Twenty Nine years, passed since the so called Civil War in
Lebanon. Had anything changed since then? Almost nothing. Created Civil War, ended by the Taif
Agreement among the War Lords by then, and controlled by the Syrian Regime’s
Troops. The Terms of the agreement were not implemented, for thirty five years
as was not in the Interests of the Regime. Civil war stopped, but the assassinations
of the Lebanese Prominent Political and Religious Leaders were on Planned Schedule
by the Syrian Mukhabarat, to keep the Country under control. At the mean time,
the Lebanese were divided 1 to 4, against Syrian Regime. When the Syrian Troops
were kicked out of Lebanon, their Pro, after a little while, had caused serious
troubles to the Country, to prevent, the Lebanese acquire their Freedom and
Independence, and threatened the Lebanese as if the Syrian Troops had not left
the Country, and that was by Hezbollah and Alliances.
We have to mention the above, to make it clear, that since
the Taif Agreement, there was no Lebanese President elected by the Lebanese
Freely, it was always political Deals, to bring a Weak and Neutral President to
manage the Lebanese Crisis only. Presidents, had to yield down to the Hezbollah
Agenda, dictated by the Syrian and Iranian Regimes. Presidents could not take
Lebanon to the Safe Shore.
The Lebanese are severely divided, Three Quarters of them,
wanted a Strong and Powerful President, that had the Ability to tackle the
Lebanese Crisis, and put the Country on the Right Track. Those ¾ are fighting in
a Democratic way, while the ¼, are powered by their Heavy Arsenals of guns,
and allied with the Criminal Regime in Damascus, fighting the Syrian People’s
Revolution. Those wanted the President to be just a Poppet in their Hands, as
they disgustedly marring the National Security of the Country, and keep the
Lebanese as Hostages to their planned Agenda targets.
The Presidential Election, should constitutionally take
place on 25 May 2014, all the Political Parties are fighting to get one from its Camp, and supports their Political Goals. Both divided sides wanted
Powerful President made to their Terms and Conditions. There is a real Problem
in this Election, the Fight may disregard the Election, and would be No
President for a While, as it had happened Twice before they agreed to a
Weak President, to keep the Lebanese Situation unchanged, for the last Twenty
Nine years. The Syrian Alliances wanted the Election to take place because they
want to prevent, the Extension of the present President’s Terms. The
Independence Alliance, wanted the Election to take place as they want to bring
powerful President, from their Camp, to face those of Syrian Regime’s
Alliances, who are trying to force theirs, and boldly safe the Country, and
prevent those Outsiders to interfere in the Lebanese Affairs.
The Lebanese Verbal Agreement since the Independence of the
Country, that the President should be Christian and Maronite. Should be elected
by Members of Parliament of Sectarian Factors Representatives. That was when a
Country of Peace? But now as the Lebanese divided Severely politically and militarily,
the Christians are not Free to choose the Reliable and Powerful Person, without
the Obstacles caused by the Syrian Regime’s Alliances, which insists to
interfere in the Lebanese Affairs despite the Lebanese Majority Will and Freedom. In other
words that Verbal Agreement was Temporarily and Wrong, as it does not work in our
times. As the people are divided, so is the Parliament.
To have a Powerful Lebanese President and Free of all the
Pressure and Deals under and above the Table, though should be Maronite, should
be elected directly by the People of Lebanon. As Democracy rules, the People Majority of all Sectarian Factors should have their Voice to bring the Right Person to the Right Position, whatever it is in the
Country. Even so, those are Loaded with Arsenal of Guns, would cause lot of
troubles to the Powerful President, and prevent Him or Her to carry on their Duties,
and Save the Country. Otherwise has to agree to those Trouble Makers Agenda.
خالد
Khaled-stormydemocracy
شو صار بـ 13 نيسان 1975؟
كانت روايتان كتائبية وفلسطينية تشرحان الوقائع الأولية لحادثة عين الرمانة، قبل أن تطل رواية رسمية فجر اليوم التالي أوردها وزير الإعلام محمود عمار.
وفي الرواية الرسمية: " قرابة الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم (13 نيسان) وفي محلة عين الرمانة حصل خلاف بين لبناني ينتمي الى إحدى المنظمات الفدائية مع بعض أبناء المحلة، ما أدى الى جرح الفدائي المذكور ونقله الى المستشفى. وبعد فترة وجيزة مرت سيارة فيات في المحلة نفسها، فتبادل ركابها إطلاق النار مع المسلحين الذين انتشروا في الشارع نفسه، فنتج عن ذلك مقتل اللبناني جوزف أبو عاصي. توتر الجو في المحلة. وصودف مرور سيارة أوتوبيس تقلّ فدائيين. فأُطلقت عليهم النيران وقُتل معظم ركابها وبعض العابرين، فبلغ عدد القتلى 22 قتيلاً".
من هذه الرواية المقتضبة إلى الروايتين المفصلتين، نبدأ بالرواية الكتائبية: "الساعة الحادية عشرة قبل ظهر الأحد 13 نيسان، بينما كان يُحتفل بتدشين كنيسة في شارع الشيخ بيار الجميل في عين الرمانة، إذ بسيارة فولسفاغن مغطاة الرقم تخترق الشارع فأوقفها أحد رجال الأمن محاولاً الاستفسار من سائقها عن سبب تغطية رقم سيارته، فأجابه بأنه فدائي وينتمي الى إحدى المنظمات، فطلب منه رجل الأمن أن ينزع الغطاء عن رقم سيارته ويعود أدراجه.
وبعد لحظات اجتاحت الشارع سيارة فيات مسرعة ومغطاة الرقم أيضاً بداخلها اربعة مسلحين ووراءها اوتوبيس في داخله 20 مسلحاً، وأخذوا يطلقون النار على جموع المصلين، ما أدى الى سقوط قتلى وجرحى بينهم الرفيق جوزف أبي عاصي".
وزاد لاحقاً الشيخ بيار الجميل:" إن سيارة الفيات قطعت الطريق بسرعة وأطلق من كان فيها النار من أسلحة رشاشة، فقتل جوزف أبو عاصي مع أنطوان ميشال الحسيني، وجرح من المارة عدد من الأشخاص، وهربت سيارة الفولسفاغن بدورها والرصاص من المسلحين في داخلها يطلق بغزارة".
وقائع هذه الرواية تنتهي عند حادثة الكنيسة".
وقائع هذه الرواية تنتهي عند حادثة الكنيسة".
أمّا الرواية الفلسطينية فرواها مصدر مسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية وقال: " قرابة الساعة الحادية عشرة والنصف قبل ظهر اليوم 13 نيسان 1975، وفي أثناء مرور احدى السيارات التابعة لإحدى فصائل الثورة الفلسطينية، تعرضت السيارة في محلة عين الرمانة في بيروت للاحتجاز ثم لإطلاق النار على السائق من عناصر مسلحة من حزب الكتائب اللبنانية.
وقرابة الساعة الأولى بعد الظهر، وفي المحلة نفسها وفي أثناء مرور احدى سيارات الباص التي تقل عدداً من المواطنين الفلسطينيين الذين شاركوا في الاحتفال بذكرى شهداء الخالصة الأبطال، تعرضت السيارة التي كانت في طريقها الى تل الزعتر لإطلاق نار كثيف من مكامن نصبتها عناصر حزب الكتائب بتدبير مسبق.
تسعة وعشرون سنة مرّت على حادثة بوسطة عين الرمانة, التي تسببت باوسخ حرب اهلية في تاريخ لبنان. مائة الف قتيل, ونصف مليون مواطن متضرّر. لاتزال اسبابها سارية المفعول, ولم يتعظ, اويتعلّم اللبناني, قيد انملة درساّ منها.
خالد
استشهاد ضابط ورتيب بكمين مسلح في عكار
NOW
9 نيسان 2014
بيروت – أعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه أنّه عند الساعة التاسعة والنصف، من مساء أمس الثلاثاء، تعرضت آلية تابعة للجيش في منطقة القموعة - عكار لكمين من قبل مسلحين، أطلقوا النار من أسلحة حربيّة باتجاهها، ما أدى إلى استشهاد ضابط ورتيب، وإصابة رتيب آخر بجروح.
وأشارت في بيان إلى أنّه "على الأثر باشرت وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة بتعقب الجناة لإلقاء القبض عليهم".
من جهته، أكّد رئيس بلدية فنيدق خلدون طالب أنّ "ابن شقيقه علي حسين طالب هو من أطلق النار على دورية الجيش"، مديناً هذا العمل ومطالباً بتوقيفه وإحالته على القضاء المختص.
وشدد على أنّ "أبناء فنيدق إلى جانب الجيش ويرفضون أيّ تعد عليه".
وأفيد أمس بأنّ قوة كبيرة من الجيش باشرت مداهماتها في منطقتي فنيدق والقموعة كما تمت مداهمة منزل المتهم الرئيسي باطلاق النار على دورية الجيش بالاضافة الى شخص آخر كان برفقته.
أما النائب معين المرعبي فقال: "هذا العمل الجبان مدان بكل المقاييس ومن كل فئات الشعب التي ينتمي إليه هؤلاء الشهداء المظلومين".
وأكّد أنّ "عكّار الوطنيّة ستبقى تراهن على جيشنا ومؤسساتنا الشرعيّة الوطنيّة لحمايتها من كل معتد أثيم، وتطالب بكشف المعتدين وسوقهم للعدالة لينالوا العقاب المناسب".
وأشارت في بيان إلى أنّه "على الأثر باشرت وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة بتعقب الجناة لإلقاء القبض عليهم".
من جهته، أكّد رئيس بلدية فنيدق خلدون طالب أنّ "ابن شقيقه علي حسين طالب هو من أطلق النار على دورية الجيش"، مديناً هذا العمل ومطالباً بتوقيفه وإحالته على القضاء المختص.
وشدد على أنّ "أبناء فنيدق إلى جانب الجيش ويرفضون أيّ تعد عليه".
وأفيد أمس بأنّ قوة كبيرة من الجيش باشرت مداهماتها في منطقتي فنيدق والقموعة كما تمت مداهمة منزل المتهم الرئيسي باطلاق النار على دورية الجيش بالاضافة الى شخص آخر كان برفقته.
أما النائب معين المرعبي فقال: "هذا العمل الجبان مدان بكل المقاييس ومن كل فئات الشعب التي ينتمي إليه هؤلاء الشهداء المظلومين".
وأكّد أنّ "عكّار الوطنيّة ستبقى تراهن على جيشنا ومؤسساتنا الشرعيّة الوطنيّة لحمايتها من كل معتد أثيم، وتطالب بكشف المعتدين وسوقهم للعدالة لينالوا العقاب المناسب".
9 نيسان 2014 الساعة 08:17
اقدم علي حسين طالب الذي اطلق النار ليل امس على دورية للجيش على اﻻنتحار مطلقا النار على نفسه من سلاح حربي كان بحوزته عندما اقترب منه عمه ومختاران من بلدة فنيدق يطلبان منه تسليم نفسه. وتم نقل جثته الى احد مستشفيات المنطقة.
هتافات ضد "حزب الله" خلال تشييع قتلى "المية ومية"
الاربعاء 9 نيسان (أبريل) 2014
فة الى حسن مشعل الذين قتلوا في المعارك التي دارت منذ يومين في مخيم المية ومية، مع مجموعة "أنصار الله" بقيادة جمال سليمان.
وعلمت "المركزية" ان سليمان منع تشييع هؤلاء في المية ومية او نقلهم حتى لزيارة بيوتهم قبل دفنهم، وهو لا زال يسيطر على منازلهم ويضع عناصر من "أنصار الله" في كل منها. وخلال تفتيش المنازل، أوقف "أنصار الله" 8 اشخاص من جماعة رشيد وسلمهم الى حركة "حماس"، كما عثروا على ابن شقيق فضل شاكر في منزل احمد رشيد وسلموه ايضا الى "حماس".
وسادت التشييع اجواء من الغضب والاستياء، تخلله اطلاق نار في الهواء، وهتافات مناهضة لجمال سليمان و"أنصار الله" و"حزب الله". وكان لافتا مشاركة وفد من حركة "فتح" في التشييع برئاسة امين سر الحركة في لبنان رفعت شناعة. ووصف مصدر في "فتح" ما حصل في المية ومية بالمجزرة، مشيرا الى "اننا نشارك في التشييع على رغم ان الضحايا من انصار محمد دحلان، المفصول من "فتح"، لكن ما حصل اعتداء على الشعب الفلطسيني ونحن مؤتمنون عليه".
الى ذلك، أقدم عدد من الشبان في مخيم عين الحلوة على ضرب أحد قياديي "سراي المقاومة" صالح ابو عريشة في المخيم وسلبوا مسدسه، وعلم ان الحادثة تأتي "انتقاما لما جرى في المية ومية".
خالد
08:01
10 نيسان (أبريل) 2014 -
مبارح كان دور دحلان, واليوم دور جمال سليمان, وما عارفين اي متى دور فلان وعلتان, والسعدان. وانشالله بتقبريهم يا فلسطين لكل الدجالين والكذابين...
خالد
khaled-stormydemocracy
المستقبل:
- يقال: إن ديبلوماسياً غربياً زار لبنان مؤخراً انزعج من دعوة وزير له لأنه فوجئ بأنها كانت تخفي في طياتها أكثر من دلالة سياسية.
- يقال: إن مجموع ما ضبطته قوى الامن الداخلي منذ آب حتى اليوم بلغ 40 مليون حبة كابتاغون قيمتها نحو 800 مليون دولار.
- يقال: إن مرشحاً للرئاسة وزّع على رئيسي كتلتين نيابيتين ملفين غير مشجعين عن ثلاثة مرشحين آخرين.
حزب الله يسلّف "المستقبل" أمنياً.. لقطع الطريق على جعجع
الاربعاء 9 نيسان (أبريل) 2014
أشارت معلومات الى ان حزب الله يسرف في تقديم التسهيلات للحكومة الحالية، في قضايا حجبها عن حلفائه في حكومة نجيب ميقاتي، وذلك في مجالات مختلفة امنية وسياسية واقتصادية واجتماعية.
وتضيف ان اول التنازلات كان تسليم الوزارات الامنية الرئيسية لاخصامه: في وزارة الاتصالات للوزير بطرس حرب، الذي يُتهم حزب الله بمحاولة اغتياله، وبحماية المتورط في المحاولة ويدعى محمود حايك، والوزير أشرف ريفي في وزارة العدل، وهو الذي رفض حزب الله التجديد له في منصبه، واستخدم رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي عدم التجديد للواء ريفي ذريعة ليستقيل. الى وزارة الداخلية التي تسلمها الوزير نهاد المشنوق، وهو من صقور تيار المستقبل، وإلى وزارة الدفاع التي عهد اليها الى الوزير سمير مقبل المحسوب على رئيس الجمهورية.
وتضيف المعلومات انه وفور تشكيل الحكومة الحالية، بدأ سيل التسهيلات.
فكانت خطة امنية في طرابلس، أفضت الى طرد علي عيد ونجله من طرابلس، والى مطاردة ما يسمى بـ"قادة المحاور"، من باب التبانة، الامر الذي يعيد التبانة والشارع السني الطرابلسي الى حضن تيار المستقبل، ويخرجه من ايدي المتطرفين، الذين يستخدمون تعديات جبل محسن على منطقتهم ذريعة لحمل السلاح والتطاول على تيار الاعتدال السني قي لبنان.
وتشير الى ان الوزير بطرس حرب، وخلال فترة وجيزة، اصدر سلسلة قرارات ومراسيم وزارية، أعاد فيها بعض الامور الى نصابها القانوني داخل الوزارة من دون ان يتجرأ أحد من وزراء "الاصلاح والتغيير" الذين تولوا الوزارة لحكومات ثلاث متتالية على الرد عليه. وهو عمد الى صرف مستحقات البلديات من ضرائب الاتصالات بعد كان وزراء "الاصلاح والتغيير" قد جمدوها منذ تولي الوزير شربل نحاس وزارة الاتصالات واكمل بعده الوزير نقولا الصحناوي سياسة تجميد اموال البلديات، لصرفها في موسم الانتخابات النيابية، علما ان وزراء الاصلاح والتغيير كانوا نظّروا كثيرا على الشاشات بضرورة عدم صرف مستحقات البلديات، فصرفها الوزير حرب من دون ان يرف جفن الاصلاح والتغيير او يعترض حزب الله.
اما اخطر ما قام به الوزير حرب، والذي لطالما شكل خطا احمر لحزب الله ووزراء عون، فكان إصداره تعليمات مشددة بضرورة وضع داتا الاتصالات بتصرف القوى الامنية والمحكمة ذات الطابع الدولي.
والى ما سبق تشير المعلومات الى ان الحزب سلم حواجزه الامنية في البقاع للجيش اللبناني ورفع الغطاء عن عصابات الاتجار بالمخدرات وسرقة السيارات واوكار عصابات الخطف البقاعية. مفسحا في المجال امام القوى الامنية لتطبيق الخطة الامنية في البقاع، وهذا بدوره يساهم في إبعاد شبح الحرب عن منطقة عرسال حيث شعبية تيار المستقبل، ويريح الشارع السني البقاعي، بتوفر الحد الادنى من هيبة الدولة، لتنتقل بعد ذلك الخطة الامنية الى بيروت حيث أيضا رفع الحزب الغطاء عن المدعو "شاكر برجاوي"، بطل معارك احياء طريق الجديدة والمدينة الرياضة مؤخرا، فصدرت في حقه مذكرة توقيف قضائية وسيتم اعتقاله وسوقه امام القضاء، وهذا بدوره يساعد تيار المستقبل على انتزاع محلة الطريق الجديدة من براثن التطرف.
وتضيف المعلومات انه الى ما سبق استطاعت الحكومة الحالية إنجاز العديد من التعيينات وملء الشواغر في الادارات العامة، كما تم الافراج عن المجلس النيابي الذي أنجز عشرات التشريعات ومشاريع القوانين في مدة وجيزة.
وتشير المعلومات الى ان جميع هذه التسهيلات تم حجبها عن حكومة الحليف ميقاتي، التي لم تنجز تعيينات ولم يشرع المجلس النيابي في خلال ولايتها قبل الاستقالة، ولم تنجح في وضع خطة امنية لمدينة طرابلس على الرغم من وجود خمسة وزراء ورئيس حكومة من مدينة طرابلس!
الحزب يسهّل وعينه على.. انتخابات الرئاسة!
المعلومات تقول إن الحزب الالهي سوف يستمر في تقديم التنازلات وعينه على موعد ١٥ أيار، تاريخ انتهاء ولاية الرئيس سليمان، رابطة بين محاولة إغتيال رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ومحاولة إغتيال النائب بطرس حرب، والتسهيلات الحالية التي يتم تقديمها لتيار المستقبل.
وتضيف ان الحزب الالهي يتطلع بعين الريبة الى وصول رئيس من قوى 14 آذار لخلافة الرئيس سليمان، فكيف إذا كان هذا الرئيس هو الدكتور سمير جعجع، مشيرة الى ان الحزب يعمل استراتيجيا على تطويق اي امكان لفوز الدكتور جعجع بمنصب الرئاسة، خصوصا انه يأخذ إمكان فوز جعجع على محمل الجد.
جعجع خط أحمر!
وتشير المعلومات الى ان حزب الله، سوف يقدم لتيار المستقبل ما يتطلبه الامر من تنازلات، جوهرية كانت ام بديهية، ام اجل دفع التيار عن تأييد ترشيح جعجع، او في اضعف الايمان، ثني تيار المستقبل عن محاولة إيصال جعجع او اي مرشح قوي من قوى 14 آذار.
وتضيف ان وصول جعجع الى بعبدا هو خط احمر بالنسبة الى حزب الله، وان هذا الامر يمثل باهميته خسارة حرب تموز التي يعتبر الحزب انه حقق في خلالها "نصرا الهيا"! ولذلك سيسعى الحزب بجميع الوسائل من اجل عدم حصول هذا الامر.
خالد
08:14
10 نيسان (أبريل) 2014 -
اذا لحد الآن سعد الحريري ما فهم دوابير وافلام, وماذا يدبّر حزبالله له وتيار المستقبل, فعلى الدنيا السلام.
خالد
كيف سيلعبها نصرالله: فرنجية ضد جعجع، وعون "التوافقي" أو.. الفراغ!
الثلثاء 8 نيسان (أبريل) 2014
من "يَنصُب" على من في هذا السيناريو الإيراني-الأسدي لانتخاب رئيس جديد لجمهورية لبنان المنكوبة بالإحتلال الإيراني؟
هل ينصب نصرالله (الذي لا يحبّ عون، ولا يثق به، ويخشى من "انقلاب" عون عليه...!) فخّاً لعون ينتهي بانتخاب مرشّح الأسد، سليمان الزغير"، رئيساً للجمهورية اللبنانية؟ أم ينصب فخّاً للبنانيين، ولتيار المستقبل، بوضعهم أمام خيار "عون أو الفراغ"؟
ما يريده نصرالله هو رئيس "مرهون" له ولإيران قبل السقوط الحتمي للنظام السوري، وهذا الرئيس يمكن أن يكون عون. ولكنه يمكن أن يكون.. "سليمان الزغير" أيضاً.. أي وزير داخلية لبنان في لحظة اغتيال رفيق الحريري!
"عون"، "سليمان الزغير"، "الفراغ": لعبة "٣ ورقات" يلعبها نصرالله وما تبقى من نظام الأسد الهالك!
بالنسبة للبنانيين، سيظل "مون جنرال" لقمة يستحيل "ابتلاعها"!
قائد الجيش الأسبق الذي "هلّل" أنصاره لسقوط عاصمة الدولة اللبنانية في ٧ أيار ٢٠٠٨ في يد حفنة من الزعران الإيرانيين لن يكون "مرشَحاً توافقياً" لرئاسة الجمهورية اللبنانية!
إذا كان عون يريد الرئاسة فليأخذها من.. طهران!
الشفاف
*
أعلن الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، ان قوى 8 آذار سوف تعلن لاحقا عن مرشحها لمنصب رئاسة الجمهورية، في حين اعلن الجنرال ميشال عون عن أنه لا يعتزم الترشح في مواجهة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع!
معلومات أشارت الى ان قوى 8 آذار سوف تعتمد سياسة تهدف الى إيصال عون الى منصب الرئاسة، وذلك من خلال ترشيح النائب سليمان فرنجيه في مواجهة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وفق السيناريو الذي يفضي الى الفراغ، بحيث لا يستطيع أي من الدكتور جعجع او فرنجيه من الحصول على اصوات ثلثي النواب من الجولة الاولى، ولا على الاغلبية المطلقة من الجولة الثانية.
وتضيف المعلومات الى ان السيناريو الذي سيعقب عدم تمكن كل من المرشحين فرنجيه وجعجع من الحصول على أغلبية الاصوات والفوز بالمنصب الرئاسي سوف يدفع بقوى 8 آذار الى طرح اسم العماد عون كـ"مرشح توافقي" يخلف الرئيس ميشال سليمان، ويكون بديلا من الفراغ، ما سيضع جميع القوى السياسية امام مسؤولياتها في المجلس النيابي. حيث ستلجأ قوى 8 آذار الى حشر جميع الفرقاء خصوصا المسيحيين من بينهم في زاوية إما القبول بإنتخاب الجنرال عون او الفراغ.
وسيصدح أيضا صوت البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بضرورة خروج النواب من المجلس، والمسيحيين من بينهم تحديداً، برئيس جديد للبلاد، ولا الفراغ حتى ولو كان العماد عون، خصوصا ان مواصفات الرئيس القوي تنطبق ايضا على العماد عون. وهذا ما تطالب به بكركي منذ ان باشر البطريرك الراعي الإدلاء بدلوه في الشأن الرئاسي.
وتضيف المعلومات الى ان نواب تيار المستقبل سيجدون أنفسهم في مأزق ايضا، خصوصا ان الرئيس سعد الحريري أعلن في أكثر من مناسبة انه ضد الفراغ، وهذا أيضا ما سيضع نواب التيار امام إنتخاب عون او الفراغ!
07:03
11 نيسان (أبريل) 2014 -
شعب وجيش وكبتاغون. الامور واضحة جداً, ولكن سياسيونا الاشاوس, يقفون عاجزين عن مواجهة الواقع, بل يسايرون حزبالله, كي لا يحرد نصرالله, ويخرب البلد. قام الصريخ, على مشاركة نصرالله مع الاسد. ثم نسوا الموضوع خلال الجدل في البيان الوزاري. بصموا على مقررات اعلان بعبدا, وجبرهم نصرالله كي ينقعوه ويشربوا زومه. طحش برّي وفتح ابواب المجلس وشبابيكه وزواريبه, فضاع السياسيون بزواريب مطالب النقابات, وانتست مقولة الاستراتيجيه الدفاعية, والهاء الجيش, بالخطه الامنيه ومواجهة البدعة الجديده الذي رماها نصرالله كي يلتهوا فيها, التكفيريين, كما اسلوب الاسد الارهابيين, عظمه يلعقها الغرب وهو يبيد شعبه, مع العلم عصابات التكفير والارهاب من ابتكار نظام الاجرام في دمشق من عشرات السنين.
خالد
khaled-stormydemocracy
المشنوق: جعجع فرض نفسه كمرشّح أوّل لـ"14 آذار"
NOW
7 نيسان 2014
بيروت - أكّد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنّ "ترشّح رئيس حزب "القوّات اللبنانية" سمير جعجع لم يحرج قوى "14 آذار"، بل هو مرشّح طبيعي وأوّل لهذا الفريق، وأي كلام آخر هو كلام "نكايات".
المشنوق، وفي حديث إلى قناة "LBCI"، قال "جعجع فرض نفسه من خلال ترشّحه كمرشّح أوّل لقوى "14 آذار"، وكأنّه يقول للآخرين ليس هناك ضرورة لمرشح آخر"، معتبراً انّه "بأسوأ الحالات هو ناخب أوّل".
كما رأى أنّ "هنالك فرصاً لوصول جعجع لكن ليس بشكل كامل، لأنّنا نعلم تعقيدات الرئاسة في لبنان"، مشيراً إلى قناعته أنّه "لن يكون هناك أكثرية انتخابية في مجلس النوّاب من دون اتفاق سياسي".
وتابع "واجبنا كحكومة هو أن نعمل بكلّ جهدنا للوصول إلى الانتخابات بوقتها، لكن قراءتي السياسية لا ترى انتخابات رئاسية في موعدها".
وقال "رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون لن يدخل معركة الترشيح من دون اتفاق على الرئاسة"، معتبراً أنّ "الشخص التصادمي اليوم قد يصبح توافقياً في مرحلة لاحقة"، ومؤكّداً "عدم القبول بالتعديل الدستوري".
إلى ذلك، أكّد المشنوق أنّه "وزير داخلية كلّ اللبنانيين"، معتبراً أنّه "ليس من الطبيعي أن تكون في هذا المركز وألّا تكون منفتحاً على كلّ الناس، من دون أن يعني ذلك أن تغيّر موقفك".
وقال "قرار المشاركة في هذه الحكومة هو انتقالي لهدف محدد، وكلّ القوى السياسية ما زالت على موقفها ولا تغيير في الاتجاه السياسي".
وأضاف "هناك مرحلة صعبة ودقيقة في البلد، ولم يكن من الممكن ترك حكومة طرف واحد أن تحكم، وهي أصلاً لم يكن لديها الشرعية الكاملة لممارسة عملها".
وتابع "لم نغيّر موقفنا في خلافنا مع حزب الله، ولا زلنا على خلاف حول السلاح غير الشرعي والتدخّل العسكري في سوريا"، مشيراً إلى أنّه "حين توضع هذه النقاط على جدول الأعمال في مجلس الوزراء سنناقشها، لكن الآن ليس وقت اشتباك وخطر كبير يهدّد لبنان".
وأكّد أنّ "موقفنا جميعاً هو منع الحريق السوري من الدخول إلى لبنان"، لافتاً إلى أنّ "السياسة الخارجية السابقة مختلفة تماماً عن السياسة الخارجية الحالية، بل هي التزام واقعي ومرحلي لأنّ هناك خطراً كبيراً يهدّد لبنان".
وقال "قرار المشاركة في هذه الحكومة هو انتقالي لهدف محدد، وكلّ القوى السياسية ما زالت على موقفها ولا تغيير في الاتجاه السياسي".
وأضاف "هناك مرحلة صعبة ودقيقة في البلد، ولم يكن من الممكن ترك حكومة طرف واحد أن تحكم، وهي أصلاً لم يكن لديها الشرعية الكاملة لممارسة عملها".
وتابع "لم نغيّر موقفنا في خلافنا مع حزب الله، ولا زلنا على خلاف حول السلاح غير الشرعي والتدخّل العسكري في سوريا"، مشيراً إلى أنّه "حين توضع هذه النقاط على جدول الأعمال في مجلس الوزراء سنناقشها، لكن الآن ليس وقت اشتباك وخطر كبير يهدّد لبنان".
وأكّد أنّ "موقفنا جميعاً هو منع الحريق السوري من الدخول إلى لبنان"، لافتاً إلى أنّ "السياسة الخارجية السابقة مختلفة تماماً عن السياسة الخارجية الحالية، بل هي التزام واقعي ومرحلي لأنّ هناك خطراً كبيراً يهدّد لبنان".
وعن التقارب بين تيّار المستقبل والتيّار الوطني الحرّ، قال المشنوق "هنالك عدّة أشياء حدثت وآخرها انتخابات نقابات المهندسين حيث كان هناك تحالف علني، وألتقي دائماً في مجلس الوزراء بوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل".
وإذ أشار إلى "العلاقة الملتبسة تاريخيّاً بين الجيش وقوى الأمن الداخلي، والإرباك الشديد بين جمهوري الرئيس سعد الحريري والجيش منذ 7 أيار، إذ هنالك نظرة أن الجيش أخطأ وانحاز إلى طرف"، رأى أنّ "القرار كان أنّه يجب تجاوز هذه المواضيع وحماية الجيش من خلال العلاقة معه وليس مواجهته".
وأضاف "ما يحدث في طرابلس قبل دخول الجيش سبّب عشرات القتلى، هذا كلّه أدّى إلى قرار أنّه لا بدّ من التفاهم مع الجيش على الوضع الأمني".
وتابع "هذه الشراكة تحمي الجيش لأنّها تؤمّن غطاءً سياسيّاً لم يكن متوفراً من قبل، وتأمّن هذا الغطاء بعد الاقتناع بأنّ هذه المرحلة تستدعي التدخل، وكان لا بدّ من الانتقال من حال المواجهة مع الجيش إلى الشراكة"، مؤكّداً أنّ "كلّ مجموعتنا السياسية ملتزمة بهذا المبدأ في طرابلس وكلّ المناطق".
وأردف "السياسة السابقة في طرابلس كان فيها شيء من المؤامرة، فقادة المحاور والتطرّف أرادوا أن يمسكوا بالقرار وإقصاء السياسيين ورجال الدين، وكالكثير أرادوا أن تصبح طرابلس كقندهار"، مشدّداً على أنّ "ما حدث في طرابلس هو إعلان نهاية السياسة السورية في لبنان"، ومؤكّداً عدم قبول "أن تكون طرابلس أو عرسال أو أي منطقة معبراً للإرهاب ضدّ أي لبناني مهما كان موقفه السياسي".
وشدّد المشنوق على أنّ "كلّ من يظن أنّ باستطاعته الوقوف بوجه الخطة الأمنية فليحاول"، معلناً أنّ "الخطة الأمنية ستبدأ قريباً في البقاع"، ومعتبراً أنّ "هناك مربّعاً للموت تحصل فيه عمليات الخطف والسرقة وتفخيخ السيارات وهي بريتال، النبي شيت، عرسال وحي الشراونة".
وأضاف "وزراء حزب الله أكّدوا أن لا علاقة لهم بمربعات الموت والمناطق الخارجة عن القانون"، مشيراً إلى أنّ "موضوع الضاحية الجنوبية لن يُطرح إلّا وفق إمكانية التفاهم أو الخلاف على الاستراتيجية الدفاعية"، وقال "الضاحية والسلاح هما جزء من الخلاف والنزاع الذي لا يمكن أن يتمّ إلا بالحوار".
إلى ذلك، اعتبر المشنوق أنّ "رئيس الحزب العربي الديمقراطي" علي عيد هرب بالزورق، ورفعت عيد في سوريا".
وعن الموضوع السوري، قال "المقاتلون في سوريا يحملون ٨٨ جنسية، وهناك ٧٠٠٠ مقاتل من حزب الله"، موضحاً أنّ هناك "قراراً دولياً كبيراً يقضي بأنّه لا يجوز للأزمة السورية أن تمتدّ لتحرق لبنان، ونحن نسير ضمن هذا القرار"، ومعتبراً أنّ "تدخّل الحزب في سوريا سبّب التفجيرات، والدليل هو أنّه في أوّل سنتين لم تقع تفجيرات".
زق لسان فرانسوا
عمـاد مـوسـى
12 نيسان 2014
لربما "زقّ" لسان فرانسوا باسيل بهجومه العنيف على الطبقة السياسية. وهو كاد أن ينتمي إلى ناديهم في دورةٍ إنتخابية ما. وقد يكون وصَفَ النواب بالنهّابين السراقين مصاصي دم الشعب على طريقة الأديب جورج جرداق أو استعمل مفردات يُستخلص منها منها المعنى نفسه. وفي الحالين أقل ما يقوله الناس العاديون ـ عن خطأ أو عن صواب ـ في وصف نوّابهم: يا حرامييييية.
تراجع باسيل عما قاله، بعد تلويح نائب "محروم" من حديثي التجربة والنعمة (السياسية) برفع دعوى قدح وذم وتحقير لجرجرة رئيس جمعية المصارف إلى المحاكم، ثم لطّف الموقف وصوّب وصحح "نحن لم نتهم النواب بالسرقة بل طالبنا بإصلاحات إدارية وما عنيته السياسيين الذي أوصلوا البلد الى ما هو عليه اليوم".
ولم يفت المصرفي العريق امتداح خصال المعاون السياسي للرئيس بري وزير الخزانة علي حسن خليل. ألم تسمع سيد باسيل بالمثل الشعبي القائل: "لا تنام بالقبور ولا تشم ريحة بشعة؟".
أما الرئيس نبيه بري فكأن هناك مسلة نعرته تحت إبطه فانتفض. يا واش يا واش إستيذ. فأن يٌتهم بعض النواب بالسرقة أمرٌ لا يستدعي تلك الانتفاضة الممسرحة. عامة الناس ترى النوّاب قبل دخولهم جنة البرلمان بأي حال دخلوا وتراهم كيف ريّشوا وانتفخوا وشيّدوا الفيلل والقصور وابتاعوا الشقق والسيارات بملايين الدولارات في سنوات نيابية تلت الأعوام العجاف، ومنهم من لا يتقن مهنة أو صنعة ومنهم من لم يرث مليماً عن أبويه ولا عاد بثروة من أمريكا أو من أفريقيا. ولا ربح ورقة لوتو. فكيف إذاً تتغير أحوال النائب من سنة إلى سنة؟
في حساب سريع لمخصصات نائب متفرّغ للنيابة والاتصالات والتشريفات في أحد القصور(وأعرفه حلةً ونسباً) وجدت أن المجموع في 14 عاماً يقارب المليون و176 ألف دولار أميركي، وهو دفع قبل أعوام قليلة ما يفوق المليون ونصف المليون دولار ثمن شقة له في بيروت. تُرى متى أثرى الأخ؟ وكيف؟
فرانسوا باسيل ربما يعرف الجواب، ويعرف حتماً أسرار النواب المصرفية ويصونها. ولربما وقع نظره على حسابات دسمة لهزيل منهم أو أكثر، أو على حساب زوجة وزير إغتنى بغفلة من الزمن. لا يحتاج إطلاق الاتهامات إلى مدقق حسابات إلا في حال وُجد لكل نائب "سبونسر"، وهذا الراعي الإعلاني لا يتبنى النائب أو يكفله كيتيم إنما يعتمده كمخلص معاملات وشريك في صفقات. وبعض الظن ليس فيه أي إثم.
بالتأكيد يغالي من يضع كل النواب والوزراء ومموليهم في سلة واحدة. سلة بيض فاسد. ويغالي أكثرمن يدافع عن كل النواب وكأنهم في معجن النُخب النظيفة انعجنوا وخُبزت قاماتهم على نار الإستقامة والتضحية والطهارة والرقي والشفافية وكراهية المال الحرام والكوميسيون.
وفي النهاية، وبمعزل عن صوابية إلزام المصارف ومودعيها بتمويل جزء من احتياجات دولة فاشلة أوعدمه وتأثير ذلك على القطاع المصرفي، فقد تسرّع الرئيس بري بالانتفاضة لكرامة النواب. أو تأخر كثيراً.
سياسيّو لبنان: أنذال
حـازم صـاغيـّة
7 نيسان 2014
يكفي لمن يعمل في الوسط التجاريّ، ويُضطرّ يوميّاً إلى الوصول إلى مكتبه، أن يُحسّ كم أنّ الأمور لم تعد تطاق.
والمقصود هنا ليس إقفال المطاعم والمحالّ المتزايد بسبب الأزمة الاقتصاديّة الضاربة، بل تحديداً ما تفعله جلسات مجلس النوّاب، مجلس ممثّلي إرادة الشعب والناطقين بلسان الأمّة ومصالحها.
فالطرق المؤدّية إلى المجلس تُحاط بالجنود والأسلاك الشائكة، ويتمّ تحويل الممرّات والمداخل في اتّجاهات أخرى، كما يجري تفتيش بعض العابرين أحياناً. وإذ تبدو منطقة الوسط التّجاريّ أشبه بساحة حرب في لحظة استراحة المحاربين، يصاب السير في أجزاء واسعة من بيروت بأزمة خانقة تصحبها شتائم السائقين والركّاب للسياسيّين.
مع هذا، لم يظهر صوت واحد بين أولئك السياسيّين يقول إنّ ما يجري يشلّ الحياة في منطقة يُفترض أنّها العصب التجاريّ لبيروت ولبنان. ولم يظهر صوت بين السادة النوّاب والوزراء، الحاليّين أو السابقين، يطالب بنقل جلسات المجلس إلى مكان لا تقوم حمايته على حساب المواطنين، بل تكون أقلّ تأثيراً على الحياة العامّة ودورتها.
فالنوّاب والوزراء إمّا أنّهم يعتبرون أنفسهم سلطة، وهنا يغدو مطلوباً منهم أن يستخدموا سلطتهم لإزاحة هذه الضائقة عن صدور المواطنين والبلد، وإمّا أنّهم لا يعتبرون أنفسهم السلطة، بل يرون أنّ السلطة تقيم في مكان آخر، وفي هذه الحال يعلنون أنفسهم متواطئين مع الوضاعة.
وواقع كهذا لا يقول فحسب إنّ نوّابنا ووزراءنا قليلو الحساسيّة حيال المواطنين وألمهم، وحيال البلد واقتصاده، بل يقول أيضاً إنّهم لا يحترمون أنفسهم، وإنّ شعوراً داخليّاً عميقاً يتملّكهم بأنّ لا طعم لهم ولا تأثير.
لا يقال هذا الكلام جرياً على ميل شعبويّ عريق إلى شتم السياسة والسياسيّين. والحال أنّ العكس صحيح، لأنّ المطلوب هو بالضبط أن يصبح هؤلاء سياسيّين يشرّعون ويؤثّرون، بحيث تتعدّى "سياسيّتهم" السيّارات المصفّحة والمدخّنة الزجاج التي تتبختر في الشوارع المقفلة وسط مساكين الوسط التجاريّ المغلوبين على امرهم، ويتجاوز تأثيرهم رجال أمنهم الخاصّ أو أزلامهم المتحلّقين حولهم الذين يشبهون عصابات المافيا الصغيرة.
برلمان كهذا وسياسيّون كهؤلاء أقلّ من أن يتصدّوا لمسائل جدّيّة وخطيرة كتعنيف المرأة. إنّهم مشغولون بعباراتهم السقيمة و"البهورجيّة": "لا أحد يتحدّانا، لا أحد يزايد علينا..."، وفي مكاتب إعلاميّة مزعومة تعمّم تفاهاتهم.
وفي هذه النذالة، لا فارق بين 8 و14 آذار. فالطرفان يعرفان أنّ شتم السائقين والركّاب لن يحول دون التفاف الطوائف حولهم ودعمهم لهم في الوقت الحرج.
لقد سبق لديفيد بن غوريون، ذات مرّة، أن وصف مناحيم بيغن بأنّه "ابن زانية"، لكنّه ما لبث أن أضاف: "إلاّ أنّه ابن زانيتنا".
"قاتل عرمون" غير موجود
بيروت – نفت بلدية مدينة الشويفات ما تردد أخيراً عن وجود "قاتل أو شبح" في منطقة دوحة عرمون، وقالت: "بعد اتصالات مع القيادات الأمنيّة المختصة بالمنطقة، نؤكّد أنّه لا صحة للأخبار الشائعة لا من قريب ولا من بعيد".
وأشارت البلدية، في بيان، إلى "قيام دوريات يوميّة لعناصر الشرطة والحرس البلدي بالمرور والتجوال في شوارع المنطقة".
وتمنت على وسائل الإعلام توخي الدقة في نقل الأخبار "منعاً لأيّ التباس ضمن الظروف الإستثنائية التي نمرّ فيها"، واعتبرت ما تردد "ما هو إلاّ شائعات مغرضة وتخيلات واهمة أتت إلى عقول البعض لأسباب مجهولة
وأشارت البلدية، في بيان، إلى "قيام دوريات يوميّة لعناصر الشرطة والحرس البلدي بالمرور والتجوال في شوارع المنطقة".
وتمنت على وسائل الإعلام توخي الدقة في نقل الأخبار "منعاً لأيّ التباس ضمن الظروف الإستثنائية التي نمرّ فيها"، واعتبرت ما تردد "ما هو إلاّ شائعات مغرضة وتخيلات واهمة أتت إلى عقول البعض لأسباب مجهولة
اذا مش موجود كيف تضرب البنات على رؤوسهم بهذه الوحشيه. الافضل ان تجدوه كي نطمئن.
خالد
مطلوب رئيس "قوي" لكن بإمرة نصراالله
الكاتب: عبد الوهاب بدرخان
9 نيسان 2014
تنطبق المواصفات التي حدّدها السيد حسن نصرالله للرئيس المقبل على حليفه العماد ميشال عون، خصوصاً عندما يحمّل "بعض المسيحيين" مسؤولية تعطيل وصول "الأكثر تمثيلاً" الى رئاسة الجمهورية. فهل تكون هذه الاشارة الى "التعطيل المسيحي" هي ما يفسّر أو يبرّر تردّد "حزب الله" في الإفصاح عن تأييده للجنرال المرشح؟ في أي حال قدّم نصرالله، في حديثه الى "السفير"، مساهمة اضافية في فوازير الاستحقاق الرئاسي، حين قال إنه حسم اسم مرشّحه ولن يعلنه إلا في الوقت المناسب. أي أنه يترك الأمر للمداولات، ما يعني أن لديه أكثر من اسم واحد.
تفيد المواصفات بأن يكون الرئيس العتيد "قوياً" وله "تأثير حقيقي" و"مقبول شعبياً ووطنياً"، وقال نصرالله إنه يؤيدها، ربما لأنها مجرد حكي. فالرئيس القوي هو بالتأكيد الأقل قوة وتأثيراً من "حزب الله" ويكفي أن يكون مقبولاً من "جمهور" هذا الحزب. ولكن اذا توفّرت المواصفات فعلاً فكيف سيتعايش نصرالله وحزبه وإعلامه مع رئيس كهذا، وهم الذين لم يتحملوا مواقف عقلانية ومتوازنة ووطنية أبداها الرئيس ميشال سليمان خلال الشهور الماضية. حتى إنهم يتجاهلون نكثهم بتعهدهم في "اعلان بعبدا" حين ذهبوا للتورّط وتوريط لبنان في سوريا، ويصوّرون سليمان كأنه خرج عن خط رسموه له أو أنه قام بانقلاب سياسي عندما انتقدهم. فأي رسالة يطلقها نصرالله الى الرئيس المقبل - القوي! - حين يفتي بأن مواقف سليمان أفقدته موقع من يستطيع ادارة حوار وطني؟ إنه يبلغه منذ الآن أن الرئيس يخطئ حين ينتقد أخطاء "حزب الله".
قبل نحو شهر على الموعد الدستوري، لا يزال الغموض يكتنف عملية انتخاب الرئيس الجديد. ولا جديد فيها سوى أن الأمين العام لـ "حزب الله" أعاد اكتشاف الحاجة الى "التوافق" مع "الفريق الآخر". عندما انتُخب ميشال سليمان تهكّم الـ"8 اذاريون" بأن لـ "14 آذاريين" اعتقدوا أولاً أنه خيارهم ثم أدركوا أنهم خُدعوا. سواء صحّ ذلك أم لا فقد تعاملت "14" مع الرئيس على أنه الرئيس، ولم تأته الاساءات إلا من فريق "8" بدءاً بالجنرال وعونييه وانتهاءً بـ "حزب الله". الى أي حدّ سيختلف الأمر مع الرئيس المقبل؟ كلما انحاز الى المصلحة اللبنانية وجد سهام "حزب الله" وحلفائه موجّهة اليه.
لم يكن هناك ما يدعو نصرالله الى ترجيح المجيء برئيس "صنع في لبنان"، وطالما أنه القائل فإن الترجمة الفورية هي "صنع في حزب الله". فاللبنانيون يعرفون أيضاً أن هذا مجرد حكي، والكل يعرف الكل من دون استثناء. فمرشح "8" سيكون مطالباً بالتمايز عن ايران والنظام السوري ومرشح "14" عن السعودية، رغم اختلاف كبير في تأثير الدولتين وتدخلهما في الشأن الداخلي.
قبل نحو شهر على الموعد الدستوري، لا يزال الغموض يكتنف عملية انتخاب الرئيس الجديد. ولا جديد فيها سوى أن الأمين العام لـ "حزب الله" أعاد اكتشاف الحاجة الى "التوافق" مع "الفريق الآخر". عندما انتُخب ميشال سليمان تهكّم الـ"8 اذاريون" بأن لـ "14 آذاريين" اعتقدوا أولاً أنه خيارهم ثم أدركوا أنهم خُدعوا. سواء صحّ ذلك أم لا فقد تعاملت "14" مع الرئيس على أنه الرئيس، ولم تأته الاساءات إلا من فريق "8" بدءاً بالجنرال وعونييه وانتهاءً بـ "حزب الله". الى أي حدّ سيختلف الأمر مع الرئيس المقبل؟ كلما انحاز الى المصلحة اللبنانية وجد سهام "حزب الله" وحلفائه موجّهة اليه.
لم يكن هناك ما يدعو نصرالله الى ترجيح المجيء برئيس "صنع في لبنان"، وطالما أنه القائل فإن الترجمة الفورية هي "صنع في حزب الله". فاللبنانيون يعرفون أيضاً أن هذا مجرد حكي، والكل يعرف الكل من دون استثناء. فمرشح "8" سيكون مطالباً بالتمايز عن ايران والنظام السوري ومرشح "14" عن السعودية، رغم اختلاف كبير في تأثير الدولتين وتدخلهما في الشأن الداخلي.
سليمان: لرئيس قوي توافقي ومكتمل الولاء للبنان
"الوكالة الوطنية للإعلام"
2 نيسان 2014 الساعة 12:40
قال رئيس الجمهورية ميشال سليمان في حفل إطلاق مشروع اللامركزية الإدارية في قصر بعبدا، إنه يؤيد اختيار رئيس قوي، "توافقي إذا أمكن"، و"مكتمل الولاء للبنان".
وأشار إلى أن "القانونين الأهم، بعد الدستور اللبناني هما قانون الانتخاب وقانون الموازنة، ولكن اللامركزية الادارية ترتدي الاهمية نفسها لهذين القانونين لانها تطال قانون الانتخاب وقانون الموازنة لتأمين متطلبات الادارات والشعب". ورأى أن "اللامركزية الإدارية تؤمن الإنماء المتوازن وتعزز الوحدة الوطنية والتنوع في لبنان من دون ان تلامس الفيديرالية أو أي نوع من التقسيم، وتؤمن الشفافية والمحاسبة والمراقبة، ويصبح المواطن اقرب لمحاسبة الذين انتخبهم".
وأقر بأننا "لا نمارس الديموقراطية بالشكل الجيد، ننتخب ولكن ليس كما يجب"، و"انتقال هذا الموضوع الى اللامركزية سيحسن ممارسة الشعب اللبناني للديموقراطية".
وأيد "اعتماد النسبية والأكثرية، وإشراك المرأة في التمثيل واتخاذ القرار، واليوم نسمع صرخة حول قانون العنف الأسري وسندرس القانون مع مجلس النواب لمحاولة ادخال تعديلات".
واعتبر ان "الشراكة امر مهم بين القطاعين الخاص والعام وتعزز فرص العمل للشباب، وهذا يخفف من الهجرة وهجرة الأدمغة وتعزز الدولة الاقتصادية وتستعيد القرى ابناءها المنتشرين في الخارج لاظهار كفاءاتهم في الداخل".
وختم: "أنا مع الرئيس الجديد، ونعم لرئيس قوي وليس ضعيفاً، توافقياً إذا امكن، وان يكون منتمياً الى خط سياسي لبناني مكتمل الولاء للبنان، اضافة الى ذلك يجب أن يكون رئيساً كبيراً بحجم لبنان المقيم والاغتراب ليقوم بواجباته بالشكل الصحيح ولا يمكن المباشرة ببناء الدولة من دون البدء بالاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان، بما فيه المقاومة".
وأقر بأننا "لا نمارس الديموقراطية بالشكل الجيد، ننتخب ولكن ليس كما يجب"، و"انتقال هذا الموضوع الى اللامركزية سيحسن ممارسة الشعب اللبناني للديموقراطية".
وأيد "اعتماد النسبية والأكثرية، وإشراك المرأة في التمثيل واتخاذ القرار، واليوم نسمع صرخة حول قانون العنف الأسري وسندرس القانون مع مجلس النواب لمحاولة ادخال تعديلات".
واعتبر ان "الشراكة امر مهم بين القطاعين الخاص والعام وتعزز فرص العمل للشباب، وهذا يخفف من الهجرة وهجرة الأدمغة وتعزز الدولة الاقتصادية وتستعيد القرى ابناءها المنتشرين في الخارج لاظهار كفاءاتهم في الداخل".
وختم: "أنا مع الرئيس الجديد، ونعم لرئيس قوي وليس ضعيفاً، توافقياً إذا امكن، وان يكون منتمياً الى خط سياسي لبناني مكتمل الولاء للبنان، اضافة الى ذلك يجب أن يكون رئيساً كبيراً بحجم لبنان المقيم والاغتراب ليقوم بواجباته بالشكل الصحيح ولا يمكن المباشرة ببناء الدولة من دون البدء بالاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان، بما فيه المقاومة".
... حتى ينفلج المسؤولون!
الكاتب: جمانة حداد
7 نيسان 2014
لا أريد أن أقول "صمنا وفطرنا ع بصلة" في موضوع إقرار قانون حماية المرأة من العنف المنزلي أخيراً. لا أريد أن أعبّر عن استيائي واستياء كثيرات وكثيرين حيال هذه الخطوة الناقصة التي تشبه "الطبطبة" على الظهر أكثر مما تشبه انتصاراً لكرامات اللبنانيات وحقوقهنّ. سوف أكتفي بدلاً من ذلك بالتأكيد، لهؤلاء الذين يظنون أنهم وضعوا في أفواهنا "مصّاصة" كفيلة أن تكتم أصواتنا، بأننا لن نسكت.
هذا ليس تهديداً، وإنْ لا مشكلة لدينا بأن يتلقاه المعنيون كتهديد. هذا وعد. وعدٌ نقطعه على كل امرأة لبنانية تشعر بأنها مواطنة من الدرجة الثانية في هذا البلد. وعدٌ نقطعه على منال ورقيّة ورلى وسواهنّ كثيرات، معروفات وغير معروفات، ممّن قُتلن على أيدي أزواجهنّ. وعدٌ نقطعه على النائب "المهضوم" علي عمار الذي نكّت ببذاءة خلال الجلسة حول وجوب إقرار قانون يحمي الرجال من التعنيف، وضحك له الجمع طبعاً. وعدٌ نقطعه على السيدة رندة بري ومثيلاتها من الطاعنات في الظهر. وعدٌ نقطعه على كل رجل جبان يرفع يده في وجه امرأة، ويعتقد أن الرجولة هي هذه، غير مدرك أن العنف والتسلط هما الضعف عينه. وعدٌ نقطعه على كل امرأة خائفة: خائفة على سلامتها، على مصيرها ومصير أولادها؛ خائفة من الجرصة، من أحكام المجتمع ونظرات أهلها الخائبة. وعدٌ نقطعه على كل زعيم يظن أنه سوف يزمط بتجاهله لنا، وأن القطار، قطار انتخابه، سيمشي فينا وبلانا. لجميع هؤلاء نقول: لن نسكت.
من الصور النمطية التي تُلصقها الذكورية الجائرة بالمرأة، أنها "تنقّ". ممتاز. هيك هيك الصيت طالع علينا، سوف نمضي في النقّ إذاً، ونمعن فيه حتى نفلج المسؤولين به. ولا يتجرأن أحد على القول إن ما حصلنا عليه ممتاز: أولاً، لن نشعر بالامتنان لامتلاك ما يحق لنا فيه أصلاً. ثانياً، نحن نصف هذا البلد، أي أن نصف هذا البلد لنا، بالحق والمنطق. لَتفصيلٌ ثانوي، أن يعجبكم هذا أو لا. بلاد الله واسعة، على قول المثل، وثمة في الجوار أمكنة تستطيعون أن تشعروا فيها بأنكم أباطرة، وبأن النساء جَوارٍ لديكم. اذهبوا ولا تنظروا وراءكم. لأن لبنان ليس، ولن يكون هكذا.
لا تخافوا: مهما تقدمنا وازداد نفوذنا، وهذا حاصل لا محالة، لن تكون ثمة حاجة يوماً الى إقرار قانون يحمي الرجال من التعنيف. ليس لأن بعضكم لا يستحق. بل لأننا أرقى، على ما يبدو، وعلى ما تثبتون يوماً بعد يوم.
