المحررة كي توفر الخدمات الضرورية للمواطنين، بالقول ان هذا ما تريده المعارضة، لكنها لا تستطيع ان تبدأ بذلك ما لم يتوافر لكوادر المعارضة وقادتها الامن الذي يقيها الدمار الذي تجلبه البراميل المتفجرة والغارات الجوية للقوات الجوية السورية. وفي هذا السياق كان الجربا يدعو الى فرض حظر جوي لتأمين ذلك او على الاقل تزويد المعارضة صواريخ مضادة للطائرات. وكانت الصيغة التي يستخدمها الجربا هي الآتية، استناداً الى المصادر: اعطونا السلاح المتطور والصواريخ تحت اشرافكم، كي يستخدمها ضباط في المعارضة انشقوا عن الجيش النظامي، او اذا تعذر ذلك، تخلوا عن معارضتكم لتزويد دول صديقة للثوار إيانا مثل هذه الاسلحة. وذلك في اشارة ضمنية الى شحنة من هذه الاسلحة صينية الصنع، اشترتها السعودية واودعتها الاردن في انتظار الضوء الاخضر الاميركي الذي لم يأت حتى الان.
حِمصُ العَدِيّة
من السيّئ الى الأسوأ
رزان غـزّاوي
11 أيار 2014
في بداية الثورة السورية في أواخر شباط 2011، نزل الناس الى الشوارع للتظاهر ضد الاعتقال التعسفي والتعذيب لأولاد المدارس. ولكن سوريا اليوم تختلف تماماً عن سوريا عامي 2011 و2012. فمع ارتكاب النظام عنفاً متزايداً طال كافة أنحاء البلد، باتت الانتهاكات من قبل مجموعات تدّعي أنها منتمية الى الثوار، أكثر بروزاً، حيث اعتبر الثوار كتيبة جيش الإسلام التي تسيطر على الغوطة مسؤولة عن اختفاء مؤسسي وأعضاء مركز توثيق الانتهاكات رزان زيتونة، وسميرة خليل، ووائل حماده، وناظم حمّادي.
وقد جرى مؤخراً توقيف واعتقال المدوّنة والثائرة مارسيل شهوارو يوماً واحداً لأنها رفضت ارتداء الحجاب في المناطق التي يسيطر عليها الثوار في حلب. وهذه المقالة تتعقّب قضية ياسمين بنشي، 35 عاماً، الناشطة في مجال الدفاع عن العنف، والمحامية، والعاملة مع الإعلام التي اعتُقلت في 12 نيسان عند معبر باب الهوى على يد أحرار الشام، وهي كتيبة إسلامية شهيرة في شمال سوريا.
اعتقالها، إطلاق سراحها، والهروب
بعد 10 أشهر من السجن لدى النظام، تم إطلاق سراح بنشي في 9 آذار برفقة الناشطة رويدا كنعان فيما بات يُعرف بـ "صفقة راهبات معلولا". وقد قررت الشابتان الهرب من محاكمتهما في دمشق، لعلمهما بأن أي محاكمة لهما سوف تؤدي الى إدانتهما ومن ثم سجنهما، فتوجهتا الى تركيا، مغادرتين دمشق عبر مناطق تسيطر عليها المعارضة. ولكن عند معبر باب الهوى، اعتقل أعضاء أحرار الشام بنشي ورفيقاتها عندما قرأوا في جواز سفرها تصريحاً يمنحها إذن المرور على نقاط تفتيش النظام، ما يدل على أنّ أحد المواطنين المطلوبين لم يعد مطلوباً من النظام. "لا أعتقد صدقاً بأنّ من حقهم بأن يشكّوا بي، بل من حقهم أن يطرحوا الأسئلة ويعرفوا هوية الناس الذي يعبرون في المنطقة"، قالت بنشي لـ NOW في مقابلة معها عبر Skype بعد وقت قصير من إطلاق سراحها.
أسباب الاعتقال
غير أنّ الإشارة التي وضعها النظام على جواز سفر بنشي لم تكن السبب وراء اعتقالها من قبل أحرار الشام؛ بل كان السبب ملف قضيتها لدى فرع الأمن العسكري في دمشق، الذي تم تسريبه الى حسابات مجهولين على الفايسبوك بعد أيام قليلة على اعتقالها عند باب الهوى، حيث تم في الملف ذكر تورطها في خطف وقتل عامر جوني، وهو مواطن من اللاذقية اختُطف للحصول على فدية بقيمة 10 ملايين ليرة سورية ليتم لاحقاً قتله في نيسان 2013. ورغم أنّ القاتلين كانوا جميعهم من أفراد القوى الامنية في اللاذقية الذين اعتقلهم النظام، اتهمت محكمة الارهاب في دمشق بنشي بدعم الاعتداءات الإرهابية في سوريا وفي التورط في خطف وقتل عامر جوني. وقد تمّت تبرئتها من القضية الأخيرة، ولكن القاضي أدانها بتهم الإرهاب وتمّ سوق بنشي الى السجن.
وبعد أشهر، اتهم المسؤول الأمني والمحقق لدى أحرار الشام في أطمه بنشي بالتجسس لصالح النظام واتُهمت بخطف وقتل عامر جوني، بالاستناد الى ملف اعتقالها الذي جرى تسريبه.
حملات التشهير
"التحقيق كان الجزء الأسوأ من هذا الاعتقال"، كما تتذكّر بنشي. "كان التحقيق قاسياً، طويلاً، ومرهقاً. كان المحقّق مهتماً أكثر بالمعلومات الشخصية المتعلقة بحياتي كامرأة من اهتمامه بالقضية نفسها. كنتُ أُستدعى للتحقيق بشكل يومي خلال الأسبوع الأول من اعتقالي. وكان التحقيق يستمر لأربع ساعات وأحيانا لمدة أطول".
وفقاً لداعمي بنشي فإنّ هذا التركيز على الحياة الخاصة للناشطة كان له أسبابه. "لقد فاجأنا قيام بعض أعضاء "أحرار الشام" بتسريب ملف اعتقال ياسمين من فروع النظام ونشره على الانترنت من أجل التشهير بها كثائرة"، قالت ميسا صالح، وهي صحافية، وطبيبة طوارئ، وثائرة معروفة، كانت مِن بين مَن طالبوا بإطلاق سراح بنشي. "أطلق المحقق، الذي هو أصلاً من قرية بنشي نفسها، حملة تشهير بها على الفايسبوك متسائلاً عن أخلاقها كامرأة سافرة من منطقة محافظة. وقد لعبت كل هذه العوامل دوراً مهماً في الحد من تضامن الناس معها من أجل الضغط على أحرار الشام لإطلاق سراحها".
وتوافق كنعان، رفيقة بنشي في الزنزانة أثناء اعتقال النظام السوري لهما، والتي اعتُقلت لفترة قصيرة بعد توقيفها عند معبر باب الهوى، على كلام صالح. "أعتقدُ بأنّ حقيقة أنّ الضحية، المغدور عامر جوني، كان سنياً قتلته جماعة علوية مسلحة، لعبت دوراً كبيراً في الحد من التعاطف والتضامن مع ياسمين في أوساط بعض الثوار".
وتوافقَ كلٌ من صالح وكنعان على أنّ العديد من وسائل الإعلام لم تذكر اعتقال أحرار الشام لبنشي خوفاً على مراسيليها وعلى علاقاتها مع هذه الكتيبة.
ظروف الاعتقال
خلال فترة اعتقالها التي دامت 13 يوماً في أطمه، البلدة الواقعة على الحدود مع تركيا، وُضعت بنشي في غرفة لوحدها، يحرسها حرّاس يؤمّنون حاجاتها الشخصية ويرسلون إليها الطعام بشكل يومي.
"نعم لقد كانت الغرفة مريحة"، أجابت بنشي لدى سؤالها عن ظروف اعتقالها. "ولكن من الصعب أن تتواجد في غرفة لوحدك مدة 13 يوماً. في زنزانات النظام، لم أكن وحدي. كان برفقتي الكثير من الرفيقات اللواتي كنتُ آكل، وأبكي، وأتبادل الأفكار والمشاعر معهن في معظم الأوقات. كان اعتقالي لدى أحرار الشام طويلاً جداً، على الرغم من أنّ مدته كانت 13 يوماً فقط. وبالطبع فإن هذا الاعتقال لا يمكن مقارنته باعتقالي لدى النظام. فبعد ساعات التحقيق الطويلة، كنتُ أنام بعدها، إذ لم يكن لدي ما أفعله. وقمتُ كذلك بكتابة بعض القصائد الى شقيقي، المتواجد حالياً في سجون النظام. كتبتُ عن مشاعري تجاه التجربة بأكملها".
وقامت بنشي بالإضراب عن الطعام في الأيام الخمسة الأولى على اعتقالها احتجاجاً على الأمر. وفي اليوم الخامس، أخذت صحتها بالتدهور، ما جعل أحرار الشام يطلبون مساعدة طبيبين من المستشفى الميداني القريب. ووفقاً لبنشي، فقد كان بعض أفراد أحرار الشام طيبين في تعاملهم معها، وفقاً لطرقهم الخاصة. وتذكر في هذا السياق حادثة عندما كانت مضربة عن الطعام وقلق أحد الحراس عليها. فضرب بابها بكعب بارودته وناداها قائلاً "يا أختي ألن تأكلي فطورك؟ أو تريدينني أن أدخل وأطلق النار عليك؟"
محكمة الشريعة وإطلاق سراحها
في اليوم الـ 13 على اعتقالها، ظهرت ياسمين بنشي أمام المحكمة في أطمه وتمّ إطلاق سراحها لعدم توفّر أي أدلة من أجل مواصلة الادعاء عليها.
"أكثر عامل أراحني أثناء اعتقالي كان القضاة الذين لاحظوا عدم وجود أي شهود أو أدلة تدعم مزاعم جهة الادعاء"، قالت بنشي. "وأدرك القضاة كذلك أنّ المهمة الأساسية للمدّعين عليّ كانت تجريمي بأي ثمن مستخدمين كل ما يلوّث سمعتي كشابة ناشطة بهدف تدميرها".
وكانت بنشي تتولى العديد من المهام كثائرة مسالمة خلال السنوات الثلاث الماضية. فقد ساعدت في تهريب المساعدات الى حمص، وقدّمت للعاملين مع الإعلام معلومات حول اللاذقية، وتجسّست على عملاء النظام في قريتها. "لقد عبّر القضاة عن احترامهم الكبير لقيامي بتسريب معلومات لصالح الثوار، لعلمهم بمدى خطورة هذه العمل".
وتذكر بنشي كيف دعاها القاضي وعائلته للغداء قبل يوم واحد من إطلاق سراحها. "الناس يحترمون محكمة الشريعة أكثر بكثير مما يحترمون محاكم النظام. فقيام النظام بإطلاق سراحي لم يكن له أي صدى لدى أهالي قريتي. ولكن بعد أن قامت محكمة الشريعة بإعلان إطلاق سراحي، بات الناس يعترفون فعلياً ببراءتي. أنا من منطقة محافظة في اللاذقية، حيث تشكّل سمعتي عنصراً مهماً في حياتي، ويمكنني أن ألاحظ التغيّر في معاملة الناس لي بسبب ذلك".
معنى أن تكون ثائراً
عملت كنعان، وصالح، وناشطون آخرون دون كلل أو ملل للترويج لقضية بنشي في الإعلام من اجل الضغط على أحرار الشام لإطلاق سراحها، حيث قالت كنعان لـ NOW إنها كانت تتصل بنقطة التفتيش التي اعتقلت بنشي بشكل يومي للاطمئنان عليها، وتمكّنت في بعض الأحيان من التحدث مباشرة مع بنشي على الهاتف. "ياسمين ناشطة، والكثير من الناشطين الذين يتواصلون مع الإعلام ومع شخصيات المعارضة التي كان بإمكانها أن تضغط على الكتيبة وعلى المحكمة، يعرفونها. من دون الضغط الذي مارسه الإعلام، كان من الممكن أن تطول مدة اعتقالها اكثر. هذا بالإضافة الى أنها اعتُقلت وحدها، وما كان ليعرف أحد بشأن اعتقالها"، أكّدت كنعان قائلة.
أما صالح فترى هذا الاعتقال قضية عامة تهم كافة السوريين ببساطة لأن أي ناشط يمكن أن يُستهدف بالطريقة نفسها. "إن حملة التشهير هذه ضد ياسمين استفزتني كامرأة وناشطة. إن مثل هذه المعاملة تعني كافة السوريات، وليس ياسمين فحسب"، كما قالت.
وتخلص صالح الى القول إنّ اعتقال وخطف المجموعات المسلحة في مناطق المعارضة كان الخطر الأساسي الذي يتعرّض له الناشطون منذ أكثر من عام. وترى أنّ سياسة اعتقال الناشطين هذه تناقض ادعاء هذه المجموعات بأنها مجموعات ثورية. "أن تكون ثورياً يعني أن تدافع عن مبادئك وقيمك الثورية وتناضل من أجل تحقيقها في كل مكان، وليس فقط عندما تكون موجهة ضد النظام، بل ضد كل من ينتهك حقوق الانسان ويعتبر نفسه محصناً من أي محاسبة قد تطاله"، قالت صالح. "وتبقى الأسئلة المعلقة بانتظار الإجابة عليها: هل هذه الانتهاكات مبررة فقط لأن من يرتكبونها يعارضون النظام؟ هل الاعتماد على قانون الشريعة بدل الاعتماد على القوانين العلمانية هي ما نريده نحن السوريون؟"
اليوم بنشي تنعم بالأمان في تركيا، وتستمتع بالطبخ وبإعداد قوالب الحلوى بشكل يومي. "أرجو أن تذكروا بأني أدعم ريال مدريد"، طلبت منا قائلة في نهاية المقابلة.
رزان غزاوي هي مدوّنة وناشطة ومنظمة حملات [دفاع عن الحرية] سورية
هذا المقال ترجمة للنص الأصلي بالإنكليزية
(ترجمة زينة أبو فاعور)
معارك قرب الجولان وإسرائيل تعلن المنطقة عسكرية
حملة «الرئاسية» في سوريا تتجاهل الحرب
|
بيروت: نذير رضا - رام الله: كفاح زبون
أعلنت إسرائيل، أمس، نقطة معبر القنيطرة بين سوريا والجزء الذي تحتله من هضبة الجولان، منطقة عسكرية مغلقة، إثر معارك عنيفة نشبت بين قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد ومقاتلي كتائب المعارضة في محيط بلدة القحطانية.وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن قيادة المنطقة الشمالية في الجيش قررت إغلاق المنطقة بعد تصاعد المعارك بشكل لافت على الجانب السوري، قرب الجدار الشائك.
بدوره، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتعرض مناطق في ريف القنيطرة الأوسط لقصف ترافق مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي فصائل المعارضة قرب بلدة القحطانية في محاولة من قوات النظام لاستعادة السيطرة عليها، وذلك بعد أسبوع من إعلان المعارضة عزمها التقدم للسيطرة على المزيد من المواقع العسكرية التي تشغلها القوات الحكومية، بهدف ربط المحافظة بمناطق نفوذ المعارضة في محافظة درعا المجاورة.
من جهة أخرى، انطلقت الحملة الانتخابية للرئاسة السورية المقررة في الثالث من يونيو (حزيران) المقبل. وبينما احتلت صور حملة الرئيس بشار الأسد المساحة الأوسع من أرصفة وشوارع دمشق، بدت إعلانات المرشحين الآخرين حسان النوري وماهر حجار خجولة من حيث الحجم والانتشار. وخلت شعارات المرشحين الثلاثة من أي إشارة إلى ما يجري في سوريا، بخصوص وقف الحرب المندلعة، أو وعود بإعادة الإعمار أو المصالحة.
داريا وبرميل ينفجر...
أعلنت إسرائيل، أمس، نقطة معبر القنيطرة بين سوريا والجزء الذي تحتله من هضبة الجولان، منطقة عسكرية مغلقة، إثر معارك عنيفة نشبت بين قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد ومقاتلي كتائب المعارضة في محيط بلدة القحطانية.وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن قيادة المنطقة الشمالية في الجيش قررت إغلاق المنطقة بعد تصاعد المعارك بشكل لافت على الجانب السوري، قرب الجدار الشائك.
بدوره، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتعرض مناطق في ريف القنيطرة الأوسط لقصف ترافق مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي فصائل المعارضة قرب بلدة القحطانية في محاولة من قوات النظام لاستعادة السيطرة عليها، وذلك بعد أسبوع من إعلان المعارضة عزمها التقدم للسيطرة على المزيد من المواقع العسكرية التي تشغلها القوات الحكومية، بهدف ربط المحافظة بمناطق نفوذ المعارضة في محافظة درعا المجاورة.
من جهة أخرى، انطلقت الحملة الانتخابية للرئاسة السورية المقررة في الثالث من يونيو (حزيران) المقبل. وبينما احتلت صور حملة الرئيس بشار الأسد المساحة الأوسع من أرصفة وشوارع دمشق، بدت إعلانات المرشحين الآخرين حسان النوري وماهر حجار خجولة من حيث الحجم والانتشار. وخلت شعارات المرشحين الثلاثة من أي إشارة إلى ما يجري في سوريا، بخصوص وقف الحرب المندلعة، أو وعود بإعادة الإعمار أو المصالحة.
داريا وبرميل ينفجر...
أحد وجوه معركة الانفال وتصريح الإخواني "ملهم الدروبي"...