من الصور النمطية التي تُلصقها الذكورية الجائرة بالمرأة، أنها "تنقّ". ممتاز. هيك هيك الصيت طالع علينا، سوف نمضي في النقّ إذاً، ونمعن فيه حتى نفلج المسؤولين به. ولا يتجرأن أحد على القول إن ما حصلنا عليه ممتاز: أولاً، لن نشعر بالامتنان لامتلاك ما يحق لنا فيه أصلاً. ثانياً، نحن نصف هذا البلد، أي أن نصف هذا البلد لنا، بالحق والمنطق. لَتفصيلٌ ثانوي، أن يعجبكم هذا أو لا. بلاد الله واسعة، على قول المثل، وثمة في الجوار أمكنة تستطيعون أن تشعروا فيها بأنكم أباطرة، وبأن النساء جَوارٍ لديكم. اذهبوا ولا تنظروا وراءكم. لأن لبنان ليس، ولن يكون هكذا.
لا تخافوا: مهما تقدمنا وازداد نفوذنا، وهذا حاصل لا محالة، لن تكون ثمة حاجة يوماً الى إقرار قانون يحمي الرجال من التعنيف. ليس لأن بعضكم لا يستحق. بل لأننا أرقى، على ما يبدو، وعلى ما تثبتون يوماً بعد يوم.
جعجع: 14 آذار باتت قاب قوسين أو أدنى من اتخاذ قرار دعم ترشحي
إعـلام "القـوات"
13 نيسان 2014
بيروت - أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أن تدهور لبنان، وعدم جدوى ما وصفه بالمعالجات التقليدية، في الوضع الراهن، هو ما قاده إلى التفكير جدياً في الترشح إلى منصب رئاسة الجمهورية.
جعجع، وفي حديث أجرته معه صحيفة الوطن السعودية وتنشره غداً، بدا واثقاً من حلفائه السياسيين، في قوى الرابع عشر من آذار، الذين قال عنهم، "انهم باتوا قاب قوسين أو أدنى من اتخاذ القرار في دعم ترشحي للرئاسة"، وأنه لو "لم يثق بتأييد هذه القوى، لما فكر في ترشيح نفسه".
وأضاف رئيس حزب القوات: "نحن لدينا مشروعنا السياسي الخاص، وعلينا أن نسعى بكل قوتنا لترجمة هذا المشروع على الأرض". ورأى "أن لبنان بات أرضاً سائبة، وكل أرض سائبة معرضة للانفلات والتدهور".
وتابع جعجع "هناك مثل لبناني يقول "ان الرزق السائب يعلم الناس على الحرام"، وبالتالي فإن المسؤولين الرسميين باتوا يتهاونون تيّمناً بما كان يحدث أيام الوصاية السورية، فأصبح لديهم عادة ألا يستعملوا كل صلاحياتهم، الأمر الذي جعل من الدولة نسبياً صورية، مما ترك المجال واسعاً أيام الوصاية للوصاية، وفي الوقت الحاضر للتسيُّب الحاصل".
وإذ ناشد المسؤولين تحمُّل مسؤولياتهم تجاه الدولة والمواطن باعتبار أنه يجب أن تكون هناك شخصيات قوية في الدولة وفي المواقع الرسمية لكي تكون الدولة بالتالي قوية"، شدد جعجع على وجوب "أن يكون في لبنان رئيس قوي ولديه إمكانية تنفيذ مشروع سياسي قوي".
وأثنى جعجع بشكل غير مباشر على بعض الوزراء في الحكومة الحالية، بعد نجاح الخطة الأمنية التي جعلت المواطن الطرابلسي ينام قرير العين، فقال "فجأةً وبأسابيع بسيطة جداً وبمجرد ما أن وُجد بعض الوزراء في الحكومة الحالية الذين اتفقوا مع رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية واتخذوا قراراً شرعياً، تم حلّ كل مأساة طرابلس في أيام قليلة، فهرب من هرب، واعتُقل من اعتُقل، وبات بإمكان المواطن الطرابلسي أن ينام الآن بسلام"، معتبراً أن "الدولة والشرعية في نهاية المطاف هما هيبة".
جعجع: حبوب "الأسبيرين" لا تعالج سلاح "حزب الله"
بيروت - نقلت صحيفة السفير عن رئيس حزب القوات اللبنانية قوله أمام كوادره، أنه في الأشهر الأخيرة، وجد نفسه أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أخذ السلطة جدياً، أو بناء قوة عسكرية غير شرعية لمواجهة حزب الله، مشيراً إلى أنه بين الخيارين فضّل الأول عبر أخذ المواقع الشرعية، وأولها رئاسة الجمهورية، وعلى هذا الأساس "بنيت الحسابات الاستراتيجية، وإلا تكون قوى 14 آذار تضحك على حالها".
ورفض جعجع "حبوب الأسبيرين" لمعالجة سلاح "حزب الله"، أو "التنظير لخطط أمنية تأخرت طويلاً حتى مجيء رجالات مثل أشرف ريفي ونهاد المشنوق".
ورأى جعجع أن الجوّ الدولي سيمشي بما يمشي به الداخل، والداخل يريد رئيساً قوياً، مؤكداً أن ترشحه حاسم في تحديد مستقبل لبنان ومصير مسيحييه. وقال: "نحتاج الى رئيس متل الخلق وحكومة متل الخلق".
وقال: "انتخابات الرئاسة عملية ديناميكية على مستوى المنطقة، والمسيحيون يريدون رئيساً قوياً لا وسطياً، سيكون حتماً دمية في يد حزب الله". واعتبر أن هذا هو الجوّ الأميركي "والمجتمع الدولي سيمشي بما نمشي به"، لافتاً إلى أن هذا المجتمع الدولي غائب كلياً، والدليل أنها المرة الأولى التي تخرق فيها روسيا اتفاقية يالطا في أوروبا عبر ضمها القرم ولا يحرك العالم ساكناً.
حقيقة السجال في المجلس بين الجميل وقانصو
بيروت - سُجل في جلسة مجلس النواب اليوم الخميس، سجال بين النائبين عضو كتلة حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل وعضو حزب البعث عاصم قانصو على خلفية وصف الجميل الوجود السوري بالاحتلال.
وفي التفاصيل، وفق مصدر مقرب من الجميل، أنَّه "كان هناك اقتراح قانون مطروحاً من قبل (رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب) الجنرال ميشال عون على جدول الأعمال مُتعلق بمسألة عناصر الجيش اللبناني الذين كانوا يُقاتلون في 13 تشرين الثاني 1990، فهم إما أُقيلوا أو أجبروا على الاستقالة وإما سُجنوا وبالتالي خرجوا من السلك العسكري في تلك الفترة نتيجة الاحتلال السوري. هؤلاء أُقصوا إذاً بفضل الاحتلال".
وأضاف المصدر: "النائب نقولا فتوش سجل اعتراضه وقال إنَّ هذه القضية مرّت بمرور الزمن. ما أضطر النائب الجميل الى إجراء مداخلة للرد وقال: "بين الـ90 والـ2005 في ظل الاحتلال السوري كان من الاستحالة أن يتقدم أحد من المعارضين للاحتلال السوري بأي مراجعة قضائية. عندها اعترض النائب قانصو على كلمة "احتلال" وقال هذا الوجود مشرع، فلفت نظره النائب جميل أنَّ الرئيس سركيس ألغى الاتفاقية التي تسمح لهم التواجد في لبنان بتلك الفترة".
وتابع المصدر: "بعد سجال طلب رئيس المجلس نبيه بري شطب كلمة احتلال من محضر الجلسة فاعترض النائب الجميل وقال بالنسبة لنا ولشريحة كبيرة من اللبنانيين هو احتلال وسيسجل بالمحضر كما نحن قلنا وليس كما ترتأون. وهذا ما حدث".
ولفت المصدر إلى أنه "تمّ السير بالقانون وأرسلوه الى لجنتي المالية والداخلية والدفاع والبلدية لإعادة الصياغة لكي لا يُفهم أنه يشمل فقط الضباط والعناصر في هذا اليوم إنما في هذه الفترة".
بالتفصيل... هذا ما دار في جلسة الحوار
كما كان متوقعاً، انعقدت هيئة الحوار الوطني في القصر الجمهوري في بعبدا برئاسة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال سليمان، في غياب الرئيس سعد الحريري، رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، رئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» النائب طلال ارسلان، ورئيس الحزب «السوري القومي الاجتماعي» النائب أسعد حردان. وفيما لم يخرج المجتمعون بقرارات جديدة، حدّدوا 5 أيار المقبل موعداً جديداً للحوار.
بدأ المشاركون يتوافدون تباعاً إلى بعبدا، فوصل على التوالي: النائب آغوب بقرادونيان، البرفسور فايز الحاج شاهين، الرئيس نجيب ميقاتي، النائب محمد الصفدي، النائب جان أوغاسابيان، النائب ميشال المرّ، الرئيس أمين الجميل، الرئيس فؤاد السنيورة، وزير السياحة ميشال فرعون، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، رئيس مجلس النواب نبيه برّي، رئيس الحكومة تمام سلام، رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط، ورئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون.
وقد عقد سليمان خلوة مع سلام قبيل انعقاد الطاولة، قبل أن يفتتح الجلسة بعرض تسجيل صوتي لمدة دقيقتين للجلسة التي أُقرَّ خلالها «إعلان بعبدا» بالإجماع.
وقالت مصادر اطَّلعت على مجريات طاولة الحوار لـ»الجمهورية» إنّ رئيس الجمهورية استهلّ الجلسة بكلمة مطوّلة تحدَّث فيها عن الظروف التي رافقت عمل هيئة الحوار وأهميّتها في تجاوز البلاد محطات سياسية وأمنية كثيرة، وهي تركت من خلال اجتماعها نوعاً من الاطمئنان في صفوف المواطنين. وبقيت مداخلة سليمان في الإطار العام، فتحدث عن المخاطر، وهي الجزء الأوَّل من الاستراتيجية الدفاعية التي قدَّمها في انتظار اكتمال الحضور للبحث في الأجزاء الأخرى منها.
واضطر سليمان الى التذكير ببعض محطات المناقشات، فعاد بالذاكرة الى مقاطع من جلسة 12 حزيران 2012 التي أقرَّت «إعلان بعبدا»، وسَير المناقشات التي أنتجت إجماعاً عليه، معتبراً أنَّ التنكّر للبنود المتفاهم عليها أساء الى كل الأطراف التي اعتمدت الإعلان وثيقة سياسية ضُمَّت الى وثائق الأمم المتحدة والجامعة العربية اللتين استندتا في قراراتهما الى بنودها، والعودة الى بيانات مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية تُثبت ذلك.
وعاد سليمان الى محاضر جلسات سابقة عقدت في ساحة النجمة، منذ الجلسة الأولى التي عقدت في 2 آذار 2006، فاعتبر أنّ التراجع عمّا وافق عليه البعض او التنكر له يُسيء الى العقد الوطني الأساسي، خصوصاً أنّ بعض المناقشات قاد الى قرارات كبرى نُفّذت، فهل يعقل القول إنّها بُنيت على باطل بلا اتّفاق اللبنانيين عليها. وقدَّم سليمان كذلك عرضاً من جلسات أخرى وصولاً الى جلسة 12 تشرين الأول 2012 التي توقف بعدها الحوار، لافتاً الى مخاطر التورّط في الحرب السورية وتداعيات التدخل العلني فيها على الوضع الأمني في البلاد توصّلاً الى تحديد بعض الأسس التي تشكل ضامناً لاستئناف الحوار في جلسات لاحقة.
وعمّا أثاره برّي لناحية اعتبار طاولة الحوار والمقرّرات الناتجة عنها غير ملزمة، لفت سليمان المشاركين إلى أنّ «المجتمع الدولي تبنّى مقرّرات الحوار، فكان تشديد على ضرورة شرعنة هذه المقررات عبر المؤسسات الدستورية لمواكبة الدعم الدولي في هذا المجال»، وختم مؤكداً «ضرورة ضمان استمرار التلاقي بين كل الأفرقاء اللبنانيين، حتى لو لم يؤدِّ في المرحلة الراهنة إلى توافق مطلق إلّا أنه يساهم في كسر الحواجز بين الأطراف المتخاصمة ويؤمّن أرضية مشتركة تؤسس لتوافق لاحق».
وبعدها، توالى الأقطاب على الكلام، فكان حوار هادئ ورصين. وقد نفت المصادر صحّة ما قيل عن توتّر وتصعيد، فالجميع أدلى بملاحظاته بكل هدوء واحترام متبادل، ولم يخرج أحد عن مواقفه السابقة.
في مستهلّ كلمته، بادر برّي إلى سؤال رئيس الجمهورية عن موجب استعراض التسجيل والجهة التي يراد إسماعها هذا التسجيل، فأجاب سليمان: «إلى الأطراف المقاطعة للحوار». الأمر الذي وصفه برّي بـ»لزوم ما لا يلزم»، قبل أن يتحدّث في دراسة تفصيلية معدة بإتقان اعتبرها البعض تعويضاً عن غياب «حزب الله»، ففنَّد برّي بالتواريخ المفصلة تدخّلات الأطراف في الأزمة السورية متوقفاً عند باخرة «لطف الله 2» التي ضُبطت في طرابلس، مروراً بما حصل في تل كلخ وما هنالك من عمليات حدودية معروفة.
وانتهى برّي الى القول إنّ «تدخل حزب الله في سوريا لم يكن سوى نتيجة لِما سبق، بعدما سبقه الجميع الى هناك بالمال والسلاح والعتاد وكل أشكال الدعم».
من جهته، قدّم السنيورة عرضاً سريعاً للتطورات التي رافقت هيئة الحوار وأسباب الخروج عنها، ولا سيما على مستوى دخول «حزب الله» على خط العمليات العسكرية في سوريا وتورّطه في وحولها، الأمر الذي قاد الى موجة التفجيرات الإنتحارية في لبنان، محمّلاً الحزب مسؤولية استدراج الأطراف السورية الى الساحة اللبنانية ولا سيما الإنتحاريين التكفيريين.
وأكد السنيورة «التمسّك بأسلوب الحوار لحلّ الخلافات الداخلية على أساس احترام سيادة لبنان واستقلاله والحرص على تجنيبه المخاطر والشرور والحفاظ على النظام الديموقراطي وأن يكون هناك استعداد للتمسّك بالحوار واحترامه والعمل على تنفيذ مقرّراته للخروج من الأزمة الخطيرة التي تعصف بالبلاد»، مشيراً الى أنّ «أخطر ما في الواقع الراهن أنّ «حزب الله» في قتاله داخل سوريا في مواجهة ارادة اللبنانيين، وفي تغيّبه عن جلسات الحوار، يُثبت أنّ الحوار في ظل هذه العقلية وهذا المنهج مضيعة للوقت وتعبئة للفراغ».
ولفت السنيورة الى أنّ «هناك من يعطي نفسه حقّ نقل المقاتلين والسلاح من لبنان واليه، وفي الوقت نفسه يفاخر ويزايد على اللبنانيين»، مؤكداً أنّ «لبنان لن يستطيع تحمّل أوزار هذا التصرف». وسأل: «في ظل هذه الاوضاع الخطيرة كيف لنا ان نراهن على تبَدّل في المستقبل، ونحن في الأمس وقّعنا البيان الوزاري للحكومة الجديدة الذي يقول بمتابعة مقررات الحوار الوطني وتنفيذها؟»، مستغرباً «أن يأتي مَن وَقّع ذلك البيان ليقول كلاماً ينسف مقررات الحوار وتنفيذها. لذا، فإن هناك حاجة للعودة لالتزام ما نتّفق عليه ونعمل على تنفيذه».
سلام
بدوره، شدد سلام على أهميّة هذه الجلسة وما يمكن أن تتركه من ارتياح على مستوى الرأي العام اللبناني والدولي، ولا سيما في ظل الظروف التي تعيشها المنطقة، ولبنان واحد من هذه الدول التي تعيش تداعيات الزلزال السوري بكلّ نتائجه.
وأكد أهمية الحوار الذي أنتج حكومة المصلحة الوطنية ووضع تركيبتها بموجب مواصفات لبنانية بحتة، وهو ما يدفعنا الى التمسك بالحوار سبيلاً الى الحلول الممكنة لملفات كثيرة عالقة. ولفت كلّ مَن هم على الطاولة او خارجها الى «أهمية ان تستمر هيئة الحوار خدمة للمصلحة الوطنية».
كذلك، شدد ميقاتي على أنّ ملف السلاح الموجود في حوزة المقيمين على الأراضي اللبنانية، «ذو أولوية كبرى لا سيما في ضوء تعاظم موجات النزوح السوري»، مطالباً بـ»تصويب العلاج في اتجاه هذه المشكلة الملحّة نظراً لكونها تشكّل خطراً على السلم الأهلي وتُعرّض البلد لخضات أمنية متنقلة».
أما جنبلاط فقدَّم عرضاً سياسياً وعسكرياً سريعاً لما تشهده الساحتان اللبنانية والسورية والترابط القائم بينهما، محذّراً من مخاطر حجم النزوح السوري والفلسطيني الى لبنان، الذي بات ملجأ لنصف النازحين السوريين. وفَنّد بالأرقام كلفة هذا النزوح والعبء الذي ألقاه على الاقتصاد اللبناني وعلى المستويات الإنسانية والإقتصادية والأمنية.
إلى ذلك، تحدث عون في العموميات، فلفت الى أنّ ما تعيشه سوريا أمر تهتز له المنطقة بكاملها، مشيراً إلى الإنعكاسات السلبية التي طاولت اللبنانيين على اكثر من مستوى، وخصوصاً ما يقوم به التكفيريون في سوريا وما يُهدّد السلم في المنطقة والعالم.
لماذا 5 أيّار؟
وقالت المصادر لـ»الجمهورية» إنّ سليمان اختار الخامس من أيار المقبل موعداً لاستئناف اجتماعات الهيئة بدقّة متناهية، بعدما وضعت جلسة الأمس أطر الجلسة المقبلة. وبالتالي، الخروج من العناوين الأساسية الواردة في الجزء الأول من الاستراتيجية الدفاعية للتوسّع لاحقاً في ما يمكن اعتباره الآليات الواجب اعتمادها للبحث في المخاطر وسبل مواجهتها بمضمون الاستراتيجية الدفاعية وطريقة الإفادة من سلاح المقاومة في أطر محددة.
ورفضت المصادر الربط بين موعد 5 أيار وأيّ شأن آخر يتَّصل بالتمديد لرئيس الجمهورية أو أي معطى آخر، «فالرئيس حريص على ممارسة صلاحياته حتى اللحظة الأخيرة من الولاية، لذلك سيكون موعد 5 أيار موعداً مبدئياً، فإذا انتخب رئيس جديد للجمهورية يمكن إلغاء الجلسة بالتشاور معه، وربما تعقد الجلسة في حضور سليمان والرئيس المنتخب الذي قد يتبنّى توصياتها. فمقوّمات وجود طاولة الحوار وعلّتها، إن لم تكن مؤسسة دستورية، تسمح لها بالاستمرار في مهماتها الى جانب المؤسسات الدستورية الأخرى لتشكّل سنداً لها في أزمات كثيرة واستحقاقات كبرى. لذلك، سيبقى هذا الموعد معلّقاً على ما يمكن ان تحمله التطورات على مستوى الإستحقاق الرئاسي، وخصوصاً في حال انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وعليه، قالت المصادر إنّ سليمان الذي تعرَّض لضغوط دَعته الى تأجيل الجلسة بسبب تغيّب عدد من الأقطاب، كان ردّه واضحاً بعقد الجلسة بمَن حضر، فالحوار لم يكن يوماً من أجل مصلحة شخصية، بل هو ضرورة وطنية.
ووفق البيان الرسمي، فقد أشار سليمان إلى «المخاطر والتحديات المتزايدة والناتجة عن تفاقم مشكلة اللاجئين السوريين وارتفاع وتيرة الأعمال الإرهابيّة وحدّة التوتّر المذهبي، وعدم التزام ما تمّ التوافق عليه في مقرّرات هيئة الحوار الوطني، ولا سيّما «إعلان بعبدا». وعرض لأبرز نقاط تصوّره للاستراتيجية الوطنية الدفاعية، منوّهاً بـ»إنشاء مجموعة الدعم الدوليّة للبنان وما صدر عنها من خلاصات لدعم الاستقرار في لبنان وركائز الاقتصاد الوطني وقدرات القوات المسلّحة اللبنانيّة والجهد القائم لمواجهة معضلة النازحين».
وقد أصدر المجتمعون البيان الآتي:
1 - الترحيب بتأليف حكومة المصلحة الوطنيّة الجامعة وتأكيد ضرورة نجاحها في معالجة التحديات والمشاكل الأساسيّة التي تواجهها البلاد، ولا سيّما فرض الأمن وسلطة القانون والتهيئة لإنجاز الاستحقاقات الدستوريّة في المهل المحدّدة وبصورة متوافقة مع التقاليد الديموقراطيّة اللبنانيّة.
2 - الإشادة بما صدر من خلاصات عن مجموعة الدعم الدوليّة للبنان والعمل على متابعة تطبيقها.
3 - التأكيد أنّ التهديدات الإسرائيليّة المتمادية ضدّ لبنان والمماطلة في تنفيذ كامل مندرجات القرار 1701 وتزايد مخاطر الإرهاب ولا سيّما المخاطر الناتجة من تداعيات الأزمة السوريّة والسلاح المنتشر عشوائيّاً بين أيدي المواطنين والمقيمين تستوجب التوافق على استراتيجيّة وطنيّة للدفاع حصراً عن لبنان.
4 - مناقشة الاستراتيجيّة الوطنيّة للدفاع، ولا سيّما بالاستناد الى التصوّر الذي قدّمه رئيس الجمهوريّة، والذي اعتبرته الهيئة منطلقاً للمناقشة.
5 - تأكيدُ أهميّة تكريس نهج الحوار وديناميته والتلاقي بين اللبنانيين، والتمنّي على كامل أفرقاء هيئة الحوار حضور الجلسة المقبلة وبذل الجهود في سبيل ذلك.
6 - تحديد الساعة 11,00 من قبل ظهر يوم الإثنين 5 أيار 2014 موعداً للجلسة المقبلة لمتابعة مناقشة الاستراتيجيّة الدفاعيّة الوطنيّة.
Khaled H·)
اذا مقرارات الحوار غير ملزمه, شو عم بيعملوا على هالطاوله. بيضكوا علينا انهم يتحاوروا. هذا طق حنك, ولعب بعقول الناس.
تكريم مقام ولبننة استحقاق
ما أقدم عليه د. سمير جعجع بإعلانه رسميّاً ترشيح نفسه لرئاسة الجمهوريّة، ولاحقاً برنامجه الرئاسي، يندرج في تراث الاستقلاليّين السياديّين، منذ 32 عاماً، في خطوة الأب الأوّل لـ"14 آذار"، بشير الجميّل، وقبل 7 سنوات في خطوتَيْ اثنين من آبائها الجدد: نسيب لحّود وبطرس حرب.
وَحْدَهم المرشّحون السياديّون الواضحون قدّموا ويقدّمون ترشيحهم العلني، الشفّاف، الحاسم، الديمقراطي، المحترِم عقول اللبنانيّين وإرادتهم. بينما يتسلّل الآخرون تحت جنح العتمة إلى المفاتيح المحليّة والخارجيّة، ملتزمين مسار القوى المؤثّرة منذ عهد القناصل إلى عهد الوصايات.
وإذا اضطرّ بعض هؤلاء المرشّحين المستورين للخروج إلى العلن عبر الشاشات والصحف المتهافتة والمتسابقة على الاستحقاق، نراهم يقعون في مطبّات سياسيّة خطيرة لا تليق بسياسي عادي فكيف برئيس جمهوريّة مفترض. وهذه 3 نماذج منهم:
- أوّلهم، من مرشّحيّ الدرجة الثالثة، وصنّف نفسه من فئة "التجديديّين"، قدّم أفكاراً جيّدة في الاقتصاد والمجتمع، ووقع في مطبّ سياسي سيادي خطير، فأعلن أنّه سيحلّ مشكلة تورّط "حزب الله" في سوريّا بـ"سحبه إلى الحدود"! وكرّر "فكرته السياديّة" مراراً، بدون أن يتوقّف سائله (الغافل أو المتغافل) عند هذا الطرح الخطير الذي يجعل من ميليشيا حرساً للحدود إلى جانب الجيش اللبناني، وربّما أمامه وفوقه! ولم يكلّف المرشّح الاسترئاسي "التجديدي" نفسه توضيح فكرته وتفسيرها في الدستور ومبدأ السيادة.
- ثانيهم، مرشّح مزمن تكاد حرقته على الكرسي تقتله منذ 27 عاماً، لم يجد ما يقوله في "رؤيته" الإصلاحيّة التغييريّة إلاّ القول بأنّ الشعب يقاوم أفضل من الجيش، ولا بدّ من الاحتفاظ بـ"المقاومة" إلى ما شاء الله، وما يشاء قرار تصفية لبنان!.. ثمّ يزيد أنّه لا "ينبطح ويزحف" للوصول إلى الكرسي "كما يعتقد الناس". ولكنّ الناس يعتقدون، بل يرون بأمّ العين ويلمسون لمس اليد هذا الزحف "المقدّس"!
- أمّا ثالثهم، فلم يتورّع عن إعلان نيّته ربط مصير لبنان بمصير نظام الأسد في سوريّا، وكأنّ لبنان لم يكن قبل هذه العائلة الحاكمة، ولن يكون بعدها. إضافةً إلى ضحالة في الفكر السياسي والثقافة والرؤية المطلوبة من رئيس للبلاد، تكاد تلامس الأُميّة.
وخارج هذه النماذج الثلاثة، مرشّحون يمارسون التقيّة والكتمان، ويعتذرون عن عدم تلبيتهم الحديث المفتوح على الشاشات، إمّا لقصور في الرؤية والموقف، وإمّا لإتقانهم فنّ "الديمقراطيّة العليا" في تجاهل حقّ الناس في الرأي والمعرفة.
لو كان في لبنان ديمقراطيّون فعلاً، لأسّسوا لحكم الحزبَيْن مع أحزاب صغيرة على ضفّتيهما، كما يحصل في الدول المتقدّمة. وقد سمحت تطوّرات السنوات التسع الأخيرة بنشوء تكتّلين سياسيّين كبيرين، 8 و14 آذار. فمن المنطقي أن يعمدا إلى ممارسة الديمقراطيّة في الاستحقاق على مستويين: كلّ فريق يحسم داخليّاً مرشّحه عبر آليّة اختيار تعتمد الشورى، وربّما التصويت، ثمّ يحتكمان إلى الاقتراع في مجلس النوّاب للمرشّحَين، مع من يترشّح من خارجهما.
هذه الآليّة ممكنة جدّاً داخل "14" ولا بدّ أن تحصل قريباً، وتسبقها مشاورات حثيثة بلغت ذروتها. ولكنْ، هل تستطيع "8" إنتاج قرارها الداخلي ديمقراطيّاً؟
أثبتت الممارسة أنّ حالة بطريركيّة أتوقراطيّة تحكم "8"، على طريقة الحزب "قائد الدولة والمجتمع"، فلم نرَ إجتماعات مفتوحة ومتلاحقة كما في "14". وعلى الأكثر كانت تحصل لقاءات ثلاثيّة أو ثنائيّة متباعدة عند توزيع حصص الحكومات والتعيينات فقط. كما لا نعرف مكتباً أو مكاناً أو هويّة واضحة للأولى.
وآخر "إبداعات" ما يروّج له "قائدها" مناورة مخجلة لمكانة أيّ مرشّح للرئاسة: نرشّح سليمان فرنجيّة كحصان معركة، ونقدّم ميشال عون كمرشّح تسوية!
هي عندهم لعبة 3 أوراق أو ورقتين، طرّة ونقشة، لعبة كشاتبين!.. فأيّ رئيس للبنان سيقدّمون؟!
يكفي "ثورة الأرز" فخراً أنّ لديها رأياً عاماً، ولقاءات عامّة، وأمانة عامّة. وتحتدم فيها النقاشات والآراء والخيارات. تختلف، تتصادم، تتباعد.. وتتلاقى على بناء لبنان.
وهي اليوم تقدّم أداءً ديمقراطيّاً في أسماء مرشّحيها وبرامجهم، وفي تكريم المقام.
شكراً سمير جعجع على لبننة الإستحقاق، واستعادة كرامته.
REA
مقولة عون بأن الشعب يقاوم أفضل من الجيش هي ضرب مباشر للمؤسسة العسكرية .
.SAMI
عندما يربط سليمان فرنجيه مصير لبنان بمصير نظام الأسد ، فهذا يدل على التحاقه الأعمى بآل الأسد ، ويدفع اللبنانيين إلى الخجل من هكذا أشخاص
علي فحص
" هؤلاء أبنائي فجئني بمثلهم .. إذا جمعتنا يا جرير المجالسُ " ... من هذه القماشة نريد رئيساً .. فعلاً .. ألف شكر للدكتور سمير جعجع سليم حاتم
مقال نابع من العقل والضمير والصدق الوطني والالتزام الديمقراطي .. وبمقدار الشكر لسمير جعجع على "تكريم المقام ولبننة الاستحقاق" ، شكر مماثل للكاتب الكبير ..
ابراهيم الأمين... "طهّر نيعك"
ليبانون ديبايت":هكذا بدأ ابراهيم الأمين مقاله اليوم: "ثمّة أمور يمكن «بلعها». وثمّة أمور لا يمكن البتة تحمّلها.
ونحن نؤكّد على قوله، ولكن لا يُمكن أبدًا بلع كلماتك النّابية، وأسلوبك الموقد للفتنة! فهل القلم والصّحافة هما المكان المناسب لتفجير الأحقاد؟ وما الهدف من هذه الحملة؟ فإذا كانت الغاية من مقالاتك جعل الشّعب يكره هذا القائد المسيحيّ، هذا القائد الّذي سجنه أسيادك تحت الأرض، فأبى الذّلّ والإهانة، ورفض الرّضوخ والاستلام ولا سيّما الهرب، فأنت أكبر خاسر لرهانك هذا! فيا حضرة الأستاذ هذه ليست بصحافة، وإن كان الحكيم يغيظك بهذا القدر، بكلّ بساطة أطفئ التّلفاز عند رؤية صورته! واقلب الصّفحة عند قراءة اسمه! بدل أن تفجّر سمّك على صفحات لن ينسى التّاريخ أبدًا ملطّخيها!
فهل مشروع الحكيم يهمّش برنامج أسيادك بهذا القدر، لدرجة إطلاق تلك الكلمات النّابية، ووأد الحقد في قلوب القرّاء! هل هذه هي الدّيموقراطيّة الّتي يتحدّث عنها فريقك السّياسيّ؟ هل هكذا يكون الانتقاد في صحافة تدّعي الاحتراف؟
لا مكان للقدّيسين في الحروب! وجعجع من أمرائها، كما باقي أركان الدّولة وأقطابها، بدءًا بالسّيّد نصرالله وصولاً إلى نبيه بري ومرورًا بجنبلاط، ولكن ما يثير الاستهجان هو استهداف القادة المسيحيّين فقط عبر فتح الملفّات القديمة متى دعت الحاجة إلى ذلك. فلماذا لا نجد تلك الحملة عند التّنافس على منصب رئاسة مجلس النّواب مثلاً؟ وبالمناسبة، دعنا نذكّرك، يا حضرة الشّتّام من رتبة صحافيّ، أنّ اتّفاق الطّائف طوى صفحة الحرب وأسّس لمرحلة جديدة للبنان بشقّيه المسيحيّ والمسلم. وأنتم ما زلتم تنبشون في قبور الحرب لتغطية جرائم الحاضر!
ما بين سمير جعجع "الوقح"، وسمير جعجع: "استحي وانضبّ"، دعنا نقول لك خسرت أنت بكلماتك الوقحة، وأنت الشّخص الّذي عليه أن يستحي وينضبّ. وعلى سبيل ما يقوله أسيادك في هكذا مُناسبات، طالما أنّ هذه هي لغتكم المَألوفة: "ابراهيم الأمين... "طهّر نيعك"!
سيناريو انتخاب الرئيس: جعجع يسبق عون بفارق صوت، والنتيجة.. فراغ!
الاحد 6 نيسان (أبريل) 2014
خاص بـ"الشفاف"
أعلن حزب "القوات اللبنانية"، ترشيح رئيسه الدكتور سمير جعجع لمنصب رئيس الجمهورية خلفا للرئيس الحالي ميشال سليمان، في احتفال رسمي اقيم في مقر الحزب في معراب، على أن يعلن جعجع برنامجه الرئاسي في الخامس عشر من الجاري.
المعلومات تشير الى ان الانتخابات الرئاسية ستشهد منافسة حامية بين الدكتور جعجع والجنرال ميشال عون، بعد ان بات من شبه المؤكد ان قوى 14 آذار سوف تدعم ترشيح جعجع، في حين ان قوى 8 آذار، وإن لم تعلن تأييدها للعماد عون، إلا أنها لم ترشح سواه للمنافسة في السباق الانتخابي. علما ان النائب سليمان فرنجيه اعلن ترشيحه بدوره للانتخابات الرئاسية، إلا أنه يدعم ترشيح العماد عون، وفي حال لم يوفق عون فإن فرنجيه سيكون بديلا له.
المعلومات تضيف ان الانتخابات الرئاسية ستحصل، ولكنها لن تسفر عن إنتخاب رئيس لعدم قدرة اي من المرشحين على الحصول على العدد المطلوب من اصوات الناخبين للفوز.
وتشير الى ان السيناريو الذي سيحكم جلسات الانتخاب سيكون على النحو التالي: في الجلسة الاولى لن يستطيع اي من الجنرال عون او الدكتور جعجع الفوز بغالبية ثلثي اصوات الناخبين، نظرا للتركيبة الحالية للمجلس النيابي اللبناني التي تنقسم عاموديا وافقيا بين قوى 14 و 8 آذار، في مقابل كتلة نيابية وسطية يمثلها النائب وليد جنبلاط، وتتألف من 11 نائبا. فيحصل الدكتور جعجع على 59 صوتا ويحصل النائب عون على 58 صوتا، في حين سيلجأ نواب جبهة النضال الوطني الى التصويت باوراق بيضاء، ما يعني حسب الدستور اللبناني ان يتم رفع الجلسة الى موعد لاحق.
الجلسة الثانية للاقتراع لا تشترط الحصول على اغلبية الثلثين بل الاغلبية المطلقة، أي 65 صوتا، إلا أن المعلومات ترجح ان لا يحصل عون او جعجع على 65 صوتا، وان تبقى الاصوات والاوراق البيضاء كما هي، ما سيدفع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى تأجيل الجلسة الى اجل غير مسمى بذريعة عدم التوصل الى انتخاب رئيس!
وهذا ما سيجعل موقع الرئاسة شاغرا في انتظار التوصل الى اتفاق على إنتخاب رئيس "توافقي". ويفسح في المجال امام مرشحين آخرين، سواء من قوى 14 آذار او قوى 8 آذار، للترشح.
-
موقف كتلة جنبلاط ورقه بيضاء, خطأ. وكيف تخدم هذه الكتلة عون, الذي اتهم جنبلاط ووزراءه, بسرقة اموال صندوق المهجرين واجراس كنائس المسحيين., اذاً خدمة عون تثبت هذه التهم, بينما لم نسمع يوماً جعجع قال كلام يؤذي جنبلاط. ام تكرار سجن جعجع الاعطباطي من قبل نظام مجرم قتل آلاف من اللبنانيين والسوريين بشهادة جنبلاط , وعون ربيب هذا النظام. تهمة جعجع قتل رئيس وزراء, كسر بنك إنترا وخرب بيوت الناس مقيمين ومغتربين, تهمه مركبه من عائلة الاسد. لو يقبل ان يطيع النظام السوري ذلك الوقت ويدخل الوزاره كان تفادى تهمة القتل وهو بطل وطني على شاكلة عون والآخرين. خالد khaled-stormydemocracy
بعد سركيس-بشير الجميل: سليمان رشّح جعجع لخلافته؟
الاربعاء 2 نيسان (أبريل) 2014
هل رشح الرئيس اللبناني ميشال سليمان الدكتور سمير جعجع لخلافته في موقع رئاسة الجمهورية في الانتخابات المقرر إجراؤها في مهلة أقصاها في 25 أيار- مايو المقبل؟
الرئيس اللبناني ميشال سليمان قال في إحتفال في القصر الجمهوري اليوم :" أنا مع الرئيس الجديد ونعم لرئيس قوي غير ضعيف، ولكن رئيس منتمٍ الى خط سياسي لبناني مكتمل الولاء للبنان".
معلومات أشارت الى ان قناعة تولدت لدى الرئيس سليمان ومفادها ان بورصة المرشحين رست على ثلاثة مرشحين الى الآن، وهم من فريق 14 آذار الدكتور سمير جعجع، ومن فريق 8 آذار، الجنرال ميشال عون، والنائب سليمان فرنجيه.
عون "إيراني".. وفرنجية "أسدي"!
وتضيف ان العماد عون يرتبط باتفاق مع حزب الله، المعروف بتبعيته لـ"ولاية الفقيه"، وهذا ما يسقط عن العماد عون صفة "إكتمال الولاء للبنان". اما بالنسبة الى النائب سليمان فرنجيه، فهو لم ينفك يوما عن المجاهرة بارتباطه بالنظام السوري، عضويا وشخصيا مع الرئيس السوري بشار الاسد، وهذا ما يسقط عنه أيضا صفة "إكتمال الولاء للبنان"، فضلا عن انه زعيم محلي نفخ فيه النظام الامني السوري سياسيا واجتماعيا، ليخرج من حدود قضاء زغرتا، إلا أنه لم ينجح في إحداث أي إختراق فعلي وجدي في الساحة المسيحية، ولا في غيرها من الساحات السياسية، وهذا أيضا يسقط عنه صفة "الرئيس القوي بذاته"، من دون الاستعانة بـ"الصديق الرئيس" السوري بشار الاسد.
الرئيس سركيس مع الرئيس بشير الجميل ودولة رئيس الحكومة الأسبق صائب سلام، والد رئيس الحكوم الحالي تمام سلام
وإذا كانت صفة الرئيس القوي التي طالب الرئيس سليمان بتوفرها في الرئيس المقبل تنطبق على العماد عون دون بديله سليمان فرنجيه في حال إخفاقه في الوصول كما يقول فرنجيه، إلا ان عدم "إكتمال لبنانية" كلاهما تعني ان الرئيس سليمان لا يحبذ وصول أي منهما الى بعبدا.
في المقابل، يبدو رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الاكثر موافقة لتوصيف الرئيس سليمان للرئيس المقبل! فهو رئيس احد اكبر الاحزاب تمثيلا لدى المسيحيين، وعلى تحالف وثيق مع تيار الاعتدال السني في لبنان من خلال المروحة الواسعة من التحالفات في إطار قوى 14 آذار، وهو أيضا غير منتم الى خط سياسي غير لبناني. فلم يُعرف عن رئيس القوات انه زار او اتصل بدول خارجية منذ خروجه من السجن. فهو زار اوروبا طلبا للعلاج بعد سنوات السجن الطويلة، وزار "الدوحة" بعد "غزوة السابع من أيار" للعاصمة اللبنانية بيروت في إطار الدعوة للقيادات اللبنانية من اجل الاتفاق على الحدّ من مفاعيل اجتياح العاصمة. وزار المملكة العربية السعودية لمرة واحدة حيث التقى حليفه الرئيس سعد الحريري، وعدداً من المسؤولين السعوديين.
وتشير المعلومات الى ان الرئيس سليمان قد يحذو حذو الرئيس الراحل الياس سركيس في نهاية عهده، حيث عمل على تأمين وصول الرئيس بشير الجميل الى سدة الرئاسة، ما مثل إنقلابا سياسيا على التقاليد التي حكمت الانتخابات الرئاسية في لبنان.
فهل رشح سليمان جعجع لخلافته؟
الاربعاء 2 نيسان (أبريل) 2014
هل رشح الرئيس اللبناني ميشال سليمان الدكتور سمير جعجع لخلافته في موقع رئاسة الجمهورية في الانتخابات المقرر إجراؤها في مهلة أقصاها في 25 أيار- مايو المقبل؟
الرئيس اللبناني ميشال سليمان قال في إحتفال في القصر الجمهوري اليوم :" أنا مع الرئيس الجديد ونعم لرئيس قوي غير ضعيف، ولكن رئيس منتمٍ الى خط سياسي لبناني مكتمل الولاء للبنان".
معلومات أشارت الى ان قناعة تولدت لدى الرئيس سليمان ومفادها ان بورصة المرشحين رست على ثلاثة مرشحين الى الآن، وهم من فريق 14 آذار الدكتور سمير جعجع، ومن فريق 8 آذار، الجنرال ميشال عون، والنائب سليمان فرنجيه.
عون "إيراني".. وفرنجية "أسدي"!
وتضيف ان العماد عون يرتبط باتفاق مع حزب الله، المعروف بتبعيته لـ"ولاية الفقيه"، وهذا ما يسقط عن العماد عون صفة "إكتمال الولاء للبنان". اما بالنسبة الى النائب سليمان فرنجيه، فهو لم ينفك يوما عن المجاهرة بارتباطه بالنظام السوري، عضويا وشخصيا مع الرئيس السوري بشار الاسد، وهذا ما يسقط عنه أيضا صفة "إكتمال الولاء للبنان"، فضلا عن انه زعيم محلي نفخ فيه النظام الامني السوري سياسيا واجتماعيا، ليخرج من حدود قضاء زغرتا، إلا أنه لم ينجح في إحداث أي إختراق فعلي وجدي في الساحة المسيحية، ولا في غيرها من الساحات السياسية، وهذا أيضا يسقط عنه صفة "الرئيس القوي بذاته"، من دون الاستعانة بـ"الصديق الرئيس" السوري بشار الاسد.
الرئيس سركيس مع الرئيس بشير الجميل ودولة رئيس الحكومة الأسبق صائب سلام، والد رئيس الحكوم الحالي تمام سلام
وإذا كانت صفة الرئيس القوي التي طالب الرئيس سليمان بتوفرها في الرئيس المقبل تنطبق على العماد عون دون بديله سليمان فرنجيه في حال إخفاقه في الوصول كما يقول فرنجيه، إلا ان عدم "إكتمال لبنانية" كلاهما تعني ان الرئيس سليمان لا يحبذ وصول أي منهما الى بعبدا.
في المقابل، يبدو رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الاكثر موافقة لتوصيف الرئيس سليمان للرئيس المقبل! فهو رئيس احد اكبر الاحزاب تمثيلا لدى المسيحيين، وعلى تحالف وثيق مع تيار الاعتدال السني في لبنان من خلال المروحة الواسعة من التحالفات في إطار قوى 14 آذار، وهو أيضا غير منتم الى خط سياسي غير لبناني. فلم يُعرف عن رئيس القوات انه زار او اتصل بدول خارجية منذ خروجه من السجن. فهو زار اوروبا طلبا للعلاج بعد سنوات السجن الطويلة، وزار "الدوحة" بعد "غزوة السابع من أيار" للعاصمة اللبنانية بيروت في إطار الدعوة للقيادات اللبنانية من اجل الاتفاق على الحدّ من مفاعيل اجتياح العاصمة. وزار المملكة العربية السعودية لمرة واحدة حيث التقى حليفه الرئيس سعد الحريري، وعدداً من المسؤولين السعوديين.
وتشير المعلومات الى ان الرئيس سليمان قد يحذو حذو الرئيس الراحل الياس سركيس في نهاية عهده، حيث عمل على تأمين وصول الرئيس بشير الجميل الى سدة الرئاسة، ما مثل إنقلابا سياسيا على التقاليد التي حكمت الانتخابات الرئاسية في لبنان.
فهل رشح سليمان جعجع لخلافته؟
الحرب تقترب من معقل الأسد: "يمكنهم أن يمحونا، حتى من يؤيدهم منّا"
الاحد 13 نيسان (أبريل) 2014
كان المطلوب من تركيا، القوة المستعمرة السابقة (لمدة أربعة قرون) وأكبر دولة "سنّية" في المنطقة أن تبادر إلى إعلان أنها "ستحمي" المنطقة العلوية من سوريا إذا ما انهار نظام الأسد! وكان ما يشبه ذلك الموقف مطلوباً من الولايات المتحدة التي يعرف ديبلوماسيوها أن "جنرالات الأسد" لن يقفزوا من مركبه الغارق إلا إذا وصلتهم تطمينات من الدولة الكبرى.
بالعكس، يبدو الآن أن تركيا تلعب ورقة "التهديد الأصولي" للمنطقة العلوية، وهذا كارثة! كارثة في المدى القريب، وكارثة في المستقبل المنظور على سوريا، وعلى تركيا نفسها!
لماذا لم يعلن إردوغان استعداد تركيا (وريثة الدولة العثمانية) لحماية الأقلية العلوية في حال تغيير النظام في سوريا؟ ردّاً على هذا السؤال، قال لنا صحفي تركي مرموق من أبرز معلقي جريدة ""حرية" التركية أنه "قبل أن يفعل ذلك، فعلى إردوغان أن يعترف بالعلويين الأتراك.. كمسلمين"!
ماذا عن المعارضة السورية؟ باستثناء التحفّظ الذي عبّر عنه ميشال كيلو إزاء فتح معركة الساحل على هذه الصورة، فلا يبدو أن قيادات المعارضة في الصورة.
الشفاف
*
اللاذقية (سوريا) (رويترز) - على مدى ثلاث سنوات ظل سكان المحافظات السورية المطلة على ساحل البحر المتوسط يتابعون من ملاذهم الآمن الحرب الأهلية المستعرة في المناطق البعيدة عن الساحل وهي تمزق أوصال البلاد وتقتل عشرات الالاف وتدمر مدنا لها تاريخ عريق.
لكن هجوما بدأه قبل ثلاثة أسابيع مقاتلو المعارضة في شمال محافظة اللاذقية معقل الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد قرب المعركة شيئا فشيئا وبدد ذلك الإحساس بالأمن النسبي.
فالقتال يدور الان في التلال المطلة على البحر ليصبح ميناء اللاذقية الرئيسي في مرمى نيران مقاتلي المعارضة وتشعر منطقة الساحل السوري بأنها تتعرض لخطر حقيقي. وقبل شهر واحد سقط ثمانية قتلى في قصف صاروخي على المدينة.
وقالت إمرأة علوية شابة وهي ترشف القهوة مع خطيبها في أحد مقاهي اللاذقية على مسافة 50 كيلومترا إلى الجنوب من الموقع الذي أقام فيه المقاتلون أول موطيء قدم لهم على الساحل السوري بجوار الحدود التركية "يمكنهم أن يمحونا. حتى من يؤيدهم منا."
ورغم أن كثيرين من العلويين الذين يمثلون نحو عشرة في المئة من سكان سوريا البالغ عددهم 23 مليون نسمة يؤيدون الأسد قولا وفعلا فقد تعاطف آخرون مع الانتفاضة الشعبية على حكمه التي بدأت عام 2011 لكنهم يخشون الآن أفعالا انتقامية من خصومهم من الطائفة السنية.
ومازالت الذكريات ماثلة في أذهان أهل المدينة البالغ عددهم 400 ألف نسمة للهجوم الذي شنه مقاتلون معارضون في أغسطس اب الماضي وقتل فيه عشرات من سكان القرى العلوية قرب اللاذقية على أيدي مقاتلين اسلاميين متشددين وجهاديين أجانب.
ورغم أن الأسد الذي يعيش في دمشق على مسافة 300 كيلومتر إلى الجنوب يبدو أكثر ثقة في الصمود والبقاء فقد فرضت تقلبات الحرب الأهلية بما تحمله في طياتها من فوضى نفسها حتى على أكثر الأماكن أمنا في البلاد بينما ظل البحث عن الجواسيس والخونة والخسائر في صفوف الموالين للأسد يعكر الحياة اليومية.
وحتى قبل أن تصل أصداء القصف إلى المدينة الوادعة كان ثمن الحرب جليا من مواكب الجنازات اليومية للقتلى من الجنود ورجال الميليشيا المؤيدة للأسد.
وقالت إمرأة تدعي ياسمين نشطت في معارضة الأسد في اللاذقية "الجميع يرسل أولاده لخوض الحرب في مناطق أخرى من سوريا وكل يوم نسمع صفارات الإنذار ومواكب جنازات أولئك الجنود."
لكنها أضافت أن وصول الحرب إلى أعتاب المدينة هز الاعصاب وقالت "كنا نظن أننا معصومون بشكل ما وان المقاتلين لني يصلوا إلينا قط. لكن هذا ليس صحيحا."
وقالت ياسمين إن مباني مدرسية اكتظت باللاجئين العلويين الذين فروا من قراهم إلى الشمال ولجأوا إلى المدينة وهو مشهد مألوف في مناطق أخرى من البلاد لكنه يمثل ظاهرة جديدة على الساحل.
وأضافت "الآن أصبحوا مثل كثيرين غيرهم من النازحين السوريين."
في المرمى
بدأ القتال الذي جلب الخوف معه إلى اللاذقية قبل ثلاثة أسابيع عندما دخل مقاتلو المعارضة من تركيا واستولوا على المعبر الحدودي عند قرية كسب التي يسكنها مسيحيون من الأرمن وهي آخر معبر حدودي من تركيا إلى الاراضي الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية.
واستولى المقاتلون أيضا على شاطيء صغير على مقربة ليصبح لهم أول موطيء قدم على ساحل البحر المتوسط الذي يمتد مسافة 250 كيلومترا وهي خطوة رمزية إذ لا تمثل مكسبا عسكريا ذا بال. وخاض مقاتلو المعارضة قتالا ضد قوات الأسد للسيطرة على تلال المدينة والتي تشمل موقعا لاتصالات الاقمار الصناعية يعرف باسم نقطة المراقبة 45.
ويقول سكان مدينة اللاذقية وقد انتابهم التوتر إن نيران المدفعية الثقيلة يمكن أن تصيبهم بكل سهولة من ذلك الموقع.
وقال طبيب أسنان شاب في وسط المدينة "لن يهم إذا كنت معهم أم لا. فقذائف المورتر لن تميز بين أحد وآخر. وإذا وصل المقاتلون هنا فلن يتمهلوا للتمييز بين من معهم ومن عليهم."
وكما سارت أحداث الحرب الطاحنة في مسار متعرج وسقط فيها نحو 150 ألف قتيل حتى الان لا توجد أي بادرة على أن القتال في اللاذقية يمثل أي تحول حاسم في الصراع.
ومازالت شوارع اللاذقية تعج بالحركة رغم أن سفينة واحدة كانت بادية للعيان في الميناء في الاسبوع الاول من ابريل نيسان على الرغم من أن الميناء كان يستقبل في الظروف العادية عشرات السفن.
وعصر كل خميس تنفد تذاكر الحافلات المسافرة من اللاذقية بسرعة مع عودة طلبة الجامعة المحلية المقيمين في المدينة إلى بيوتهم لقضاء العطلة الأسبوعية.
لكن التوتر وصل أيضا فيما يبدو إلى سلطات الميناء الذي يعد أيضا مركز عمليات للعملية الدولية لنقل ترسانة سوريا من الأسلحة الكيماوية السورية بنهاية الشهر.
قبل شهرين أغلقت السلطات وصلات الانترنت بالمقاهي وغيرها من الأماكن العامة على امتداد الساحل بهدف منع الاتصالات التي لا يمكن اخضاعها للمراقبة.
وقال صاحب مقهى في طرطوس على مسافة 40 كيلومترا إلى الشمال من الحدود اللبنانية والتي يوجد بها قاعدة بحرية روسية إنه اشتكى للسلطات من ارغامه على وقف اتصالات الانترنت.
وأضاف "قالوا لي إنه عندما يتصل الناس من مكان عام بالانترنت فإنهم لا يستطيعون تعقب المتصل مثلما يتعقبون من يتصفح الانترنت من بيته."
وفي نقاط التفتيش الكثيرة التي تقيمها القوات الحكومية على الطريق الساحلي الرئيسي يدقق مسلحون في بطاقات الهوية بحثا عن أي مؤشرات على ديانة المسافرين وميولهم السياسية.
وينحدر أغلب أفراد الأمن وكبار الضباط العسكريين في المنطقة الساحلية من القرى العلوية في المنطقة ولهم خبرة واسعة في رصد الغرباء.
"مالك تبدو مرعوبا؟" خرجت هذه الكلمات من فم أحد رجال أمن الدولة المسلحين لطالب جامعي متوتر بحافلة عامة بين اللاذقية وطرطوس.
وأخذ بطاقة الهوية من الشاب لفحصها على الأجهزة الالكترونية ومعرفة ما إذا كان مطلوبا لأحد أجهزة الاستخبارات العديدة في سوريا.
استغرقت هذه العملية عدة دقائق لكنها تبدو دهرا لأن كثيرين اعتقلوا منذ بدأت الانتفاضة بعد فحص أوراقهم بل إن بعضهم اختفى تماما بكل بساطة.
ويقول بعض أهالي المنطقة إنهم بدأوا يرون رجال ميليشيا شيعية عراقيين على امتداد الساحل لدعم صفوف القوات السورية على ما يبدو. وانضم عراقيون إلى قوات من حزب الله اللبناني وإلى مستشارين وقادة من ايران القوة الشيعية الرئيسية في المنطقة لمساعدة الأسد.
ورأى مراسل رويترز رجالا غير مسلحين يرتدون ملابس عسكرية مموهة ويضعون شارات شيعية مميزة يتجولون حول عدة بلدات ساحلية سورية ويتحدثون بلهجة لبنانية.
عنف طائفي
وزاد موت هلال الأسد ابن عم الرئيس الشهر الماضي من الإحساس الجديد بعدم الأمان بين الموالين للحكومة في المحافظات الساحلية.
وقتل هلال الأسد الذي كان يقود الفرع المحلي لميليشيا قوات الدفاع الوطني قبل ثلاثة أسابيع في معركة قرب الحدود التركية مع مقاتلين اسلاميين ليصبح أول عضو من عائلة الأسد يقتل منذ عملية تفجير في دمشق عام 2012.
واشتد جو التوتر المحموم على امتداد الساحل بفعل شائعات عن فظائع ارتكبها مقاتلو المعارضة بين المسيحيين من بلدة كسب الأرمنية تداولها الأرمن المقيمون في الخارج وذلك رغم جهود المقاتلين لنفي هذه الاتهامات.
فقد أصبح العنف الطائفي سمة من سمات الحرب.
وعندما عثر على قتيلين من طائفة التركمان في حديقة باللاذقية الشهر الماضي اعتبر كثيرون مقتلهم انتقاما من جانب علويين لتأييد التركمان لمقاتلي المعارضة وعلاقاتهم بتركيا.
ويقول سكان إن قوات الامن التي تبحث عن مقاتلي المعارضة تستهدف الأحياء السنية على الساحل على نحو متزايد.
ويعتقل شبان وينقلون لاستجوابهم بمنشات تقول جماعات لحقوق الانسان إن كثيرين يعذبون فيها ويقتلون.
والأسبوع الماضي مرت حافلة صغيرة بيضاء ترافقها ثلاث سيارات حكومية مثبت عليها مدافع رشاشة على الطريق الساحلي قرب طرطوس.
وكانت الحافلة تقل نحو عشرة أشخاص أغلبهم من الشبان وبدا أن أيديهم مكبلة خلف ظهورهم.
وكانت عيون بعضهم معصوبة.
معارك ضارية على مبنى المخابرات الجوية بحلب وتقصف أحياء موالية للنظام
المعارك في القلمون مستمرة.. ومصادر سورية تؤكد أن قوات النظام وحزب الله تستعد لمعركة الزبداني
عناصر من الجيش الحر في حقل من الزهور خلال مهمة استطلاعية للاستيلاء على نقطة تفتيش تابعة للنظام، في إدلب أمس (رويترز)
بيروت: نذير رضا
تصاعدت حدة القتال، أمس، على محور مبنى المخابرات الجوية السورية في حلب، في اشتباكات وصفت بـ«الأعنف» منذ بدء أعمال العنف في حلب في شباط (فبراير) 2012، والأكثر قربا من مركز المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء، وسط معلومات متضاربة عن السيطرة عليه. وفي موازاة ذلك، أفاد ناشطون سوريون بأن النظام يريد فتح معركة الزبداني، في حين تحقق القوات الحكومية تقدما في حي جوبر بالعاصمة السورية، وتتواصل الاشتباكات في المليحة بالغوطة الشرقية، فيما تجدد القصف على سهل رنكوس بالقلمون في ريف دمشق الشمالي.وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بوقوع اشتباكات «عنيفة جدا» على مسافة قريبة من مركز المخابرات الجوية في غرب مدينة حلب، مشيرا إلى «حركة نزوح كبيرة لأهالي الحي إلى مناطق أخرى» من حلب، وإلى «خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وقال إن قوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني وكتائب البعث تقاتل إلى جانب القوات الحكومية، ضد مقاتلي جبهة النصرة وجيش المهاجرين والأنصار وحركة فجر الشام الإسلامية وجيش المجاهدين وكتائب أبو عمارة ولواء التوحيد وحركة أحرار الشام الإسلامية.
وقالت مصادر في المعارضة إن أكثر من 25 جنديا من قوات النظام وميليشيا حزب الله اللبناني قتلوا خلال معارك جرت في منطقة سكنية، في حي جمعية الزهراء الملاصق لحي الليرمون.
وفي حين ذكر ناشطون أن قوات المعارضة «اقتربت من السيطرة على أكبر المقرات الأمنية في حلب»، نفى النظام السوري ذلك. وأكدت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن القوات الحكومية «لا تزال توجه ضربات للمجموعات الإرهابية في المناطق المجاورة في كفر حمرا والليرمون ومحيط جمعية الحرفيين، وتسحق فلولها وتكبدها خسائر فادحة».
وبينما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في حي بني زيد، واندلعت اشتباكات في منطقة سوق الموازين بحلب القديمة، ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن «الطيران الحربي يقصف بالرشاشات الثقيلة حي الليرمون (في شمال غربي المدينة) ومحيط فرع المخابرات الجوية»، في موازاة قصف الطيران الحربي أحياء عدة في حلب، من ضمنها حي الراشدين في شرق المدينة بقذائف عدة.
في المقابل، أفاد المرصد بمقتل عشرة مدنيين «بينهم خمسة أطفال إثر سقوط قذائف أطلقتها كتائب إسلامية مقاتلة، أمس، على مناطق في أحياء خاضعة لسيطرة النظام في مدينة حلب»، بينها سوق الهال ومناطق في أحياء الحمدانية والميدان والجميلية، مشيرا إلى أن الكتائب الإسلامية المقاتلة استهدفت بالصواريخ الأكاديمية العسكرية بحي الحمدانية.
في موازاة ذلك، تصاعدت وتيرة الاشتباكات في محافظة دمشق، حيث أفاد معارضون بأن قوات النظام وحزب الله تريد فتح جبهة الزبداني، في حين أكد المرصد وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة على طريق المتحلق الجنوبي من جهة حي جوبر، ومن جهة جراجات العباسيين، ترافقت مع قصف القوات النظامية بقذائف الهاون على مناطق في الحي.
وذكرت وسائل إعلام موالية للنظام السوري أن القوات الحكومية «سيطرت على مبان في تجمع المدارس بحي جوبر»، مشيرة إلى مقتل عدد من مسلحي المعارضة. وقالت إن القوات الحكومية «تقدمت في حي المدارس وساحة البرلمان»، مما يعني تقدمها من حدود العاصمة السورية إلى العمق باتجاه الغوطة الشرقية داخل جوبر. ووقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى في بلدة المليحة ومحيطها، مما أدى إلى مقتل ضابط برتبة رائد من القوات النظامية، وترافق لك مع قصف للقوات النظامية على مناطق في البلدة.
وتزامنت تلك الاشتباكات مع تكثيف القوات الحكومية لعملياتها في محيط رنكوس بالقلمون في ريف دمشق الشمالي، والتي استعادت السيطرة عليها الأربعاء الماضي. وأفاد المرصد السوري بتنفيذ الطيران الحربي 4 غارات جوية على مزارع بلدة رنكوس، في حين قال ناشطون إن اشتباكات عنيفة تدور في محيط مرصد صيدنايا جنوب شرقي رنكوس. وقال المرصد إن الاشتباكات تتركز في محيط قرية بخعة ومزارع بلدة رنكوس بالقلمون. كما قصفت القوات النظامية مناطق في الجبلين الشرقي والغربي لمدينة الزبداني، وسط قصف الطيران الحربي مناطق في الجبل الشرقي للمدينة.
في غضون ذلك، تعرضت مناطق في أحياء حمص المحاصرة لقصف من قبل القوات النظامية، وسط استقدم النظام تعزيزات عسكرية إلى أطراف حي باب هود، كما دارت صباح اليوم اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة على الجهة الشمالية لمدينة الرستن، ترافقت مع فتح القوات النظامية نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في المدينة. وقصف الطيران الحربي مناطق في قرى رسم الأرنب ومسعدة والشنداخية بريف حمص الشرقي.
وفي درعا، وقعت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة في حي طريق السد، فيما قصفت القوات النظامية مناطق في بلدات المليحة الغربية والطيبة والنعيمة، مما أدى لسقوط جرحى، وترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة على الجهة الغربية من بلدة النعيمة، في موازاة تعرض إنخل والنعيمة لقصف بالبراميل المتفجرة.
وفي دير الزور، تواصلت الاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة والكتائب المقاتلة في محيط مطار دير الزور العسكري، وترافقت مع قصف متبادل بين الطرفين بقذائف الهاون.
«حرب استنزاف» في القلمون.. والمعارضة السورية تتوعد بمعركة طويلة
طرد «داعش» من البوكمال غداة السيطرة عليها
صاروخ محلي الصنع أطلقته عناصر لواء التوحيد التابعة للجيش السوري الحر تجاه قوات النظام في محافظة حماه أول من أمس (رويترز)
بيروت: نذير رضا
قالت مصادر المعارضة السورية في القلمون بريف دمشق الشمالي لـ«الشرق الأوسط»، إن قواتها أدخلت القوات الحكومية السورية في حرب استنزاف، «بهدف تكبيدها خسائر كبيرة»، وذلك بعد استعادة قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد السيطرة على مدن مهمة في القلمون، أبرزها يبرود ورنكوس، في حين تتواصل الاشتباكات في بلدات صغيرة محاذية لها.بموازاة ذلك، تمكنت قوات المعارضة أمس من استعادة السيطرة على مدينة البوكمال الحدودية مع العراق شرق سوريا، بعد طرد مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ«داعش» منها، في حين اشتدت الاشتباكات في حلب، وسط معلومات عن اتجاه المعارضة لضرب خطوط الإمداد إلى داخل مدينة حلب، بعد إحراز تقدم فيها.
وبعد سيطرة القوات الحكومية على رنكوس التي كان يعتبرها المعارضون بحكم «الساقطة عسكريا»، تحاول التقدم باتجاه مرصد صيدنايا لتتكشف أمامها جميع نقاط تحرك المعارضة في سهل رنكوس. والمرصد المذكور، هو أعلى تلة استراتيجية مشرفة على مناطق واسعة في المنطقة الوسط بين يبرود ورنكوس. ويرى المعارضون أن «استعجال القوات النظامية بالسيطرة على رنكوس، الهدف منه إطباق (فكي كماشتها) على المعارضة في السهل من جهتي يبرود ورنكوس».
وأكد مدير المكتب الإعلامي في القلمون عامر القلموني لـ«الشرق الأوسط» أن جبهتي ريف رنكوس وبخعة الواقعة غرب يبرود «تعدان الأعنف في القلمون»، مشيرا إلى تحقيق قوات المعارضة «انتصارات على القوات النظامية خلال اليومين الماضيين، أهمها تدمير أربع دبابات وناقلة جند نظامية، وإصابة طائرتي ميغ»، من غير أن يؤكد إسقاطهما.
وأوضح القلموني أن استراتيجية القتال في القلمون «تتحول إلى حرب عصابات وكمائن، وتحديدا في بخعة (وهي بلدة صغيرة تقع غرب يبرود)، حيث يعمد المعارضون إلى استنزاف القوات النظامية بشريا». ولفت إلى أن 40 مقاتلا من قوات الدفاع الوطني «قتلوا خلال هذا الأسبوع في كمائن في بخعة، نظرا لعدم خبرتهم في حرب العصابات».
وأخلى مقاتلو حزب الله مواقعهم في يبرود والمناطق المحيطة فيها، كما تقول مصادر المعارضة، بعد استعادة السيطرة عليها، مشيرة إلى أن مقاتلي الحزب «يقتصر دورهم على قيادة بعض الجبهات، وذلك بعد السيطرة على رنكوس»، ولفتت إلى مشاركة عدد قليل من حزب الله في معارك مرصد صيدنايا، وسط معلومات عن «تحركات في الجهة السورية المحاذية للحدود اللبنانية القريبة من جرود بريتال اللبنانية».
ويقول القلموني لـ«الشرق الأوسط» إن مقاتلي المعارضة في المنطقة الممتدة من سهل رنكوس إلى بخعة ومعلولا «عددهم كبير، كون المنطقة باتت تجمعا لهم بعد انسحابهم من رنكوس وقبلها معلولا وفليطا»، مشيرا إلى أن وجودهم في سهل رنكوس «سيسهل عملهم، بعدما اتخذوا قرارا بانتهاج أسلوب حرب العصابات». وأضاف: «النظام سيتعب كثيرا في القلمون نتيجة حرب استنزاف طويلة خطط لها مقاتلو المعارضة، ولعل المعركة في بخعة كانت أبرز نموذج»، مؤكدا أن «الأعداد الكبيرة من الثوار يتجهون إلى تحويل المعركة إلى حرب عصابات بعد إخلاء مواقعهم في رنكوس».
وكانت القوات النظامية مدعومة بمقاتلي حزب الله اللبناني استعادت السيطرة على رنكوس الحدودية مع لبنان، الأربعاء الماضي، وتتجه إلى استكمال السيطرة على بلدات صغيرة حدودية تقع بين رنكوس ويبرود، أهمها عسال الورد التي تتهم بأنها موقع لإطلاق الصواريخ باتجاه مناطق نفوذ حزب الله في بعلبك (شرق لبنان).
بموازاة ذلك، تواصل القصف على الزبداني، لليوم العاشر على التوالي، حيث استهدفت القوات الحكومية أحياء المدينة بالقذائف المدفعية والغارات الجوية. وأفاد ناشطون بسقوط براميل متفجرة في أحياء المدينة، فضلا عن استهداف أحياء المحطة والشلاح وطريق سرغايا وسط الزبداني بالرشاشات المدفعية والقذائف. وتكثفت الحملة على الزبداني بعد أنباء عن لجوء مقاتلين معارضين إليها فروا من جبهة رنكوس باتجاه المدينة.
إلى ذلك، أكدت مصادر المعارضة في دير الزور لـ«الشرق الأوسط» أن مقاتلي جبهة النصرة والجيش السوري الحر استعادوا السيطرة على مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، مشيرة إلى «طرد مقاتلي داعش من المنطقة وتمشيطها». وأشارت المصادر إلى إلقاء القبض على 6 عناصر من «داعش» كانوا موجودين في أحياء البوكمال.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بصد جبهة النصرة وكتائب إسلامية هجوم جهاديي الدولة الإسلامية على مدينة البوكمال، إثر معارك أدت إلى مقتل نحو 90 عنصرا من الطرفين. وانسحب عناصر «داعش» إلى «محطة (تي تو) النفطية» الواقعة في البادية (الصحراء)، على مسافة نحو 60 كيلومترا إلى الجنوب الغربي، بعدما استقدمت جبهة النصرة «تعزيزات إلى البوكمال من مناطق أخرى في دير الزور»، ما مكنها من صد الهجوم.
وقالت مصادر المعارضة في دير الزور لـ«الشرق الأوسط» إن مقاتلي الحر «اكتشفوا مقبرة جماعية في حقل الجفرة النفطي الذي كانت داعش تسيطر عليه قبل طردها منه قبل عشرة أيام»، فيما تواصل القتال على محاور أخرى، وأهمها منطقة مركدة الحدودية مع محافظة الحسكة.
كما اشتبك مقاتلو الحر مع القوات النظامية التي حاولت التقدم بشكل مفاجئ في القطاع الجنوبي لمطار دير الزور حيث تتواصل المعارك منذ شهرين.
وفي حلب، أكدت مصادر المعارضة لـ«الشرق الأوسط» أن طريق الإمداد الوحيد للنظام الواصل لقطعه العسكرية غرب حلب، «قطعه المقاتلون المعارضون بعدما شنوا هجوما مفاجئا على مواقع القوات النظامية فيه، بهدف قطع خطوط الإمداد عن النظام إلى الجبهات في الداخل، وأهمها جبهة مبنى الأمن العسكري». وأفاد المرصد بمقتل 12 مقاتلا معارضا، وتسعة عناصر من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، في هجوم شنه مقاتلون معارضون في منطقة الراموسة في جنوب المدينة.
في المقابل، أكدت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) استهداف القوات الحكومية «تجمعات الإرهابيين في المنطقة الصناعية ومحيط السجن المركزي وكفر حمرة وحريتان ودارة عزة والأتارب وبني زيد والليرمون وأفريكانو ومعارة الأرتيق والمنصورة وعزان وكفر داعل ومحيط كويرس والجديدة بحلب وريفها»، مشيرة إلى قصف مواقع تجمع المعارضة في خان العسل وجمعية الصحافيين وحي الراشدين.
وفي سياق متصل، عبرت قافلة من الشاحنات التي أرسلتها ثلاثون منظمة إسلامية الحدود التركية السورية حاملة أكثر من أربعة أطنان من المساعدات الإنسانية للمدنيين الذين يعانون من الحرب في سوريا وفق ما أعلنت المؤسسة التركية لحقوق الإنسان.
مشايخ الدروز ينتفضون في السويداء
تزايد أعداد المعتقلين المقتولين تحت التعذيب من مناطقهم
بيروت: «الشرق الأوسط»
تشهد مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية، جنوب سوريا، حالة احتقان وسط أنباء عن تصعيد متبادل بين السكان والنظام، وذلك بعد إجبار عناصر الأمن السوري امرأة ترتدي الزي الديني الدرزي على رفع صورة الرئيس السوري بشار الأسد، ما عده مشايخ الطائفة إهانة لمعتقداتهم، تزامنا مع تزايد المعتقلين الدروز الذين يقتلون في سجون النظام السوري.وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أمس أن هناك تصعيدا كبيرا وغليانا في السويداء: «وعصابات الأسد تتراجع وتحاول منع انفجار كبير» هناك. مع تلميحات إلى تلقي المدينة تهديدات من قوات النظام بقصفها، نظرا لاعتصام عدد كبير من أبناء المدينة، التي ظلت هادئة إلى حد بعيد منذ نشب الحراك الثوري ضد النظام قبل ثلاثة أعوام. وأفادت تنسيقية محافظة السويداء المعارضة أن «عددا من المشايخ أجبروا دورية تابعة للأمن على الانسحاب من ساحة المحافظة على خلفية قيامهم بـ(توظيف) الزي الديني الدرزي ضمن الحملة الانتخابية لبشار الأسد؛ عبر جلب امرأة من قرية (قنوات) المجاورة وإجبارها على حمل صورة الأسد في ساحة المحافظة حيث يقع أحد مراكز الحملة الانتخابية للأسد، بعد إلبإسها الزي الدرزي».
وسارع جهاز الأمن العسكري في السويداء، الذي يرأسه العميد وفيق الناصر، بالرد على تدخل المشايخ في هذه الحادثة، فاعتقل الشيخ لورانس سلام وأخاه اللذين كانا على رأس المشايخ الذين طردوا دورية الأمن، ما أدّى إلى حالة من الغضب في الأوساط الدينية الدرزية ودفع عدد من المشايخ إلى إعلان اعتصامهم أمام مقرهم الديني لحين الإفراج عن الشيخين.
ورغم أن النظام السوري استجاب لطلب المشايخ وأطلق سراح سلام وشقيقه، لكن ذلك لم يخفف من حالة التوتر التي تسود المدينة في هذين اليومين، وتمثّلت أيضا بتنفيذ اعتصام أمام مبنى الأمن للمطالبة بإطلاق سراح أحد المحامين الذي اعتقل أمس، وفق ما أكّد مصدر في السويداء لـ«الشرق الأوسط».
وفي هذا السياق، يشير عضو الائتلاف الوطني المعارض جبر الشوفي، الذي يتحدر من أصول درزية، إلى أن «مشايخ الطائفة ليسوا على استعداد لمواجهة النظام، لكن حين يتعلق الأمر بإهانة المعتقدات الدينية في أحد مراكز ترشح الأسد، فإن ردود الفعل ستكون قاسية كما حصل في ساحة المحافظة».
وأوضح الشوفي لـ«الشرق الأوسط» أن «مشايخ الدروز يضمرون رفضا لترشح الرئيس السوري، وما قاموا به يعدّ إشارة مهمة في هذا السياق»، ولفت إلى أن «النظام تمكن هذه المرة من امتصاص الغضب الدرزي، لكن في حال جرّب مرة أخرى الضرب على العصب الطائفي؛ فإن الأمور ستتطور نحو مواجهة واسعة».
وسعى الدروز منذ بداية النزاع في سوريا إلى اتخاذ موقف محايد، فبقيت مناطقهم تحت سيطرة النظام السوري، لكنهم في الوقت نفسه لم ينخرطوا في أي معارك عسكرية للدفاع عنه. وسبق لدروز السويداء أن انخرطوا في صراع عسكري عنيف ضد النظام السوري عام 2000. بعد أشهر على وصول الأسد (الابن) إلى السلطة، على خلفية توترات طائفية وقعت بينهم وبين جماعات من البدو المتحالفين مع النظام.
وتتصاعد مشاعر العداء للنظام السوري بين سكان السويداء بسبب ممارسات العميد وفيق ناصر، رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء، بسبب استفزازه للأهالي، الذي وصل إلى حد قيامه بإصدار الأوامر لمصادرة منزل الإعلامي المعروف فيصل القاسم في بلدة «قنوات» وتحويله إلى مقر لما يسمى «جيش الدفاع الوطني».
يضاف إلى ذلك، فإن المدينة التي يقطنها نحو نصف مليون نسمة، معظمهم من الموحدين الدروز، تستقبل بشكل دائم جثث شبان معارضين قتلوا تحت التعذيب في سجون النظام السوري. وقد نشر ناشطون قبل أيام أسماء 17 معتقلا من الطائفة الدرزية قتلوا تحت التعذيب تعود أصولهم إلى السويداء ومدينة جرمانا في ريف دمشق والتي تسكنها أغلبية درزية.
ومن أبرز هؤلاء المعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب شادي أبو رسلان الذي اعتقلته القوات النظامية على طريق بيروت – دمشق بعد اجتيازه الحدود بسبب وجود صورة علم الثورة على هاتفه الشخصي، وبعد مرور عشرين يوما جرى إرسال جثته إلى ذويه في السويداء. كما لفت ناشطون إلى مقتل الدكتور رافع بريك تحت التعذيب في سجون النظام وهو من مدينة القريا بريف السويداء. ولم تتوقف ظاهرة قتل المعارضين الدروز تحت التعذيب في سجون النظام على الناشطين والمعارضين السياسيين، وإنما شملت أيضا المنشقين العسكريين. فقد قتل المجند طارق حمد قماش من قرية الغارية في السويداء تحت التعذيب، أواخر العام الماضي، وكانت قوات الأمن العسكري في السويداء قد اعتقلته بعد فراره من خدمة العلم رفضا لممارسات الجيش النظامي.
الاحد 13 نيسان (أبريل) 2014
كان المطلوب من تركيا، القوة المستعمرة السابقة (لمدة أربعة قرون) وأكبر دولة "سنّية" في المنطقة أن تبادر إلى إعلان أنها "ستحمي" المنطقة العلوية من سوريا إذا ما انهار نظام الأسد! وكان ما يشبه ذلك الموقف مطلوباً من الولايات المتحدة التي يعرف ديبلوماسيوها أن "جنرالات الأسد" لن يقفزوا من مركبه الغارق إلا إذا وصلتهم تطمينات من الدولة الكبرى.
بالعكس، يبدو الآن أن تركيا تلعب ورقة "التهديد الأصولي" للمنطقة العلوية، وهذا كارثة! كارثة في المدى القريب، وكارثة في المستقبل المنظور على سوريا، وعلى تركيا نفسها!
لماذا لم يعلن إردوغان استعداد تركيا (وريثة الدولة العثمانية) لحماية الأقلية العلوية في حال تغيير النظام في سوريا؟ ردّاً على هذا السؤال، قال لنا صحفي تركي مرموق من أبرز معلقي جريدة ""حرية" التركية أنه "قبل أن يفعل ذلك، فعلى إردوغان أن يعترف بالعلويين الأتراك.. كمسلمين"!
ماذا عن المعارضة السورية؟ باستثناء التحفّظ الذي عبّر عنه ميشال كيلو إزاء فتح معركة الساحل على هذه الصورة، فلا يبدو أن قيادات المعارضة في الصورة.
الشفاف
*
اللاذقية (سوريا) (رويترز) - على مدى ثلاث سنوات ظل سكان المحافظات السورية المطلة على ساحل البحر المتوسط يتابعون من ملاذهم الآمن الحرب الأهلية المستعرة في المناطق البعيدة عن الساحل وهي تمزق أوصال البلاد وتقتل عشرات الالاف وتدمر مدنا لها تاريخ عريق.
لكن هجوما بدأه قبل ثلاثة أسابيع مقاتلو المعارضة في شمال محافظة اللاذقية معقل الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد قرب المعركة شيئا فشيئا وبدد ذلك الإحساس بالأمن النسبي.
فالقتال يدور الان في التلال المطلة على البحر ليصبح ميناء اللاذقية الرئيسي في مرمى نيران مقاتلي المعارضة وتشعر منطقة الساحل السوري بأنها تتعرض لخطر حقيقي. وقبل شهر واحد سقط ثمانية قتلى في قصف صاروخي على المدينة.
وقالت إمرأة علوية شابة وهي ترشف القهوة مع خطيبها في أحد مقاهي اللاذقية على مسافة 50 كيلومترا إلى الجنوب من الموقع الذي أقام فيه المقاتلون أول موطيء قدم لهم على الساحل السوري بجوار الحدود التركية "يمكنهم أن يمحونا. حتى من يؤيدهم منا."
ورغم أن كثيرين من العلويين الذين يمثلون نحو عشرة في المئة من سكان سوريا البالغ عددهم 23 مليون نسمة يؤيدون الأسد قولا وفعلا فقد تعاطف آخرون مع الانتفاضة الشعبية على حكمه التي بدأت عام 2011 لكنهم يخشون الآن أفعالا انتقامية من خصومهم من الطائفة السنية.
ومازالت الذكريات ماثلة في أذهان أهل المدينة البالغ عددهم 400 ألف نسمة للهجوم الذي شنه مقاتلون معارضون في أغسطس اب الماضي وقتل فيه عشرات من سكان القرى العلوية قرب اللاذقية على أيدي مقاتلين اسلاميين متشددين وجهاديين أجانب.
ورغم أن الأسد الذي يعيش في دمشق على مسافة 300 كيلومتر إلى الجنوب يبدو أكثر ثقة في الصمود والبقاء فقد فرضت تقلبات الحرب الأهلية بما تحمله في طياتها من فوضى نفسها حتى على أكثر الأماكن أمنا في البلاد بينما ظل البحث عن الجواسيس والخونة والخسائر في صفوف الموالين للأسد يعكر الحياة اليومية.
وحتى قبل أن تصل أصداء القصف إلى المدينة الوادعة كان ثمن الحرب جليا من مواكب الجنازات اليومية للقتلى من الجنود ورجال الميليشيا المؤيدة للأسد.
وقالت إمرأة تدعي ياسمين نشطت في معارضة الأسد في اللاذقية "الجميع يرسل أولاده لخوض الحرب في مناطق أخرى من سوريا وكل يوم نسمع صفارات الإنذار ومواكب جنازات أولئك الجنود."
لكنها أضافت أن وصول الحرب إلى أعتاب المدينة هز الاعصاب وقالت "كنا نظن أننا معصومون بشكل ما وان المقاتلين لني يصلوا إلينا قط. لكن هذا ليس صحيحا."
وقالت ياسمين إن مباني مدرسية اكتظت باللاجئين العلويين الذين فروا من قراهم إلى الشمال ولجأوا إلى المدينة وهو مشهد مألوف في مناطق أخرى من البلاد لكنه يمثل ظاهرة جديدة على الساحل.
وأضافت "الآن أصبحوا مثل كثيرين غيرهم من النازحين السوريين."
في المرمى
بدأ القتال الذي جلب الخوف معه إلى اللاذقية قبل ثلاثة أسابيع عندما دخل مقاتلو المعارضة من تركيا واستولوا على المعبر الحدودي عند قرية كسب التي يسكنها مسيحيون من الأرمن وهي آخر معبر حدودي من تركيا إلى الاراضي الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية.
واستولى المقاتلون أيضا على شاطيء صغير على مقربة ليصبح لهم أول موطيء قدم على ساحل البحر المتوسط الذي يمتد مسافة 250 كيلومترا وهي خطوة رمزية إذ لا تمثل مكسبا عسكريا ذا بال. وخاض مقاتلو المعارضة قتالا ضد قوات الأسد للسيطرة على تلال المدينة والتي تشمل موقعا لاتصالات الاقمار الصناعية يعرف باسم نقطة المراقبة 45.
ويقول سكان مدينة اللاذقية وقد انتابهم التوتر إن نيران المدفعية الثقيلة يمكن أن تصيبهم بكل سهولة من ذلك الموقع.
وقال طبيب أسنان شاب في وسط المدينة "لن يهم إذا كنت معهم أم لا. فقذائف المورتر لن تميز بين أحد وآخر. وإذا وصل المقاتلون هنا فلن يتمهلوا للتمييز بين من معهم ومن عليهم."
وكما سارت أحداث الحرب الطاحنة في مسار متعرج وسقط فيها نحو 150 ألف قتيل حتى الان لا توجد أي بادرة على أن القتال في اللاذقية يمثل أي تحول حاسم في الصراع.
ومازالت شوارع اللاذقية تعج بالحركة رغم أن سفينة واحدة كانت بادية للعيان في الميناء في الاسبوع الاول من ابريل نيسان على الرغم من أن الميناء كان يستقبل في الظروف العادية عشرات السفن.
وعصر كل خميس تنفد تذاكر الحافلات المسافرة من اللاذقية بسرعة مع عودة طلبة الجامعة المحلية المقيمين في المدينة إلى بيوتهم لقضاء العطلة الأسبوعية.
لكن التوتر وصل أيضا فيما يبدو إلى سلطات الميناء الذي يعد أيضا مركز عمليات للعملية الدولية لنقل ترسانة سوريا من الأسلحة الكيماوية السورية بنهاية الشهر.
قبل شهرين أغلقت السلطات وصلات الانترنت بالمقاهي وغيرها من الأماكن العامة على امتداد الساحل بهدف منع الاتصالات التي لا يمكن اخضاعها للمراقبة.
وقال صاحب مقهى في طرطوس على مسافة 40 كيلومترا إلى الشمال من الحدود اللبنانية والتي يوجد بها قاعدة بحرية روسية إنه اشتكى للسلطات من ارغامه على وقف اتصالات الانترنت.
وأضاف "قالوا لي إنه عندما يتصل الناس من مكان عام بالانترنت فإنهم لا يستطيعون تعقب المتصل مثلما يتعقبون من يتصفح الانترنت من بيته."
وفي نقاط التفتيش الكثيرة التي تقيمها القوات الحكومية على الطريق الساحلي الرئيسي يدقق مسلحون في بطاقات الهوية بحثا عن أي مؤشرات على ديانة المسافرين وميولهم السياسية.
وينحدر أغلب أفراد الأمن وكبار الضباط العسكريين في المنطقة الساحلية من القرى العلوية في المنطقة ولهم خبرة واسعة في رصد الغرباء.
"مالك تبدو مرعوبا؟" خرجت هذه الكلمات من فم أحد رجال أمن الدولة المسلحين لطالب جامعي متوتر بحافلة عامة بين اللاذقية وطرطوس.
وأخذ بطاقة الهوية من الشاب لفحصها على الأجهزة الالكترونية ومعرفة ما إذا كان مطلوبا لأحد أجهزة الاستخبارات العديدة في سوريا.
استغرقت هذه العملية عدة دقائق لكنها تبدو دهرا لأن كثيرين اعتقلوا منذ بدأت الانتفاضة بعد فحص أوراقهم بل إن بعضهم اختفى تماما بكل بساطة.
ويقول بعض أهالي المنطقة إنهم بدأوا يرون رجال ميليشيا شيعية عراقيين على امتداد الساحل لدعم صفوف القوات السورية على ما يبدو. وانضم عراقيون إلى قوات من حزب الله اللبناني وإلى مستشارين وقادة من ايران القوة الشيعية الرئيسية في المنطقة لمساعدة الأسد.
ورأى مراسل رويترز رجالا غير مسلحين يرتدون ملابس عسكرية مموهة ويضعون شارات شيعية مميزة يتجولون حول عدة بلدات ساحلية سورية ويتحدثون بلهجة لبنانية.
عنف طائفي
وزاد موت هلال الأسد ابن عم الرئيس الشهر الماضي من الإحساس الجديد بعدم الأمان بين الموالين للحكومة في المحافظات الساحلية.
وقتل هلال الأسد الذي كان يقود الفرع المحلي لميليشيا قوات الدفاع الوطني قبل ثلاثة أسابيع في معركة قرب الحدود التركية مع مقاتلين اسلاميين ليصبح أول عضو من عائلة الأسد يقتل منذ عملية تفجير في دمشق عام 2012.
واشتد جو التوتر المحموم على امتداد الساحل بفعل شائعات عن فظائع ارتكبها مقاتلو المعارضة بين المسيحيين من بلدة كسب الأرمنية تداولها الأرمن المقيمون في الخارج وذلك رغم جهود المقاتلين لنفي هذه الاتهامات.
فقد أصبح العنف الطائفي سمة من سمات الحرب.
وعندما عثر على قتيلين من طائفة التركمان في حديقة باللاذقية الشهر الماضي اعتبر كثيرون مقتلهم انتقاما من جانب علويين لتأييد التركمان لمقاتلي المعارضة وعلاقاتهم بتركيا.
ويقول سكان إن قوات الامن التي تبحث عن مقاتلي المعارضة تستهدف الأحياء السنية على الساحل على نحو متزايد.
ويعتقل شبان وينقلون لاستجوابهم بمنشات تقول جماعات لحقوق الانسان إن كثيرين يعذبون فيها ويقتلون.
والأسبوع الماضي مرت حافلة صغيرة بيضاء ترافقها ثلاث سيارات حكومية مثبت عليها مدافع رشاشة على الطريق الساحلي قرب طرطوس.
وكانت الحافلة تقل نحو عشرة أشخاص أغلبهم من الشبان وبدا أن أيديهم مكبلة خلف ظهورهم.
وكانت عيون بعضهم معصوبة.
معارك ضارية على مبنى المخابرات الجوية بحلب وتقصف أحياء موالية للنظام
المعارك في القلمون مستمرة.. ومصادر سورية تؤكد أن قوات النظام وحزب الله تستعد لمعركة الزبداني
|
بيروت: نذير رضا
تصاعدت حدة القتال، أمس، على محور مبنى المخابرات الجوية السورية في حلب، في اشتباكات وصفت بـ«الأعنف» منذ بدء أعمال العنف في حلب في شباط (فبراير) 2012، والأكثر قربا من مركز المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء، وسط معلومات متضاربة عن السيطرة عليه. وفي موازاة ذلك، أفاد ناشطون سوريون بأن النظام يريد فتح معركة الزبداني، في حين تحقق القوات الحكومية تقدما في حي جوبر بالعاصمة السورية، وتتواصل الاشتباكات في المليحة بالغوطة الشرقية، فيما تجدد القصف على سهل رنكوس بالقلمون في ريف دمشق الشمالي.وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بوقوع اشتباكات «عنيفة جدا» على مسافة قريبة من مركز المخابرات الجوية في غرب مدينة حلب، مشيرا إلى «حركة نزوح كبيرة لأهالي الحي إلى مناطق أخرى» من حلب، وإلى «خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وقال إن قوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني وكتائب البعث تقاتل إلى جانب القوات الحكومية، ضد مقاتلي جبهة النصرة وجيش المهاجرين والأنصار وحركة فجر الشام الإسلامية وجيش المجاهدين وكتائب أبو عمارة ولواء التوحيد وحركة أحرار الشام الإسلامية.
وقالت مصادر في المعارضة إن أكثر من 25 جنديا من قوات النظام وميليشيا حزب الله اللبناني قتلوا خلال معارك جرت في منطقة سكنية، في حي جمعية الزهراء الملاصق لحي الليرمون.
وفي حين ذكر ناشطون أن قوات المعارضة «اقتربت من السيطرة على أكبر المقرات الأمنية في حلب»، نفى النظام السوري ذلك. وأكدت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن القوات الحكومية «لا تزال توجه ضربات للمجموعات الإرهابية في المناطق المجاورة في كفر حمرا والليرمون ومحيط جمعية الحرفيين، وتسحق فلولها وتكبدها خسائر فادحة».
وبينما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في حي بني زيد، واندلعت اشتباكات في منطقة سوق الموازين بحلب القديمة، ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن «الطيران الحربي يقصف بالرشاشات الثقيلة حي الليرمون (في شمال غربي المدينة) ومحيط فرع المخابرات الجوية»، في موازاة قصف الطيران الحربي أحياء عدة في حلب، من ضمنها حي الراشدين في شرق المدينة بقذائف عدة.
في المقابل، أفاد المرصد بمقتل عشرة مدنيين «بينهم خمسة أطفال إثر سقوط قذائف أطلقتها كتائب إسلامية مقاتلة، أمس، على مناطق في أحياء خاضعة لسيطرة النظام في مدينة حلب»، بينها سوق الهال ومناطق في أحياء الحمدانية والميدان والجميلية، مشيرا إلى أن الكتائب الإسلامية المقاتلة استهدفت بالصواريخ الأكاديمية العسكرية بحي الحمدانية.
في موازاة ذلك، تصاعدت وتيرة الاشتباكات في محافظة دمشق، حيث أفاد معارضون بأن قوات النظام وحزب الله تريد فتح جبهة الزبداني، في حين أكد المرصد وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة على طريق المتحلق الجنوبي من جهة حي جوبر، ومن جهة جراجات العباسيين، ترافقت مع قصف القوات النظامية بقذائف الهاون على مناطق في الحي.
وذكرت وسائل إعلام موالية للنظام السوري أن القوات الحكومية «سيطرت على مبان في تجمع المدارس بحي جوبر»، مشيرة إلى مقتل عدد من مسلحي المعارضة. وقالت إن القوات الحكومية «تقدمت في حي المدارس وساحة البرلمان»، مما يعني تقدمها من حدود العاصمة السورية إلى العمق باتجاه الغوطة الشرقية داخل جوبر. ووقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى في بلدة المليحة ومحيطها، مما أدى إلى مقتل ضابط برتبة رائد من القوات النظامية، وترافق لك مع قصف للقوات النظامية على مناطق في البلدة.
وتزامنت تلك الاشتباكات مع تكثيف القوات الحكومية لعملياتها في محيط رنكوس بالقلمون في ريف دمشق الشمالي، والتي استعادت السيطرة عليها الأربعاء الماضي. وأفاد المرصد السوري بتنفيذ الطيران الحربي 4 غارات جوية على مزارع بلدة رنكوس، في حين قال ناشطون إن اشتباكات عنيفة تدور في محيط مرصد صيدنايا جنوب شرقي رنكوس. وقال المرصد إن الاشتباكات تتركز في محيط قرية بخعة ومزارع بلدة رنكوس بالقلمون. كما قصفت القوات النظامية مناطق في الجبلين الشرقي والغربي لمدينة الزبداني، وسط قصف الطيران الحربي مناطق في الجبل الشرقي للمدينة.
في غضون ذلك، تعرضت مناطق في أحياء حمص المحاصرة لقصف من قبل القوات النظامية، وسط استقدم النظام تعزيزات عسكرية إلى أطراف حي باب هود، كما دارت صباح اليوم اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة على الجهة الشمالية لمدينة الرستن، ترافقت مع فتح القوات النظامية نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في المدينة. وقصف الطيران الحربي مناطق في قرى رسم الأرنب ومسعدة والشنداخية بريف حمص الشرقي.
وفي درعا، وقعت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة في حي طريق السد، فيما قصفت القوات النظامية مناطق في بلدات المليحة الغربية والطيبة والنعيمة، مما أدى لسقوط جرحى، وترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة على الجهة الغربية من بلدة النعيمة، في موازاة تعرض إنخل والنعيمة لقصف بالبراميل المتفجرة.
وفي دير الزور، تواصلت الاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة والكتائب المقاتلة في محيط مطار دير الزور العسكري، وترافقت مع قصف متبادل بين الطرفين بقذائف الهاون.
تصاعدت حدة القتال، أمس، على محور مبنى المخابرات الجوية السورية في حلب، في اشتباكات وصفت بـ«الأعنف» منذ بدء أعمال العنف في حلب في شباط (فبراير) 2012، والأكثر قربا من مركز المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء، وسط معلومات متضاربة عن السيطرة عليه. وفي موازاة ذلك، أفاد ناشطون سوريون بأن النظام يريد فتح معركة الزبداني، في حين تحقق القوات الحكومية تقدما في حي جوبر بالعاصمة السورية، وتتواصل الاشتباكات في المليحة بالغوطة الشرقية، فيما تجدد القصف على سهل رنكوس بالقلمون في ريف دمشق الشمالي.وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بوقوع اشتباكات «عنيفة جدا» على مسافة قريبة من مركز المخابرات الجوية في غرب مدينة حلب، مشيرا إلى «حركة نزوح كبيرة لأهالي الحي إلى مناطق أخرى» من حلب، وإلى «خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وقال إن قوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني وكتائب البعث تقاتل إلى جانب القوات الحكومية، ضد مقاتلي جبهة النصرة وجيش المهاجرين والأنصار وحركة فجر الشام الإسلامية وجيش المجاهدين وكتائب أبو عمارة ولواء التوحيد وحركة أحرار الشام الإسلامية.
وقالت مصادر في المعارضة إن أكثر من 25 جنديا من قوات النظام وميليشيا حزب الله اللبناني قتلوا خلال معارك جرت في منطقة سكنية، في حي جمعية الزهراء الملاصق لحي الليرمون.
وفي حين ذكر ناشطون أن قوات المعارضة «اقتربت من السيطرة على أكبر المقرات الأمنية في حلب»، نفى النظام السوري ذلك. وأكدت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن القوات الحكومية «لا تزال توجه ضربات للمجموعات الإرهابية في المناطق المجاورة في كفر حمرا والليرمون ومحيط جمعية الحرفيين، وتسحق فلولها وتكبدها خسائر فادحة».
وبينما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في حي بني زيد، واندلعت اشتباكات في منطقة سوق الموازين بحلب القديمة، ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن «الطيران الحربي يقصف بالرشاشات الثقيلة حي الليرمون (في شمال غربي المدينة) ومحيط فرع المخابرات الجوية»، في موازاة قصف الطيران الحربي أحياء عدة في حلب، من ضمنها حي الراشدين في شرق المدينة بقذائف عدة.
في المقابل، أفاد المرصد بمقتل عشرة مدنيين «بينهم خمسة أطفال إثر سقوط قذائف أطلقتها كتائب إسلامية مقاتلة، أمس، على مناطق في أحياء خاضعة لسيطرة النظام في مدينة حلب»، بينها سوق الهال ومناطق في أحياء الحمدانية والميدان والجميلية، مشيرا إلى أن الكتائب الإسلامية المقاتلة استهدفت بالصواريخ الأكاديمية العسكرية بحي الحمدانية.
في موازاة ذلك، تصاعدت وتيرة الاشتباكات في محافظة دمشق، حيث أفاد معارضون بأن قوات النظام وحزب الله تريد فتح جبهة الزبداني، في حين أكد المرصد وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة على طريق المتحلق الجنوبي من جهة حي جوبر، ومن جهة جراجات العباسيين، ترافقت مع قصف القوات النظامية بقذائف الهاون على مناطق في الحي.
وذكرت وسائل إعلام موالية للنظام السوري أن القوات الحكومية «سيطرت على مبان في تجمع المدارس بحي جوبر»، مشيرة إلى مقتل عدد من مسلحي المعارضة. وقالت إن القوات الحكومية «تقدمت في حي المدارس وساحة البرلمان»، مما يعني تقدمها من حدود العاصمة السورية إلى العمق باتجاه الغوطة الشرقية داخل جوبر. ووقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى في بلدة المليحة ومحيطها، مما أدى إلى مقتل ضابط برتبة رائد من القوات النظامية، وترافق لك مع قصف للقوات النظامية على مناطق في البلدة.
وتزامنت تلك الاشتباكات مع تكثيف القوات الحكومية لعملياتها في محيط رنكوس بالقلمون في ريف دمشق الشمالي، والتي استعادت السيطرة عليها الأربعاء الماضي. وأفاد المرصد السوري بتنفيذ الطيران الحربي 4 غارات جوية على مزارع بلدة رنكوس، في حين قال ناشطون إن اشتباكات عنيفة تدور في محيط مرصد صيدنايا جنوب شرقي رنكوس. وقال المرصد إن الاشتباكات تتركز في محيط قرية بخعة ومزارع بلدة رنكوس بالقلمون. كما قصفت القوات النظامية مناطق في الجبلين الشرقي والغربي لمدينة الزبداني، وسط قصف الطيران الحربي مناطق في الجبل الشرقي للمدينة.
في غضون ذلك، تعرضت مناطق في أحياء حمص المحاصرة لقصف من قبل القوات النظامية، وسط استقدم النظام تعزيزات عسكرية إلى أطراف حي باب هود، كما دارت صباح اليوم اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة على الجهة الشمالية لمدينة الرستن، ترافقت مع فتح القوات النظامية نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في المدينة. وقصف الطيران الحربي مناطق في قرى رسم الأرنب ومسعدة والشنداخية بريف حمص الشرقي.
وفي درعا، وقعت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة في حي طريق السد، فيما قصفت القوات النظامية مناطق في بلدات المليحة الغربية والطيبة والنعيمة، مما أدى لسقوط جرحى، وترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة على الجهة الغربية من بلدة النعيمة، في موازاة تعرض إنخل والنعيمة لقصف بالبراميل المتفجرة.
وفي دير الزور، تواصلت الاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة والكتائب المقاتلة في محيط مطار دير الزور العسكري، وترافقت مع قصف متبادل بين الطرفين بقذائف الهاون.
«حرب استنزاف» في القلمون.. والمعارضة السورية تتوعد بمعركة طويلة
طرد «داعش» من البوكمال غداة السيطرة عليها
|
بيروت: نذير رضا
قالت مصادر المعارضة السورية في القلمون بريف دمشق الشمالي لـ«الشرق الأوسط»، إن قواتها أدخلت القوات الحكومية السورية في حرب استنزاف، «بهدف تكبيدها خسائر كبيرة»، وذلك بعد استعادة قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد السيطرة على مدن مهمة في القلمون، أبرزها يبرود ورنكوس، في حين تتواصل الاشتباكات في بلدات صغيرة محاذية لها.بموازاة ذلك، تمكنت قوات المعارضة أمس من استعادة السيطرة على مدينة البوكمال الحدودية مع العراق شرق سوريا، بعد طرد مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ«داعش» منها، في حين اشتدت الاشتباكات في حلب، وسط معلومات عن اتجاه المعارضة لضرب خطوط الإمداد إلى داخل مدينة حلب، بعد إحراز تقدم فيها.
وبعد سيطرة القوات الحكومية على رنكوس التي كان يعتبرها المعارضون بحكم «الساقطة عسكريا»، تحاول التقدم باتجاه مرصد صيدنايا لتتكشف أمامها جميع نقاط تحرك المعارضة في سهل رنكوس. والمرصد المذكور، هو أعلى تلة استراتيجية مشرفة على مناطق واسعة في المنطقة الوسط بين يبرود ورنكوس. ويرى المعارضون أن «استعجال القوات النظامية بالسيطرة على رنكوس، الهدف منه إطباق (فكي كماشتها) على المعارضة في السهل من جهتي يبرود ورنكوس».
وأكد مدير المكتب الإعلامي في القلمون عامر القلموني لـ«الشرق الأوسط» أن جبهتي ريف رنكوس وبخعة الواقعة غرب يبرود «تعدان الأعنف في القلمون»، مشيرا إلى تحقيق قوات المعارضة «انتصارات على القوات النظامية خلال اليومين الماضيين، أهمها تدمير أربع دبابات وناقلة جند نظامية، وإصابة طائرتي ميغ»، من غير أن يؤكد إسقاطهما.
وأوضح القلموني أن استراتيجية القتال في القلمون «تتحول إلى حرب عصابات وكمائن، وتحديدا في بخعة (وهي بلدة صغيرة تقع غرب يبرود)، حيث يعمد المعارضون إلى استنزاف القوات النظامية بشريا». ولفت إلى أن 40 مقاتلا من قوات الدفاع الوطني «قتلوا خلال هذا الأسبوع في كمائن في بخعة، نظرا لعدم خبرتهم في حرب العصابات».
وأخلى مقاتلو حزب الله مواقعهم في يبرود والمناطق المحيطة فيها، كما تقول مصادر المعارضة، بعد استعادة السيطرة عليها، مشيرة إلى أن مقاتلي الحزب «يقتصر دورهم على قيادة بعض الجبهات، وذلك بعد السيطرة على رنكوس»، ولفتت إلى مشاركة عدد قليل من حزب الله في معارك مرصد صيدنايا، وسط معلومات عن «تحركات في الجهة السورية المحاذية للحدود اللبنانية القريبة من جرود بريتال اللبنانية».
ويقول القلموني لـ«الشرق الأوسط» إن مقاتلي المعارضة في المنطقة الممتدة من سهل رنكوس إلى بخعة ومعلولا «عددهم كبير، كون المنطقة باتت تجمعا لهم بعد انسحابهم من رنكوس وقبلها معلولا وفليطا»، مشيرا إلى أن وجودهم في سهل رنكوس «سيسهل عملهم، بعدما اتخذوا قرارا بانتهاج أسلوب حرب العصابات». وأضاف: «النظام سيتعب كثيرا في القلمون نتيجة حرب استنزاف طويلة خطط لها مقاتلو المعارضة، ولعل المعركة في بخعة كانت أبرز نموذج»، مؤكدا أن «الأعداد الكبيرة من الثوار يتجهون إلى تحويل المعركة إلى حرب عصابات بعد إخلاء مواقعهم في رنكوس».
وكانت القوات النظامية مدعومة بمقاتلي حزب الله اللبناني استعادت السيطرة على رنكوس الحدودية مع لبنان، الأربعاء الماضي، وتتجه إلى استكمال السيطرة على بلدات صغيرة حدودية تقع بين رنكوس ويبرود، أهمها عسال الورد التي تتهم بأنها موقع لإطلاق الصواريخ باتجاه مناطق نفوذ حزب الله في بعلبك (شرق لبنان).
بموازاة ذلك، تواصل القصف على الزبداني، لليوم العاشر على التوالي، حيث استهدفت القوات الحكومية أحياء المدينة بالقذائف المدفعية والغارات الجوية. وأفاد ناشطون بسقوط براميل متفجرة في أحياء المدينة، فضلا عن استهداف أحياء المحطة والشلاح وطريق سرغايا وسط الزبداني بالرشاشات المدفعية والقذائف. وتكثفت الحملة على الزبداني بعد أنباء عن لجوء مقاتلين معارضين إليها فروا من جبهة رنكوس باتجاه المدينة.
إلى ذلك، أكدت مصادر المعارضة في دير الزور لـ«الشرق الأوسط» أن مقاتلي جبهة النصرة والجيش السوري الحر استعادوا السيطرة على مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، مشيرة إلى «طرد مقاتلي داعش من المنطقة وتمشيطها». وأشارت المصادر إلى إلقاء القبض على 6 عناصر من «داعش» كانوا موجودين في أحياء البوكمال.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بصد جبهة النصرة وكتائب إسلامية هجوم جهاديي الدولة الإسلامية على مدينة البوكمال، إثر معارك أدت إلى مقتل نحو 90 عنصرا من الطرفين. وانسحب عناصر «داعش» إلى «محطة (تي تو) النفطية» الواقعة في البادية (الصحراء)، على مسافة نحو 60 كيلومترا إلى الجنوب الغربي، بعدما استقدمت جبهة النصرة «تعزيزات إلى البوكمال من مناطق أخرى في دير الزور»، ما مكنها من صد الهجوم.
وقالت مصادر المعارضة في دير الزور لـ«الشرق الأوسط» إن مقاتلي الحر «اكتشفوا مقبرة جماعية في حقل الجفرة النفطي الذي كانت داعش تسيطر عليه قبل طردها منه قبل عشرة أيام»، فيما تواصل القتال على محاور أخرى، وأهمها منطقة مركدة الحدودية مع محافظة الحسكة.
كما اشتبك مقاتلو الحر مع القوات النظامية التي حاولت التقدم بشكل مفاجئ في القطاع الجنوبي لمطار دير الزور حيث تتواصل المعارك منذ شهرين.
وفي حلب، أكدت مصادر المعارضة لـ«الشرق الأوسط» أن طريق الإمداد الوحيد للنظام الواصل لقطعه العسكرية غرب حلب، «قطعه المقاتلون المعارضون بعدما شنوا هجوما مفاجئا على مواقع القوات النظامية فيه، بهدف قطع خطوط الإمداد عن النظام إلى الجبهات في الداخل، وأهمها جبهة مبنى الأمن العسكري». وأفاد المرصد بمقتل 12 مقاتلا معارضا، وتسعة عناصر من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، في هجوم شنه مقاتلون معارضون في منطقة الراموسة في جنوب المدينة.
في المقابل، أكدت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) استهداف القوات الحكومية «تجمعات الإرهابيين في المنطقة الصناعية ومحيط السجن المركزي وكفر حمرة وحريتان ودارة عزة والأتارب وبني زيد والليرمون وأفريكانو ومعارة الأرتيق والمنصورة وعزان وكفر داعل ومحيط كويرس والجديدة بحلب وريفها»، مشيرة إلى قصف مواقع تجمع المعارضة في خان العسل وجمعية الصحافيين وحي الراشدين.
وفي سياق متصل، عبرت قافلة من الشاحنات التي أرسلتها ثلاثون منظمة إسلامية الحدود التركية السورية حاملة أكثر من أربعة أطنان من المساعدات الإنسانية للمدنيين الذين يعانون من الحرب في سوريا وفق ما أعلنت المؤسسة التركية لحقوق الإنسان.
قالت مصادر المعارضة السورية في القلمون بريف دمشق الشمالي لـ«الشرق الأوسط»، إن قواتها أدخلت القوات الحكومية السورية في حرب استنزاف، «بهدف تكبيدها خسائر كبيرة»، وذلك بعد استعادة قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد السيطرة على مدن مهمة في القلمون، أبرزها يبرود ورنكوس، في حين تتواصل الاشتباكات في بلدات صغيرة محاذية لها.بموازاة ذلك، تمكنت قوات المعارضة أمس من استعادة السيطرة على مدينة البوكمال الحدودية مع العراق شرق سوريا، بعد طرد مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ«داعش» منها، في حين اشتدت الاشتباكات في حلب، وسط معلومات عن اتجاه المعارضة لضرب خطوط الإمداد إلى داخل مدينة حلب، بعد إحراز تقدم فيها.