الخميس 8 أيار (مايو) 2014
منذ ايام صرّح السيد ملهم الدروبي من جماعة الاخوان المسلمين السوريين عبر إحدى الفضائيات العربية انه يرغب أو يطالب بدولة مستقلة في حلب!
وقبل البحث في كلام السيد الدروبي وهو كلام خطير في كل المعاني، دعونا نعود إلى ما دفع إلى هذه الكلام وجعله ممكناً من الناحية الإعلامية على الاقل..
في اليوم الاول لـ"معركة الأنفال" خرج علينا شيخ لا يعرفه احد، وجنسيته غير معروفة، ليهدد العلويين بالثبور وعظائم الامور! ومنذ يومين خرج احد الناشطين في "معركة الانفال" من مدينة اللاذقية عبر تلفزيون الاورينت ليوجّه تهديداً آخر للعلويين! زالامر لا يدعو على الضحك والسخرية بقدر ما يدعو الى الاستهجان والقرف، لو وقفنا من جهة وطن يموت ببطء نسيه المقاتلون في الجبهتين بل في الجبهات...
لكن الغريب هو موقف بعض الناشطين على الفيسبوك الذي لا يختلف كثيرا عن موقف قادة بعض الفصائل العسكرية والذي يعتبر ان معركة النظام الاساسية هي في الساحل. لكن الذي ظهر ان النظام يفكر في الساحل كما يفكر بدمشق، وهو اجرى مفاوضات مع مجموعات اسلامية مقاتلة معارضة للإنسحاب من جنوب دمشق، مفاوضات قيل ان "جبهة النصرة" و"داعش" تشاركان بها بشكل اساسي، إضافة لـ"أبابيل حوران" و"احفاد الامويين".
شبيحة النظام بعد ايام قليلة قاموا بتنفيذ التهديد، بالطبع... كقراءة لتهديدات الشيخ التكفيري للعلويين، قام النظام بارسال شبيحته الى حي الصليبة -السني- في اللاذقية للاعتداء والتهويل والتهديد بقتل السنّة، هكذا يكون النظام قد شبكها من الجهتين وبأدواته: مشايخ التكفير وشبيحته!
الاخبار القادمة من اللاذقية تقول ان شباب الطائفة الوطنيين منعوا شبيحة النظام الطائفي من الاعتداء على السنّة في اللاذقية، لاسيما في دوار الازهري والصليبة بالقرب من مطعم شهير هناك.
تنتهي "معركة الانفال" بعد ان انجزت احد اهم مهامه، وهي "الشد العصبي الطائفي" في الساحل الذي كان ينقص النظام في الفترة الاخيرة بعد تنامي النقمة والاحتجاج في صفوف العلويين في اللاذقية نتيجة استمرار الحرب التي يدفعون ثمنها من ارواح ابنائهم.
لا بد ان النظام أمّن اضعف نقاطه في قرى الساحل شمال اللاذقية التي تنتمي الى "المذهب الحيدري العلوي" والذي لا يجد نفسه معنيا بمعركة الاسد كما باقي العلويين الكلاذية. غداً سوف نجد تدفق شباب هذا المذهب على شبيحة النظام في مزيد من الانخراط في الحرب خوفاً على انفسهم، بعد ان بلغت تهديدات مشايخ وناشطي التكفير اسماعهم على وقع القذائف التي يرسلها الثوار في الشمال.
ولكن الاخطر من ذلك، هي مسألة على المستوى الاستراتيجي، تتعلق بحصار العلويين في الساحل بين جنوب طرابلسي وشرق حموي وشمال سيطرت عليه جبهة النصرة وقوات معارضة اسلامية بمساعدة تركية.
هكذا يبدو أن المستفيد من عملية تحرير شمال الساحل السوري جهتان: الاولى هي نظام الاسد الذي يضع العلويين في مواجهة الداخل او "السفر" في البحر، وإلا فالاذعان المطلق النهائي للنظام في معركة يريدها النظام معركة مصير، أي وجود او لا وجود.
الجهة الثانية هم الاتراك الذين ادركوا مخاطر أن يُحاصر العلويون في الساحل الأمر الذي سيدفعهم للجوء الى لواء اسكندرون، مما قد يفتح الباب أمام استخدام النظام علويي اللواء إضافة لعلويي الساحل كوسيلة للمساومة او ورقة ضغط على تركيا، أو كجزء من صفقة دولية يقتطع فيها اللواء ويضم الى الساحل! هكذا أخذ الاتراك القرار ودفعوا بقواتهم بالتضامن مع قوات من المعارضة السورية وقامو ا بعملية مباغتة وغير متوقعة احتلوا من خلالها لساناً يمتد بين المناطق المحررة من شمال غرب اللاذقية ولساناً يصل هذه المناطق بالبحر، مما يشكل فاصلاً بين المناطق العلوية في اللواء والمناطق العلوية في سورية، مما يقطع اي إمكانية للنظام في تمدّد استراتيجي او في اكتمال المدى الحيوي لعلويي الساحل السوري باتجاه الشمال وهو ما يقضي على فكرة الدولة العلوية.
وأخطر من الخطرين السابقين هو خطر ثالث كنا نبّهنا له في مقال سابق،(رفضت كل المواقع والصحف التي حاولنا ارساله لها نشره باستثناء موقع "شفاف الشرق الاوسط")، وهو أن هذا اللسان الممتد الى البحر هو إشارة أولى لتقسيم سورية! لكنه تقسيم بغير ما كان يخشاه السوريون دوماً أي التقسيم الطائفي. فهو تقسيم يستند إلى أسس ومعايير أخرى، إحداها الصراع الاقليمي التركي-الايراني في سورية وعليها، وطموح دول الجوار والاقليمية لمد نفوذها إلى أبعد من حدودها الحالية على حساب وحدة سورية.
فاللسان الممتد الى البحر الذي لا يتجاوز عرضه الخمسة كيل مترات بساحل طوله 3 الى 4 كيلومتر يذكّر بمزارع ومستمعرات افريقيا التي تحولت الى دويلات مخنوقة يتم انعاشها بمد ألسنة لها الى البحر عرضها بضعة كيلو مترات... ولاشك ان دويلة السيد ملهم الدروبي ستكون مزرعة تركية بجدارة، كما ستكون دويلة بشار الاسد مزرعة ايرانية بالطبع!
فادي .آ. سعد
صحفي سوري
من حل حمص إلى التخفيف عن كييف مصادفة غريبة أم ربط تزامني بالانتخابات؟
الكاتب: روزانا بومنصف
9 أيار 2014
هل من رابط او صلة بين ان يخلي الثوار المقاتلون في حمص القديمة المدينة الاربعاء الماضي في 7 أيار الجاري بموجب اتفاق مع النظام السوري باشراف الامم المتحدة واعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاربعاء نفسه سحب قواته البالغ عددها 40 الف جندي من الحدود الاوكرانية تزامنا مع دعوته الانفصاليين الموالين لموسكو في اوكرانيا الى تأجيل الاستفتاء على الانفصال قبل موعده المقرر بعد غد الاحد استباقا للانتخابات الاوكرانية في 25 ايار بنية تعطيلها، ام ان احد هذين التطورين تم على نار التطور الآخر؟
فالموقف الروسي المستجد من اوكرانيا والمتساهل او المتراجع الى حد ما، بدا مستغربا بالنسبة الى رئيس يرفع التحدي في وجه اميركا والدول الاوروبية فيضم القرم ويعتد باعادة الهيبة الى بلاده على الصعيد الدولي متصديا لأحادية السيطرة الاميركية في العالم، فيما يظهر هذا التساهل انه يتراجع امام مجموعة عقوبات اميركية واوروبية طاولت شخصيات قريبة منه وشركات على نحو أربك الاقتصاد الروسي على رغم انه يجب الاقرار بان الاتصالات لم تنقطع بين روسيا والاوروبيين وثمة مساع جدية لحل الازمة الاوكرانية ومنع انزلاقها الى حرب اهلية. يضاف الى ذلك ان روسيا اعقبت هذه المواقف، وعلى رغم كل التشكيك والتصعيد العلني من جانب الاوروبيين، بالاعلان ان بوتين سيحضر الاحتفال في ذكرى انزال الحلفاء في الحرب العالمية الثانية في فرنسا في 6 حزيران المقبل، مما عدّ بالنسبة الى مراقبين ديبلوماسيين بداية الطريق الى تراجع في مستوى التوتر ورغبة في اعادة التطبيع بينه وبين الدول الغربية والولايات المتحدة وتخفيض مستوى الخلاف على الوضع في اوكرانيا.
اذا كان الامر مجرد مصادفة فانه قد يكون مصادفة غريبة نظرا الى ارتباط الوضعين في سوريا كما في اوكرانيا بصراع نفوذ دولي اساسي اصحابه من الاطراف نفسها. وهذا لا يتعلق بنظرية المؤامرة التي يعتقد بوجودها بقوة قادة رأي في منطقة الشرق الاوسط متى حصل تفاهم دولي كانت بلدانهم ضحاياه او غير مشاركة فيه او جاء على حساب هذه الدول، لكنه قد يكون من الصعب بالنسبة الى المراقبين الديبلوماسيين عدم الربط بين تلازم توقيت التطورين او الحدثين السوري والاوكراني وتجاهل تزامنهما الذي، وفقا لهؤلاء، يحض على وجوب البحث ومحاولة معرفة بين جملة احتمالات من بينها اذا كانت ثمة مقايضة قد حصلت بالتوقيت نفسه بين الوضعين المتأزمين في سوريا واوكرانيا في ضوء تطورات الموقف الروسي. وتاليا هل ان هناك تفاهما ما بالحد الادنى بين اميركا وروسيا ام انها مجرد خطوات تم تبادلها ولا تترجم اتفاقات متكاملة، تماما كما حصل بالنسبة الى الاتفاق على نزع السلاح الكيميائي السوري الذي صيغ في ظروف معروفة للجميع لكن في ظل انسداد افق التسوية السورية وعدم امكان ترجمة بيان جنيف 1 حول الحكومة الانتقالية بحيث لم يؤد الاتفاق على الكيميائي السوري الى اتفاق اميركي روسي لحل الازمة. الامر الذي يعني تاليا وجوب البحث اذا كان منح الاسد الذي يدعمه بوتين ويستعد لانتخابات رئاسية من المفترض ان تجدد له ولاية اخرى، اعادة السيطرة على حمص بعد ثلاث سنوات من الحصار والتجويع والقتل من دون القدرة على انهائها عسكريا على رغم كل المساعدات العسكرية والمادية التي تلقاها، في مقابل تخفيف بوتين الضغط على حكومة كييف من دون اتضاح اذا كان ثمة بنود يلتزمها فعلا الرئيس الروسي بحيث يسمح باجراء الانتخابات في اوكرانيا في 25 ايار الجاري من دون تعطيلها او محاولة تفجيرها من الداخل عبر استفتاءات الموالين لروسيا من اجل الانفصال عن كييف وما شابه. الامر الذي طرح تساؤلات حول ترجمة ذلك في اتاحة اجراء الانتخابات الاوكرانية على انها مقايضة مقنعة لاتاحة اجراء الانتخابات السورية التي تقول روسيا انها ستشارك في مراقبتها (!) ما يعني ان روسيا تتحضر لتأمين غطاء شرعي لهذه الانتخابات على رغم اقرارها سابقا بالتشكيك ضمنا فيها ما دامت تجرى في مناطق سيطرة النظام وفي ظل اعتراض المعارضة ووجود اعداد كبيرة من اللاجئين السوريين في بلادهم وخارجها.
وفي غياب اي معلومات او معطيات مؤكدة، تجدر الاشارة الى ان ما لفت المراقبين في التطور السوري هو التركيز على المشاركة الديبلوماسية الايرانية فيه، والتي للمناسبة لم تحظ باي تعليق من اي نوع سلبيا كان ام ايجابيا ومن اي كان ايضا اقليميا او دوليا، بما لا يعزل ما حصل عن اعطاء الانطباع بان ما حصل ربما كان تفاهما متعدد الطرف والاتجاه حتى لو كان الامر مرتبطا بوجود اسرى او قتلى ايرانيين لدى الثوار في حمص. ذلك علما ان واشنطن اعطت مؤشرات، تزامنا مع هذا التطور، مناقضة نسبيا لاي استعداد لها للتسليم الواقعي باعادة تأمين بشار الاسد استمراريته في السلطة من خلال استقبالها رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا يوم الاربعاء ايضا والذي عطفته على الاعتراف للمعارضة في واشنطن بأنها بعثة خارجية على نحو متعدد الهدف كون الجربا في واشنطن اخذ الضوء نوعا ما من امام خروج الثوار من حمص القديمة، فضلا عن ان هذا الاستقبال قد يدحض تسليم واشنطن بالامر الواقع الذي تستدرجه اعادة اعطاء حمص للنظام من جهة والذي تقول مصادر ان الوضع المأسوي للمدينة هو الذي فرضه
المعارضة تحذّر من اقتتال الجيش الحر و«النصرة» في جنوب سوريا بعد تنامي الخلافات
نفوذ الجبهة المتشددة يتضاعف بدرعا.. والصراع بدأ بوجود محكمتين شرعيتين
بيروت: نذير رضا
حذرت المعارضة السورية، أمس، من تطوّر الخلاف بين الفصائل المتشددة في جنوب سوريا مع الجيش السوري الحر، إلى اقتتال بينهما، على خلفية اعتقال «الهيئة التنفيذية الشرعية» التابعة لجبهة «النصرة» رئيس المجلس العسكري السابق في درعا أحمد فهد النعمة، وتنامي نفوذ «الجبهة»، الذراع الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا، منذ الصيف الماضي، وارتفاع نسبة المنضمين إليها إلى ما يشكل 40 في المائة من أعداد المقاتلين المعارضين.ونبّه عضو المجلس الوطني السوري عبد الرحمن الحاج، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، من «رغبة جبهة النصرة بسيطرة أوسع على جنوب سوريا»، معتبرا أن ازدياد نفوذ «النصرة» المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، إذا تحقق، «سيهدد دعم الثورة السورية من قبل أصدقاء سوريا في الغرب، لازدياد الاحتمال بأن تتجه المساعدات إلى القاعدة».
وتنامى نفوذ «النصرة» بشكل كبير في جنوب سوريا، منذ الصيف الماضي. ويؤكد ناشط ميداني من درعا، رفض الكشف عن اسمه لـ«الشرق الأوسط»، أن «أعداد المتشددين المنضوين تحت لواء جبهة النصرة، تضاعفت منذ مطلع عام 2013 حتى الآن بنسبة كبيرة». وأوضح أنه «في مطلع 2013، شكل المتشددون 5 في المائة من كثير قوات المعارضة، لكن عددهم تضاعف منذ أكثر من 8 أشهر حتى الآن، إلى نحو 40 في المائة»، لافتا إلى أن «نسبة المهاجرين منهم تشكل الآن 10 في المائة من مقاتلي المعارضة».
وارتفعت وتيرة المخاوف، بعد اعتقال الهيئة الشرعية في «جبهة النصرة»، رئيس المجلس العسكري السابق في درعا قائد «جبهة ثوار جنوب سوريا» العقيد أحمد فهد النعمة، وتسليمه للمحكمة الشرعية بمحافظة درعا بعد أمر من المحكمة باعتقاله، على خلفية اتهامه بالتواطؤ على تسليم قرية «خربة غزالة» للقوات النظامية. ويرى الحاج في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «اعتقال النعمة، بصرف النظر عن تفاصيل الاتهامات الموجهة إليه، واستهداف قادة الجيش السوري الحر، يقوّض صورة المعتدلين المعارضين في المنطقة»، مطالبا قيادة «الحر» و«المجالس العسكرية الثورية» بأن يكون لها «موقف واضح من التطورات الأخيرة».
وتوقع الحاج أن «يكون لاعترافات النعمة المزعومة التي بدا أنها منتزعة تحت الضغط، تداعيات على العلاقة بين النصرة والجيش الحر، ما قد يسبب ضررا كبيرا للثورة، ويكرر المشهد الآني في شمال البلاد، على الرغم من أن المنطقة الجنوبية لم تشهد حتى الآن ظهورا لافتا للمتشددين يشبه واقع (الدولة الإسلامية في العراق والشام) المعروفة ب(داعش)».
وطفت قضية اعتقال النعمة والأنباء المتضاربة عن إعدامه، على سطح الخلافات التي بدأت قبل ثلاثة أشهر في درعا بين «جبهة النصرة» من جهة، والفصائل المنضوية تحت راية الجيش السوري الحر، وبينها كتائب إسلامية معتدلة، من جهة أخرى. وتوضح مصادر عسكرية في درعا لـ«الشرق الأوسط» أن الخلاف «بدأ على ضوء اعتقال المحكمة الشرعية التي لا تتبع (النصرة)، مسؤولين في الجبهة المتشددة لضلوعهم في اختطاف أشخاص». وإثر ذلك، تتابع المصادر، «اعتقلت النصرة قاضيين من المحكمة، وبثت شريط فيديو لهما تتهمهم فيه بأنهما عميلان لمخابرات أجنبية، غير أن القضية حُلت بينهما على الرغم من أن الرواسب بقيت».
وقبل هذه الحادثة المباشرة، احتك المجلس العسكري في درعا والقادة الميدانيون فيها، مع «جبهة النصرة» في حادثتين منفصلتين. الأولى حين قرر أمير جبهة النصرة شن هجوم على بلدات في محافظة السويداء، بهدف توسيع رقعة سيطرة المعارضة، وتكبيد القوات الحكومية خسائر كبيرة في مناطق تسيطر عليها، وقلما تشهد حراكا كبيرا. وتقول المصادر إن «قيادات الحر الميدانية وقفت بوجه أمير النصرة ومنعته من ذلك، كون السويداء تحتضن أكثر من مائة ألف نازح من درعا، ما سيؤثر حكما على وجودهم». وتشير المصادر إلى أن «نفوذ النصرة، في ذلك الوقت، كان محدودا، ما قادهم إلى التخلي عن فكرة مهاجمة حواجز النظام في السويداء». وبعد نحو ستة أشهر على هذه الحادثة، اصطدمت «الجبهة»، مع قائد المجلس العسكري أحمد النعمة على خلفية تسليم قرية خربة غزالة في درعا، وهي قرية استراتيجية، ويتحدر منها القيادي الأمني البارز في النظام السوري رستم غزالة. وواكب «النصرة» في انتقاد النعمة، عدد من قيادات عسكرية على خلاف معه، وهي التهمة نفسها التي أقر بها النعمة في تسجيل له بثّته المحكمة التنفيذية الشرعية على موقع «يوتيوب» أول من أمس. وكانت مصادر معارضة في درعا أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن القوات الحكومية سيطرت على خربة غزالة بعد 65 يوما من القتال، وذلك في 2 مايو (أيار) 2013، مشيرة إلى أن النعمة غادر منذ ذلك التاريخ إلى خارج سوريا، لتلقي «النصرة» القبض عليه أثناء محاولته الخروج منها بعد عودته إلى درعا. وأدى التقدم القوات النظامية باتجاه خربة غزالة، إلى استعادة سيطرتها على كامل الأوتوستراد الدولي (دمشق - درعا).
وسحب النعمة المقاتلين من خربة غزالة ليفتح معركة اللواء 52 قرب مدينة الحراك التي انتهت أيضا بالفشل وبخسارة المعارضة مقابل تقدم القوات النظامية إلى بلدة المليحة الغربية المجاورة للواء 52.
وفي مقابل المخاوف من تكرار سيناريو الشمال، حيث انشغل مقاتلو الجيش السوري الحر بالقتال ضد تنظيم «داعش»، منذ مطلع العام الحالي، تستبعد مصادر عسكرية بدرعا في حديث لـ«الشرق الأوسط» نشوب حرب بين الطرفين على خلفية قضية النعمة. وتقول إن النعمة «ليس مادة دسمة للخلاف، كون أوراقه محروقة منذ خروجه من سوريا، وظهور دوره في تسليم خربة غزالة»، مشيرة إلى أن «فصائل الجيش الحر لا تؤيد بأكملها المجلس العسكري، ما دفع المعتدلين إلى النأي بأنفسهم عن الموضوع».
وكانت غرفة العمليات العسكرية في محافظة درعا، أصدرت بيانًا يقضي بعزل العقيد أحمد فهد النعمة من قيادة المجلس العسكري، معتبرة أنه بات مطلوبًا بشكل رسمي لمحكمة ثورية في أرض حوران بسبب «العمل على شق صف الثوار باستمرار وزرع الفتنة بينهم، والتحريض على الاقتتال فيما بينهم، إضافة إلى العمل على تشكيل وحدات وخلايا نائمة لطعن الثورة بظهرها»، فيما اتهمه أحد مناصري جبهة النصرة في تغريدة على تويتر بأنه متهم بتسليم خربة غزالة للنظام السوري، ويعتبر جرمه «خيانة».
حذرت المعارضة السورية، أمس، من تطوّر الخلاف بين الفصائل المتشددة في جنوب سوريا مع الجيش السوري الحر، إلى اقتتال بينهما، على خلفية اعتقال «الهيئة التنفيذية الشرعية» التابعة لجبهة «النصرة» رئيس المجلس العسكري السابق في درعا أحمد فهد النعمة، وتنامي نفوذ «الجبهة»، الذراع الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا، منذ الصيف الماضي، وارتفاع نسبة المنضمين إليها إلى ما يشكل 40 في المائة من أعداد المقاتلين المعارضين.ونبّه عضو المجلس الوطني السوري عبد الرحمن الحاج، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، من «رغبة جبهة النصرة بسيطرة أوسع على جنوب سوريا»، معتبرا أن ازدياد نفوذ «النصرة» المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، إذا تحقق، «سيهدد دعم الثورة السورية من قبل أصدقاء سوريا في الغرب، لازدياد الاحتمال بأن تتجه المساعدات إلى القاعدة».
وتنامى نفوذ «النصرة» بشكل كبير في جنوب سوريا، منذ الصيف الماضي. ويؤكد ناشط ميداني من درعا، رفض الكشف عن اسمه لـ«الشرق الأوسط»، أن «أعداد المتشددين المنضوين تحت لواء جبهة النصرة، تضاعفت منذ مطلع عام 2013 حتى الآن بنسبة كبيرة». وأوضح أنه «في مطلع 2013، شكل المتشددون 5 في المائة من كثير قوات المعارضة، لكن عددهم تضاعف منذ أكثر من 8 أشهر حتى الآن، إلى نحو 40 في المائة»، لافتا إلى أن «نسبة المهاجرين منهم تشكل الآن 10 في المائة من مقاتلي المعارضة».
وارتفعت وتيرة المخاوف، بعد اعتقال الهيئة الشرعية في «جبهة النصرة»، رئيس المجلس العسكري السابق في درعا قائد «جبهة ثوار جنوب سوريا» العقيد أحمد فهد النعمة، وتسليمه للمحكمة الشرعية بمحافظة درعا بعد أمر من المحكمة باعتقاله، على خلفية اتهامه بالتواطؤ على تسليم قرية «خربة غزالة» للقوات النظامية. ويرى الحاج في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «اعتقال النعمة، بصرف النظر عن تفاصيل الاتهامات الموجهة إليه، واستهداف قادة الجيش السوري الحر، يقوّض صورة المعتدلين المعارضين في المنطقة»، مطالبا قيادة «الحر» و«المجالس العسكرية الثورية» بأن يكون لها «موقف واضح من التطورات الأخيرة».
وتوقع الحاج أن «يكون لاعترافات النعمة المزعومة التي بدا أنها منتزعة تحت الضغط، تداعيات على العلاقة بين النصرة والجيش الحر، ما قد يسبب ضررا كبيرا للثورة، ويكرر المشهد الآني في شمال البلاد، على الرغم من أن المنطقة الجنوبية لم تشهد حتى الآن ظهورا لافتا للمتشددين يشبه واقع (الدولة الإسلامية في العراق والشام) المعروفة ب(داعش)».
وطفت قضية اعتقال النعمة والأنباء المتضاربة عن إعدامه، على سطح الخلافات التي بدأت قبل ثلاثة أشهر في درعا بين «جبهة النصرة» من جهة، والفصائل المنضوية تحت راية الجيش السوري الحر، وبينها كتائب إسلامية معتدلة، من جهة أخرى. وتوضح مصادر عسكرية في درعا لـ«الشرق الأوسط» أن الخلاف «بدأ على ضوء اعتقال المحكمة الشرعية التي لا تتبع (النصرة)، مسؤولين في الجبهة المتشددة لضلوعهم في اختطاف أشخاص». وإثر ذلك، تتابع المصادر، «اعتقلت النصرة قاضيين من المحكمة، وبثت شريط فيديو لهما تتهمهم فيه بأنهما عميلان لمخابرات أجنبية، غير أن القضية حُلت بينهما على الرغم من أن الرواسب بقيت».
وقبل هذه الحادثة المباشرة، احتك المجلس العسكري في درعا والقادة الميدانيون فيها، مع «جبهة النصرة» في حادثتين منفصلتين. الأولى حين قرر أمير جبهة النصرة شن هجوم على بلدات في محافظة السويداء، بهدف توسيع رقعة سيطرة المعارضة، وتكبيد القوات الحكومية خسائر كبيرة في مناطق تسيطر عليها، وقلما تشهد حراكا كبيرا. وتقول المصادر إن «قيادات الحر الميدانية وقفت بوجه أمير النصرة ومنعته من ذلك، كون السويداء تحتضن أكثر من مائة ألف نازح من درعا، ما سيؤثر حكما على وجودهم». وتشير المصادر إلى أن «نفوذ النصرة، في ذلك الوقت، كان محدودا، ما قادهم إلى التخلي عن فكرة مهاجمة حواجز النظام في السويداء». وبعد نحو ستة أشهر على هذه الحادثة، اصطدمت «الجبهة»، مع قائد المجلس العسكري أحمد النعمة على خلفية تسليم قرية خربة غزالة في درعا، وهي قرية استراتيجية، ويتحدر منها القيادي الأمني البارز في النظام السوري رستم غزالة. وواكب «النصرة» في انتقاد النعمة، عدد من قيادات عسكرية على خلاف معه، وهي التهمة نفسها التي أقر بها النعمة في تسجيل له بثّته المحكمة التنفيذية الشرعية على موقع «يوتيوب» أول من أمس. وكانت مصادر معارضة في درعا أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن القوات الحكومية سيطرت على خربة غزالة بعد 65 يوما من القتال، وذلك في 2 مايو (أيار) 2013، مشيرة إلى أن النعمة غادر منذ ذلك التاريخ إلى خارج سوريا، لتلقي «النصرة» القبض عليه أثناء محاولته الخروج منها بعد عودته إلى درعا. وأدى التقدم القوات النظامية باتجاه خربة غزالة، إلى استعادة سيطرتها على كامل الأوتوستراد الدولي (دمشق - درعا).
وسحب النعمة المقاتلين من خربة غزالة ليفتح معركة اللواء 52 قرب مدينة الحراك التي انتهت أيضا بالفشل وبخسارة المعارضة مقابل تقدم القوات النظامية إلى بلدة المليحة الغربية المجاورة للواء 52.
وفي مقابل المخاوف من تكرار سيناريو الشمال، حيث انشغل مقاتلو الجيش السوري الحر بالقتال ضد تنظيم «داعش»، منذ مطلع العام الحالي، تستبعد مصادر عسكرية بدرعا في حديث لـ«الشرق الأوسط» نشوب حرب بين الطرفين على خلفية قضية النعمة. وتقول إن النعمة «ليس مادة دسمة للخلاف، كون أوراقه محروقة منذ خروجه من سوريا، وظهور دوره في تسليم خربة غزالة»، مشيرة إلى أن «فصائل الجيش الحر لا تؤيد بأكملها المجلس العسكري، ما دفع المعتدلين إلى النأي بأنفسهم عن الموضوع».
وكانت غرفة العمليات العسكرية في محافظة درعا، أصدرت بيانًا يقضي بعزل العقيد أحمد فهد النعمة من قيادة المجلس العسكري، معتبرة أنه بات مطلوبًا بشكل رسمي لمحكمة ثورية في أرض حوران بسبب «العمل على شق صف الثوار باستمرار وزرع الفتنة بينهم، والتحريض على الاقتتال فيما بينهم، إضافة إلى العمل على تشكيل وحدات وخلايا نائمة لطعن الثورة بظهرها»، فيما اتهمه أحد مناصري جبهة النصرة في تغريدة على تويتر بأنه متهم بتسليم خربة غزالة للنظام السوري، ويعتبر جرمه «خيانة».
المصدر: (رويترز)
8 أيار 2014 الساعة 15:48
قتل 14 عنصرا من القوات النظامية على الاقل في تفجير فندق "كارلتون" الأثري في حلب القديمة في شمال سوريا، نفذته المعارضة السورية، وأشارالمرصد السوري لحقوق الانسان الى أن القوات النظامية تستخدمه القوات النظامية كمركز عسكري.
وقال المرصد: "سمع دوي انفجار في حلب القديمة، تبين انه ناتج عن تفجير الكتائب الاسلامية كمية كبيرة من المتفجرات في نفق حفروه اسفل فندق الكارلتون الاثري الذي تتخذه قوات النظام مركزا لها".
وادى التفجير الى "تدمير ما تبقى من الفندق... وانهيار مبان عدة في محيطه"، بحسب المرصد.
وقال التلفزيون الرسمي السوري ان "ارهابيين"، في اشارة الى مقاتلي المعارضة، استهدفوا "بتفجير ضخم فندق الكارلتون في المدينة القديمة ما ادى الى تدميره بالكامل وتدمير عدد من الابنية الاثرية المجاورة".
وتبنت التفجير "الجبهة الاسلامية"، احدى ابرز التشكيلات المقاتلة ضد نظام الرئيس بشار الاسد. وقالت في بيان نشرته على حسابها الرسمي على موقع "تويتر"، "نسف مجاهدونا صباح اليوم ثكنة فندق الكارلتون في حلب القديمة وعدة مباني محيطة به".
وعرضت الجبهة شريطا مصورا للتفجير الضخم الذي ادى الى قذف كتل كبيرة من الاتربة والحجارة على ارتفاع عشرات الامتار في الجو، وتصاعد كميات هائلة من الغبار. كما يظهر الشريط في لقطات اخرى، سحب الغبار وقد غطت مساحات واسعة فوق حلب، تزامنا مع سماع اصوات اطلاق رصاص غزير.
وبدت في الشريط، قلعة حلب الاثرية الواقعة على تل، وتشكل خط تماس بين مناطق سيطرة النظام (جنوب القلعة)، ومناطق سيطرة المعارضة.
وكان الفندق الواقع جنوب القلعة، احد المعالم العريقة في المدينة التي كانت تعد بمثابة العاصمة الاقتصادية للبلاد قبل اندلاع النزاع. وكان الفندق يتألف من 90 غرفة، موزعة بين مبنى قديم كان خلال القرن التاسع عشر مستشفى، وبناء حديث.
لهذا يقلل معارضون من اهمية الخروج "الرمزي" من حمصالكاتب: محمد نمر
لهذا يقلل معارضون من اهمية الخروج "الرمزي" من حمصالكاتب: محمد نمر
صورة نشرها الناشط المعارض عبد الباسط ساروت لخروجه من حمص على "فايسبوك"
10 أيار 2014 الساعة 13:23
بعد نحو 700 يوم من الحصار، خرج مقاتلو المعارضة السورية من حمص بسلاحهم الخفيف أمام أعين الجيش النظامي، بموجب اتفاق يعد الأول من نوعه منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011، أشرفت عليه الأمم المتحدة. ومقابل اتاحة الخروج لألفي مقاتل، افرجت المعارضة عن اسرى لديها وفتحت ممرات انسانية لمنطقتي نبل والزهراء الشيعيتين واللتين يحاصرهما مقاتلو المعارضة في ريف حلب.
وكالعادة يذهب النظام السوري إلى انتصارات إعلامية تحاول اضعاف المعارضة وزيادة حدة الانقسام داخلها، فصوّر ما جرى في حمص على أنه هزيمة لمدينة تطلق عليها المعارضة تسمية "عاصمة الثورة"، وأن المقاتلين خضعوا لشروط الجيش النظامي وسلموا أماكنهم، إلا أن كواليس التفاوض تثبت حقيقة معاكسة، وفق نظرة المعارضة.
"التفاوض مع الأسياد"
الإعلامي السوري المعارض ومدير الشبكة العربية العالمية غسان ابرهيم، يرى إن "بعد 700 يوم من الحصار عجزت قوات وميليشيات بشار الأسد المدعومة بالحرس الثوري الايراني و"حزب الله" عن الدخول بالقوة الى حمص، ما دفعها إلى الرضوخ وفك الحصار والسماح للثوار بالخروج مع سلاحهم، كحالة رمزية تدلل على انه تحرك عسكري من ساحة معركة الى اخرى وليس استسلاماً كما يدّعي النظام". لهذا يرى ابرهيم إن ما جرى "هزيمة" للنظام. وما يعزز من فرضية المعارضة، انها كسرت مقولة دأب النظام على تكرارها في كل مناسبة من أنه لن يفاوض المعارضة بل أسيادها، فما حصل في حمص أن المقاتلين لم يفاوضوا النظام بل "اسياده الايرانيين والروس (عسكريين وأمنيين) فنفذ النظام اوامرهم"، كما يقول ابرهيم.
مسؤولية "الائتلاف"
المعارضون للهدنة انتقدوها بشدة بالقول أن "حمص أول بداية الثورة وآخرها"، إلا أن ابرهيم يلاحظ أن "الصراع في سوريا ضد ميليشيات الاسد وحلفائه معركة استنزافية مستمرة لانهاك الخصم ولا تقاس بالامتار "، فهو يرى أن "السيطرة على منطقة ما، في حال لم تحقق للثوار امكانية استنزاف النظام لا قيمة لها، والانسحاب من حمص تمّ من منطقة محاصرة كانت عبئاً على الثوار".
ولا ينفي ابرهيم أن ما جرى "خسارة رمزية"، لان المعارضين يعتبرون حمص "عاصمة الثورة"، مشدداً على أن "الخسارة الرمزية تتحمل مسؤوليتها المعارضة الرمزية المتمثلة بالائتلاف الوطني المعترف به ممثلا شرعيا عن الشعب السوري".
انتقال المقاتلين من المناطق المحاصرة في قلب حمص الى الريف الحمصي يصب في مصلحتهم، وفق ابرهيم الذي يوضح ان "الريف الحمصي يضم مناطق مفتوحة على معابر عدة في سوريا، ما سيؤمن حركة للسلاح والمقاتلين ".