وبعد سيطرة القوات الحكومية على رنكوس التي كان يعتبرها المعارضون بحكم «الساقطة عسكريا»، تحاول التقدم باتجاه مرصد صيدنايا لتتكشف أمامها جميع نقاط تحرك المعارضة في سهل رنكوس. والمرصد المذكور، هو أعلى تلة استراتيجية مشرفة على مناطق واسعة في المنطقة الوسط بين يبرود ورنكوس. ويرى المعارضون أن «استعجال القوات النظامية بالسيطرة على رنكوس، الهدف منه إطباق (فكي كماشتها) على المعارضة في السهل من جهتي يبرود ورنكوس».
وأكد مدير المكتب الإعلامي في القلمون عامر القلموني لـ«الشرق الأوسط» أن جبهتي ريف رنكوس وبخعة الواقعة غرب يبرود «تعدان الأعنف في القلمون»، مشيرا إلى تحقيق قوات المعارضة «انتصارات على القوات النظامية خلال اليومين الماضيين، أهمها تدمير أربع دبابات وناقلة جند نظامية، وإصابة طائرتي ميغ»، من غير أن يؤكد إسقاطهما.
وأوضح القلموني أن استراتيجية القتال في القلمون «تتحول إلى حرب عصابات وكمائن، وتحديدا في بخعة (وهي بلدة صغيرة تقع غرب يبرود)، حيث يعمد المعارضون إلى استنزاف القوات النظامية بشريا». ولفت إلى أن 40 مقاتلا من قوات الدفاع الوطني «قتلوا خلال هذا الأسبوع في كمائن في بخعة، نظرا لعدم خبرتهم في حرب العصابات».
وأخلى مقاتلو حزب الله مواقعهم في يبرود والمناطق المحيطة فيها، كما تقول مصادر المعارضة، بعد استعادة السيطرة عليها، مشيرة إلى أن مقاتلي الحزب «يقتصر دورهم على قيادة بعض الجبهات، وذلك بعد السيطرة على رنكوس»، ولفتت إلى مشاركة عدد قليل من حزب الله في معارك مرصد صيدنايا، وسط معلومات عن «تحركات في الجهة السورية المحاذية للحدود اللبنانية القريبة من جرود بريتال اللبنانية».
ويقول القلموني لـ«الشرق الأوسط» إن مقاتلي المعارضة في المنطقة الممتدة من سهل رنكوس إلى بخعة ومعلولا «عددهم كبير، كون المنطقة باتت تجمعا لهم بعد انسحابهم من رنكوس وقبلها معلولا وفليطا»، مشيرا إلى أن وجودهم في سهل رنكوس «سيسهل عملهم، بعدما اتخذوا قرارا بانتهاج أسلوب حرب العصابات». وأضاف: «النظام سيتعب كثيرا في القلمون نتيجة حرب استنزاف طويلة خطط لها مقاتلو المعارضة، ولعل المعركة في بخعة كانت أبرز نموذج»، مؤكدا أن «الأعداد الكبيرة من الثوار يتجهون إلى تحويل المعركة إلى حرب عصابات بعد إخلاء مواقعهم في رنكوس».
وكانت القوات النظامية مدعومة بمقاتلي حزب الله اللبناني استعادت السيطرة على رنكوس الحدودية مع لبنان، الأربعاء الماضي، وتتجه إلى استكمال السيطرة على بلدات صغيرة حدودية تقع بين رنكوس ويبرود، أهمها عسال الورد التي تتهم بأنها موقع لإطلاق الصواريخ باتجاه مناطق نفوذ حزب الله في بعلبك (شرق لبنان).
بموازاة ذلك، تواصل القصف على الزبداني، لليوم العاشر على التوالي، حيث استهدفت القوات الحكومية أحياء المدينة بالقذائف المدفعية والغارات الجوية. وأفاد ناشطون بسقوط براميل متفجرة في أحياء المدينة، فضلا عن استهداف أحياء المحطة والشلاح وطريق سرغايا وسط الزبداني بالرشاشات المدفعية والقذائف. وتكثفت الحملة على الزبداني بعد أنباء عن لجوء مقاتلين معارضين إليها فروا من جبهة رنكوس باتجاه المدينة.
إلى ذلك، أكدت مصادر المعارضة في دير الزور لـ«الشرق الأوسط» أن مقاتلي جبهة النصرة والجيش السوري الحر استعادوا السيطرة على مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، مشيرة إلى «طرد مقاتلي داعش من المنطقة وتمشيطها». وأشارت المصادر إلى إلقاء القبض على 6 عناصر من «داعش» كانوا موجودين في أحياء البوكمال.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بصد جبهة النصرة وكتائب إسلامية هجوم جهاديي الدولة الإسلامية على مدينة البوكمال، إثر معارك أدت إلى مقتل نحو 90 عنصرا من الطرفين. وانسحب عناصر «داعش» إلى «محطة (تي تو) النفطية» الواقعة في البادية (الصحراء)، على مسافة نحو 60 كيلومترا إلى الجنوب الغربي، بعدما استقدمت جبهة النصرة «تعزيزات إلى البوكمال من مناطق أخرى في دير الزور»، ما مكنها من صد الهجوم.
وقالت مصادر المعارضة في دير الزور لـ«الشرق الأوسط» إن مقاتلي الحر «اكتشفوا مقبرة جماعية في حقل الجفرة النفطي الذي كانت داعش تسيطر عليه قبل طردها منه قبل عشرة أيام»، فيما تواصل القتال على محاور أخرى، وأهمها منطقة مركدة الحدودية مع محافظة الحسكة.
كما اشتبك مقاتلو الحر مع القوات النظامية التي حاولت التقدم بشكل مفاجئ في القطاع الجنوبي لمطار دير الزور حيث تتواصل المعارك منذ شهرين.
وفي حلب، أكدت مصادر المعارضة لـ«الشرق الأوسط» أن طريق الإمداد الوحيد للنظام الواصل لقطعه العسكرية غرب حلب، «قطعه المقاتلون المعارضون بعدما شنوا هجوما مفاجئا على مواقع القوات النظامية فيه، بهدف قطع خطوط الإمداد عن النظام إلى الجبهات في الداخل، وأهمها جبهة مبنى الأمن العسكري». وأفاد المرصد بمقتل 12 مقاتلا معارضا، وتسعة عناصر من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، في هجوم شنه مقاتلون معارضون في منطقة الراموسة في جنوب المدينة.
في المقابل، أكدت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) استهداف القوات الحكومية «تجمعات الإرهابيين في المنطقة الصناعية ومحيط السجن المركزي وكفر حمرة وحريتان ودارة عزة والأتارب وبني زيد والليرمون وأفريكانو ومعارة الأرتيق والمنصورة وعزان وكفر داعل ومحيط كويرس والجديدة بحلب وريفها»، مشيرة إلى قصف مواقع تجمع المعارضة في خان العسل وجمعية الصحافيين وحي الراشدين.
وفي سياق متصل، عبرت قافلة من الشاحنات التي أرسلتها ثلاثون منظمة إسلامية الحدود التركية السورية حاملة أكثر من أربعة أطنان من المساعدات الإنسانية للمدنيين الذين يعانون من الحرب في سوريا وفق ما أعلنت المؤسسة التركية لحقوق الإنسان.
مشايخ الدروز ينتفضون في السويداء
تزايد أعداد المعتقلين المقتولين تحت التعذيب من مناطقهم
بيروت: «الشرق الأوسط»
تشهد مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية، جنوب سوريا، حالة احتقان وسط أنباء عن تصعيد متبادل بين السكان والنظام، وذلك بعد إجبار عناصر الأمن السوري امرأة ترتدي الزي الديني الدرزي على رفع صورة الرئيس السوري بشار الأسد، ما عده مشايخ الطائفة إهانة لمعتقداتهم، تزامنا مع تزايد المعتقلين الدروز الذين يقتلون في سجون النظام السوري.وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أمس أن هناك تصعيدا كبيرا وغليانا في السويداء: «وعصابات الأسد تتراجع وتحاول منع انفجار كبير» هناك. مع تلميحات إلى تلقي المدينة تهديدات من قوات النظام بقصفها، نظرا لاعتصام عدد كبير من أبناء المدينة، التي ظلت هادئة إلى حد بعيد منذ نشب الحراك الثوري ضد النظام قبل ثلاثة أعوام. وأفادت تنسيقية محافظة السويداء المعارضة أن «عددا من المشايخ أجبروا دورية تابعة للأمن على الانسحاب من ساحة المحافظة على خلفية قيامهم بـ(توظيف) الزي الديني الدرزي ضمن الحملة الانتخابية لبشار الأسد؛ عبر جلب امرأة من قرية (قنوات) المجاورة وإجبارها على حمل صورة الأسد في ساحة المحافظة حيث يقع أحد مراكز الحملة الانتخابية للأسد، بعد إلبإسها الزي الدرزي».
وسارع جهاز الأمن العسكري في السويداء، الذي يرأسه العميد وفيق الناصر، بالرد على تدخل المشايخ في هذه الحادثة، فاعتقل الشيخ لورانس سلام وأخاه اللذين كانا على رأس المشايخ الذين طردوا دورية الأمن، ما أدّى إلى حالة من الغضب في الأوساط الدينية الدرزية ودفع عدد من المشايخ إلى إعلان اعتصامهم أمام مقرهم الديني لحين الإفراج عن الشيخين.
ورغم أن النظام السوري استجاب لطلب المشايخ وأطلق سراح سلام وشقيقه، لكن ذلك لم يخفف من حالة التوتر التي تسود المدينة في هذين اليومين، وتمثّلت أيضا بتنفيذ اعتصام أمام مبنى الأمن للمطالبة بإطلاق سراح أحد المحامين الذي اعتقل أمس، وفق ما أكّد مصدر في السويداء لـ«الشرق الأوسط».
وفي هذا السياق، يشير عضو الائتلاف الوطني المعارض جبر الشوفي، الذي يتحدر من أصول درزية، إلى أن «مشايخ الطائفة ليسوا على استعداد لمواجهة النظام، لكن حين يتعلق الأمر بإهانة المعتقدات الدينية في أحد مراكز ترشح الأسد، فإن ردود الفعل ستكون قاسية كما حصل في ساحة المحافظة».
وأوضح الشوفي لـ«الشرق الأوسط» أن «مشايخ الدروز يضمرون رفضا لترشح الرئيس السوري، وما قاموا به يعدّ إشارة مهمة في هذا السياق»، ولفت إلى أن «النظام تمكن هذه المرة من امتصاص الغضب الدرزي، لكن في حال جرّب مرة أخرى الضرب على العصب الطائفي؛ فإن الأمور ستتطور نحو مواجهة واسعة».
وسعى الدروز منذ بداية النزاع في سوريا إلى اتخاذ موقف محايد، فبقيت مناطقهم تحت سيطرة النظام السوري، لكنهم في الوقت نفسه لم ينخرطوا في أي معارك عسكرية للدفاع عنه. وسبق لدروز السويداء أن انخرطوا في صراع عسكري عنيف ضد النظام السوري عام 2000. بعد أشهر على وصول الأسد (الابن) إلى السلطة، على خلفية توترات طائفية وقعت بينهم وبين جماعات من البدو المتحالفين مع النظام.
وتتصاعد مشاعر العداء للنظام السوري بين سكان السويداء بسبب ممارسات العميد وفيق ناصر، رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء، بسبب استفزازه للأهالي، الذي وصل إلى حد قيامه بإصدار الأوامر لمصادرة منزل الإعلامي المعروف فيصل القاسم في بلدة «قنوات» وتحويله إلى مقر لما يسمى «جيش الدفاع الوطني».
يضاف إلى ذلك، فإن المدينة التي يقطنها نحو نصف مليون نسمة، معظمهم من الموحدين الدروز، تستقبل بشكل دائم جثث شبان معارضين قتلوا تحت التعذيب في سجون النظام السوري. وقد نشر ناشطون قبل أيام أسماء 17 معتقلا من الطائفة الدرزية قتلوا تحت التعذيب تعود أصولهم إلى السويداء ومدينة جرمانا في ريف دمشق والتي تسكنها أغلبية درزية.
ومن أبرز هؤلاء المعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب شادي أبو رسلان الذي اعتقلته القوات النظامية على طريق بيروت – دمشق بعد اجتيازه الحدود بسبب وجود صورة علم الثورة على هاتفه الشخصي، وبعد مرور عشرين يوما جرى إرسال جثته إلى ذويه في السويداء. كما لفت ناشطون إلى مقتل الدكتور رافع بريك تحت التعذيب في سجون النظام وهو من مدينة القريا بريف السويداء. ولم تتوقف ظاهرة قتل المعارضين الدروز تحت التعذيب في سجون النظام على الناشطين والمعارضين السياسيين، وإنما شملت أيضا المنشقين العسكريين. فقد قتل المجند طارق حمد قماش من قرية الغارية في السويداء تحت التعذيب، أواخر العام الماضي، وكانت قوات الأمن العسكري في السويداء قد اعتقلته بعد فراره من خدمة العلم رفضا لممارسات الجيش النظامي.
تشهد مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية، جنوب سوريا، حالة احتقان وسط أنباء عن تصعيد متبادل بين السكان والنظام، وذلك بعد إجبار عناصر الأمن السوري امرأة ترتدي الزي الديني الدرزي على رفع صورة الرئيس السوري بشار الأسد، ما عده مشايخ الطائفة إهانة لمعتقداتهم، تزامنا مع تزايد المعتقلين الدروز الذين يقتلون في سجون النظام السوري.وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أمس أن هناك تصعيدا كبيرا وغليانا في السويداء: «وعصابات الأسد تتراجع وتحاول منع انفجار كبير» هناك. مع تلميحات إلى تلقي المدينة تهديدات من قوات النظام بقصفها، نظرا لاعتصام عدد كبير من أبناء المدينة، التي ظلت هادئة إلى حد بعيد منذ نشب الحراك الثوري ضد النظام قبل ثلاثة أعوام. وأفادت تنسيقية محافظة السويداء المعارضة أن «عددا من المشايخ أجبروا دورية تابعة للأمن على الانسحاب من ساحة المحافظة على خلفية قيامهم بـ(توظيف) الزي الديني الدرزي ضمن الحملة الانتخابية لبشار الأسد؛ عبر جلب امرأة من قرية (قنوات) المجاورة وإجبارها على حمل صورة الأسد في ساحة المحافظة حيث يقع أحد مراكز الحملة الانتخابية للأسد، بعد إلبإسها الزي الدرزي».
وسارع جهاز الأمن العسكري في السويداء، الذي يرأسه العميد وفيق الناصر، بالرد على تدخل المشايخ في هذه الحادثة، فاعتقل الشيخ لورانس سلام وأخاه اللذين كانا على رأس المشايخ الذين طردوا دورية الأمن، ما أدّى إلى حالة من الغضب في الأوساط الدينية الدرزية ودفع عدد من المشايخ إلى إعلان اعتصامهم أمام مقرهم الديني لحين الإفراج عن الشيخين.
ورغم أن النظام السوري استجاب لطلب المشايخ وأطلق سراح سلام وشقيقه، لكن ذلك لم يخفف من حالة التوتر التي تسود المدينة في هذين اليومين، وتمثّلت أيضا بتنفيذ اعتصام أمام مبنى الأمن للمطالبة بإطلاق سراح أحد المحامين الذي اعتقل أمس، وفق ما أكّد مصدر في السويداء لـ«الشرق الأوسط».
وفي هذا السياق، يشير عضو الائتلاف الوطني المعارض جبر الشوفي، الذي يتحدر من أصول درزية، إلى أن «مشايخ الطائفة ليسوا على استعداد لمواجهة النظام، لكن حين يتعلق الأمر بإهانة المعتقدات الدينية في أحد مراكز ترشح الأسد، فإن ردود الفعل ستكون قاسية كما حصل في ساحة المحافظة».
وأوضح الشوفي لـ«الشرق الأوسط» أن «مشايخ الدروز يضمرون رفضا لترشح الرئيس السوري، وما قاموا به يعدّ إشارة مهمة في هذا السياق»، ولفت إلى أن «النظام تمكن هذه المرة من امتصاص الغضب الدرزي، لكن في حال جرّب مرة أخرى الضرب على العصب الطائفي؛ فإن الأمور ستتطور نحو مواجهة واسعة».
وسعى الدروز منذ بداية النزاع في سوريا إلى اتخاذ موقف محايد، فبقيت مناطقهم تحت سيطرة النظام السوري، لكنهم في الوقت نفسه لم ينخرطوا في أي معارك عسكرية للدفاع عنه. وسبق لدروز السويداء أن انخرطوا في صراع عسكري عنيف ضد النظام السوري عام 2000. بعد أشهر على وصول الأسد (الابن) إلى السلطة، على خلفية توترات طائفية وقعت بينهم وبين جماعات من البدو المتحالفين مع النظام.
وتتصاعد مشاعر العداء للنظام السوري بين سكان السويداء بسبب ممارسات العميد وفيق ناصر، رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء، بسبب استفزازه للأهالي، الذي وصل إلى حد قيامه بإصدار الأوامر لمصادرة منزل الإعلامي المعروف فيصل القاسم في بلدة «قنوات» وتحويله إلى مقر لما يسمى «جيش الدفاع الوطني».
يضاف إلى ذلك، فإن المدينة التي يقطنها نحو نصف مليون نسمة، معظمهم من الموحدين الدروز، تستقبل بشكل دائم جثث شبان معارضين قتلوا تحت التعذيب في سجون النظام السوري. وقد نشر ناشطون قبل أيام أسماء 17 معتقلا من الطائفة الدرزية قتلوا تحت التعذيب تعود أصولهم إلى السويداء ومدينة جرمانا في ريف دمشق والتي تسكنها أغلبية درزية.
ومن أبرز هؤلاء المعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب شادي أبو رسلان الذي اعتقلته القوات النظامية على طريق بيروت – دمشق بعد اجتيازه الحدود بسبب وجود صورة علم الثورة على هاتفه الشخصي، وبعد مرور عشرين يوما جرى إرسال جثته إلى ذويه في السويداء. كما لفت ناشطون إلى مقتل الدكتور رافع بريك تحت التعذيب في سجون النظام وهو من مدينة القريا بريف السويداء. ولم تتوقف ظاهرة قتل المعارضين الدروز تحت التعذيب في سجون النظام على الناشطين والمعارضين السياسيين، وإنما شملت أيضا المنشقين العسكريين. فقد قتل المجند طارق حمد قماش من قرية الغارية في السويداء تحت التعذيب، أواخر العام الماضي، وكانت قوات الأمن العسكري في السويداء قد اعتقلته بعد فراره من خدمة العلم رفضا لممارسات الجيش النظامي.
مشايخ السويداء يصفعون الأمن لإجبارهم سيدة على رفع صورة الأسد
8 أبريل 2014
انهالت مجموعة من مشايخ السويداء بالضرب على دورية تابعة للأمن الجنائي بالقرب من مبنى المحافظة في المدينة على خلفية تعمد عناصر الأخيرة الزج بسيدة ترتدي زي “الدين” إلى حمل صورة لرأس النظام بشار الأسد أمام خيمة نصبها عناصر الأمن والشبيحة لدعم الأسد في حملته الانتخابية.
وأفاد أحد أعضاء تنسيقية محافظة السويداء لأورينت نت بأن عددا من المشايخ أجبروا دورية تابعة للأمن على الانسحاب من ساحة المحافظة على خلفية قيامهم بالتوظيف الرخيص لزي الدين لأبناء الدروز ضمن الحملة الانتخابية لبشار الأسد عبر جلب امرأة من قرية قنوات المجاورة تلبس زي الدين وإجبارها على حمل صورة بشار وتوجيهها بأن ترقص بها في ساحة المحافظة، فما كان إلا أن قام عدد من المشايخ بالهجوم على الأمن والشبيحة وأوسعوهم ضرباً وقاموا بتكسير صور بشار الأسد في المكان وحطموا مكبرات الصوت والكراسي فوق رؤوس الشبيحة.
وأضاف أنه تبيّن للمشايخ أن جلب المرأة بهذه الطريقة لكي تحمل صورة الأسد هي لعبة وفتنة أمنية، فسارع إلى المكان حوالي 25 شيخا وقاموا بأخذ المرأة إلى ديارها بعد أن أوسعوا الشبيحة والأمن ضرباً ، مشيراً إلى وجود اجتماعات أمنية مكثفة لاحتواء الموقف كون تلك الحادثة تلقى استياء لدى أبناء السويداء عامة ولدى المشايخ خاصة.
يُذكر أن مكان تلك الخيمة التي تُستخدم للحملة الانتخابية لرأس النظام هي ضمن المربع الأمني للنظام في المحافظة ويوميّاً يأتون إليها بأطفال المدارس وشبيحة النظام ويُشغّلون مكبرات الصوت ويبدؤوا بالرقص والدبكة وسط استياء المارة وأبناء المحافظة من تلك مهرجانات النظام التي يصفونها بالخُلّبية والزائفة، في الوقت الذي أصبح فيه مواطن السويداء عاجزاً عن تأمين قوت يومه أمام مافيات النظام التي تتلاعب بالأسعار
8 أبريل 2014
انهالت مجموعة من مشايخ السويداء بالضرب على دورية تابعة للأمن الجنائي بالقرب من مبنى المحافظة في المدينة على خلفية تعمد عناصر الأخيرة الزج بسيدة ترتدي زي “الدين” إلى حمل صورة لرأس النظام بشار الأسد أمام خيمة نصبها عناصر الأمن والشبيحة لدعم الأسد في حملته الانتخابية.
وأفاد أحد أعضاء تنسيقية محافظة السويداء لأورينت نت بأن عددا من المشايخ أجبروا دورية تابعة للأمن على الانسحاب من ساحة المحافظة على خلفية قيامهم بالتوظيف الرخيص لزي الدين لأبناء الدروز ضمن الحملة الانتخابية لبشار الأسد عبر جلب امرأة من قرية قنوات المجاورة تلبس زي الدين وإجبارها على حمل صورة بشار وتوجيهها بأن ترقص بها في ساحة المحافظة، فما كان إلا أن قام عدد من المشايخ بالهجوم على الأمن والشبيحة وأوسعوهم ضرباً وقاموا بتكسير صور بشار الأسد في المكان وحطموا مكبرات الصوت والكراسي فوق رؤوس الشبيحة.
وأضاف أنه تبيّن للمشايخ أن جلب المرأة بهذه الطريقة لكي تحمل صورة الأسد هي لعبة وفتنة أمنية، فسارع إلى المكان حوالي 25 شيخا وقاموا بأخذ المرأة إلى ديارها بعد أن أوسعوا الشبيحة والأمن ضرباً ، مشيراً إلى وجود اجتماعات أمنية مكثفة لاحتواء الموقف كون تلك الحادثة تلقى استياء لدى أبناء السويداء عامة ولدى المشايخ خاصة.
يُذكر أن مكان تلك الخيمة التي تُستخدم للحملة الانتخابية لرأس النظام هي ضمن المربع الأمني للنظام في المحافظة ويوميّاً يأتون إليها بأطفال المدارس وشبيحة النظام ويُشغّلون مكبرات الصوت ويبدؤوا بالرقص والدبكة وسط استياء المارة وأبناء المحافظة من تلك مهرجانات النظام التي يصفونها بالخُلّبية والزائفة، في الوقت الذي أصبح فيه مواطن السويداء عاجزاً عن تأمين قوت يومه أمام مافيات النظام التي تتلاعب بالأسعار
صوامع درعا والطريق المفتوح لتحرير المدينة
محمـد الإمـام
5 نيسان 2014
دمشق - خلال ساعة واحدة سقطت ثكنة الصوامع ذات الأهمية الإستراتيجية لدفاعات النظام السوري عن مدينة درعا من الجهة الشرقية. المعركة العنيفة التي بدأت صباح الجمعة 21/3/2014 تركّزت على بعد 1 كم شرق مدينة درعا، واستهدفت إضافة إلى ثكنة الصوامع شديدة التحصين، حاجزين كبيرين للنظام في ذات المنطقة هما حاجز قصاد وحاجز سكة غرز، ليتحول النصف الشرقي من المدينة إلى دريئة مكشوفة لنيران الجيش الحر.
جاءت هذه العملية بعد يومين من تحرير سجن غرز (سجن درعا المركزي) ومحطة قطار غرز ومفرزة المخابرات الجوية القريبة، لتعزز تقدم الجيش الحر في الجبهة الجنوبية وتمنحه أفضلية الحسم في مدينة درعا التي ما زال النظام مسيطراً على نصفها تقريباً من خلال تمركز اللواء 12 فيها.
أحد الناشطين عزا هذا التسارع في سيطرة الجيش الحر إلى توحيد جميع فصائله في الريف الشرقي لدرعا تحت قيادة غرفة عمليات واحدة، عملت خلال شهرين على حصار المنطقة وصدّ الأرتال العسكرية التي سيّرها النظام لفك الحصار عن قطعاته، كما عملت على التحضير للمعركة التي أعلن الجيش الحر في نهايتها تحرير كامل الريف الشرقي من المحافظة، والذي تقدر مساحته 50% من المحافظة.
بدأت التحضيرات ليل الخميس 20/3/2014 عبر عملية تسلل من ثلاثة محاور استمرت لعشر ساعات، وما إن بدأت المعركة حتى سارع النظام للمساندة بقصف عنيف على منطقة العمليات بالمدفعية وراجمات الصواريخ والقنابل العنقودية، كانت الابنية السكنية في المدينة تهتز على وقعها الذي تجاوز ما شهدته المدينة منذ بدء الثورة.
المدافع المتوسطة والدوشكا االمتمركزة على أسطح مبنى الصوامع المطلة على المدينة والتي تكشف الجبهة الشرقية حتى الأوتستراد الدولي (دمشق نصيب) التي طالما أنهكت مقاتلي الجيش الحر بسبب ارتفاعها الكبير وإشرافها على مناطق العمليات، كانت على رأس الغنائم، إضافة إلى عربتي (ب م ب) بعد عمليات فرار واسعة لجنود النظام الذين تآكلت معنوياتهم بعد خسارة السجن المركزي المحصّن قبل يومين.
ضمن غرفة العمليات الموحدة شاركت في المعركة فرقة اليرموك ولواء فلوجة حوران ولواء مغاوير حوران ولواء توحيد الجنوب ولواء المهاجرين والأنصار، والتحقت بها ألوية العمري ولواء الكرامة الذين لم يساهموا في عمليات الحصار.
الناشط الإعلامي عمر الحوراني الذي رافق المقاتلين في معركة الصوامع، قال لـNOW إنه "بعد سقوط أحد أكبر الخطوط الحمر للنظام، ينفتح المجال لسقوط خطوط حمر جديدة داخل المربع الأمني في مدينة درعا الذي يتواجد فيه فرع الأمن السياسي والأمن العسكري وقصر المحافظة"، وأضاف: "أسطح الصوامع ستمكّن الجيش الحر من السيطرة على الأحياء الشرقية من المدينة مع حصار المدخل الرئيسي لها. لم يبقَ للنظام سوى طريق واحد من الشمال يتفرع من الأوتستراد عند خربة غزالة، سيكون صيد أرتال التعزيزات سهلاً أكثر، وسنستطيع التحكم بالطريق الدولية وحصار معبر نصيب الحدودي الدولي الذي يشكل آخر جزر النظام هنا".
وتوقّع الحوراني أن "تشهد الجبهة الجنوبية مفاجآت جديدة في الفترة القريبة القادمة عقب التطورات المتسارعة الأخيرة، وقال: "توحيد فصائل الحر في الريف الشرقي يفتح المجال أمام تشكيل جبهة عسكرية عريضة على غرار معركة الصوامع، للسيطرة على مزيد من المواقع التي تعتبر أشد إيلاماً للنظام لاسيما في القرى والمدن الواقعة على الطريق الدولي شمال خربة غزالة، حيث تتركز حشوده العسكرية ومركز ثقل قواته".
فهل سيكون التقدم السريع لقوات المعارضة في الجبهة الجنوبية فاتحة لمعركة كبرى منتظرة في دمشق، لاسيما مع تقدم الجيش الحر قبل يوم واحد على المحور الشرقي لمدينة دمشق والوصول إلى أعتاب ساحة العباسيين بعد السيطرة الكاملة على حي جوبر؟ النظام يفقد جزره العسكرية واحدة تلو الأخرى، وما يبدو من الاستراتيجية الجديدة للحر أنها تسير في حملة تطهير ممنهجة لهذه الجزر.
جاءت هذه العملية بعد يومين من تحرير سجن غرز (سجن درعا المركزي) ومحطة قطار غرز ومفرزة المخابرات الجوية القريبة، لتعزز تقدم الجيش الحر في الجبهة الجنوبية وتمنحه أفضلية الحسم في مدينة درعا التي ما زال النظام مسيطراً على نصفها تقريباً من خلال تمركز اللواء 12 فيها.
أحد الناشطين عزا هذا التسارع في سيطرة الجيش الحر إلى توحيد جميع فصائله في الريف الشرقي لدرعا تحت قيادة غرفة عمليات واحدة، عملت خلال شهرين على حصار المنطقة وصدّ الأرتال العسكرية التي سيّرها النظام لفك الحصار عن قطعاته، كما عملت على التحضير للمعركة التي أعلن الجيش الحر في نهايتها تحرير كامل الريف الشرقي من المحافظة، والذي تقدر مساحته 50% من المحافظة.
بدأت التحضيرات ليل الخميس 20/3/2014 عبر عملية تسلل من ثلاثة محاور استمرت لعشر ساعات، وما إن بدأت المعركة حتى سارع النظام للمساندة بقصف عنيف على منطقة العمليات بالمدفعية وراجمات الصواريخ والقنابل العنقودية، كانت الابنية السكنية في المدينة تهتز على وقعها الذي تجاوز ما شهدته المدينة منذ بدء الثورة.
المدافع المتوسطة والدوشكا االمتمركزة على أسطح مبنى الصوامع المطلة على المدينة والتي تكشف الجبهة الشرقية حتى الأوتستراد الدولي (دمشق نصيب) التي طالما أنهكت مقاتلي الجيش الحر بسبب ارتفاعها الكبير وإشرافها على مناطق العمليات، كانت على رأس الغنائم، إضافة إلى عربتي (ب م ب) بعد عمليات فرار واسعة لجنود النظام الذين تآكلت معنوياتهم بعد خسارة السجن المركزي المحصّن قبل يومين.
ضمن غرفة العمليات الموحدة شاركت في المعركة فرقة اليرموك ولواء فلوجة حوران ولواء مغاوير حوران ولواء توحيد الجنوب ولواء المهاجرين والأنصار، والتحقت بها ألوية العمري ولواء الكرامة الذين لم يساهموا في عمليات الحصار.
الناشط الإعلامي عمر الحوراني الذي رافق المقاتلين في معركة الصوامع، قال لـNOW إنه "بعد سقوط أحد أكبر الخطوط الحمر للنظام، ينفتح المجال لسقوط خطوط حمر جديدة داخل المربع الأمني في مدينة درعا الذي يتواجد فيه فرع الأمن السياسي والأمن العسكري وقصر المحافظة"، وأضاف: "أسطح الصوامع ستمكّن الجيش الحر من السيطرة على الأحياء الشرقية من المدينة مع حصار المدخل الرئيسي لها. لم يبقَ للنظام سوى طريق واحد من الشمال يتفرع من الأوتستراد عند خربة غزالة، سيكون صيد أرتال التعزيزات سهلاً أكثر، وسنستطيع التحكم بالطريق الدولية وحصار معبر نصيب الحدودي الدولي الذي يشكل آخر جزر النظام هنا".
وتوقّع الحوراني أن "تشهد الجبهة الجنوبية مفاجآت جديدة في الفترة القريبة القادمة عقب التطورات المتسارعة الأخيرة، وقال: "توحيد فصائل الحر في الريف الشرقي يفتح المجال أمام تشكيل جبهة عسكرية عريضة على غرار معركة الصوامع، للسيطرة على مزيد من المواقع التي تعتبر أشد إيلاماً للنظام لاسيما في القرى والمدن الواقعة على الطريق الدولي شمال خربة غزالة، حيث تتركز حشوده العسكرية ومركز ثقل قواته".
فهل سيكون التقدم السريع لقوات المعارضة في الجبهة الجنوبية فاتحة لمعركة كبرى منتظرة في دمشق، لاسيما مع تقدم الجيش الحر قبل يوم واحد على المحور الشرقي لمدينة دمشق والوصول إلى أعتاب ساحة العباسيين بعد السيطرة الكاملة على حي جوبر؟ النظام يفقد جزره العسكرية واحدة تلو الأخرى، وما يبدو من الاستراتيجية الجديدة للحر أنها تسير في حملة تطهير ممنهجة لهذه الجزر.
مقتل مسؤول الإشارة في حزب الله في معركة حلب
بيروت - شُيّعت بلدة النبطية، أمس الجمعة، مسؤول سلاح الإشارة في حزب الله حسين حسن حمادي، المُلّقب بصادق وذلك بعد مقتله إلى جانب 3 من عناصر حزب الله في كمين بمعركة حلب.
وشارك في التشييع مسؤول منطقة الجنوب الثاني في حزب الله علي ضعون وإمامم مدينة النبطية الشيخ عبدالحسين صادق، وفق ما أفاد مندوب NOW.
هذا وسيتمّ تشييع القتلى الثلاثة غداً الأحد في بلدات الجنوب اللبناني.
وشارك في التشييع مسؤول منطقة الجنوب الثاني في حزب الله علي ضعون وإمامم مدينة النبطية الشيخ عبدالحسين صادق، وفق ما أفاد مندوب NOW.
هذا وسيتمّ تشييع القتلى الثلاثة غداً الأحد في بلدات الجنوب اللبناني.
بعد سقوط رنكوس.. 90 في المائة من المعابر باتت مقفلة بوجه قوات المعارضة
سيطرة النظام وحزب الله على المنطقة الحدودية ستفصل لبنان ميدانيا عن سوريا
بيروت: بولا أسطيح
شارف النظام السوري ومقاتلو حزب الله على إمساك كامل الحدود اللبنانية - السورية بعد سيطرتهم، أمس، على بلدة رنكوس الحدودية، مما سينعكس سلبا على حركة المعارضين السوريين الذين كانوا يتعاطون مع أكثر من بلدة لبنانية حدودية على أنها قواعد خلفية لهم تمدهم بالسلاح في فترة من الفترات وبالمساعدات الإنسانية الصحية واللوجستية.وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في حديث مع «الشرق الأوسط»، إنه «لم يتبق إلا كيلومترات قليلة قبل بسط حزب الله وقوات النظام السوري سيطرتهم على كامل الحدود اللبنانية - السورية مما سينعكس سلبا على قوات المعارضة».
وأشار عبد الرحمن إلى أن الواقع الميداني الحالي سيفرض «صعوبة في تحرك المقاتلين الذين كانوا يتلقون السلاح والمساعدات عبر أكثر من منطقة لبنانية»، كما سيعوق نقل الحالات الإنسانية وخاصة الجرحى من المقاتلين لتلقي العلاج في لبنان.
وأوضح أن حزب الله بدأ يقيم مراكز ثابتة عند الحدود داخل الأراضي السورية لتأمين المعابر الحدودية، لافتا إلى أن الجيش اللبناني سيتولى الجهة اللبنانية من هذه الحدود.
وتمتد الحدود اللبنانية - السورية في الشمال والشرق على مسافة 467 كيلومترا، بحسب الخبير العسكري والاستراتيجي أمين حطيط الذي أكد أن نحو 90 في المائة منها بات تحت سيطرة الجيش السوري.
ولفت حطيط في حديث مع «الشرق الأوسط» إلى أن «لبنان انفصل ميدانيا عن الأزمة السورية بعد تطهير منطقة القلمون وقبلها مناطق القصير وحمص والزارة وقلعة الحصن»، مشيرا إلى أن الجيش السوري رسم بذلك «منطقة عازلة يسيطر عليها كليا وعزل بذلك لبنان عن أزمة بلاده».
وتربط لبنان بسوريا خمسة معابر شرعية، و18 معبرا فرعيا غير شرعي، و15 معبرا ثانويا غير شرعي، أي ما مجموعه 38 معبرا باتت قوات النظام السوري تسيطر على معظمها مع بقاء ثلاثة معابر مفتوحة فقط أمام عناصر المعارضة من المشاة باعتبار أنها معابر ضيقة لا يمكن أن تسلكها السيارات.
وتوقع حطيط أن تتراجع عمليات الهجمات الانتحارية والسيارات المفخخة في لبنان بعد إغلاق كامل الحدود اللبنانية - السورية بنسبة تتراوح ما بين 80 و90 في المائة، وفي ظل عدم إمكانية مرور سيارات مفخخة من سوريا إلى لبنان كما كان يحصل في وقت سابق، وأضاف: «وتأتي الخطة الأمنية التي تطبق في أكثر من منطقة لبنانية امتدادا مباشرا لنجاح النظام السوري بإحكام السيطرة على المناطق الحدودية مما يضمن نجاحها».
وشهد لبنان منذ الصيف الماضي أكثر من عملية تفجير بسيارات مفخخة أو انتحاريين استهدفوا مناطق نفوذ حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية كما في منطقة البقاع شرق البلاد، كما طالت هذه العمليات حواجز للجيش اللبناني وتبنت معظمها مجموعات متطرفة أبرزها «جبهة النصرة في لبنان» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش).
ويؤكد المدير التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري (إينجما) رياض قهوجي، أنه «ما دام القتال والأزمة مستمرين في سوريا فإن لبنان سيكون حتما متأثرا إلى حد بعيد بما هو حاصل لدى جارته حتى ولو نجح حزب الله والنظام السوري بالسيطرة على كامل المناطق الحدودية».
ولفت قهوجي في حديث مع «الشرق الأوسط»، إلى أنه باعتبار أن منطقة القلمون سلسلة جبال، فبالتالي «ستستمر عمليات التسلل ونصب الكمائن مما قد يؤدي إلى استمرار القصف المتقطع على أهداف محددة في منطقة البقاع اللبناني إن لم نقل سيتضاعف هذا القصف».
وأوضح قهوجي أن تراجع الهجمات الإرهابية في لبنان قد لا يدوم في حال استمرار فتح الحدود لدعم النظام السوري عسكريا، وأضاف: «التداعيات السلبية لمشاركة حزب الله بالقتال إلى جانب النظام السوري ستستمر وقد تطيح بالاستقرار الهش الذي تشهده البلاد خاصة أن الإرهابيين قد يجدون أساليب جديدة لضرب الداخل اللبناني بعد تأقلمهم مع المعطيات الحالية».
ولفت إلى أنه «على الرغم من أن لبنان لم يعد مصدرا وقاعدة لمساعدة الثوار، فإن ذلك لا يعني أنه عامل قد يقضي على الثورة السورية باعتبارها تتلقى دعما كبيرا يأتي من الشمال والجنوب والشرق».
وكان أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، طمأن مطلع الأسبوع الحالي إلى أن «خطر التفجيرات الإرهابية في الداخل اللبناني تراجع كثيرا»، منوها بـ«الإجراءات الحدودية من الجانبين اللبناني والسوري».
شارف النظام السوري ومقاتلو حزب الله على إمساك كامل الحدود اللبنانية - السورية بعد سيطرتهم، أمس، على بلدة رنكوس الحدودية، مما سينعكس سلبا على حركة المعارضين السوريين الذين كانوا يتعاطون مع أكثر من بلدة لبنانية حدودية على أنها قواعد خلفية لهم تمدهم بالسلاح في فترة من الفترات وبالمساعدات الإنسانية الصحية واللوجستية.وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في حديث مع «الشرق الأوسط»، إنه «لم يتبق إلا كيلومترات قليلة قبل بسط حزب الله وقوات النظام السوري سيطرتهم على كامل الحدود اللبنانية - السورية مما سينعكس سلبا على قوات المعارضة».
وأشار عبد الرحمن إلى أن الواقع الميداني الحالي سيفرض «صعوبة في تحرك المقاتلين الذين كانوا يتلقون السلاح والمساعدات عبر أكثر من منطقة لبنانية»، كما سيعوق نقل الحالات الإنسانية وخاصة الجرحى من المقاتلين لتلقي العلاج في لبنان.
وأوضح أن حزب الله بدأ يقيم مراكز ثابتة عند الحدود داخل الأراضي السورية لتأمين المعابر الحدودية، لافتا إلى أن الجيش اللبناني سيتولى الجهة اللبنانية من هذه الحدود.
وتمتد الحدود اللبنانية - السورية في الشمال والشرق على مسافة 467 كيلومترا، بحسب الخبير العسكري والاستراتيجي أمين حطيط الذي أكد أن نحو 90 في المائة منها بات تحت سيطرة الجيش السوري.
ولفت حطيط في حديث مع «الشرق الأوسط» إلى أن «لبنان انفصل ميدانيا عن الأزمة السورية بعد تطهير منطقة القلمون وقبلها مناطق القصير وحمص والزارة وقلعة الحصن»، مشيرا إلى أن الجيش السوري رسم بذلك «منطقة عازلة يسيطر عليها كليا وعزل بذلك لبنان عن أزمة بلاده».
وتربط لبنان بسوريا خمسة معابر شرعية، و18 معبرا فرعيا غير شرعي، و15 معبرا ثانويا غير شرعي، أي ما مجموعه 38 معبرا باتت قوات النظام السوري تسيطر على معظمها مع بقاء ثلاثة معابر مفتوحة فقط أمام عناصر المعارضة من المشاة باعتبار أنها معابر ضيقة لا يمكن أن تسلكها السيارات.
وتوقع حطيط أن تتراجع عمليات الهجمات الانتحارية والسيارات المفخخة في لبنان بعد إغلاق كامل الحدود اللبنانية - السورية بنسبة تتراوح ما بين 80 و90 في المائة، وفي ظل عدم إمكانية مرور سيارات مفخخة من سوريا إلى لبنان كما كان يحصل في وقت سابق، وأضاف: «وتأتي الخطة الأمنية التي تطبق في أكثر من منطقة لبنانية امتدادا مباشرا لنجاح النظام السوري بإحكام السيطرة على المناطق الحدودية مما يضمن نجاحها».
وشهد لبنان منذ الصيف الماضي أكثر من عملية تفجير بسيارات مفخخة أو انتحاريين استهدفوا مناطق نفوذ حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية كما في منطقة البقاع شرق البلاد، كما طالت هذه العمليات حواجز للجيش اللبناني وتبنت معظمها مجموعات متطرفة أبرزها «جبهة النصرة في لبنان» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش).
ويؤكد المدير التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري (إينجما) رياض قهوجي، أنه «ما دام القتال والأزمة مستمرين في سوريا فإن لبنان سيكون حتما متأثرا إلى حد بعيد بما هو حاصل لدى جارته حتى ولو نجح حزب الله والنظام السوري بالسيطرة على كامل المناطق الحدودية».
ولفت قهوجي في حديث مع «الشرق الأوسط»، إلى أنه باعتبار أن منطقة القلمون سلسلة جبال، فبالتالي «ستستمر عمليات التسلل ونصب الكمائن مما قد يؤدي إلى استمرار القصف المتقطع على أهداف محددة في منطقة البقاع اللبناني إن لم نقل سيتضاعف هذا القصف».
وأوضح قهوجي أن تراجع الهجمات الإرهابية في لبنان قد لا يدوم في حال استمرار فتح الحدود لدعم النظام السوري عسكريا، وأضاف: «التداعيات السلبية لمشاركة حزب الله بالقتال إلى جانب النظام السوري ستستمر وقد تطيح بالاستقرار الهش الذي تشهده البلاد خاصة أن الإرهابيين قد يجدون أساليب جديدة لضرب الداخل اللبناني بعد تأقلمهم مع المعطيات الحالية».
ولفت إلى أنه «على الرغم من أن لبنان لم يعد مصدرا وقاعدة لمساعدة الثوار، فإن ذلك لا يعني أنه عامل قد يقضي على الثورة السورية باعتبارها تتلقى دعما كبيرا يأتي من الشمال والجنوب والشرق».
وكان أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، طمأن مطلع الأسبوع الحالي إلى أن «خطر التفجيرات الإرهابية في الداخل اللبناني تراجع كثيرا»، منوها بـ«الإجراءات الحدودية من الجانبين اللبناني والسوري».
إسرائيل تؤكد استخدم الأسد أسلحة كيماوية في دمشق قبل أسبوعين
أمين عام الائتلاف: يستخدمه كوسيلة لإرهاب السوريين
رام الله: كفاح زبون لندن: «الشرق الأوسط»
قال الدكتور بدر جاموس الأمين العام للائتلاف الوطني السوري المعارض إن «لدى المعارضة السورية معلومات مؤكدة مصدرها ناشطون سوريون تفيد بأن نظام الرئيس بشار الأسد عاد لاستخدام السلاح الكيماوي أكثر من مرة مؤخرا في مناطق عدة بريف دمشق».وجاء تعليق أمين عام الائتلاف بعد إعلان مسؤول أمني إسرائيلي كبير عن أن لدى إسرائيل أدلة تدعم اتهامات المعارضة السورية لقوات موالية للأسد باستخدام أسلحة كيماوية في دمشق قبل أسبوعين.
وقال جاموس في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن «النظام مني بالكثير من الخسائر مؤخرا في أكثر من منطقة جنوبي البلاد وشمالها، لذلك يستخدم السلاح الكيماوي كوسيلة لإرهاب السوريين في المناطق الملتهبة ضده»، مطالبا «المجتمع الدولي وخصوصا بعد خروج بعض الشهود من سوريا، والذين أثبتوا بشكل قاطع استخدام النظام لهذه الأسلحة المحرمة إضافة إلى التقارير الغربية المتطابقة، بتطبيق العدالة الدولية ومحاسبة المجرمين من النظام السوري».
وكان مسؤول أمني إسرائيلي كبير قال لوسائل إعلام إسرائيلية إن «القوات السورية النظامية استخدمت بالفعل، في 27 مارس (آذار) الماضي، الكيماوي في هجومين شرق دمشق».
وكان المسؤول الإسرائيلي يشير إلى هجوم شن في آخر خميس من مارس، وخلف عشرات القتلى والجرحى في صفوف المسلحين والمدنيين.
وأوضح المسؤول، الذي لم يكشف عن اسمه، أن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن المادة التي استخدمتها قوات الأسد «غير مدرجة على قائمة المواد المحظورة حسب المعاهدات الدولية، وهو ما سمح لقوات الأسد باستخدامها رغم اتفاق نزع السلاح الكيماوي». وأضاف: «المادة التي استخدمها الأسد مصنفة كمادة عازلة، وليست فتاكة، لكنها تبقى مادة كيماوية من دون شك». وتابع أن هذه المادة، التي لم يسمها، «غير مدرجة على قائمة المواد المحظورة حسب المعاهدات الدولية، ولذلك فإنه غير مطلوب منه التخلص منها وفق اتفاق نزع الأسلحة، وهو غير ملزم بذلك». بينما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن «المادة الكيماوية المستخدمة قادرة على شل حركة الأفراد لعدة ساعات».
وتراقب إسرائيل عن كثب كل الخطوات السورية المتعلقة بالسلاح الكيماوي، خشية نقل بعض هذه الأسلحة إلى جهات «معادية» في إشارة إلى حزب الله اللبناني، أو تحسبا من إخفاء قسم من هذه الأسلحة.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إنه «بموجب اتفاق نزع السلاح الكيماوي من سوريا، أخرجت سوريا من أراضيها حتى الآن نحو 60 في المائة من وسائل القتال الكيماوية التي كانت بحوزتها». وتحدث وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، أمس، عن الأزمة السورية، قائلا إنها «لم تؤثر على إسرائيل حتى الآن». وأضاف أنها «حرب داخلية، قوات المعارضة تضغط على النظام وتسيطر الآن على 60 في المائة من الأراضي، بينما الأسد يسيطر على 40 في المائة من أراضي الدولة».
اتهمت المعارضة السورية مجددا قوات الرئيس بشار الأسد باستخدام غاز سام في سوريا. وعرض نشطاء من المكتب الإعلامي لجوبر، لقطات لرجل فاقد للوعي، فيما يبدو يرقد على فراش ويعالجه مسعفون.
ويأتي الهجوم «الكيماوي» على حي جوبر في العاصمة دمشق، بعد أسبوع من إرسال الحكومة السورية خطابا إلى الأمم المتحدة تزعم أن لديها دليلا على أن جماعات لمقاتلي المعارضة تخطط لهجوم بغاز سام في نفس المنطقة.
وفي غضون ذلك, تتواصل حلقة العنف في مناطق سورية عدة، وسط استمرار المواجهات في ريف اللاذقية بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام بهدف السيطرة على النقطة 45 التي تضم بلدة القرداحة. وقد أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات المعارضة استعادت السيطرة على البرج من قوات النظام التي أحكمت قبضتها عليه فترة قصيرة قبل أن تحتدم الاشتباكات مجددا.
إسرائيل تؤكد استخدم الأسد أسلحة كيماوية في دمشق قبل أسبوعين
أمين عام الائتلاف: يستخدمه كوسيلة لإرهاب السوريين
رام الله: كفاح زبون لندن: «الشرق الأوسط»
قال الدكتور بدر جاموس الأمين العام للائتلاف الوطني السوري المعارض إن «لدى المعارضة السورية معلومات مؤكدة مصدرها ناشطون سوريون تفيد بأن نظام الرئيس بشار الأسد عاد لاستخدام السلاح الكيماوي أكثر من مرة مؤخرا في مناطق عدة بريف دمشق».وجاء تعليق أمين عام الائتلاف بعد إعلان مسؤول أمني إسرائيلي كبير عن أن لدى إسرائيل أدلة تدعم اتهامات المعارضة السورية لقوات موالية للأسد باستخدام أسلحة كيماوية في دمشق قبل أسبوعين.
وقال جاموس في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن «النظام مني بالكثير من الخسائر مؤخرا في أكثر من منطقة جنوبي البلاد وشمالها، لذلك يستخدم السلاح الكيماوي كوسيلة لإرهاب السوريين في المناطق الملتهبة ضده»، مطالبا «المجتمع الدولي وخصوصا بعد خروج بعض الشهود من سوريا، والذين أثبتوا بشكل قاطع استخدام النظام لهذه الأسلحة المحرمة إضافة إلى التقارير الغربية المتطابقة، بتطبيق العدالة الدولية ومحاسبة المجرمين من النظام السوري».
وكان مسؤول أمني إسرائيلي كبير قال لوسائل إعلام إسرائيلية إن «القوات السورية النظامية استخدمت بالفعل، في 27 مارس (آذار) الماضي، الكيماوي في هجومين شرق دمشق».
وكان المسؤول الإسرائيلي يشير إلى هجوم شن في آخر خميس من مارس، وخلف عشرات القتلى والجرحى في صفوف المسلحين والمدنيين.
وأوضح المسؤول، الذي لم يكشف عن اسمه، أن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن المادة التي استخدمتها قوات الأسد «غير مدرجة على قائمة المواد المحظورة حسب المعاهدات الدولية، وهو ما سمح لقوات الأسد باستخدامها رغم اتفاق نزع السلاح الكيماوي». وأضاف: «المادة التي استخدمها الأسد مصنفة كمادة عازلة، وليست فتاكة، لكنها تبقى مادة كيماوية من دون شك». وتابع أن هذه المادة، التي لم يسمها، «غير مدرجة على قائمة المواد المحظورة حسب المعاهدات الدولية، ولذلك فإنه غير مطلوب منه التخلص منها وفق اتفاق نزع الأسلحة، وهو غير ملزم بذلك». بينما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن «المادة الكيماوية المستخدمة قادرة على شل حركة الأفراد لعدة ساعات».
وتراقب إسرائيل عن كثب كل الخطوات السورية المتعلقة بالسلاح الكيماوي، خشية نقل بعض هذه الأسلحة إلى جهات «معادية» في إشارة إلى حزب الله اللبناني، أو تحسبا من إخفاء قسم من هذه الأسلحة.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إنه «بموجب اتفاق نزع السلاح الكيماوي من سوريا، أخرجت سوريا من أراضيها حتى الآن نحو 60 في المائة من وسائل القتال الكيماوية التي كانت بحوزتها». وتحدث وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، أمس، عن الأزمة السورية، قائلا إنها «لم تؤثر على إسرائيل حتى الآن». وأضاف أنها «حرب داخلية، قوات المعارضة تضغط على النظام وتسيطر الآن على 60 في المائة من الأراضي، بينما الأسد يسيطر على 40 في المائة من أراضي الدولة».
اتهمت المعارضة السورية مجددا قوات الرئيس بشار الأسد باستخدام غاز سام في سوريا. وعرض نشطاء من المكتب الإعلامي لجوبر، لقطات لرجل فاقد للوعي، فيما يبدو يرقد على فراش ويعالجه مسعفون.
ويأتي الهجوم «الكيماوي» على حي جوبر في العاصمة دمشق، بعد أسبوع من إرسال الحكومة السورية خطابا إلى الأمم المتحدة تزعم أن لديها دليلا على أن جماعات لمقاتلي المعارضة تخطط لهجوم بغاز سام في نفس المنطقة.
قال الدكتور بدر جاموس الأمين العام للائتلاف الوطني السوري المعارض إن «لدى المعارضة السورية معلومات مؤكدة مصدرها ناشطون سوريون تفيد بأن نظام الرئيس بشار الأسد عاد لاستخدام السلاح الكيماوي أكثر من مرة مؤخرا في مناطق عدة بريف دمشق».وجاء تعليق أمين عام الائتلاف بعد إعلان مسؤول أمني إسرائيلي كبير عن أن لدى إسرائيل أدلة تدعم اتهامات المعارضة السورية لقوات موالية للأسد باستخدام أسلحة كيماوية في دمشق قبل أسبوعين.
وقال جاموس في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن «النظام مني بالكثير من الخسائر مؤخرا في أكثر من منطقة جنوبي البلاد وشمالها، لذلك يستخدم السلاح الكيماوي كوسيلة لإرهاب السوريين في المناطق الملتهبة ضده»، مطالبا «المجتمع الدولي وخصوصا بعد خروج بعض الشهود من سوريا، والذين أثبتوا بشكل قاطع استخدام النظام لهذه الأسلحة المحرمة إضافة إلى التقارير الغربية المتطابقة، بتطبيق العدالة الدولية ومحاسبة المجرمين من النظام السوري».