"أفضل ما يموت 2000 مقاتل من الجوع"
"نحنا إلي انتصرنا على النظام"، يقول المعارض السوري أبو يامن الذي كان قائد كتيبة مقاتلة في حي بابا عمرو الحمصي الشهير، مشيرا إلى أن "النظام عرض تسويات عدة على الثوار ورفضوها، وخروجهم اليوم من حمص بداية لثورة جديدة سنرى نتائجها في الأيام القليلة المقبلة".
سينتقل المقاتلون إلى الريف الشمالي لحمص الذي تسيطر عليه المعارضة، ويبعد عن مركز المدينة بين 3 و 5 كلم، وهذا الامر "افضل ما يموت 2000 مقاتل من الجوع والبراميل المتفجرة والحصار، فقد بات هؤلاء قادرين على انشاء جبهة قتال جديدة في الريف الشمالي الذي ينهك قوات الاسد في حمص"، وفق ابو يامن الذي تشير معلوماته الى ان المقاتلين سيأخذون فترة استراحة يعودون بعدها لقتال النظام.
أحد أعضاء الائتلاف الوطني السوري المعارض، اتهم قائد الجبهة الاسلامية المعارضة زهران علوش بتسليم حمص. منطق يرفضه ابو يامن قائلا: "الائتلاف معارضة سياسية تخضع للمصالح ولا علاقة لاعضائها بالميدان العسكري، وعلوش يملك جبهة إسلامية غير متطرفة لكنها ليست من النسيج الذي يرضي اميركا أو فرنسا أو بريطانيا".
وفي شأن مضمون الاتفاق في حمص، يقول ابو يامن: "وفق رؤية علوش فان انقاذ 1200 إلى 2000 روح يستحق ان يفدى باطلاق 42 اسيرا بينهم اعضاء في الحرس الثوري الايراني وحزب الله وواحد او اثنان من روسيا"، لافتا الى أن "ادخال المساعدات إلى نبل والزهراء سيكذب ادعاءات النظام أمام المجتمع الدولي من ان "الارهابيين" يعيقون وصولها".
mohammad.nimer@annahar.com.lb
Twitter: @mohamad_nimer
حمص عاصمة الثورة.. منازل تحت الدمار وأهال يعودون
دبي- قناة العربية
يعود أهالي مدينة حمص القديمة لتفقد منازلهم بعد توقف القصف والمعارك فيها، إثر اتفاق الهدنة الذي خرج بموجبه مقاتلو المعارضة من المدينة.
وتخطو هدى باتجاه منزلها في حمص القديمة للمرة الأولى منذ أكثر من عامين. تعرفت عليه بصعوبة، فلا شيء يبدو كما كان.
حالها كحال كل أهالي المدينة القديمة، انهالت القذائف على منازلهم دون توقف لثلاث سنوات متواصلة. بدا الذهول واضحاً على وجوه الجميع أمام حجم الدمار، لم يتمكن البعض من حبس دموعه. طمست معالم المدينة القديمة برمتها وأحرقت كنائسها كما مساجدها الأثرية.
عاد آلاف من سكان حي الحميدية وبستان الديوان وباب هود والورشة، لكنهم بالطبع لن يمضوا ليلتهم فيه، سيكتفون بهذه الزيارة حالياً، بانتظار أن يلملموا ما تبقى من مدينتهم، بعد أن هدأ قصف قوات النظام وتوقفت المعارك بين النظام والمعارضة للمرة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات في عاصمة الثورة السورية.
المدنيون يدخلون بالمئات الى حمص القديمة
سيناريوات لسوريا منها التقسيم الواقعي!
الكاتب: سركيس نعوم
9 أيار 2014
عن سؤال: هل خطة الرئيس الأسد استعادة كل سوريا أو تأسيس كيان مذهبي موسَّع في حال تعذّرت الاستعادة؟ أجاب المسؤول السابق نفسه في إدارة أميركية مهمة خِبرتُه واسعة في الدول الملتهبة في المنطقة، قال: "بشار ينفِّذ الخطّة "ب" أي تأسيس الكيان المذهبي، وعندما ينتعش عسكرياً يعود إلى الخطة "أ" أي إستعادة سوريا كلّها. لكنه لن ينجح. فالمنطقة الواقعة بين حلب وتركيا ستبقى مع المعارضة، والمنطقة الممتدة من حماه إلى دمشق ستبقى مع الأسد لكن القتال فيها سيستمر. أما الأراضي المجاورة للأردن فللمعارضة. الصحراء الواقعة بين حمص والعراق غير مأهولة، وليس عند النظام السوري جيش كاف لحماية الاتصال الجغرافي بين مناطقه وإيران – العراق عبرها. ولهذا السبب فهي قد تصبح ملجأ للإرهابيين. الاحتمال المرجّح تقسيم واقعي لسوريا واستمرار التقاتل. وفي غياب المعارضة الجدية فإنك تصبح في سوريا إما مع الأسد وإما مع الإرهاب. طبعاً لا بد من حل للأزمة السورية. لكن لا نعرف كيف. على العرب التحرّك ومعهم الأتراك وبعد ذلك تتحرّك أميركا. هناك رصد أميركي لتحرّك الطائرات الروسية، وقد كشف عمليات منتظمة لشحن أسلحة إليها. إيران تشحن أسلحة أيضاً لسوريا. على كل لا بد من التكلم مع إيران في موضوع سوريا وقضايا أخرى. لكنها لن تقبل ذلك قبل الاتفاق على الملف النووي. وهو اتفاق ممكنٌ". ماذا عن العراق اليوم؟ سألتُ. أجاب: "اجتمعت مع البرازاني مؤخراً فوجدت أن في العراق دولة كردية تنتظر إعلانها. علاقات الأكراد جيدة مع تركيا. لكن ما يحصل في العراق اليوم خطير. الحاضنة الشعبية السنّية لـ"القاعدة" تتوسّع، والقبائل تقترب من "القاعدة". ورئيس الوزراء نوري المالكي مسؤول جزئياً عن هذه الحال. فهو أوقف رواتب جيش "الصحوة" الذي شكله الأميركيون لمقاتلة "القاعدة" رغم نجاحه في هزمِها. ولم يضم عناصره إلى الجيش أو إلى القوى الأمنية المختلفة رغم الوعود التي قطعها. وعندما اعتصم أهالي الأنبار (السنّية) مطالبين بأمور كثيرة، لم يبدِ استعداداً لتلبية المحق من المطالب. ثم تحرّك عسكرياً ضدهم عند اقتراب موعد الانتخابات ربما لتوظيف ذلك فيها. ويستبعد كثيرون من العراقيين المطلعين نجاح المالكي في معركة الأنبار رغم أن القبائل عادة لا تحب "القاعدة" ومسلَّحيه. لم تعد هناك حدود بين العراق السنّي وسوريا السنّية إذا جاز التعبير على هذا النحو. إلى ماذا سيؤدي ذلك؟ ربما إلى مزيد من الفوضى في البلدين". كيف نظرت أميركا إلى تورّط "حزب الله" في الحرب الدائرة في سوريا؟ سألتُ. أجاب: "فوجئت أميركا بإرسال "حزب الله" قسماً من "جيشه" إلى سوريا. لم تكن تتوقع ذلك، علماً أنها كان يجب أن تتوقعه. ذلك أن إيران حليفة الأسد وداعمة له في الحرب التي يشنّ على الثورة التي قامت ضده. وهي لا تستطيع إرسال آلاف من جيشها لمساعدته لأسباب متنوعة، ولذلك بادرت إلى إرسال "الجيوش" الحليفة لها والتي أنشأتها هي في لبنان والعراق ومناطق أخرى. كان يجب أن يكون هناك تنسيق بين الدوائر المكلفة التعاطي مع دول الشرق الأوسط في الإدارة الأميركية لأن مشكلاتها مترابطة أو متداخلة بعضها مع بعض. لكن ذلك لم يحصل، الأمر الذي جعل كلاً منها يتصرف وكأن مشكلات الدولة أو الدول التي يتعاطى معها لا علاقة لها بمشكلات دول الدوائر الأخرى. وبذلك غاب التحليل المتكامل لما يجري في الشرق الأوسط وغاب معه التقويم المشترك أيضاً. كما غابت التوصيات المشتركة ومعها استخلاص العِبَر والنتائج".
هل سيعود مؤتمر جنيف إلى الانعقاد في رأيك؟ سألتُ. أجاب: "لا جنيف. هذا موضوع انتهى الآن. هناك ثلاثة سيناريوات. الأول، لا لبشّار الأسد وجميل الأسد ورستم غزالي وللمتورطين الكبار في الحرب والمرتكبين مجازر والموغلين في الدم. لكن لا بد من وجود علويين آخرين يمكن التفاهم معهم لإنهاء الحرب وتلافي فرط سوريا تفتيتاً أو تقسيماً. والثاني، وقوع سوريا في تقسيم واقعي. أما السيناريو الثالث، فهو تورّط "حزب الله" في حرب مذهبية في لبنان وربطه المناطق التي يسيطر عليها منه بمناطق سيطرة الأسد. فهل يؤدي ذلك لاحقاً إلى تقسيم لبنان أو إلى الحاق بعضه الأقلوي بكيان الأقليات السورية"؟ وأنهى المسؤول الأميركي السابق اللقاء بالقول: "النظام الاقليمي القديم يتداعى. سيقوم نظام جديد بدلاً منه ولكن بعد مدة طويلة جداً وبعد انتشار التفتيت والدمار وسفك الدماء".
ماذا في جعبة باحثة جدية في أحد أكثر مراكز الأبحاث الأميركية عراقة مركزه نيويورك؟
هل سيعود مؤتمر جنيف إلى الانعقاد في رأيك؟ سألتُ. أجاب: "لا جنيف. هذا موضوع انتهى الآن. هناك ثلاثة سيناريوات. الأول، لا لبشّار الأسد وجميل الأسد ورستم غزالي وللمتورطين الكبار في الحرب والمرتكبين مجازر والموغلين في الدم. لكن لا بد من وجود علويين آخرين يمكن التفاهم معهم لإنهاء الحرب وتلافي فرط سوريا تفتيتاً أو تقسيماً. والثاني، وقوع سوريا في تقسيم واقعي. أما السيناريو الثالث، فهو تورّط "حزب الله" في حرب مذهبية في لبنان وربطه المناطق التي يسيطر عليها منه بمناطق سيطرة الأسد. فهل يؤدي ذلك لاحقاً إلى تقسيم لبنان أو إلى الحاق بعضه الأقلوي بكيان الأقليات السورية"؟ وأنهى المسؤول الأميركي السابق اللقاء بالقول: "النظام الاقليمي القديم يتداعى. سيقوم نظام جديد بدلاً منه ولكن بعد مدة طويلة جداً وبعد انتشار التفتيت والدمار وسفك الدماء".
ماذا في جعبة باحثة جدية في أحد أكثر مراكز الأبحاث الأميركية عراقة مركزه نيويورك؟
sarkis.naoum@annahar.com.lb
بعد ٢٥ أيار الخارج سيختار الرئيس!
الكاتب: علي حماده
13 أيار 2014
تقترب البلاد من انتهاء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ويقترب معها الفراغ على مستوى الرئاسة، بالرغم من ان البعض يتحدث عن "فتاوى" هي اقرب الى الغام سياسية تجيز فتح موضوع الاستمرارية في منصب رئاسة الجمهورية ريثما يتم انتخاب الرئيس الجديد. وبهذا المعنى يكثر الحديث عن استخدام اطراف معنيين للفتوى التي لم تعرف حتى الآن ابوتها الفعلية لا التي تتم الاشارة اليها . ثمة من يلصق "الفتوى" بمحيط الرئيس ميشال سليمان، وثمة من يلصقها بالبطريرك الماروني بشارة الراعي من باب مساواة المنصب المسيحي الاول بالمناصب الاسلامية الاولى (رئاسة مجلس النواب، ورئاسة مجلس الوزراء). في كل الاحوال يبدو ان لبنان بلغ حدا صار فيه النص الدستوري مجرد وجهة نظر، فيما يتم تطبيق اعراف جديدة بدات مع "اتفاق الدوحة" ولم تنته مع قراءات رئيس مجلس النواب "الخاصة" في ما يتعلق بالنصاب، والتشريع، بالتزامن مع تحول مجلس النواب الى هئية ناخبة، فضلا عن التفنن في تطيير نصاب الجلسات كتكتيك جوهري في عملية الانتخاب، وليس كاستثناء. وفي النتيجة ثمة خاسر واحد من كل ما يجري الآن هم المسيحيون.
على هذا الاساس يمكن القول ان محاولة "المرشح الشبح" ميشال عون تحميل الآخرين مسؤولية الاستحقاق برمته عبر تعطيله الاستحقاق ما دام لم يتم تأييده من أفرقاء وازنين في المعادلة الاسلامية، فيها شيء من التهرب من مسؤولية رئيس الكتلة المسيحية الاكبر في مجلس النواب. فمهمة الجنرال عون تقتضي ان يفعل كل ما في وسعه من اجل انقاذ الاستحقاق الرئاسي، ومعه المنصب المسيحي الاول في البلاد والمشرق العربي. ولعل في الاشارة الى ان المساواة تقتضي ان يصل الى الرئاسة المسيحي الاقوى شعبيا و نيابيا، مبالغة اذ ان السني الاقوى في المعادلة اللبنانية لم يصل الى رئاسة الحكومة (وهو منصب غير ثابت)، بل وصلها احد اعضاء كتلته، والكل يتذكر كيف ان السني الاقوى جرى الانقلاب عليه في مطلع ٢٠١١ (بمشاركة الجنرال عون) وتم تنصيب سني من دون شرعية شعبية ولا نيابية، ولو كان القياس على القوة الشعبية والنيابية وحده الاساس لكان سعد الحريري وحده رئيسا للحكومة منذ ٢٠٠٥ وحتى اليوم. اما في ما يتعلق بالمنصب الشيعي الاول (رئاسة مجلس النواب) فالحق يقال ان الرئيس نبيه بري شخصية غير اعتيادية ومحورية في اللعبة، ولكنه ليس الاقوى شيعيا لا شعبيا ولا نيابيا، بل ان "حزب الله" هو الطرف الاقوى في المعادلة. استنادا الى ما تقدم، فإن القول ان الاقوى مسيحيا (نيابيا) ينبغي ان يصل الى الرئاسة لتحقيق المساواة بالمسلمين، فيه الكثير من المبالغة التعبوية. وعليه يًنصح ان يسارع المسيحيون وفي مقدمهم الكتلة الاكبر الى العمل معا بجدية لاختيار مرشح مشترك يشكل نقطة تقاطع بين الاضداد، وذلك قبل الخامس والعشرين من ايار، وسيتحول بعده الاستحقاق الى استحقاق خارجي بإمتياز!
على هذا الاساس يمكن القول ان محاولة "المرشح الشبح" ميشال عون تحميل الآخرين مسؤولية الاستحقاق برمته عبر تعطيله الاستحقاق ما دام لم يتم تأييده من أفرقاء وازنين في المعادلة الاسلامية، فيها شيء من التهرب من مسؤولية رئيس الكتلة المسيحية الاكبر في مجلس النواب. فمهمة الجنرال عون تقتضي ان يفعل كل ما في وسعه من اجل انقاذ الاستحقاق الرئاسي، ومعه المنصب المسيحي الاول في البلاد والمشرق العربي. ولعل في الاشارة الى ان المساواة تقتضي ان يصل الى الرئاسة المسيحي الاقوى شعبيا و نيابيا، مبالغة اذ ان السني الاقوى في المعادلة اللبنانية لم يصل الى رئاسة الحكومة (وهو منصب غير ثابت)، بل وصلها احد اعضاء كتلته، والكل يتذكر كيف ان السني الاقوى جرى الانقلاب عليه في مطلع ٢٠١١ (بمشاركة الجنرال عون) وتم تنصيب سني من دون شرعية شعبية ولا نيابية، ولو كان القياس على القوة الشعبية والنيابية وحده الاساس لكان سعد الحريري وحده رئيسا للحكومة منذ ٢٠٠٥ وحتى اليوم. اما في ما يتعلق بالمنصب الشيعي الاول (رئاسة مجلس النواب) فالحق يقال ان الرئيس نبيه بري شخصية غير اعتيادية ومحورية في اللعبة، ولكنه ليس الاقوى شيعيا لا شعبيا ولا نيابيا، بل ان "حزب الله" هو الطرف الاقوى في المعادلة. استنادا الى ما تقدم، فإن القول ان الاقوى مسيحيا (نيابيا) ينبغي ان يصل الى الرئاسة لتحقيق المساواة بالمسلمين، فيه الكثير من المبالغة التعبوية. وعليه يًنصح ان يسارع المسيحيون وفي مقدمهم الكتلة الاكبر الى العمل معا بجدية لاختيار مرشح مشترك يشكل نقطة تقاطع بين الاضداد، وذلك قبل الخامس والعشرين من ايار، وسيتحول بعده الاستحقاق الى استحقاق خارجي بإمتياز!
ali.hamade@annahar.com.lb
"حزب الله" يضمن ألاّ يشكّل الجيش اللبناني خطراً عليه
أنّـا ماريـا لوكـا
11 أيار 2014
متابعةً للتعهّد الذي قامت به بلدان غربية في نهاية السنة الماضية، من المقرّر عقد مؤتمر جديد لجمع التبرعات لصالح الجيش اللبناني في روما في حزيران. ويأتي مؤتمر روما عقب إعلان المملكة العربية السعودية في كانون الأول الماضي عن تبرعها بمبلغ 3 مليارات دولار دعماً للجيش اللبناني. وإن كان من غير المتوقع أن يمد مؤتمر روما الجيش اللبناني بإمكانيات قتالية فعلية، فقد قدّمت السعودية وعوداً بتغيير الميزان العسكري للقوى في لبنان، حسبما قال محللون.
وفقاً لتقرير نشره معهد التحليل العسكري للشرق الأدنى والخليج، لم يكن الغرب كريماً في توفيره أسلحة فعّالة للجيش اللبناني. حيث جاءت معظم التبرّعات الغربية على شكل عربات، وقوارب لخفر السواحل، ومروحيات، ومعدّات دعم، وبعض الأسلحة القاتلة التي لم تصل بعد.
"مثلاً لا يزال قارب جديد غير مستعمل طوله 42 متراً معداً لعمل خفر السواحل، أمّنه البرنامج الأميركي للتمويل العسكري الخارجي، بحاجة إلى سلاح أساسي لكي يؤدي وظيفته"، كما جاء في التقرير. "الكونغرس الأميركي يصعّب على الحكومة الأميركية القيام بتزويد الجيش اللبناني بأسلحة قاتلة لكي يهدّئ من روع اللوبي الإسرائيلي، الذي يخشى أن تقع هذه الأسلحة في أيدي "حزب الله" او أي مجموعات متطرفة"، أضاف التقرير.
غالباً ما أدّت أولويات السياسة الأميركية الخارجية في الشرق الأوسط إلى امتناع واشنطن عن بناء جيوش قوية في البلدان العربية، لكي تبقي حليفتها التقليدية، إسرائيل، بمأمن من التعرض لأي اعتداء عسكري. هذا بالإضافة إلى قلق الدول الغربية من واقع سيطرة "حزب الله" في لبنان.
في ضوء هذه العوامل، من غير المتوقّع أن يصل حجم المساعدات التي ستنتج من مؤتمر روما إلى حجم المنحة السعودية التي بلغت 3 مليارات دولار. وأشار المحلل في معهد كارنيجي للشرق الأوسط، ماريو أبو زيد، إلى أنّ مؤتمرات التبرع الغربية تُعقد من وقت لآخر، والولايات المتحدة تكون في العادة المتبرع الأكبر. "الهدف منها هو تأمين استمرار العمليات اللوجيستية في الجيش اللبناني، قال أبو زيد، مضيفاً: "الوعد السعودي هو التمويل الأساسي الذي يمكن أن يغيّر الأسلحة، والترسانة العسكرية".
ويرى عماد سلامه، البروفسور في العلوم السياسية والشؤون الدولية في الجامعة اللبنانية الأميركية، إن الهدف من هذه المبادرات لتقوية الجيش اللبناني هو بشكل أساسي استقرار لبنان. "لكن ما من شيء مجّاني. فالسعوديون والبلدان الأوروبية كلهم يريدون أن يكسبوا المزيد من النفوذ لهم داخل أجهزة الأمن اللبنانية، لعلمهم بأن "حزب الله" حقق خلال السنوات الماضية مكاسب كبيرة في السيطرة على الجيش اللبناني، والأمن العام، وعلى مؤسسات أساسية أخرى"، كما قال. "لا شيء يحدث في البنى العسكرية في لبنان بدون أن يقع تحت أنظار "حزب الله" المراقبة لكل شيء. فالقطاع الأول الذي ضمن "حزب الله" عدم إحباطه لعملياته هو قطاع الأمن".
إلاّ أنّ المتبرعين الغربيين والسعودية لن يفرضوا شروطاً مثل عزل "حزب الله" عن عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بالأجهزة الأمنية في لبنان من خلال مساعدتهم في إعادة بناء القوات المسلحة، كما قال محللون: فهذه البلدان تعتقد أن معاداة "حزب الله" وحلفائه السياسيين سوف تؤدي إلى المزيد من زعزعة استقرار لبنان.
وفي رأي سلامه، فإن المساعدات التي ستصل إلى لبنان ومن أي جهة أتت، سوف تجعل الجيش والقوى الأمنية ورقة لعب للتفاوض عليها، وكل فريق سوف يحاول أن يحوّلها إلى مصلحته بشكل أو بآخر. "في الوقت الحالي، لا يريد "حزب الله" أن يشكّل معارضة قوية للدعم السعودي أو الفرنسي للجيش، لأنه لا يستطيع أن يتحمل تداعيات خلق الكثير من الجلبة حوله في لبنان"، كما قال سلامه لـNOW.
وفقاً لأبو زيد، فقد نجح واضعو الاستراتيجيات السياسية لـ "حزب الله" في التوصّل مسبقاً إلى حلول لتجنّب أي مواجهة مع الجيش اللبناني في حال صار أقوى، مؤكداً أن "مصدر قوة "حزب الله" هو ترسانته".
وأضاف أبو زيد: "إذا تخلّى حزب الله عن سلاحه، لن تعود لديه أي سلطة في لبنان أو المنطقة. وليس من مصلحته أن يصبح الجيش اللبناني أقوى عسكرياً". وقد بيّنت إحدى السوابق أنّه في حال صار يوجد في لبنان قوتان عسكريتان ضخمتان، سوف تتواجهان، كما أشار أبو زيد، مثلما حصل عندما اشتبك الجيش اللبناني والقوات اللبنانية عام 1989. "حزب الله" لا يتحمّل مواجهة الجيش اللبناني، ولذلك فقد انضم إلى حكومة المصلحة الوطنية لكي يصبح جزءا من عملية اتخاذ القرارات عندما سيتعلق الأمر بإدارة جهود الجيش اللبناني.
"ونجح "حزب الله" في القيام بذلك"، قال أبو زيد. "يمكن أن ترى التعاون بين الجيش اللبناني و"حزب الله" في الجهود المبذولة للسيطرة على الحدود اللبنانية- السورية. وهما يتعاونان أيضاً على أعلى مستوى لتبادل المعلومات. حيث وافق "حزب الله" على منح الوزارء السنّة المعتدلين بعض الملفات- مثل وزارة الداخلية. ويمكن أن نرى كيف تعاونت قوى الأمن الداخلي مع "حزب الله" والجيش في الحفاظ على أمن قرية الطفيل"، كما أشار.
بالإضافة إلى ذلك فإنّ الخطوة التالية في استراتيجية "حزب الله" هي الانتخابات الرئاسية. فما إن يصبح لدى لبنان رئيس قوي حتى تكون من أولى أولوياته صياغة خطة دفاعية. "ولهذا السبب هو لا يسعى جهده من أجل انتخاب رئيس لبناني جديد"، كما رأى أبو زيد. "ليس من مصلحته أن يواجه رئيساً قوياً قد يتحدى سلاحه وتورّطه في الحرب السورية".
هذا المقال ترجمة للنص الأصلي بالإنكليزية
(ترجمة زينة أبو فاعور)
وفقاً لتقرير نشره معهد التحليل العسكري للشرق الأدنى والخليج، لم يكن الغرب كريماً في توفيره أسلحة فعّالة للجيش اللبناني. حيث جاءت معظم التبرّعات الغربية على شكل عربات، وقوارب لخفر السواحل، ومروحيات، ومعدّات دعم، وبعض الأسلحة القاتلة التي لم تصل بعد.
"مثلاً لا يزال قارب جديد غير مستعمل طوله 42 متراً معداً لعمل خفر السواحل، أمّنه البرنامج الأميركي للتمويل العسكري الخارجي، بحاجة إلى سلاح أساسي لكي يؤدي وظيفته"، كما جاء في التقرير. "الكونغرس الأميركي يصعّب على الحكومة الأميركية القيام بتزويد الجيش اللبناني بأسلحة قاتلة لكي يهدّئ من روع اللوبي الإسرائيلي، الذي يخشى أن تقع هذه الأسلحة في أيدي "حزب الله" او أي مجموعات متطرفة"، أضاف التقرير.
غالباً ما أدّت أولويات السياسة الأميركية الخارجية في الشرق الأوسط إلى امتناع واشنطن عن بناء جيوش قوية في البلدان العربية، لكي تبقي حليفتها التقليدية، إسرائيل، بمأمن من التعرض لأي اعتداء عسكري. هذا بالإضافة إلى قلق الدول الغربية من واقع سيطرة "حزب الله" في لبنان.
في ضوء هذه العوامل، من غير المتوقّع أن يصل حجم المساعدات التي ستنتج من مؤتمر روما إلى حجم المنحة السعودية التي بلغت 3 مليارات دولار. وأشار المحلل في معهد كارنيجي للشرق الأوسط، ماريو أبو زيد، إلى أنّ مؤتمرات التبرع الغربية تُعقد من وقت لآخر، والولايات المتحدة تكون في العادة المتبرع الأكبر. "الهدف منها هو تأمين استمرار العمليات اللوجيستية في الجيش اللبناني، قال أبو زيد، مضيفاً: "الوعد السعودي هو التمويل الأساسي الذي يمكن أن يغيّر الأسلحة، والترسانة العسكرية".
ويرى عماد سلامه، البروفسور في العلوم السياسية والشؤون الدولية في الجامعة اللبنانية الأميركية، إن الهدف من هذه المبادرات لتقوية الجيش اللبناني هو بشكل أساسي استقرار لبنان. "لكن ما من شيء مجّاني. فالسعوديون والبلدان الأوروبية كلهم يريدون أن يكسبوا المزيد من النفوذ لهم داخل أجهزة الأمن اللبنانية، لعلمهم بأن "حزب الله" حقق خلال السنوات الماضية مكاسب كبيرة في السيطرة على الجيش اللبناني، والأمن العام، وعلى مؤسسات أساسية أخرى"، كما قال. "لا شيء يحدث في البنى العسكرية في لبنان بدون أن يقع تحت أنظار "حزب الله" المراقبة لكل شيء. فالقطاع الأول الذي ضمن "حزب الله" عدم إحباطه لعملياته هو قطاع الأمن".
إلاّ أنّ المتبرعين الغربيين والسعودية لن يفرضوا شروطاً مثل عزل "حزب الله" عن عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بالأجهزة الأمنية في لبنان من خلال مساعدتهم في إعادة بناء القوات المسلحة، كما قال محللون: فهذه البلدان تعتقد أن معاداة "حزب الله" وحلفائه السياسيين سوف تؤدي إلى المزيد من زعزعة استقرار لبنان.
وفي رأي سلامه، فإن المساعدات التي ستصل إلى لبنان ومن أي جهة أتت، سوف تجعل الجيش والقوى الأمنية ورقة لعب للتفاوض عليها، وكل فريق سوف يحاول أن يحوّلها إلى مصلحته بشكل أو بآخر. "في الوقت الحالي، لا يريد "حزب الله" أن يشكّل معارضة قوية للدعم السعودي أو الفرنسي للجيش، لأنه لا يستطيع أن يتحمل تداعيات خلق الكثير من الجلبة حوله في لبنان"، كما قال سلامه لـNOW.
وفقاً لأبو زيد، فقد نجح واضعو الاستراتيجيات السياسية لـ "حزب الله" في التوصّل مسبقاً إلى حلول لتجنّب أي مواجهة مع الجيش اللبناني في حال صار أقوى، مؤكداً أن "مصدر قوة "حزب الله" هو ترسانته".
وأضاف أبو زيد: "إذا تخلّى حزب الله عن سلاحه، لن تعود لديه أي سلطة في لبنان أو المنطقة. وليس من مصلحته أن يصبح الجيش اللبناني أقوى عسكرياً". وقد بيّنت إحدى السوابق أنّه في حال صار يوجد في لبنان قوتان عسكريتان ضخمتان، سوف تتواجهان، كما أشار أبو زيد، مثلما حصل عندما اشتبك الجيش اللبناني والقوات اللبنانية عام 1989. "حزب الله" لا يتحمّل مواجهة الجيش اللبناني، ولذلك فقد انضم إلى حكومة المصلحة الوطنية لكي يصبح جزءا من عملية اتخاذ القرارات عندما سيتعلق الأمر بإدارة جهود الجيش اللبناني.
"ونجح "حزب الله" في القيام بذلك"، قال أبو زيد. "يمكن أن ترى التعاون بين الجيش اللبناني و"حزب الله" في الجهود المبذولة للسيطرة على الحدود اللبنانية- السورية. وهما يتعاونان أيضاً على أعلى مستوى لتبادل المعلومات. حيث وافق "حزب الله" على منح الوزارء السنّة المعتدلين بعض الملفات- مثل وزارة الداخلية. ويمكن أن نرى كيف تعاونت قوى الأمن الداخلي مع "حزب الله" والجيش في الحفاظ على أمن قرية الطفيل"، كما أشار.
بالإضافة إلى ذلك فإنّ الخطوة التالية في استراتيجية "حزب الله" هي الانتخابات الرئاسية. فما إن يصبح لدى لبنان رئيس قوي حتى تكون من أولى أولوياته صياغة خطة دفاعية. "ولهذا السبب هو لا يسعى جهده من أجل انتخاب رئيس لبناني جديد"، كما رأى أبو زيد. "ليس من مصلحته أن يواجه رئيساً قوياً قد يتحدى سلاحه وتورّطه في الحرب السورية".
هذا المقال ترجمة للنص الأصلي بالإنكليزية
(ترجمة زينة أبو فاعور)
التواءات الموارنة
الـيـاس الزغـبـي
10 أيار 2014
لم يشهد تاريخ الرئاسة الأولى في لبنان على مدى 90 عاماً ما يشهده الآن من تصادم موقفَيْن، أو حالتَيْن، أو وجهَيْن.
خطّان متوازيان لا يلتقيان، حتّى بإذن الله!
فكيف يلتقي خطٌّ مستقيم بين معراب وبعبدا، بخطٍّ لولبي شديد الالتواءات بين الرابيه وبعبدا نفسها؟
أفرقاء كثيرون نصحوا قيادات الموارنة بترتيب شؤون بيتهم قبل الخروج إلى الآخرين. وفيما التزم المرشّح المعلن سمير جعجع بمضمون النصيحة قبل ورودها، عمل المرشّح الشبح ميشال عون بعكسها تماماً.
الأوّل كشف أوراقه، وضع برنامجه، رسم خطّته، وعقد حلقات التشاور مع أهل البيت قبل سواهم، فجال ببرنامجه ومقاربته للاستحقاق على أنداده الموارنة، وعلى المرجعيّتين الكبريين، رئيس الجمهوريّة وسيّد بكركي، إضافةً إلى القوى السياسيّة الأُخرى.
الثاني تحرّك في الاتجاه المعاكس، أهمل أهل البيت بمن فيهم البطانة نفسها، استكبر على المرجعيّتين، لعق توقيعه وتعهّده على ميثاق بكركي، طلب الرضى الرئاسي ولو في باريس والرياض وروما، عملاً بحكمة الأجيال: أطلبوا العلم(الكرسي) ولو في الصين!
وما يؤلم أيّ مسيحي، وأيّ لبناني، أن يتبلّغ طامح ماروني إلى الرئاسة كلاماً عاقلاً رشيداً من مرجعيّة غير مسيحيّة ينصحه فيه بالانفتاح على خصومه من الموارنة والمسيحيّين قبل كسب ودّ أيّ مرجع آخر.
والأشدّ إيلاماً أن يتلقّى هذا الطامح درساً قاسياً من مضيفه، هذا هو فحواه: إذا قبلتُ بك رئيساً وانتخبتكَ مع 40 من نوّابي، فماذا سيُقال عنكَ وعنّي؟ بكلّ بساطة سيُقال عنكَ إنّكَ صنيعة السنّة والشيعة معاً وليس الموارنة، وسيُقال عنّي إنّي صنعت الرئيس الماروني، وهذا ما لا يقبل به رفيق الحريري، ولا رياض الصلح، ولا الوجدان اللبناني، والمسيحي تحديداً، ولا يحقّ لي أن أخرج عن تراث هذين الرجليْن العظيميْن، وعن معنى الشراكة اللبنانيّة الحقيقيّة، ولن أُسجّل على نفسي مثل هذا الممسك القبيح.
هذا الكلام الذي يُمكن أن ينزل كصاعقة على أيّ صاحب كرامة، لم يغيّر في سلوك الضيف المتوسّل شيئاً، فاستمرّ في الحفر داخل منزله، وبدلاً من التروّي والأخذ بالنصيحة، ردّ عليها بتكليف بعض صِبْيته النكء في الجروح والقبور على أوراق الاقتراع في مجلس النوّاب، وأوعز إلى خليفته بأن يربط علناً ترشيحه برضى سعد الحريري( سعد الدين في أدبيّات عدائيّاتهم السابقة - اللاحقة!).
مشهد مقابل قدّمه سمير جعجع بانفتاحه على أهل بيئته، وبموقف نبيل ومترفّع أعلنه من بكركي بقبوله أيّ مرشّح جدّي للرئاسة يحمل البرنامج السيادي لـ14 آذار وتكون له حظوظ أكبر في النجاح. فالرئاسة عنده قبل شخص الرئيس، ومصير الجمهوريّة قبل بريق الكرسي.