وكان مسؤول أمني إسرائيلي كبير قال لوسائل إعلام إسرائيلية إن «القوات السورية النظامية استخدمت بالفعل، في 27 مارس (آذار) الماضي، الكيماوي في هجومين شرق دمشق».
وكان المسؤول الإسرائيلي يشير إلى هجوم شن في آخر خميس من مارس، وخلف عشرات القتلى والجرحى في صفوف المسلحين والمدنيين.
وأوضح المسؤول، الذي لم يكشف عن اسمه، أن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن المادة التي استخدمتها قوات الأسد «غير مدرجة على قائمة المواد المحظورة حسب المعاهدات الدولية، وهو ما سمح لقوات الأسد باستخدامها رغم اتفاق نزع السلاح الكيماوي». وأضاف: «المادة التي استخدمها الأسد مصنفة كمادة عازلة، وليست فتاكة، لكنها تبقى مادة كيماوية من دون شك». وتابع أن هذه المادة، التي لم يسمها، «غير مدرجة على قائمة المواد المحظورة حسب المعاهدات الدولية، ولذلك فإنه غير مطلوب منه التخلص منها وفق اتفاق نزع الأسلحة، وهو غير ملزم بذلك». بينما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن «المادة الكيماوية المستخدمة قادرة على شل حركة الأفراد لعدة ساعات».
وتراقب إسرائيل عن كثب كل الخطوات السورية المتعلقة بالسلاح الكيماوي، خشية نقل بعض هذه الأسلحة إلى جهات «معادية» في إشارة إلى حزب الله اللبناني، أو تحسبا من إخفاء قسم من هذه الأسلحة.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إنه «بموجب اتفاق نزع السلاح الكيماوي من سوريا، أخرجت سوريا من أراضيها حتى الآن نحو 60 في المائة من وسائل القتال الكيماوية التي كانت بحوزتها». وتحدث وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، أمس، عن الأزمة السورية، قائلا إنها «لم تؤثر على إسرائيل حتى الآن». وأضاف أنها «حرب داخلية، قوات المعارضة تضغط على النظام وتسيطر الآن على 60 في المائة من الأراضي، بينما الأسد يسيطر على 40 في المائة من أراضي الدولة».
اتهمت المعارضة السورية مجددا قوات الرئيس بشار الأسد باستخدام غاز سام في سوريا. وعرض نشطاء من المكتب الإعلامي لجوبر، لقطات لرجل فاقد للوعي، فيما يبدو يرقد على فراش ويعالجه مسعفون.
ويأتي الهجوم «الكيماوي» على حي جوبر في العاصمة دمشق، بعد أسبوع من إرسال الحكومة السورية خطابا إلى الأمم المتحدة تزعم أن لديها دليلا على أن جماعات لمقاتلي المعارضة تخطط لهجوم بغاز سام في نفس المنطقة.
وفي غضون ذلك, تتواصل حلقة العنف في مناطق سورية عدة، وسط استمرار المواجهات في ريف اللاذقية بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام بهدف السيطرة على النقطة 45 التي تضم بلدة القرداحة. وقد أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات المعارضة استعادت السيطرة على البرج من قوات النظام التي أحكمت قبضتها عليه فترة قصيرة قبل أن تحتدم الاشتباكات مجددا.
بشار الأسد وجبهة النصرة وداعش والشعب السوري
السبت 12 نيسان (أبريل) 2014
ترجمة: معن عاقل
تارة كي يحمي نفسه وتارة أخرى ليؤثر بالمعادلات الإقليمية والدولية، اعتاد النظام البعثي القابع في دمشق أن يستخدم منذ نهاية عقد السبعينات وبداية عقد الثمانينات سلاحين متعادلين في الخطورة للهيمنة: الإرهاب والإسلام.
كان لدى الفريق حافظ الأسد، منذ استيلائه على السلطة بانقلاب عسكري في عام 1970، طموحات كبيرة على الصعيد الشخصي وعلى صعيد سوريا: كان يحلم بالاستحواذ على مكانة جمال عبد الناصر التي تركها بموته قبل بضعة أشهر، ويريد أن يحتكر لنفسه لقب بطل المقاومة والممانعة لإسرائيل عدوة جميع العرب. لكن إمكانيات سورية المتاحة لم تكن على مستوى طموحاته: فشعبها محدود العدد واقتصادها معطل ومصادر الطاقة فيها شحيحة، كما أنها مرتبطة مالياً بأصدقائها ووصل بها الحال إلى استخدام المقايضة مع روسيا التي تعتبر المورد الرئيسي للسلاح إليها، وتعاني من عزلة شعبية في قلب العالم العربي، وسيأتي تحالفها لاحقاً مع ايران الشيعية بقيادة الإمام الخميني ليزيد من ريبة الرأي العام الشعبي حيال النظام السوري.
سيحل الإرهاب والإسلام إذاً مكان الجيش السوري الذي لم يعد بوسع حافظ الأسد استخدامه ضد العدو الاسرائيلي ولم يعد يريد ذلك، لم يعد بوسعه استخدامه بسبب تحييد الجيش المصري إثر اتفاقات كامب ديفيد عام 1978 التي تركت سورية وحيدة مكشوفة إزاء قوة جارها الجيش الاسرائيلي. ولم يعد يريد استخدامه لأنه ركز جهوده على الداخل وجعل من هذا الجيش وسيلة للحماية ونقل السلطة إلى ابنه البكر باسل، ثم بعد الموت المفاجئ لهذا الأخير، إلى شقيقه بشار، مستعيناً بأجهزة الأمن التي أصبحت القائد الحقيقي للدولة والمجتمع على حساب حزب البعث.
استوعب بشار الأسد دروس والده وآثر هو أيضاً التدخل متخفياً عبر وكلاء، ولم يتردد في بداية أعوام العقد الأول من هذا القرن في استخدام الاسلاميين والأعمال الارهابية في البلدان المجاورة له. نفذ هذه الاستراتيجية في دولتين هما: لبنان، وكان هدف حزب السلطة في دمشق هو تأبيد وضع يدها على الحياة السياسية والموارد الاقتصادية لهذا البلد، والعراق، الذي كان من المناسب فيه أن يمنع الأمريكيين الذين كسبوا الحرب من أن يربحوا السلام أيضاً، وأن يحول دون سعيهم، انطلاقاً من بغداد، إلى بسط مشروعهم في نشر الديمقراطية على سوريا في إطار الشرق الأوسط الكبير.
هكذا استخدم النظام السوري في عام 2003 الأئمة من أجل تجنيد مقاتلين للجهاد في العراق. ذهب هؤلاء لمساندة البعثيين السابقين والعسكريين الذين سرحتهم سلطة الاحتلال، وأسهموا في تحويل المقاومة الوطنية إلى مواجهة دينية. وفي عام 2005 مَوَّلَ محاولة الاغتيال التي أودت بحياة رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في بيروت وأقصى المعارضة اللبنانية التي تواجه بحزم استمرار التدخل السوري في بلدها. وفي عام 2006 ساعد على إظهار وتثبيت فتح الاسلام في نهر البارد بالقرب من طرابلس ليبرهن أن الوجود السوري ضروري للحفاظ على النظام والأمن في البلد الجار.
أكد توقيف ميشيل سماحة في آب 2012 أن أساليب بشار ارتقت إلى مستوى أساليب والده. فبعد أن أصبح وزير الاعلام اللبناني السابق عضواً في الفريق الإعلامي للأزمة التي يديرها الرئيس عبر مستشارته السياسية بثينة شعبان، نقل في سيارته من دمشق إلى بيروت أكثر من عشرين شحنة متفجرات. إحداها على الأقل كانت مخصصة لتوضع تحت سيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي صديق سورية. لأن موته الدراماتيكي ما كان ليلصق إلا بالارهابيين الاسلاميين، وكان سيؤجج بطبيعة الحال التوترات الطائفية في لبنان وسيحوّل الأنظار في الوقت ذاته عن الجرائم التي يقترفها النظام السوري ضد شعبه.
==
في تلك الأثناء وخلال العام 2011، تقدم بشار الأسد خطوة وجازف لأول مرة في سورية باللعب بورقة الإرهاب الاسلامي في بلده. فحين واجهته ثورة وصفتها معظم الدول الديمقراطية بالشرعية، بدأ فعلاً يشجع على تنفيذ ما تنبأ به قبل ذلك ببضعة أشهر. أطلق سراح مئات الجهاديين السوريين والأجانب الذين اعتقلهم خلال العقد السابق عند وصولهم إلى بلده من العراق أو لبنان.
منذ فترة وجيزة، حاول السفير بشار الجعفري، ممثل سوريا الدائم في الأمم المتحدة وعضو الوفد السوري في مفاوضات جنيف 2، تبرئة أجهزة الاستخبارات مؤكداً أنها لم تطلق سراح سوى مرتكبي الجنح والجرائم وأن تلك الأجهزة تجهل ميولهم الجهادية. وطبعاً هذا كذب، لأن المخابرات في سورية لا تفرج عن أحد قبل أن تحصل منه على جميع المعلومات التي تحتاجها، كما أنها تعرف حق المعرفة عندما تطلق سراح أي مجرم طبيعة معتقداته السياسية والدينية.
باتخاذهم قرار إطلاق سراح رجال يعرفون خطورتهم، تخلى بشار الأسد وبطانته عن شيء حتى لا يخسروا كل شيء. ومقابل الخسائر التي سيكبدها الجهاديون المنظمون في عصابات لقوى الأمن، سيكتفي النظام بحالة انعدام الثقة التي ستلتصق بالمعارضة والجيش الحر جراء مماثلتهم بالجهاديين، خاصة وأن ظهور وتوطد الجماعات الأسلامية سيردع دول أصدقاء سورية عن الايفاء بوعودهم وتقديم الدعم للمعارضة السياسية.
وفي بداية عام 2012 ظهرت في سورية منظمة اسمها الطويل يفصح عن برنامجها: جبهة نصرة أهل الشام من مجاهدي الشام في ساحات الجهاد. وسرعان ما رأت جبهة النصرة بقيادة أبو محمد الجولاني، وهو سوري الأصل من الجولان، أن النظرات والأضواء مسلطة عليها. وكان الانتباه الخاص الذي حظيت به نتيجة لانتشار سيطرتها وأسلوبها الواضح والمتعمد في الحكم. وقد فاجأت جبهة النصرة منذ إعلان تأسيسها في 24 كانون الأول 2012 كل العالم بتبنيها هجمات واعتداءات نُفّذَت في دمشق في ٢٣ كانون الاول 2011، ولم تردع هذه المفارقة وسائل إعلام النظام عن تركيز انتباهها على الوليد الجديد مؤكدة بذلك شبهة التواطؤ بين جبهة النصرة والمخابرات التي اعتُبِرَت حتى ذلك الحين المدبرة الحقيقية لتلك الاعتداءات إن لم تكن المنفذة المباشرة لها.
ثمة مظاهر غريبة اقترنت بهذه الهجمات. فقد نُفذت بمنهجية في أيام العطل، وتميزت بإثارة الكثير من الصوت، لكنها لم تُوقع إلا عدداً محدوداً من الضحايا بين عناصر أجهزة الأمن واقتصرت الأضرار على المادية، إضافة إلى ذلك، بدا منفذو هذه الهجمات أنهم يتصرفون بكميات وافرة من المتفجرات وهو ما يثير الاستغراب بالنسبة لجماعة تشكلت حديثاً، وفي بلد لا تباع فيه هذه الأنواع من المنتجات بحرية في الأسواق ولا في متاجر رامي مخلوف المعفية من الضرائب. وأيضاً لم تكن الجثث التي عُثر عليها في أماكن التفجيرات تخص أحداً، وكانت أحياناً في حالة تفسخ متقدمة، كما أن أصحابها لم يكونوا من المارة أو سكان الحي، وهو ما يوحي أنها أحضرت إلى المكان لزيادة العدد…إلخ، وفي الهجمات التالية المرتكبة فيما بعد، سيسود اعتقاد بأن المخابرات ضاعفت عدد الانتحاريين دون علمهم: صاروا يُقتلون في الطريق وهم متجهون إلى الهدف الذي حدده لهم زعيمهم عن طريق تفجير مركبتهم بالتحكم عن بعد، وبالطبع لم يعودوا موجودين ليفضحوا هذه الخيانة…
ورغم التحريض الإعلامي على جبهة النصرة التي تبنت نحو ستمئة عملية خلال العام الأول من وجودها، إلا أن النتائج لم تكن على مستوى توقعات أولئك الذين شجعوا ولادتها. فقد توقعوا الكثير من إطلاق سراح الجهاديين وخلق هذه الجماعة التي جذبت إلى صفوفها مئات المجاهدين القادمين من العراق وأمكنة أخرى، وبالتأكيد وضعتها الولايات المتحدة في كانون الأول عام 2012 على لائحة المنظمات الإرهابية. وبالتأكيد أيضاً، عدلت الحكومات الغربية عن ترجمة قراراتها، أي تسليم معدات عسكرية للمعارضة السورية مقابل إعادة تنظيمها وهيكلة الجيش الحر. وبالتأكيد أيضاً، لعبت المجموعة دورها كفزاعة بين الأقليات الطائفية التي يحتاجها النظام لحماية نفسه ولاستخدامها في دعايته وتوجيه رسالة إلى الغرب المسيحي على نحو خاص. وبالتأكيد أخيراً، عرف النظام كيف يستفيد من الأحكام المسبقة والنفور الشديد المتغلغلين في الرأي العام السياسي إزاء الجهاديين لينسب لهم جرائم ومجازر اقترفت في مدن أو قرى الحولة والقبير والتريمسة…. في حين أن من ارتكبها حقيقة هم الجيش والمخابرات والشبيحة والمليشيات من الزعران المأجورين عند عائلة الأسد.
لكن جبهة النصرة لم تسبب الاستنكار الكبير الذي كانت أجهزة المخابرات تتوقعه لدى المعارضين والثوار ومعظم سكان المناطق التي تخلصت من سطوة السلطة. ورد هؤلاء السكان على القرار الأمريكي في التظاهرة الاسبوعية ليوم 14 كانون الأول عام 2012 بأننا جميعاً جبهة النصرة وأن الإرهاب الوحيد في سورية هو إرهاب بشار الأسد.
يجب ألا تخدعنا هذه الشعارات. فهي تعبر عن التضامن وليس عن الانخراط في جبهة النصرة. لأن غالبية السوريين لا يريدون القاعدة في بلدهم. ولا يريدون في بلدهم الدولة الاسلامية التي يبتغيها أبو محمد الجولاني، الزعيم الخفي لجبهة النصرة الذي لم ير أحد وجهه. كما سنح لهم الوقت ليكتشفوا أن جبهة النصرة تركز هجماتها الانتحارية على المقرات والمراصد والمعسكرات وقوافل قوات النظام وتتبرأ عن الهجمات العمياء التي أغلب ضحاياها من المدنيين وتتجنب تنفيذ عمليات يخشى أن توقع الكثير من الضحايا الأبرياء، ولاحظوا أيضاً انضباط وتفاني وشجاعة هؤلاء الجهاديين في المعارك، ولم يراودهم شك في أنهم يريدون مثلهم تخليص سورية من بشار الأسد وطغمته العسكرية الأمنية. وفوق ذلك استفادوا في أماكن شتى من الخدمات المختلفة التي سعى مقاتلو جبهة النصرة لتقديمها إلى السكان من أجل سد النقص الحاصل جراء اختفاء مؤسسات الدولة. وأدركوا في النهاية أن بعض الشباب وصغار السن غير الجهاديين انضموا مؤقتاً إلى هذه الفزاعة ليساهموا بطريقة فعالة في قلب جماعة السلطة، الهدف الأول للثورة.
==
في هذا السياق، ظهر فجأة تنظيم آخر في شمال سورية حظي على شهرة مشؤومة خلال بضعة أسابيع: الدولة الاسلامية في العراق. يؤكد زعيمه أبو بكر البغدادي صادقاً أن جبهة النصرة ليست إلا إحدى تفريخات منظمته وينذر الجولاني بمبايعته مستنكراً طريقة عمله. إذ ثمة فرق كبير بين ممارسة رجال البغدادي في العراق وممارسة مقاتلي الجولاني في سورية. فرجال البغدادي يتباهون بتزمتهم إلى أقصى حد، وهو ما يقودهم إلى إعدام أولئك الذين لا يشاطروهم أفكارهم وتقترن عملياتهم المنفذة باسم الاسلام بجرائم القتل العمد. أما مقاتلو الجولاني فيلتزمون بتعاليم المذهبي السوري أبو مصعب السوري ويحرصون على الحفاظ على علاقات طبيعية ما أمكن مع سكان المناطق المحررة، بمن فيهم الأقليات، بحيث يمكن كسبهم أكثر من إخافتهم. حصل أبو محمد الجولاني على تأييد أيمن الظواهري خليفة أسامة بن لادن على رأس القاعدة فيما يتعلق برفضه الخضوع لزعيمه السابق، وسانده في رغبته بالانعتاق منه. وهكذا جعل الظواهري من جبهة النصرة الممثل الحقيقي الوحيد لتنظيمه في سورية وألزم البغدادي أن يقصر عمله على العراق. لكن الأخير لم يذعن، وحتى يؤكد طموحاته، أعاد زعيم الدولة الاسلامية في العراق تسمية تنظيمه بالدولة الاسلامية في العراق والشام، أي في سورية.
على أية حال لا تفسر فظاظة داعش، وهو اسم استخدم مؤخراً للسخرية ويتألف من الأحرف الأولى للدولة الاسلامية في العراق والشام، لا تفسر لوحدها كره غالبية السوريين الشديد، وحتى كره المخلصين للثورة، لهذا التنظيم. ومع أن عدد مقاتليه وتجربتهم العسكرية أكسبته قوة لا غبار عليها، إلا أن سلوكهم انعكس سلبياً على مجمل أولئك الذين ينعتهم النظام بالمتمردين.
ولا بد من الاشارة هنا أن النظام، مثلما استخدم عبارات المتسللين أو الإرهابيين، يستخدم كلمة المتمردين، وينشرها ليضع في السلة ذاتها جميع الذين يرفضون سلطته ويطالبون بتغيير نظامه السياسي… ومن ضمنهم أولئك الذين طالبوا باستخدام الأسلوب السلمي. وراح يشير بهذه المفردة إلى تشكيلة واسعة من الجماعات والأشخاص الذين لا يربط بينهم أي رابط وحتى لا علاقة لبعضهم إطلاقاً بالحركة الثورية. فعندما بادر المدنيون، بمساعدة المنشقين العسكريين، إلى حمل السلاح دفاعاً عن أنفسهم ضد هجمات الجيش ولضمان أمن المظاهرات وحماية أحيائهم، قلدهم أناس لا يريدون خدمة الثورة، وإنما أرادوا الاستفادة من ظروفها. وكما في جميع حالات الفوضى، لوحظ تكاثر جماعات سميت بالمتمردين مؤلفة من اللصوص وقطاع الطرق ومهربين من جميع الأصناف.
ولوحظ أيضاً بين الجماعات المتمردة رجال يعملون ضد الثورة وليس لصالحها. وبعد أن خلقت أجهزة أمن النظام هذه الجماعات أسوة ببعض الجماعات الاسلامية في الجزائر في وقت سابق ليس ببعيد، أوكلت إليها إثارة الشعور بالنفور من الثورة لدى ضحاياها عموماً ولدى طوائف الأقليات في المقام الأول وذلك عبر ارتكاب ممارسات فظيعة.
ومهما يكن من أمر، فإن الأعمال غير القانونية من ثأر وخطف وسلب وإعدامات بلا محاكمة التي ارتكبتها جماعات مختلفة من المتمردين، نادراً ما بلغت في وحشيتها وطابعها المنهجي الأعمال المشينة لداعش التي يشكل الأجانب نسبة كبيرة من زعمائها ومقاتليها…. وبينهم فرنسيين. وفي غضون أسابيع أثار سلوك هذا التنظيم سيلاً من الأسئلة.
فلاحظ السوريون في المناطق التي أقام فيها تنظيم البغدادي أنه يقاتل قوات النظام بشكل متقطع ويسعى للاستيلاء على جميع المنافذ الحدودية التي تؤمن له الوصول إلى تركيا والعراق. وهو لا يطمح فقط للاستيلاء عليها وإنما يطمح أيضاً إلى احتكار العائدات المالية الناتجة عن حق العبور، وإلى السيطرة على قسم كبير مما يدخل من شمال البلاد كالغذاء والدواء والوقود وأيضاً السلاح والذخيرة وأخيراً على عمال الإغاثة والصحفيين الأجانب، وبينما كان عمال الإغاثة والصحفيون الأجانب يقدمون خدماتهم للثورة، عن طريق اعتنائهم بالجرحى بشكل تطوعي ونقلهم كيفية تنظيم الثوار لأنفسهم في المناطق المحررة إلى الخارج، عمدت داعش إلى احتجازهم وخطفهم، وتردد السوريون في الحديث عن احتجازهم باعتبارهم رهائن. وراحوا يقارنون أسر داعش لهم بالاعتقالات التي تنفذها السلطة في المدن الخاضعة لسيطرتها. فكلاهما، أي داعش والسلطة، يريدان أن يحرما الناس الذين يرفضون سلطتهم من الرعاية وكلاهما يريدان منع نشر أية معلومات خارج سوريا تتناقض ودعايته.
وتساءل السوريون على سبيل المثال إن كان اعتقال الأب المسيحي باولو في الرقة نهاية شهر تموز عام 2013 يخدم مصالح داعش التي لم يُبد مؤسس دير مار موسى رأيه بشأنها وحتى سعى للتفاوض معها لتحرير المعتقلين أم يخدم مصالح السلطة في دمشق؟ في الحقيقة يعرف الجميع أن القس استنكر في أرجاء المعمورة عنف القمع الممارس على الشعب السوري وبرر انتفاضته. ويعرف الجميع أيضاً أنه بذل جهداً للتصدي لدعاية النظام الموجهة للدول المسيحية الكاثوليكية التقليدية وأن اعتقاله ترك الساحة فارغة أمام راهبة تتلاعب بها المخابرات.
وكذلك في المناطق المحررة نفسها، شعر السوريون بالصدمة من مواقف داعش إزاء المجتمع المدني الذي كانوا يحاولون أن يؤسسوه. وجدوا تشابهاً محيراً مع ما تمارسه أجهزة استخبارات النظام في أمكنة أخرى. فلم يكتف مقاتلو الجماعة بالتصرف على هواهم والتوقيف التعسفي وممارسة العنف ضد من لا يطبقون المبادئ التي يفرضونها، بل ورفضوا أيضاً سلطة المجالس المحلية واللجان القضائية مع أنها تطبق العدالة على أساس الشريعة والقانون الاسلامي. ومثل المخابرات، أعطى مقاتلو الجماعة الأولوية لاستهداف المعارضين السياسيين والناشطين، فاعتقلوهم وحطموا حواسبهم وأجهزة اتصالاتهم وأغلقوا مكاتبهم الإعلامية الجديدة وحظروا الجمعيات الخيرية والجمعيات غير السياسية، وعذبوا سجناءهم ولم يترددوا في قتلهم بالعشرات عندما واجهتهم صعوبات عسكرية. وهاجموا أخيراً قادة المجموعات العسكرية الذين رفضوا مبايعتهم أو أصروا على عدم التنازل لهم عن السلطة في المناطق التي يطمحون لاخضاعها لقواعد دولتهم حسبما يرونها: الدولة الاسلامية في العراق والشام.
==
كثير من السوريين مقتنعون أن داعش صنيعة أجهزة استخبارات النظام، وهم واثقون أن التنظيم استفاد من مساعدة ايران للحصول على موطىء قدم له في سورية اذ أن عدداً من مقاتليه مر عبرها … كما تؤكد جوازات السفر التي عثر عليها في حيازة بعض قتلاهم. ويعتقدون أيضاً أن تنظيم البغدادي حظي بدعم العراق الذي سهل عبور مئات الاسلاميين إلى سورية للانضمام إلى صفوفه بعد إخلاء سبيلهم من سجن أبو غريب إثر الهجوم الارهابي عليه في تموز 2013.
بينما لا يرى سوريون آخرون في داعش إلا حليفا ً موضوعياً للسلطة الحاكمة. وإذا كان هذا التنظيم قد ساعد النظام فبغير قصد، لأنه ينفذ برنامجاً استبداديا معادياً للديمقراطية ويشبه إلى حد بعيد الحزب القائد للدولة والمجتمع، كما كانت هي حال حزب البعث قبل تغيير الدستور في شباط 2012. ومع أن المحرك الإيديولوجي لداعش يناقض المحرك الإيديولوجي للنظام إلا أن ممارسات كليهما متشابهة تماماً.
إذاً لأسباب واقعية وعملية وليس لأنهم متواطئون، تجنب الجيش السوري قصف مواقع ومقرات داعش المعروفة للجميع. واكتفى النظام بالاستفادة من ممارسات جماعة كان يرغب بوجودها وينتظر منها أن ترهب السكان بتعصبها وأن تشوه صورة المتمردين والثورة وتحرض عدداً من السوريين على التقارب منه وتبرد حمية الدول الميالة الى التدخل.
وفي نهاية عام 2013، وصل ابتزاز داعش إلى حد أن سكان العديد من المناطق المحررة أظهروا غضبهم وطالبوا بسحب جميع مقاتليها من مدنهم. ومن جهة أخرى، قررت المجموعات المسلحة، ولا سيما الاسلامية منها التي عانت من ممارسات تنظيم البغدادي، قررت أخيراً الانتقال إلى الفعل. وقد تأخرت هذه الخطوة لعدة أسباب: التفوق العسكري الرادع لداعش، وأولوية القتال ضد النظام على الصراعات الداخلية، وصعوبة التوحد ضد هذا العدو المشترك وصعوبة الاتفاق مسبقاً حول الجماعة التي ستسفيد من إضعاف داعش أو من طردها، وربما الأهم مشكلة الفتنة الحساسة، الفتنة بين أفراد الجماعة التي ينبغي تجنبها بأي ثمن لأنها تعتبر إثماً عظيماً في الاسلام.
في بداية عام 2014 أزيلت الصعوبة الأخيرة بواسطة الآراء القضائية والفتاوى الصادرة من مختلف العلماء السوريين وغير السوريين الذين نعتوا رجال داعش بالخوارج، أي الناس الذين يقصون أنفسهم بأنفسهم عن الجماعة، وبالغلاة، أي المتطرفين في دين يدعو إلى التوازن والاعتدال والوسطية المثالية. إذاً صار بمقدور المعارضين أن يقاتلوا. وبعد أسابيع، في منتصف شهر آذار، اضطرت الدولة الاسلامية في العراق والشام لسحب الكثير من مقاتليها من المدن التي تسيطر عليها في غرب وجنوب حلب وأعادت تجميعها في محافظة الرقة التي بقيت مع القرى المحيطة بها معقلهم الرئيس في سورية.
بالتأكيد لم يتخلص السوريون من داعش التي بدأت تغير من استراتيجيتها وتسعى الآن إلى التجذر عوضاً عن الانتشار بحيث ترسخ أسس دولتها الاسلامية. غير أنهم ، أي السوريون، قد أثبتوا في هذا الشأن عدة أشياء مهمة للغاية:
أثبتوا أن الشعب السوري ليس أرضاً خصبة للقاعدة والمجموعات الجهادية. وإذا كان السوريون قد احتضنوا جبهة النصرة خلال عام ٢٠١١، فذلك بسبب عدم رؤيتهم للدول التي يعتمدون عليها، والدول الديموقراطية بشكل خاص، تقدم لهم العون لأنهم يحتاجونه للفرار من الموت. كانوا تائهين في المحيط وأمسكوا بخشبة النجاة الوحيدة التي وقعت تحت أيديهم، لكنهم بعد وصولهم سالمين إلى بر الأمان لا ينوون إطلاقاً استخدام هذه الخشبة في إعادة بناء وطنهم.
أثبتوا بعد ذلك أن الثورة السورية لن تؤدي حتماً إلى إقامة دولة اسلامية في سورية، كما تروج دعاية النظام لإخافة المجتمع الدولي وكبحه عن الفعل. إن سكان المناطق في شمال شرق سورية بوقوفهم ضد داعش، مع أنهم أناس بسطاء محرومون اقتصادياً، يؤكدون عدم استعدادهم، بعد أن دفعوا أثماناً باهظة للتحرر من نظام سياسي مستبد، للخضوع لتنظيم قمعي أيضاً ولا يحترم الحريات الفردية والعامة.
أثبتوا أيضاً أن النظام يكذب في إدعائه أنه يحارب الإرهاب ليشتري نجاته من الدول الغربية، كما فعل في افتتاح مفاوضات جنيف في مونترو في شهر كانون الثاني 2014. وقد أكدت سنوات الثورة الثلاث أن بشار الأسد لا يقاتل ضد الإرهاب وإنما يتلاعب بالإرهابيين، وأنه يتحمل المسؤولية الأساسية، بسبب شراسة القمع الذي ما زال يمارسه على شعبه وبسبب إطلاق سراح جهاديين خطرين، في ظهور جماعات راديكالية في سورية، كما يتحمل مسؤولية وصول الشباب المسلم من جميع البلدان، الراغبين في تقديم الدعم والمساندة لشعب خذله المجتمع الدولي.
أثبتوا أخيراً أن الشعب السوري عموماً والجيش الحر خصوصاً يشكلون تحالفاً أكثر جدية وديمومة من النظام حامي الأقليات الذي لم تمنعه علمانيته المزعومة أبداً من التحالف مع الجهاديين ومن استخدامهم ضد شعبه ليضمن بقاءه، وأثبتوا أن هذا التحالف كفيل بمواجهة التيارات الاسلامية ومكافحة الإرهاب الذي يقلق اليوم عدداً كبيراً من الدول.
السبت 12 نيسان (أبريل) 2014
ترجمة: معن عاقل
تارة كي يحمي نفسه وتارة أخرى ليؤثر بالمعادلات الإقليمية والدولية، اعتاد النظام البعثي القابع في دمشق أن يستخدم منذ نهاية عقد السبعينات وبداية عقد الثمانينات سلاحين متعادلين في الخطورة للهيمنة: الإرهاب والإسلام.
كان لدى الفريق حافظ الأسد، منذ استيلائه على السلطة بانقلاب عسكري في عام 1970، طموحات كبيرة على الصعيد الشخصي وعلى صعيد سوريا: كان يحلم بالاستحواذ على مكانة جمال عبد الناصر التي تركها بموته قبل بضعة أشهر، ويريد أن يحتكر لنفسه لقب بطل المقاومة والممانعة لإسرائيل عدوة جميع العرب. لكن إمكانيات سورية المتاحة لم تكن على مستوى طموحاته: فشعبها محدود العدد واقتصادها معطل ومصادر الطاقة فيها شحيحة، كما أنها مرتبطة مالياً بأصدقائها ووصل بها الحال إلى استخدام المقايضة مع روسيا التي تعتبر المورد الرئيسي للسلاح إليها، وتعاني من عزلة شعبية في قلب العالم العربي، وسيأتي تحالفها لاحقاً مع ايران الشيعية بقيادة الإمام الخميني ليزيد من ريبة الرأي العام الشعبي حيال النظام السوري.
سيحل الإرهاب والإسلام إذاً مكان الجيش السوري الذي لم يعد بوسع حافظ الأسد استخدامه ضد العدو الاسرائيلي ولم يعد يريد ذلك، لم يعد بوسعه استخدامه بسبب تحييد الجيش المصري إثر اتفاقات كامب ديفيد عام 1978 التي تركت سورية وحيدة مكشوفة إزاء قوة جارها الجيش الاسرائيلي. ولم يعد يريد استخدامه لأنه ركز جهوده على الداخل وجعل من هذا الجيش وسيلة للحماية ونقل السلطة إلى ابنه البكر باسل، ثم بعد الموت المفاجئ لهذا الأخير، إلى شقيقه بشار، مستعيناً بأجهزة الأمن التي أصبحت القائد الحقيقي للدولة والمجتمع على حساب حزب البعث.
استوعب بشار الأسد دروس والده وآثر هو أيضاً التدخل متخفياً عبر وكلاء، ولم يتردد في بداية أعوام العقد الأول من هذا القرن في استخدام الاسلاميين والأعمال الارهابية في البلدان المجاورة له. نفذ هذه الاستراتيجية في دولتين هما: لبنان، وكان هدف حزب السلطة في دمشق هو تأبيد وضع يدها على الحياة السياسية والموارد الاقتصادية لهذا البلد، والعراق، الذي كان من المناسب فيه أن يمنع الأمريكيين الذين كسبوا الحرب من أن يربحوا السلام أيضاً، وأن يحول دون سعيهم، انطلاقاً من بغداد، إلى بسط مشروعهم في نشر الديمقراطية على سوريا في إطار الشرق الأوسط الكبير.
هكذا استخدم النظام السوري في عام 2003 الأئمة من أجل تجنيد مقاتلين للجهاد في العراق. ذهب هؤلاء لمساندة البعثيين السابقين والعسكريين الذين سرحتهم سلطة الاحتلال، وأسهموا في تحويل المقاومة الوطنية إلى مواجهة دينية. وفي عام 2005 مَوَّلَ محاولة الاغتيال التي أودت بحياة رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في بيروت وأقصى المعارضة اللبنانية التي تواجه بحزم استمرار التدخل السوري في بلدها. وفي عام 2006 ساعد على إظهار وتثبيت فتح الاسلام في نهر البارد بالقرب من طرابلس ليبرهن أن الوجود السوري ضروري للحفاظ على النظام والأمن في البلد الجار.
أكد توقيف ميشيل سماحة في آب 2012 أن أساليب بشار ارتقت إلى مستوى أساليب والده. فبعد أن أصبح وزير الاعلام اللبناني السابق عضواً في الفريق الإعلامي للأزمة التي يديرها الرئيس عبر مستشارته السياسية بثينة شعبان، نقل في سيارته من دمشق إلى بيروت أكثر من عشرين شحنة متفجرات. إحداها على الأقل كانت مخصصة لتوضع تحت سيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي صديق سورية. لأن موته الدراماتيكي ما كان ليلصق إلا بالارهابيين الاسلاميين، وكان سيؤجج بطبيعة الحال التوترات الطائفية في لبنان وسيحوّل الأنظار في الوقت ذاته عن الجرائم التي يقترفها النظام السوري ضد شعبه.
==
في تلك الأثناء وخلال العام 2011، تقدم بشار الأسد خطوة وجازف لأول مرة في سورية باللعب بورقة الإرهاب الاسلامي في بلده. فحين واجهته ثورة وصفتها معظم الدول الديمقراطية بالشرعية، بدأ فعلاً يشجع على تنفيذ ما تنبأ به قبل ذلك ببضعة أشهر. أطلق سراح مئات الجهاديين السوريين والأجانب الذين اعتقلهم خلال العقد السابق عند وصولهم إلى بلده من العراق أو لبنان.
منذ فترة وجيزة، حاول السفير بشار الجعفري، ممثل سوريا الدائم في الأمم المتحدة وعضو الوفد السوري في مفاوضات جنيف 2، تبرئة أجهزة الاستخبارات مؤكداً أنها لم تطلق سراح سوى مرتكبي الجنح والجرائم وأن تلك الأجهزة تجهل ميولهم الجهادية. وطبعاً هذا كذب، لأن المخابرات في سورية لا تفرج عن أحد قبل أن تحصل منه على جميع المعلومات التي تحتاجها، كما أنها تعرف حق المعرفة عندما تطلق سراح أي مجرم طبيعة معتقداته السياسية والدينية.
باتخاذهم قرار إطلاق سراح رجال يعرفون خطورتهم، تخلى بشار الأسد وبطانته عن شيء حتى لا يخسروا كل شيء. ومقابل الخسائر التي سيكبدها الجهاديون المنظمون في عصابات لقوى الأمن، سيكتفي النظام بحالة انعدام الثقة التي ستلتصق بالمعارضة والجيش الحر جراء مماثلتهم بالجهاديين، خاصة وأن ظهور وتوطد الجماعات الأسلامية سيردع دول أصدقاء سورية عن الايفاء بوعودهم وتقديم الدعم للمعارضة السياسية.
وفي بداية عام 2012 ظهرت في سورية منظمة اسمها الطويل يفصح عن برنامجها: جبهة نصرة أهل الشام من مجاهدي الشام في ساحات الجهاد. وسرعان ما رأت جبهة النصرة بقيادة أبو محمد الجولاني، وهو سوري الأصل من الجولان، أن النظرات والأضواء مسلطة عليها. وكان الانتباه الخاص الذي حظيت به نتيجة لانتشار سيطرتها وأسلوبها الواضح والمتعمد في الحكم. وقد فاجأت جبهة النصرة منذ إعلان تأسيسها في 24 كانون الأول 2012 كل العالم بتبنيها هجمات واعتداءات نُفّذَت في دمشق في ٢٣ كانون الاول 2011، ولم تردع هذه المفارقة وسائل إعلام النظام عن تركيز انتباهها على الوليد الجديد مؤكدة بذلك شبهة التواطؤ بين جبهة النصرة والمخابرات التي اعتُبِرَت حتى ذلك الحين المدبرة الحقيقية لتلك الاعتداءات إن لم تكن المنفذة المباشرة لها.
ثمة مظاهر غريبة اقترنت بهذه الهجمات. فقد نُفذت بمنهجية في أيام العطل، وتميزت بإثارة الكثير من الصوت، لكنها لم تُوقع إلا عدداً محدوداً من الضحايا بين عناصر أجهزة الأمن واقتصرت الأضرار على المادية، إضافة إلى ذلك، بدا منفذو هذه الهجمات أنهم يتصرفون بكميات وافرة من المتفجرات وهو ما يثير الاستغراب بالنسبة لجماعة تشكلت حديثاً، وفي بلد لا تباع فيه هذه الأنواع من المنتجات بحرية في الأسواق ولا في متاجر رامي مخلوف المعفية من الضرائب. وأيضاً لم تكن الجثث التي عُثر عليها في أماكن التفجيرات تخص أحداً، وكانت أحياناً في حالة تفسخ متقدمة، كما أن أصحابها لم يكونوا من المارة أو سكان الحي، وهو ما يوحي أنها أحضرت إلى المكان لزيادة العدد…إلخ، وفي الهجمات التالية المرتكبة فيما بعد، سيسود اعتقاد بأن المخابرات ضاعفت عدد الانتحاريين دون علمهم: صاروا يُقتلون في الطريق وهم متجهون إلى الهدف الذي حدده لهم زعيمهم عن طريق تفجير مركبتهم بالتحكم عن بعد، وبالطبع لم يعودوا موجودين ليفضحوا هذه الخيانة…
ورغم التحريض الإعلامي على جبهة النصرة التي تبنت نحو ستمئة عملية خلال العام الأول من وجودها، إلا أن النتائج لم تكن على مستوى توقعات أولئك الذين شجعوا ولادتها. فقد توقعوا الكثير من إطلاق سراح الجهاديين وخلق هذه الجماعة التي جذبت إلى صفوفها مئات المجاهدين القادمين من العراق وأمكنة أخرى، وبالتأكيد وضعتها الولايات المتحدة في كانون الأول عام 2012 على لائحة المنظمات الإرهابية. وبالتأكيد أيضاً، عدلت الحكومات الغربية عن ترجمة قراراتها، أي تسليم معدات عسكرية للمعارضة السورية مقابل إعادة تنظيمها وهيكلة الجيش الحر. وبالتأكيد أيضاً، لعبت المجموعة دورها كفزاعة بين الأقليات الطائفية التي يحتاجها النظام لحماية نفسه ولاستخدامها في دعايته وتوجيه رسالة إلى الغرب المسيحي على نحو خاص. وبالتأكيد أخيراً، عرف النظام كيف يستفيد من الأحكام المسبقة والنفور الشديد المتغلغلين في الرأي العام السياسي إزاء الجهاديين لينسب لهم جرائم ومجازر اقترفت في مدن أو قرى الحولة والقبير والتريمسة…. في حين أن من ارتكبها حقيقة هم الجيش والمخابرات والشبيحة والمليشيات من الزعران المأجورين عند عائلة الأسد.
لكن جبهة النصرة لم تسبب الاستنكار الكبير الذي كانت أجهزة المخابرات تتوقعه لدى المعارضين والثوار ومعظم سكان المناطق التي تخلصت من سطوة السلطة. ورد هؤلاء السكان على القرار الأمريكي في التظاهرة الاسبوعية ليوم 14 كانون الأول عام 2012 بأننا جميعاً جبهة النصرة وأن الإرهاب الوحيد في سورية هو إرهاب بشار الأسد.
يجب ألا تخدعنا هذه الشعارات. فهي تعبر عن التضامن وليس عن الانخراط في جبهة النصرة. لأن غالبية السوريين لا يريدون القاعدة في بلدهم. ولا يريدون في بلدهم الدولة الاسلامية التي يبتغيها أبو محمد الجولاني، الزعيم الخفي لجبهة النصرة الذي لم ير أحد وجهه. كما سنح لهم الوقت ليكتشفوا أن جبهة النصرة تركز هجماتها الانتحارية على المقرات والمراصد والمعسكرات وقوافل قوات النظام وتتبرأ عن الهجمات العمياء التي أغلب ضحاياها من المدنيين وتتجنب تنفيذ عمليات يخشى أن توقع الكثير من الضحايا الأبرياء، ولاحظوا أيضاً انضباط وتفاني وشجاعة هؤلاء الجهاديين في المعارك، ولم يراودهم شك في أنهم يريدون مثلهم تخليص سورية من بشار الأسد وطغمته العسكرية الأمنية. وفوق ذلك استفادوا في أماكن شتى من الخدمات المختلفة التي سعى مقاتلو جبهة النصرة لتقديمها إلى السكان من أجل سد النقص الحاصل جراء اختفاء مؤسسات الدولة. وأدركوا في النهاية أن بعض الشباب وصغار السن غير الجهاديين انضموا مؤقتاً إلى هذه الفزاعة ليساهموا بطريقة فعالة في قلب جماعة السلطة، الهدف الأول للثورة.
==
في هذا السياق، ظهر فجأة تنظيم آخر في شمال سورية حظي على شهرة مشؤومة خلال بضعة أسابيع: الدولة الاسلامية في العراق. يؤكد زعيمه أبو بكر البغدادي صادقاً أن جبهة النصرة ليست إلا إحدى تفريخات منظمته وينذر الجولاني بمبايعته مستنكراً طريقة عمله. إذ ثمة فرق كبير بين ممارسة رجال البغدادي في العراق وممارسة مقاتلي الجولاني في سورية. فرجال البغدادي يتباهون بتزمتهم إلى أقصى حد، وهو ما يقودهم إلى إعدام أولئك الذين لا يشاطروهم أفكارهم وتقترن عملياتهم المنفذة باسم الاسلام بجرائم القتل العمد. أما مقاتلو الجولاني فيلتزمون بتعاليم المذهبي السوري أبو مصعب السوري ويحرصون على الحفاظ على علاقات طبيعية ما أمكن مع سكان المناطق المحررة، بمن فيهم الأقليات، بحيث يمكن كسبهم أكثر من إخافتهم. حصل أبو محمد الجولاني على تأييد أيمن الظواهري خليفة أسامة بن لادن على رأس القاعدة فيما يتعلق برفضه الخضوع لزعيمه السابق، وسانده في رغبته بالانعتاق منه. وهكذا جعل الظواهري من جبهة النصرة الممثل الحقيقي الوحيد لتنظيمه في سورية وألزم البغدادي أن يقصر عمله على العراق. لكن الأخير لم يذعن، وحتى يؤكد طموحاته، أعاد زعيم الدولة الاسلامية في العراق تسمية تنظيمه بالدولة الاسلامية في العراق والشام، أي في سورية.
على أية حال لا تفسر فظاظة داعش، وهو اسم استخدم مؤخراً للسخرية ويتألف من الأحرف الأولى للدولة الاسلامية في العراق والشام، لا تفسر لوحدها كره غالبية السوريين الشديد، وحتى كره المخلصين للثورة، لهذا التنظيم. ومع أن عدد مقاتليه وتجربتهم العسكرية أكسبته قوة لا غبار عليها، إلا أن سلوكهم انعكس سلبياً على مجمل أولئك الذين ينعتهم النظام بالمتمردين.
ولا بد من الاشارة هنا أن النظام، مثلما استخدم عبارات المتسللين أو الإرهابيين، يستخدم كلمة المتمردين، وينشرها ليضع في السلة ذاتها جميع الذين يرفضون سلطته ويطالبون بتغيير نظامه السياسي… ومن ضمنهم أولئك الذين طالبوا باستخدام الأسلوب السلمي. وراح يشير بهذه المفردة إلى تشكيلة واسعة من الجماعات والأشخاص الذين لا يربط بينهم أي رابط وحتى لا علاقة لبعضهم إطلاقاً بالحركة الثورية. فعندما بادر المدنيون، بمساعدة المنشقين العسكريين، إلى حمل السلاح دفاعاً عن أنفسهم ضد هجمات الجيش ولضمان أمن المظاهرات وحماية أحيائهم، قلدهم أناس لا يريدون خدمة الثورة، وإنما أرادوا الاستفادة من ظروفها. وكما في جميع حالات الفوضى، لوحظ تكاثر جماعات سميت بالمتمردين مؤلفة من اللصوص وقطاع الطرق ومهربين من جميع الأصناف.
ولوحظ أيضاً بين الجماعات المتمردة رجال يعملون ضد الثورة وليس لصالحها. وبعد أن خلقت أجهزة أمن النظام هذه الجماعات أسوة ببعض الجماعات الاسلامية في الجزائر في وقت سابق ليس ببعيد، أوكلت إليها إثارة الشعور بالنفور من الثورة لدى ضحاياها عموماً ولدى طوائف الأقليات في المقام الأول وذلك عبر ارتكاب ممارسات فظيعة.
ومهما يكن من أمر، فإن الأعمال غير القانونية من ثأر وخطف وسلب وإعدامات بلا محاكمة التي ارتكبتها جماعات مختلفة من المتمردين، نادراً ما بلغت في وحشيتها وطابعها المنهجي الأعمال المشينة لداعش التي يشكل الأجانب نسبة كبيرة من زعمائها ومقاتليها…. وبينهم فرنسيين. وفي غضون أسابيع أثار سلوك هذا التنظيم سيلاً من الأسئلة.
فلاحظ السوريون في المناطق التي أقام فيها تنظيم البغدادي أنه يقاتل قوات النظام بشكل متقطع ويسعى للاستيلاء على جميع المنافذ الحدودية التي تؤمن له الوصول إلى تركيا والعراق. وهو لا يطمح فقط للاستيلاء عليها وإنما يطمح أيضاً إلى احتكار العائدات المالية الناتجة عن حق العبور، وإلى السيطرة على قسم كبير مما يدخل من شمال البلاد كالغذاء والدواء والوقود وأيضاً السلاح والذخيرة وأخيراً على عمال الإغاثة والصحفيين الأجانب، وبينما كان عمال الإغاثة والصحفيون الأجانب يقدمون خدماتهم للثورة، عن طريق اعتنائهم بالجرحى بشكل تطوعي ونقلهم كيفية تنظيم الثوار لأنفسهم في المناطق المحررة إلى الخارج، عمدت داعش إلى احتجازهم وخطفهم، وتردد السوريون في الحديث عن احتجازهم باعتبارهم رهائن. وراحوا يقارنون أسر داعش لهم بالاعتقالات التي تنفذها السلطة في المدن الخاضعة لسيطرتها. فكلاهما، أي داعش والسلطة، يريدان أن يحرما الناس الذين يرفضون سلطتهم من الرعاية وكلاهما يريدان منع نشر أية معلومات خارج سوريا تتناقض ودعايته.
وتساءل السوريون على سبيل المثال إن كان اعتقال الأب المسيحي باولو في الرقة نهاية شهر تموز عام 2013 يخدم مصالح داعش التي لم يُبد مؤسس دير مار موسى رأيه بشأنها وحتى سعى للتفاوض معها لتحرير المعتقلين أم يخدم مصالح السلطة في دمشق؟ في الحقيقة يعرف الجميع أن القس استنكر في أرجاء المعمورة عنف القمع الممارس على الشعب السوري وبرر انتفاضته. ويعرف الجميع أيضاً أنه بذل جهداً للتصدي لدعاية النظام الموجهة للدول المسيحية الكاثوليكية التقليدية وأن اعتقاله ترك الساحة فارغة أمام راهبة تتلاعب بها المخابرات.
وكذلك في المناطق المحررة نفسها، شعر السوريون بالصدمة من مواقف داعش إزاء المجتمع المدني الذي كانوا يحاولون أن يؤسسوه. وجدوا تشابهاً محيراً مع ما تمارسه أجهزة استخبارات النظام في أمكنة أخرى. فلم يكتف مقاتلو الجماعة بالتصرف على هواهم والتوقيف التعسفي وممارسة العنف ضد من لا يطبقون المبادئ التي يفرضونها، بل ورفضوا أيضاً سلطة المجالس المحلية واللجان القضائية مع أنها تطبق العدالة على أساس الشريعة والقانون الاسلامي. ومثل المخابرات، أعطى مقاتلو الجماعة الأولوية لاستهداف المعارضين السياسيين والناشطين، فاعتقلوهم وحطموا حواسبهم وأجهزة اتصالاتهم وأغلقوا مكاتبهم الإعلامية الجديدة وحظروا الجمعيات الخيرية والجمعيات غير السياسية، وعذبوا سجناءهم ولم يترددوا في قتلهم بالعشرات عندما واجهتهم صعوبات عسكرية. وهاجموا أخيراً قادة المجموعات العسكرية الذين رفضوا مبايعتهم أو أصروا على عدم التنازل لهم عن السلطة في المناطق التي يطمحون لاخضاعها لقواعد دولتهم حسبما يرونها: الدولة الاسلامية في العراق والشام.
==
كثير من السوريين مقتنعون أن داعش صنيعة أجهزة استخبارات النظام، وهم واثقون أن التنظيم استفاد من مساعدة ايران للحصول على موطىء قدم له في سورية اذ أن عدداً من مقاتليه مر عبرها … كما تؤكد جوازات السفر التي عثر عليها في حيازة بعض قتلاهم. ويعتقدون أيضاً أن تنظيم البغدادي حظي بدعم العراق الذي سهل عبور مئات الاسلاميين إلى سورية للانضمام إلى صفوفه بعد إخلاء سبيلهم من سجن أبو غريب إثر الهجوم الارهابي عليه في تموز 2013.
بينما لا يرى سوريون آخرون في داعش إلا حليفا ً موضوعياً للسلطة الحاكمة. وإذا كان هذا التنظيم قد ساعد النظام فبغير قصد، لأنه ينفذ برنامجاً استبداديا معادياً للديمقراطية ويشبه إلى حد بعيد الحزب القائد للدولة والمجتمع، كما كانت هي حال حزب البعث قبل تغيير الدستور في شباط 2012. ومع أن المحرك الإيديولوجي لداعش يناقض المحرك الإيديولوجي للنظام إلا أن ممارسات كليهما متشابهة تماماً.
إذاً لأسباب واقعية وعملية وليس لأنهم متواطئون، تجنب الجيش السوري قصف مواقع ومقرات داعش المعروفة للجميع. واكتفى النظام بالاستفادة من ممارسات جماعة كان يرغب بوجودها وينتظر منها أن ترهب السكان بتعصبها وأن تشوه صورة المتمردين والثورة وتحرض عدداً من السوريين على التقارب منه وتبرد حمية الدول الميالة الى التدخل.
وفي نهاية عام 2013، وصل ابتزاز داعش إلى حد أن سكان العديد من المناطق المحررة أظهروا غضبهم وطالبوا بسحب جميع مقاتليها من مدنهم. ومن جهة أخرى، قررت المجموعات المسلحة، ولا سيما الاسلامية منها التي عانت من ممارسات تنظيم البغدادي، قررت أخيراً الانتقال إلى الفعل. وقد تأخرت هذه الخطوة لعدة أسباب: التفوق العسكري الرادع لداعش، وأولوية القتال ضد النظام على الصراعات الداخلية، وصعوبة التوحد ضد هذا العدو المشترك وصعوبة الاتفاق مسبقاً حول الجماعة التي ستسفيد من إضعاف داعش أو من طردها، وربما الأهم مشكلة الفتنة الحساسة، الفتنة بين أفراد الجماعة التي ينبغي تجنبها بأي ثمن لأنها تعتبر إثماً عظيماً في الاسلام.
في بداية عام 2014 أزيلت الصعوبة الأخيرة بواسطة الآراء القضائية والفتاوى الصادرة من مختلف العلماء السوريين وغير السوريين الذين نعتوا رجال داعش بالخوارج، أي الناس الذين يقصون أنفسهم بأنفسهم عن الجماعة، وبالغلاة، أي المتطرفين في دين يدعو إلى التوازن والاعتدال والوسطية المثالية. إذاً صار بمقدور المعارضين أن يقاتلوا. وبعد أسابيع، في منتصف شهر آذار، اضطرت الدولة الاسلامية في العراق والشام لسحب الكثير من مقاتليها من المدن التي تسيطر عليها في غرب وجنوب حلب وأعادت تجميعها في محافظة الرقة التي بقيت مع القرى المحيطة بها معقلهم الرئيس في سورية.
بالتأكيد لم يتخلص السوريون من داعش التي بدأت تغير من استراتيجيتها وتسعى الآن إلى التجذر عوضاً عن الانتشار بحيث ترسخ أسس دولتها الاسلامية. غير أنهم ، أي السوريون، قد أثبتوا في هذا الشأن عدة أشياء مهمة للغاية:
أثبتوا أن الشعب السوري ليس أرضاً خصبة للقاعدة والمجموعات الجهادية. وإذا كان السوريون قد احتضنوا جبهة النصرة خلال عام ٢٠١١، فذلك بسبب عدم رؤيتهم للدول التي يعتمدون عليها، والدول الديموقراطية بشكل خاص، تقدم لهم العون لأنهم يحتاجونه للفرار من الموت. كانوا تائهين في المحيط وأمسكوا بخشبة النجاة الوحيدة التي وقعت تحت أيديهم، لكنهم بعد وصولهم سالمين إلى بر الأمان لا ينوون إطلاقاً استخدام هذه الخشبة في إعادة بناء وطنهم.
أثبتوا بعد ذلك أن الثورة السورية لن تؤدي حتماً إلى إقامة دولة اسلامية في سورية، كما تروج دعاية النظام لإخافة المجتمع الدولي وكبحه عن الفعل. إن سكان المناطق في شمال شرق سورية بوقوفهم ضد داعش، مع أنهم أناس بسطاء محرومون اقتصادياً، يؤكدون عدم استعدادهم، بعد أن دفعوا أثماناً باهظة للتحرر من نظام سياسي مستبد، للخضوع لتنظيم قمعي أيضاً ولا يحترم الحريات الفردية والعامة.
أثبتوا أيضاً أن النظام يكذب في إدعائه أنه يحارب الإرهاب ليشتري نجاته من الدول الغربية، كما فعل في افتتاح مفاوضات جنيف في مونترو في شهر كانون الثاني 2014. وقد أكدت سنوات الثورة الثلاث أن بشار الأسد لا يقاتل ضد الإرهاب وإنما يتلاعب بالإرهابيين، وأنه يتحمل المسؤولية الأساسية، بسبب شراسة القمع الذي ما زال يمارسه على شعبه وبسبب إطلاق سراح جهاديين خطرين، في ظهور جماعات راديكالية في سورية، كما يتحمل مسؤولية وصول الشباب المسلم من جميع البلدان، الراغبين في تقديم الدعم والمساندة لشعب خذله المجتمع الدولي.
أثبتوا أخيراً أن الشعب السوري عموماً والجيش الحر خصوصاً يشكلون تحالفاً أكثر جدية وديمومة من النظام حامي الأقليات الذي لم تمنعه علمانيته المزعومة أبداً من التحالف مع الجهاديين ومن استخدامهم ضد شعبه ليضمن بقاءه، وأثبتوا أن هذا التحالف كفيل بمواجهة التيارات الاسلامية ومكافحة الإرهاب الذي يقلق اليوم عدداً كبيراً من الدول.
اعترافات عراقي شيعي يقاتل في سوريا
الكاتب: بغداد– فاضل النشمي
5 نيسان 2014
المكان: محافظة حلب
الزمان: ظهيرة يوم من شهر كانون الثاني
الموضوع: مكالمة هاتفية بين مقاتلين
العراقي: يا... (شتائم)، أتكلم معك هل تسمع؟
السوري: أنا أسمعك تفضّل.
العراقي: في دمشق قضينا عليكم وجئنا لكم في حلب. دخلنا أربعة ألوية، كل لواء 500 نفر، وسنقضي عليكم في حلب أيضاً، ونعود الى العراق لنقضي عليكم هناك!
السوري: نحن من الشام وسنقيم، إن شاء الله، دولة الاسلام، فلماذا أنتم هنا؟
العراقي: إن الله خلقنا للقضاء عليكم!
السوري: ان تمكنتم فاقضوا علينا، الله معنا، فمَن معكم؟
العراقي: (يضحك باستهزاء)، الله معك؟! هههههههههه، الله ومحمد وعلي والحسين جميعهم معنا.
السوري: ما هو دليلك؟ ما الذي أتى بك الى هنا، الى أين أنت ذاهب؟
العراقي: أنا أقاتل أمثالك الذين قاتلوا الإمام الحسين، الخوارج الخونة!
السوري: الحسين قتله أهل النجف الشيعة الروافض!
من هو أبو شهيد؟
من مكانين متقاربين، جرت هذه المحادثة في كانون الثاني الماضي بين مقاتلَين: العراقي "أبو شهيد"، هذا اسمه الحركي، المنتمي إلى جماعة شيعية مقاتلة في سوريا، والسوري المنتمي الى "جبهة النصرة".
واضح أن المقاتِلَين مشبّعان بفكرة "الوحدة والطهارة المطلقة" ومسلّحين بقوة "أفكار مقدسة" تشحذ فيهما روح الانتقام والحماسة والتضحية، وتدفع كلاًّ منهما لإفناء الآخر المختلف وإزاحته عن الوجود، بغبطة كبيرة. في المكالمة الكثير من الحمولات والدلالات التاريخية والدينية المتوارثة بين المسلمين، نسعى من خلال محاورتنا المقاتل العراقي "أبو شهيد"، إلقاء الضوء على بعض جوانبها.
لا يبدو أن ما يقوله "أبو شهيد" الجالس قبالتي باسترخاء واضح، وهو ينفث دخان أركيلته، خارج مألوف السياق الطائفي الذي تختبره المنطقة العربية. لكنه بكل تأكيد يبدو غريباً ومتقاطعاً تماماً مع سياق الحركات الجهادية التي انطلقت مطلع القرن الماضي، سواء في العراق أو في سوريا. فالعراقيون مثلاً، والشيعة خصوصاً، لم يمض مركب جهادهم خلف راية طائفية في تاريخهم الحديث، ومثلهم السوريون. كانت راية "الجهاد" التي رفعتها مرجعية النجف مطلع القرن الماضي ضد الاحتلال الانكليزي للعراق (1914)، اسلامية وطنية خالصة، على رغم خضوع العراق حينذاك، للسلطنة العثمانية "السنية". حوار المقاتلَينِ يكشف عن حجم التحولات الخطيرة التي مرت بها المنطقة العربية، وفي مقدمتها الانحسار الخطير للولاءات الوطنية والقومية والاسلامية لصالح ولاءات طائفية ضيقة.
ولد "أبو شهيد" في مدينة الصدر ببغداد عام 1985، لأسرة مهاجرة من جنوب العراق. هذا يعني أن أباه كان في هذا التاريخ جندياً يقاتل الايرانيين في حرب الثماني سنوات! يعني كذلك أنه من جيل لم يختبر المسرات والمتع مطلقاً، بل من أجيال أنجبتها الحروب وعصرتها الحصارات والقهر البعثي، واحتضنتها لاحقاً حركات التطرف الديني.
"أبو شهيد" من النوع "العقائدي" الذي ينساق وراء إيمانه بإصرار. في مستوى من مستويات الحوار سألته: ألا تفكر في زوجتك وأطفالك حين تذهب للقتال في سوريا، فأجابني ببداهة لافتة: لا شيء عليهم، سيعيشون، أهلي سيهتمون بهم!
يحرص "أبو شهيد" على القول إن دوافعه في الذهاب الى سوريا غير متعلقة بأي مكسب أو مطمح آخر. يدلل على ذلك بقوله إن الدوافع الجهادية والعقائدية هي ذاتها التي دفعته لقتال القوات الأميركية الى جانب السنّة في منطقة الفضل ببغداد خريف 2004.
طريق الجهاد
عن ذهابه في المرة الأولى الى سوريا: مذ كنت طفلاً رغبت في الذهاب الى فلسطين. طلبت من أصدقاء تربطني بهم معرفة سابقة - وهم من الجماعات المسلحة الشيعية ضد الأميركيين أولاً، وضد الجماعات السنية لاحقاً- أن أذهب للقتال في سوريا. تم ترتيب الأمر وذهبت من طريق جماعة "النجباء" (حركة منشقة عن جماعة "عصائب أهل الحق" العراقية الشيعية). لكن الجماعة كذبت عليَّ فأخفت عني عنوان الجهة التي أرسلتني إلى إيران.
لا يريد "أبو شهيد" الذهاب تحت عنوان أي جهة، فهو يرغب بالذهاب كـ"مجاهد" وليس كـ"مرتزق". أما جماعة "النجباء" (زعيمها أكرم الكعبي) فغير موثوق بها بالنسبة اليه.
ينفث دخان أركيلته ويواصل: ذهبت رفقة 13 شخصاً من أصدقائي. كانوا قبل ذلك أخذوا جوازات سفرنا ووضعوا عليها تأشيرة دخول إلى إيران، حيث وجدنا في انتظارنا سيارات خاصة ومضللة، نقلتنا إلى معسكر للتدريب شمال طهران. بقينا 18 يوماً وخضعنا لدورة مكثفة وعنيفة في مختلف فنون القتال والأسلحة. كان المدرّبون لبنانيين وإيرانيين، وكان مجموع المتدربين في المعسكر 156 شخصاً من العراق. كان مقدَّراً لنا أن نبقى 70 يوماً في سوريا من دون اتصال بالأهل أو إخبارهم. كنا أول دفعة مقاتلين عراقيين تدخل حلب قبل نحو سنة وثلاثة أشهر. وصلنا في طائرة من طهران إلى دمشق، وبعد 5 أيام طرنا إلى حلب. الجهات التي استقبلتنا ونقلتنا في سوريا، كلها جماعات إيرانية.
كانت الأوضاع حين وصولنا متعبة جداً وتميل لصالح الجماعات السورية المسلحة. أخذونا إلى منطقة "البحوث" في حلب التي استرجعها "حزب الله" اللبناني قبل فترة وجيزة، فلم نجد طعاماً ولا ماء. كانت منطقة قتال خطرة جداً وكنا محاصرين بمقاتلي "جبهة النصرة".
بعد ذلك احتللنا جبلاً مطلاً على منطقة وسيطرنا على الوضع. ذات مرة عدنا للاستراحة في مقرنا بـ"البحوث" تقلنا سيارة "بيك اب". في الطريق أخطأ السائق فدخل قرية معادية. كنا 12 شخصاً، أحدنا لبناني، فانفجرت فينا عبوة ناسفة دمرت السيارة ولم ينجُ منا سوى اللبناني وأنا وثالث نجا بأعجوبة ولا يزال يتعالج من آثار إصابته.
لحسن الحظ، جاء أصحابنا بعد ذلك ونقلونا إلى المستشفى في دمشق، حيث لا تتوافر علاجات، إلى جانب خشيتنا من أن ينهي الأطباء السوريون حياتنا. ثم نقلت الى مستشفى شمال طهران خاص للجرحى في سوريا ومجهز بأحدث الوسائل والعلاجات، كأنك في فندق خمس نجوم. بعد ذلك عدت الى العراق وأكملت علاجي على حساب الجهة التي تكفلت ذهابي إلى سوريا.
العلويون فقط
في رحلتنا "الجهادية" في سوريا لم نكن نثق بالجيش السوري مطلقاً، بل بالعلويين فقط. جنود الجيش السوري كانوا ينهزمون أثناء المعارك. كنا لا نثق بهم البتة، لأننا نخشى أن يشوا بنا لجماعات "القاعدة" و"النصرة". يطلق السوريون علينا تسمية "الصديق"، نحن من لا يقف في وجهنا أكبر الضباط رتبة عسكرية.
المفارقة أن "ابو شهيد"لا ينظر بإعجاب إلى مرشد الثورة الاسلامية علي الخامنئي. يقول إنه "مجرد خطيب". في ذلك دلالة على أن الجماعات العراقية المقاتلة في سوريا لا تمثل كتلة متماسكة، باستثناء اتفاقها على العدو والقتال الى جانب نظام الأسد. مع ذلك، يذكر "أبو شهيد" من باب الوصف وليس الاستنكار أن الايرانيين يسيطرون على جميع المرافق الحيوية في سوريا، كالوزارات والمطارات والمستشفيات، لانهم يخشون الخيانة: "ايران تحكم سوريا، وكل من يقول غير ذلك كاذب. رأيت ذلك بأمّ عيني في المطار وفي دمشق. المخابرات الايرانية في كل مكان. هي التي تحكم وتقود، بالرغم من أن نسبة الإيرانيين قياسا إلى العراقيين أو اللبنانيين، لا تتجاوز العشرة في المئة".
أنتم مدفوعون بهدف طائفي؟، أساله، فيجيب: لا، اذا انتهى نظام الأسد في سوريا، فإن تأثير ذلك سيكون على لبنان والعراق. وسينتهي "حزب الله" ولن يتمكن من محاربة إسرائيل، وسوف يأتون الى العراق.
¶ جوابك هذا فيه دلالة طائفية!
- إسرائيل واميركا من صنع الطائفية وهذه مسألة غير قابلة للنقاش.
¶ المسلمون يتطاحنون منذ 14 قرناً على خلفية طائفية حتى قبل أن توجد أميركا واسرائيل؟
- صحيح، لكنهم (أميركا واسرائيل) فعّلوا القضية. مع ذلك جماعات "النصرة" و"القاعدة" تستحق الموت لأن المنتمين اليها قتلة، وسمعت أنهم يكبّرون على النساء فيصبحن حلالاً عليهم.
¶ هذه التجاوزات موجودة عند مقاتليكم أيضاً!
- نعم وهناك من يذهب طلباً للمال أو النساء أو الصبيان حتى، لكننا أقل دموية منهم والمقصّر يحاسب بشدة.
القتل بضوابط شرعية
يعترف "أبو شهيد" أن الجماعات التي تذهب الى سوريا تتداخل في عملها المصالح والاطماع المالية والسياسية. لذلك يقول: يأخذونك أولاً معززاً مكرّماً، لكن حين تصل الى سوريا يقدمون لك الحمص بطحينة، ويعاملونك كمرتزق. لا يتردد في الكشف أنه لا يتفق مع الكثير من الجهات العراقية الشيعية المسلحة في داخل العراق التي تعمل بغطاء حكومي، لأنها: "تريد منك أن تقتل. معنى ذلك أن الأمر فيه دماء، فأين تذهب من وجه الله!".
يعترف "أبو شهيد" أنه شارك في أعمال قتل لـ"السلفيين" في العراق، ليس بناء على وشاية أحد، بل بعد التحدث معه وسماعه كلامه: "ذات يوم جاؤوا اليَّ برجل مسيحي قادم من أوستراليا وأرادوا إخفاءه لفترة. أبقيته في منزلي وتكلمت معه، فاكتشفت أنه مستشيع، لكن الجماعة أرادت ابتزازه بمبلغ من المال".
لدى "ابو شهيد" وكالة من مكتب السيد كاظم الحائري (مقيم في مدينة قم الايرانية) الذي منحه رخصة للعمل وفق ضوابط شرعية. أيام الاقتتال الطائفي ترد معلومات عن أحدهم بأنه سلفي، فنرفع تقريراً عن الشخص يتضمن تفاصيل عنه، فيطلبون أن نأتي به. تتم العملية بمساعدة الدولة.
"أبو شهيد" مقلّد للسيد كاظم الحائري الذي أوجب الذهاب الى سوريا للدفاع عن "بيضة الاسلام". وهو، بحسبه، ذهب لإطفاء النار في سوريا قبل أن تصل إلى العراق.
استدراج السلفيين
حين تقول له إن نظام الأسد زائل ولو بعد حين، والسنّة في سوريا سيصعدون الى السلطة عاجلاً أم آجلاً، بحكم غالبيتهم العددية، يجاوب: حين تذهب الى هناك لا تقول ذلك. نلتقي بشباب لبنانيين ونقول لهم إن سوريا انتهت ولم يبق فيها شيء فلماذا تقاتلون؟ يردّون علينا: لا تخش ذلك. هم دمّروها وهم سيعيدون بناءها. لا يقصدون الحكومة السورية، بل يقولون إن لديهم أناساً كباراً من الامارات والخليج سيفعلون ذلك. نطلب منهم تحرير كل مناطق سوريا، فنحن قادرون على ذلك، فيقولون: لا، لا تستعجلوا، نريد أن نستدرج السلفيين ونبيدهم في سوريا.
أخيراً اعترف "أبو شهيد" بأن عدد المقاتلين العراقيين في سوريا يبلغ نحو 8500 مقاتل، يقاتلون ويتبدلون بشكل دائم.
«الحزب السوري القومي» يوسع رقعة مشاركته في القتال مع نظام الأسد
مقاتلوه يشاركون في معارك كسب.. وأعدادهم لا تتجاوز المئات
بيروت: «الشرق الأوسط»
كشف «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن مشاركة مقاتلين ينتمون إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي في القتال إلى جانب النظام السوري ضمن وحدات «الدفاع الوطني». وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «مشاركة هذا الحزب في المعارك المندلعة في سوريا تهدف إلى إعطاء طابع علماني للصراع وتصويره على أنه نزاع بين مشروعين؛ علماني قومي من جهة، وإسلامي متشدد من جهة أخرى».وكان الحزب السوري القومي الاجتماعي بجناحيه اللبناني والسوري، قد أعلن مشاركته في الحرب السورية إلى جانب النظام، وكان قد شيع أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي أحد مقاتليه ويدعى محمد علي عواد، وذلك «أثناء قيامه بواجبه القومي في مواجهة الإرهاب والتطرف» في سوريا، بحسب بيان رسمي صدر عن الحزب، في حين ذكرت مواقع إخبارية مقربة من المعارضة السورية أن «عواد قتل خلال معارك مع الجيش الحر في حي باب هود بمدينة حمص».
وبحسب «المرصد السوري» فإن «وجود مقاتلي الحزب القومي يتركز في المناطق ذات الغالبية المسيحية، حيث قاتلوا في معارك معلولا بريف دمشق، وكذلك في منطقة صدد بريف حمص، إضافة إلى انتشارهم قرب جرمانا». ويؤكد مدير المرصد أن «معظم مقاتلي الحزب من غير المدربين ولا يملكون مهارات عسكرية، مما يعني أن وجودهم لا يضيف شيئا على الواقع الميداني لصالح النظام، خصوصا أن أعدادهم لا تتجاوز المئات».
ويعد الحزب القومي الذي يؤمن بإقامة «سوريا الكبرى» الممتدة من سيناء إلى إيران، من أقدم الأحزاب السياسية في سوريا ويمتلك حاليا نحو «24 متنفذية» (مركزا) تنتشر في معظم المدن السورية. ويقاتل القوميون في سوريا عبر تشكيلات حزبية مسلحة، بحسب ما يؤكد قياديون في الحزب. ويتبنى الحزب في خطابه الرسمي رواية النظام السوري حول وجود إرهابيين في سوريا تجب محاربتهم، بينما يتهمه ناشطون معارضون باستغلال مخاوف الأقليتين العلوية والمسيحية لتجنيد أبنائهم في الحرب التي يشنها النظام ضد كتائب المعارضة. وما يعزز رواية الناشطين أن معظم القتلى الذين يسقطون للحزب يتبعون هاتين الأقليتين، وآخرهم جود مخول، المسيحي الذي قتل في معارك ريف اللاذقية.
وينشر الحزب السوري القومي الاجتماعي بشكل شبه يومي عبر صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك» صورا لمقاتليه المنخرطين في الصراع السوري، وتبين إحدى هذه الصور مقاتلا يضع على كتفه شارة الحزب القومي وهو متمركز وراء رشاش حربي قرب مدينة كسب التي تشهد حاليا معارك طاحنة بين كتائب المعارضة والقوات النظامية المدعومة بعناصر من «الدفاع الوطني».
ويقول ناشطون في مدينة اللاذقية إن «الحزب يجند عناصر تابعين له لدعم النظام في معارك الريف»، مشيرين إلى تحول «عدد من مراكزه إلى ثكنات عسكرية». كما سبق للحزب أن نشر صورا تظهر احتفالات لعناصره في منطقة صدد بريف حمص بعد مشاركتهم في طرد مقاتلي المعارضة منها إلى جانب القوات النظامية.
ويلاقي الحزب القومي في خطوة تدخله في الصراع السوري إلى جانب النظام، حليفه حزب الله الذي سبق له أن أعلن على لسان أمينه العام حسن نصر الله مشاركته العسكرية بالصراع في سوريا. وفي حين يستخدم الأخير عبارة «الواجب الجهادي» لتبرير قتال عناصره في سوريا، بدأ القومي باعتماد عبارة «الواجب القومي» في بيانات نعيه لمقاتليه الذين يسقطون في المعارك السورية.
وإضافة إلى «القومي» وحزب الله، يشير مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «مقاتلين يتبعون أحزابا قومية ناصرية مصرية يحاربون أيضا إلى جانب النظام، مبررين ذلك بمحاربة الإمبريالية العالمية»، موضحا أن «النظام السوري لا يستفيد من قتال القوميين السوريين أو القوميين العرب من الناحية الميدانية، وإنما من الناحية الرمزية، حيث يمنحون روايته عن وجود إرهابيين مزيدا من الدعم والصدقية».
الكاتب: بغداد– فاضل النشمي
5 نيسان 2014
المكان: محافظة حلب
الزمان: ظهيرة يوم من شهر كانون الثاني
الموضوع: مكالمة هاتفية بين مقاتلين
العراقي: يا... (شتائم)، أتكلم معك هل تسمع؟
السوري: أنا أسمعك تفضّل.
العراقي: في دمشق قضينا عليكم وجئنا لكم في حلب. دخلنا أربعة ألوية، كل لواء 500 نفر، وسنقضي عليكم في حلب أيضاً، ونعود الى العراق لنقضي عليكم هناك!
السوري: نحن من الشام وسنقيم، إن شاء الله، دولة الاسلام، فلماذا أنتم هنا؟
العراقي: إن الله خلقنا للقضاء عليكم!
السوري: ان تمكنتم فاقضوا علينا، الله معنا، فمَن معكم؟
العراقي: (يضحك باستهزاء)، الله معك؟! هههههههههه، الله ومحمد وعلي والحسين جميعهم معنا.
السوري: ما هو دليلك؟ ما الذي أتى بك الى هنا، الى أين أنت ذاهب؟
العراقي: أنا أقاتل أمثالك الذين قاتلوا الإمام الحسين، الخوارج الخونة!
السوري: الحسين قتله أهل النجف الشيعة الروافض!
من هو أبو شهيد؟
من مكانين متقاربين، جرت هذه المحادثة في كانون الثاني الماضي بين مقاتلَين: العراقي "أبو شهيد"، هذا اسمه الحركي، المنتمي إلى جماعة شيعية مقاتلة في سوريا، والسوري المنتمي الى "جبهة النصرة".
واضح أن المقاتِلَين مشبّعان بفكرة "الوحدة والطهارة المطلقة" ومسلّحين بقوة "أفكار مقدسة" تشحذ فيهما روح الانتقام والحماسة والتضحية، وتدفع كلاًّ منهما لإفناء الآخر المختلف وإزاحته عن الوجود، بغبطة كبيرة. في المكالمة الكثير من الحمولات والدلالات التاريخية والدينية المتوارثة بين المسلمين، نسعى من خلال محاورتنا المقاتل العراقي "أبو شهيد"، إلقاء الضوء على بعض جوانبها.
لا يبدو أن ما يقوله "أبو شهيد" الجالس قبالتي باسترخاء واضح، وهو ينفث دخان أركيلته، خارج مألوف السياق الطائفي الذي تختبره المنطقة العربية. لكنه بكل تأكيد يبدو غريباً ومتقاطعاً تماماً مع سياق الحركات الجهادية التي انطلقت مطلع القرن الماضي، سواء في العراق أو في سوريا. فالعراقيون مثلاً، والشيعة خصوصاً، لم يمض مركب جهادهم خلف راية طائفية في تاريخهم الحديث، ومثلهم السوريون. كانت راية "الجهاد" التي رفعتها مرجعية النجف مطلع القرن الماضي ضد الاحتلال الانكليزي للعراق (1914)، اسلامية وطنية خالصة، على رغم خضوع العراق حينذاك، للسلطنة العثمانية "السنية". حوار المقاتلَينِ يكشف عن حجم التحولات الخطيرة التي مرت بها المنطقة العربية، وفي مقدمتها الانحسار الخطير للولاءات الوطنية والقومية والاسلامية لصالح ولاءات طائفية ضيقة.
ولد "أبو شهيد" في مدينة الصدر ببغداد عام 1985، لأسرة مهاجرة من جنوب العراق. هذا يعني أن أباه كان في هذا التاريخ جندياً يقاتل الايرانيين في حرب الثماني سنوات! يعني كذلك أنه من جيل لم يختبر المسرات والمتع مطلقاً، بل من أجيال أنجبتها الحروب وعصرتها الحصارات والقهر البعثي، واحتضنتها لاحقاً حركات التطرف الديني.
"أبو شهيد" من النوع "العقائدي" الذي ينساق وراء إيمانه بإصرار. في مستوى من مستويات الحوار سألته: ألا تفكر في زوجتك وأطفالك حين تذهب للقتال في سوريا، فأجابني ببداهة لافتة: لا شيء عليهم، سيعيشون، أهلي سيهتمون بهم!
يحرص "أبو شهيد" على القول إن دوافعه في الذهاب الى سوريا غير متعلقة بأي مكسب أو مطمح آخر. يدلل على ذلك بقوله إن الدوافع الجهادية والعقائدية هي ذاتها التي دفعته لقتال القوات الأميركية الى جانب السنّة في منطقة الفضل ببغداد خريف 2004.
طريق الجهاد
عن ذهابه في المرة الأولى الى سوريا: مذ كنت طفلاً رغبت في الذهاب الى فلسطين. طلبت من أصدقاء تربطني بهم معرفة سابقة - وهم من الجماعات المسلحة الشيعية ضد الأميركيين أولاً، وضد الجماعات السنية لاحقاً- أن أذهب للقتال في سوريا. تم ترتيب الأمر وذهبت من طريق جماعة "النجباء" (حركة منشقة عن جماعة "عصائب أهل الحق" العراقية الشيعية). لكن الجماعة كذبت عليَّ فأخفت عني عنوان الجهة التي أرسلتني إلى إيران.
لا يريد "أبو شهيد" الذهاب تحت عنوان أي جهة، فهو يرغب بالذهاب كـ"مجاهد" وليس كـ"مرتزق". أما جماعة "النجباء" (زعيمها أكرم الكعبي) فغير موثوق بها بالنسبة اليه.
ينفث دخان أركيلته ويواصل: ذهبت رفقة 13 شخصاً من أصدقائي. كانوا قبل ذلك أخذوا جوازات سفرنا ووضعوا عليها تأشيرة دخول إلى إيران، حيث وجدنا في انتظارنا سيارات خاصة ومضللة، نقلتنا إلى معسكر للتدريب شمال طهران. بقينا 18 يوماً وخضعنا لدورة مكثفة وعنيفة في مختلف فنون القتال والأسلحة. كان المدرّبون لبنانيين وإيرانيين، وكان مجموع المتدربين في المعسكر 156 شخصاً من العراق. كان مقدَّراً لنا أن نبقى 70 يوماً في سوريا من دون اتصال بالأهل أو إخبارهم. كنا أول دفعة مقاتلين عراقيين تدخل حلب قبل نحو سنة وثلاثة أشهر. وصلنا في طائرة من طهران إلى دمشق، وبعد 5 أيام طرنا إلى حلب. الجهات التي استقبلتنا ونقلتنا في سوريا، كلها جماعات إيرانية.
كانت الأوضاع حين وصولنا متعبة جداً وتميل لصالح الجماعات السورية المسلحة. أخذونا إلى منطقة "البحوث" في حلب التي استرجعها "حزب الله" اللبناني قبل فترة وجيزة، فلم نجد طعاماً ولا ماء. كانت منطقة قتال خطرة جداً وكنا محاصرين بمقاتلي "جبهة النصرة".
بعد ذلك احتللنا جبلاً مطلاً على منطقة وسيطرنا على الوضع. ذات مرة عدنا للاستراحة في مقرنا بـ"البحوث" تقلنا سيارة "بيك اب". في الطريق أخطأ السائق فدخل قرية معادية. كنا 12 شخصاً، أحدنا لبناني، فانفجرت فينا عبوة ناسفة دمرت السيارة ولم ينجُ منا سوى اللبناني وأنا وثالث نجا بأعجوبة ولا يزال يتعالج من آثار إصابته.
لحسن الحظ، جاء أصحابنا بعد ذلك ونقلونا إلى المستشفى في دمشق، حيث لا تتوافر علاجات، إلى جانب خشيتنا من أن ينهي الأطباء السوريون حياتنا. ثم نقلت الى مستشفى شمال طهران خاص للجرحى في سوريا ومجهز بأحدث الوسائل والعلاجات، كأنك في فندق خمس نجوم. بعد ذلك عدت الى العراق وأكملت علاجي على حساب الجهة التي تكفلت ذهابي إلى سوريا.
العلويون فقط
في رحلتنا "الجهادية" في سوريا لم نكن نثق بالجيش السوري مطلقاً، بل بالعلويين فقط. جنود الجيش السوري كانوا ينهزمون أثناء المعارك. كنا لا نثق بهم البتة، لأننا نخشى أن يشوا بنا لجماعات "القاعدة" و"النصرة". يطلق السوريون علينا تسمية "الصديق"، نحن من لا يقف في وجهنا أكبر الضباط رتبة عسكرية.
المفارقة أن "ابو شهيد"لا ينظر بإعجاب إلى مرشد الثورة الاسلامية علي الخامنئي. يقول إنه "مجرد خطيب". في ذلك دلالة على أن الجماعات العراقية المقاتلة في سوريا لا تمثل كتلة متماسكة، باستثناء اتفاقها على العدو والقتال الى جانب نظام الأسد. مع ذلك، يذكر "أبو شهيد" من باب الوصف وليس الاستنكار أن الايرانيين يسيطرون على جميع المرافق الحيوية في سوريا، كالوزارات والمطارات والمستشفيات، لانهم يخشون الخيانة: "ايران تحكم سوريا، وكل من يقول غير ذلك كاذب. رأيت ذلك بأمّ عيني في المطار وفي دمشق. المخابرات الايرانية في كل مكان. هي التي تحكم وتقود، بالرغم من أن نسبة الإيرانيين قياسا إلى العراقيين أو اللبنانيين، لا تتجاوز العشرة في المئة".
أنتم مدفوعون بهدف طائفي؟، أساله، فيجيب: لا، اذا انتهى نظام الأسد في سوريا، فإن تأثير ذلك سيكون على لبنان والعراق. وسينتهي "حزب الله" ولن يتمكن من محاربة إسرائيل، وسوف يأتون الى العراق.
¶ جوابك هذا فيه دلالة طائفية!
- إسرائيل واميركا من صنع الطائفية وهذه مسألة غير قابلة للنقاش.
¶ المسلمون يتطاحنون منذ 14 قرناً على خلفية طائفية حتى قبل أن توجد أميركا واسرائيل؟
- صحيح، لكنهم (أميركا واسرائيل) فعّلوا القضية. مع ذلك جماعات "النصرة" و"القاعدة" تستحق الموت لأن المنتمين اليها قتلة، وسمعت أنهم يكبّرون على النساء فيصبحن حلالاً عليهم.
¶ هذه التجاوزات موجودة عند مقاتليكم أيضاً!
- نعم وهناك من يذهب طلباً للمال أو النساء أو الصبيان حتى، لكننا أقل دموية منهم والمقصّر يحاسب بشدة.
القتل بضوابط شرعية
يعترف "أبو شهيد" أن الجماعات التي تذهب الى سوريا تتداخل في عملها المصالح والاطماع المالية والسياسية. لذلك يقول: يأخذونك أولاً معززاً مكرّماً، لكن حين تصل الى سوريا يقدمون لك الحمص بطحينة، ويعاملونك كمرتزق. لا يتردد في الكشف أنه لا يتفق مع الكثير من الجهات العراقية الشيعية المسلحة في داخل العراق التي تعمل بغطاء حكومي، لأنها: "تريد منك أن تقتل. معنى ذلك أن الأمر فيه دماء، فأين تذهب من وجه الله!".
يعترف "أبو شهيد" أنه شارك في أعمال قتل لـ"السلفيين" في العراق، ليس بناء على وشاية أحد، بل بعد التحدث معه وسماعه كلامه: "ذات يوم جاؤوا اليَّ برجل مسيحي قادم من أوستراليا وأرادوا إخفاءه لفترة. أبقيته في منزلي وتكلمت معه، فاكتشفت أنه مستشيع، لكن الجماعة أرادت ابتزازه بمبلغ من المال".
لدى "ابو شهيد" وكالة من مكتب السيد كاظم الحائري (مقيم في مدينة قم الايرانية) الذي منحه رخصة للعمل وفق ضوابط شرعية. أيام الاقتتال الطائفي ترد معلومات عن أحدهم بأنه سلفي، فنرفع تقريراً عن الشخص يتضمن تفاصيل عنه، فيطلبون أن نأتي به. تتم العملية بمساعدة الدولة.
"أبو شهيد" مقلّد للسيد كاظم الحائري الذي أوجب الذهاب الى سوريا للدفاع عن "بيضة الاسلام". وهو، بحسبه، ذهب لإطفاء النار في سوريا قبل أن تصل إلى العراق.
استدراج السلفيين
حين تقول له إن نظام الأسد زائل ولو بعد حين، والسنّة في سوريا سيصعدون الى السلطة عاجلاً أم آجلاً، بحكم غالبيتهم العددية، يجاوب: حين تذهب الى هناك لا تقول ذلك. نلتقي بشباب لبنانيين ونقول لهم إن سوريا انتهت ولم يبق فيها شيء فلماذا تقاتلون؟ يردّون علينا: لا تخش ذلك. هم دمّروها وهم سيعيدون بناءها. لا يقصدون الحكومة السورية، بل يقولون إن لديهم أناساً كباراً من الامارات والخليج سيفعلون ذلك. نطلب منهم تحرير كل مناطق سوريا، فنحن قادرون على ذلك، فيقولون: لا، لا تستعجلوا، نريد أن نستدرج السلفيين ونبيدهم في سوريا.
أخيراً اعترف "أبو شهيد" بأن عدد المقاتلين العراقيين في سوريا يبلغ نحو 8500 مقاتل، يقاتلون ويتبدلون بشكل دائم.
«الحزب السوري القومي» يوسع رقعة مشاركته في القتال مع نظام الأسد
مقاتلوه يشاركون في معارك كسب.. وأعدادهم لا تتجاوز المئات
بيروت: «الشرق الأوسط»
كشف «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن مشاركة مقاتلين ينتمون إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي في القتال إلى جانب النظام السوري ضمن وحدات «الدفاع الوطني». وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «مشاركة هذا الحزب في المعارك المندلعة في سوريا تهدف إلى إعطاء طابع علماني للصراع وتصويره على أنه نزاع بين مشروعين؛ علماني قومي من جهة، وإسلامي متشدد من جهة أخرى».وكان الحزب السوري القومي الاجتماعي بجناحيه اللبناني والسوري، قد أعلن مشاركته في الحرب السورية إلى جانب النظام، وكان قد شيع أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي أحد مقاتليه ويدعى محمد علي عواد، وذلك «أثناء قيامه بواجبه القومي في مواجهة الإرهاب والتطرف» في سوريا، بحسب بيان رسمي صدر عن الحزب، في حين ذكرت مواقع إخبارية مقربة من المعارضة السورية أن «عواد قتل خلال معارك مع الجيش الحر في حي باب هود بمدينة حمص».
وبحسب «المرصد السوري» فإن «وجود مقاتلي الحزب القومي يتركز في المناطق ذات الغالبية المسيحية، حيث قاتلوا في معارك معلولا بريف دمشق، وكذلك في منطقة صدد بريف حمص، إضافة إلى انتشارهم قرب جرمانا». ويؤكد مدير المرصد أن «معظم مقاتلي الحزب من غير المدربين ولا يملكون مهارات عسكرية، مما يعني أن وجودهم لا يضيف شيئا على الواقع الميداني لصالح النظام، خصوصا أن أعدادهم لا تتجاوز المئات».
ويعد الحزب القومي الذي يؤمن بإقامة «سوريا الكبرى» الممتدة من سيناء إلى إيران، من أقدم الأحزاب السياسية في سوريا ويمتلك حاليا نحو «24 متنفذية» (مركزا) تنتشر في معظم المدن السورية. ويقاتل القوميون في سوريا عبر تشكيلات حزبية مسلحة، بحسب ما يؤكد قياديون في الحزب. ويتبنى الحزب في خطابه الرسمي رواية النظام السوري حول وجود إرهابيين في سوريا تجب محاربتهم، بينما يتهمه ناشطون معارضون باستغلال مخاوف الأقليتين العلوية والمسيحية لتجنيد أبنائهم في الحرب التي يشنها النظام ضد كتائب المعارضة. وما يعزز رواية الناشطين أن معظم القتلى الذين يسقطون للحزب يتبعون هاتين الأقليتين، وآخرهم جود مخول، المسيحي الذي قتل في معارك ريف اللاذقية.
وينشر الحزب السوري القومي الاجتماعي بشكل شبه يومي عبر صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك» صورا لمقاتليه المنخرطين في الصراع السوري، وتبين إحدى هذه الصور مقاتلا يضع على كتفه شارة الحزب القومي وهو متمركز وراء رشاش حربي قرب مدينة كسب التي تشهد حاليا معارك طاحنة بين كتائب المعارضة والقوات النظامية المدعومة بعناصر من «الدفاع الوطني».
ويقول ناشطون في مدينة اللاذقية إن «الحزب يجند عناصر تابعين له لدعم النظام في معارك الريف»، مشيرين إلى تحول «عدد من مراكزه إلى ثكنات عسكرية». كما سبق للحزب أن نشر صورا تظهر احتفالات لعناصره في منطقة صدد بريف حمص بعد مشاركتهم في طرد مقاتلي المعارضة منها إلى جانب القوات النظامية.
ويلاقي الحزب القومي في خطوة تدخله في الصراع السوري إلى جانب النظام، حليفه حزب الله الذي سبق له أن أعلن على لسان أمينه العام حسن نصر الله مشاركته العسكرية بالصراع في سوريا. وفي حين يستخدم الأخير عبارة «الواجب الجهادي» لتبرير قتال عناصره في سوريا، بدأ القومي باعتماد عبارة «الواجب القومي» في بيانات نعيه لمقاتليه الذين يسقطون في المعارك السورية.
وإضافة إلى «القومي» وحزب الله، يشير مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «مقاتلين يتبعون أحزابا قومية ناصرية مصرية يحاربون أيضا إلى جانب النظام، مبررين ذلك بمحاربة الإمبريالية العالمية»، موضحا أن «النظام السوري لا يستفيد من قتال القوميين السوريين أو القوميين العرب من الناحية الميدانية، وإنما من الناحية الرمزية، حيث يمنحون روايته عن وجود إرهابيين مزيدا من الدعم والصدقية».
محمد رعد بخيل
عمـاد مـوسـى
2 نيسان 2014
بخيل محمد رعد. لا بل هو في البخل مرجعٌ. بخيل في الإطلالات والمداخلات والحوارات بعكس إخوانه نواب الحزب: حسن فضل الله ونوار الساحلي ونواف الموسوي... ينكفئون بالجملة. ويطلون بالجملة والمفرّق. وفي الحالين يبتعد الحاج رعد عن الصخب الإعلامي، يفضل الخطاب على الحوار، والمونولوغ على الأخذ والردّ، لذا تراه أقرب ما يكون إلى شحرور المآتم واحتفالات التأبين. في هذا الإطار يفيض الجبل ويدفق على جمهور المستمعين والمطقطقين بحبات المسابح، دفقاً.
في الشأن اللبناني أشبعنا رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد دروساً. لا بل أتخمنا. ودائماً يتحدث من موقع الواعظ المتشاوف الوصيّ القوي الممهل المهدد المؤتمن الحصري على مصير البلد ومستقبله. ولا مرة ساوى محمد رعد نفسه بنائب زميل. فريد عصره محمد. وأيضاً بخيل.
منذ أيام سمعت سعادة الحاج العبوس يخطب في حفل تأبيني واستوقفني قوله: "الحديث عن ايران هو حديث عن أمل للانسانية بأن تتحرر من قيود الاستكبار الاميركي وغير الاميركي"، وقال: "إننا لا نرتبط بإيران ارتباطاً تبعياً مصلحياً، لأن ما يربطنا بها هو الدين والثقافة والقيادة الملتزمة بنهج إعزاز الامة".
صُعقت. أي أمل يا حاج؟ وأي إنسانية؟
لمعلوماتك حاج في آخر تقرير لمجلس حقوق الإنسان (غير مرتبط بدوائر الإستكبار)، أن في إيران نحو 900 سجين سياسي بينهم من اضطهدوا لأنشطة دينية ومحامون وصحفيون.
وإن إيران زاخرة بأنواع الممارسات الوحشية في نظام يعمل لقمع حقوق الناس.
وأن إيران تنفّذ أكبر عدد من عمليات الإعدام مقارنة بعدد السكان، إذ أعدمت 687 شخصاً العام الماضي بزيادة 165 شخصاً عن العام السابق. هذا غيض من فيض الإنسانية، أما بالنسبة إلى الروابط سعادة النائب، فلا بأس من أن تضيف إلى الإرتباطات الثقافية (ونِعم الثقافة الخالية من ثلاثة أرباع الفنون!) التمويل والتجهيز والإمرة والتنسيق والتدريب.
كأنك قلت لا تبعية!
حسناً، ذلك معناه إن اختلفت وجهات النظر بين القيادة الإيرانية وحزب الله، فالحزب يأخذ القرار الذي تمليه المصلحة اللبنانية متخطياً الولي الفقيه والحرس الثوري.
بخيل أنت حاج. Sorry إن طلعت الكلمة ثقيلة من صحافي يعرف شيئاً عن لجنة التسعة التي ذهبت إلى طهران العام 1982 وغابت عنه أشياء. بحسب المتداول التقت اللجنة الإمام الخميني وأعلنت التزامها بقرار الولي الفقيه؛ يومها قَبل العلامة محمد حسين فضل الله أن يكون المرشد الروحي لحزب الله، ورفض الإمام محمد شمس الدين أن يكون للشيعة حزب.
حبذا لو تتاح لنا فرصة التعمق أكثر بطبيعة العلاقة مع إيران في خلال ثلاثة عقود ونيف. والـ"نيّف" قبل "العقود"
عفواً حاج، وفي مناسبة الحديث عن طبيعة علاقة الحزب بالجمهورية الإسلامية: ماذا لو ارتأت شريحة مسيحية لبنانية الإقتباس من كلمتكم البليغة وأعلنت بلسان نائب مؤمن "أن ما يربط الموارنة بفرنسا هو الدين والثقافة والقيادة الملتزمة بنهج إعزاز الامة"؟.
بخيل محمد رعد. لا بل هو في البخل مرجعٌ. بخيل في الإطلالات والمداخلات والحوارات بعكس إخوانه نواب الحزب: حسن فضل الله ونوار الساحلي ونواف الموسوي... ينكفئون بالجملة. ويطلون بالجملة والمفرّق. وفي الحالين يبتعد الحاج رعد عن الصخب الإعلامي، يفضل الخطاب على الحوار، والمونولوغ على الأخذ والردّ، لذا تراه أقرب ما يكون إلى شحرور المآتم واحتفالات التأبين. في هذا الإطار يفيض الجبل ويدفق على جمهور المستمعين والمطقطقين بحبات المسابح، دفقاً.
في الشأن اللبناني أشبعنا رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد دروساً. لا بل أتخمنا. ودائماً يتحدث من موقع الواعظ المتشاوف الوصيّ القوي الممهل المهدد المؤتمن الحصري على مصير البلد ومستقبله. ولا مرة ساوى محمد رعد نفسه بنائب زميل. فريد عصره محمد. وأيضاً بخيل.
منذ أيام سمعت سعادة الحاج العبوس يخطب في حفل تأبيني واستوقفني قوله: "الحديث عن ايران هو حديث عن أمل للانسانية بأن تتحرر من قيود الاستكبار الاميركي وغير الاميركي"، وقال: "إننا لا نرتبط بإيران ارتباطاً تبعياً مصلحياً، لأن ما يربطنا بها هو الدين والثقافة والقيادة الملتزمة بنهج إعزاز الامة".
صُعقت. أي أمل يا حاج؟ وأي إنسانية؟
لمعلوماتك حاج في آخر تقرير لمجلس حقوق الإنسان (غير مرتبط بدوائر الإستكبار)، أن في إيران نحو 900 سجين سياسي بينهم من اضطهدوا لأنشطة دينية ومحامون وصحفيون.
وإن إيران زاخرة بأنواع الممارسات الوحشية في نظام يعمل لقمع حقوق الناس.
وأن إيران تنفّذ أكبر عدد من عمليات الإعدام مقارنة بعدد السكان، إذ أعدمت 687 شخصاً العام الماضي بزيادة 165 شخصاً عن العام السابق. هذا غيض من فيض الإنسانية، أما بالنسبة إلى الروابط سعادة النائب، فلا بأس من أن تضيف إلى الإرتباطات الثقافية (ونِعم الثقافة الخالية من ثلاثة أرباع الفنون!) التمويل والتجهيز والإمرة والتنسيق والتدريب.
كأنك قلت لا تبعية!
حسناً، ذلك معناه إن اختلفت وجهات النظر بين القيادة الإيرانية وحزب الله، فالحزب يأخذ القرار الذي تمليه المصلحة اللبنانية متخطياً الولي الفقيه والحرس الثوري.
بخيل أنت حاج. Sorry إن طلعت الكلمة ثقيلة من صحافي يعرف شيئاً عن لجنة التسعة التي ذهبت إلى طهران العام 1982 وغابت عنه أشياء. بحسب المتداول التقت اللجنة الإمام الخميني وأعلنت التزامها بقرار الولي الفقيه؛ يومها قَبل العلامة محمد حسين فضل الله أن يكون المرشد الروحي لحزب الله، ورفض الإمام محمد شمس الدين أن يكون للشيعة حزب.
حبذا لو تتاح لنا فرصة التعمق أكثر بطبيعة العلاقة مع إيران في خلال ثلاثة عقود ونيف. والـ"نيّف" قبل "العقود"
عفواً حاج، وفي مناسبة الحديث عن طبيعة علاقة الحزب بالجمهورية الإسلامية: ماذا لو ارتأت شريحة مسيحية لبنانية الإقتباس من كلمتكم البليغة وأعلنت بلسان نائب مؤمن "أن ما يربط الموارنة بفرنسا هو الدين والثقافة والقيادة الملتزمة بنهج إعزاز الامة"؟.
:يا ريتو بيظل بخيل ويزيد, حتى لا نراه قطعاً. قالوا الكذب ملح الرجال, في هالحالة زيد عليها زبده وسكّر.
خالد
وثيقة مسربة موجهة لعلي مملوك تكشف عن روابط مع مقاتلي «داعش»
مشاركة عراقيين في القتال مع قوات النظام السوري عن طريق فرع أمن الدولة في حلب
| ||
لندن: «الشرق الأوسط»
تنشر «الشرق الأوسط» ضمن سلسلة الوثائق الرسمية السورية المسربة، وثيقة مقدمة إلى رئيس مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك وموقعة باسم العقيد حيدر حيدر، رئيس اللجنة الأمنية في مدينة نبل ومحيطها في حلب، تؤكد، وفق المعلومات الواردة فيها، التنسيق بين النظام والمجموعات الإسلامية المقاتلة، لا سيما «الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)».وتؤكد الوثيقة انضمام مجموعة من العراقيين للقتال إلى جانب النظام عن طريق فرع أمن الدولة في حلب، مشيرة إلى صعوبة إلحاقهم بالتنظيمات الإسلامية بسبب امتلاكهم وثائق شخصية تثبت عدم انتمائهم إلى المناطق والمذهب الديني الذي ينتمي إليه مقاتلو التنظيمات، مما يشير إلى أنهم ينتمون إلى الطائفة الشيعية، فيما يفترض أن ينتمي من يقاتل في التنظيمات الإسلامية إلى الطائفة السنية.
ولتسهيل هذه المهمة، يطلب حيدر في الوثيقة تأمين مجموعة هويات سورية تؤمن انضمام هؤلاء العناصر، الذين قد يبلغ عددهم 2500 شخص إذا جرى تأمين السلاح الكافي لهم، إلى تنظيم «داعش»، وكذلك يطلب بعض الوثائق العراقية لإعطائها للمقاتلين السوريين الذين يتقنون اللهجة العراقية.
ويكشف رئيس اللجنة الأمنية العقيد حيدر حيدر في الوثيقة، عن وجود أكثر من 150 عنصرا مدربين (دورة صاعقة بمستوى عال)، فيما باقي المجموعات التي يزيد عددها على 600 متدرب تتراوح أعمارهم بين 20 و45 عاما وهم من مختلف الاختصاصات، وكانوا قد خضعوا لها أثناء «خدمة العلم»، وقد أرفقت بالوثيقة أسماء 200 مقاتل من منطقة نبل والزهراء.
وأكدت الوثيقة أن هناك عددا كبيرا من المتطوعين الذين أكدوا استعدادهم «للدفاع عن أراضي الوطن»، وأن عددهم مرشح للزيادة إذا جرى تأمين السلاح المطلوب، وأن هؤلاء سيكونون مستعدين للقتال مع التنظيمات الإسلامية وتنفيذ المهام الموكلة إليهم من داخلها، خصوصا بعد النتائج التي تحققت في الفترة الأخيرة بالتنسيق مع الجهات المعنية في المنطقة الشمالية.
ويوضح العقيد حيدر، أن موقع مدينة نبل وبلدة الزهراء الجغرافي يساعد في التحكم في أوتوستراد حلب، وأنه يمكن قوات النظام والمجموعات التي تقاتل إلى جانبه، من دخول الحدود العراقية والخروج منها بالتنسيق مع حلفائهم في الجانب العراقي ونقل المقاتلين والعتاد.
وتشير الوثيقة إلى أن قوات النظام أصبح لديها العديد من العناصر والقيادات القوية ضمن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)» في المنطقة الشمالية بشكل عام، الذين يستطيعون تأمين دخول أعداد من المتطوعين الجدد إلى صفوف هذا التنظيم عبر تزكيتهم وضمان عدم إثارة أي شكوك حولهم، مما يؤمن معلومات تفصيلية بشكل دائم عن تحركات المسلحين وأعدادهم وتسليحهم وخططهم. وأشارت المعلومات الواردة إلى أن التنسيق والتواصل مع «داعش» أدى إلى إيقاف عمليات المسلحين ضد مواقع الجيش من خلال سطوة تنظيم «الدولة» ضمن المجموعات المسلحة وتلك الخارجة عن سيطرته، موضحة أنه بذلك، تكون المنطقة الشمالية، أي حلب وإدلب، قاعدة يعود لها الجيش في حال نصب له كمين وتعرض لهجوم عنيف من قبل المسلحين على أن تكون الرقة قاعدة خلفية له في حال التعرض لهجوم عكسي.
وطلب العقيد حيدر من اللواء مملوك، رفع المخصصات المالية وتزويدهم بالأسلحة المختلفة ومركبات دفع رباعي مزودة برشاشات من عيارات مختلفة، ودعم المجموعات التي ترابض على الجبهات لحماية المدن والمواقع الحيوية، بالذخائر، نظرا لقطع الطريق الواصل بين محافظة حلب ومدينة الرقة من قبل المجموعات المسلحة.
وفي وثيقة ثانية موقعة بتاريخ 1 سبتمبر (أيلول) 2013، مرتبطة بالأولى وبتصاعد الاشتباكات حول المنطقتين الشيعيتين في حلب؛ نبل والزهراء، المحاصرتين من قبل الجيش الحر والمعارضة، جرى الكشف عن تشكيل مجلس عسكري من 22 ضابطا متقاعدا في مدينة نبل، ووقعت الوثيقة كذلك باسم العقيد حيدر حيدر.
تنشر «الشرق الأوسط» ضمن سلسلة الوثائق الرسمية السورية المسربة، وثيقة مقدمة إلى رئيس مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك وموقعة باسم العقيد حيدر حيدر، رئيس اللجنة الأمنية في مدينة نبل ومحيطها في حلب، تؤكد، وفق المعلومات الواردة فيها، التنسيق بين النظام والمجموعات الإسلامية المقاتلة، لا سيما «الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)».وتؤكد الوثيقة انضمام مجموعة من العراقيين للقتال إلى جانب النظام عن طريق فرع أمن الدولة في حلب، مشيرة إلى صعوبة إلحاقهم بالتنظيمات الإسلامية بسبب امتلاكهم وثائق شخصية تثبت عدم انتمائهم إلى المناطق والمذهب الديني الذي ينتمي إليه مقاتلو التنظيمات، مما يشير إلى أنهم ينتمون إلى الطائفة الشيعية، فيما يفترض أن ينتمي من يقاتل في التنظيمات الإسلامية إلى الطائفة السنية.
ولتسهيل هذه المهمة، يطلب حيدر في الوثيقة تأمين مجموعة هويات سورية تؤمن انضمام هؤلاء العناصر، الذين قد يبلغ عددهم 2500 شخص إذا جرى تأمين السلاح الكافي لهم، إلى تنظيم «داعش»، وكذلك يطلب بعض الوثائق العراقية لإعطائها للمقاتلين السوريين الذين يتقنون اللهجة العراقية.
ويكشف رئيس اللجنة الأمنية العقيد حيدر حيدر في الوثيقة، عن وجود أكثر من 150 عنصرا مدربين (دورة صاعقة بمستوى عال)، فيما باقي المجموعات التي يزيد عددها على 600 متدرب تتراوح أعمارهم بين 20 و45 عاما وهم من مختلف الاختصاصات، وكانوا قد خضعوا لها أثناء «خدمة العلم»، وقد أرفقت بالوثيقة أسماء 200 مقاتل من منطقة نبل والزهراء.
وأكدت الوثيقة أن هناك عددا كبيرا من المتطوعين الذين أكدوا استعدادهم «للدفاع عن أراضي الوطن»، وأن عددهم مرشح للزيادة إذا جرى تأمين السلاح المطلوب، وأن هؤلاء سيكونون مستعدين للقتال مع التنظيمات الإسلامية وتنفيذ المهام الموكلة إليهم من داخلها، خصوصا بعد النتائج التي تحققت في الفترة الأخيرة بالتنسيق مع الجهات المعنية في المنطقة الشمالية.
ويوضح العقيد حيدر، أن موقع مدينة نبل وبلدة الزهراء الجغرافي يساعد في التحكم في أوتوستراد حلب، وأنه يمكن قوات النظام والمجموعات التي تقاتل إلى جانبه، من دخول الحدود العراقية والخروج منها بالتنسيق مع حلفائهم في الجانب العراقي ونقل المقاتلين والعتاد.