ولعلّ أبلغ ما قيل عن التعطيل الذي مارسه عون و"حزب الله" لجلسات الانتخاب، جاء من البطريرك الراعي حين قال لجعجع: ألأنّك ترشّحت يقاطعون، هل هناكَ علم جديد للديمقراطيّة لا نعرفه؟
لقد طعنوا الديمقراطيّة بحجّة الحقّ في الغياب عن الجلسات، وسخّفوا الاستحقاق بتحويله بازاراً مفتوحاً للبيع والشراء، وفرّغوا الدستور من أهداف المشترع، وجعلوا المقام الأوّل كرسيّاً مخلّعاً على قارعة المساومات.
حين يلتقي قادة الموارنة قريباً في بكركي، ولعلّه اللقاء الأخير، لا بدّ من كشف كلّ الأوراق، وفضح من أخلّ بتعهّده، ومن أنكر التزامه قبل صياح الديك، ومن يعرّض موقع الرئاسة للابتزاز.
وبمقدار ما رفع الرئيس ميشال سليمان و د. جعجع الموقع إلى مستواه الأصيل، سترفع بكركي الاستحقاق من بين لعبة الأقدام، وأداء الأقزام.
لقد فرح اللبنانيّون، وخصوصاً المسيحيّين، بغضب بكركي المقدّس على ألسنة الشرّ التي تطاولت على المقام بسبب زيارته الأراضي المقدّسة، وينتظرون الغضب المقدّس نفسه على منتهكي حرمة المقام السياسي الأوّل، ومشوّهيّ استحقاقه.
وبين الغضبَيْن، يتمّ فصل قمح الموارنة عن زؤانهم.
فليس كلّ الطرق تقود إلى روما، أو إلى الطاحون. الطرق الملتوية لا توصل إلى بعبدا، وأقصر الطرق هي القويمة.
لقد حان وقت تقويم التواءات السياسة المارونيّة. ولا خطّ مستقيماً إلاّ بين بكركي وبعبدا.
ومن يَعْلم يَسْلم.
MINA AMINE
الكاردينال صفير لم يتزحزح لا من مكانه ولا عن مواقفه ، ولم يكن يقول سوى الكلمة المناسبة ، ولم يكن عليه السفر الدائم والتجوال ليستحق مقامه........!!
MICHEL MALLAH
ألسنة الشر التي هاجمت الراعي أتت عبر إعلام 8 آذار الرخيص والذي يباع ويشترى بحسب الظروف.
10 أيار 2014
RIAD DIB
من هلّل لزيارة البطريرك دمشق بمباركة الأسد لا يحق الإعتراض على زيارته القدس .
10 أيار 2014
ANTOINE SALIBA
قال حكمت ديب : “كفانا تسويات وتنازلات”, معتبراً الغياب عن جلسات الانتخاب بأنه “شرعي وديمقراطي, منعاً لوصول رئيس سيئ لا يستطيع إدارة شؤون الدولة بالشكل السليم. أولاً أيها الديب الخالي من الحكمة : التسويات والتنازلات، عون من يقوم بها إرضاء لمشغّله حزب الله ، ثم الرئيس السيء الذي تقصده على الأقل لم يهرب كالفأر إلى السفارة الفرنسية تاركاً جنوده للموت والإعتقال . أما إدارة الدولة بالشكل السليم فهي طبعاً من اختصاص إيران التي ستتسلم مهام حكم لبنان إذا ما أتى عون رئيساً . فكفاكم ثرثرة ودناءة !!
10 أيار 2014
EDGARD
دعوة ارسلان لمؤتمر تأسيسي كانت دعوة مفضوحة جداً. حزب الله أمر وهو نفّذ . يا حرام على العائلات التاريخية شو عمتتبهدل.
جنجنيان: عون ليس مرشح حزب الله لا التوافقي ولا الصدامي
بيروت – أشار عضو كتلة "القوّات اللبنانيّة" النائب شانت جنجنيان إلى أنّ رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون "ليس مرشح حزب الله، لا التوافقي ولا حتى الصدامي"، معتبراً أنّ "حزب الله يستعمله كحصان طروادة لتعطيل الانتخابات الرئاسيّة ومن ثم إجبار اللبنانيين على الذهاب الى تسوية تأتي برئيس لا قدرة له على مقاربة السلاح غير الشرعي والمشاركة في الحرب السوريّة".
وأكّد جنجنيان، في حديث إلى صحيفة "الأنباء" الكويتيّة، أنّ "قوى 14 آذار تسعى انطلاقاً من مسؤوليتها الوطنيّة إلى قيام الدولة القويّة وتأتي برئيس صناعة لبنانيّة، فيما الآخرون غير مهتمين سوى بمصالحهم الشخصيّة ذات الارتباط المباشر بمصلحة النظامين السوري والإيراني، وهنا يكمن سر عدم وجود مرشح رسمي لدى فريق 8 آذار، المطالب وبإلحاح بأن يرشح من يشاء ولتكن معركة ديموقراطية".
ورأى جنجنيان أنّ "حزب الله" لن يرشح العماد عون للرئاسة، خصوصاً وأن الرئيس السوري بشار الأسد قال صراحة في العام 2006 بعد ورقة التفاهم أنّه "لا يؤتمن".
وأكّد جنجنيان، في حديث إلى صحيفة "الأنباء" الكويتيّة، أنّ "قوى 14 آذار تسعى انطلاقاً من مسؤوليتها الوطنيّة إلى قيام الدولة القويّة وتأتي برئيس صناعة لبنانيّة، فيما الآخرون غير مهتمين سوى بمصالحهم الشخصيّة ذات الارتباط المباشر بمصلحة النظامين السوري والإيراني، وهنا يكمن سر عدم وجود مرشح رسمي لدى فريق 8 آذار، المطالب وبإلحاح بأن يرشح من يشاء ولتكن معركة ديموقراطية".
ورأى جنجنيان أنّ "حزب الله" لن يرشح العماد عون للرئاسة، خصوصاً وأن الرئيس السوري بشار الأسد قال صراحة في العام 2006 بعد ورقة التفاهم أنّه "لا يؤتمن".
عن زيارة الراعي بيت لحم
حـازم الأميـن
1 أيار 2014
من غير المرجح أن تستعر الحملة على البطريرك الماروني بشارة الراعي بسبب زيارته إسرائيل في حضرة بابا الفاتيكان، ذاك أن من نصّب نفسه ضميراً للأمة مستعد للتساهل مع الزيارة، خدمة لسيد آخر لطالما قدم له الخدمات.
فموقع البطريريك الراعي في الانقسام السياسي اللبناني والاقليمي هو مؤشر التخوين الرئيسي وليس زيارته بيت لحم. لنتذكر أن العضو السابق في الكنيست الاسرائيلي عزمي بشارة كان بطلاً قومياً وطريقه من تل أبيب الى بيروت والى دمشق كانت معبدة بالورود، فقط لأن النظام السوري كان راغباً في أن نعتبره بطلاً قومياً. وما إن ساءت العلاقة بينه وبين النظام السوري حتى كف عزمي بشارة عن كونه بطلاً قومياً، وصار مجرد "مفكر سابق". لم تتغير علاقة عزمي "الصراعية" بالاسرائيليين، لا بل إن الرجل استقال من الكنيست وغادر إسرائيل، لكن ذلك لم يكن المعيار. فقط العلاقة مع النظام في دمشق هي وسيلة القياس، ولا شيء غيرها.
الكثير من الأمثلة يمكن أن تُساق لتأكيد هذا الافتراض. إيلي حبيقة مثلاً جرى "صفح" ممانعاتي عن كل ماضيه لمجرد أن سيد الممانعين في دمشق أراد ذلك، وصورة الجنرال ميشال عون مع جنرالات اسرائيليين والتي يمكن الحصول عليها ما إنْ تكتب اسم الجنرال على صفحة "غوغل"، هذه الصورة غير مُدرجة على لائحة الممانعين بصفتها "سقطة تطبيعية". ناهيك عن أن ثبوت عمالة أقرب الرجال إلى عون، فايز كرم، لم يهز وجدانات الممانعين، فالمعركة في مكان آخر تماماً. المعركة هي على خط الإنقسام الطائفي والمذهبي، وليست على الخط الأخضر، هناك حيث تُشيد إسرائيل جدارها العنصري.
هذا المنطق هو ما يجعلنا نعتقد أن الراعي لن يكون هدف الممانعة المقبل، ذاك أن إدراج الرجل خصماً، والزج به في معركة هامشية سيؤدي بالممانعة وبمن لفّ لفها إلى خسارة موقع كانت هللت حين تغير شاغله فحل الراعي مكان الكاردينال صفير.
معركة زيارة الراعي اسرائيل تبقى هامشية أمام معارك الممانعة الجوهرية هذه الأيام. على الصعيد الداخلي هناك الصراع بين السنّة والشيعة وتسابق كلا الطرفين على الفوز بالمسيحيين، وعلى الصعيد الاقليمي هناك الحرب الدائرة في سورية، وادعاء النظام هناك بأنه يخوض معركة حماية الأقليات، وهو ادعاء لا يستقيم في حال جرد النظام في دمشق وحلفاؤه في بيروت حملة على رأس الكنيسة المارونية.
فلسطين على هامش هذه القضية، وهي على هامشها منذ وصل "البعث" الى دمشق فأدار الجندي ظهره من الجولان واتجه الى دمشق. وعلى هامشها أيضاً منذ حرب عام 2006 حيث أدار بعدها "حزب الله" ظهره واتجه الى بيروت ومنها إلى دمشق أيضاً. ولم يبق من فلسطين إلا لغة التخوين الخشبية تُشهر في وجه من يخرج من القطيع، ويُعفى منها من يؤدي فروض الطاعة للسلطة، حتى لو اتصل بإسرائيل وخابرها.
لن تُضحي الممانعة بالبطريرك الراعي لسبب سخيف. ما شُهر بوجهه حتى الآن يوحي بأن واجباً لا يمكن تفاديه يجب أن يقوم به راقصو مقاومة التطبيع، لكنه لن يكون سياقاً سياسياً. علينا أن نتذكر هنا أن الممانعة تألمت عندما تم الكشف عن علاقة فايز كرم بالإسرائيليين وجُرح شعورها، لكنّ ذلك لم يؤدِ الى أي خطوة سياسية عقابية. المسألة الأهم كانت أن يبقى الجنرال في موقعه من خط الانقسام المذهبي السنّي الشيعي.
خالد
بشير والمجلس النيابي آنذاك خونه بسبب17 ايار. ولكن عون بطل ممانعه مع ضباط الموساد. تفه على هالتفكير.
زياد أسود وإحياء تذكار الموتى
عمـاد مـوسـى
8 أيار 2014
يعتقد النائب زياد أسود ان إرادة العلي القدير شاءت أن يكون هو بالذات حارس الذاكرة اللبنانية وحفار قبورها. والحلو أن ذاكرة الشاب الحلو لا يمكنها استيعاب الكثير من التواريخ والأسماء. ذاكرة انتقائية بامتياز. لا يتذكّر أسود جريمة واحدة وقعت بعد تشرين الأول من العام 1990.
حاول كثيراً أن يتذكر إسم الحزب المتورط في اغتيال الرئيس رفيق الحريري كي يسجل موقفاً للتاريخ فعجز. وحاول أن يتذكر متى اغتيل بشير الجميل ومن هو قاتله وقاتل ابنته وابن عمته (من بيت الأسود) وابن أخيه أمين. وحاول معرفة بأي قضية تورط النائب السابق علي عيد ونجله. وحاول تذكر ظروف اغتيال رينيه معوّض وشهداء ثورة الأرز ...من دون جدوى. يبدو أن حارس الذاكرة المنتمي إلى التيار الوفاقي مصاب بشيء من الألزهايمر.بكثير من العماء. ببعض من ورم الادعاء.
يشكل المحامي أسود والدكتور نبيل نقولا ورجل الأعمل عباس هاشم أهم ثلاثي برلماني في تكتل التغيير والإصلاح. واحد دعا في جلسة اللانصاب الثانية إلى انتخابات جديّة. وواحد اعتبر تعطيل النصاب وساماً. وواحد رأى أن "البلد محتل" . الثلاثة نزلوا الأربعاء إلى ساحة النجمة لتسجيل موقف.
لن أعلّق على كلام الدكتور نقولا لأنه يقع ضمن ولاية الزميل نديم قطيش وهو من مصادر إلهامه ومن مغذّي برنامجه بالفقشات السياسية. ولن أتنطح وأحلل مضمون تصريح الحاج عباس. النص يفوق بعمقه مداركي وقدراتي وأدواتي النقدية. فبقي لي أن أتبحّر في ما قاله ثالث الفرسان، نائب جزين ، الذي وضع في الدورة الأولى من الانتخابات ورقة باسم جيهان طوني فرنجية شهيدة 13 حزيران من العام 1979. في ذلك اليوم المشؤوم كان زياد بعمر العشرة أعوام. ولم يزل يتصرف كابن عشرة.
نزل أسود إلى جلسة 7 أيار بصفته يمثّل "أصحاب ذاكرة" كما ذكر. وخصص سعادته هذا اليوم لاستذكار "الشهداء الذين سقطوا في مجزرة نهر الموت" (1990). لا شهداء اجتياح بيروت وبعض الجبل ( 7 أيار 2007) ولا شهداء جمال باشا في ساحتي البرج والمرجة (6 أيار 1916). كل جلسة لانتخاب رئيس توازي عنده تذكار جميع الموتى الذي تحتفل فيه الكنيسة الكاثوليكية منذ 1016 عاماً في اليوم الذي يلي عيد جميع القديسين (2 تشرين الثاني). أسود إبن كنيسة وكل يوم من عمره تذكار موتى قائم بذاته. كأني به ـ خلف نظارتيه السوداوين ـ في عزاء مستدام ونحيب متواصل.
العوض بسلامتك أخ زياد والبقية بحياتك وبحياتنا. أحيي شعورك الرقيق البريء بصفتك من أصحاب الذاكرة الإنتقائية، أما بخصوص وقوع لبنان اليوم تحت الاحتلال كما ذكرت فأنا أشاطرك الرأي وأرى أنه لا يوجد حالياً سوى دونكيشوت طواحين الهواء كي يحرر الوطن ويطرد جحافل المحتلين ويلحق الهزيمة بفلولهم.
خالد
خريج مكاومه منذ سن العاشره...
بيروت - أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنه "ليس هناك أي قرار يمنع دخول الفلسطينيين اللاجئين في سوريا إلى لبنان أو العبور منه"، موضحاً أنه "تم اتخاذ إجراءات في عطلة نهاية الأسبوع الماضي بحق عدد من المواطنين السوريين والفلسطينيين اللاجئين في سوريا، الذين كانوا بصدد العبور من لبنان إلى دول عربية".
وأشار إلى أنه "اتُخذ قرار بترحيلهم لإرتكابهم فعلاً جرمياً لحيازتهم أوراق سفر مزورة".
وشرح المشنوق أنه تم وضع معايير تنظم عملية دخول الفلسطينيين اللاجئين في سوريا إلى لبنان، "تفادياً لعدم تكرار مثل هذه الحوادث التي تؤثر على الوضع الأمني في لبنان، وعلى علاقة لبنان مع دول عربية عدة".
وبحسب هذه المعايير فإنه يُسمح بالدخول لمن يستوفي الشروط الآتية:
- سمة دخول مسبقة مبنية على موافقة المديرية العامة للأمن العام أو على بطاقة إقامة (سنة واحدة-3 سنوات–مجاملة) أو سمة خروج وعودة ولحين إنتهاء صلاحيتها.
- تمديد الإقامة 3 أشهر لإكمال مدة السنة بالنسبة للذين استوفي منهم رسم 300 ألف ليرة عن سنة كاملة.
- منح الفلسطيني اللاجئ في سوريا سمة مرور لمدة 24 ساعة للقادمين عبر مطار رفيق الحريري الدولي في حال سبق وغادر عبر المطار أو في حال لديه إقامة صالحة في الخارج ويرغب بالعودة إلى سوريا عن طريق لبنان.
- السماح بدخول المسافرين منهم والراغبين بالمغادرة إلى الخارج عبر مطار رفيق الحريري الدولي على أن يكون بحوزتهم بطاقة سفر أو سمة إلى الدولة المسافَر إليها.
- وقف منح التأشيرة التلقائية للفلسطينيين اللاجئين على الحدود، حتى لو كان بحوزتهم إذن عودة.
- عدم تمديد التأشيرة التلقائية الممنوحة والممدة سابقاً.
وشدد وزير الداخلية والبلديات على "أن هذه الآلية والمعايير هي قابلة للمراجعة والتعديل وفقاً لتطور الأوضاع الأمنية والإنسانية في أماكن إقامة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا".
وأكد أن "أي قرار رسمي بإقفال الحدود أو منع دخول النازحين السوريين أو اللاجئين الفلسطينيين في سوريا إلى لبنان يُتخذ من قِبَل مجلس الوزراء بناء على مداولات اللجنة الوزارية المعنية بالنازحين السوريين".
المشنوق: لا قرار يمنع دخول الفلسطينيين اللاجئين في سوريا إلى لبنان
بيروت - أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنه "ليس هناك أي قرار يمنع دخول الفلسطينيين اللاجئين في سوريا إلى لبنان أو العبور منه"، موضحاً أنه "تم اتخاذ إجراءات في عطلة نهاية الأسبوع الماضي بحق عدد من المواطنين السوريين والفلسطينيين اللاجئين في سوريا، الذين كانوا بصدد العبور من لبنان إلى دول عربية".
وأشار إلى أنه "اتُخذ قرار بترحيلهم لإرتكابهم فعلاً جرمياً لحيازتهم أوراق سفر مزورة".