وتشير الوثيقة إلى أن قوات النظام أصبح لديها العديد من العناصر والقيادات القوية ضمن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)» في المنطقة الشمالية بشكل عام، الذين يستطيعون تأمين دخول أعداد من المتطوعين الجدد إلى صفوف هذا التنظيم عبر تزكيتهم وضمان عدم إثارة أي شكوك حولهم، مما يؤمن معلومات تفصيلية بشكل دائم عن تحركات المسلحين وأعدادهم وتسليحهم وخططهم. وأشارت المعلومات الواردة إلى أن التنسيق والتواصل مع «داعش» أدى إلى إيقاف عمليات المسلحين ضد مواقع الجيش من خلال سطوة تنظيم «الدولة» ضمن المجموعات المسلحة وتلك الخارجة عن سيطرته، موضحة أنه بذلك، تكون المنطقة الشمالية، أي حلب وإدلب، قاعدة يعود لها الجيش في حال نصب له كمين وتعرض لهجوم عنيف من قبل المسلحين على أن تكون الرقة قاعدة خلفية له في حال التعرض لهجوم عكسي.
وطلب العقيد حيدر من اللواء مملوك، رفع المخصصات المالية وتزويدهم بالأسلحة المختلفة ومركبات دفع رباعي مزودة برشاشات من عيارات مختلفة، ودعم المجموعات التي ترابض على الجبهات لحماية المدن والمواقع الحيوية، بالذخائر، نظرا لقطع الطريق الواصل بين محافظة حلب ومدينة الرقة من قبل المجموعات المسلحة.
وفي وثيقة ثانية موقعة بتاريخ 1 سبتمبر (أيلول) 2013، مرتبطة بالأولى وبتصاعد الاشتباكات حول المنطقتين الشيعيتين في حلب؛ نبل والزهراء، المحاصرتين من قبل الجيش الحر والمعارضة، جرى الكشف عن تشكيل مجلس عسكري من 22 ضابطا متقاعدا في مدينة نبل، ووقعت الوثيقة كذلك باسم العقيد حيدر حيدر.
عناصر من «داعش» مرتبطة بنظام الأسد.. وإيران وراء «خطة أمنية إلكترونية»
«الشرق الأوسط» تنشر الجزء الخامس من «وثائق دمشق السرية»
|
لندن: «الشرق الأوسط»
تظهر وثائق جديدة من «وثائق دمشق السرية» تنشرها «الشرق الأوسط» بالتعاون مع مركز «مسارات» الإعلامي السوري المعارض، طبيعة العلاقة بين تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية (داعش) والنظام الذي استفاد من عدد كبير من العملاء السوريين والعراقيين المزروعين في التنظيم، حيث منع عنه هجمات المعارضة في بعض مناطق الشمال بسبب «سطوته» بين فصائل المعارضة.ومن خلال الوثائق, التي تنشر «الشرق الأوسط» الجزء الخامس منها اليوم, يتبين أن الجانب العراقي تعاون إلى حد كبير مع النظام في تأمين وثائق مزورة لعملاء للنظام لتسهيل اختراقهم «داعش»، كما سهل عبور المقاتلين المؤيدين للنظام في الاتجاهين عبر الحدود. وتكشف إحدى الوثائق، أن موقع مدينة نبل وبلدة الزهراء الجغرافي يساعد في التحكم بأوتوستراد حلب ويمكّن قوات النظام والمجموعات التي تقاتل إلى جانبه من دخول الحدود العراقية والخروج منها بالتنسيق مع حلفائهم في الجانب العراقي ونقل المقاتلين والعتاد.
ويوضح رئيس مركز «مسارات» لؤي المقداد لـ«الشرق الأوسط» أن هذه الوثائق سربت في منتصف عام 2013، من دون تحديد تاريخ محدد لها، مبررا ذلك بضرورة الحفاظ على المصادر التي حصلت منها المعارضة على هذه الوثائق لأن التواريخ الموضوعة عليها قد تكشف للنظام من أي ديوان سربت.
تظهر وثائق جديدة من «وثائق دمشق السرية» تنشرها «الشرق الأوسط» بالتعاون مع مركز «مسارات» الإعلامي السوري المعارض، طبيعة العلاقة بين تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية (داعش) والنظام الذي استفاد من عدد كبير من العملاء السوريين والعراقيين المزروعين في التنظيم، حيث منع عنه هجمات المعارضة في بعض مناطق الشمال بسبب «سطوته» بين فصائل المعارضة.ومن خلال الوثائق, التي تنشر «الشرق الأوسط» الجزء الخامس منها اليوم, يتبين أن الجانب العراقي تعاون إلى حد كبير مع النظام في تأمين وثائق مزورة لعملاء للنظام لتسهيل اختراقهم «داعش»، كما سهل عبور المقاتلين المؤيدين للنظام في الاتجاهين عبر الحدود. وتكشف إحدى الوثائق، أن موقع مدينة نبل وبلدة الزهراء الجغرافي يساعد في التحكم بأوتوستراد حلب ويمكّن قوات النظام والمجموعات التي تقاتل إلى جانبه من دخول الحدود العراقية والخروج منها بالتنسيق مع حلفائهم في الجانب العراقي ونقل المقاتلين والعتاد.
ويوضح رئيس مركز «مسارات» لؤي المقداد لـ«الشرق الأوسط» أن هذه الوثائق سربت في منتصف عام 2013، من دون تحديد تاريخ محدد لها، مبررا ذلك بضرورة الحفاظ على المصادر التي حصلت منها المعارضة على هذه الوثائق لأن التواريخ الموضوعة عليها قد تكشف للنظام من أي ديوان سربت.
أما في الجانب الإيراني، فتظهر الوثائق كيف قدم خبراء إيرانيون خطة عمل مفصلة تهدف إلى تشويه الحراك السوري المعارض، وخلق صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل أسماء وشعارات المعارضة بهدف إظهار هذه المعارضة بمظهر المتوحش والمنقسم والمتعامل مع الغرب وإسرائيل.
ويحمل محضر الاجتماع اقتراحات إشاعة أنباء حول عمليات نقل السلاح عبر لبنان بالتعاون مع «تيار المستقبل» و«الجماعات الإسلامية» في طرابلس، ونشر مقاطع فيديو وصور تشير إلى النشاط المسلح للمعارضة، مما يتناقض مع شعار «السلمية» الذي يتسلحون به، وتكثيف نشر مقاطع الفيديو التي تتضمن مشاهد عن المجازر وعمليات القتل والتقطيع والتمثيل بجثث الأبرياء من مدنيين وعسكريين.
الوطن": طهران درّبت 30 ألف مقاتل من حزب الله
الاربعاء 2 نيسان (أبريل) 2014
المركزية- كشفت صحيفة "الوطن" السعودية أن "طهران أشرفت على تدريب أكثر من 30 ألف مقاتل تابعين لحزب الله اللبناني، حيث تم إخضاعهم لتدريبات عسكرية مكثفة في إيران، وفي معسكرات خاصة بالحرس الثوري في لبنان، ليتم وضعهم في خانة "متفرغ للعمل العسكري"، أي مقاتلين منفذين للمصالح الإيرانية في المنطقة"، لافتة إلى ان "مقاتلي الحزب خضعوا لدورات على استخدام عدة أنواعٍ من الأسلحة المتطورة.
الاربعاء 2 نيسان (أبريل) 2014
المركزية- كشفت صحيفة "الوطن" السعودية أن "طهران أشرفت على تدريب أكثر من 30 ألف مقاتل تابعين لحزب الله اللبناني، حيث تم إخضاعهم لتدريبات عسكرية مكثفة في إيران، وفي معسكرات خاصة بالحرس الثوري في لبنان، ليتم وضعهم في خانة "متفرغ للعمل العسكري"، أي مقاتلين منفذين للمصالح الإيرانية في المنطقة"، لافتة إلى ان "مقاتلي الحزب خضعوا لدورات على استخدام عدة أنواعٍ من الأسلحة المتطورة.
حبيب: لا فراغ في الساحة العلوية والعربي الديمقراطي كان يصادر قرارهم
بيروت - اعتبر عضو كتلة المستقبل النائب خضر حبيب، أنّ "ميليشيا الحزب العربي الديموقراطي كانت تصادر الطائفة العلوية"، مشيراً إلى أنّ "التظاهرة التي حصلت بالأمس حيث لاقى أهالي باب التبانة أهالي جبل محسن، تدلّ على أنّ النزاع كان سياسياً وليس طائفياً.
وأوضح حبيب في حديث إلى صحيفة الجمهورية أن لا فراغ في الساحة العلوية، لأنّ الحزب العربي الديمقراطي كان يستخدم العلويين ويصادر قرارهم، ومن الطبيعي عودة الحياة إلى طرابلس، لأنّ العلويين لا يشعرون بالإحباط، بل يتطلعون إلى إعادة وصل ما انقطع رغماً عن إرادتهم.
ورأى حبيب أنّ الخطة الأمنية نجحت في طرابلس بعد جهود رئيس الحكومة تمّام سلام ورئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري، ووزيري الداخلية نهاد المشنوق والعدل أشرف ريفي وجميع الفعاليات، لافتاً هذا الأمر كان في الامكان فعله منذ بدء الجولات العبثية من القتال التي أودت بحياة نحو 200 شخص ونحو 2000 جريح، مع العلم أنّ حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ساهمت في تردّي الوضع ولم تستطِع فرض خطة كهذه.
ارتياح جنبلاطي الى تراكم المواقف الوسطية: مع رئيس يحظى بأكبر قدر من
الإجماع
2 نيسان 2014
... ألم يكن ذلك ممكناً قبل عشرين جولة قتالية وسقوط المئات من الشهداء والجرحى من المدنيين الأبرياء والعسكريين؟
هذا السؤال الكبير الذي طرحه امس رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط تعليقا على بدء تنفيذ الخطة الأمنية في طرابلس "بسحر ساحر وقدرة قادر بعدما توافرت الامكانيات العجائبية عند الجهابذة وكبار القوم"، شاركه في طرحه كثيرون في كل المناطق اللبنانية، وبالتأكيد في طرابلس.
لا بأس، المهم ان الخطة الأمنية بدأت تنفذ بجدية وحزم، خلافا لما كان يحصل في السابق، وان تأتي متأخراً أفضل من ألا تأتي أبداً، على ما ترى مصادر سياسية مستقلة "ولكن حبذا لو لم نتأخر لكنا وفرنا الكثير. طرابلس تستحق حياة آمنة وطبيعية، شأنها شأن كل مدينة وبلدة وقرية في لبنان. كانت التفجيرات فيها تحصل فجأة "غب الطلب" بين طرف يجاهر بانتمائه الى جيش الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه، ويقول إنه يدفع ثمن هذا الانتماء، وآخر يقول إنه يدافع عن نفسه في مواجهة اعتداءات عسكرية بايعاز من هذا النظام نفسه". ولكثرة المعاناة دماء ودموعاً وخسائر بشرية ومادية، يبدو الترقب سيد الموقف في عاصمة الشمال: "ثمة ارتياح" واسع النطاق ولكن التجارب علمتنا عدم التسرع مع تقديرنا لكل المحاولات التي حصلت من قبل. "هذه المرة نشعر بجدية اكثر وبحزم لم يكن موجوداً في السابق"، تقول المصادر نفسها.
وبالاضافة الى ما قاله وليد جنبلاط في سؤاله، تضيف اوساطه أن "من الطبيعي أن ننظر بايجابية وارتياح الى تنفيذ الخطة الأمنية في طرابلس والى الجدية التي تتسم بها، وتبدي ارتياحها الى تراكم المواقف الوسطية من هذا الطرف أو ذاك "وقد أتى الجميع الى حيث يقف وليد جنبلاط" الذي شكل منذ سنوات ولا يزال "بيضة القبان" والفيصل في المحطات المفصلية والاستحقاقات الكبيرة، وتفاخر الأوساط الجنبلاطية بالنتائج التي تحققت في كل المحطات التي تحرك فيها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ولا سيما في مرحلة تشكيل الحكومة ولاحقا صياغة البيان الوزاري "وكانت مساعيه انطلاقا من اقتناعه بأهمية تدوير الزوايا في كل استحقاقات المرحلة ولاسيما ان الظروف الداخلية والاقليمية المؤاتية لانتاج حلول جذرية للخلافات القائمة غير متوافرة"، وتذكر بأنه "بعد صمود دام 11 شهراً وحركة لم تهدأ استطاع ان ينجح في تقريب وجهات النظر بعدما كانت المواقف متباعدة جدا بين طرفي الانقسام: أحد الطرفين كان يتمسك بصيغة 9 – 9 – 6 ثم تراجع الى القبول بصيغة الثلاث ثمانات، والآخر كان يرفض المشاركة مع "حزب الله" في حكومة واحدة قبل انسحابه من المشاركة في الحرب في سوريا دعما للنظام، ثم ابدى مرونة وتراجع الى القبول بالمشاركة، وكل ذلك ساهم في ولادة الحكومة، ولاحقا البيان الوزاري". وتعزو هذه الاوساط هذا الواقع الى ان "الكل ادرك ان عمق المشكلة في ظل الانقسام لا يعالج الا بتوفير مناخات تنتج حلولا جدية، وفي نهاية المطاف تبين ان كل الاطراف اتوا الى حيث يقف وليد جنبلاط في موقع الوسط الذي طالما انتقد عليه خلال السنوات الثلاث الماضية، وهذه مسألة لها دلالاتها".
ولماذا يبدو جنبلاط متحفظا في كل حديث عن الانتخابات الرئاسية؟
تجيب اوساطه: "لانه مقتنع بأن ملف الانتخابات الرئاسية لا يعالج عبر وسائل الاعلام او اطلاق وسائل او تخاطب عبر الشاشات بل من خلال مشاورات واتصالات جدية تفضي الى انتاج تسوية حول شخصية تحظى بأكثر قدر ممكن من الاجماع، ومن الممكن التوصل الى تسوية رئاسية كما تم التوصل الى تسوية حكومية، شرط توافر الارادة السياسية".
وهل يجزم جنبلاط بحصول الانتخابات الرئاسية في موعدها؟
"نستطيع القول: يفترض الا يكون هناك ما يحول دون اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري، فهذا استحقاق وطني كبير، ومن المعيب ان يكون هناك قصور لدى كل الافرقاء السياسيين في الاعداد الجيد لهذه المرحلة، ولاسيما ان تمدّد الفراغ الى الموقع الأول في الدولة يزيد المخاطر الأمنية والتوتر السياسي، ويحدّ القدرة على ضبط الأمن والاستقرار".
واذ تتوقف أوساط جنبلاط عن هذا الحد في الحديث عن انتخابات رئاسة الجمهورية، تلفت الى ان "ليس هناك مصلحة في هذه اللحظة السياسية في الدخول في بازار انتخابي او رئاسي لهذا الطرف او ذاك في ظل احتدام الصراع الاقليمي، وبالتالي استمرار الانقسام الداخلي".
ومع ذلك بدا واضحا من سياق حديث اوساطه ان جنبلاط من دعاة توافق حول "شخصية تحظى بأكبر قدر ممكن من الاجماع" ويبقى تحديد اسم الشخصية التي تحظى بتلك المواصفات!
stormy
سليمان كان رئيس توافقي حسب ادعاء الممانعة,
لما كان يجري اتصالات مباشرة مع نظام كان يحكم الممانعين وغير الممانعين بالجزمه المخابرتيه.
و بالكاد كان اي لبناني عدا جنبلاط يفتح فمه وينتقدهم, وهددوه بالقتل داخل كهف علي
بابا البرلمان واغتيل الحريري لانه قال وجودهم مؤقت.. ولما سليمان ابتدأ باخذ مواقف
وطنيه لابعاد لبنان عن الحريق السوري, اصبح استفزازي وانقطع مجرم دمشق عن التواصل تأديباً
للرئيس, وكأن اصحاب الاغتيالات لايزالون يعششون في شوارع بيروت. سليمان اول رئيس لبناني
تجرأ ان يأخذ مواقف معتدلة في مصلحة لبنان ولم يخرج عن التوافق. قامت الدنيا ولم تقعد
بالتجريح برئيس لبنان والاشاده بمجرم سفّاح, اصبح جمال باشا التركي بمنزلة تحت الصفر
مقارنة بهذا المجرم. يفضلون مجرم على رئيس بلادهم الانسان الحضاري. وينادون بالكرامة
والعرض, والمصلحة الوطنية وحماية اللبنانيين. أليس هذا بمنتهى السفاقه والذل.
خالد
khaled-stormydemocracy
هذا السؤال الكبير الذي طرحه امس رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط تعليقا على بدء تنفيذ الخطة الأمنية في طرابلس "بسحر ساحر وقدرة قادر بعدما توافرت الامكانيات العجائبية عند الجهابذة وكبار القوم"، شاركه في طرحه كثيرون في كل المناطق اللبنانية، وبالتأكيد في طرابلس.
لا بأس، المهم ان الخطة الأمنية بدأت تنفذ بجدية وحزم، خلافا لما كان يحصل في السابق، وان تأتي متأخراً أفضل من ألا تأتي أبداً، على ما ترى مصادر سياسية مستقلة "ولكن حبذا لو لم نتأخر لكنا وفرنا الكثير. طرابلس تستحق حياة آمنة وطبيعية، شأنها شأن كل مدينة وبلدة وقرية في لبنان. كانت التفجيرات فيها تحصل فجأة "غب الطلب" بين طرف يجاهر بانتمائه الى جيش الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه، ويقول إنه يدفع ثمن هذا الانتماء، وآخر يقول إنه يدافع عن نفسه في مواجهة اعتداءات عسكرية بايعاز من هذا النظام نفسه". ولكثرة المعاناة دماء ودموعاً وخسائر بشرية ومادية، يبدو الترقب سيد الموقف في عاصمة الشمال: "ثمة ارتياح" واسع النطاق ولكن التجارب علمتنا عدم التسرع مع تقديرنا لكل المحاولات التي حصلت من قبل. "هذه المرة نشعر بجدية اكثر وبحزم لم يكن موجوداً في السابق"، تقول المصادر نفسها.
وبالاضافة الى ما قاله وليد جنبلاط في سؤاله، تضيف اوساطه أن "من الطبيعي أن ننظر بايجابية وارتياح الى تنفيذ الخطة الأمنية في طرابلس والى الجدية التي تتسم بها، وتبدي ارتياحها الى تراكم المواقف الوسطية من هذا الطرف أو ذاك "وقد أتى الجميع الى حيث يقف وليد جنبلاط" الذي شكل منذ سنوات ولا يزال "بيضة القبان" والفيصل في المحطات المفصلية والاستحقاقات الكبيرة، وتفاخر الأوساط الجنبلاطية بالنتائج التي تحققت في كل المحطات التي تحرك فيها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ولا سيما في مرحلة تشكيل الحكومة ولاحقا صياغة البيان الوزاري "وكانت مساعيه انطلاقا من اقتناعه بأهمية تدوير الزوايا في كل استحقاقات المرحلة ولاسيما ان الظروف الداخلية والاقليمية المؤاتية لانتاج حلول جذرية للخلافات القائمة غير متوافرة"، وتذكر بأنه "بعد صمود دام 11 شهراً وحركة لم تهدأ استطاع ان ينجح في تقريب وجهات النظر بعدما كانت المواقف متباعدة جدا بين طرفي الانقسام: أحد الطرفين كان يتمسك بصيغة 9 – 9 – 6 ثم تراجع الى القبول بصيغة الثلاث ثمانات، والآخر كان يرفض المشاركة مع "حزب الله" في حكومة واحدة قبل انسحابه من المشاركة في الحرب في سوريا دعما للنظام، ثم ابدى مرونة وتراجع الى القبول بالمشاركة، وكل ذلك ساهم في ولادة الحكومة، ولاحقا البيان الوزاري". وتعزو هذه الاوساط هذا الواقع الى ان "الكل ادرك ان عمق المشكلة في ظل الانقسام لا يعالج الا بتوفير مناخات تنتج حلولا جدية، وفي نهاية المطاف تبين ان كل الاطراف اتوا الى حيث يقف وليد جنبلاط في موقع الوسط الذي طالما انتقد عليه خلال السنوات الثلاث الماضية، وهذه مسألة لها دلالاتها".
ولماذا يبدو جنبلاط متحفظا في كل حديث عن الانتخابات الرئاسية؟
تجيب اوساطه: "لانه مقتنع بأن ملف الانتخابات الرئاسية لا يعالج عبر وسائل الاعلام او اطلاق وسائل او تخاطب عبر الشاشات بل من خلال مشاورات واتصالات جدية تفضي الى انتاج تسوية حول شخصية تحظى بأكثر قدر ممكن من الاجماع، ومن الممكن التوصل الى تسوية رئاسية كما تم التوصل الى تسوية حكومية، شرط توافر الارادة السياسية".
وهل يجزم جنبلاط بحصول الانتخابات الرئاسية في موعدها؟
"نستطيع القول: يفترض الا يكون هناك ما يحول دون اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري، فهذا استحقاق وطني كبير، ومن المعيب ان يكون هناك قصور لدى كل الافرقاء السياسيين في الاعداد الجيد لهذه المرحلة، ولاسيما ان تمدّد الفراغ الى الموقع الأول في الدولة يزيد المخاطر الأمنية والتوتر السياسي، ويحدّ القدرة على ضبط الأمن والاستقرار".
واذ تتوقف أوساط جنبلاط عن هذا الحد في الحديث عن انتخابات رئاسة الجمهورية، تلفت الى ان "ليس هناك مصلحة في هذه اللحظة السياسية في الدخول في بازار انتخابي او رئاسي لهذا الطرف او ذاك في ظل احتدام الصراع الاقليمي، وبالتالي استمرار الانقسام الداخلي".
ومع ذلك بدا واضحا من سياق حديث اوساطه ان جنبلاط من دعاة توافق حول "شخصية تحظى بأكبر قدر ممكن من الاجماع" ويبقى تحديد اسم الشخصية التي تحظى بتلك المواصفات!
stormy
سليمان كان رئيس توافقي حسب ادعاء الممانعة,
لما كان يجري اتصالات مباشرة مع نظام كان يحكم الممانعين وغير الممانعين بالجزمه المخابرتيه.
و بالكاد كان اي لبناني عدا جنبلاط يفتح فمه وينتقدهم, وهددوه بالقتل داخل كهف علي
بابا البرلمان واغتيل الحريري لانه قال وجودهم مؤقت.. ولما سليمان ابتدأ باخذ مواقف
وطنيه لابعاد لبنان عن الحريق السوري, اصبح استفزازي وانقطع مجرم دمشق عن التواصل تأديباً
للرئيس, وكأن اصحاب الاغتيالات لايزالون يعششون في شوارع بيروت. سليمان اول رئيس لبناني
تجرأ ان يأخذ مواقف معتدلة في مصلحة لبنان ولم يخرج عن التوافق. قامت الدنيا ولم تقعد
بالتجريح برئيس لبنان والاشاده بمجرم سفّاح, اصبح جمال باشا التركي بمنزلة تحت الصفر
مقارنة بهذا المجرم. يفضلون مجرم على رئيس بلادهم الانسان الحضاري. وينادون بالكرامة
والعرض, والمصلحة الوطنية وحماية اللبنانيين. أليس هذا بمنتهى السفاقه والذل.
خالد
khaled-stormydemocracy
Ukraine crisis: Official says 'anti-terrorist operation has started'
April 13, 2014 -- Updated 0825 GMT (1625 HKT)
Armed pro-Russian activists carrying riot shields occupy a police station on Saturday, April 12. The unidentified armed men arrived at the building in the town of Slaviansk in the morning and took control of it without any casualties. Ukraine has seen a sharp rise in tensions since a new pro-European government took charge of the country in February. Moscow branded the new government illegitimate and annexed Ukraine's Crimea region last month, citing threats to Crimea's Russian-speaking majority.
Donetsk, Ukraine (CNN) -- Ukrainian forces launched an "anti-terrorist operation" Sunday, after pro-Russian gunmen seized buildings in the eastern part of the nation, Ukraine's Interior Minister Arsen Avakov said on his Facebook account.
Avakov posted: "Anti-terrorist operation has started in Slaviansk. It is managed by Anti-terrorist Center of the Security Service of Ukraine. All the law enforcement agencies of the country are participating. Godspeed!"
He added later: "Tell all civilians to leave the center of town - don't leave your apartment, or go to the window."
Mounting strife
Slaviansk became the major hotspot Saturday when gunmen in camouflage stormed and seized a police building, authorities said.
The gunmen arrived in two mini-buses, came to the police station and opened fire before getting inside the facility through windows, the Donetsk regional police said. Three police officers were slightly injured.
The gunmen introduced themselves as part of the Donetsk republic initiative group, police said. Their goal was to seize hundreds of weapons inside the police building; they allowed the police officers inside to leave the facility, the press office said.
A CNN team in Slaviansk saw dozens of armed, well-equipped men in camouflage in control of the Ukraine Security Services (SBU) building, as well as the police building. The men did not want to be filmed.
Makeshift barricades have been erected around both buildings. Locals brought food and tires to the armed men at the SBU site.
Tensions in Ukraine have become protracted. Violent street protests broke out months ago against the previous pro-Russia government and ended in the ouster of the President.
Political power in the national government shifted rapidly in a pro-Western direction.
A short time later, pro-Russian elements occupied the region of Crimea, which Russia quickly annexed. Since then, pro-Russian protesters have taken to the streets in Ukrainian regions, where Russian is widely spoken. And they have occupied buildings.
'People's republic'
The protesters' goal is to separate from the Ukraine.
"We want to create a people's republic, a real one, one in Donetsk, one in Luhansk, and in general, let the people of the southeast determine what they want. We want to hold a referendum," one pro-Russian armed activist in Slaviansk told Reuters.
In Kramatorsk on Saturday, police and pro-Russia activists exchanged gunfire, said Avakov's spokeswoman Natalia Stativko.
Acting Ukrainian President Oleksandr Turchinov held an emergency National Defense and Security Council meeting in the capital Kiev.
A police building in the town of Krasni Liman also had been taken by protesters, Stativko said. The CNN team saw no evidence to that effect.
Chief resigns
In the cities of Donetsk, Luhansk and Kharkiv, pro-Russian protesters seized government buildings several days ago and remain barricaded in some.
The Donetsk chief of regional police, Kostyantyn Pozhydaev, announced his resignation during a pro-Russia activist rally outside the police office Saturday, according to a police press statement.
The Head of the Security Service for the region, Valery Ivanov, was sacked, authorities said.
Washington, Moscow
The United States has accused Russia of fomenting the separatist unrest in its neighbor as a pretext for military intervention.
U.S. Secretary of State John Kerry spoke by phone with Russian Foreign Minister Sergey Lavrov Saturday, expressing "strong concern that attacks today by armed militants in eastern Ukraine were orchestrated and synchronized, similar to previous attacks in eastern Ukraine and Crimea," a senior State Department official said.
The official said that Kerry warned Lavrov there would be "additional consequences" if Russia did not take steps to de-escalate the situation in eastern Ukraine and move its troops back from its border with Ukraine.
The official also noted that militants involved in Saturday's unrest in eastern Ukraine "were equipped with specialized Russian weapons and the same uniforms as those worn by the Russian forces that invaded Crimea."
The White House also reacted Saturday, calling on Russian President Vladimir Putin and his government to "cease all efforts to destabilize Ukraine."
Vice President Joe Biden will travel to Kiev on April 22, to meet government leaders and members of the civil society.
Meanwhile, the U.S. Treasury on Friday imposed a third round of sanctions on individuals considered to be involved in Crimea's annexation, including six people the Treasury considers Crimean separatists.
CNN's Tim Lister reported from Donetsk and Victoria Butenko from Kiev, Nick Paton Walsh reported from Kramatorsk, while Ralph Ellis wrote in Atlanta.
April 13, 2014 -- Updated 0825 GMT (1625 HKT)
Armed pro-Russian activists carrying riot shields occupy a police station on Saturday, April 12. The unidentified armed men arrived at the building in the town of Slaviansk in the morning and took control of it without any casualties. Ukraine has seen a sharp rise in tensions since a new pro-European government took charge of the country in February. Moscow branded the new government illegitimate and annexed Ukraine's Crimea region last month, citing threats to Crimea's Russian-speaking majority.
Donetsk, Ukraine (CNN) -- Ukrainian forces launched an "anti-terrorist operation" Sunday, after pro-Russian gunmen seized buildings in the eastern part of the nation, Ukraine's Interior Minister Arsen Avakov said on his Facebook account.
Avakov posted: "Anti-terrorist operation has started in Slaviansk. It is managed by Anti-terrorist Center of the Security Service of Ukraine. All the law enforcement agencies of the country are participating. Godspeed!"
He added later: "Tell all civilians to leave the center of town - don't leave your apartment, or go to the window."
Mounting strife
Slaviansk became the major hotspot Saturday when gunmen in camouflage stormed and seized a police building, authorities said.
The gunmen arrived in two mini-buses, came to the police station and opened fire before getting inside the facility through windows, the Donetsk regional police said. Three police officers were slightly injured.
The gunmen introduced themselves as part of the Donetsk republic initiative group, police said. Their goal was to seize hundreds of weapons inside the police building; they allowed the police officers inside to leave the facility, the press office said.
A CNN team in Slaviansk saw dozens of armed, well-equipped men in camouflage in control of the Ukraine Security Services (SBU) building, as well as the police building. The men did not want to be filmed.
Makeshift barricades have been erected around both buildings. Locals brought food and tires to the armed men at the SBU site.
Tensions in Ukraine have become protracted. Violent street protests broke out months ago against the previous pro-Russia government and ended in the ouster of the President.
Political power in the national government shifted rapidly in a pro-Western direction.
A short time later, pro-Russian elements occupied the region of Crimea, which Russia quickly annexed. Since then, pro-Russian protesters have taken to the streets in Ukrainian regions, where Russian is widely spoken. And they have occupied buildings.
'People's republic'
The protesters' goal is to separate from the Ukraine.
"We want to create a people's republic, a real one, one in Donetsk, one in Luhansk, and in general, let the people of the southeast determine what they want. We want to hold a referendum," one pro-Russian armed activist in Slaviansk told Reuters.
In Kramatorsk on Saturday, police and pro-Russia activists exchanged gunfire, said Avakov's spokeswoman Natalia Stativko.
Acting Ukrainian President Oleksandr Turchinov held an emergency National Defense and Security Council meeting in the capital Kiev.
A police building in the town of Krasni Liman also had been taken by protesters, Stativko said. The CNN team saw no evidence to that effect.
Chief resigns
In the cities of Donetsk, Luhansk and Kharkiv, pro-Russian protesters seized government buildings several days ago and remain barricaded in some.
The Donetsk chief of regional police, Kostyantyn Pozhydaev, announced his resignation during a pro-Russia activist rally outside the police office Saturday, according to a police press statement.
The Head of the Security Service for the region, Valery Ivanov, was sacked, authorities said.
Washington, Moscow
The United States has accused Russia of fomenting the separatist unrest in its neighbor as a pretext for military intervention.
U.S. Secretary of State John Kerry spoke by phone with Russian Foreign Minister Sergey Lavrov Saturday, expressing "strong concern that attacks today by armed militants in eastern Ukraine were orchestrated and synchronized, similar to previous attacks in eastern Ukraine and Crimea," a senior State Department official said.
The official said that Kerry warned Lavrov there would be "additional consequences" if Russia did not take steps to de-escalate the situation in eastern Ukraine and move its troops back from its border with Ukraine.
The official also noted that militants involved in Saturday's unrest in eastern Ukraine "were equipped with specialized Russian weapons and the same uniforms as those worn by the Russian forces that invaded Crimea."
The White House also reacted Saturday, calling on Russian President Vladimir Putin and his government to "cease all efforts to destabilize Ukraine."
Vice President Joe Biden will travel to Kiev on April 22, to meet government leaders and members of the civil society.
Meanwhile, the U.S. Treasury on Friday imposed a third round of sanctions on individuals considered to be involved in Crimea's annexation, including six people the Treasury considers Crimean separatists.
CNN's Tim Lister reported from Donetsk and Victoria Butenko from Kiev, Nick Paton Walsh reported from Kramatorsk, while Ralph Ellis wrote in Atlanta.
جنود اميركيون يحاصرون روسيا !
April 10, 2014
لم يستبعد قائد قوات حلف شمال الاطلسي في اوروبا، الجنرال الاميركي فيليب بريدلاف امكان ارسال جنود اميركيين الى دول اوروبية شرقية متاخمة لروسيا، اعضاء في الحلف، في ظل الازمة الاوكرانية.
وشدد، في حديث لوكالة انباء اسوشييتد برس على ان حجم القوات التي نشرتها روسيا على امتداد الحدود مع اوكرانيا يقدر باربعين الف جندي من اسلحة الجو والمدرعات والمدفعية.
Russia could achieve Ukraine incursion in 3-5 days: NATO general
BRUSSELS
(Reuters) - Russia has massed all the forces it needs on Ukraine's border if it were to decide to carry out an "incursion" into the country and it could achieve its objective in three to five days, NATO's top military commander said on Wednesday.
Calling the situation "incredibly concerning", NATO's supreme allied commander in Europe, U.S. Air Force General Philip Breedlove, said NATO had spotted signs of movement by a very small part of the Russian force overnight but had no indication that it was returning to barracks.
Russia's seizure and annexation of Ukraine's Crimea region has caused the deepest crisis in East-West relations since the Cold War, leading the United States and Europe to impose sanctions on Moscow. They have said they will strengthen those sanctions if Russia moves beyond Crimea into east Ukraine.
NATO military chiefs are concerned that the Russian force on the Ukrainian border, which they estimate stands at 40,000 soldiers, could pose a threat to eastern and southernUkraine.
"This is a very large and very capable and very ready force," Breedlove said in an interview with Reuters and The Wall Street Journal.
The Russian force has aircraft and helicopter support as well as field hospitals and electronic warfare capabilities.
"The entire suite that would be required to successfully have an incursion into Ukraine should the decision be made," Breedlove said. "We think it is ready to go and we think it could accomplish its objectives in between 3 and 5 days if directed to make the actions."
He said Russia could have several potential objectives, including an incursion into southern Ukraine to establish a land corridor to Crimea, pushing beyond Crimea to Ukraine's Black Sea port of Odessa or even threatening to connect to Transdniestria, the mainly Russian-speaking, separatist region of Moldova that lies to the west of Ukraine.
Russia also has forces to the north and northeast of Ukraine that could enter eastern Ukraine if Moscow ordered them to do so, Breedlove said. Any such actions would have far-reaching implications for NATO, a military alliance of 28 nations that has been the core of European defense for more than 60 years.
"We are going to have to look at how our alliance now is prepared for a different paradigm, a different rule set... We will need to rethink our force posture, our force positioning, our force provisioning, readiness, etc," Breedlove said.
NATO foreign ministers meeting in Brussels this week suspended all practical cooperation with Russia in protest at its actions in Crimea and asked military commanders to draw up plans to reinforce NATO members in eastern Europe that are fearful about a threat from Russia.
Breedlove said the ministers had asked him to draw up by April 15 a package of measures that would include reinforcements by land, air and sea.
"We will work on air, land and sea 'reassurances' and we will look to position those 'reassurances' across the breadth of our exposure: north, centre, and south," he said.
(Reporting by Adrian Croft; editing by Luke Baker)
BRUSSELS
(Reuters) - Russia has massed all the forces it needs on Ukraine's border if it were to decide to carry out an "incursion" into the country and it could achieve its objective in three to five days, NATO's top military commander said on Wednesday.
Calling the situation "incredibly concerning", NATO's supreme allied commander in Europe, U.S. Air Force General Philip Breedlove, said NATO had spotted signs of movement by a very small part of the Russian force overnight but had no indication that it was returning to barracks.
Russia's seizure and annexation of Ukraine's Crimea region has caused the deepest crisis in East-West relations since the Cold War, leading the United States and Europe to impose sanctions on Moscow. They have said they will strengthen those sanctions if Russia moves beyond Crimea into east Ukraine.
NATO military chiefs are concerned that the Russian force on the Ukrainian border, which they estimate stands at 40,000 soldiers, could pose a threat to eastern and southernUkraine.
"This is a very large and very capable and very ready force," Breedlove said in an interview with Reuters and The Wall Street Journal.
The Russian force has aircraft and helicopter support as well as field hospitals and electronic warfare capabilities.
"The entire suite that would be required to successfully have an incursion into Ukraine should the decision be made," Breedlove said. "We think it is ready to go and we think it could accomplish its objectives in between 3 and 5 days if directed to make the actions."
He said Russia could have several potential objectives, including an incursion into southern Ukraine to establish a land corridor to Crimea, pushing beyond Crimea to Ukraine's Black Sea port of Odessa or even threatening to connect to Transdniestria, the mainly Russian-speaking, separatist region of Moldova that lies to the west of Ukraine.
Russia also has forces to the north and northeast of Ukraine that could enter eastern Ukraine if Moscow ordered them to do so, Breedlove said. Any such actions would have far-reaching implications for NATO, a military alliance of 28 nations that has been the core of European defense for more than 60 years.
"We are going to have to look at how our alliance now is prepared for a different paradigm, a different rule set... We will need to rethink our force posture, our force positioning, our force provisioning, readiness, etc," Breedlove said.
NATO foreign ministers meeting in Brussels this week suspended all practical cooperation with Russia in protest at its actions in Crimea and asked military commanders to draw up plans to reinforce NATO members in eastern Europe that are fearful about a threat from Russia.
Breedlove said the ministers had asked him to draw up by April 15 a package of measures that would include reinforcements by land, air and sea.
"We will work on air, land and sea 'reassurances' and we will look to position those 'reassurances' across the breadth of our exposure: north, centre, and south," he said.
(Reporting by Adrian Croft; editing by Luke Baker)
هكذا أمر يانوكوفيتش بقتل المحتجين
(رويترز)
3 نيسان 2014 الساعة 15:21
قال قادة الأمن الكبار في أوكرانيا إن قتل المتظاهرين خلال الاحتجاجات في العاصمة كييف في شباط، تم تحت "القيادة المباشرة" للرئيس المعزول فكتور يانوكوفيتش.
ووجهت هذه الاتهامات للرئيس الأوكراني المعزول في مؤتمر صحافي مشترك للمدعي العام ووزير الداخلية ورئيس جهاز أمن الدولة.
وقال وزير الداخلية أرسين أفاكوف إن "الحكومة السابقة للبلاد أعطت أوامر إجرامية، عدد كبير من الناس عانى" وقتل.
وأفاد رئيس جهاز أمن الدولة فالنتين ناليفايتشينكو أن روساً مجهولين كانوا في مقر جهاز الأمن الأوكراني خلال الاحتجاجات التي استمرت ثلاثة اشهر. وأضاف أنه في 20 شباط، وهو أحد أكثر الأيام دموية في تاريخ أوكرانيا بعد الحقبة السوفياتية، هبطت طائرات محملة بمتفجرات روسية الصنع زنتها 5100 كيلوغرام ومعدات أخرى في مطار قريب من كييف آتية من مدينة تشكالوفسك الروسية.
وقال وزير الداخلية أرسين أفاكوف إن "الحكومة السابقة للبلاد أعطت أوامر إجرامية، عدد كبير من الناس عانى" وقتل.
وأفاد رئيس جهاز أمن الدولة فالنتين ناليفايتشينكو أن روساً مجهولين كانوا في مقر جهاز الأمن الأوكراني خلال الاحتجاجات التي استمرت ثلاثة اشهر. وأضاف أنه في 20 شباط، وهو أحد أكثر الأيام دموية في تاريخ أوكرانيا بعد الحقبة السوفياتية، هبطت طائرات محملة بمتفجرات روسية الصنع زنتها 5100 كيلوغرام ومعدات أخرى في مطار قريب من كييف آتية من مدينة تشكالوفسك الروسية.
متاعب الأمن بين العبث والدجل
الكاتب: عبد الوهاب بدرخان
27 آذار 2014
أن تكون الحكومة لشهرين اثنين فحسب، ولتأمين الاستحقاق الرئاسي، فهذا لا يمنعها من أن تلم شتات السياسة الأمنية، وأن تصحح المقاربة لأي أوضاع شاذة نشأت في العامين الأخيرين، سواء في طرابلس أو في صيدا او في مناطق اخرى. ذاك أن "الخطة" باتت معروفة، وقد تكون جرّبت في لبنان ثم طُبّقَت في سوريا من خلال تسريب تنظيم "داعش" الى مناطق المعارضة لكي يمكن القول إن ثمة تكفيريين أو ارهابيين هم سبب المشكلة.
في لبنان كانت مشكلة "حزب الله" أن خصومه السنّة معتدلون وغير مسلّحين، وأنهم وحلفاءهم من طوائف مختلفة يواجهونه بالسياسة، أما هو فيمارس السياسة بالسلاح ولا يعرف كيف يحسم المواجهات السياسية إلا بالسلاح. لذلك رأى أن يخترق مناطق الخصوم بالسلاح أيضاً، وإذكاء التطرف بالاستفزاز، وبعد ذلك راح يحمّل المعتدلين أوزار المتطرفين الذين صنعهم ورعاهم، مشيراً الى أن هؤلاء ينتمون الى "الفريق الآخر" بحكم انتمائهم المذهبي.
مَن هو شاكر البرجاوي، مَن يكون، بطل قومي، زعيم وطني، رجل مكلّف "مهمة جهادية"؟ وطالما أنه مجرد "شبّيح"، وله تاريخ ملوّث بولاءات متنقلة، ولا علاقة له بـ "أشرف الناس"، فهل أن "حزب الله" يتبنّاه لشيء آخر غير أنه "سنّي" برمجه السوريون وبالتالي يصلح للاستعمال كوسيلة لاختراق الخصوم وانشاء دكانة "ممانعة" في مناطقهم؟ ماذا يريد البرجاوي والذين هم على شاكلته؟ ليس مهماً ما يريده إلا بمقدار ما يمكن الاشارة الى أن ثمة وزراء يجلسون الى طاولة مجلس الوزراء، ويُفترض أنهم يمثّلونه. فليقل وزراء "حزب الله" ما اذا كان الرجل خاض معركته في منطقة المدينة الرياضية بضوء أخضر من "الحزب" أو من دمشق، وليوضحوا ما اذا كان سلاح البرجاوي هو أيضاً لحماية "المقاومة"، وليشرحوا بالتالي للبنانيين كيف يمنحون الثقة للحكومة وبعد يومين يفلتون زلمتهم ليقوم بهذه العربدة الأمنية في بيروت.
اذا تعذّر رسم حدود للعبثية فلا بدّ من وضع حدود للدجل. يعرفون أنهم يعبثون بالأمن ولا يبالون، فالمهم عندهم أن "يشيطنوا" الآخر ليمرروا تشيطنهم. هذه الحكومة لا تريحهم لأنها تريد وتستطيع أن تحقق شيئاً بالنسبة الى الأمن، باستخدام رصين ومسؤول للجيش، تحديداً في طرابلس حيث أريد ويراد للجبهة أن تهدأ أو تشتعل وفقاً لأجندة "حزب الله" أو النظام السوري. مع الحكومة السابقة كان "الحزب" دعم سياسة النأي بالنفس ثم أرسل مقاتليه الى سوريا، ثم أيّد "اعلان بعبدا" ودفع بالمزيد من الرجال الى المعارك، ورغم تغيّر الحكومة يساهم أزلامه في التوتير كما لو أنه لم تعد له مصلحة في استتباب الأمن، وها هو أخيراً غير راغب في المشاركة في "الحوار الوطني" كما لو أنه لم يعد معنياً أصلاً بالبلد.
Khaled H·
كون حزبالله من اختراع النظام السوري في الثمانينات, طبعاً سيحذو على خطواته بالتفصيل, خاصةً الخطط الاجراميه, كما إتبع النظام السوري معلمه النظام الروسي الفاشي المجرم المافياوي من قبله. عصابات ارهابيه.
القتال يتجدد في «العباسيين» بقلب دمشق.. والمعارضة ترد بالهاون على أحيائها
أنباء عن أسر 11 عنصرا من حزب الله.. وعناصر ميليشيات نظامية يتمردون على نقلهم إلى الساحل
|
بيروت: نذير رضا
أكدت مصادر المعارضة في العاصمة السورية لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن المحاور الملاصقة للغوطة الشرقية الملاصقة لدمشق «شهدت تصعيدا غير مسبوق»، حيث «اشتعلت جبهات القتال في المنطقة الممتدة من محور جوبر إلى المليحة»، فيما انتقل القتال إلى ساحة العباسيين في العاصمة السورية، ما دفع بالمعارضة إلى الرد بإطلاق قذائف «المورتر» باتجاه أحياء في العاصمة، أسفرت عن مقتل ستة مدنيين وسقوط عشرات الجرحى.وفي سياق معركة الساحل، أفاد ناشطون باندلاع اشتباكات بالرشاشات الثقيلة في صفوف ميليشيات «الشبيحة» وقوات النظام على جبهة النقارين في مدينة حلب، بعد رفض الشبيحة أوامر بالانتقال إلى جبهة الساحل وترك نقاطهم في النقارين.
وفي دمشق، تجدد قصف فصائل المعارضة لمواقع نفوذ النظام السوري، أمس، بقذائف الهاون التي سقطت في أحياء جرمانا والمزة 86 وأوتوستراد حرستا ومشفى الشرطة وبرزة بريف دمشق، إضافة إلى صالة الفيحاء الرياضية، كما أصيب 24 شخصا على الأقل بجروح.
وقال عضو مجلس الثورة في ريف دمشق إسماعيل الداراني لـ«الشرق الأوسط»، إن القوات الحكومية «أشعلت جبهات القتال في ريف دمشق الملاصقة لحدود العاصمة مع الغوطة الشرقية»، حيث «حاولت اقتحام أحياء جوبر في العاصمة، والمليحة وعين ترما في ريفها»، وهي المنطقة المحاذية للعاصمة السورية من جهة الشرق، في محاولة لتأمين شرق العاصمة، ووضع حد لقذائف الهاون التي تسقط في أحيائها. في موازاة ذلك، حاولت القوات النظامية اقتحام دوما في أقصى شمال الغوطة الشرقية، «لكن مقاتلي المعارضة صدوا الهجوم، ما أسفر عن سقوط ستة قتلى على الأقل».
وإثر التصعيد، قال الداراني إن منطقة العباسيين في العاصمة السورية «شهدت اشتباكات غير مسبوقة، هي الأعنف منذ أشهر، بدت امتدادا للقتال في حي جوبر الذي تحاول القوات النظامية السيطرة عليه منذ خمسة أيام»، وهو الحي الوحيد الذي تسيطر عليه المعارضة في العاصمة السورية، نظرا لتداخله مع مناطق في ريف دمشق، وأهمها زملكا وعين ترما وعربين.
وأكد الداراني أن الاشتباكات في العباسيين بدأت مساء أول من أمس، وهدأت عند منتصف الليل، قبل أن تتجدد صباح أمس، مشيرا إلى أن النظام «لم يعلن عنها خوفا من ردود فعل ضد السكان، علما بأن صدى الاشتباكات يتردد في أنحاء العاصمة السورية». ولفت إلى أن القتال «يأتي في سياق تصاعدي»، في حين «حقق مقاتلو المعارضة تقدما على محور العباسيين، ما دفع بالقوات النظامية إلى فتح نيرانه الثقيلة باتجاه مناطق واسعة في الغوطة الشرقية»، فيما رد مقاتلو المعارضة بإطلاق قذائف المورتر على أحياء سكنية في العاصمة السورية.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» بمقتل ستة أشخاص وإصابة 24 آخرين بجروح، نتيجة سقوط قذائف هاون في عدة أحياء في دمشق. وقالت الوكالة: «لحقت أضرار مادية بالممتلكات جراء اعتداءات إرهابية على مدينة جرمانا ضاحية وأوتوستراد حرستا ومشفى الشرطة بريف دمشق». وذكر مصدر في قيادة الشرطة أن عشر قذائف سقطت على أحياء الحمصي والنسيم والتربة ودوار البلدية القديم وفي محيط مشفيي الراضي والجراحي وفي ساحة السيوف بجرمانا.
كذلك، سقطت قذيفة هاون في دوار ضاحية حرستا وأدت إلى إصابة ثلاثة مدنيين، في حين قتل مدني وأصيب أربعة آخرون جراء القصف بقذائف هاون على حيي المزة وبرزة. وذكر مصدر في قيادة شرطة دمشق لـ«سانا» أن قذيفة هاون «سقطت على منزل بحي المزة 86 أدت إلى استشهاد مواطن وإلحاق أضرار مادية بالمكان، فيما سقطت قذيفة أخرى بالقرب من المدرسة الفرنسية، كما سقطت ثلاث قذائف هاون على حي برزة».
وقتل شخص وأصيب اثنان آخران جراء سقوط قذيفتي هاون «أطلقهما إرهابيون على صالة الفيحاء الرياضية»، كما قالت «سانا»، مشيرة إلى مقتل شخصين وإصابة سبعة آخرين «جراء استهداف موكب تشييع في قرية داما غرب مدينة السويداء بعدة قذائف هاون»، وهي منطقة تسكنها غالبية درزية.
وبعد إطلاق قذائف الهاون التي يعتقد أنها أطلقت من أحياء قريبة من مواقع سقوطها، تسيطر عليها المعارضة، أفادت مصادر المعارضة في اتصال مع «الشرق الأوسط» بسقوط صاروخ أطلقته القوات النظامية في حي شعبي مكتظ في بلدة كفر بطنا، خلف جوبر، أسفر عن سقوط 15 قتيلا على الأقل، ونحو 50 جريحا من المدنيين. وأشارت إلى سقوط صاروخين مشابهين في بساتين بلدة زبدين المحاذية لبلدة جرمانا، كما سقط صاروخ في سقبا في ريف دمشق.
وعلى جبهة المليحة المحاذية لجرمانا، تبنى «فيلق الرحمن» التابع للجيش السوري الحر قتل 25 عنصرا من القوات النظامية والمقاتلين إلى جانبها في المليحة. وقال المتحدث باسم «فيلق الرحمن» أبو عدي لـ«الشرق الأوسط»، إن المليحة «تعرضت اليوم (أمس) إلى 15 غارة جوية، تزامنت مع هجوم على ثلاثة محاور بدأ في الثامنة صباحا، في محاولة لاقتحامها من ناحية جرمانا»، موضحا أن الهجوم «انطلق من حواجز (النسيم) و(النور) و(المدرسة الداخلية) التي تقع بالقرب من إدارة الدفاع الجوي في جرمانا». وقال إن المقاتلين المعارضين «استطاعوا صد الحملة الشرسة على المليحة، حيث تمكنا من قتل 25 عنصرا من القوات النظامية والميليشيات التي تقاتل إلى جانبها».
في غضون ذلك، أفادت تقارير بأن مقاتلي المعارضة «تمكنوا من أسر 11 عنصرا من مقاتلي حزب الله في عملية محكمة بينهم شخصية هامة». ونقلت مواقع إلكترونية عن عضو المجلس الأعلى للجيش السوري الحر رامي دالاتي قوله: «إن الجيش الحر أسر مقاتلي الحزب الـ11»، من غير أن يقدم أي تفاصيل إضافية، كما لم يوضح طبيعة العملية التي حدثت وفي أي منطقة من سوريا، وقال إنه سيجري عرض العناصر لاحقا على الإعلام.
وأكد تلك التقارير الملازم أول إبراهيم قنزوعة، أحد قادة كتائب أنصار الشام في بلدة كسب بريف اللاذقية، لـ«أورينت نيوز»، مشيرا إلى «نجاح الثوار في أسر 11 عنصرا من حزب الله اللبناني».
وتزامنت هذه الأنباء مع معلومات عن أسر 11 جنديا نظاميا في المليحة، وذكرت «أورينت نيوز» أن «الجيش الحر أسر 11 عنصرا للنظام ضمن الاشتباكات في البلدة»، رغم أن مصادر المعارضة في المليحة نفت لـ«الشرق الأوسط» امتلاكها أي معلومات عن عملية أسر في نطاق عملها.
إلى ذلك، تواصل التصعيد على جبهة ريف اللاذقية وسط معلومات عن أن القوات النظامية تدفع بالمزيد من التعزيزات إلى المنطقة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بتنفيذ الطيران الحربي النظامي خمس غارات جوية على مناطق في جبل التركمان وسط اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات غير سورية و«المقاومة السورية لتحرير لواء إسكندرون» من جهة، ومقاتلين من جبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى في منطقة كسب وقرية النبعين ومنطقة قسطل معاف ومحيط المرصد 45، وترافقت الاشتباكات مع قصف القوات النظامية مناطق على الشريط الحدودي مع تركيا، فيما دارت اشتباكات عنيفة في منطقة بيت خضور قرب خربة سولاس.
أكدت مصادر المعارضة في العاصمة السورية لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن المحاور الملاصقة للغوطة الشرقية الملاصقة لدمشق «شهدت تصعيدا غير مسبوق»، حيث «اشتعلت جبهات القتال في المنطقة الممتدة من محور جوبر إلى المليحة»، فيما انتقل القتال إلى ساحة العباسيين في العاصمة السورية، ما دفع بالمعارضة إلى الرد بإطلاق قذائف «المورتر» باتجاه أحياء في العاصمة، أسفرت عن مقتل ستة مدنيين وسقوط عشرات الجرحى.وفي سياق معركة الساحل، أفاد ناشطون باندلاع اشتباكات بالرشاشات الثقيلة في صفوف ميليشيات «الشبيحة» وقوات النظام على جبهة النقارين في مدينة حلب، بعد رفض الشبيحة أوامر بالانتقال إلى جبهة الساحل وترك نقاطهم في النقارين.
وفي دمشق، تجدد قصف فصائل المعارضة لمواقع نفوذ النظام السوري، أمس، بقذائف الهاون التي سقطت في أحياء جرمانا والمزة 86 وأوتوستراد حرستا ومشفى الشرطة وبرزة بريف دمشق، إضافة إلى صالة الفيحاء الرياضية، كما أصيب 24 شخصا على الأقل بجروح.
وقال عضو مجلس الثورة في ريف دمشق إسماعيل الداراني لـ«الشرق الأوسط»، إن القوات الحكومية «أشعلت جبهات القتال في ريف دمشق الملاصقة لحدود العاصمة مع الغوطة الشرقية»، حيث «حاولت اقتحام أحياء جوبر في العاصمة، والمليحة وعين ترما في ريفها»، وهي المنطقة المحاذية للعاصمة السورية من جهة الشرق، في محاولة لتأمين شرق العاصمة، ووضع حد لقذائف الهاون التي تسقط في أحيائها. في موازاة ذلك، حاولت القوات النظامية اقتحام دوما في أقصى شمال الغوطة الشرقية، «لكن مقاتلي المعارضة صدوا الهجوم، ما أسفر عن سقوط ستة قتلى على الأقل».