وشرح المشنوق أنه تم وضع معايير تنظم عملية دخول الفلسطينيين اللاجئين في سوريا إلى لبنان، "تفادياً لعدم تكرار مثل هذه الحوادث التي تؤثر على الوضع الأمني في لبنان، وعلى علاقة لبنان مع دول عربية عدة".
وبحسب هذه المعايير فإنه يُسمح بالدخول لمن يستوفي الشروط الآتية:
- سمة دخول مسبقة مبنية على موافقة المديرية العامة للأمن العام أو على بطاقة إقامة (سنة واحدة-3 سنوات–مجاملة) أو سمة خروج وعودة ولحين إنتهاء صلاحيتها.
- تمديد الإقامة 3 أشهر لإكمال مدة السنة بالنسبة للذين استوفي منهم رسم 300 ألف ليرة عن سنة كاملة.
- منح الفلسطيني اللاجئ في سوريا سمة مرور لمدة 24 ساعة للقادمين عبر مطار رفيق الحريري الدولي في حال سبق وغادر عبر المطار أو في حال لديه إقامة صالحة في الخارج ويرغب بالعودة إلى سوريا عن طريق لبنان.
- السماح بدخول المسافرين منهم والراغبين بالمغادرة إلى الخارج عبر مطار رفيق الحريري الدولي على أن يكون بحوزتهم بطاقة سفر أو سمة إلى الدولة المسافَر إليها.
- وقف منح التأشيرة التلقائية للفلسطينيين اللاجئين على الحدود، حتى لو كان بحوزتهم إذن عودة.
- عدم تمديد التأشيرة التلقائية الممنوحة والممدة سابقاً.
وشدد وزير الداخلية والبلديات على "أن هذه الآلية والمعايير هي قابلة للمراجعة والتعديل وفقاً لتطور الأوضاع الأمنية والإنسانية في أماكن إقامة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا".
وأكد أن "أي قرار رسمي بإقفال الحدود أو منع دخول النازحين السوريين أو اللاجئين الفلسطينيين في سوريا إلى لبنان يُتخذ من قِبَل مجلس الوزراء بناء على مداولات اللجنة الوزارية المعنية بالنازحين السوريين".
وفد نصرالله إلى "قم": أوقفوا شتم "السنّة" من فضائيات "المرجعيّات"!
الاحد 11 أيار (مايو) 2014
(الصورة: رابطة مدرّسي الحوزة العلمية في مدينة "قم المقدّسة")
هذه "براعة" إيرانية: فالفضائيات الشيعية المتخصّصة بشتم "السنّة" مسجّلة في كاليفورنيا أو أي بلد خارج إيران، ولكن إنتاج برامجها يتم في "قم"، أو في "مشهد" أو في "إصفهان" أو في.. "كربلاء" بالعراق!
لكن، هل بلغت "السذاجة" بزعيم الحزب "المذهبي" إلى درجة أنه لا يعرف أن تأجيج الصراع السنّي-الشيعي يمثّل "حاجة إيرانية" لتدمير المجتمعات العربية من الداخل ومدّ السيطرة الإيرانية إليها؟ ألا يعرف حسن نصرالله أن الصراع السنّي-الشيعي يدخل في "اعتبارات الأمن القومي الإيراني" كما يراها الحرس الثوري؟
نصرالله يعرف حتماً! لذلك نفترض أن الوفد الذي أرسله إلى "قم" قبل أيام ربما جاء ليطالب الإيرانيين بـ"تخفيف اللهجة قليلاً".. فقط!
وهو على حق: فالطائفة الأكبر عدداً في لبنان، وهي الطائفة "السنّية"، مستَفَزّة من مرتزقة إيران، وقد تضخّمت أعدادها خلال السنوات الثلاث الماضية مع لجوء مليون سوري، معظمهم من "السنّة، إلى لبنان!
الشفاف
*
استجاب حاكم مقاطعة "قم" الإيرانية لشكاوى حسن نصرالله الذي طالب بفرض "رقابة أكبر" على القنوات الفضائية الدينية الإيرانية التي يشرف عليها رجال الدين في مدينة "قم". وأفاد موقع "روز أون لاين" الإيراني أن الشكوى من تلك الفضائيات تنصبّ على مضمونها المعادي بشدّة لـ"السنّة".
وشاركت في الحملة على الفضائيات الدينية الإيرانية "وكالة فارس"، التي تضم بين مراسليها أعضاء في حزب الله اللبناني.
وفي الوقت نفسه، أشار ناشطون من "السنّة" إلى تصريحات حاكم مقاطعة "قم" للتدليل على عدم صحة "الأكاذيب التي يتم الترويج لها منذ سنوات حول وجود مراكز في إيران تعمل لتخفيف الإحتقان بين الشيعة والسنّة".
وحسب وكالة "مهر" الإيرانية، فقد أدلى حاكم مقاطعة "قم"، "حجة الإسلام محمد صادق صالحي مانيش" بملاحظات غير مألوفة لدى افتتاحه استوديو للبث المباشر لخطب الجمعة. فقد أعلن أن "أخينا العزيز السيد حسن نصرالله أرسل لي وفداً في الأسبوع الماضي وطلب مني فرض رقابة على بعض قنوات التلفزيون الفضائية التي تبث من "قم". وقصد المحافظ بكلامه البرامج المناوئة للسنّة التي يتمّ إنتاجها في مدينة "قم" نفسها قبل أن يتمّ بثّها على قنوات فضائية.. مسجّلة خارج إيران!
11 فضائية شيعية متخصّصة بالتهجّم على "السنّة"
وأشارت "وكالة فارس" إلى "شبكة تلفزيون أهل البيت" التي أسّسها "حسن الأحيري" في "قم"، والتي وصلت الإهانات التي كانت توجّهها إلى "السنّة" إلى درجة أن إيران اضطرت لمطالبتها بالعمل من خارج البلاد. وأضافت أن "قناة أهل البيت رحلت إلى واشنطن حيث وقعت في المعسكر الذي يروّج لسياسة فرق تسد.."!
وكشفت "وكالة فارس" أن هنالك قنوات تلفزيونية أخرى تمّ تأسيسها في "قم" وتتّبع نفس سياسات "شبكة أهل البيت". وأضافت أن هنالك 11 فضائية شيعية تبثّ بالفارسية وبلغات أخرى بينها العربية والإنكليزية.
وقالت أن ما يثير احتجاج حسن نصرالله هو أن إنتاج برامج بعض هذه القنوات يتمّ في "قم" نفسها. على غرار "فضائية الإمام الحسين" التي تبثّ بالفارسية والعربية والإنكليزية. والغريب أن مكاتب هذه القناة تقع في "كربلاء" بالعراق، ولكن إنتاج برامجها فيتمّ في مدينة "قم" وفي العاصمة الأميركية واشنطن!
كما كشفت "وكالة أنباء ألبرز"، التي تملكها مقاطعة ألبرز، أن رجل الدين "مصطفى محمد"، المدير المسؤول لـ"فضائية الإمام الحسين"، اعتقل في العام الماضي، وأنه سوف يُحاكم أمام المحكمة الخاصة برجال الدين. وكان موقع ديني آخر، هو "الشيعي أون لاين"، قد أورد أنه كان بين الأسباب التي دعت لاعتقاله دعوى قضائية تم رفعها ضده تتّهمه بالترويج لـ"التطبير" (ضرب الرؤوس بالسيوف أو أي أدوات حادة أخرى لإحداث جرح لإسالة الدماء من الرأس مع ترداد كلمة "حيدر" التي تشير إلى الإمام علي) على "قناة الإمام الحسين",
وتقول "وكالة فارس" أن "قناة الإمام الحسين" ترتبط بـ"مؤسس فارهانغي رسول أكرم"، أي "المعهد الثقافي للرسول" التابعة لرجل دين مهم في "قم". وحسب بعض التقارير، فإن مالك هذه المؤسسة هو"السيّد صادق الحسيني الشيرازي" (وهو عراقي يقيم في "قم"),
وتزعم "وكالة فارس" أن "قناة الإمام الحسين" تندّد بـ"السنّة" وتنتقدهم بدل الترويج لوحدة المسلمين.
وحسب تقرير "وكالة فارس"، فإن فضائيات شيعية أخرى مسجّلة رسمياً في كاليفورنيا، ولكن استوديوهاتها تقع في مدينتي "مشهد" و"إصفهان" بإيران! وبينها "قناة أبو الفضل العبّاسي" التي تملك مكاتب في "مشهد" و"إصفهان" و"طهران"، مع أن ليس معروفاً أين تم تسجيلها بصورة رسمية. وتؤكد "وكالة فارس" أن جميع أرقام هذه القناة تبدأ بالرقم الدولي لإيران (0098) مما يعني أن مشغّليها يعيشون في إيران.
والقنوات الأخرى التي أشارت إليها "وكالة فارس" هي "قناة الإمام الصادق"، و"قناة الباغي" و"قناة المرجعية"!
ويُذكر أن الناشطين السنّة الإيرانيين دأبوا، منذ سنوات، على التذمّر من هذه القنوات التي تبثّ من داخل إيران، ولكن المسؤولين الإيرانيين كانوا دائماً يرفضون الإعتراف بوجودها في إيران أو بخضوعها لمرجعيات إيرانية. ومن هذه الزاوية يشكل تصريح محافظ مقاطعة "قم" سابقة في السياسات الإيرانية.
وكانت "جمهورية إيران الإسلامية" قد نظّمت مؤتمرات عديدة تحت شعار ردم الهوة والخلافات بين السنّة والشيعة. ولكن تلك المؤتمرات لم تمنع منظمات حقوق الإنسان الدولية من تسجيل أن الأقليات الدينية في إيران تفتقد إلى حقوقها الدينية الرئيسية ولا تملك حرية ممارسة دينها بصورة علنية.
صراع علوي ـ شيعي في محور الأسد
طـارق الدبـس
14 أيار 2014
ليست مفاجئة كثيراً تلك المعارك التي اندلعت قبل أيام بين "كتائب الحسين" الشيعية من جهة، ومجموعات من الشباب العلوي من جهة ثانية، في منطقة السيدة زينب في العاصمة السورية دمشق. إذ إن الصراع الخفي بين الطرفين بدأ يظهر أكثر فأكثر بعد الممارسات التهميشية المتزايدة التي يقوم بها المقاتلون الشيعة القادمون من إيران والعراق، بحقّ المجموعات العلوية التي تشكّلت للدفاع عن النظام والحؤول دون سقوطه.
وتسبّبت المواجهات التي وقعت بين الطرفين في منطقة السيدة زينب بسقوط عدد من الجرحى، بحسب ما يؤكد الناشط الميداني أبو محمد الشامي لـموقع NOW، موضحاً أنّ هذه الاشتباكات "اشتعلت بعد اعتراض عناصر من المجموعات العلوية التي تطلق على نفسها في بعض الأحيان تسمية "اللجان الشعبية" على تجوّل المقاتلين الشيعة بلباسهم الميداني وبالسلاح في الأحياء السكنية، إضافة إلى اعتراضهم على وضع هذه العناصر (الشيعية) شعار "لبّيك يا حسين". ولم يتوقف الاشتباك بين الطرفين، وفق ما يؤكد الشامي، إلا بعد "تدخل عناصر من حزب الله المتمركزة في المنطقة".
وبدأ سكان بعض الأحياء الدمشقية، بما فيها الموالية للنظام التي يتحدّر قاطنوها من الطائفة العلوية، بالإعراب عن إستيائهم في الفترة الأخيرة من وجود مقاتلين شيعة غرباء بين بيوتهم، لاسيما وأن هؤلاء المقاتلين يفرضون هيمنتهم على السكان بالقوة بمساعدة عناصر من حزب الله اللبناني.
وبالرغم من أن الميليشيات الشيعية العراقية واللبنانية، موجودة في سوريا لمساندة قوات النظام في حربها ضد كتائب المعارضة، فإنّ ذلك لم يمنع من وجود مشاعر غضب تجاهها من قبل المقاتلين العلويين، وفق ما يقول الناشط في لجان التنسيق المحلية بدمشق محمد دياب لـموقع NOW، مرجّحاً أن "تتراكم هذه المشاعر لتتحول إلى صراع مفتوح بين الطرفين".
ويقدّر عدد المقاتلين الشيعة في سوريا بنحو 15 ألفاً، يتوزّعون بين "عصائب أهل الحق" بقيادة قيس الخزعلي وعددهم خمسمئة مقاتل، وكتائب "حزب الله" العراقي بقيادة هاشم أبو آلاء الحمداني وعددهم ستمئة مقاتل، وكتائب "سيد الشهداء" بقيادة أبو مصطفى الشيباني وعددهم أربعمئة مقاتل، و"حركة النجباء" بقيادة أكرم الكعبي وعددهم غير معروف، وفيلق "الوعد الصادق" بقيادة أبو علي النجفي وعددهم ألفا مقاتل، و"سرايا طلائع الخرساني" بقيادة علي الياسري وعددهم مئتا مقاتل، و"قوات محمد باقر الصدر" بقيادة أبو مهدي وعددهم ثلاثمئة مقاتل، و"لواء أبو الفضل العباس" بقيادة أمجد البهادلي وعددهم خمسمئة مقاتل. ويعد فصيل "لواء الإمام الحسين"، بقيادة أبو شهد الجبوري، وعدد عناصره مئة وخمسون مقاتلاً، الأكثر شراسة في القتال.
وبحسب دياب، فإن "المقاتلين الشيعة ينظرون إلى الشبان العلويين الذي يقاتلون إلى جانبهم في المعارك، بوصفهم كفّاراً يشربون الخمر ويشتمون الله والأنبياء"، مضيفاً أن "من يأتي من الشيعة للقتال في سوريا غالباً ما يكون متشدّداً دينياً. يؤمن أن حربه ضد المعارضة هي جزء من معركة الثأر للحسين".
ويوضح دياب أن "المقاتلين العلويين يحاربون دفاعاً عن النظام الذي يمثّلهم ويؤمّن حمايتهم كما يعتقدون، من دون أن يمتلكوا أي دافع ديني عقائدي، على غرار ذلك الذي يمتلكه المقاتل الشيعي"، مرجحاً "وجود دافع طائفي عند العلوي يشجعه على قتال المعارضة يرتبط بوجود طائفته، وبقائها وليس دينياً".
وتبدو العقيدة التي يتبنّاها المقاتلون الشيعة في الحرب السورية أقوى تأثيراً من العصبية التي تدفع العلويون للقتال ضد المعارضة، إذ يشدد دياب على أن "العناصر الشيعية غالباً ما تتقدم الصفوف الأولى للقتال، وتخسر عدداً كبيراً من الضحايا في صفوفها، فيما يظل المقاتلون العلويون في الصفوف الخلفية ينتظرون نهاية العمليات كي يدخلوا البيوت ويقوموا بسرقة محتوياتها".
وأثار هذا الأمر غضب المليشيات الشيعية، بحسب ما يقول دياب، مشيراً إلى "رواج إشاعات في الفترة الأخيرة تتحدث عن عدد من عمليات التصفية بين الطرفين على مستوى القادة، على خلفية تحمل الكتائب الشيعية أعباء الحرب واكتفاء العلويين بالغنائم وسرقة الانتصارات الميدانية".
واستبعد الناشط المعارض أن "يتصاعد الصراع بين المقاتلين العلويين وحلفائهم الشيعة خلال الأيام المقبلة"، مرجحاً أن "يظل خفياً، لأن النظام لن يسمح بظهوره إلى العلن، لأن ذلك سيضعفه كثيراً على المستوى الإعلامي".
وتسبّبت المواجهات التي وقعت بين الطرفين في منطقة السيدة زينب بسقوط عدد من الجرحى، بحسب ما يؤكد الناشط الميداني أبو محمد الشامي لـموقع NOW، موضحاً أنّ هذه الاشتباكات "اشتعلت بعد اعتراض عناصر من المجموعات العلوية التي تطلق على نفسها في بعض الأحيان تسمية "اللجان الشعبية" على تجوّل المقاتلين الشيعة بلباسهم الميداني وبالسلاح في الأحياء السكنية، إضافة إلى اعتراضهم على وضع هذه العناصر (الشيعية) شعار "لبّيك يا حسين". ولم يتوقف الاشتباك بين الطرفين، وفق ما يؤكد الشامي، إلا بعد "تدخل عناصر من حزب الله المتمركزة في المنطقة".
وبدأ سكان بعض الأحياء الدمشقية، بما فيها الموالية للنظام التي يتحدّر قاطنوها من الطائفة العلوية، بالإعراب عن إستيائهم في الفترة الأخيرة من وجود مقاتلين شيعة غرباء بين بيوتهم، لاسيما وأن هؤلاء المقاتلين يفرضون هيمنتهم على السكان بالقوة بمساعدة عناصر من حزب الله اللبناني.
وبالرغم من أن الميليشيات الشيعية العراقية واللبنانية، موجودة في سوريا لمساندة قوات النظام في حربها ضد كتائب المعارضة، فإنّ ذلك لم يمنع من وجود مشاعر غضب تجاهها من قبل المقاتلين العلويين، وفق ما يقول الناشط في لجان التنسيق المحلية بدمشق محمد دياب لـموقع NOW، مرجّحاً أن "تتراكم هذه المشاعر لتتحول إلى صراع مفتوح بين الطرفين".