وإثر التصعيد، قال الداراني إن منطقة العباسيين في العاصمة السورية «شهدت اشتباكات غير مسبوقة، هي الأعنف منذ أشهر، بدت امتدادا للقتال في حي جوبر الذي تحاول القوات النظامية السيطرة عليه منذ خمسة أيام»، وهو الحي الوحيد الذي تسيطر عليه المعارضة في العاصمة السورية، نظرا لتداخله مع مناطق في ريف دمشق، وأهمها زملكا وعين ترما وعربين.
وأكد الداراني أن الاشتباكات في العباسيين بدأت مساء أول من أمس، وهدأت عند منتصف الليل، قبل أن تتجدد صباح أمس، مشيرا إلى أن النظام «لم يعلن عنها خوفا من ردود فعل ضد السكان، علما بأن صدى الاشتباكات يتردد في أنحاء العاصمة السورية». ولفت إلى أن القتال «يأتي في سياق تصاعدي»، في حين «حقق مقاتلو المعارضة تقدما على محور العباسيين، ما دفع بالقوات النظامية إلى فتح نيرانه الثقيلة باتجاه مناطق واسعة في الغوطة الشرقية»، فيما رد مقاتلو المعارضة بإطلاق قذائف المورتر على أحياء سكنية في العاصمة السورية.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» بمقتل ستة أشخاص وإصابة 24 آخرين بجروح، نتيجة سقوط قذائف هاون في عدة أحياء في دمشق. وقالت الوكالة: «لحقت أضرار مادية بالممتلكات جراء اعتداءات إرهابية على مدينة جرمانا ضاحية وأوتوستراد حرستا ومشفى الشرطة بريف دمشق». وذكر مصدر في قيادة الشرطة أن عشر قذائف سقطت على أحياء الحمصي والنسيم والتربة ودوار البلدية القديم وفي محيط مشفيي الراضي والجراحي وفي ساحة السيوف بجرمانا.
كذلك، سقطت قذيفة هاون في دوار ضاحية حرستا وأدت إلى إصابة ثلاثة مدنيين، في حين قتل مدني وأصيب أربعة آخرون جراء القصف بقذائف هاون على حيي المزة وبرزة. وذكر مصدر في قيادة شرطة دمشق لـ«سانا» أن قذيفة هاون «سقطت على منزل بحي المزة 86 أدت إلى استشهاد مواطن وإلحاق أضرار مادية بالمكان، فيما سقطت قذيفة أخرى بالقرب من المدرسة الفرنسية، كما سقطت ثلاث قذائف هاون على حي برزة».
وقتل شخص وأصيب اثنان آخران جراء سقوط قذيفتي هاون «أطلقهما إرهابيون على صالة الفيحاء الرياضية»، كما قالت «سانا»، مشيرة إلى مقتل شخصين وإصابة سبعة آخرين «جراء استهداف موكب تشييع في قرية داما غرب مدينة السويداء بعدة قذائف هاون»، وهي منطقة تسكنها غالبية درزية.
وبعد إطلاق قذائف الهاون التي يعتقد أنها أطلقت من أحياء قريبة من مواقع سقوطها، تسيطر عليها المعارضة، أفادت مصادر المعارضة في اتصال مع «الشرق الأوسط» بسقوط صاروخ أطلقته القوات النظامية في حي شعبي مكتظ في بلدة كفر بطنا، خلف جوبر، أسفر عن سقوط 15 قتيلا على الأقل، ونحو 50 جريحا من المدنيين. وأشارت إلى سقوط صاروخين مشابهين في بساتين بلدة زبدين المحاذية لبلدة جرمانا، كما سقط صاروخ في سقبا في ريف دمشق.
وعلى جبهة المليحة المحاذية لجرمانا، تبنى «فيلق الرحمن» التابع للجيش السوري الحر قتل 25 عنصرا من القوات النظامية والمقاتلين إلى جانبها في المليحة. وقال المتحدث باسم «فيلق الرحمن» أبو عدي لـ«الشرق الأوسط»، إن المليحة «تعرضت اليوم (أمس) إلى 15 غارة جوية، تزامنت مع هجوم على ثلاثة محاور بدأ في الثامنة صباحا، في محاولة لاقتحامها من ناحية جرمانا»، موضحا أن الهجوم «انطلق من حواجز (النسيم) و(النور) و(المدرسة الداخلية) التي تقع بالقرب من إدارة الدفاع الجوي في جرمانا». وقال إن المقاتلين المعارضين «استطاعوا صد الحملة الشرسة على المليحة، حيث تمكنا من قتل 25 عنصرا من القوات النظامية والميليشيات التي تقاتل إلى جانبها».
في غضون ذلك، أفادت تقارير بأن مقاتلي المعارضة «تمكنوا من أسر 11 عنصرا من مقاتلي حزب الله في عملية محكمة بينهم شخصية هامة». ونقلت مواقع إلكترونية عن عضو المجلس الأعلى للجيش السوري الحر رامي دالاتي قوله: «إن الجيش الحر أسر مقاتلي الحزب الـ11»، من غير أن يقدم أي تفاصيل إضافية، كما لم يوضح طبيعة العملية التي حدثت وفي أي منطقة من سوريا، وقال إنه سيجري عرض العناصر لاحقا على الإعلام.
وأكد تلك التقارير الملازم أول إبراهيم قنزوعة، أحد قادة كتائب أنصار الشام في بلدة كسب بريف اللاذقية، لـ«أورينت نيوز»، مشيرا إلى «نجاح الثوار في أسر 11 عنصرا من حزب الله اللبناني».
وتزامنت هذه الأنباء مع معلومات عن أسر 11 جنديا نظاميا في المليحة، وذكرت «أورينت نيوز» أن «الجيش الحر أسر 11 عنصرا للنظام ضمن الاشتباكات في البلدة»، رغم أن مصادر المعارضة في المليحة نفت لـ«الشرق الأوسط» امتلاكها أي معلومات عن عملية أسر في نطاق عملها.
إلى ذلك، تواصل التصعيد على جبهة ريف اللاذقية وسط معلومات عن أن القوات النظامية تدفع بالمزيد من التعزيزات إلى المنطقة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بتنفيذ الطيران الحربي النظامي خمس غارات جوية على مناطق في جبل التركمان وسط اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات غير سورية و«المقاومة السورية لتحرير لواء إسكندرون» من جهة، ومقاتلين من جبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى في منطقة كسب وقرية النبعين ومنطقة قسطل معاف ومحيط المرصد 45، وترافقت الاشتباكات مع قصف القوات النظامية مناطق على الشريط الحدودي مع تركيا، فيما دارت اشتباكات عنيفة في منطقة بيت خضور قرب خربة سولاس.
السعودية وتركيا: توازن القلمون - القرداحة
الثلثاء 1 نيسان (أبريل) 2014
وفرت معارك القلمون الاخيرة، بالزخم العسكري الايراني وملحقاته، نوعا من الانتصار الاقليمي، في فرض ارجحية لصالح روسيا وايران في توازن القوى الاقليمية داخل سورية. فقد اظهر الانتصار في يبرود ان فرص استكمال النظام السوري وحلفائه السيطرة الكاملة والآمنة على الساحل السوري وصولا الى دمشق بات حقيقة واقعة. ربما هي ما دفع الرئيس بشار الاسد في لحظة شعور بنشوة الانتصار في هذه المنطقة الى الاعلان عن بدء الاستعداد لغزو الفضاء، بإصدار مرسوم تأسيس وكالة الفضاء السورية.
يؤكد بعض العارفين بالعصبة العلوية الحاكمة في سورية ان خيار التسوية السياسية، اي مشاركة المعارضة هذه العصبة في الحكم، ليس واردا. فالاسد الذي يمثل هذه العصبة لن يسلم سورية الا مدمرة بالكامل، أو يبقى في الحكم. مع استعداد نفسي وديمغرافي وسياسي وعسكري للذهاب نحو خيار التحصن في الجيب العلوي كخيار نهائي. لذا فإن نجاح هذه العصبة في حماية هذا الجيب وتحصينه وتوفير الحدّ المقبول من اﻷمان فيه هو ما جعل مثل هذا الخيار منجزاً في الحساب الاخير لدى النظام. وساهم التحذير الدولي "من المسّ بالاقليات، ومن الصدامات الطائفية"، في تبلور وتحصين مشروع الكيانية العلوية في الوعي وفي الجغرافيا.
التدخل العسكري للمعارضة عبر الجبهة الشمالية كبت نشوة الانتصار في القلمون. إذ أظهرت الوقائع الميدانية ان النظام السوري كان مطمئنا الى هدوء هذه الجبهة واستقرارها. فلم يتوقع، على ما اظهر تقدم المعارضة السريع، ان تركيا ومن وراءها ستسمح بمثل هذا الهجوم المنطلق من "لواء الاسكندرون". فلم يستطع جيش النظام ان يفرض الهزيمة على المتقدمين الى مابعد كسب. والمعارك اشتدت، لكنها تنخر في الخاصرة الموجعة للنظام. ونجح الجيش الحر والجبهة الاسلامية ومقاتلو جبهة النصرة بتوجيه رسائل نارية مباشرة نحو القرداحة، بلدة آل الاسد، وتعطيل حركة مطارهم.
ولكن ما هي ابعاد فتح الجبهة الشمالية السورية؟ بالتأكيد ليس في فتح هذه الجبهة، ولو في الخاصرة الموجعة للنظام، ما يشير الى تحول في المعادلة العسكرية بالميدان السوري. لكنها تحمل دلالات بالمعنى الاستراتيجي، مفادها ان في ظل الاطاحة بالحل السياسي في جنيف 2، ومع تقدم النظام في القلمون، ما عادت منطقة الساحل السوري آمنة. هي رسالة الى بشار الاسد، وهي محاولة لاعادة توازن القوى الاقليمية في سورية. كما أشرت معركة كسب وما بعدها إلى تقاطع سعودي تركي، كان قائما من خلال مكونات المجموعات المقاتلة على هذا الجيب.
هذه الرسالة موجهة الى مشروع الكيانية العلوية، او المنطقة الآمنة للنظام. والى هذه الرسالة ثمة مؤشرات لا يمكن اهمالها في قراءة المشهد السوري خلال المرحلة المقبلة، وهي لا تنفصل عن هذه الخطوة العسكرية ذات الدلالات الاستراتيجية. فمن الواضح ان الادارة الاميركية في عهد الرئيس باراك اوباما الحالي تدير الازمة السورية على حساب الكل ومن رصيد هذا الكل. ومع سقوط الشراكة الاميركية الروسية في مشروع الحل السياسي في سوريا، مع نشوب ازمة القرم واوكرانيا، فإن ذلك شجع ايران على التصعيد في سورية. بدا ذلك واضحا في تصريحات قيادات الحرس الثوري التي استعادت الحديث عن تلازم دمشق وطهران. فيما الزخم العسكري دعما للنظام ترجم نفسه في اكثر من منطقة.. وفي القلمون بشكل واضح.
في المقابل استمر الهجوم السعودي من على منبر القمة العربية الاخيرة في الكويت، وصولا الى الدفع من اجل تقديم سلاح نوعي إلى المعارضة السورية. في موازاة ذلك نقلت صحيفة الواشنطن بوست معلومات عن خطط اميركية لتجهيز المعارضة السورية بسلاح مضاد للطائرات. والى هذه المعلومات يندرج في السياق موقف رئاسة الاركان الاميركية، التي حذرت النظام السوري من ان التباطؤ في عملية تسليم السلاح النووي، سيعيد الى الطاولة خطط ضرب مواقع سورية استراتيجية كانت معدة سابقا.. ولا تزال واردة.
أيضا يبقى سؤال: هل في ذلك كله مؤشرات إلى تدخل اميركي نوعي في الازمة السورية؟ ميزان التدخل الاميركي يحتمه تراجع قدرته على التحكم في مسار الازمة. واذا كان انهيار الشراكة الاميركية الروسية قد يؤثر في هذه الفاعلية، فإن "قبة الباط" الاميركية لتركيا من خلال جبهة الشمال، وللسعودية عبر تسليح نوعي مدروس ومراقب للمعارضة، هو مؤشر على دعم التغيير في المعادلة الاقليمية بالداخل السوري، لكن ضمن حدود جعل الحل السياسي أمراً ممكنا بين المعارضة والنظام، بلا روسيا.
alyalamine@gmail.com
البلد
خريطة سيطرة المعارضة في الساحل الشمالي السوري
سيطرت كتائب المعارضة السورية المسلّحة على مناطق شمال الساحل السوري، عبر معركة "الأنفال" التي أعلنتها كلّ من جبهة النصرة والجبهة الاسلامية وحركة أحرار الشام ضد النظام السوري.
في خلال 11 يوماً استطاعت الكتائب المسلحة السيطرة على كل من كسب والنبعين وبرج 45 وجبل النسر ونبع المر والسمرة، والتقدم نحو رأس البسيط. فيما يستمر جيش النظام المدعوم بمقاتلين من حزب الله في قصف المناطق التي تمت السيطرة عليها من المعارضة.
يعرض NOW خريطة توضح المناطق التي سيطرت عليها كتائب المعارضة المسلحة في الساحل الشمالي.
المعارضة السورية تراهن على تركيا للمضي في توسيع معركة الساحل
الكاتب: جنيف - موسى عاصي العواصم - الوكالات
مقاتلون من المعارضة السورية على طريق قرب كسب في ريف اللاذقية الشمالي الاحد. (أ ف ب)
27 آذار 2014
أكد قادة ميدانيون من القوات النظامية السورية تكثيف القصف للمناطق التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في ريف محافظة اللاذقية في شمال غرب البلاد، سعيا إلى طردهم منها.
ويرافق مراسل لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" الجيش السوري في بلدة البسيط الواقعة على 15 كيلومتراً غرب بلدة كسب، التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة الاحد، الى معبرها الحدودي مع تركيا. كما سيطر المقاتلون الاثنين على تلة استراتيجية وقرية السمرا ومخفر حدودي تابع لها. وأمكن المراسل رؤية اعمدة من الدخان ترتفع من خلف التلال التي تفصل بين البسيط وكسب.
وقال ضابط ميداني سوري: "هناك قصف مستمر لبلدة كسب من الجيش السوري لمنع تمركز المسلحين وان يأخذوا نقاط ارتكاز، كما هو الامر في قرية السمرا التي هي تحت سيطرة المسلحين ايضا". واشار الى ان "الآلاف" من مقاتلي المعارضة شنوا هجوما على المنطقة، بدءا من بلدة كسب الحدودية. واوضح ان المعارك المستمرة أدت الى "استشهاد 50 عنصرا من الجيش"، فضلاً عن "مئات الارهابيين".
وأفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له أن المعارك تسببت بمقتل اكثر من 100 عنصر من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، الى حصيلة مماثلة من المقاتلين.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان النظام "استقدم آلاف العناصر من القوات النظامية والدفاع الوطني لاستعادة المناطق التي سيطر عليها المقاتلون"، مشيرا الى وجود "العديد من الشبان الموالين للنظام، وغالبيتهم من العلويين، تطوعوا للمشاركة في المعارك الى جانب القوات النظامية". ص10
وتحدث مقاتلو المعارضة السورية عن تقدم في معركتهم مع القوات الحكومية في ريف اللاذقية غرب سوريا ونقلت قناة "سكاي نيوز عربية" الفضائية التي تتخذ دبي مقراً لها عن ناشطين سوريين أن قوات المعارضة السورية سيطرت على مرصد استراتيجي لقوات النظام السوري وعلى بلدة قسطل معاف في جبل التركمان، مشرين إلى أن دبابات الجيش السوري انسحبت من الجبل المطل على البلدة في اتجاه مدينة اللاذقية. وتقع بلدة قسطل معاف على مسافة 16 كيلومترا من معبر كسب الحدودي.
وفي معلومات متداولة أن تنسيقا ثنائيا بين تركيا وقطر سمح لمئات المقاتلين قبل ايام من اجتياز الحدود التركية في اتجاه قرى ريف اللاذقية، وتعدى الدور التركي هذه المسألة، اذ تحدثت مصادر خاصة من اسطنبول عن تأمين تركيا دعما لوجستيا كبيرا للمجموعات العسكرية وتسهيلها استهداف النقاط العسكرية للجيش النظامي من طريق اعطاء المقاتلين معلومات وتقارير عن انتشار القوات النظامية، مما أدى الى مفاجأة الجيش السوري وشل قدرته على الحركة.
لكن هذه المعركة تبدو حتى الآن ضبابية الأفق، والانتصار الذي حققته المجموعات المعارضة في كسب ذات الأكثرية الأرمنية والتمدد الى قرية العينين على مسافة سبعة كيلومترات عن الحدود التركية، يبقى انتصارا صغيراً ولا قيمة له على المستوى الإستراتيجي، أما امكان توسيع الهجوم فمرتبط بالموقف التركي وما اذا كانت اسطنبول قد اتخذت قرارا فعلاً بفتح معركة الساحل. وتقول الاوساط المعارضة ان المجموعات العسكرية تنتظر بفارغ الصبر انطلاق هذه المعركة "نظرا الى اهمية هذه المنطقة وميزتها بوجود خطوط امداد مفتوحة" (مع تركيا)، خلافاً للمواجهات الأخرى وآخرها في يبرود "حيث لا خطوط امداد حقيقية ومحاصرة قوات النظام لها كانت مسألة سهلة".
وتؤكد المعارضة السورية أن الحساسية التركية بالنسبة الى مناطق الساحل العلوية وإمكان انعكاس ذلك على الداخل التركي قد تراجعت كثيرا في المرحلة الأخيرة وان محاولة استبعاد هذه المناطق عن منطق المواجهات خرجت من الحسابات التركية "التي ترى أنه لم يعد لقرار استبعاد الساحل العلوي أي قيمة بعد الاجرام وحرب الابادة اللذين يشنهما النظام في كل المناطق الأخرى".
وعلى هذا الاساس، تراهن المعارضة السورية على نجاحات ميدانية وعلى نية تركية لتوسيع المعركة علّها تعوّض ما خسرته في القلمون. وقال فايز سارة المستشار الإعلامي والسياسي لرئيس "الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" أحمد الجربا لـ"النهار" إن لـ"الجيش السوري الحر استراتيجية عسكرية جديدة بالتقدم في هذه المنطقة وأن القوات العسكرية المعارضة حققت تقدما كبيرا مما اضطر قوات النظام الى سحب وحدات كبيرة من المناطق الأخرى وزجها في هذه المعركة". ونفى ان يكون هدف هذه المعركة هو الوصول الى البحر قائلاً: "ان الهدف هو مواجهة النظام السوري في كل سوريا وليس فقط في منطقة معينة؟".
وجاء في معلومات مصدرها اوساط النظام السوري في دمشق أن الجيش السوري في مرحلة الهجوم المعاكس من أجل حسم معركة كسب وأن التأخير في هذا الهجوم المعاكس سببه معلومات تشير الى أن الوجهة الحقيقية لهجوم المجموعات العسكرية هي بلدة صلنفة ذات الموقع الاستراتيجي المهم، ذلك انها تطل على مدينة اللاذقية وتبعد عنها نحو 80 كيلومترا فقط. أما المعركة الدائرة في الشمال الشرقي للساحل، "فما هي الا محاولة تمويه". وأكدت هذه الأوساط أن أكثر من 700 من المسلحين قد قتلوا في المعارك المستمرة منذ ايام عدة، وأن 3500 مسلح شاركوا في الهجوم على كسب ومحيطها.
وطالبت وزارة الخارجية السورية في رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن باتخاذ كل الإجراءات اللازمة والفورية لإدانة "التورط" التركي في دعم المجموعات "الإرهابية" المسلحة التي قامت بالهجوم على منطقة كسب.
على صعيد آخر، أعلنت "جبهة النصرة " الموالية لتنظيم "القاعدة" أن "أبا دجانة قتل على أيدي ميليشيات (البغدادي) غدرا، " في إشارة إلى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش).
ويتزعم "داعش" أبو بكر البغدادي المكنى بـ"الكرار"، بينما يتزعم "جبهة النصرة لأهل الشام " أبو محمد الجولاني الملقب "الفاتح".
مقتل رئيس المجلس العسكري في القلمون التابع لـ"الجيش الحر"
أ ف ب)
27 آذار 2014 الساعة 10:55
قتل رئيس المجلس العسكري في منطقة القلمون في ريف دمشق التابع لـ"الجيش السوري الحر" احمد نواف درة، مع خمسة مقاتلين آخرين في قصف جوي بالبراميل المتفجرة على منطقة فليطة ترافق مع اشتباكات عنيفة، بحسب ما افاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" وناشطون.
وقال "المرصد" في بريد الكتروني "استشهد رئيس المجلس العسكري الثوري في القلمون وقائد لواء سيف الحق الرائد المنشق احمد نواف درة، والمساعد المنشق بلال خريوش القائد العسكري للواء سيف الحق، واربعة مقاتلين اخرين، في قصف بالبراميل المتفجرة واشتباكات يوم امس مع القوات النظامية وحزب الله في محيط بلدة فليطة" في منطقة القلمون في شمال دمشق.
ونشرت صفحة "لواء سيف الحق" الذي يرأسه درة عبر موقع "فايسبوك" الليلة الماضية صورا لدرة ومساعده مع الخبر الآتي" "يزف لكم لواء سيف الحق قائده الرائد احمد نواف درة شهيدا للوطن والحرية مقبلا غير مدبر على جبهات العزة والكبرياء في القلمون في قرية فليطة بعد ساعات من اصابة بليغة".
ووصفت الصفحة درة بأنه "من أيقونات الثورة الرائعة في القلمون"، وقد "بقي غائبا عن الاعلام بكل أعماله طيلة مسيرته الثورية ومتشبثاً بأرض القلمون حتى آخر لحظة من حياته".
واشارت الى ان الرجلين كانا يعملان على "اسعاف الجرحى" الذين سقطوا في قصف بالبراميل المتفجرة في فليطة عندما قتلا.
وانشق درة وخريوش عن الجيش السوري في 28 شباط 2012. وقاما معا بتشكيل "لواء سيف الحق" الذي يعتبر من الالوية الاولى التي تشكلت ضمن "الجيش الحر"، وهو موجود خصوصا في القلمون.
واشار المرصد كذلك الى مقتل عدد من عناصر القوات النظامية والمسلحين الموالين لها في الاشتباكات.
وقال ان القصف الجوي استهدف مستوصف فليطة.
ونشرت صفحة "لواء سيف الحق" الذي يرأسه درة عبر موقع "فايسبوك" الليلة الماضية صورا لدرة ومساعده مع الخبر الآتي" "يزف لكم لواء سيف الحق قائده الرائد احمد نواف درة شهيدا للوطن والحرية مقبلا غير مدبر على جبهات العزة والكبرياء في القلمون في قرية فليطة بعد ساعات من اصابة بليغة".
ووصفت الصفحة درة بأنه "من أيقونات الثورة الرائعة في القلمون"، وقد "بقي غائبا عن الاعلام بكل أعماله طيلة مسيرته الثورية ومتشبثاً بأرض القلمون حتى آخر لحظة من حياته".
واشارت الى ان الرجلين كانا يعملان على "اسعاف الجرحى" الذين سقطوا في قصف بالبراميل المتفجرة في فليطة عندما قتلا.
وانشق درة وخريوش عن الجيش السوري في 28 شباط 2012. وقاما معا بتشكيل "لواء سيف الحق" الذي يعتبر من الالوية الاولى التي تشكلت ضمن "الجيش الحر"، وهو موجود خصوصا في القلمون.
واشار المرصد كذلك الى مقتل عدد من عناصر القوات النظامية والمسلحين الموالين لها في الاشتباكات.
وقال ان القصف الجوي استهدف مستوصف فليطة.
"رويترز": إيران وسوريا ستُسرّ بخلافات القمة العربية
في معركة وقعت في الآونة الأخيرة في بلدة يبرود شمالي دمشق طلب القطريون من الجماعات الاسلامية التي يمولونها الانسحاب من القتال في تحرك يهدف فيما يبدو لإغاظة السعودية.
الاربعاء 26 آذار (مارس) 2014
قمة الكويت سلّطت الضوء على الإنقسامات العربية، ولكنها، بالمقابل، جمعت العرب المنقسمين وأبقت "شعرة معاوية بينهم"! قبل القمة، كانت الشائعات قوية حول نية السعودية ودولة الإمارات في فرض حصار بري وجوي على قطر، ولكن الإنطباع السائد بعد القمة هو أن هذا الإجراء الإستثنائي لم يعد وارداً الآن. وذكرت عدة مصادر أن الملك عبدالله عبد العزيز لا يؤيد فكرة "الحصار" التي تصدم الرأي العام الخليجي وليس الكويتيين وحدهم.
الكويت الصغيرة لم تنجح في تسوية الخلافات العربية لأنها حالياً مستعصية على الحل، ولكنها أصرّت على إبقاء الخلافات، الخليجية وغير الخليجية، خارج "القمة" والحّت على التركيز على "الإيجابيات" وعلى المستقبل.
قد يكون وفاق الحد الأدنى الذي تحقّق مؤقتاً، ولكنه يمكن أن يشكل لبنة في مسار لم شملٍ عربي لا بدّ منه بمواجهة المشروعات الخارجية، الإيرانية مثلاً، وغيرها. وأيضاً، لمواجهة الإنقسام الشيعي-السنّي الكامن، والذي يشكل مشروع حرب أهلية عربية-عربية إذا لم يتم تداركه.
يبقى أن "المطوّلة" الواردة في البيان ضد سياسات إسرائيل تندرج في نطاق "تفاهمات الحد الأدنى"، ولكنها تهرّب من مواجهة واقعٍ خطير: فلا بدّ من الخروج من الصراع العربي-الإسرائيلي لوضع حدّ لمسلسل الإنهيار العربي. وهذا يتطلب وقفة شجاعة بدأت بمبادرة السلام العربية في بيروت في ٢٠٠٢، ولكنها توقّفت لأسباب عربية وإسرائيلية.
بيار عقل من الكويت
*
الكويت (رويترز) - اختتم الزعماء العرب قمتهم في الكويت يوم الأربعاء دون علامة تذكر على تحقيق تقدم في سبيل تسوية خلافاتهم حول دعم الإسلاميين في الاضطرابات التي تعم بعض أنحاء العالم العربي وهي نتيجة من المرجح أن ترضي سوريا وإيران في المنافسة الإقليمية مع مصر والسعودية.
وأقر الزعماء علنا في ختام القمة بحاجتهم إلى إنهاء الخلافات التي تؤدي إلى تفاقم الحرب في سوريا واضطراب الأوضاع في مصر والعراق.
وكان التوتر وراء الكواليس شديدا إلى حد يحول دون أي إمكانية لتحرك عربي مشترك ضد الرئيس السوري بشار الأسد أو اتخاذ موقف مشترك من إيران التي تسعى لتحقيق وفاق مع بعض دول الخليج وتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة.
وقال الكاتب السعودي جمال خاشقجي لرويترز إن الدول العربية لم تكن يوما على هذا القدر من الانقسام. وشبه استخدام بعض الدول للقنوات التلفزيونية الفضائية في بث آراء متعارضة على العالم العربي باستخدام زعماء دول مثل مصر وسوريا الدعاية الإذاعية في الماضي لكسب نفوذ إقليمي.
وقال خاشقجي إن العالم العربي عاد إلى زمن الحرب عبر الأثير وهذه الدولة تسب تلك مضيفا أن هذا أمر يبعث على أشد القلق.
ولا تقتصر الخلافات على الحرب السورية بل تتعداها إلى الربيع العربي بمجمله. فبعض الدول ترى أن انتفاضات عام 2011 أمر سلبي بالنسبة للعرب بينما ترى دول أخرى أنها تمثل "المسار الحقيقي للتاريخ".
وقالت ابتسام الكتبي استاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات إن الأسد وإيران مستفيدان من الخلافات بين دول الخليج. وانتقدت غياب التوافق على دعم معارضي الأسد السياسيين قائلة إنه لم تتخذ أي خطوات حقيقية لحل الأزمة السورية وإن المعارضة شعرت في القمة بأنها وحدها.
وأضعفت النزاعات التي ينبع أغلبها من الربيع العربي بعض الدول السنية البارزة بينما تسعى إيران الشيعية لتحسين علاقاتها مع العالم. كما يفيد غياب الوحدة سوريا حليف إيران التي تخوض حربا ذات بعد طائفي متزايد أدت إلى سقوط أكثر من 140 ألف قتيل ونزوح الملايين.
وقال كريستيان كوتس أولرخسن وهو خبير في شؤون الخليج في معهد بيكر في الولايات المتحدة "اختلاف الرؤى في بعض القضايا الأكثر صعوبة في إعادة ترتيب المشهد بعد الربيع العربي كبير إلى حد لا يمكن معه تخطيه على الأقل في اللحظة الراهنة."
نزاع معقد
تتفق الدول على إدانة محاولات الأسد لسحق انتفاضة بدأها مدنيون سلميون ومع ذلك تراكمت بينها الخلافات حتى باتت تمثل النزاع الأكثر تعقيدا منذ 25 عاما.
وكان العرب انقسموا بين مؤيد ومعارض لبغداد بعد غزو القوات العراقية للكويت في عام 1990 ثم طردها منها على أيدي قوة تقودها الولايات المتحدة ومثل هذا الانقسام السمة المميزة للدبلوماسية الإقليمية لسنوات لاحقة. لكن النزاعات الجديدة تتعلق بقوى سياسية نشطت بفعل الربيع العربي بعد عقود من القمع ولذا قد تستمر فترة أطول.
وتعهدت قمة الكويت في "إعلان" بإنهاء الانقسامات لكنها لم تصدر بيانا ختاميا وهو ما يكشف عن تعذر الاتفاق على مواقف مشتركة.
وغادر ولي العهد السعودي الأمير سلمان الكويت بعد ساعات. وأرسلت دولة الإمارات حاكم الفجيرة لتمثيلها في القمة فيما اعتبره محللون علامة تشير إلى عدم استعدادها لمناقشة خلافاتها.
ولم يبد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أي تغير في آرائه. وقال في كلمته أمام القمة "أنعشت التحولات الواسعة التي شهدتها منطقتنا خلال السنوات الثلاث الماضية آمال الشعوب العربية بمستقبل أفضل تستحقه" معبرا عن رأي يتعارض بشدة مع رؤية معظم دول الخليج.
وتبرز هذه الجملة إحدى نقاط الخلاف الأساسية بين الدول العربية وهي دعم قطر لجماعة الاخوان المسلمين المحظورة الآن في مصر والتي يعتبر حكام كثير من دول الخليج تصورها للحكم الجمهوري واتباعها أساليب تعبئة الأصوات للفوز في الانتخابات خطرا سياسيا محدقا.
وتتهم السعودية والإمارات والبحرين قطر بالتدخل في شؤونها الداخلية وسحبت سفراءها من الدوحة قبل ثلاثة أسابيع احتجاجا. وتشعر هذه الدول بالغضب لرفض قطر وضع حد لما تراه سيلا من الدعاية التحريضية لحساب الاخوان المسلمين تبثه قناة الجزيرة الفضائية.
السعوديون "حازمون للغاية"
كما تشعر هذه الدول بالقلق مما تعتبره تدخلا قطريا في اليمن. وتنفي قطر تدخلها في أي مكان لكنها تعهدت بعدم تغيير سياستها الخارجية التي تفترض فيما يبدو أن الاسلاميين هم المستقبل في السياسة العربية.
وقال دبلوماسي "السعوديون لم يريدوا التوافق بل أرادوا اعتماد الحزم الشديد مع قطر. وكان هناك مشاكل بخصوص الإخوان المسلمين ومستقبل مصر وسوريا. وقد فعلت الكويت كل ما بوسعها لتحقيق توافق لكن السعوديين كانوا حازمين للغاية."
وفيما يخص سوريا تدعم الرياض والدوحة جماعات إسلامية تقاتل قوات الأسد لكنهما تتنافسان على النفوذ بين تيارات المعارضة السياسية والمسلحة. وفي المقابل يلقى الأسد دعما سياسيا من العراق والجزائر ويحصل على اسلحة من روسيا ودعم عسكري واستشاري من إيران.
وذكرت الكتبي أنه في معركة وقعت في الآونة الأخيرة في بلدة يبرود شمالي دمشق طلب القطريون من الجماعات الاسلامية التي يمولونها الانسحاب من القتال في تحرك يهدف فيما يبدو لإغاظة السعودية. وسقطت المنطقة في وقت لاحق في أيدي الجيش السوري.
ومن بين الخلافات الأخرى اتهام بغداد لقطر والسعودية بدعم المقاتلين الاسلاميين في محافظة الأنبار العراقية. وينفي البلدان هذا الاتهام.
لكن ثمة خلافات أخرى قائمة بشأن ما تعتبره كثير من دول الخليج تدخلا في شؤونها من جانب إيران التي تنافس السعودية على النفوذ في المنطقة.
ويبدو أن عمان - وكذلك قطر بدرجة أقل - تتعاملان بهدوء مع مساعي إيران للعودة للساحة الدولية عن طريق تهدئة المخاوف بشأن برنامجها النووي. وتقول طهران إن مساعيها النووية سلمية لكن الغرب يخشى أن تكون تلك الأنشطة واجهة تخفي برنامجا للتسلح النووي.
واتهمت السعودية والبحرين طهران بتأجيج الفتنة بين الشيعة في البلدين. كما يشعر هذان البلدان والإمارات بعدم الارتياح لمسار التفاوض بين إيران والقوى العالمية لتسوية النزاع النووي.
وحث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الدول العربية على تجاوز الخلافات التي قال انها تعوق العمل العربي المشترك. وقال "الأخطار كبيرة من حولنا ولن نتمكن من الانطلاق بعملنا العربي المشترك إلى المستوى الطموح دون وحدتنا ونبذ خلافاتنا."
وبدا أن أمير قطر يوجه اللوم لرئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي بسبب تهميش الأقلية السنية في العراق التي تميل إلى اعتبار المالكي دمية في يدي إيران.
كما بدا أن الشيخ تميم يوجه رسالة لمصر التي أعلنت الاخوان المسلمين جماعة إرهابية. وأصدرت السعودية إعلانا مماثلا هذا العام.
وقال أمير قطر "لا يجوز أيها الأخوة أن ندمغ بالإرهاب طوائف كاملة أو نلصقه بكل من يختلف معنا سياسيا. فشأن ذلك أن يعمم الإرهاب بدل أن يعزله."
في معركة وقعت في الآونة الأخيرة في بلدة يبرود شمالي دمشق طلب القطريون من الجماعات الاسلامية التي يمولونها الانسحاب من القتال في تحرك يهدف فيما يبدو لإغاظة السعودية.
الاربعاء 26 آذار (مارس) 2014
قمة الكويت سلّطت الضوء على الإنقسامات العربية، ولكنها، بالمقابل، جمعت العرب المنقسمين وأبقت "شعرة معاوية بينهم"! قبل القمة، كانت الشائعات قوية حول نية السعودية ودولة الإمارات في فرض حصار بري وجوي على قطر، ولكن الإنطباع السائد بعد القمة هو أن هذا الإجراء الإستثنائي لم يعد وارداً الآن. وذكرت عدة مصادر أن الملك عبدالله عبد العزيز لا يؤيد فكرة "الحصار" التي تصدم الرأي العام الخليجي وليس الكويتيين وحدهم.
الكويت الصغيرة لم تنجح في تسوية الخلافات العربية لأنها حالياً مستعصية على الحل، ولكنها أصرّت على إبقاء الخلافات، الخليجية وغير الخليجية، خارج "القمة" والحّت على التركيز على "الإيجابيات" وعلى المستقبل.
قد يكون وفاق الحد الأدنى الذي تحقّق مؤقتاً، ولكنه يمكن أن يشكل لبنة في مسار لم شملٍ عربي لا بدّ منه بمواجهة المشروعات الخارجية، الإيرانية مثلاً، وغيرها. وأيضاً، لمواجهة الإنقسام الشيعي-السنّي الكامن، والذي يشكل مشروع حرب أهلية عربية-عربية إذا لم يتم تداركه.
يبقى أن "المطوّلة" الواردة في البيان ضد سياسات إسرائيل تندرج في نطاق "تفاهمات الحد الأدنى"، ولكنها تهرّب من مواجهة واقعٍ خطير: فلا بدّ من الخروج من الصراع العربي-الإسرائيلي لوضع حدّ لمسلسل الإنهيار العربي. وهذا يتطلب وقفة شجاعة بدأت بمبادرة السلام العربية في بيروت في ٢٠٠٢، ولكنها توقّفت لأسباب عربية وإسرائيلية.
بيار عقل من الكويت
*
الكويت (رويترز) - اختتم الزعماء العرب قمتهم في الكويت يوم الأربعاء دون علامة تذكر على تحقيق تقدم في سبيل تسوية خلافاتهم حول دعم الإسلاميين في الاضطرابات التي تعم بعض أنحاء العالم العربي وهي نتيجة من المرجح أن ترضي سوريا وإيران في المنافسة الإقليمية مع مصر والسعودية.
وأقر الزعماء علنا في ختام القمة بحاجتهم إلى إنهاء الخلافات التي تؤدي إلى تفاقم الحرب في سوريا واضطراب الأوضاع في مصر والعراق.
وكان التوتر وراء الكواليس شديدا إلى حد يحول دون أي إمكانية لتحرك عربي مشترك ضد الرئيس السوري بشار الأسد أو اتخاذ موقف مشترك من إيران التي تسعى لتحقيق وفاق مع بعض دول الخليج وتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة.
وقال الكاتب السعودي جمال خاشقجي لرويترز إن الدول العربية لم تكن يوما على هذا القدر من الانقسام. وشبه استخدام بعض الدول للقنوات التلفزيونية الفضائية في بث آراء متعارضة على العالم العربي باستخدام زعماء دول مثل مصر وسوريا الدعاية الإذاعية في الماضي لكسب نفوذ إقليمي.
وقال خاشقجي إن العالم العربي عاد إلى زمن الحرب عبر الأثير وهذه الدولة تسب تلك مضيفا أن هذا أمر يبعث على أشد القلق.
ولا تقتصر الخلافات على الحرب السورية بل تتعداها إلى الربيع العربي بمجمله. فبعض الدول ترى أن انتفاضات عام 2011 أمر سلبي بالنسبة للعرب بينما ترى دول أخرى أنها تمثل "المسار الحقيقي للتاريخ".
وقالت ابتسام الكتبي استاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات إن الأسد وإيران مستفيدان من الخلافات بين دول الخليج. وانتقدت غياب التوافق على دعم معارضي الأسد السياسيين قائلة إنه لم تتخذ أي خطوات حقيقية لحل الأزمة السورية وإن المعارضة شعرت في القمة بأنها وحدها.
وأضعفت النزاعات التي ينبع أغلبها من الربيع العربي بعض الدول السنية البارزة بينما تسعى إيران الشيعية لتحسين علاقاتها مع العالم. كما يفيد غياب الوحدة سوريا حليف إيران التي تخوض حربا ذات بعد طائفي متزايد أدت إلى سقوط أكثر من 140 ألف قتيل ونزوح الملايين.
وقال كريستيان كوتس أولرخسن وهو خبير في شؤون الخليج في معهد بيكر في الولايات المتحدة "اختلاف الرؤى في بعض القضايا الأكثر صعوبة في إعادة ترتيب المشهد بعد الربيع العربي كبير إلى حد لا يمكن معه تخطيه على الأقل في اللحظة الراهنة."
نزاع معقد
تتفق الدول على إدانة محاولات الأسد لسحق انتفاضة بدأها مدنيون سلميون ومع ذلك تراكمت بينها الخلافات حتى باتت تمثل النزاع الأكثر تعقيدا منذ 25 عاما.
وكان العرب انقسموا بين مؤيد ومعارض لبغداد بعد غزو القوات العراقية للكويت في عام 1990 ثم طردها منها على أيدي قوة تقودها الولايات المتحدة ومثل هذا الانقسام السمة المميزة للدبلوماسية الإقليمية لسنوات لاحقة. لكن النزاعات الجديدة تتعلق بقوى سياسية نشطت بفعل الربيع العربي بعد عقود من القمع ولذا قد تستمر فترة أطول.
وتعهدت قمة الكويت في "إعلان" بإنهاء الانقسامات لكنها لم تصدر بيانا ختاميا وهو ما يكشف عن تعذر الاتفاق على مواقف مشتركة.
وغادر ولي العهد السعودي الأمير سلمان الكويت بعد ساعات. وأرسلت دولة الإمارات حاكم الفجيرة لتمثيلها في القمة فيما اعتبره محللون علامة تشير إلى عدم استعدادها لمناقشة خلافاتها.
ولم يبد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أي تغير في آرائه. وقال في كلمته أمام القمة "أنعشت التحولات الواسعة التي شهدتها منطقتنا خلال السنوات الثلاث الماضية آمال الشعوب العربية بمستقبل أفضل تستحقه" معبرا عن رأي يتعارض بشدة مع رؤية معظم دول الخليج.
وتبرز هذه الجملة إحدى نقاط الخلاف الأساسية بين الدول العربية وهي دعم قطر لجماعة الاخوان المسلمين المحظورة الآن في مصر والتي يعتبر حكام كثير من دول الخليج تصورها للحكم الجمهوري واتباعها أساليب تعبئة الأصوات للفوز في الانتخابات خطرا سياسيا محدقا.
وتتهم السعودية والإمارات والبحرين قطر بالتدخل في شؤونها الداخلية وسحبت سفراءها من الدوحة قبل ثلاثة أسابيع احتجاجا. وتشعر هذه الدول بالغضب لرفض قطر وضع حد لما تراه سيلا من الدعاية التحريضية لحساب الاخوان المسلمين تبثه قناة الجزيرة الفضائية.
السعوديون "حازمون للغاية"
كما تشعر هذه الدول بالقلق مما تعتبره تدخلا قطريا في اليمن. وتنفي قطر تدخلها في أي مكان لكنها تعهدت بعدم تغيير سياستها الخارجية التي تفترض فيما يبدو أن الاسلاميين هم المستقبل في السياسة العربية.
وقال دبلوماسي "السعوديون لم يريدوا التوافق بل أرادوا اعتماد الحزم الشديد مع قطر. وكان هناك مشاكل بخصوص الإخوان المسلمين ومستقبل مصر وسوريا. وقد فعلت الكويت كل ما بوسعها لتحقيق توافق لكن السعوديين كانوا حازمين للغاية."
وفيما يخص سوريا تدعم الرياض والدوحة جماعات إسلامية تقاتل قوات الأسد لكنهما تتنافسان على النفوذ بين تيارات المعارضة السياسية والمسلحة. وفي المقابل يلقى الأسد دعما سياسيا من العراق والجزائر ويحصل على اسلحة من روسيا ودعم عسكري واستشاري من إيران.
وذكرت الكتبي أنه في معركة وقعت في الآونة الأخيرة في بلدة يبرود شمالي دمشق طلب القطريون من الجماعات الاسلامية التي يمولونها الانسحاب من القتال في تحرك يهدف فيما يبدو لإغاظة السعودية. وسقطت المنطقة في وقت لاحق في أيدي الجيش السوري.
ومن بين الخلافات الأخرى اتهام بغداد لقطر والسعودية بدعم المقاتلين الاسلاميين في محافظة الأنبار العراقية. وينفي البلدان هذا الاتهام.
لكن ثمة خلافات أخرى قائمة بشأن ما تعتبره كثير من دول الخليج تدخلا في شؤونها من جانب إيران التي تنافس السعودية على النفوذ في المنطقة.
ويبدو أن عمان - وكذلك قطر بدرجة أقل - تتعاملان بهدوء مع مساعي إيران للعودة للساحة الدولية عن طريق تهدئة المخاوف بشأن برنامجها النووي. وتقول طهران إن مساعيها النووية سلمية لكن الغرب يخشى أن تكون تلك الأنشطة واجهة تخفي برنامجا للتسلح النووي.
واتهمت السعودية والبحرين طهران بتأجيج الفتنة بين الشيعة في البلدين. كما يشعر هذان البلدان والإمارات بعدم الارتياح لمسار التفاوض بين إيران والقوى العالمية لتسوية النزاع النووي.
وحث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الدول العربية على تجاوز الخلافات التي قال انها تعوق العمل العربي المشترك. وقال "الأخطار كبيرة من حولنا ولن نتمكن من الانطلاق بعملنا العربي المشترك إلى المستوى الطموح دون وحدتنا ونبذ خلافاتنا."
وبدا أن أمير قطر يوجه اللوم لرئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي بسبب تهميش الأقلية السنية في العراق التي تميل إلى اعتبار المالكي دمية في يدي إيران.
كما بدا أن الشيخ تميم يوجه رسالة لمصر التي أعلنت الاخوان المسلمين جماعة إرهابية. وأصدرت السعودية إعلانا مماثلا هذا العام.
وقال أمير قطر "لا يجوز أيها الأخوة أن ندمغ بالإرهاب طوائف كاملة أو نلصقه بكل من يختلف معنا سياسيا. فشأن ذلك أن يعمم الإرهاب بدل أن يعزله."
رفيقي في السلاح قتلني
هي ليست فيلماً هندياً أو أميركياً. هي حقيقة تحدث، وحدثت كثيراً في الثورة السورية منذ بدايتها، وتحديداً منذ بداية الحراك المسلح وانشقاق الضباط عن الجيش السوري، وتشكيل الجيش السوري الحر، ومنذ أن أصبحت الطائفية واضحة المعالم في المشهد السوري. القصة تتمحور حول ضابطين في الجيش، أحدهما علوي والآخر سني، والتفاصيل ننقلها كما رواها لـNOW الضابط المنشق عن نظام الأسد.
أمضيا ثلاث سنوات على سريرين متجاورين في الكلية الحربية، تطوعا في العام نفسه، درسا الاختصاص نفسه، تخرجا في اليوم نفسه، شُكّلا الى المدينة نفسها، وخدما في مراكز قريبة من بعضها.
لم يكن هناك أي اختلاف بينهما سوى الانتماء المذهبي. كانا يجلسان ويتحدثان سراً عن ظلم النظام وقسوة أجهزة استخباراته وعن الكثير من الأمور، ولم يتحدثا يوماً عن الفرق بين مذهب وآخر.
عند وصولهما إلى رتبة نقيب، بدأت الثورة السورية، وبدأت معها الوجوه تتكشّف على حقيقتها. بعد مرور شهرين على بداية الثورة، نُقل الضابط العلوي إلى فرع المخابرات الجوية في دمشق، وكان دوره في قمع المتظاهرين فعّالاً. حاول كثيراً الضابط الآخر أن يذكّره بما تحدثا عنه لسنوات، لكن من دون جدوى، فالثورة بالنسبة إليه تهديد لطائفته. هي ليست الثورة التي تحدثا عنها، هي من وجهة نظره حركة تطرفية إسلامية متشددة لا أكثر من ذلك.
سأله ذات مرة إذا كان سيقتله في حال انشقّ عن الجيش وتواجها. كان جوابه: "أتمنى أن لا نلتقي إن فررت من الخدمة، وإن التقينا في ساحة معركة، فأنا حينها سأقتلك فوراً، ولا أعتقد أنك غبي لتفعل هذا.
كلاهما من مدينة حمص، وعندما بدأت المجازر في حمص، اختار الضابط السنيّ الانشقاق وقاتل في مدينته. ومع مرور الأيام، عاد الى دمشق حيث يقاتل بصفته قائداً لإحدى كتائب الجيش الحر.
في الغوطة الشرقية، كُتب لهما أن يلتقيا من جديد في بناء مهجور يتم القتال عليه بين الطرفين. ويقول الضابط المنشق: "تخيلت كل شيء إلا أن أجده واقفاً أمامي برشاشه. لا أنكر أنني شعرت بالخوف الممزوج بالشوق له، فهو أقرب إلي من روحي، وكان مخزن أسراري، كما كنت له ذلك أيضاً".
أضاف: "على الرغم من الرصاص المنهمر على المبنى، وقفنا ننظر إلى بعضنا البعض لدقائق معدودة من دون كلام، وكأن كل واحد منا يطلب من الآخر عدم المواجهة، إلى أن دخل أحد العناصر التابعين له، وكان يريد إطلاق النار علي، فما كان مني إلا أن قتلت العنصر فوراً، فيما توجه هو نحوي ليضربني بأخمص السلاح، وأعتقد أنه كان يريد أسري وليس قتلي، فلو أراد قتلي لفعل ذلك بكل سهولة".
"بدأ عراك بالأيدي استمر تسع عشرة دقيقة. في الدقائق الأخيرة سحب خنجره الحربي لطعني. كاد خنجره أن يصل الى كتفي الأيسر، ولم تنفع كلماتي له بأن يتوقف ويرحل، وكررت له جملة "لا تقتلني أنا أخوك"، ولكن كأنني كنت أنادي عقلاً مغلقاً لا يسمع أي كلمة. كاد الخنجر أن يدخل بالقرب من قلبي لولا طلقة من أحد عناصر كتيبتي جاءت في رأسه لأجد نفسي أبتلع قطرات من دمه داخل فمي"، يتابع الضابط المنشق.
ويختم: "أنا لم أقتله، ولا أنكر أنني لم أستطع ولن أستطيع قتله، ولولا تدخل العنصر، لكنت الآن ميتاً، لكنه قتلني عندما كان مصراً على قتلي، وكأنه يريد الانتقام من شيء ما. على الرغم من أن أهل حيّه والعديد من أقاربه كان لهم دور في قتل أبناء عمومتي وأقاربي في حمص، وعلى الرغم مما حدث، لم أحقد عليه ولم تكن لدي القدرة على أذيته. هو لم يقتلني، لكنه قتل كل لحظة كنت أؤمن فيها بأننا رفقاء درب وسلاح. لقد قتلني وقتل كل أبناء وطني".
أمضيا ثلاث سنوات على سريرين متجاورين في الكلية الحربية، تطوعا في العام نفسه، درسا الاختصاص نفسه، تخرجا في اليوم نفسه، شُكّلا الى المدينة نفسها، وخدما في مراكز قريبة من بعضها.
لم يكن هناك أي اختلاف بينهما سوى الانتماء المذهبي. كانا يجلسان ويتحدثان سراً عن ظلم النظام وقسوة أجهزة استخباراته وعن الكثير من الأمور، ولم يتحدثا يوماً عن الفرق بين مذهب وآخر.
عند وصولهما إلى رتبة نقيب، بدأت الثورة السورية، وبدأت معها الوجوه تتكشّف على حقيقتها. بعد مرور شهرين على بداية الثورة، نُقل الضابط العلوي إلى فرع المخابرات الجوية في دمشق، وكان دوره في قمع المتظاهرين فعّالاً. حاول كثيراً الضابط الآخر أن يذكّره بما تحدثا عنه لسنوات، لكن من دون جدوى، فالثورة بالنسبة إليه تهديد لطائفته. هي ليست الثورة التي تحدثا عنها، هي من وجهة نظره حركة تطرفية إسلامية متشددة لا أكثر من ذلك.
سأله ذات مرة إذا كان سيقتله في حال انشقّ عن الجيش وتواجها. كان جوابه: "أتمنى أن لا نلتقي إن فررت من الخدمة، وإن التقينا في ساحة معركة، فأنا حينها سأقتلك فوراً، ولا أعتقد أنك غبي لتفعل هذا.
كلاهما من مدينة حمص، وعندما بدأت المجازر في حمص، اختار الضابط السنيّ الانشقاق وقاتل في مدينته. ومع مرور الأيام، عاد الى دمشق حيث يقاتل بصفته قائداً لإحدى كتائب الجيش الحر.
في الغوطة الشرقية، كُتب لهما أن يلتقيا من جديد في بناء مهجور يتم القتال عليه بين الطرفين. ويقول الضابط المنشق: "تخيلت كل شيء إلا أن أجده واقفاً أمامي برشاشه. لا أنكر أنني شعرت بالخوف الممزوج بالشوق له، فهو أقرب إلي من روحي، وكان مخزن أسراري، كما كنت له ذلك أيضاً".
أضاف: "على الرغم من الرصاص المنهمر على المبنى، وقفنا ننظر إلى بعضنا البعض لدقائق معدودة من دون كلام، وكأن كل واحد منا يطلب من الآخر عدم المواجهة، إلى أن دخل أحد العناصر التابعين له، وكان يريد إطلاق النار علي، فما كان مني إلا أن قتلت العنصر فوراً، فيما توجه هو نحوي ليضربني بأخمص السلاح، وأعتقد أنه كان يريد أسري وليس قتلي، فلو أراد قتلي لفعل ذلك بكل سهولة".
"بدأ عراك بالأيدي استمر تسع عشرة دقيقة. في الدقائق الأخيرة سحب خنجره الحربي لطعني. كاد خنجره أن يصل الى كتفي الأيسر، ولم تنفع كلماتي له بأن يتوقف ويرحل، وكررت له جملة "لا تقتلني أنا أخوك"، ولكن كأنني كنت أنادي عقلاً مغلقاً لا يسمع أي كلمة. كاد الخنجر أن يدخل بالقرب من قلبي لولا طلقة من أحد عناصر كتيبتي جاءت في رأسه لأجد نفسي أبتلع قطرات من دمه داخل فمي"، يتابع الضابط المنشق.
ويختم: "أنا لم أقتله، ولا أنكر أنني لم أستطع ولن أستطيع قتله، ولولا تدخل العنصر، لكنت الآن ميتاً، لكنه قتلني عندما كان مصراً على قتلي، وكأنه يريد الانتقام من شيء ما. على الرغم من أن أهل حيّه والعديد من أقاربه كان لهم دور في قتل أبناء عمومتي وأقاربي في حمص، وعلى الرغم مما حدث، لم أحقد عليه ولم تكن لدي القدرة على أذيته. هو لم يقتلني، لكنه قتل كل لحظة كنت أؤمن فيها بأننا رفقاء درب وسلاح. لقد قتلني وقتل كل أبناء وطني".
No comments:
Post a Comment