ويقدّر عدد المقاتلين الشيعة في سوريا بنحو 15 ألفاً، يتوزّعون بين "عصائب أهل الحق" بقيادة قيس الخزعلي وعددهم خمسمئة مقاتل، وكتائب "حزب الله" العراقي بقيادة هاشم أبو آلاء الحمداني وعددهم ستمئة مقاتل، وكتائب "سيد الشهداء" بقيادة أبو مصطفى الشيباني وعددهم أربعمئة مقاتل، و"حركة النجباء" بقيادة أكرم الكعبي وعددهم غير معروف، وفيلق "الوعد الصادق" بقيادة أبو علي النجفي وعددهم ألفا مقاتل، و"سرايا طلائع الخرساني" بقيادة علي الياسري وعددهم مئتا مقاتل، و"قوات محمد باقر الصدر" بقيادة أبو مهدي وعددهم ثلاثمئة مقاتل، و"لواء أبو الفضل العباس" بقيادة أمجد البهادلي وعددهم خمسمئة مقاتل. ويعد فصيل "لواء الإمام الحسين"، بقيادة أبو شهد الجبوري، وعدد عناصره مئة وخمسون مقاتلاً، الأكثر شراسة في القتال.
وبحسب دياب، فإن "المقاتلين الشيعة ينظرون إلى الشبان العلويين الذي يقاتلون إلى جانبهم في المعارك، بوصفهم كفّاراً يشربون الخمر ويشتمون الله والأنبياء"، مضيفاً أن "من يأتي من الشيعة للقتال في سوريا غالباً ما يكون متشدّداً دينياً. يؤمن أن حربه ضد المعارضة هي جزء من معركة الثأر للحسين".
ويوضح دياب أن "المقاتلين العلويين يحاربون دفاعاً عن النظام الذي يمثّلهم ويؤمّن حمايتهم كما يعتقدون، من دون أن يمتلكوا أي دافع ديني عقائدي، على غرار ذلك الذي يمتلكه المقاتل الشيعي"، مرجحاً "وجود دافع طائفي عند العلوي يشجعه على قتال المعارضة يرتبط بوجود طائفته، وبقائها وليس دينياً".
وتبدو العقيدة التي يتبنّاها المقاتلون الشيعة في الحرب السورية أقوى تأثيراً من العصبية التي تدفع العلويون للقتال ضد المعارضة، إذ يشدد دياب على أن "العناصر الشيعية غالباً ما تتقدم الصفوف الأولى للقتال، وتخسر عدداً كبيراً من الضحايا في صفوفها، فيما يظل المقاتلون العلويون في الصفوف الخلفية ينتظرون نهاية العمليات كي يدخلوا البيوت ويقوموا بسرقة محتوياتها".
وأثار هذا الأمر غضب المليشيات الشيعية، بحسب ما يقول دياب، مشيراً إلى "رواج إشاعات في الفترة الأخيرة تتحدث عن عدد من عمليات التصفية بين الطرفين على مستوى القادة، على خلفية تحمل الكتائب الشيعية أعباء الحرب واكتفاء العلويين بالغنائم وسرقة الانتصارات الميدانية".
واستبعد الناشط المعارض أن "يتصاعد الصراع بين المقاتلين العلويين وحلفائهم الشيعة خلال الأيام المقبلة"، مرجحاً أن "يظل خفياً، لأن النظام لن يسمح بظهوره إلى العلن، لأن ذلك سيضعفه كثيراً على المستوى الإعلامي".
رحيم صفوي: حدودنا تشمل جنوب لبنان
هذه المرة الثالثة التي تتمدد فيها قدرة نفوذ ايران الى البحر المتوسط, دفاعنا لم يعد في شلمجه , وحدودنا الدفاعية حتى جنوب لبنان مع اسرائيل
الاحد 4 أيار (مايو) 2014
الصعلوك المسخ
يقول رحيم صفوي أن هذه "ثالث مرة" تصل فيها حدود إيران إلى المتوسط، وهو بذلك يقصد الإمبراطوريات الفارسية القديمة التي دمّرها اليونانيون ثم.. العرب!
يقترح "الشفاف" على السيد "صفوي" أن يطلق ألقاباً فارسية على أتباع إمبراطوريته في لبنان، وأن يمنح حسن نصرالله لقب "ساتراب" أو " أخشدرفان"، أي "حاكم مقاطعة" جنوب لبنان! ولا بأس إذا تعطّف على ميشال عون بلقب "مرزبان"، وهو أيضاً من ألقاب "أتباع" ملوك فارس
مشكلة الإمبراطوريات الفارسية أنها كانت دائماً "هشة من الداخل"! أي "سريعة العطب"! ومشكلة جمهورية ولاية الفقيه هو أن ٩٠ بالمئة من الإيرانيين لا يؤمون المساجد لأنهم "قرفوا" من نظامهم الإستبدادي.
الشفاف
*
مهر نيوز- اكد المستشار الاعلى للقائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى صفوي ان قوة ايران الاستراتيجية الرادعة وصلت الى البحر المتوسط والى عمق الكيان الصهيوني.
وافادت وكالة مهر للانباء ان اللواء سيد يحيى صفوي المستشار الاعلى للقائد العام للقوات المسلحة , شرح في كلمة القاها في مراسم الذكرى السنوية لانطلاق عمليات بيت المقدس وتحرير مدينة خرمشهر في عام 1982 , بحضور رواد الجهاد والشهادة واعضاء الحرس الثوري في مقر فيلق صاحب الزمان (عج) بمحافظة اصفهان , دور قائد الثورة الاسلامية في التصدي لغطرسة القوى الاجنبية, وقال: نحن في الحرس الثوري نفتخر بان هذا القائد الحكيم والفطن والمتقي والرؤوف والصبور يأخذ بزمام الامور , قائد الجمهورية الاسلامية الايرانية الشجاع والحكيم تصدى لاطماع الاستكبار الغربي بمهاجمة البلاد والافكار الاسلامية.
واكد صفوي ان اقتدار نظام الجمهورية الاسلامية يستند الى قاعدته الجماهيرية المؤمنة بولاية الفقيه.
ووصف اصفهان بانها تمثل القطب الصناعي الثاني في البلاد مشيرا الى ان 70 بالمائة من صناعة الفولاذ موجودة بمحافظة اصفهان كما توجد فيها اكثر من 70 الف وحدة صناعية في القطاع الخاص , كما يوجد اكثر من مائة مركز للتعليم العالمي تضم نحو 330 الف طالب جامعي و20 الف من طلبة العلوم الدينية.
وتطرق المستشار الاعلى للقاد العام للقوات المسلحة الى الاوضاع الراهنة في سوريا , مشيرا الى ان اكثر من 120 الف شخص من الشعب السوري قتلوا في هذه الازمة التي مضى عليها نحو 40 شهرا اضافة الى تشريد ثلاثة ملايين آخرين.
واوضح صفوي ان الساحة السورية تمثل مواجهة مع المحور الغربي الصهيوني المتمثل بامريكا والصهاينة والاوروبيين والسعودية وقطر والامارات والاردن وتركيا, مشيرا الى ان السعودية وقطر انفقت خلال هذه المدة ما بين 30 الى 40 مليون دولار لاثارة الاضطرابات في سوريا , كما ان قطر منحت تركيا خمسة مليارات دولار لـتأجيج الاوضاع في سوريا , حيث اراد الامريكان حسب قول هيلاري كلينتون ايجاد بديل للصحوة الاسلامية في سوريا.
وشرح صفوي : قيام بعض الدول العربية بتمويل وارسال الارهابيين الى سوريا , وقال : ان المحور الغربي الصهيوني والعربي قام بتجميع قرابة 50 الف ارهابي من مختلف انحاء العالم وارسالهم الى سوريا لاثارة الاضطرابات , وفي مواجهة ذلك يوجد محور بقيادة الجمهورية الاسلامية الايرانية وروسيا وحزب الله في لبنان والى حد ما الصين والعراق , والآن بعد مرور 40 شهرا فان الساحتين العسكرية والسياسية في سوريا , تبين انتصار الحكومة السورية , وهذا النصر هو نصر استراتيجي.
واوضح اللواء صفوي اهمية سوريا , وقال : ان سوريا بمثابة حلقة وصل تربط شمال افريقيا بآسيا , وسوريا هي الدولة الوحيدة التي لم تعترف بالكيان الصهيوني , وشكلت جبهة المقاومة , طبعا الصهاينة احتلوا في الحروب السابقة مناطق كثيرة من بينها مرتفعات الجولان.
واكد اللواء صفوي انه يجب عدم نسيان دعم سوريا للشعب الايراني اثناء الحرب المفروضة التي شنها نظام صدام البائد.
واعتبر اجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا بانها تدل على الارادة السياسية للرئيس بشار الاسد في استعداده لاجراء الاصلاحات بحيث سمح حتى للمعارضين بالمشاركة في هذه الانتخابات التعددية.
واضاف : من المؤكد ان استراتيجية امريكا والسعودية وتركيا وقطر والدول الاوروبية للاطاحة بنظام بشار الاسد قد آلت الى الفشل , وهذا الفشل هو فشل اسراتيجي بالنسبة للمحور الغربي العربي الصهيوني , وانتصار كبير بالنسبة للجمهورية الاسلامية الايرانية , فقدرة نفوذ ايران تجاوزت محور ايران والعراق وسوريا ووصلت الى البحر المتوسط , وهذه المرة الثالثة التي تتمدد فيها قدرة نفوذ ايران الى البحر المتوسط , فط دفاعنا لم يعد في شلمجه , وحدودنا الدفاعية حتى جنوب لبنان مع اسرائيل , وعمق دفاعنا الاستراتيجي وصل الى البحر التوسط وعمق اسرائيل , والغربيون قلقون من تنامي نفوذ قدرة ايران من الخليج الفارسي الى البحر المتوسط.
خالد
09:44
8 أيار (مايو) 2014 -
طويله على رقبة هذا الصعلوك المسخ, ان يكون شواطئ لبنان حدود دولة الارهاب ايران. وعلى رقبة كل قوه او زعيم يشد على مشد هذا المسخ. اننا نوعد هذا الارهابي باننا سنعمل جهدنا كي يبطّل يحلم بذلك. والايام ستثبت ذلك.
خالد khaled-stormydemocracy
خالد
09:53
8 أيار (مايو) 2014 -
هوذي النجوم والدواوير تحت راسك وعلى اكتافك, ارخص من ان يوضعوا على جزمة اي مواطن لبناني...
خالد khaled-stormydemocracy
التاريخ يعيد نفسه واللبنانيين يلي عما يشجعونك تحكي هل كلام امثال السيد نصر الله ونعيم قاسم هول ما عندهم لا وطينة ولا اخلاق , لوتشوفو الايرانين كيف عايشن على بطاقة التموين ١٥ مليون صف في الطابور على لقة العيش .
رامز
09:37
6 أيار (مايو) 2014 -
"حدودكم" تشمل لبنان جنوب لبنان (وتشمل تَبَع أمّك كمان؟ أم أن تَبَع الماما خارج "حدودكم"؟).
23:15
5 أيار (مايو) 2014 -
هذا كلام دعائي لا قيمة له وصدقني ليس هنالك احد قلق غير افراد الحرس الثوري ومن لف لفهم في سوريا!!
12 صورة عن الحياة السرية للإيرانيات.. الحرمان لا يعرف القانون
ورغم أن الملابس غير المحتشمة والمخلة بالآداب العامة للمجتمع تعتبر جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن والغرامة، إلا أن الواقع يؤكد أن الحرمان والكبت لا يعرفان القانون.
والتي أعلنت في 2009، تطبيق قرارًا يقضي بإبعاد الفتيات اللاتي لا يلتزمن بالحجاب الشرعي خمس سنوات عن العاصمة طهران ووضعهن تحت المراقبة بمناطق معينة، مستندة في ذلك على المادة 638 من قانون العقوبات الإسلامية.
ويوضح التقرير أن الفتيات يندفعن نحو خوض تجارب حياتية عادية، كارتداء ملابس كاجوال رغم أن تلك الملابس تكاد تكون ممنوعة من قبل السلطات القضائية الإيرانية.
ورغم تواجد الشرطة الدينية بشكل مكثف في الشوارع لتعقب الفتيات واعتقالهن حال عدم التزامهن بمقررات النظام في البلاد، إلا أن ذلك لم يكن رادعًا لهم.
وأوضح تقرير لـ«إرم» أن ظاهرة عدم التزام الفتيات بالحجاب الذي تفرضه السلطات في البلاد، أصبحت منتشرة بشكل موسع في العديد من المدن الإيرانية خاصة طهران.
واعتبر التقرير أن عملية التواصل بين المجتمع الإيراني والمجتمعات الأخرى من خلال هذه الوسائل جعل الفتيات يقدمن على اقتناء الملابس والموديلات الحديثة أولاً بأول.
وأشار التقرير إلى أن الملابس التي تلبسها الفتيات باتت لا تتناسب مع تقاليد المجتمع الإيراني المحافظ، وبرر التقرير ذلك بامتلاك عدد كبير من الأسر الإيرانية لأطباق القنوات الفضائية «ريسيفر»، إضافة إلى انتشار الإنترنت في المنازل.
Childlight
Citycopter: the shape of future commuting
We’d all like an easier way to work so could this new Citycopter design take the strain in the future?
The Citycopter isn’t just cool to look at either, because its specification would make it agile enough to dip in and out of inner cities with ease, depending on conditions imposed by air regulators of course. The aircraft would measure 6.34 by 5.20 by 5.49 metres and weigh in at 1,110 kilos. That means it’s small enough to land in many urban locations, but could also fly two people at a decent turn of speed from city to city in no time.
Eduardo Galvani
The Fly Citycopter would combine good looks with an eco-friendly design and build
Fast but not furious
In fact, the designer reckons that with a maximum speed of 120 miles per hour, the aircraft could get you from London to Paris in a little under two hours. So it would be nippy, without being lightning fast. Just the sort of creation that may well work as a commuter creation that could be sold in large numbers if it were to really catch on.
However, the main reason Galvani has devised the concept is because he sees it as part of a bigger vision he has for improving our use of green energy. In the case of this machine, its full name being the Fly Citycopter, means of propulsion would come from fans powered by electric motors. And, one of the major benefits of those is that they’re pretty quiet.
Eduardo Galvani
A pair of seats up in the front of the craft would provide a perfect view of the terrain below
Ready to go?
What’s more, Galvani reckons that the light aircraft could be ready for take-off in as little as one minute, which could see stressed-out businessmen on their way to meetings in no time at all. There would also be room for around 95 kilos of baggage too, and that could ensure crucial files and folders could be taken along with ease. There might even be enough space for a little bit of duty free on the return journey perhaps?
However, some might argue that his plans almost venture into science-fiction territory when he explains that the downdraft created by the fans would help dissipate the high levels of pollution that have been building up in cities around the world. What’s more, this bold flying machine concept would get its electricity supply from solar cells that would in turn power the fans.
Fine if you live somewhere sunny, but it could result in patchy performance from the Citycopter for those of us who live in cloudier climes, such as here in the UK.
Eduardo Galvani
The Citycopter would be pretty small allowing it to land in the sort of space occupied by cars - possibly
Dream vision
Is the idea a little too far-fetched then? Well, modern-day materials that are being used in the manufacture of both high-end sports cars and aircraft. In turn, that’s helping to lower the weight of many designs. So, there’s no reason why the integration of carbon, aluminium and titanium along with sophisticated composite construction can’t be used to make a super lightweight and highly adaptable aircraft like the Citycopter.
With a range of 480 kilometres, the Citycopter could be a very desirable purchase for well-heeled businessmen who don’t want the burden of a full-blown helicopter or private jet. However, you’d still need a reasonably well-sized back garden to land it in. Plus, details remain sketchy on the practicalities of taking a lot of these craft into the air and then back down again.
Eduardo Galvani
The main idea behind the quirky flying machine would be to help fight pollution
Up and away?
Nevertheless, it’s hard to knock the thinking behind the Citycopter concept. The website that showcases this great little aircraft makes it clear that tackling pollution is one of the main driving forces behind Galvani coming up with the design.
‘In Paris, this year, government provided public transportation for free and asked people to hang out their cars for 3 days in an attempt of battle against the intense pollution of the air,’ it points out, before continuing ‘Also in this year, in Beijing (China), giant LCD panels were used to show a virtual sunset to pedestrians while the city was evolved in a very dense and polluted atmosphere hiding the natural horizon.’
‘Still in this year,’ adds the website ‘In the first week of April, some cities of UK were submersed in one of the heaviest pollution fog ever.’ Ten out of ten for the honourable intentions then, but could the Citycopter concept really work?
Eduardo Galvani
Although it's an impressive concept there would be many hurdles for the Citycopter to overcome
Careful monitoring
We’d certainly need lots of regulation, potential owners would need to get a pilot’s licence and there would also have to be plenty of landing room in the cities that they visit too. Galvani suggests that the maximum altitude for the Citycopter could be as high as 12,000 feet, which might also present problems for commercial planes and also air traffic controllers.
‘Thinking about this new emerging reality, Fly Citycopter was conceived as an urban aerial vehicle,’ adds the supporting website. ‘Electricity powered and sun rechargeable, Fly is "eco-friendly", most efficient, economic and cheaper than a common helicopter. It is also easier to control, more silent and vibrates less.’
Nevertheless, while the idea looks and sounds very cool, the concept will need to iron out a lot of practical points before it ever gets off the ground.